الفصل الرابع و العشرون
مرحبا بالغوالي
استمتعوا
*
حرقة في القلب طالته
جنون حلّ به ما إن بحث عنها و لم يجدها فجأة
كل أشياءها موجودة في مكتبها و لاشيء يدل أنها غادرت المركز
حتى كمرات المراقبة المجاورة للباب تؤكد أن أون لا تزال هناك بالداخل و هو لم ينسى كلمات زوجة والده
تحرك في مكتبها بجنون و ثورة بينما الجميع يقف قريبا منه لا يصدقون أنه هو نفسه الرجل الهادئ و الرصين، كأنهم يرون شخص آخر تماما، حتى الرئيس لي الذي اقترب محاولا تهدئته لم يسلم منه
" دكتور بارك اهدئ ربما هي تحاول لفت الانتباه ليس الا و... "
حينها هو لم يشعر بنفسه حتى كيف انقض عليه، فقط أمسك برقبته و عينيه التي كانت حمراء كانت سوف تخرج من محجريهما
" اخرس أيها الحقير اخرس "
قالها بكره بينما يشد على أسنانه و في النهاية خرجت بصراخ ليدفعه بقوة حتى وقع أرضا و الجميع هلع يساعده بعد تفاجئهم، من يريد الموت في هذه اللحظة يقترب منه و يقول أي كلام دون داعي
" تبا لي ... أليس هذا مركز شرطة في النهاية ؟ لما الأمن منعدم ؟ "
قالها بثورة مشيرا لهم جميعا ثم اقترب من هي كيونغ يمسك ياقته
" و أنت أيها الوغد أين كنت ؟ "
ثم التفت لجون هي ليترك الآخر و اقترب يمسك برقبة جونهي من الخلف شادا بقوة حتى تألم هذا الأخير
" اذا حدث لأون شيء سوف تدفعان الثمن صدقاني "
و هاهو يدفعه بقوة هو الآخر بينما جين هو يحدق نحوه و لا يصدق ... يكاد يقسم أنه سيحرقهم جميعا أحياء، الرئيس لي الذي كان يجلس في مقعد بعد أن تمت مساعدته حدق نحوه بحقد ... كيف له أن يعامله بطريقة مهينة كتلك و هو الرئيس في هذا المكان ؟
تنهد ثم رفع نظراته نحوهم جميعا و تساءل
" هل بحثتم في جميع أرجاء المركز ؟ "
فأجاب هي كيونغ
" أجل دكتور بارك ... كل مكان حتى فوق السطح "
و في هذه اللحظة كأن شيء طرق تفكيره ليقول بينما يرفع كفه قائلا
" لحظة ... لقد حدث اختراق حتى تم تعطيل كمرات المراقبة الداخلية أليس كذلك ؟ "
حينها أومأ جونهي مجيبا
" أجل ... تعطيل دام خمس دقاق ليس إلا "
" اذا التعطيل لم يكن من أجل الكمرات فقط بل حتى الأبواب لأن بطاقة أون نستها في المنزل "
قالها و ركض نحو الباب، فتحه ليتوجه نحو المختبر و الجميع تبعه، فتح بابه ثم دخل ... كان يبدو فارغ لا يوجد به أحد لكن هو دخل المشرحة و هاهو يقترب من ثلاجة الموتى، فتح أول باب، ثم الثاني و عندما فتح الثالث وجدها هناك فصرخ اسمها بجنون
" أون ... "
سحبها للخارج يحركها بقوة ولا يدري كيف عليه التصرف ... لقد عاقبته تلك المرأة بشدة و قتلت أون حبيبته، هذا ما فكر به في لحظات عسيرة كتلك
كانت بشرتها شاحبة و شفتيها زرقاء ... باردة كفيها و حتى وجنتيها لكن في تلك اللحظة اقترب جين هو بسرعة و قال
" دكتور بارك اسمح لي بفحصها ... "
هو الذي رفع كفيه يشد بهما شعره ابتعد خطوتين و جين هو وضع كفه على جانب رقبتها يتحسسها، سوف يجن اذا حدث لها شيء، سيقتل الجميع اذا هي ماتت بسببهم
" هناك نبض ... إنها حية "
حينها أبعده ليحملها و خرج بسرعة نحو مكتبه، وضعها على الأريكة صارخا
" شغل التدفئة بسرعة "
و بسرعة جين هو فعل، كفها التي أمسك بها لم تكن باردة جدا مثل المرة السابقة عندما علقا، لكنها لا تستجيب و هذا أمر سيء
" أون ... حبيبتي افتحي عينيكِ، أنا هنا و لن يقترب منك أي أحد بعد الآن... أون "
أمسك رأسها و قربها لحضنه حينها قال الرئيس لي
" سوف أتصل بالإسعاف "
لكن في تلك اللحظة رن هاتفه و عندما أخرجه كان رقما مخفي فغضبت ملامحه أكثر و شعر بالحقد يملأه، بعد أن تركها استقام بسرعة و أجاب بغضب
" من أنت أيها الوغد "
فظهر له صوت محجم حتى لا يعرف صاحبه و قال بنبرة منتصرة
" هذا تحذير صغير حتى تفكر جيدا بما تقوم به ... إنها فاقدة للوعي فحسب هذه المرة "
" أظهر نفسك و أخبر سيدتك أنها سوف تموت ... أنا سوف أقتلها "
أقفل الجانب الآخر الخط و هو تلفت حوله حتى رأى كمرى صغيرة مثبتة على اللوحة المقابلة فاقترب ينتزعها و الرئيس لي الذي كان يراقب مع الجميع تساءل
" ما الذي يحدث ؟ "
و هو رد بينما يعود لها
" لم يحدث شيء ... سوف نغادر "
حملها بين ذراعيه و الجميع توسعت نظراتهم ليقول الرئيس لي
" الاسعاف سيصل قريبا "
" ليس هناك داعي "
رد بينما يسير نحو الباب و جين هو تبعه بسرعة بينما الجميع ظلوا واقفين في المختبر، خرج و الرئيس لي حدق بمساعدي أون متسائلا بعدم تصديق
" ما الذي حدث الآن ؟ "
حينها نبس هي كيونغ يجيبه
" الدكتور بارك ضربك "
فاقترب منه يرفع بوجهه كفه التي يضمها بقوة
" لم أقصد هذا أيها الوغد ... ثم هو كان في حالة قلق و لا يمكنني لومه "
غادر بسرعة يتهرب بعد ذلك و هي كيونغ حدق نحو الباب بسخرية لينبس
" بالتأكيد لن تتمكن من لومه ... سوف يشرحك إن فعلت "
و جونهي الذي ابتسم اقترب يضم كتفه زميليه و سحبه
" هيا ... واضح أنها مشاكل لا تخصنا "
" هل رأيت كيف تحول الدكتور بارك ... ما الذي فعلته له المحققة ايم ؟ "
" سوف تقتلك اذا سمعتك ... قالت ناديها بالسيدة بارك "
" بالمناسبة "
قالها متحمسا ليهمهم الآخر بينما يغادران المختبر هما كذلك
" سوف تتغيب ليومين أو أكثر في هذه الحالة ... سوف نرتاح و تحول جميع القضايا للمكتب الموجود في المركز الرئيسي "
*
في غرفة الفندق شدت السيدة بارك على كفها و رغم ما فعلته لا تزال تشعر بالغضب و جون قال نافيا بعد أن غادر الرجل الذي كلفته بالمهمة و بعد أن رأت كيف كان يبدو عليه الجنون و الخوف على أون
و لكن ابنها لا يبدو مرتاحا، لا يوافقها على ما تقوم به لأنه يعرف أن أخاه لن يستسلم و أنه تغير عن ذلك الولد الذي كانت تجبره أمه على الاعتذار و الاذعان لها
" هل جننت أمي ؟ ... سوف يتهمك و يستطيع سجنك بكل سهولة "
حينها نفت لترد بثقة
" لن يسجنني ... إنه يحب الانتقام بنفسه "
" اسمعي أمي ... يمكننا السفر حالا خارجا و يمكننا العيش براحة، لا تنسي أننا نقلنا الكثير من المال "
فاستقامت هي و التفتت له ثم اقتربت تضم وجنته بكفها نافية
" اذهب أنت أولا ... أنا لن أتبعك حتى أنتقم لنفسي و لسنين التي ضاعت مع والدك هباء، والدك أخذ جزاءه لكن أخوك المختل سيرى الجحيم و سوف أجعله يبكي مثل أيام الماضي "
نفى غير مقتنع بما تقوله، ربما عندما كان طفلا كانت تستطيع السيطرة عليه و تعذيبه لكن الآن ؟ ... لا تدري أنها تواجه قاتل دون رحمة، رجل يقتل حتى أقرب الناس له معتقدا أنه يرسلهم للجنة و هي لمست جنته و هددت بزوالها
*
الغضب يسيطر عليه و يحثه على الذهاب و طعن تلك المرة دون توقف لكنه لغاية هذه اللحظة لا زال يحاول السيطرة على نفسه
الأهم من الجميع أون، عليها أن تستعيد وعيها أولا و يرى نفسه بعينيها ثم لاحقا سوف يعاقب تلك المرأة
لا يجب أن تعيش أكثر، عليها الموت ليقفل ذلك الأمر نهائيا
كان يقف بينما يضع كفيه بجيوب بنطاله، يحدق بها هي التي لا تزال نائمة بعد مرور أكثر من ساعة على عودتهما للمنزل
وقفت أولغا خلفه بعد أن طرقت الباب و سمح لها لتقول
" سيد بارك لقد فعلت كل ما أخبرتني به "
" يمكنك المغادرة الآن ... السائق ينتظرك في الأسفل "
" شكرا سيدي "
قالتها ثم التفتت تغادر و هو قال من جديد
" لا تأتي حتى أتصل بك "
" حسنا "
خرجت لتقفل الباب خلفها و بعد أن سمع صوته هو تنهد يرفع رأسه نحو السماء مغمضا عينيه، شد على كفيه و نبس بهمس
" سوف أرسلكِ للجحيم السعير أيتها الساقطة ... قريبا سوف تترجيني "
و ما إن أخفض رأسه و رمق أون بنظراته حتى رآها تتحرك فأخرج كفيه بسرعة من جيبه و اقترب منها، جلس على جانب السرير القريب منها يقربها منه مقبلا جبينها و هي نبست بتذمر
" ما الذي حدث لي ؟ ... رأسي يؤلمني "
" أنت بخير أون ... "
فتحت عينيها لترفع رأسها ناحيته و هو احتضن بكفه وجنتها ثم اقترب يقبل شفتيها و هي من تعلقت بقميصه بادلته بشوق و عندما ابتعد تساءلت من جديد
" كيف أتيت هنا و ما الذي حدث ؟ "
" لا تفكري بشيء الآن أون ... أنت معي و بخير "
و هاهي تعكر حاجبيها قائلة
" أذكر أن هناك مجرم هاجمني ... "
" سوف يجازى ... صدقيني أون سوف يجازى هو و من أرسله "
حينها اعتدلت ثم تساءلت بقلق عندما تذكرت بعض التفاصيل
" لقد بدى أنه يعرفني ... حتى أنه قال أمرا قبل أن أفقد وعيي "
و هو رد بينما يشد على كفها
" تلك كانت زوجة أبي ... هي من أرسلته "
توسعت عينيها و هاهي تغطي ثغرها بكفها لتهمس
" هل هي سيئة لهذه الدرجة ؟ "
" إنني أسوأ منها ... لقد حفرت قبرها صدقيني عندما مستك "
لا تزال تتجاهل كلامه تعتقد أنه كلام غضب ليس إلا
" أخبرني أين وجدتني ؟ "
حينها رسم بسمة جانبية بعيدة عن الموضوع و غضبه كليا ليرد
" من الأفضل ألا تعلمي "
" أخبرني .... "
قالتها ثم ضمت نفسها و تحركت بعدم راحة لتواصل
" أشعر بشعور سيء ...."
ثم شمت كفها
" أنني أتخيل رائحة حتى لا أدري كيف أصفها "
و هو بجدية قال
" لن أخبرك لكن سوف أجهز لك الحمام "
قبل رأسها و استقام منسحبا نحو الحمام و هي تنهدت ثم التفتت ناحية الطاولة و هناك رأت هاتفها موضوع فأخذته و عندما فتحته وجدت رسالة من مساعديها يطمئنان عليها فيها، فتحتها و عندما قرأت ما يوجد بها توسعت عينيها و صرخت بهلع كعادتها
" ثلاجة الموتى "
هو الذي كان في الحمام خرج بسرعة و عندما رآها تحمل هاتفها نفى متوعدا من أخبرها ... يبدو أن الكثير من الأصابع سوف تفقد
*
أخذت حمامها ، و شربت دواء مهدئ ثم استرخت و هاهي ستنزل من أجل العشاء رغم تأخر الوقت، الجيد في أون أنها لا تحب تفويت أي وجبة مهما كانت حالتها
اليوم هو من اختار لها ثيابها بينما كانت هي تسترخي داخل الحوض، ثوب نوم قاني اللون قصير مع بعض القماش الشفاف على صدره
ارتدت خفها بعد أن جففت شعرها بالمنشفة فقط و هو الذي خرج من غرفة ثيابه بعد أن غير ثيابه لثياب منزلية مريحة اقترب و أمسك بكفها، رفعها يقبلها ثم ضم كتفيها و قال بينما يتوجهان نحو الباب
" هل تشعرين بتحسن ؟ "
فردت بتذمر
" أنا بخير لكن لكما تذكرت أنني كنت بثلاجة الموتى أشعر بالرعب "
فقبل رأسها متوعدا زوجة والده ليرد
" أنت محظوظة لأنك كنت فاقدة للوعي داخلها أون ... دعكِ من التفكير بها و هيا العشاء ينتظرنا، أولغا جهزت لك طعاما دسما ثم غادرت "
كانا يسيران في الرواق عندما توفت ترفع نظراتها اليه متسائلة
" بالمناسبة لما لا تبقى هنا ؟ "
" لديها حياتها الخاصة و أبناءها فلما سألزمها البقاء هنا ؟ ... ثم أحب أن نكون وحدنا "
قالها يغمز لها و هي أرسلت له قبلة طائرة ... مع صوت في آخرها ، واصلا طريقهما حتى وصلا للأسفل فجلسا و أون لم تكن شهيتها مثل العادة و هذا ما جعله يقرب منها الطعام يرغمها على الأكل ... يحب شراهتها هو
" هيا أون افتحي فمك "
قالها مقربا شوكته منها فعبست ترد
" حبيبي لقد شبعت "
" لا تكذبِ ... أنت تتناولين عشرة أضعاف هذه الكمية "
" سوف أغضب منك "
" اغضبي بقدر ما تريدين ... هيا افتحي فمك "
و هاهي تفتحه و تناولت منه ما قدمه لها، أخذت المنديل و مسحت ثغرها ثم استقامت و اقتربت منه، وقفت خلفه و دنت قليلا تضمه من الخلف و قبلت وجنته
" حبيبي ما رأيك أن نسهر نشاهد فلما كوميدي حتى أنسى ما مررت به اليوم ؟ "
" بالتأكيد ... اختاري ما يعجبك و أنا سوف أتبعك "
" أحبك "
قالتها مقتربة من رقبته و في غفلة منه هي سحبت جلده بأسنانها ثم ركضت تهرب بينما وضع هو كفه مكان عضتها و التفت محدقا نحوها باستهجان و غضب
" هل جننت أون ؟ "
" انها علامة حب يا زوجي "
و هاهي ترسل له القبل الطائرة دون توقف و هو فقط حاول السيطرة على بسمته، إنه غاضب و هي تبعد غضبه مع كل حركة و هذا لا يناسبه ... يريد أن يبقى غاضبا حتى يعاقب من هددوا سعادته
من قائمة الأفلام اختارت واحدا قديما شاهدته كثيرا من المرات مع عائلتها و الآن سوف تشاهده مع أسرتها، إنه هو عائلتها و أسترتها الآن، هو كل روحها و عالمها، حتى الأشياء السيئة التي تحدث لها تنساها فورا و هي بحضنه
انتهى من الطعام ثم استقام يقترب منها و جلس بجانبها على الأريكة يسند نفسه على ظهرها فتمددت هي لتضع رأسها بحضنه، ابتسم محدقا بها ثم وضع كفه على رأسها مربتا على شعرها و دنى يقبل جبينها
" هل أنت مرتاحة أون ؟ "
" أجل حبيبي "
قالتها لتقبل فخذه و قهقهت و هاهو يسألها من جديد
" هل تشعرين بالبرد ... تريدين غطاء ؟ "
" لا ... المنزل دافئ جدا "
حينها رفعت نظراتها له ثم مدت شفتيه له و هو دنى يقبلها، التفتت تتابع الفلم و هو كان يتابعها هي، عندما تضحك يشعر بالفرح و الراحة و عندما تشتم يعكر حاجبيه بغير رضى و هكذا حتى اقترب الفلم من نهايته فنبس اسمها بهدوء بينما أنامله لا تزال تخلل شعرها
" أون ... "
و بينما نظراتها لا تزال على التلفزيون ردت تقول
" نعم حبيبي ؟ "
" ما رأيكِ أن تأخذي اجازة لمدة شهر أو شهرين ؟ "
حينها اعتدلت فجأة عندما أوقفت الفلم، حدقت ناحيته معكرة حاجبيها نافية
" بالتأكيد لا ... سوف أرتاح ليومين و أعود لعملي، تدري أن ظروف عملنا صعبة ولا يمكننا أخذ اجازة طويلة هكذا "
أمسك ذراعها بلطف و سحبتها تقترب منه حتى وجدت نفسها تستند بحضنه و هو حرك كفه على شعرها مجيبا
" أنت تعرضتِ لحادث أثناء العمل ... حادث تترتب عليه كثير من المشاكل النفسية و من حقكِ أن تحصلي على الاجازة "
" لكنني لا أريد "
و هاهي نبرة الدلال تعتلي صوتها و بهذا سيكون الاذعان لما يقوله قريبا
" اسمعي ... قررت أن نقيم الزفاف بعد شهر و هكذا أنت ستحتاجين للتجهيز و لن تكوني متفرغة و بعدها سوف نسافر لمكان دافئ و نقضي هناك شهر العسل "
" أنظر حبيبي أنت تضغط علي الآن بطريقة غاية في اللطف "
حينها ابتسم و اقترب يقبل وجنتها ثم كتفها ليرفع من جديد نظراته لها
" أنا غدا سوف أهتم بكل شيء و أنت فقط ابقي هنا و ارتاحي و بعد أن تستعيدي صحتك استعيني بجدتك و أختك لأجل التجهيز ... أنا وعدتك أن أقيم لك حفلا و ألبسك ثوبا أبيض "
و هاهي تضم بذراعيها رقبته لتقول و البسمة مرسومة على شفتيها
" لقد ألبستني واحدا بالفعل "
" لكنني لا أزال أرغب برؤيتك في واحد حقيقي ... "
" اذا كنت مصرّا حسنا "
" الثوب أنا سأختاره لك "
" لا يجوز ... رؤيتك له قبل الزفاف سيكون نذير شؤم "
" لا تنسي أننا متزوجين يا غبية "
قالها و اقترب يقبل شفتيها بسطحية ليحدق بعينيها و هي ابتسمت تومئ بخفة
" حسنا ... افعل ما تريد "
و هاهي عادت لتتمدد و تضع رأسها بحضنه، هي منذ بدأت العمل لم تفكر يوما في أخذ اجازة طويلة و تبدو هذه فرصة جيدة حتى ترتاح من تعب كل تلك السنين، حتى ترتب حياتها الجديدة ولا تدري أن هناك من يرتبها حسب معرفته و حسب مصلحته
صحيح أنه يحبها و يحسب حتى أنفاسها لكنه رجل لا يمكن التنبؤ بحركته التالية، إنه يموت من نظرة من عينيها لكنه مستعد أن يخسرها للجنة شرط ألا يخسر حبها و ترمقه بنظرات الكره
عليها أن تبقى بعيدة جدا كل هذه الفترة عن المركز و التحقيق و قضية القاتل ذو الأصابع، سوف يختتم سلسلة جرائمه قريبا و هي لا يجب أن تعلم بها ... ضحاياه الآن معروفين بالنسبة لها و هي سوف تلتفت له ما إن تعرف من هو صاحب الجثة لذا أفضل شيء يشغل بالها و تفكيرها به بعيدا هو الزفاف ... هو يشغلها به عنه
و هاهي أون المتعبة نامت حتى قبل نهاية الفلم و هو الذي كان غارقا في تفكيره انتبه أنها هدأت و ضحكها المسموع لم يعد كذلك
أبعد كفه عن رأسها يحدق بها و هي كانت تمدد ذراعها على الأريكة بجانبها و عندما دنى قليلا هي كانت نائمة بالفعل فرسم بسمة هادئة و قبل رأسها ثم قرر أن ينام هناك بجانبها و ألا يغير المكان
بهدوء هو أمسك برأسها ثم سحب الوسادة الصغيرة و وضعها تحت رأسها ليستقيم، أحضر غطاء خفيفا لهما ثم تمدد يضعه عليهما و هاهو يضمها له و هي بسرعة و رغم نومها إلا أنها اقتربت و ضمت خصره تسند رأسها على صدره
كيف له أن يكون هكذا معها و النقيض مع غيرها ؟
*
صباحا عندما فتحت أون عينيها وجدت نفسها لوحدها على الأريكة لكن عطره موجود فرسمت بسمة و اعتدلت تبحث عنه في الأرجاء لكن وقعت عينيها على ورقة قريبة فأخذتها
" صباح الخير حبيبتي ... كنت مضطرا للمغادرة في وقت مبكر لكن جدتك و أختك و موك سوف يقضون اليوم معكِ، سوف يصلون قريبا و قد يصلون حتى قبل أن تقرئي الملاحظة فاستمتعي معهم إلى حين عودتي ... لقد أخذت هاتفك و أقفلته حتى لا تتلقي أي اتصال مزعج من الرئيس لي "
ابتسمت هي ثم وضعت الورقة على الطاولة و ما إن أبعدت الغطاء من عليها حتى سمعت الجرس و صوت موك
" أختي أون افتحي ... "
ابتسمت هي بسرعة ثم استقامت و ركضت بسرعة ناحية الباب و عندما فتحته قفز هو عليها حتى كادت تقع و الجدة من خلفه حاولت سحبه بقوة
" أيها الأحمق ألم أحذرك من فعل كهذا ؟ ... يجب أن تكون حذرا معها "
ابتعد موك عن أون و هي تألمت قليلا حينها اقتربت الجدة منها متسائلة
" هل أنت بخير أون ؟ "
" بخير جدتي لا تقلقي لكن هذا الولد العملاق سيكسر ظهري في يوم من الأيام "
حينها عاودت الجدة ضرب ذراع موك و أونجو تقدمت من خلفهم تحمل حقيبة الطعام
" مرحبا أختي ... "
حينها فتحت أون ذراعيها لها
" تعالي إلى هنا يا فتاة ... قدمتِ في وقتك أنا بحاجتك "
و هكذا أقفلوا الباب و أون غرقت في سعادتها مع عائلتها أما في المركز و في مكتب الرئيس لي كان يجلس تشانيول مقابلا له و الآخر يقرأ الورقة التي سلمها له ثم نفى رافعا نظراته نحو تشانيول قائلا
" أنت تمزح معي أليس كذلك ؟ "
حينها رد تشانيول بكل برود و جدية
" و هل أنا شخص يمزح رئيس لي ... وقع رجاء "
حينها نفى برفض
" لن أوقع قبل أن أتحدث مع المحققة ايم أولا "
" إنها بارك الآن ... "
" أيا كانت أريد التأكد منها أولا ... هي ليست شخصية ستضحي بمسيرتها لعشر سنوات من أجل حادثة كهذه "
" اذا هل أنا أكذب ؟ "
قالها محدقا في عينيه ولا يدري الرئيس لي لما شعر بالخوف و الرهبة منه ليرد
" بالتأكيد لست تكذب ... لكن ما رأيك أن تأخذ اجازة طويلة و خلالها تفكر ؟ "
" هي قررت الاستقالة و لن تتراجع، ... لا تحتاج للعمل و أنا لن أسمح أن تعرض نفسها للخطر من جديد "
و هاهو يتنهد الرئيس لي باستسلام
" إنها ترتكب أكبر غلطة في حياتها "
وقع خطاب الاستقالة ثم سلمه له و هو استقام ليتساءل الرئيس لي
" أنت لن تترك العمل كذلك صحيح ؟ "
و ببسمة جانبية منتصرة هو رد قائلا
" بالتأكيد لن أتركه ... و الآن إلى اللقاء "
و بعد أن أقفل الباب هو نفى و حاول الاتصال بها فكان الهاتف مقفل فقال بغير رضى
" لا أصدق أن المحققة ايم قررت الاستقالة بسهولة "
نهاية الفصل الرابع و العشرون من
" أصابع "
رأيكم بلي فعله تشانيول ؟؟؟
ترى كيف ستعلم أون و كيف سيكون رد فعلها ؟
تبقى فصلين على النهاية فامنحوا الرواية الحب و إلى أن نلتقي من جديد كونوا بخير
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro