الفصل عشرون
مرحبا يا الغاليين
استمتعوا
*
هناك بعض البشر مهما كانت مكان الشخص الواقف أمامهم لن يتسامحوا معه فيما قرروا بشأنه أنه نقطة و انتهى
و كذلك هو فيما يخص موضوع والده و عائلته
حتى لو كانت من تقف أمامه الآن أون، لقد كان بالفعل يرمقها بنظرات غاضبة و حاقدة، لو لم يتمالك أعصابه كان هاجمها هي من فقط لبت دعوة والده بخجل
" أخبرتكِ بالفعل أنه لا يمكنك التدخل بيني و بين عائلتي "
حينها رمت بغضب الملف على مكتبه و ردت بقهر لكنها حافظت على ثباتها أمامه
" لم أكن سأتدخل ... حتى قبل أن تواجهني بتصرفك هذا أنا رفضت التدخل و كل ما فعلته أنني لبيت دعوة والدك "
فرد بغضب أكبر و تعنت بينما يشير باصبعه السبابة
" كنت تعلمين أنني ذهبت لمقابلته لذا وجب عليكِ رفض مقابلته لأنك تعلمين أنه سيستخدمك كورقة ضغط علي "
شدت على كفها و حاولت بكل ما تملكه من أعصاب أن تكون هادئة فلا تريد لمشكلة لا تخصهما أن تثير كل هذه الفتنة بينهما، هي لا ترغب بخسارته رغم طباعه المتطرفة التي أظهرها بوضوح الآن
" عندما يتصل بي و يقول يريد أن يراني لا يمكنني الرفض ... في النهاية هو والدك و نحن بعلاقة جديّة و وجب علي معاملته بود كما يعاملني "
حينها اقترب و أمسك ذراعيها بعنف يحركها صارخا في وجهها
" أخبرتك أن لا علاقة لك بهم ... لا تتدخلي بيني و بينهم ابقي بعيدة "
توسعت عينيها من رد فعله العنيف المفاجئ، بدى للحظة أنه شخص مختلف جدا عن ذلك الرجل الذي مدها بكل الحنان الذي افتقدته طوال حياتها ... امتلأت عينيها بالدموع و نفت محاولة التملص من بين كفيه هامسة
" سوف أبقى بعيدة ... "
تفلتت بالفعل من بين كفيه و غادرت مكتبه بينما تحاول السيطرة على دموعها، ما الذي حدث له و جعله يظهر هذا الجانب منه؟ ما الذي أخطأت به ؟ لما يسمح لنفسه أن يكون بينها و بين عائلتها و لا يسمح لها هي أن تكون كذلك معه ؟
لقد آلمها تصرفه و علقت بذهنها كلمة واحدة ... ابقي بعيدة، تعلم أنه لا يمكن أن يكون اذا كانت بعيدة لكنه قالها بالفعل و هذا جرحها
أما هو في مكتبه فقد صرخ بغضب و دفع كل شيء عن مكتبه ليتحطم ثم أمسك رأسه و دنى يجلس القرفصاء و تمتم بهوس
" أون ... لا تغضبِ و اللعنة مني لا تغضبِ "
أغمض عينيه ليشد أكثر على شعره ثم فتحهما و استقام و من بين كل ما ألقي على الأرض هو التقط الملف، فتحه ملقيا عليه نظرة ثم نفى
" اللعنة ما الذي يحدث ... لما يتصرف هكذا ، لما كل تصرف منه يؤثر على حياتي من جديد ؟ "
و بينما هو يقف بوسط الفوضى رن هاتفه بجيبه فأخرجه بسرعة و لهفة ضنا منه أنها أون لكن لم تكن هي، لقد كانت مين، تأفف بغضب و قطع الاتصال ليعيده لجيبه و قبل أن يتحرك محاولا البحث عنها حتى ينهي حزنها و الخلاف الذي حدث بسببه رن من جديد الهاتف فرد بغضب
" ما الذي تريدينه مني ؟ "
و بصوت منكسر هي قالت
" اتصلت لأودعك أخي ... "
سكن في مكانه للحظة ليشد على الهاتف بكفه، كأنه شعر أن هناك شيء مختلف ... شيء سيء قادم بالطريق
" مين ... "
" الحياة لا تناسبني يا أخي ... و أنت كنت تقول لي عندما كنت صغيرة أن الجنة ليس فيها ألم، ليس فيها حزن و لا حتى كره و تناسبني "
" مين اياك أن تفعلي "
" أنا أحبك أخي ... "
" أخبريني أين أنت مين "
صرخ بجنون بها و هي ردت بكل هدوء
" كن سعيدا مع أون و عد للمنزل أخي ... إنه ملاذنا الأخير جميعا "
و أقفلت الخط ليصرخ من جديد بقلة صبر ... إنه يوم يحمل أكثر مما يمكنه أن يتحمل
" مين لا تفعلي "
حاول الاتصال بها من جديد لكن الهاتف مقفل و في هذه اللحظة ركض نحو الباب، في كف يحمل الملف و الكف التانية يحمل الهاتف ، شعره مبعثرو ملامحه لا تبشر أنه بخير
ركض نحو المصعد و هناك ضغط على الأزرار بجنون حتى أقفل عليه، إنه يكره جدا لحظات الضعف هذه، هو كان صادق عندما أخبر مين أن الحياة لا تناسبها ولا زال عند رأيه، لكن لديه قناعة أن الجنة ليست من نصيب من يقتل نفسه
اذا كانت لا تريد الحياة على الأقل عليها أن تحصل على الجنة، فتح باب المصعد فخرج يركض نحو سيارته، استقلها و غادر يقود بسرعة و جنون ... لقد قالت أن المنزل هو ملاذهم الأخير جميعا
ضرب المقود و صرخ بأعلى صوت
" انتظري يا مين و ستذهبين للجنة أعدكِ ... "
*
منذ عادت لم تحدث أحد ... فقط جلست بمكتبها و استلمت التقرير الذي قدمه الدكتور بارك لتراجعه لعلها تهرب من صوته الذي لا زال يصرخ بها ... من غضبه الذي لا تصدق أنه بداخله
شعرت أنها لا تعرفه فجأة و لكن بذات الوقت هي تعذره ... تعلم أن ما مر به ليس سهلا
اقترب هي كيونغ من مكتبها و نضف صوته يلفت نظرها و قال بعد أن رفعت نظراتها نحوه
" محققة ايم لقد حققت مع زملاء الضحية في العمل "
" ما الذي وصلت له اذا ؟ "
فقرب منها التقرير الذي أعده ليقول
" في الواقع لم يقولوا الكثير لكنهم جميعا اتفقوا أنه كان شخصا مكروها ... و دائما كان يوقعهم في المشاكل بسبب تقربه من الفتيات أو النساء بطريقة لا يحببنها "
" كان متحرش ؟ "
" أجل .... "
قلبت أوراق التقرير ثم تنهدت بهم لتقول
" لا أدري ... هذا القاتل يفقدني صوابي، كأنه بدأ يلاعبنا، يضع جثث ضحاياه في أماكن لا يمكن أن تلتقطها كمرات المراقبة و كلما وضعنا واحدة في المكان السابق ستجده يغيره "
" من الواضح أنه يعرف ما الذي يقوم به ... و ليس من المستبعد أن يكون شخصا غير متوقع "
حينها رفعت نظراتها نحوه فجأة و توسعت
" أنت محق ... لابد أنه يعلم كل تحركاتنا، هل يعقل أنه يزرع كمرات أو أجهزة تنصت هنا في المركز ؟ "
" لا أعتقد ... المكان هنا شديد الحراسة "
" أو ربما يكون واحد منا ؟ "
هنا هو تغيرت النظرة بعينيه و رمقها باستخاف ليقول
" محققة ايم يجب أن أغادر فقد انتهى عملي .... "
غادر و هي رمقته بانزعاج ثم أعادت نظراتها لتقريره، ثم تقرير الطب الشرعي ولا شيء جديد سوى أن الضحية مختلفة و قُتلت بذات الطريقة
استقامت و اقتربت من النافذة تقف بجانبها حينها تذكرت أونجو و قررت السؤال عن حالها، بما أنها غاضبة من تشانيول فلديها الكثير من الوقت ربما
اتصلت بجدتها و ماهي سوى لحظات حتى أجابت الآخرى بتعب
" مرحبا أون "
" أهلا جدتي ... كيف حالك ؟ "
" لست بخير أون "
" هل أنت مريضة ؟ "
تساءلت بلهفة لترد جدتها بقهر
" لا ... لست مريضة و لكن مين جون اليوم انفصل عن أونجو و هي ليست بخير "
فشدت على كفها بقوة هامستا بشتم له
" الوغد ... أخبريها أن تتوقف عن عنادها و غباءها و تعود للدراسة التي أهملتها، ليس آخر رجل على ظهر الأرض "
" صدقيني لقد حاولت معها لكنها ترفض و تقفل على نفسها "
" الحمقاء ... اذا أتيت سوف أبرحها ضربا، غدا عندما أعود عليها أن تكون مستعدة للذهاب للجامعة و إلا ... "
حينها قاطعتها جدتها
" أون ... أنا آسفة يا ابنتي و لكن عليك أن تعلمي أمرا مهما "
" تقصدين مصيبة جديدة أليس كذلك ؟ "
حينها صمتت قليلا ثم ردت
" أونجو طردت من الجامعة منذ فصلين دراسيين "
حينها ابتسمت بسخرية غاضبة، مجددا شعرت بالقهر من كل شيء
" تبا لكم ... لا تتصلي بي من جديد و لا تنتظريني هل تفهمين ؟ "
قالتها بغضب و أقفلت الهاتف ثم التفتت لترميه على المكتب و جون هي هو الآخر استقام بينما يحمل معطفه و اقترب منها
" محققة ايم ... "
فردت بسرعة
" يمكنك المغارة جون هي فقد انتهى عملك "
أومأ ثم قال مودعا
" ليلة سعيدة ... "
أومأت فقط ثم عبست أكثر، اليوم كل شيء سيء قدم اليها و تكاثر على قلبها، كذب جدتها و أونجو عليها لاستغلالها و حتى تشانيول الذي تعود مواساتها تغير حاله اليوم لمجرد أنها قابلت والده ... حتى أنها أوضحت أن لا رغبة لديها للتدخل بينهما لكنه تصرف كما لا تعرفه أبدا
دفعت نفسها مرغمة، حملت الهاتف من جديد و هي الآن تريده ولا تحتمل حتى التفكير في الفراق ... لا تريد حتى أن يبقى الغضب بينهما، إنها بحاجته مهما كان متطرف التفكير و الأفعال
اتصلت بالفعل به، مرة فمرتين ... هذا الوقت الذي أغضمت فيه مين هي عينيها باستسلام بينما رسمت بسمة على شفتيها و دمعت هربت منها و هو أبعد كفيه عن رقبتها
ركض بجنون و وصل أخيرا حتى يحقق لها الجنة التي تريدها، حتى يُسكنها ذلك المكان الذي طالما قال أنها تستحقه، كانت كفيه ترتجفان و همس
" الآن يمكنكِ أن تكوني سعيدة مين ... الآن لا يمكن للألم أن يطالكِ "
رن من جديد هاتفه فاستقام مبتعدا عن جسد مين ... أخرجه من جيبه محدقا بها و أجاب، من أساسا سيتصل به غيرها هي التي لا تحتمل هجره، فتح فقط المكالمة و لم يقل شيء و هي قالت بقهر
" لا يمكنك أن تغضب مني فأنا لا يمكن أن أغضب منك "
" أون ... "
قالها بتعثر و نبرة تشبه نبرة البكاء التي تريد بالفعل السيطرة على صوته
" أنتِ بعيدة عني ... "
" تشان هل أنت بخير ؟ "
" مين كانت تريد الجنة ... لقد تعبت من الحياة "
" هل مين بخير ؟ "
حينها نفى محدقا بها الممددة على سريرها ميتتة بهدوء ... فقط تماما مثلما عاشت، تدارت تحت الظلال و لم تصدر الكثير من الفوضى و حتى في موتها كانت كذلك و هو ساعدها حتى لا يكون مصيرها الأخير الجحيم
لأنها لم ترد الدنيا هو فقط منحها الجنة و لم يحاول أن يعيدها للحياة
" إنها بخير للأبد ... مين في الجنة "
و بهلع تحدثت أون
" لما تتحدث بغرابة ؟ "
" مين ماتت ... "
صرخت بخوف و هلع في الجانب الآخر و في تلك اللحظة فتح باب غرفة مين بقوة و لم يكن سوى والده الذي ركض ما إن أخبروه الخدم أن تشانيول أتى و كان لا يبدو بخير بينما يركض نحو غرفة مين
كان هو لا يزال واقفا هناك و الهاتف على آذانه، اقترب منها والدها يسند ركبتيه على الأرض بقرب سريرها و أخوها مين جون وقف بقرب الباب محدقا نحوها بغير تصديق ثم أعاد نظراته لتشانيول الذي لا يبدو كما تعود عليه أبدا
" مين ... أرجوكِ يا طفلتي لا تعاقبيني أنت أيضا "
حركها بقوة و هي لم تستجب و كانت آخر قشة تقسم ظهر هذا الرجل الذي نخر قلبه الندم، هو لم يكن بخير و هناك من يحاول اسقاطه منذ أيام و الآن موت مين و أمام عينيه بهذه الطريقة كتبت نهايته
شعر بألم ينخر صدره فسحب كفه من على كف مين و وضعها على صدره و جون توسعت عينيه عندما رآه هكذا و أدرك أنه أخطأ جدا عندما استمع لأمه ... عندما نفذ ما قالته و غدر بوالده
وقع على الأرض فركض الاثنين اليه ... الابنين الذين نفرا منه كل بطريقته هاهما الآن يركضان إليه بعد أن انهار بيت الورق
*
في موقع العزاء كان يقف هو و بجانبه زوجة والده و بجانبها أخوه جون
يقفون مستقبلين التعازي و بقربهم وضعت صورة مين الباسمة، لقد عوض مكان والده الذي انهار و فقد قدرته على النطق و الحركة ... ما سعت له زوجته و ابنه تحقق بالفعل و لكن بعد خسارة فادحة
أون التي كانت تجلس بعيدا قليلا لم تبعد عينيها عنه، كانت مقهورة عليه و تشعر أن الجبال العظيمة تطبق على صدره، لقد فقد شخصا عزيزا على قلبه، الشخص الوحيد الذي كان يصرّ على البحث عنه و اعطائه حبه رغم طريقته القاسية في صدها
هي تدري أنه يحب مين جدا و الآن فقدها و فقد جزء من قلبه معها ... لا تدري هي أنه هو من عبّد لها الطريق نحو الموت، بل و افتك روحها منها حتى يجنبها الجحيم ... يال أفكاره التي تقيده، الموت بالنسبة له من بعده يوجد طريقان، واحد يوصلك للجنة في حالة كما حالة مين و أخرى تودي للجحيم اذا كان الميت قد قتل نفسه أو ضاع منه أحد أعضائه فهذه علامة واضحة على الاثم لأنه أتى لذلك العالم ناقصا
اقترب جون من والدته التي سعت لتهديم ذلك البيت الورقي كثيرا و هاهو انهار الآن فلما ليست سعيدة ؟ هي كانت دائما تهمل تلك الطفلة، ليس هناك أم لا تحب أطفالها لكن مين كانت مهملة من طرفها و كانت تعتقد أنه فقط دلال و أنها سوف تتغير
" أمي عليك أن ترتاحي ... "
أومأت بدون كلمة فسحبها و ابتعدا و هو ظل واقفا هناك، يحدق نحو الأرض و تعابير وجهه صامدة، لم تتحرك و لم تتغير، لم يذرف أي دمعة و أون خائفة عليه جدا
اقتربت ما إن ابتعدا الآخرين و وقفت بجانبه، أمسكت ذراعه بكفها و همست
" حبيبي ... "
حينها ابتسم و التفت لها و الدموع بعينيه
" إنها في الجنة و لن يصيبني الندم لأنها في مكان أفضل من الحياة "
و لتواسيه هي أومأت و ربتت على ذراعه
" مين كانت فتاة صالحة ... "
أبعد كفها عن ذراعه لكنه أمسك بها بقوة و رفع نظراته نحوها، قرب كفه الثانية و ضم بها وجنتها
" لنغادر ... لنبقى فقط أنا و أنتِ "
أومأت باسمة فغادرا معا و زوجة والده كانت ترمقهما بكره ولا تبعد عنهما نظراتها الحاقدة المليئة بالدموع، صرخت عندما علمت و قالت كان يمكنهم انقاذها فليس كل شخض يقدم على الانتحار سيموت
كانت علب الدواء بقربها فارغة بالفعل و هذا ما جعل الجميع يجزم أنه انتحار و تم الدفن بدون تشريح
أما هو فقد سلم نفسه لأون، أون التي لم تبتعد عنه منذ حلت المصيبة عليهم، سواء في المستشفى، في الدفن أو العزاء
صعدا للسيارة و هي من تولت القيادة و قبل أن تقلع هي حدقت به و تساءلت
" هل نمر لرؤية والدك ؟ "
كانت تتوقع أن يرفض لكنه فقط أومأ و هي شغلت المحرك لتنطلق بهما فلم يكن المستشفى بعيد و بعد مدة وصلا فنزلا و لاتزال كفه تحتمي بكفها الصغيرة، توجها نحو الغرفة و هناك هو أدار مقبض الباب و تركه يفتح محدقا بوالده
هو متأكد أن جون و أمه حاولا فعل شيء لكن موت مين فعل أكثر مما يمكن فعله و هذا لم يجعل فكرة أنهما مذنبين فيما حدث لوالده تبتعد عن تفكيره، إنهما بالفعل بدآ في تنفيذ خطتهما و النبيذ الذي أخذه جون كان به دواء اعتادت زوجته تسميمه به لمدة طويلة
و مع انفعاله بموت مين كان المفعول قوي و هاهو بات رجل عاجز ...
" تشان لندخل "
قالت هي فرد هو
" لقد ترجاني ... هو كان يدري أنه سوف يحدث له شيء سيء "
" تشان "
" لا يمكنني الآن سوى تفيذ رغبته و معاقبة جون و أمه ... "
عكرت حاجبيها غير راضية على كلامه
" ليس وقت هذا الكلام "
سحب كفه من كفها و التفت لها، ضم وجنتيها بفكيه و حدق بكل تفاصيها ثم همس
" انتظريني هنا ... سوف أتحدث مع أبي و نغادر "
أومأت هي محترمة رغبته و هو تقدم، أقفل الباب خلفه و اقترب من والده، دنى اليه قليلا و أمسك كفه ثم حدق بعينيه، ابتسم و نبس بخفوت
" مين في الجنة ... و أنا سوف أعاقب جون و أمه "
تحركت عيني والده في مكانه و هو واصل
" فقط لو كنتَ تستحق الجنة يا أبي صدقني كنت أرسلتك لها كما فعلت مع مين لكن يجب أن تظل في الحياة، الجحيم الذي يستحقه أمثالك و أمثالي ... سوف تبقى هنا و سوف أنتقم لك من جون و أمه و سوف تأخذ جزاءك هنا أولا "
و عندما قال جون والده توسعت عينيه و حاول أن ينفي ... يدري أن ابنه لديه أفكار متطرفة و غريبة، لقد أخبره عندما استعاد وعيه أنه من قتل مين و هو لا يريد منه أن يقتل جون كذلك ... لا يريد أن يلطخ يديه بمزيد من الدماء
" سوف أنفذ رغبتك و آخذ كل شيء منهما ... "
بسمته كانت الأكثر شرا لكنه بسرعة تلبس قناع الوداعة من جديد، هو ليس نادما و لن يندم أبدا
قبل جبين والده و ابتعد مغادرا و ما إن فتح الباب حتى استقامت أون التي كانت تجلس على أحد مقاعد الانتظار و في هذه اللحظة نائب والده و الرجل الذي رافقه طويلا اقترب بينما يحمل كوب قهوة
وقف هو بجانب أون و أمسك بكفها و عندما وقف بجانبه هو تحدث ببرود و كأن في كلامه الكثير من التحذير
" لا أريدك أن تبتعد عنه أو تسمح لجون أو أمه أن يقتربا منه ... إن زاراه لن تبتعد ثانية عنه "
" حسنا سيدي "
قالها مومئا و هو فقط سحب أون و غادر و هي في تلك اللحظة حدقت خلفها ثم أعادت نظراتها له لتسأله
" هل أنت بخير ؟ "
أومأ فقط دون أن يجيبها و غادرا و هذه المرة هو من قاد طوال الطريق للمنزل و هناك هي قررت تركه يرتاح قليلا محاولة أن تجهز له شيئا من أجل أن يأكله فهو أهمل نفسه جدا
تخلصت من سترتها و حذائها الرياضي كالعادة مسببة الفوضى و عملت بجهد لتجهيز حساء سريع التحضير مع بعض الأطباق الجانبية التي جلبتهم من بيت جدتها من قبل و عندما انتهت وضعت كل شيء بصينية و صعدت تأخذها له
وصلت بقرب باب غرفته فوقفت و طرقته بقدمها بما أن كفيها معا مشغولين و نادت
" تشانيول ... "
" أدخلي أون "
فتحت الباب و دخلت فكان لا يزال ببدلته، فقط ربطة عنقه التي فكها قليلا و نظاراته التي أبعدها، عكرت حاجبيها بعدم رضى و اقتربت تقول بلوم
" ألم تأخذ حمامك بعد ؟ ... "
وضعت الطعام على الطاولة القريبة من الأريكة السوداء و اقتربت، وقفت أمامه ثم دنت قليلا لتحاول فك الربطة و هو كان فقط يحدق بوجهها ، أبعدت الربطة و حاولت ابعاد سترته فهمس هو
" حتى الجحيم يمكن تحمله إن كنتِ موجودة فيه ... "
عكرت حاجبيها و تركت السترة محدقة به و هو قربها منه لتقف بين قديمه و أسند رأسه على خصرها شادا عليها بقوة
" لكن أنتِ تستحقين الجنة يا أون ... الجحيم لا يناسب قلبكِ "
ابتسمت هي و ضمته لها، ربتت على شعره و نبست
" عندما تكون أنت معي و تراك عينيّ ... عندما أشعر أني بقلبك سوف تكون تلك جنتي التي لن أرغب بمغادرتها "
" أنت لن تغادريه كوني متأكدة "
دنت تقبل رأسه ثم حاولت الانسحاب متحدثة
" عليك أن تأكل شيء "
و قبل أن تبتعد عنه هو استقام، أمسك بكفها قبل أن تبتعد نهائيا و سحبها له، ضم خصرها بذراعه التي التفت حوله و كفه الثانية ضم بها وجنتها، حرك ابهامه على وجنتها ثم دنى ليهمس بقرب شفتيها
" أحتاجكِ أون ... أحتاج وصالك و صدركِ يضمني له "
فتحركت مقلتيها محدقة بمقلتيه و رسمت بسمة بائسة لتهمس
" أنت لا تمتلك غير صدري أليس كذلك ؟ "
" لم يكن لي صدر حتى أتيت أنت "
" ماذا عن مين ؟ "
قالتها بحزن عليها و هو رد
" إنها في الجنة الآن فلا تتحدثِ عنها ... لنتركها و شأنها فهي اختارت مكانها و لا يجب أن نحزن عليها لأنها مرتاحة و نحن من نتعذب "
لا تدري كيف يقنعها بكلماته تلك ... فقط لو تدرك أن ما يقوله حقيقي أكثر من نظراته و صمته الآن، فقط لو تعلم أنه يعني كل كلمة و ليس فقط كلام يقوله لأجل أن يصبّر نفسه و قلبه
أغمضت عينيها و هو اقترب يسرق أنفاسها يحيي بها نفسه، صوتها، ضحكتها، دمعتها، شعرها و حتى جنونها كل شيء بها أعاد له الدنيا و زاد من ثقته بنفسه و بالوقت ذاته جعل من عدد ضحاياه يزداد ... كل من يزعج أو يقترب من أون سيكون ضحية بإصبع على صدره
فقد السيطرة على نفسه و تحرر من القيود فوجد نفسه يسحبها أكثر و هاهي كفيه تدخل تحت قميصها القطني الأسود و خلصها منه ليبتعد أخيرا عن شفتيها فضمت نفسها بذراعيها و قالت بأنفاس لاهثة بينما تحدق بعينيه
" ماذا عن الطعام ؟ "
حينها نفى و قربها من جديد إليه ليدفعها نحو السرير
" لا أريد غيركِ الآن "
نهاية الفصل عشرون من
" أصابع "
أتمنى انكم استمتعتم بالفصل و سعدتم به
ما رأيكم بالحدث ؟
تشانيول
أون
و إلى أن نلتقي كونوا بخير
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro