[ النهـاية ]
تجلس على الأرضية الخشبية واضعت يدها على ثغرها تحاول كتم نحيبها بسبب الحرقة التي تجتاح قلبها
دموعها بلا توقف أخذت بالنزول حتى تورمت عيونها الخضراء و باتت تؤلمها ، و لكنها لم تكترث
فهي لم تعد تشعر بأي شئ سوى ذاك الوجع الذي في قلبها و الذي جعل منها في هذه الحالة
« أمي ! أبي يريد أن يطهو لنا العشاء اليوم ، أرجوكِ أسرعي و أنقذينا »
صوت فتاة يتذمر بلطف كان هو ما قاطعها لتهرع بسرعة و ترفع كفيها لتمسح أثار الدموع على وجنتيها
بسرعة رسمت إبتسامة ما إن حطَّت عينيها على إبنتها التي تتقدم نحوها بشفتين ممططتين بإنزعاج
و لكن ملامح هذه الصغيرة أخذت بالتغير ما إن حطَّت عيونها التي ورثتها من أمها على والدتها الجالسة على الأرضية ، و لكن ما لفت إنتباهها حقاً هو الإنتفاخ في عيونها و الإحمرار الذي إكتساه وجهها و بتلقائية أنزلت عيونها لما بين يدها و ما إن تأكدت أنه ما في بالها زفرت بإحباط و عاتبت والدتها بنبرة هادئة
« أولم تعديني أنكِ لن تفتحي تلك المذكرة ثانية ! »
بإرتباك أنزلت الوالدة أعينها للمذكرة التي تحتضنها بالقرب من صدرها فلمعت عيناها حزناً ما إن رأتها فتجيب إبنتها ببعض البحَّة إثر بكائها السابق
« أعلم ، و قد وفيت بوعدي و لكن .. لم أستطع منع نفسي من قراءتها اليوم »
تنهيدة ثقيلت خرجت من ثغر الشابة لتقترب بخطوات بطيئة من أمها و تتمتم بهدوء إلتقطته أذن الوالدة
« لقد مرَّ زمن ، ألن تتخطي ؟ »
إبتسامة باهت علت ثغر الأم و هي تمسح على شعر إبنتها و تتمعن في ملامح وجهها
لقد ورثت شفتيه و ذات إبتسامته الأرنبية ، أما الباقي فقد ورثته منها
« تخطيت بالفعل ، و لكن .. اليوم هي ذكرى وفاة والدكِ لذا أنا حزينة قليلاً ، لا تقلقي عليّْ أنا حقاً بخير »
همست أخر كلماتها بإبتسامة تطمئن بها قلب إبنتها القلق لتومئ لها الأخرى بتردد و غير تأكد إذ ما كانت كلماتها صادقة أم لا ، إقتربت أكثر نحو والدتها و حاطتها بعناق لطيف تواسيها بصمت و همست لها
« أعلم ، و لقد إشتريت الزهور كما أوصيتني كل سنة ، كما أن أبي أخبرني أنه من سيوصلنا إلى المقبرة لأن الجو بارد في الخارج »
همهمت لها والدتها بهدوء فحاولت هي أن تلطف الجو و ترسم البسمة على ثغرها لتمازحها قائلت
« يبدو أن أبي يحبكِ كثيراً حتى أنه أصر على أن يطبخ العشاء لنا الليلة رغم إمكانية ولوجنا إلى المستشفى بسبب طعامه و هذا فقط كي لا يجعلك تتعبين ، آآه يا لكِ من محظوظة لكسبك مثل ذاك الزوج المراعي و الرومنسي ، كم أحسدك ! »
و كما هي العادة نجحت في إغاظة والدتها و جعل القليل من الحمرة تكتسي وجهها ، هي بالفعل محظوظة لمثل ذاك الزوج ، فأي رجل قد يقبل بإمرأة مطلقة حامل و يتزوجها رغم علمه أنها لن تنجب له أطفالاً من صلبه و يخبرها بأنه سيكتفي بإبنتها و يحبها كما لو كانت منه !؟ دائماً ما تفكر على أنه كان تعويضاً لها من الحياة لما ظلمتها سابقاً
أيقظها من دوامة شرودها صوت زوجها الذي يطلب منها النزول هي و إبنتهم كونهم قد تأخروا عن الذهاب إلى المقبرة ، لطالما كان مراعي لها ، فلم يتذمر يوماً عن ذهابها لزيارة قبر زوجها السابق بل كان في أغلب الأحيان هو من يأخذها لها ، كما أنه من ساعدها في جعل إبنتها تتقبل كون جونغكوك هو والدها البيولوجي رغم علمها بأنه قد كان يتألم للغاية فهو حقاً أحب إبنتها من كل قلبه حتى أنها في بعض الأحيان تشعر أنه يحبها أكثر مما تفعل هي إلا أنه لم يظهر هذا أبداً بل و دعم قرارها كما هي بقيت قراراتها كمثل أن تعتني بوالد جونغكوك بما أنه بقي وحيداً لا عائلة له حتى أنه كان مستعداً لإستقباله في بيتهم إذ ما أرادت و لكنها رفضت ذلك كونها تعلم أنه لن يشعر بالإرتياح ، كما هو حالها
« أمي ! هيا ضعي الورود !! »
همست لها إبنتها تنبهها لتخرجها من فقاعة أفكارها لتمرر نظرها إلى إبنتها الوافقة بجانبها تحمل في يدها زهوراً بيضاء و من ثم أنزلت عينها لما في قبضتها تنظر لزهور الحمراء التي في يدها تتذكر كلماته الأخيرة
هزت رأسها كي لا تنغمس كثيراً في التفكير و تشرد ثانية ، إبتسمت بخفة و هي ترى إبنتها تضع الزهور على قبره و بعض التوتر في عيونها ، لم تكن واضحة ، و لكنها والدتها و تفهمها
لقد كانت صدمة لها أن تعلم أن والدها الذي تعيش معه و الذي تحبه ليس بوالدها و قد عانت كثيراً كما عانت هي و زوجها لجعلها تتقبل هذه الحقيقة ، رغم مضيّْ السنوات إلا أنها لازالت ترى التوتر في عيونها في كل مرة تقف و تقابل والدها الحقيقي ، و لكن ما جعلها تبتسم و تزورها الراحة هو أن هذا التوتر قد أخذ بالتلاشي في كل زيارة له
أبعدت عيونها عن إبنتها و صوبته نحو القبر الذي أمامها لتذبل ملامحها ، تقدمة و وضعت الزهور التي في يدها بجانب التي وضعتها إبنتها و كما هي العادة و في كل مرة تأتي فيها إلى تلقي هاتين الكلمتين فقط له و ترحل
« غفرتُ لك »
• النهاية •
- إستمعت كتير و أنا بكتب هالرواية لأني بحبها و مقتنعة بكل بارت فيها ♥ و بتمنى تكونو إنتو كمان حبيتوها ❤
أغلبيتكم طلب مني إني خلي النهاية سعيدة 😂 بعتذر كتير بس ماراح غيرها أنا مقتنعة فيها و أصلا كاتبة إنها رواية حزينة 😂
أنا لمحت أكثر من مرة كون جونغكوك بدأت أعراض الإكتئاب تصيبه بس إنتو ما تمعنتو فيها و ظنيتوه بس ندم
بما إنه أخر بارت فأتمنى أنكم تملأوه بتعليقاتكم و تجيبو على الأسئلة 💜
- هل تعاطفتو مع جونغكوك في الأول أم لا ؟ و شو السبب ؟
- شو أكثر بارت بكاكم ؟
- البارت المفضل ليكم ؟
- رأيكم بهالبارت و يلي كان أول بارت بيحكي عن البطلة المجهولة الهوية ؟
- رأيكم في النهاية ؟ و في الحياة البطلة بعد موت جونغكوك ؟
- بنت جونغكوك 😭 ؟
- رأيكم في الرواية ككل ؟ أي إنتقدات ( بإستثناء كون النهاية حزينة لجونغكوك ) ؟
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro