الفصل التاسع
مرحبا بقرائي الغاليين
استمتعوا
*
إن الحب غريب ، يصنف على أنه مرض عضال
أما أسباب و ظروف الاصابة بهذا المرض فهي تضلّ أغلب الوقت مجهولة
الكثير من العمل المكتبي كان على كاهليهما طوال الليل لذا سهرا على الانتهاء منه و كالعادة أون سوف تتعب و تنام بدون أن تشعر
حتى أن لعابها سيسيل على بعض الأوراق المهمة و لكن هذه المرة لم تجد نفسها تنام على طاولة التشريح
بل هو وضعها على الأريكة الموجودة بمكتبه و رفع الحرارة، وضع عليها سترته الطويلة الغليظة أما هو واصل العمل ... لقد تعود على السهر لليالي طويلة
كثيرا ما أصابه الأرق و تجوّل طوال الليل يجوب أرجاء منزله الكبير دون أن يغمض له جفن و في اليوم التالي ستجده يباشر يومه بشكل اعتيادي
داس على زر الحفظ على حاسوبه ثم أسند نفسه على المقعد ليتنهد براحة أخيرا، رفع معصمه محدقا بالساعة فكانت تشير للسابعة صباحا و هذا جعله يلتفت ناظرا لأون التي لا تزال نائمة و شعرها المبعثر يغطي ملامح وجهها رغم قصره
أخذ هاتفه و طلب كوبين من القهوة و فطيرة محلاة من مقهى قريب، استقام عن مكتبه و خرج من المختبر تاركا أون تحضى بمزيد من النوم، استخدم الحمام ثم عندما وصله اشعار بوصول طلبه هو خرج إلى الخارج و استلم طلبه ليدفع لعامل التوصيل
عاد للداخل يحمل كوبي القهوة و الفطيرة و عندما دخل كانت أون لا تزال كما تركها، حسنا يكفيها نوم، هذا ما فكر به ثم اقترب منها بعد أن وضع كوبي القهوة على الطاولة
دنى بقربها ثم فتح علبة الفطيرة المحلاة و قربها منها
" أون ... هناك طعام من أجلك "
سحبت أنفاسها دون أن تفتح عينيها ثم أصدرت أنين تلذذ حتى قبل أن تتذوقها، هل هي جادة ؟
استقام هو بسرعة و رمقها بغيض من فعلتها و قال بهجوم
" افتحي عينيك أيتها البغيضة و توقفي عن هذه الأفعال الشائنة "
فتحت عينيها ثم رفعتهما نحوه، كان النعاس لا يزال يسيطر عليها و استغربت
" ما الذي دهاك ... للتو كنت لطيفا ؟ "
" جعلتيني أندم على لطفي "
قالها و ابتعد عائدا نحو الطاولة، جلس بسرعة موليا اياها ظهره و هي لا تزل مواصلة تصرفاتها الهوجاء، اعتدلت على الأريكة مبعدة معطفه و حركت رقبتها يمينا و شمالا ثم مددت ذراعيها و هاهي تصدر من جديد تلك الأصوات الحقيرة و هو في هذه اللحظة صرخ بها بينما يضرب الطاولة بكفه
" ألن ننتهي اليوم من أفعالك الشائنة ؟ "
فحدقت به من الخلف هو الذي لم يلتفت كله بل حدق بنوع من الجانبية فقط و واضح أنه غضب فجأة، رمقته بغربة و لكنها غضبت بسبب غضبه المفاجئ نحوها و استقامت
" هل عدنا لاذلالي من أجل كوب قهوة ؟ "
حينها التفت لها، كانت نظرته مخيفة بالفعل و هي فقط ابتسمت له ثم انسحبت بسرعة مغادرة نحو الحمام، غابت بعض الوقت ثم عادت، عندما دخلت هو كان يرتشف من كوبه و يطلع على آخر الأخبار من خلال هاتفه
تقدمت و جلست على الكرسي الذي بجانبه ثم حدقت في الفطيرة و كوب قهوتها لتتساءل
" ألن تشاركني الفطيرة ؟ "
حينها نفى دون أن يخصها بنظرة
" لا أحب الأطعمة الحلوة "
" ما الذي تفعله ؟ "
تساءلت بفضول بينما تمد رقبتها نحوه و هو هذا أكثر فعل يكرهه، عندما يحاول أحدهم دس أنفه فيما يتفحصه أو يشاهده على هاتفه لذا وضع الكوب و دفع جبينها بكفه محدقا نحوها بانزعاج
" أون توقفي عن ازعاجي ... "
فردت بعبوس و لوم
" أنت لا تطاق اليوم ... ما الذي فعلته لك ؟ "
" كلي و خلصيني فمين سوف تتصل قريبا "
" ما الذي ستفعله مين ؟ "
حينها التفت لها، حدق بها من أخمص قدميها إلى منابت شعرها ليرد بكل بساطة
" تحولك إلى بشر "
" يالك من وغد "
قالتها و التفتت لكوب القهوة و الفطيرة و هو شتمها بينما يطلع من جديد على الأخبار، أخذت الشوكة البلاستيكية و أخذت قطعة من الفطيرة لتقربها من فمها لكنها توقفت في تلك اللحظة و حدقت به، رسمت بسمة ممتنة بالفعل ثم نادت اسمه
" تشانيول "
التفت معكرا حاجبيه و قال بانزعاج
" ماذا ؟ "
لكنها فقط وضعت اللقمة بفمه و قالت ببهجة
" أنا ممتنة لك جدا "
زاد من تعكير حاجبيه و كان مضطرا لابتلاع اللقمة و بعدها قال بتأنيب
" أخبرتك أنني لا أحب الأطعمة الحلوة "
" هل هناك شخص لا يحب الأطعمة الحلوة يا رجل ؟ "
" أجل ... أنا "
" أنت فقط لم تتعود عليها ... إنها لذة تفوق لذة الرجل عندما يحصل على .. "
و قبل أن تنهي كلامها الأحمق التفتت و ابتسمت ببعض الخجل
" يفضل أن أقفل فمي أليس كذلك ؟ "
" و أنا أفكر هكذا أيضا "
عاد لهاتفه بينما يرفع الكوب له و هي تناولت قطعة و شربت بعض القهوة، أخذت قطعة أخرى و عندما فتحت فمها هو التفت لها و حدق بالقطعة، توقفت هي كفها و زاغت عينيها تحدق به ... يبدو أنه أحبها بالفعل
" هل تريد ؟ "
حينها أومأ فقدمت له القطعة و هو أكلها ثم ارتشف بعض القهوة و هكذا كانت أون مسؤولة عن اطعام نفسها و اطعامه هو الآخر .... في النهاية يجب أن تقدم له شيء مقابل الطعام الذي يشتريه لها
*
في غرفة الطعام في منزل آل بارك كانت تجلس السيدة بارك مي ران و مقابلا لها يجلس ابنها مين جون، ينتظران حضور السيد بارك و مين هي و لكن دائما هذه تكون فرصة لهما لبعض الأحاديث الجانبية و السرية بينهما
" جون هل أنت متأكد ؟ "
" كوني مطمئنة أمي ... الفتاة طماعة و بعد أن أحصل على ما أريد سوف تبتعد بمجرد أن تحصل على ما ترغب به "
" اسمع شرط والدك كان واضح و أنت يجب أن تسابق لهذه الخطوة حتى تكون أنت وريث الرئاسة التالي فلا يمكننا أن نترك ذلك الطبيب المختل يأخذ كل شيء "
و هاهو جون يرد بثقة كبيرة
" و هل تعتقدين أن أبي غبي بأن يسلمه مملكته و هو لا يفقه شيء فيما نفعله ؟ ... شخص قضى جل حياته بين الجثث لن يكون سوى لعنة "
" لا تكن واثق مين جون ... ولا تنسى أن أساس هذا الارث هو من والدة ذلك المختل "
حينها شعرا بشخص بقرب الباب و عندما التفت مي ران لم تكن سوى مين التي كانت معكرة الحاجبين بانزعاج، واضح أنها سمعت كلامهما، تقدمت بعدها و جلست بجانب والدتها دون حتى أن تلقي التحية و والدتها شعرت بالانزعاج منها
" أنت ... مين لما لا تلقين التحية ؟ "
قالها جون و هي رفعت نظراتها ناحيته و قالت مرغمة
" صباح الخير "
" لما أنت منزعجة لهذا الحد يا فتاة ؟ "
قالتها والدتها هذه المرة و هي التفتت تحدق بها ثم بشقيقها و نفت
" لما تكرهان أخي لهذه الدرجة ؟ ... ما الذي فعله لكما ؟ "
" ألا زلت تدافعين عنه ؟ "
قالها جون بغضب و غيض و والدتها ردت بهدوء
" نحن لا نكرهه و لكن هو من يريد أخذ كل شيء له "
" لا أصدق ... هو حتى للمنزل لم يعد يأتي فكيف تقولون يريد أن يأخذ كل شيء ... ثم لنكن صادقين كل شيء من حقه وحده و نحن هم من نعيش عالة عليه "
" أنت غبية مين و أبي هو من بنى كل شيء "
" اذا كان الأمر هكذا لا زال من حقه الكثير كونه الأكبر كذلك ... "
تدري مي ران أن مين تحب أخاها ولا يمكن أن تقف بصفهما ضده
" حسنا دعونا من هذا النقاش الآن ... لنكن هادئين قبل أن يأتي والدكما "
حدقت فيهما مين بعدم رضى و قررت الانسحاب، استقامت و أمها حدقت بها تسألها بتسلط
" إلى أين ؟ "
" أشعر بالشبع "
قالتها و غادرت و بينما هي في طريقها نحو الباب التقت بوالدها الذي كان ينزل الدرج، عندما رأته توقفت مكانها و ابتسمت له و هو بادلها و عندما وصل لآخر درجة فتح ذراعيه لها، اقتربت فضمها بقوة و قبل رأسها ليسألها
" هل ستغادرين باكرا ؟ "
" أجل أبي ... لدي موعد مع أخي "
ابستم ببهجة و ربت على وجنتها بحنان
" هل أخبرته بالموعد و أنني أريد أن يكون موجود ؟ "
" أجل أبي اتصلت أمس به و أخبرته "
و ببعض اليأس تساءل و هو متأكد من الاجابة
" و ماذا كان رده ؟ "
" لا يستطيع الحضور ... أنت تعلم بينه و بين جون الكثير من الكره الذي لا أجد له مسوغا "
" لا بأس يا ابنتي ... قريبا سوف يهدأ هذا الكره "
" أرجو ألا يزيد مهما كان قرارك يا أبي "
ابتسم لها ثم حدق بها و تنهد ليقول
" أخبريه أنني سوف أنتظر حضوره لآخر لحظة ... "
" سوف أفعل أبي و الآن إلى اللقاء "
قبلت وجنته ثم رحلت و هو نفى بعدم رضى، كان يريد أن يرى أبناءه متصالحين و لكن العكس هو ما يحدث، تشانيول و منذ أول يوم بات راشدا ترك المنزل و غادر ... لقد عاش مع زوجة والده أوقات صعبة بالفعل و هو لن ينساها لها، ليس من النوع الذي ينسى
*
في منزل أون كانت الجدة تجلس على جانب موك الأيسر و أونجو على جانبه الأيمن، تضعان الهاتف بحضنه و هو يضم ذراعيه لصدره و يرفض الخضوع لهما
" هيا يا حبيب جدتك ... اتصل بأون و تأكد إن كانت سوف تأتي اليوم للمنزل "
" لا أريد "
و هذا فقط ما يفتح فمه ليقوله و هذه المرة توددت له أونجو
" سوف أشتري لك كل ما ترغب به موك ... فقط اتصال صغير، أنت لن تشك بأمرك "
" أنتما سيئتان ... لما لا تريدان منها الحضور ؟ "
قالها بانزعاج هذه المرة و الجدة قالت تفسر
" أون سريعة الغضب و قد تضرب خطيب أونجو اذا قال كلاما لم يعجبها أو لم تفهم معناه "
ليرد باعتراض
" ليس خطيبها بعد "
حينها جدته ضربت رأسه بكفها المضمومة و قالت بتهديد
" اسمع هذا أمر لا يهمك أنت ... كل ما عليك فعله هو أن تتصل و تتأكد اذا كانت سوف تمضي اليوم في العمل و اذا كانت ستتأخر و إلا أقسم أنني سوف أشي بك لها و تدري عندما أخبرها أنني وجدت السجائر بغرفتك ماذا ستفعل "
حينها بكل اذعان حمل الهاتف و اتصل بها، رنة، رنتان فثلاثة و عندما كاد يفقد الأمل هي ردت و بنبرة ساخطة أيضا
" موك سوف أقتلك اذا كنت تتصل بي حتى آتي لمدرستك "
فنفى بسرعة و رد قائلا
" لا أختي ... اشتقت لك فقط "
" يال فرحتي ... كأنني سوف أصدق "
" أقسم لك أختي "
" اخرس الآن و أخبرني لما تتصل بي ؟ "
" متى ستعودين للمنزل ؟ "
" أدري أنك مسبب للمشاكل .... ما الذي فعلته أيضا ؟ "
" لا شيء "
" يعني كل شيء "
" متى ستعودين .... ؟ "
" ليس قريبا ... لدي عمل كثير و مهم ولا يمكنني العودة اليوم "
" اذا هل ستتأخرين ليلا ؟ "
" و قد لا أعود الليلة أيضا "
" حسنا و غدا ؟ "
" غدا سوف أقتلك أنت و مديرك الأرعن "
أقفلت الخط و تشانيول الذي كان يحدق بها لم تعجبه النظرة الحزينة التي عادت لعينيها فتساءل
" ما الذي يحدث ؟ "
فردت بغيض
" يدفعون موك للتأكد اذا كنت سوف أذهب للمنزل اليوم "
" كم يبلغ موك من العمر ؟ "
تساءل فأجابته هي بعد تنهد
" سبعة عشر سنة ... موك لا يتذكر والديّ فهما ماتا في ذلك الحادث بعد ولادته بثلاثة أشهر فقط "
" منذ ذلك الوقت و أنت تعملين ؟ "
فنفت لترد
" في الواقع لا ... في البداية جدتي هي من كانت تعمل و لكن بعد سنوات قصيرة و عندما بت راشدة تحملت المسؤولية "
" رغم هذا أرى أنكِ قدمت لهم الكثير ... حتى موك الذي لا تزالين تضحين من أجله هاهو يشاركهم الجريمة "
لكنها نفت مدافعة عنه، موك هي من ربته
" لا أنا أعرف موك جيدا ... هو لم يتصل إلا لأنه تحت التهديد "
" يجب أن تعاقبيهم جميعا و حبذا لو كانت بطريقة قاسية "
حينها التفتت له و بتعجب سألته
" لما تتحدث عن العقاب كثيرا تشانيول ؟ ... بدأت أشك بأمرك أيها الرجل "
و ها هو يرد بكل اصرار
" لأن كل شخص أخطأ في حق الآخر و جرحه يستحق العقاب "
" ليس لدرجة القسوة "
" القسوة مهمة صدقيني "
" أنت تتحدث كثيرا عن القسوة و العقاب و لكن أنظر لنفسك ... تتصرف معي بطريقة حنونة و تدفع من أجل طعامي حتى "
" لأنك شخص لا يستحق العقاب ولا حتى القسوة ... "
حينها ابتسمت و ضربت ذراعه لتتصرف بخجل ليس له أي علاقة بالخجل الذي تعرف به الفتيات، حتى أنها افتعلت تلك الحركة التي تقمن بها بأن جعلت شعرها خلف أذنها
" كلامك هذا سوف يجعلني أفكر بأمور لا يجب أن أفكر بها "
و بسخرية رسم بسمة و تساءل
" و ماهي هذه الأمور ؟ "
ابتسمت من جديد و احمرت وجنتيها لتجيب بنوع من الهمس
" أنك ربما معجب بي ... أو واقع بحبي لما لا "
و قبل أن يرد عليها رن هاتفه و الذي كان اتصالا من مين فأجابها يخبرها عن مكانهما، لقد كانا ينتظرانها في موقف المركز التجاري داخل سيارته
" اذا انتظرينا بجانب المصعد سوف أجلب هذه الحمقاء و نأتي "
عبست هي عندما نعتها بالحمقاء و هو أقفل الاتصال ليلتفت لها
" مين هي تنتظرنا هيا و أبعدي هذه الأفكار الغبية من عقلك هذا "
و هاهو عنفوان الأنثى يتملكها لترد
" كنت أمازحك فقط "
قالتها و نزلت لتقفل الباب بقوة، متعمدة فعلت ذلك فهي تعلم أن كل رجل يموت عشقا في سيارته فشتمها هو بينما ينزل، أقفل السيارة ثم سار قبلها و هي خلفه لكنه توقف لوهلة و هي كادت تصطدم به عندما التفت لها
عكر حاجبيه و حدق بها بنظرات جعلتها تشعر ببعض الخوف منه و قالت بشك
" ما بك ؟ "
" أحيانا بعض الأفكار الغبية تكون مريحة جدا "
" ماذا ؟ "
" أنتِ تعجبينني أون ... مع أننا مختلفين ولا أكاد أطيق تصرفاتك و لكن هناك شيء يجبرني على الاهتمام بكِ و الشعور بالغضب من ألمكِ "
بعدم تصديق هي نفت لتقول متوسعة عينيها
" ما الذي حدث لك فجأة لتقول هذا الكلام ... كنت أمزح معك فحسب "
" اذا قررتُ أن أحبكِ ليس لك خيار سوى أن تحبيني أون هل تفهمين ؟ "
و برفض قالت
" لا يمكنك أن تجبر أحد على أن يحبك "
" بلى يمكنني و الآن هيا أمامي "
قالها يشير للطريق أمامها فعبست بطريقة كيف يجب وصفها ؟ ... نعم تلك الطريقة الحمقاء التي تظهر الرفض لكن في الصميم هي موافقة و فرحة، حركت شعرها بغرور و سارت قبله بنوع من القفز السعيد و هو ابتسم من خلفها حتى وصلا بقرب المصعد و كانت مين هي بالفعل تنتظر هناك فابتسمت ما إن رأتهما
أخاها الذي كان وحيدا، دائم العبوس و بارد التعامل تغير حاله منذ ذلك اليوم الذي رأت فيه أون معه، بات يبتسم، يُظهر الخوف و الحب لأخته و إن كان يتحدث بذات طريقته السابقة
دائما أون معه و بهذا هو ابتعد عن الوحدة و شعورها المؤلم و القاسي
لوحت أون لمين ما إن وصلت اليها و قالت بنبرة مبتهجة
" مرحبا مين مين "
" مرحبا أون "
ردت مين هي الأخرى بسعادة عليها و تشانيول وصل ليقف أمامهما
" مرحبا مين ... كيف حالك ؟ "
" بخير أخي ... أنا سعيدة لأجلكما "
قالتها و حدقت بهما و هو عكر حاجبيه
" ما الذي أنت سعيدة لأجله ؟ "
" تبدوان على وفاق و ... "
لكنه أوقفها عندما قال
" أبعدي عن رأسك الأفكار الغبية مين "
حينها قالت أون بنوع من السعادة و هي تحاول كتم بسمتها ... تصرفاته منذ الأمس لهذه اللحظة أبعدت عن قلبها الهم و الحزن الذي سببته لها أونجو و نسته تماما و هي بقربه
" لكن تلك الافكار الغبية سوف تكون مريحة و حقيقية "
اتسعت ابتسامة مين و حينها تأكدت أن هناك ما يدور بين هاذين الاثنين بالفعل و هو أخرج محفضته من جيب سترته، ثم من محفظته أخرج بطاقته و سلمها لأون قائلا
" مين هي سوف تساعدك في التسوق و الاستعداد لأجل العشاء و أنا سوف أمر لآخدك عند السابعة "
أمسكت هي البطاقة بعدم تصديق و امتنان كبيرين لكن حينها حدقت بهما مين و تساءلت
" أي عشاء تقصد أخي ؟ "
فرد هو محدقا بها
" عشاء التعرف على عائلة خطيبة أخاك "
حينها اتسعت ابتسامتها و قالت بفرحة و سعادة
" هل ستعرف أون على العائلة أيضا أخي ؟ "
لكنه نفى و قال
" خطيبة أخاك هي شقيقة أون ... "
" ماذا ؟ "
قالتها بتعجب و عدم تصديق ملتفتة لأون التي ابتسمت و أومأت ببعض الأسى
" أجل ... تم استثاءنا أنا و تشانيول من هذا العشاء لكن نحن قررنا الذهاب معا "
حدقت بهما و نفت غير مصدقة
" تبدو الأمور غريبة فعلا "
لكنه تجاهل كلامها و قال
" أريد لأون أن تكون كالأميرات "
حينها عادت مسحة الغباء لتسيطر عليها قائلة
" لا أريد وضع تاج "
فتنهد بقلة حيلة ليصرخ بها
" اللعنة عليكِ ... أغربي الآن عن وجهي "
غادر هو و مين تأبطت ذراع أون و دخلتا معا للمصعد و كانت سعيدة بينما تحدق بها و أون كذلك، سعيدة بالتسوق، بالتغيير الذي تكاد تخوضه و الأكثر ... سعيدة بكلامه المتطرف، تريد أن يجبرها حتى تقع بحبه، تبين أنها كانت معجبة بسرية به و هو مسح ذلك الغبار عن تلك الحقيقة
في هذه اللحظة هي تريد أن ترى فقط رد فعله عندما يراها متأنقة و مختلفة عن تلك الفتاة الممتلئة و المبعثرة ذات الشعر القصير
مضى اليوم الطويل كأنه دقائق قصيرة بالنسبة لأون التي لم تجد وقتا حتى لتتنفس و في الأخير و عندما اقتربت السابعة جلست في غرفة الاستقبال الخاصة بصالون التجميل
كانت مين هي الأخرى قد تجهزت و جلست مقابلة لها بينما تحدق بها و تبتسم، أون رفضت أن ترى نفسها في المرآة فهي متأكدة أنها لن تعجب بمظهرها و هاهي مين تحاول لآخر مرة
" أون لا تزال أمامك فرصة حتى تري نفسك "
لكن أون نفت بشدة
" لا أريد ... أدري أنني لن أكون جميلة و لن أفسد سعادتي بهذا التغيير "
" أنت مخطئة أون ... أنت جميلة جدا و جمال قلبك و روحك يزيدانك تألقا "
" كفي عن مجاملتي مين "
اتسعت ابتسامة مين أكثر و في تلك اللحظة اتصل تشانيول بأون، عندما رأت اسمه على هاتفها هي أجابت بسرعة
" تشان لما تأخرت ؟ "
" أنا لم أتأخر ... لقد وصلت للتو، أخبريني أين أنتما ؟ "
" نحن في صالون تجميل في الدور الثالث "
" حسنا أنا قادم "
" سوف أنتظر و لكن ... "
" لكن ماذا أون ؟ هل أنت جائعة ؟ "
حينها صرخت في وجهه من خلال الهاتف
" لا ... كيف لك أن تفكر أنني لا أهتم سوى بالطعام ؟ "
" لأنك كذلك أون "
" سوف أخاصمك "
" لا أحب أسلوب الأطفال هذا بالمناسبة ... أتقزز منه "
" لا تسخر مني "
" أنا لا أسخر منك "
" أقصد لا تسخر مني عندما تراني ... هذا ما كنت أريده فقط "
" و هل خسرت كل ذلك المال حتى أخسر منك ؟ "
" بالمناسبة ... متى سوف تطالبني باعادة المال ؟ "
" ليس في وقت قريب "
قالها مبتسما ثم أقفل، أعاد الهاتف لجيب سترته الداخلي و اليوم تخلى عن نظاراته و وضع عدسات، ارتدى بذلة سوداء أنيقة و بسيطة بذات الوقت، قميص أبيض و ربطة عنق سوداء
استقل المصعد و بعد وقت توقف في الدور الثالث و نزل هو منه، سار هناك حتى رأى لافتة الصالون فتقدم منه و هناك هو دفع الباب و دخل، سأل عن مين فتم اقتياده لغرفة الاستقبال و عندما فتح الباب كانت أون هي أول من وقعت عليها نظراته
أون كما لم يراها من قبل
كان ثوبها جميل جدا و يناسبها للغاية، جسدها الممتلئ و الأبيض لم يزدها سوى فتنة داخل الثوب ذو اللون الأخضر المتغير للون الأسود و الذهبي كلما تحرك ، كتفيها الظاهرين و نحرها البارز ... حتى نهديها كانا بارزين بطريقة تثيرة الفتنة داخل نفس كل رجل يراها
كان الثوب لتحت ركبتيها بعض الشيء، ضيق قليل من الخصر لكنه واسع من الأسفل حتى لا يظهر عيوب جسدها، مع أنه يراه مثالي ولا يوجد به أي عيوب ... العيب الوحيد في التوقيت و المكان الذين سيذهبان له
استقامت تقف بصعوبة بسبب الحذاء ذو الكعب، أمسكت بكفها اليمين حقيبتها و حذرته مستخدمة سبابة كفها اليسرى
" أحذرك لن أفوت الأمر اذا سخرت مني "
حينها رفع نظراته أخيرا من على جسدها نحو وجهها، الوجه الطفولي الجميل و الذي يحتضنه شعرها، كانت زينتها جميلة و هادئة بذات الوقت إلا أحمر شفاهها كان صارخا
لم يجبها لكنه تقدم نحوها ليقف مقابلا لها ، كانت في قمة توترها و بالمقابل كان ذلك هو أقصى أوقات هدوئه
وقفت مين هي الأخرى و حدقت به بينما ترسم بسمة هادئة و عندما حاولت أون أن تحذره من جديد هو فقط وضع كفه التي بسطها خلف ظهرها و دفعها نحوه ليتحركا قرطيها الطويلين بحسب طول خصلاتها و حدق بعينيها المتوسعتين بتفاجؤ
" اخرسي "
قالها و قبلها دون أي تردد و بدون خجل ولا حتى ندم ... على الأقل بسبب تواجد مين هي برفقتهما
ابتعد عنها و هي كانت عينيها متوسعتين ... لقد تمالك نفسه و لم يفسد أحمر شفاهها، حاولت قول شيء و في النهاية هي فقط همست
" تبدو وسيما أيها الوغد "
" لم يعد أمامك أي خيار أون "
نهاية الفصل التاسع من
" أصابع "
لم يعد أمامكم سوى التصويت لترو ما يحمله الفصل القادم
أتمنى يكون أعجبكم و إلى أن نلتقي من جديد كونوا بخير
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro