Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل الثاني

مرحبا بالغاليين على وسامي

استمتعوا بالفصل

*


العمل كفريق

جملة قد يرتاح لها الكثيرون، لكن هناك أيضا بعضا من غير هؤولاء الكثيرون لا يستسيغونها

إلا أن بعض الأعمال تحتاج للعمل كفريق

في سيارة الشرطة الخاصة بالمركز تنّقل الفريق المكون من المحققة ايم و الطبيب الشرعي بارك و مساعدها هي كوانغ لمسرح الجريمة القريب منهم

كانت هي من تقود و الدكتور بارك يجلس بجانبها و هي كوانغ في الخلف يتمسك بالمقعدين و عينيه متوسعتين بينما قلبه يدق بشدة

هذه المحققة المتهورة كما يعتقد سوف ترتكب جريمة في حقهم قبل أن يصلوا لموقع الجريمة

" قائدة الفريق ايم بهدوء أرجوكِ "

قالها هي كوانغ و هي رفعت نظراتها نحوه من خلال المرآة لترد

" ماذا هل ستبلل سروالك خوفا أيها المحقق ؟ "

مستهترة و عديمة الأخلاق، هذا ما فكّر به الجالس بقربها و الذي رمقها بنظرة لم تحبها أبدا فالتفتت له قائلة بتبرير

" أنت تدري أنه يجب علينا الوصول قبل أن يدمر من هناك الأدلة "

ضم ذراعيه لصدره دون أن يجيبها و هي زادت من سرعتها عندما استفزها رد فعله، يعاملها تماما كحمقاء منذ قابلها فكلما حدثته تجاهلها بايماءة، توعدته لكن في وقت لاحق بما أن الأيام التي ستجمعهما طويلة و لا تزال في بدايتها

بعد فترة توقفت السيارة أخيرا أين كانت تتوقف سيارات الإسعاف و هي نزلت متقدمة نحو المدخل و من بعدها نزل الدكتور بارك و المحقق هي كوانغ الذي نبس بهدوء بينما يحدق بها ترفع شارتها للشرطي الموجود بقرب المدخل

" دكتور بارك هل تعتقد أنه يمكننا العمل معها ؟ "

أخرج هو حقيبة العمل متوسطة الحجم ليقفل صندوق السيارة ثم حدق به و نفى راسما بسمة سخرية

" إن كنت عملت معكم ... بالتأكيد يمكنني العمل معها، على الأقل لديها ماضي مشرف أيها المحقق "

قالها ثم تقدم نحو المنزل الذي يعتبر الآن مسرح جريمة و هي كوانغ أشار لنفسه هامسا

" هل أهنت نفسي بنفسي للتو ؟ "

قالها ثم نفى و تبعهما هو الآخر، أما في الداخل فأون اقتربت من الجثتين، في الواقع هي جريمة صعبة، انسانيا هي صعبة فالضحيتين طفلتين، أختين واحدة في الثامنة و الأخرى في العاشرة

وقفت و حدقت بهما معكرة حاجبيها ثم تلفتت حولها فرأت الدكتور بارك يتقدم بينما يحمل حقيبته، اقتربت منه عندما وضع الحقيبة أرضا و أخرج قفازين من جيبه يرتديهما بينما الجميع يرتدي في أقدامهم أكياس خاصة من أجل الأثار

" ليس هناك بقع دم في مسرح الجريمة "

قالتها و هو رفع نظراته نحوها ثم ألقى نظرة على الجثتين و أومأ

" أعتقد أنه سم "

" ليتما تفحص الجثتين مبدئيا أنا سوف أتفقد الأجواء و العائلة "

لم يجبها و تقدم نحو عمله و هي تلفتت حولها فرأت امرأة عجوز تجلس على الأريكة و تبكي بشدة بينما بقربها يجلس رجل يبدو في العقد الثالث من عمره فاقتربت هي منهما و نبست بينما تخرج شارتها

" المحققة ايم ... "

رفعت المرأة نظراتها نحوها و زاد بكاءها و هي تحدثت بعملية

" سيدتي هلا تحدثنا قليلا ؟ "

أومأت المرأة بينما تجفف دموعها بمنديل تحمله فاقتربت أون أكثر و جلست بقربها ثم أخرجت دفترها و القلم

" الاسم ، السن و صفة قرابتك من الضحتين لو سمحتي ؟ "

" كيم جيونغ ، سبعة وستون سنة ... الضحيتين حفيدتي "

أومأت أون بينما تكتب المعلومات أما الدكتور بارك فقد دنى يجلس القرفصاء بقرب الجثتين، ملامحه لم تتعكر و لا حتى مشاعره فهو تعوّد على أشياء كهذه و ربما أفضع، أثناء مزاولة عمله عليه التخلص من كل ذرّة خوف في قلبه أو مشاعر يمكن أن تعيق مسار عمله

قرب كفه من وجه الفتاة الأولى و عندما حركه رأى رغوة كانت على جانب فمها و عندما تفقد الثانية كان كذلك الأمر، تفقد عيني الضحيتين محاولا تقدير وقت الوفاة أوليا ثم استقام و في تلك اللحظة اقتربت أون التي انتهت من أخد المعلومات من الجدة و الخال ، ذلك الرجل الذي كان يهدئها هو خال الضحيتين و الذي اكتشفهما

رفع نظراته لها و قال

" تسمم كما اعتقدنا ... لكن يجب نقلهما لمشرحة المركز حتى يتسنى لي العمل بدقة أكبر "

" اذا سوف أخبرهم أن ينقلوا الجثتين ثم نعمل على مسرح الجريمة "

أومأ و هي التفتت تبحث عن هي كوانغ بنظراتها و عندما لم تجده نبست بسخط

" الوغد أين اختفى ... "

قالتها و انطلقت كالسهم تبحث عنه و الآخر فقط دفع نظاراته نحو فوق ثم تابع سيره نحو الخارج

*

في المنزل وقفت جدة أون و شقيقتها أونجو أمام المرآة

حدقت أونجو بنفسها و زينتها و ثيابها الراقية ثم حدقت بجدتها من خلال المرآة لتلتفت لها

" جدتي ... أون ستقتلنا اذا علمت بأمرنا "

عكرت الجدة حاجبيها بعدم رضى ثم ضربت ذراع أونجو مؤنبة اياها

" كيف لك أن تقولي مثل هذا الكلام ؟ ... من جدة الثانية أنا أم أون ؟ "

فرسمت بسمة خائفة لتقول الصدق في النهاية

" في حقيقة الأمر تبدو كأنها هي جدتك و ليس العكس "

رفعت كفها بوجهها و قالت بتهديد

" فقط لو لم تكوني ذاهبة لموعد مدبر أيتها الفتاة الوقحة ... "

" أنظري للنقود التي نخسرها بدون أن نستفيد ... أون "

فقاطعتها الجدة بحدة بسرعة

" اخرسي ولا تذكري اسم أون ... يكفي أنني أرتعد لوحدي كلما تذكرت نظراتها و صراخها "

سلمتها الحقيبة الراقية ثم ارتدت هي أخرى معطفها و أمسكت بذراعها و سحبتها لتغادران المنزل، سارتا معا في الحي و كانت أونجو متألقة للغاية، قليلا فقط ثم أوقفتا سيارة أجرة و صعدتا و في هذه اللحظة وقف موك الذي كان عائدا من المدرسة بعد أن طرده المدير

كان يضع كفيه معا بجيوب بنطاله و يفكر بطريقة يخبر بها أون أنها يجب أن تذهب مرة أخرى و تقنع المدير أن يعيده قبل الامتحان

عكر حاجبيه بينما يفكر ما الذي يمكن أن تقوما به جدته و أونجو في الخفاء و بعيدا عن مسامع أون، حرك كتفيه مرة أخرى بعدم اهتمام ثم قرر أن يدخل للمنزل و يستمتع بوقته قبل عودة أون

*

خرجت من غرفة التحقيق و هي تشعر أن رأسها سينفجر بعد الاستنتاج الذي وصلته من خلال تحقيقها مع الجدة و الخال، سارت نحو مكتبها و قبل أن تدخل سمعت اسمها بصوت الدكتور بارك

" محققة ايم ... "

كفها التي كانت ترفعها بينما تحمل البطاقة أخفضتها و التفتت له، حسنا توّضح أنه أثناء العمل كل منهما تجاوز ذلك الخلاف الصغير الذي نشب بينهما بسبب تغطرس كليهما

" تقرير الطب الشرعي "

قالها بينما يقدم لها التقرير و هي أخذته منه ثم فتحته، ألقت عليه نظرة و ليست في الحقيقة بالقضية العصيّة، أقفلت التقرير و رفعت نظراتها نحوه

" شكرا لك دكتور بارك ... "

قالتها و هو تساءل

" هل وصلت التحقيقات للمشتبه به ؟ "

فأومت تجيب

" الأب هارب منذ سنوات من العدالة بسبب تورطه في تهريب ممنوعات و الأم كانت على خلاف معه، خصوصا منذ ثلاثة شهور اشتد الخلاف بينهما "

حينها أومأ هو و أجاب بثقة كبيرة

" انتحار الانتقام الأبوي "

" هذا ما أعتقده أنا أيضا ... تبا لها كيف تمكنت من قتل ابنتيها "

قالتها بغيض و هو حرك رأسه نافيا

" هل تأثرتِ ؟ "

" أحاول ألا أفعل لكن كلما فكرت في الوضع من بعد شهادة الجدة و الخال أشعر بغضب كبير "

" العالم مليئ بالمرضى النفسيين "

هذا ما قاله ثم انصرف عائدا لمكتبه في المختبر و هي ألقت نظرة جديدة على التقرير ثم فتحت الباب و دخلت للمكتب حينها اقترب منها جون هي بسرعة و قال بينما يقدم لها جهاز لوحي عليه فيديو من كمرات المراقبة

" محققة ايم ... لقد وجدت الأم على الطريق بعد أن دخلت في حادث "

أخذته حتى تلقي عليه نظرة متسائلة

" أين هي الآن ؟ "

" في المستشفى "

فوضعت الجهاز على المكتب القريب لتقول

" اذا هيا حتى نحضرها إلى هنا و أخبر هي كيونغ أن يذهب مكان الحادثة و يعاين السيارة "

" حسنا "

قالها و نفذ بسرعة و هي وضعت التقرير على مكتبها ثم غادرت تسبقه و هو اتصل بهي كيونغ الذي عندما رد هو صرخ به

" أين اختفيت أيها الأحمق ؟ "

" ذهبت لاحضار القهوة من المقهى المجاور "

" سوف أرسل لك احداثيات مكان اذهب هناك و عاين سيارة تعرضت لحادث ... إنها تخص أم الضحيتين "

*

جلست أونجو على الطاولة التي حجزتها لها جدتها و في مكان قريب، خارج مطعم الفندق و على بعد جدار زجاجي كانت جدتها تجلس على مقعد منفرد

المطعم الذي حجزت لها به هو مطعم داخل فندق راقي فالجدة تحاول أن تصطاد لحفيدتها أونجو زوجا غني حتى تضمن لها حياة رغيدة و مريحة أما أون فقد فقدت منها الأمل

لا عملها ولا وقتها ، و لا حتى شكل جسمها يسمحون لها في الخروج لمواعيد مدبرة ، مع أن وزنها ليس بالكبير جدا، هي فقط تبدو ممتلئة الجسد و هذه طبيعتها

ثم الأهم من كل ما ذكر سابقا هو طريقة تفكيرها ... إنها تكره أن تشارك حياتها مع شخص فيكفي أن هناك طفيليات بغيضة تشاركها هذه الحياة رغما عنها، ليست مجنونة لتجلب لنفسها مصائب أخرى هي في غنى عنها

حدقت أونجو حولها و عندما لم ترى أي شاب هناك راسلت جدتها

" جدتي هل أنت متأكدة من الموعد ؟ "

لترد الأخرى عليها

" أجل ... لا تكوني عديمة الصبر، اهدئي و رتبي نفسك، تصرفي بطريقة راقية هل تفهمين ؟ "

" حسنا جدتي و لكنني خائفة من أون ... ماذا اذا أمسكت بنا و كشفت أمرنا ؟ "

" سوف نموت و لكن الآن فكري في الحياة التي قد تحصلين عليها "

و بينما هي مشغولة بالهاتف سمعت صوتا من خلفها

" هل أنت الآنسة ايم أونجو ؟ "

تركت بسرعة الهاتف على الطاولة و استقامت لتلتفت، بدى صوته ساحرا و تخيلت لوهلة أنه شاب وسيم و ذو بنية جسدية رائعة لكن ما إن التفتت حتى تحطمت أحلامها

بدى الرجل في منتصف الأربعينات، كما أنه يمتلك صلعا واضح في شعره

رسمت بسمة متكلفة ثم ردّت بينما تمد كفها نحوه

" أجل أنا هي "

" أنت جميلة للغاية "

و هي كانت سترد

" و أنت بشع للغاية "

لكنها ابتسمت و واصلت هذه المهزلة التي تعرضها لها جدتها، كلتاهما طمّاعتان و تحفران عن الذهب و بينما تفعلان ذلك تضيعان أموال أون التي تعتقد أنها تساعد بها شقيقتها من أجل انهاء دراستها

ترى ما الذي ستفعله بهما عندما تكتشف أن الجامعة طردت أونجو نهائيا ؟

*

توسعت عيني موك بغير تصديق و هو ممسك ببطاقة أون المصرفية التي نستها أونجو على طاولة غرفة المعيشة

لكن سرعان ما رسم بسمة شريرة و عينيه اختفت بسبب وجنتيه الباسمة

" لا أحد في المنزل و أنا اشتقت للوجبات الخفيفة "

قالها ثم ركض بسرعة نحو الباب ليغادر المنزل نحو أقرب متجر موجود في الحي، دخل و تبضع هناك كأنه ملك، اشترى الكثير و الكثير من الوجبات الخفيفة و لم ينسى علبة سجائر كما أنه قام بتأجير أفلام كثيرة حتى يمرّ وقته في المنزل

عاد بعد أن صرف الكثير و لكي لا يكشف هو وضع البطاقة بغرفة أونجو، إنها معروفة بتضييع الأشياء الصغيرة خصوصا داخل المنزل و هذا يعني أنها لن تتذكر أنها وضعتها في غرفة المعيشة عندما تجدها على طاولة زينتها في غرفتها

دخل غرفته ثم أقفل على نفسه هناك و صرخ بجنون بينما يتابع أحد الأفلام التي لا تزال تعرض بدور السينما

و بينما هو مستمتع بوقته فتح باب المنزل و أطلّت الجدة جيدا و عندما رأت حذاءه الرياضي عكّرت حاجبيها و نبست لأونجو خلفها

" موك هنا ... هيا بسرعة اذهب لغرفتك و غيري ملابسك ثم امسحي زينتك "

لترد الأخرى ببعض الضيق

" تبا لما كان عليه أن يكون هنا ... إن رآنا سيخبر أون بالتأكيد "

" هيا بسرعة و أنا سأتفقده "

ركضت أونجو بسرعة نحو غرفتها بعد أن أبعدت حذاءها ذا الكعب و الجدة وضعت معطفها و حقيبتها بجانب الباب ثم تقدمت نحو غرفته، وقفت خلف الباب لتقرب أذنها فسمعت صراخه ثم ضحكه حينها تنهدت براحة

" إنه مشغول كعادته ... سوف أصنع له عصير حبيب جدته، إنه يخسر طاقة كبيرة بالصراخ "

أما في مركز التحقيق كانت أون تجلس مقابل والدة الضحيتين و تحدق فيها بنظرات واضح جدا أنها غاضبة للغاية لكنها تتمالك نفسها و غضبها ذلك

و خلف الزجاج يقف الرئيس لي، الدكتور بارك و مساعديها يراقبون جميعهم مجريات التحقيق

بعد صمت طويل أون وضعت كفها على الطاولة ثم نقرت عليها لترفع الأم نظراتها نحو أون، بدت نظراتها فارغة من المشاعر و الرحمة كذلك و هذا ما زاد في استفزاز أون

" اذا تعلمين أن ابنتيك في المستشفى ... ؟ "

" أنا قلقة عليهما "

قالتها بدون مشاعر و أون شّدت على كفها ثم قربت نفسها منها قليلا، حدقت بعينيها ثم نفت

" ابنتيك قتلتا ... "

" سوف تنجوان "

" توقفي ... هما لم تنجوا و الدلائل كلها تشير لأنك الفاعلة "

" بالتأكيد لست كذلك ... أي أم قد تقتل بناتها ؟ "

قالتها بكل برود لكن بدأ الغضب يظهر على تصرفاتها و حركاتها أما أون فقد سحبت الجهاز اللوحي من قربها، وضعت صورتهما و هما في المشرحة بعد تشريحهما و وضعته أمامها

" أنظري ... هل تستحقان هذا المصير منك لأنك أمهما ؟ لأنهما وثقتا بك ؟ "

حينها الأم قلبت اللوح و رفضت التحديق نحو صورتهما و قالت بهدوء

" لا أريد أن اتحدث ... أريد أن أنام الآن "

حينها فعليا أون فقدت أعصابها و صبرها لتستقيم صارخة و ضاربة الطاولة بكفيها معا

" اللعنة عليك أيتها الحقيرة ... بعد أن سممتهما تريدين النوم "

في هذه اللحظة التفت الدكتور بارك إلى الرئيس لي و أشار له نحوها

" تدخل بسرعة و إلا ورطتنا هذه المتهورة كلنا ... "

قالها ليغادر المكان متوجها نحو المختبر و هناك جلس بمكتبه، جين هو غادر في وقت سابق و هو كعادته يسهر كثيرا من أجل انهاء الكثير من العمل

جلس ليسند فكه بكفه المضمومة ثم رفع نظراته ليحدق نحو جثتي الفتاتين اللتين لا تزالان على طاولة المشرحة، ما يفصل بين مكتبه و غرفة المشرحة هو جدار زجاجي و كثيرا ما أمضى لياليه محدقا بالجثث أمامه

منذ زمن هو تخلى عن الخوف في قلبه، صارم و لا يحب الكلام الكثير، يكره التصرفات الفوضوية و يكره كذلك الصوت المرتفع، و أكثر ما يكره أن يجد في المكان المتواجد به شخص يتحداه

أغمض عينيه ثم تنهد ليسند نفسه على المقعد حينها سمع طرقا على باب المختبر ففتح عينيه ثم بواسطة شاشة الحاسوب هو تمكن من رؤية من هناك و لم تكن سوى أون

باستخدام هاتفه فتح لها الباب فتقدمت هي و حدقت حولها لترى أخيرا مكتبه، تقدمت و دفعت الباب الزجاجي و هذا ما جعله يعكر حاجبيه ... يكره هذه التصرفات ، من الآداب حتى لو كان الباب مفتوح يجب أن تطرقه بهدوء

" مرحبا دكتور بارك "

قالتها و من ملامحها يبدو جليا أن مزاجها لا يزال معكرا و زاد تعكيرا عندما رفعت نظراتها و رأت جثة الطفلتين فشدت على كفها و هو كان يحدق بكل أفعالها

" مرحبا محققة ايم "

قالها ثم أخذ جهاز تحكم و ظّلل الجدار ليتحول لونه للأسود و تختفي جثة الفتاتين فوجهت نظراته له

" آسفة ... "

" يبدو أنك لا تزالين متأثرة بالقضية ... "

" كلما حاولت تهدئة نفسي أتذكر تلك الأم الحقيرة "

" ألم تعترف ؟ "

" لا تزال ترفض و تقول أنها دخلت في حادث و هي تحاول الوصول لبناتها عندما سمعت بالأمر"

" لكن تمكنا من الكشف أن الحادث كان مفتعل ... "

" و هذا ما تنفيه كذلك "

" لتنفي كما تريد ... الدلائل واضحة "

" و هذا ما أعتقده "

" و الآن لما أتيت هنا ؟ "

ذلك الهدوء و الصفاء كأنه حلّق بفعل جملته الأخيرة فعكرت حاجبيها مشيرة لنفسها ثم التفتت خلفها و عادت تنظر له و تساءلت من جديد

" هل كلمتني أنا بهذا الأسلوب الآن ؟ "

فرد بينما يسند كفيه على مكتبه و بثقة كبيرة

" لا تتصرف بحمق فأنت تدرين أن لا أحد غيرك هنا "

" اذا أنت تقصدني أنا بالفعل "

نفى بملل ثم أبعد معطفه الطبي بعد أن استقام و قال عندما التفت يعلقه مكانه

" قولي ما الذي جئت من أجله "

" لا شيء ... أنت لا تستحق الانظمام لحفلة الترحيب بي، لقد تنازلت و أتيت بنفسي لدعوتك متجاوزة الخلاف بيننا لكنك وغد "

و بعد أن أفرغت مكنونات صدرها هي غادرت لكنها ظلت واقفة بعجز أمام الباب، الغبية للآن لم تحاول فتحه ببطاقتها، البطاقات تفتح أي باب لكنها محدودة التفكير للأسف

وقفت هناك و هو ارتدى معطفه ثم حمل حقيبة أوراقه و تبعها، فتح الباب ليخرج فخرجت بعده ليقفل الباب و الرئيس لي الذي كان قادما لدعوة الدكتور بارك بنفسه ابتسم و قال بينما يفتح ذراعيه بترحيب

" يبدو أن الآنسة ايم دعتك و تجاوزتما الخلاف أخيرا "

رمقته أون بسخط ثم دخلت مكتبها دون أن ترد على الرئيس لي و هو رد عليه

" تدري أنني لا أحب هذه الأجواء ... نحن لا يجب أن نشرب "

لكن الآخر رد ببسمة و نوع من التملق

" العمل انتهى فلا بأس ... هيا معنا فأنا مُصر، اليوم أظهرت أنت و الآنسة ايم أنكما ستشكلان فريقا قويا لولا برودك و غضبها السريع "

" رئيس لي ... "

" أقسم أنني مصر "

قالها و تمسك بذراعه بقوة يسحبه معه و هو كان يريد أن يرميه بقوة بعيدا عنه

*

الكأس الخامس الذي تشربه دفعة واحدة ثم تضعه بقوة على الطاولة و تصدر ذلك الصوت ... آححح

حدق بها هي من تم اجلاسها مقابلا له

محاولات الرئيس لي لا تتوقف لأنه مهدد بالطرد اذا استمر الوضع على حاله ... يرى فيهما خلاصه من معضلة الطرد

ضمّ ذراعيه لصدره و الرئيس لي الذي كان يجلس بقربه قدم له كأسا فيه الشراب

" تفضل دكتور بارك أنت لم تشرب منذ جلست "

فالتفت له ليرد بهدوء

" هناك من يشرب عنه و عني و عنك كذلك "

فابتسم الرئيس لي ليقول

" إنها شريكة شرب قوية "

" لا تبدو كذلك بل تبدو سكيرة فحسب "

هذا ما قاله ثم استقام مغادرا بالفعل و من خلفه سمع صوت التصفير ثم صوتها الساخر

" ارحل أيها المعقد حتى نستمتع بسهرتنا "

توقف لبرهة ثم قرر تجاهلها و المضي نحو طريقه و لكنه عندما وصل بقرب الباب هو التفت بجانبية يرمقها بنظرة حادة، شدّ في تلك اللحظة على كفه ثم رحل، استقل سيارته و غادر متخذا الطاريق الهادئ و الفارغ معضم الوقت المؤدي لمنزله المنعزل

منزله البعيد عن الأعين و عن البشر البغيضين مثل أون في نظره

كل ما يحتاجه في هذه اللحظة أخذ حمام و الجلوس بهدوء كما تعود فهو لا يقدس النوم عادة، بل يرى فيه تضييعا للوقت

وصل بعد فترة و عندما تقدم للحديقة بعد أن فتحت البوابة الكبيرة رأى سيارة حمراء رياضية متوقفة هناك بالفعل و هناك أضواء داخل المنزل

شدّ على المقود بعدم رضى ثم واصل حتى توقف في الموقف بجانب السيارة الحمراء، نزل من سيارته ثم حمل حقيبة أوراقه و تقدم نحو الباب، وضع رمز المرور و دخل فضرب وجهه الدفء الذي لم يستسغه يوما

تقدّم أكثر و عندما وصل بقرب الطاولة الكبيرة وقفت تلك الفتاة، كانت أنيقة، رقيقة و لطيفة بينما ترتدي ثوبا أخضر اللون كميه قصيرين و طوله تحت الركبتين بقليلا

ابتسمت بينما تحدق به ثم ركضت إليه لتضمه و تسند رأسها على صدره و هو نبس باسمها بعد أن ضم رأسها بكفه

" مين هي "

" اشتقت لكَ "


نهاية الفصل الثاني من

" أصابع "

أتمنى انكم استمتعتم فيه و تكونوا متشوقين لما هو قادم لأن هذا ليس إلا تمهيد للأحداث الحقيقية

الرواية باتت مكتملة و النشر سيكون حسب التفاعل مع العمل

كونوا بخير إلى أن نلتقي من جديد

سلام

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro