الفصل الأول
مرحبا بقراء وسامي الغاليين
استمتعوا بأول فصل من العمل
*
فوق سماء كل مدينة هادئة هنيّة
سحب ظلماء سوف تتشكل و نحن لن ننتبه لها
صفاء السماء فوق رؤوسنا لا يعني أنها في مكان آخر لا زالت صافية
و هذا تماما ما يحدث في كل مدينة كبيرة وصفت كثيرا بالرقي و الرغد
بين أزقتها الكبيرة هناك أزقة ضيقة مظلمة
بين أناس عاديين يركضون نحو النجاح
هناك أناس يقفون و ينتظرون اللحظة المناسبة للانقضاض على فرائسهم
و هذا ما يجعل من الواجب بل و من الضروري تواجد أناس أكفاء
أناس يسهرون على راحة الناس و أمنهم
أناس لن يهدأ لهم بال حتى يقبضون على القتلة و المجرمين
و إيم أون واحدة من هؤولاء الناس الساهرين
فتاة كانت مختلفة منذ مراهقتها و تحملت المسؤولية منذ سن صغير
هي محققة جنائية تبلغ من العمر ثلاثون سنة
عملت بجد حتى تمت ترقيتها أخيرا لتعمل في المكان الذي حلمت به كثيرا
مركز التحقيق الجنائي المتخصص بجرائم القتل
سحبت بنطال الجينز بينما تحشر ساقها بالقوة داخله و هي تشتم بين أسنانها مبتلعة أنفاسها، و كأن ساقيها ( فخذيها ) سوف يذوبان إن فعلت ذلك
" تبا لي ... هل كان يجب أن آكل كل اللحم المشوي الموجود على الطاولة ؟ "
أخيرا تمكنت من ارتدائه و الآن عاودت حبس أنفاسها لكي تحاول اقفال الزر لكن ذلك لم يحدث عندما فتح الباب و أطلت من خلفه أونجو الأنثوية، فتاة العائلة المدللة
" ما الذي تفعلينه أون ؟ "
و في تلك اللحظة عندما أقفلت الزر و تركت أنفاسها طار فجأة بعيدا و هي شتمت أونجو
" تبا لك يا وغدة ... أخبرتك ألف مرة ألا تتحدث معي في الأوقات المهمة "
قلّبت أونجو عينيها بملل ثم تقدمت تدخل غرفة شقيقتها الكبرى، المسؤولة عن كل ما يخصهم و يخص عائلتهم
" تفضلي "
قالتها لتسلمها ورقة و أون أخذتها منها ملقية عليها نظرة متسائلة
" ما هذا ؟ "
" رسوم الفصل الدراسي الجديد "
حينها رفعت نظراتها الحارقة نحوها محركة الورقة بتساؤل
" ألم نتفق أن تدفعي أنت رسوم هذا الفصل ؟ "
" لكنني لا أعمل أختي "
و هاهي تهب في وجهها بغضب
" لكنك رسبت فيه بسبب العمل الذي لم أكن موافقة عليه و أنت وقتها قلت سوف تتحملين المسؤولية "
حينها حركت كتفيها كأنها تخلي مسؤوليتها
" لم أقل شيئا كهذا "
" اذا هل أكذب عليكِ ؟ "
" جدتي قالت أنه علي التأنق جيدا حتى أحصل على رجل جيد ... و المال أنفقته على مظهري "
" تبا لك و لجدتي اللعينة تلك "
قالتها أون بغضب و أونجو حاولت سحب الورقة من كف أون لتقول بنوع من التهديد
" حسنا سوف أشكو لجدتي و أخبرها ما قلته توا بالحرف "
و قبل أن تتمكن من ذلك هي رمت الورقة على الأرض و قفزت عليها لتعتليها عندما وقعت على سريرها ثم عضتها بقوة و شدة، لم تفكر أين حتى هي تضع أسنانها فقط حاولت التنفيس عن غضبها بسبب هذه الحمقاء و بسبب البنطال الذي ضاق عليها مرة أخرى
أما أونجو فصرخت بألم و فزع عندما كان كتفها العاري هو الهدف و بمجرد أن ابتعدت عنها أون هي دفعتها و هربت خارج الغرفة تصرخ بشكوى
" جدتي ... "
" الغبية ... المهم أنني أفرغت غضبي "
قالتها و اعتدلت مستقيمة مقتربة من الخزانة من جديد لتخرج بنطالها ذو القياس الأكبر بينما تتذمر
" يا الهي حياتي مقرفة ... إن تنفست يزداد وزني و أبتليت بعائلة حقيرة "
تجهزت ثم حدقت في نفسها بالمرآة و نفت بشدة لتأخذ مسكة شعر و جمعت شعرها القصير البندقي الذي كان يحتضن وجهها ذو الوجنتين المكتنزتين و الغرة غطت جبينها
كانت ترتدي قميص قطني أبيض عريض، حذاء رياضي أسود اللون و حملت سترتها العريضة ثم غادرت غرفتها فوجدت جدتها قد حضّرت الفطور و تجلس على الطاولة ... ليس على رأسها بل على جانب أون الأيمن، هم يعتبرونها رب العائلة لأنها من تنفق عليهم و حتى جدّتها تتملقها في كثير من الأحيان
على يسار مقعدها تجلس أونجو الغاضبة بجانبها أون موك أو كما يحبون مناداته موك ذو السابعة عشرة سنة، اقتربت ثم جلست بعد أن علقت سترتها على مقعدها حينها قربت منها جدتها الحساء بسرعة قائلة بنبرة تملق
" جدتكِ جهزت لكِ الفطور المغدي "
" شكرا جدتي "
قالتها بينما ترمق أونجو العابسة ثم قربت منها كفها تمدها فتوسعت عينيها هذه الأخيرة لتعلق مستهجة
" هل تريدين أن أقبل كفك ؟ "
" لما أنت حمقاء ؟ "
قالتها أون و عندما ضاقت ذرعا رمت لها بالبطاقة التي كانت تحملها قائلة بتهديد
" اذا أخذت أكثر من الرسوم المترتبة عليكِ سوف تندمين و هذه المرة العضة سوف تكون في منتصف جبينك "
أخذت أونجو البطاقة منها و تقريبا كانت سوف تقبل بالفعل كفها فرحا ثم حدّقت بجدتها التي غمزت لها و قربت هذه المرة منها العصير
" اشربي هذا يا حبيبة جدتك "
ابتسمت لتأخذ كأس العصير لكن قبل أن ترتشف منه هي حوّلت نظراتها نحو موك الذي بدى هادئا على غير عادته، أبعدت الكأس ثم تساءلت بريبة
" هاي ... أنت موك ما الذي يجري ؟ لما أنت هادئ ؟ "
فرفع بسرعة نظراته نحوها ثم ابتسم حتى اختفت عينيه الصغيرة و هي ضربت الطاولة بكفها بقوة صارخة باسمه
" موك "
فرد بسرعة
" المدير يريد مقابلتك أختي أون "
" كنت أعلم ... كنت أعلم يا الهي أنني لن أفرح بيوم مثل هذا، لابد أن يعكرهؤولاء الحمقى فرحتي و سعادتي "
" أون ... "
قالتها الجدة مؤنبة فالتفتت لها أون تشير لها
" أنت من تفعلين كل هذا جدتي ... تدللينهما و تشجعينهما على الأفعال الهوجاء و الحمقاء "
فخرجت شهقة من جدتها مشيرة لنفسها قبل أن تبدأ جولة النواح
" هل تقولين عن جدتك هوجاء ... هل تريدين رميي في دار للمسنين ؟ آه يا الهي هذا الذي كنت أنتظره من هذه الفتاة القاسية، كنت أعلم أنها سوف ترميني في يوم .. "
و مثل عادتها كلما وجّهت أون انتقادا لجدتها بسبب تدليللها للشقيين هي سوف تندب حضها و تقول أشياء غير موجودة ولا يمكن أن توجد
" اللعنة ... كم تريدين جدتي ؟ "
توقفت فجأة و فتحت احدى عينيها المحدقة بأون ثم ابتسمت لترد
" ليس كثيرا ... ما تجودين به، فأنت فتاة بارة بجدتها "
أخرجت بالفعل النقود من جيبها بعد أن استقامت و وضعتهم بجانب جدتها بقوة عندما ضربت كفها على الطاولة و عندما عاودت الجلوس صرخت بهم جميعا
" و الآن أغربوا عني لأنني أريد أن آكل "
و الجميع هرب في لحظة من أمامها فقربت لها الحساء و بدأت ترتشف منه لكن في تلك اللحظة عاد موك بهدوء و قال لتغمض هي عينيها بقلة صبر
" هل ستأتين لمقابلة المدير ؟ "
فتحت عينيها و قررت تجاهله عندما حملت صحن الحساء و قربته منها قائلة
" أخبره أنني مت "
فرد بتذمر بعد أن ضرب الأرض بقدمه
" لهذا أخبرتك أن تكون جدتي هي المسؤولة عني "
فصرخت بقوة
" أغرب عن وجهي موك الآن و إلا أكلتك أنت و مديرك و جدتك "
*
الحياة طويلة و البشر كثيرون و بالتالي التنوع بينهم يجب أن يكون موجود
فهناك الصاخب ذو الروح العفوية و هناك من يتمالك نفسه و روحه
هناك من كل شيء يجب أن يكون في مكانه و وقته و بقدر معلوم بالنسبة له
شخص حدد أهدافه في حياته منذ وقت طويل و حققها لتستقر حياته أخيرا
خرج من الحمام بينما يلف خصره بالمنشفة و يرتدي خف الحمام ليقف أخيرا أمام المرآة الطويلة الموجودة داخل غرفة الملابس، حدق بنفسه ثم رفعت كفه خصلاته المبللة و التفت نحو الأقمصة المعلقة خلفه
اقترب و اختار ثيابه التي كانت عبارة عن بنطال كلاسيكي أسود اللون، قميص أبيض و كنزة خيطية سوداء كذلك
تجهز ثم اقترب من درج الساعات و أخرج ساعة بسوار جلدي أسود و وضعها على معصمه الأيسر ثم نظاراته و رفع نظراته يحدق بنفسه
إنه الطبيب الشرعي بارك تشانيول، يعتبر من الشخصيات الرائدة في هذا المجال و صنع لنفسه اسما بين الكبار بالرغم من أنه لم يتجاوز السابعة و الثلاثين بعد، إنه يشغل الآن وظيفة مرموقة في مركز التحقيق الجنائي باعتباره رئيس المختبر التابع له
حمل سترته التي وضعها على ذراعه ثم حقيبة أوراقه و غادر غرفته ليسير في الرواق الطويل و الذي أحد جدرانه ليس سوى جدار زجاجي يجعلك تعتقد أنك وسط الغابة المحادية للبيت
نزل الدرج حتى وصل للأسفل أين تقع غرفة المعيشة، حسنا إنه بيت كبير و واسع على شخص تعوّد الوحدة منذ وقت طويل، لكنه المكان الذي يشعر أن أمه تضمه فيه فهو ورثه عنها و فضّل أن يستقل فيه بعيدا عن العائلة
اقترب من الطاولة ثم جلس، كان فطوره عبارة فنجان قهوة و تفاحة وضع بجانبها على الصحن سكين
أخذ التفاحة و أزال عنها القشرة كلها ثم أخذ منها قطعة صغيرة و تناولها بهدوء و بعدها مسح كفيه بمنديل مبلل وضع كذلك بجانبه ليضعه و يأخذ فنجان القهوة و ارتشف منه حينها ورده اتصال فأخرج هاتفه، وضع النفجان و أجاب على الاتصال
" مرحبا دكتور بارك "
قال رئيس المركز ليرد هو
" مرحبا سيدي الرئيس "
" أريد منك خدمة لأجل صديق دكتور بارك "
" بالتأكيد اذا كنت أستطيع "
" اذا سوف أزورك في المختبر اليوم مع صديقي "
" لا بأس سيدي الرئيس سوف أكون في الانتظار "
" دكتور بارك أنت و لو ليوم لم تخيب ظني بك "
" إنه عملي سيدي الرئيس "
قالها ليرسم بسمة على وجهه أخيرا و الآخر واصل بمرح
" و لتسهيل عملك نحن اليوم نستعد لاستقبال أحد أكفأ المحققين ... أنا متأكد أنك ستشكل و اياها فريقا ناجحا "
" أرجو هذا ... "
قالها بعدم ثقة فكل من كان يأتي كان يأتي بسبب الوساطة و لم يكن كفأ بعمله حتى بدأت سمعة المركز تنخفض، أنهى الاتصال و بعدها استقام ليرتدي سترته ثم حمل حقيبة أوراقه و مدبرة المنزل التي وقفت قريبا تساءلت
" هل أجهز العشاء في وقت مبكر سيدي ؟ "
فالتفت لها ثم ابتسم لينفي
" سوف أتناوله خارج المنزل لذا يمكنك المغادرة عندما تنتهي من عملك "
" حسنا سيدي "
غادر المنزل ليقترب من سيارته السوداء المركونة في موقف المنزل، وضع حقيبة أوراقه بجانبه و صعد ليقفل الباب ، أدار المحرك ليغادر و في طريق الغابة التي يقطعها هو شغل موسيقى كلاسيكية و حرك أنامله على عجلة القيادة بهدوء بينما هناك ابتسامة ارتسمت على ملامحه
*
أمسكت أذن موك و شدتها بقوة أمام المدير لتنبس من بين أسنانها
" هل ستعيد الكرة ؟ "
" آسف أختي ... لن أعيدها أقسم لكِ "
" اذا هيا إلى صفك "
قالتها لتركل مؤخرته بينما هو يحاول الركض بعيدا عنها قبل أن تحط من كبريائه أكثر مما فعلت و المدير كان يقف محدقا فيها بدون كلمة، ابتسمت عندما أقفل موك الباب ثم قالت عندما التفتت له
" رأيت ... لقد عاقبته لك أمام عينيك "
حينها هو نف و رد بنوع من عدم الرضى
" آنسة ايم أنا كنت أنوي معاقبته بفصله أسبوع ... كيف لك أن تخبريه أن يذهب لصفه ؟ "
حينها غمزت له لترد بينما تجلس و تضع قدما على قدم و تبرز شارتها له عندما أزاحت سترتها قليلا
" في النهاية هو ولد سيدي المدير ... "
نظف صوته عندما فهم حركتها ثم جلس أمامها مواصلا
" على العموم هذه المرة فوت الأمر بما أنك حضرت و عاقبته بنفسك و لكن إن شممت فيه حتى رائحة السجائر سوف أفصله نهائيا فمشاكله لا تنتهي "
و هذه المرة تحركت بعدم راحة لتخرج القيود و وضعتها على الطاولة أمامها قائلة
" هذه الأشياء تقلق راحتنا أينما ذهبنا ... "
" قد لا تصل العقوبة إلى هذا الحد لكنني سأعاقبه "
" و هذا ما أرجوه منك سيدي المدير "
قالتها لتستقيم و تأخذ القيود تعيدها لمكانها ثم لوحت له و غادرت لتقفل الباب خلفها و هو نبس بتذمر
" اللعنة عليها متى سوف أتخلص من هذه العائلة الكريهة "
وصلت هي في الخارج لسيارتها و قبل أن تستقلها تلقت مكالمة هاتفية من مدير مركز التحقيق الجنائي الذي سوف تعمل به ابتداء من اليوم، ابتسمت و ردت بأكثر لهجة و نبرة مؤدبة اكتسبتها في يوم
" مرحبا سيدي الريئس "
و هو قال مباشرة
" ايم أون ... أنا سعيد أنك انضممت لفريقي أخيرا "
فردت ببسمة بشوشة
" و أنا أسعد صدقني سيدي الرئيس "
" اذا متى سوف تصلين ؟ "
" أحضر أغراضي من مكتبي السابق و سأكون هناك "
" جيد فمرؤوسيك في انتظار التعرف عليك ... "
" و أنا أكثر شوق منهم للتعرف عليهم ... "
أقفلت الاتصال و تبدلت البسمة على وجهها لتشتمه
" الوغد عديم النفع ... سوف نرى كيف سوف آخذ مكانك عن جدارة و استحقاق أيها الفاشل "
منذ استلم هو رئاسة المركز كان في تراجع و تكاد القضايا التي توكل لهم لا تحل و في النهاية بفضل تقرير الطبيب الشرعي و توجيهاته هم ينقذون أنفسهم في آخر لحظة
استقلت سيارتها رباعية الدفع، كانت من طراز قديم قليلا و لكن لا تزال سيارة جيدة بالنسبة لها و إن خجلت أونجو الأنثوية كثيرا من المرات ركوبها
وصلت بعد مدة قضتها على الطريق لتوقف سيارتها في الموقف، أبعدت حزام الأمان ثم نزلت و فتحت الباب الخلفي، أخرجت صندوق أغراضها الذي كانت الأشياء داخله في فوضى و واضح أنها جمعتها من قبل في عجلة و لم تهتم أن ترتبها
التفتت و دفعت الباب بقدمها ليقفل حينها مرّ من جانبها الدكتور بارك، هما لم تكن بينهما معرفة مسبقة لذا هو لم ينتبه لها، لقد تعوّد أن يهتم بأموره الخاصة فقط و هي حدقت به من الخلف بينما تسير خلفه، الاثنين توجها نحو المصعد و عندما دخل لمحها تقترب فجعل المصعد ينتظر قليلا ليتما تدخل
أبعد كفه عندما وقفت بجانبه فأقفلت الأبواب و هي حدقت فيه بجانبها بينما هو كان ينظر أمامه ، بل بانعكاسهما و عندما أزعجته نظراتها المتفحصة التفت لها فابتسمت حتى أظهرت أسنانها و قالت
" لقد انتقلت هنا اليوم "
نظر نحو الصندوق فلم تعجبه الفوضى الموجودة أمامه، تبدو هي كلها بقعة من الفوضى و يبدو أنه علم من خلال كلامها أنها المحققة القادمة ليومئ فقط كرد عليها
" هل تعمل هنا ؟ "
تساءلت فأومأ بصمت من جديد و هي لم يعجبها تعامله، بدى لها متعالي فأشاحت عنه لتهمس
" تبا ... أحرجت نفسي مع وغد كبير "
سمعها فرمقها من خلال انعكاسهما بنظرات سهمية حادة كانت غافلة عنها ثم توقف المصعد ليخرج بدون أن يقول شيء و هي ألقت نظرة على الطابق و خرجت من بعده بسرعة عندما كان المصعد سوف يقفل أبوابه
سارت بينما تحمل الصندوق و هو كان يسير قبلها و عندما وصلت للرواق رأته يدخل لمكان كتب على بابه الذي فتح بمجرد أن وضع على جهاز بجانبه بطاقة، " المختبر "
أما هي وقفت أمام باب من نفس النوع كتب عليه " مكتب التحقيق "
ولا يوجد بطاقة لتفتحه فالتفت نحو باب المختبر متمتمة
" تبا ... غبي "
و بينما هي كذلك شعرت بمن وقف بجانبها فالتفتت و لم يكن سوى السيد لي ، رئيس المركز الذي رفع لها بطاقتها التي توجد عليها صورتها و شريحة ذكية ثم وضعها على الجهاز المثبت على الجدار قائلا
" كان يجب أن تخبريني أنك وصلتي حتى أسلمك هذه "
ابتسمت له، مرغمة فعلت، فتح الباب فتقدم يدخل قبلها و هي خلفه بينما تتخيل نفسها تركله كما فعلت مع موك من قبل في مكتب مدير المدرسة
*
في قاعة الاجتماعات جيمع الفريق كان مجتمعا ، السيد لي رئيس المركز على رأس الطاولة، الدكتور بارك رئيس المختبر و الطبيب الشرعي على يمينه أما بجانبه فيجلس مساعده جين هو بينما يرتديان معطفين طبيين
بينما في المقابل تجلس أون، المحققة المنظمة للفريق اليوم و بجانبها مساعديها، جون هي و هي كوانغ ... شرطيين لا زالا طريي العظم في عالم التحقيق و الجرائم و لكن لأنهما ينتميان لعائلتين قويتين تم تعيينهما في المركز الذي فعليا على وشك فقد سمعته لولا انظمام أون لانقاذ الوضع
نظّف الرئيس لي صوته ليجذب له النظرات و تحدث
" المحققة ايم أون ... هي من ستعيد الحياة لهذا المركز "
نقر تشانيول على الطاولة أمامه بواسطة سبابته ليرفقع نظراته من تحت نظارته نحو أون قائلا بعدها بنبرة بدت ساخرة
" واضح هذا سيد لي "
سريعة الالتهاب هي أون فضيقت عينيها و تساءلت بينما ترسم السخرية الغاضبة على ملامحها
" ما الذي تعنيه يا ... دكتور بارك ؟ "
قالتها بينما تقرأ اسمه على البطاقة الخاصة به المعلقة برقبته فرد بذات هدوئه السابق
" مرّ على هذا المركز الكثير من المحققين الذين يفتقدون للجدية و الصرامة ... كانوا سببا في ضياع سمعة هذا المكان "
حينها تدخل الرئيس لي
" الدكتور بارك صادق فلولا وجوده معنا و عمله المجد كنا فقدنا هيبتنا منذ زمن "
رمقته أون بنظرات لم تعجبه لكنه رسم بسمة لتلفت للدكتور بارك و تجيبه
" و مع هذا المحقق هو من يقع على كاهليه جل العمل ولا عمل أهم من عمله "
" تبدين جاهلة أكثر ممن مروا على هذا المكان قبلك "
قالها مستفزا اياها بعد أن فعلت هي قبله لأنها تدري جيدا أن عمل طبيب الشرعي هو ما يكمّل عمل المحقق ولا يمكن لمحقق أن ينجح أو حتى يثبت صحة شكوكه أو حتى أدلته دون وجود طبيب شرعي معه
" و أنت تبدو وغدا متعالي "
قالتها لتستقيم فيستقيم الرئيس لي الذي توسعت عينيه و التفت يتحقق من الدكتور بارك الذي رمقها فقط بنظرات حارقة ثم استقام و غادر القاعة و من خلفه جين هو أخيرا نبس
" أعتذر و لكن لدينا الكثير من العمل "
و تبع رئيسه و الرئيس لي قال بلوم
" آنسة ايم ما الذي فعلته للتو ... أنتما أهم ما في هذا الفريق فكيف تريدين النجاح و أنتما على خلاف ؟ "
حينها التفتت له من جديد و ردت بينما ترفع كفها ، فقط لو لم يكن رئيسها كانت هو الآخر ضربته في هذه اللحظة
" ألم تسمعه ... هل كنت أعمى عن نظراته المستهزئة ناحيتي ؟ ثم لما تبدو خائفا منه كثيرا ؟ من يكون هذا الأحمق ؟ "
" ألا تدرين فعلا من يكون ؟ .... إنه واحد من ورثة بارك للعقارات ، إن والده رجل اقتصادي و سياسي بارز "
" آخر همي و إن كان هنا بفضل مكانة عائلته و والده سوف أجعله يغادر هذا المكان "
قالتها ثم التفتت للشرطيين أمامها و أشارت لهما
" و أنتما هيا إلى المكتب و اجلبا لي كل قضية لم تحل "
جون هي و هي كوانغ بسرعة غادرا و هي غادرت من خلفهما و الرئيس لي جلس بيأس على المقعد
" يبدو أنني جلبت لنفسي ألم في المؤخرة باحضارها إلى هنا "
*
جلس الدكتور بارك على مكتبه و جين هو أقفل الباب و اقترب يقف أمامه ثم أمال رأسه محاولا مراقبة ملامحه
" دكتور ... هل أنت غاضب ؟ "
فرفع نظراته نحوه ليرد
" و لما أغضب ؟ "
" بسبب المحققة ايم "
" و هل تعتقد شخص فوضوي و مستهتر مثلها قادر على اغضابي ؟ "
" أبدا "
قالها جين هو نافيا فأشار له
" أحضر لي التقرير الذي كلفتك بالعمل عليه أمس فنحن يجب أن نسلمه للمحكمة قبل الجلسة "
و قبل أن ينهي كلامه رن هاتف المكتب فحمله مجيبا و لم تكن سوى أون ... المحققة أون
" معك المحققة أون دكتور بارك استعد فقد تلقينا اتصال عن وجود جثة "
أقفل الهاتف ثم استقام و جين هو حدق بيه متسائلا
" من ؟ "
" المستهترة تقول هناك جريمة "
قالها و بدى متحمسا ، الوقت الأمثل حتى يتأكد من عدم نفعها كما يعتقد
نهاية الفصل الأول من
" أصابع "
أتمنى كفصل أول أعجبكم و حمسكم للقصة و لما هو قادم
أريد انطباعكم عن الشخصيات
أون
تشانيول
و إلى أن نلتقي في فصل جديد كونوا بخير أعزائي
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro