الفصل السابع
مرحبا بقرائي الغاليين
استمتعوا بالفصل
*
متعة تناول الطعام بدون توقف لا يعرفها سوى أناس امتلكوا معدة بطاقة غير محدودة
تماما مثل معدة أون في هذه اللحظة
هي تكاد تجزم أن الطعام يذوب بفمها و يختفي قبل أن يصل لمعدتها
هي لم تأكل في مطعم راقي لهذه الدرجة بكل حياتها
حدقت فيها مين هي بعدم تصديق و الأخرى كانت في عالم مختلف ... تغمض عينيها و تصدر صوت تلذذ يرتفع مرة بعد مرة و ذلك الذي يجلس بقربها يكاد يضع وجهها بصحن الحساء الساخن
" آه ... أكاد أذوب أنا "
" آنسة أون "
قالتها مين هي و هي أخيرا فتحت عينيها لتبتسم لها بينما فمها مليء بالطعام
" لم أعتقد أنك من هواة تناول الطعام "
حينها رمقها تشانيول بجانبية ثم رد بسخرية
" ليست هواية ... بل غايتها الوحيدة، أشك أنها تمتلك أي رغبات في الدنيا سوى التلذذ بحشو فمها "
رمقته في تلك اللحظة بانزعاج و هو حرك رأسه
" ماذا هل أكذب عليك ؟ "
فابتلعت ما كان بفهما و ردت أخيرا
" و هل دخلت أنت لرأسي و قلبي و ألقيت نظرة على رغباتي ؟ ... أنا امراة و بالتأكيد لي رغبات مختلفة و من ضمنها قضاء ليلة مع رجل بجسد مثير و طويل و ... "
حينها تحركت نظرات مين هي بتفاجؤ متداولة بينهما لتبتسم و هو أخذ قطعة سوشي و وضعها داخل فمها
" اخرسي الآن ... "
اغتاظ منها جدا و هي عكرت حاجبيها بينما تمضغ ما وضع في فمها ثم قررت أن تصمت و هو التفت أخيرا لمين هي و حدق نحوها بنظرات جدية
" مين ... أنا هنا لأجل سبب مهم يخص خطيبك "
تغيرت النظرة بعينيها و حتى بسمتها اختفت لتتساءل
" هل هناك شيء أخي ؟ "
" هل هو شخص سيء ؟ يعاملك بعنف ؟ "
فرسمت بسمة لتجيب
" أبدا ... هو شخص لطيف و يحبني "
" و أنت هل تحبينه ؟ "
حينها بهتت البهجة التي في عينيها و قالت بحزن
" أنت تعلم أخي ... "
" إن أمك هي من تجبرك عليه أليس كذلك ؟ "
لكنها نفت رادة
" هي عرضت الأمر علي و أنا لم أرفض ... كما أنه رجل جيد و من أقرباء أمي "
" هل أنت متأكدة ؟ "
" أجل أخي "
في هذه اللحظة ابتلعت أون ما كان بفمها و حدقت بمين ثم بتشانيول بقربها، قررت عدم التدخل ... واضح أن الفتاة تريد هذا الزواج، انتهى العشاء مع مين هي التي تبادلت الأرقام مع أون و غادرت و هما وقفا بجانب سيارته في الموقف، حدقت به أون هو الذي كانت تتبع نظراته سيارة أخته المغادرة و لحظتها نبست
" تشانيول ... لما لم تخبرها ؟ "
فرد بينما يعيد نظراته نحوها
" بدت سعيدة ... و يبدو أنه يحبها رغم سوئه "
" اذا لن تخبرها ؟ "
" لا يمكنني هدم سعادتها أون ... مين فتاة كثيرة الحزن "
" لكن هكذا سوف تأذيها عندما تدفعها للارتباط برجل مجرم "
" يمكن للمجرمين أن يكونوا أناس صالحين مع من يحبون "
قالها و حدق بعينيها و هي عكرت حاجبيها و نفت
" هذا غير ممكن ... لأول مرة كلامك لا يقنعني "
حدق بها مطولا ثم اقترح
" هل أنت رفيق جيد في الشرب ؟ "
فتوسعت عينيها و لمعت بقوة لترد
" هل تريد الشرب ؟ "
" أجل ... و أنا من سيدفع "
و هاهي تضرب ذراعه بذراعها مجيبة ببهجة
" بالتأكيد أنت من سيدفع، أنا مفلسة أساسا بعد القرض الذي أخذته من أجل أونجو الحقيرة "
" هل هذا يعني أنك سوف تأكلين على حسابي طوال الشهر ؟ "
" اذا كنت لا تمانع "
قالتها ببسمة كبيرة و هو نفى بينما يسير نحو مكانه
" أنت ورطة كبيرة ... "
صعد ليقفل الباب و هي صعدت جانبه ثم أقفلت الباب كذلك، وضعت حزام الأمان و قالت
" أعرف مكان جيد و أسعاره ليست مرتفعة ... "
" أنت، لا تتحمسي كثيرا ... القليل فقط "
قالها بتحذير و هي ضربت ذراعه لتقهقه
" أنا متحمسة لأنك سوف تدفع عني ... بالمناسبة الوغدين في المكتب يذلانني من أجل كوب قهوة، ما رأيك أن تحضر لي كل يوم كوب قهوة مثل الذي تحضره لنفسك ؟ "
حينها أسند كفه على عجلة القيادة ليرد
" أون هل أخبرك أحد أنك متطفلة و شخص وقح ؟ "
" كثيرا ... "
قالتها مبتسمة و هو نفى باستسلام ليغادر فصفقت بحماس، عشاء ملكي ثم بعدها جلسة شرب و كل شيء مجاني
وصلا بعد فترة لمطعم صغير موجود بالشارع عبارة عن خيمة بلاستيكية كبيرة و هو بدى غير مرتاح في ذلك المكان، حدق حوله و هي رفعت كفيها معا و صفقت لتطلب لهما
" زجاجتين من السوجو لو سمحتي سيدتي "
أعاد نظراته لها ثم تساءل
" هل كل المتسولين يشربون هنا ؟ "
رمقته بنظرة غير راضية و في تلك اللحظة وضعت زجاجتي سوجو أمامهما و كأسين صغيرين، فتحت زجاجتها و صبت له ثم لنفسها و بعد أن ارتشفته بقوة ردت
" هل قلت عني للتو متسولة ؟ "
" هل أنت جادة أون ... "
" اسمع أنا أمضيت حياتي كلها أركض من أجل تلبية رغبات أخوتي و جدتي لتأمين حياة كريمة لهم ... لا تهمني نفسي بقدر ما يهمني أن يحصلوا على ما يرغبون به "
أخذ الزجاجة من قربها، صب لها ثم لنفسه و حمل الكأس ليرفعه قليلا و يرد
" ألا تعتقدين أنك تهملين نفسك كثيرا ؟ "
ارتشفت كأسها ثم صبت من جديد لتضع الزجاجة بنوع من القوة
" متأكدة أنني أفعل ذلك ... كثيرا ما أثور عليهم لكن لا أستطيع تجاهلهم، بت غير مهمة لنفسي صدقني "
" لكنك قد تكونين مهمة لغيرك "
" أنا مهمة لعائلتي "
قالتها بينما تبتسم و تحدق بعينيه لكن هناك حزن ظهر ... المرأ لا يستطيع اخفاء الأمور التي تؤلمه
" لم أقصد عائلتك ... قد تكونين مهمة لشخص لا ينتظر منك أي شيء، فقط يسعده الأمر عندما تضحكين "
فنفت لترد بسخرية
" لا أعتقد أن شخص مثل ذلك موجود ... أنظر لي، ثيابي رثة، شعري مبعثر ولا أهتم به، حتى جسمي يخونني "
" أنت من تخونينه بالمناسبة ... "
أخذت هذه المرة الزجاجة وارتشفت منها لترد
" بسبب أكلي الكثير ؟ "
" أجل ... واضح أن بنية جسدك ليست صغيرة و لكنك تفجرينه يا فتاة "
تنهدت و نفت لترد بصوت بدى حزين
" أنا أنفِّس غضبي في الطعام "
" هل هجرت بسبب جسمك ؟ "
فنفت
" لا ... أنا لم أفكر في المواعدة ولا حتى في أن أحب أحد ... كنت مشغولة بحب عائلتي "
" أكره المضحين أمثالك "
قالها محدقا فيها دون أن يزيح عينيه من عليها و هي ابتسمت ترد
" هل هذا يعني أنك تكرهني ؟ "
" أنت الوحيدة التي لا أستطيع تحديد شعوري تجاهها "
حينها رفعت سبابتها بوجهه و قالت بتحذير ساخر
" اياك أن تقع بحبي ... و إلا أفلست بسبب معدتي "
ضحكت بصخب مواصلة شربها بطريقة لا تمد للأنوثة بصلة و هو التزم الصمت، فقط تصرف مثلما تعود عندما تقول الترهات التي لا تروقه، مرّ الوقت و كانت وحدها من تشرب بينما هو يضم ذراعيه لصدره و يحدق بها
تشرب و تتكلم، تشرب و تتكلم دون توقف ... كان يحتاج لرفيق يعينه لكن وجد نفسه يعين احداهن بعد أن ثملت و باتت غير واعية لما تقوم به أو تقوله
رفعت كفها تريد أن تطلب زجاجة أخرى لكنه أمسكها بسرعة يخفضها لها ثم استقام، أخرج محفظته و دفع ثمن ما شربت ثم ساعدها في الوقوف و سحبها معه نحو سيارته المتوقفة قريبا، حرفيا هو كان يسحبها و هي تغني بصوت مرتفع و تجعل من يمرّ بقربها يحدق بهما
سحبت نفسها من بين كفيه حينها وقعت لأنها لم تكن تستخدم ساقيها، فوقف أمامها و تنهد بغضب من تصرفاتها ... جعلته يندم على مقدمه لها، كان عليها أن تبقى جائعة ، لا تناسبها رفاهية الشبع و الشرب
" أون هيا استقيمي و دعينا نغادر "
لكنها نفت و حركت كفيها معا على وجهها ثم ابتسمت بينما تمد بذراعيها نحوه
" احملني ... لقد أضعت قدميّ ؟ "
" ما الذي تقولينه أيتها الغبية ... هل هناك من يضيّع قدميه ؟ "
قالها بقلة صبر و غضب عندما أمسك ذراعها يسحبها بقوة يجبرها على الوقوف و هي بكت ... بصوت عالي بكت و دون دموع
" لقد سرقوا مني قدميّ ... لأنني ثملة سرقوهم و أنت تتصرف بلؤم معي، ألن تشتري لي كرسي متحرك ؟ "
ثبتت قدميها الضائعتين بالأرض ترفض أن تتحرك و في تلك اللحظة ترك ذراعها لتقع من جديد و هذه المرة على مؤخرتها فتحركت في مكانها بألم بينما تود فرك مؤخرتها متنفسة بقوة
" هذا مؤلم أيها اللئيم ... "
اقترب يجلس القرفصاء أمامها ممسكا بشعرها بكفيه معا يجذبها منه بقوة بينما يحرك رأسها بعنف لعله يخفف من غيضه منها
" ذكريني ألا أتورط مع فضائية مثلك من جديد "
و هي صرخت بألم تحاول ابعاد كفه لتقول بصراخ
" هل تريدأن تسرق شعري و تتركني صلعاء مثلما تركتني بدون أقدام ؟ "
حينها ضرب جبينه براحة كفه ... إنها مصرّة أن قدميها ضائعتين و المارة بدأوا يتوقفون و يضحكون على حمقها لذا استقم و سحبها ليحملها بين ذراعيه و وقتها فقط وجدت قدميها ... لقد حركت ساقيها في الهواء و أسندت رأسها على صدره
إلا أنه لم يكن لطيفا عندما فتح الباب الخلفي للسيارة و رماها في المقاعد الخلفية لتضرب رأسها ثم أقفل الباب بغيض منها و هي تحركت في مكانها بألم ثم أمسكت بمقعده من الخلف و عندما صعد قربت وجهها منه قائلة
" لا تحاول الاستفراد بي بما أنني ثملة ... خذني لمنزلي "
عكر حاجبيه بينما يحدق فيها بالمرآة ثم التفت لها و دفعها عندما وضع كفه على جبينها
" توقفي و إلا قتلتك أون ... "
لكنها ردت بعدم اكتراث
" يمكنني أن أدلك على منزلي "
حينها تنهد و نفى
" أنا أستحق ... لو كنت قابلت مين لوحدي و عدت لمنزلي كنت مرتاح الآن لكن أنا من جلب هذا الألم في المؤخرة لنفسي "
حينها صرخت في الخلف فصرخ بقلة صبر هو كذلك
" ماذا أيضا ؟ "
فردت هي بينما تحاول يدها الوصول لشيء ما خلفها
" مؤخرتي تؤلمني "
الكلام معها مضيعة للوقت ... شغّل المحرك و انطلق و هي بالفعل قادته للحي ليتوقف أخيرا أمام بيتها و لكن سوف يبدأ شيء آخر ... نزل هو من السيارة ثم فتح الباب الخلفي لها و ساعدها في النزول، أقفل الباب و هي حاولت صلب طولها فحدق نحوها بشك ... إنه ينتظر أن تخبره أن قدميها لا تزالان ضائعتا لكن الأمر اختلف هذه المرة
رفعت رأسها تحدق نحو المنزل ثم تراجعت قليلا ... حدقت فيه من جديد ثم نفت بينها و بين نفسها لتبتعد أكثر حتى جلست على الرصيف المقابل للمنزل فتمتم بسخط
" تبا هذه الليلة اللعينة لن تنتهي "
اقترب منها و حاول جعلها تستقيم
" هيا أون ... لقد وصلتي و يجب أن تدخلي حتى أغادر "
لكنها رفعت نظراتها المليئة بالدموع و نفت
" أعتقد أن منزلي ضائع "
حينها توسعت عينيه و رد عليها بعدم تصديق
" ماذا .... ألم تقولي يمكنك قيادتي لمنزلك ؟ "
" أجل لكن ... الحي نفسه لكن منزلي اختفى أقسم لك، أنا لا أجده لقد سرقوه أو اخوتي لا يردونني أن أدخل "
" اللعنة عليك أيتها الرعناء "
قالها و في تلك اللحظة بدأت جولة بكاء أخرى و هو حاول بكل طريقة اسكاتها حتى لا تسبب له المشاكل لكن في النهاية تمت انارة أضواء المنازل المجاورة و المنزل المقابل فتح بابه ... جدتها تعودت على الأمر، كلما سمعت الضوضاء تدري أن أون ثملة و تشعر بالضياع
اقتربت بسرعة منها و هي غاضبة ثم أزاحته عنها بدون حتى أي مقدمات و بدأت تضربها بكفيها معا على ذراعها
" أيتها السكيرة اللعينة ... ألن تتوقفي عن افتعال الفضائح مثل الكلب المتشرد ؟ "
حينها حاول هو ابعادها عنها و تحدث بانزعاج بينما يرمقها بنظرات ليست لطيفة أبدا
" لحظة لحظة ... لما تضربينها ؟ "
فحدقت فيه جدتها و ردت بغضب
" أنا جدتها ... و هي دائما تقوم بهذه الأفعال الحمقاء كلما ثملت ... الجيران سوف يقودوننا للمحكمة قريبا بسببها "
" أنت لا تحبينني جدتي ... تكرهينني و تنعتينني بالعانس السكيرة "
" اخرسي يا غبية "
قالتها بينما ترفع كفها في وجهها و الأخرى ضمت نفسها بقوة و هو رد باعتراض من جديد ... كأنه لم يسحب شعرها بغيض من قبل
" يمكنك أن تعامليها بلطف أكبر اذا كنت جدتها حقا "
" و من أنت بالله عليك لكي تعلمني كيف أعامل حفيدتي ؟ "
فردّ بثقة
" أنا زميلها و من أقلها إلى هنا "
حينها فقط أبعدت النعاس و الغضب عنها ثم حدقت به كله، من أخمص قدميه إلى منابت شعره فوجدت أنه رجل جيد و ربما صيد جديد مهم لعائلتها لترد بصوت أبدا لا يشه الصوت الذي تحدثت به و اياه قبل برهة
" عفوا ... هل أنت شرطي ؟ "
" لا ... بل طبيب "
و قبل أن ينتهي هي رفعت كفيها معا في وجهه و قالت
" لحظة ... أون تحكي لنا عنك كثيرا، إنك تستطيع القول أنها معجبة بك و تحبك كثيرا "
" لا تكذبي جدتي "
ردت من خلفها أون و هي أمسكت ذراعه و التفتت لها تحرك شفتيها بـ " اخرسي "
عادت تحدق به ثم سحبته معها نحو المنزل تترك أون هناك
" تعالى معي و سوف أحضر لك طعاما مغذي ... بالمناسبة كان يمكن أن تأخذها معك لمنزلك فنحن لا نقلق عليها "
في تلك اللحظة سحب ذراعه منها و أشار لها بغضب
" ما الذي تحاولين فعله ؟ "
فتوسعت عينيها و هو التفت عائدا لأون التي لا تزال تجلس في مكانها ... رغم وقاحتها و كل ما تفعله لكن أون تهمه، لا يمكن أن يتحمل أن تعامل بقسوة و طريقة مهينة أمامه، ساعدها في الاستقامة و هي في تلك اللحظة حدقت به، رمشت بعينيها كقط و هو بالفعل شعر بالشفقة عليها
" احملني لقد أضعت قدمي مرة أخرى "
*
أقفلت جدتها باب غرفتها ثم التفتت له، رسمت ابتسامة لكنه فقط عكر حاجبيه و التفت مغادرا فتبعته بسرعة ناحية الباب
" لحظة ... لا يمكنك أن تغادر هكذا "
حينها توقف و التفت لها
" ما الذي تريدينه ؟ "
" متى ستعود ؟ "
" ماذا ؟ "
" أقصد على أون أن تدعوك للغداء أو العشاء في منزلنا "
حدق بها مطولا بنظرات أربكتها و لم يشعر بالرضى، رفع نظراته نحو أونجو ثم موك الذين اقتربا من بعضهما و هاهو يعيد نظراته للجدة التي تعتقد أنها ترمي صنارة جديدة لصيد ثمين
" أنا و أون مجرد زملاء ... ولا نلتفت لهذه الترهات "
قالها و خرج ليقفل الباب بقوة ... تعمد فعل ذلك و هي التفتت للآخرين، أمالت رأسها ثم نبست بتساءل
" هل انزعج مني بسبب أون ؟ "
حينها أومأت أونجو
" أجل ... واضح ذلك "
و هذا ما جعلها تضم كفيها معا و تميل رأسها عليهما
" من الواضح أنهما ليسا زملاء فحسب "
أما هو في الخارج بعد أن فتح باب سيارته توقف و حدق بالمنزل ... لقد فكر في تلك اللحظة أنهم أناس لا يستحقون وجود أون معهم، إنهم مستغلون و بغيضون، يمتصون جهدها و شبابها فقط لأنها تحبهم بينما هم لا يمنحونها مقابل حبها و ما تقدمه لهم أي شيء
حتى الاحترام و المعاملة الجيدة
بسخط هو أقفل الباب بعد أن صعد و بعدها غادر إلى منزله فليله لا يزال طويلا
*
لأول مرة تنام ثملة ولا تستيقظ بشعور الكلاب المتشردة، إنها دافئة و تتحرك براحة في سريرها
فتحت عينيها و ابتسمت رغم ألم رأسها و الغثيان الذي يصاحبها كلما أسرفت في الشرب، أبعدت الغطاء ثم استقامت ،حدقت بنفسها فكانت لا تزال بثياب الأمس، حركت كتفيها بعدم اهتمام و سارت نحو الحمام، أخذت حمامها ثم خرجت لتتجهز ، قررت اليوم أن تترك شعرها حرا و شعرت كذلك أنها تريد أن تضع بعض الزينة لذا هي ابتسمت و قررت الذهاب لأونجو و الاستعارة منها القليل
خرجت من غرفتها فكانت غرفة المعيشة هادئة و طاولة الفطور جاهزة بالفعل، اقتربت من غرفة أونجو و عندما حاولت فتح الباب كان مفتوح بالفعل و سمعت صوت أونجو تتحدث عبر الهاتف
" أجل جدتي أكدت موعد الحجز ... غدا عند الثامنة مساء "
عكرت حاجبيها و ابتسمت و لكن ذلك كله تلاشى عندما واصلت أونجو حديثها
" لا تقلق لم نخبرها ... أون تعودت أن تفسد المناسبات و نحن قررنا بالفعل أننا لن نخبرها، سوف أخبرها لاحقا و أقول لها أنها كانت مشغولة في العمل فلا أريد أن تفسد صورتها أمام عائلتك "
أون التي تعودت الصراخ بغضب و الشتم و عدم اظهار دموعها في تلك اللحظة شعرت أن هناك طعنة أصابت قلبها
بعض الكلمات تكون كالخناجر المسمومة
تراجعت بسرعة نحو غرفتها دون أن تصدر أي صوت و أونجو أنهت المكالمة ثم التفتت و تقدمت نحو الباب، خرجت من غرفتها ثم اقتربت من الطاولة و جلست منظرة أون حتى تخبرها أن موك مهدد بالطرد من جديد اذا لم تذهب و تسوي الأمور مع المدير
كانت تنتظر و لكن أون التي جلست على جانب سريرها نفت بعدم تصديق، رفعت نظراتها نحو المرآة محدقة بنفسها و عينيها امتلأت دموعا لتنفي
" لا أصدق ... لا أصدق أن أونجو و عائلتي ينظرون لي بهذه الطريقة "
همست بألم و سمحت لدموعها أن تتغلب عليها أخيرا بعد سنوات ، لقد بكت بشدة لوقت ليس قصير، أفرغت قلبها الذي ثقب من أقرب الناس لها، لقد قدمت لهم عمرها حرفيا، تجاهلت نفسها و تجاهلت حياتها و الأنانية الموجودة داخل كل شخص منا و لكن هم ألغوها من كل مناسباتهم ... بالنسبة لهم هي آلة صرّافة تسحب منها النقود و ينتهي دورها
مسحت دموعها بغضب و استقامت لتغسل وجهها ثم حملت هاتفها و تفقدت مفاتيح سيارتها التي تركتها في مرآب المركز لتغادر، سارت بسرعة من غرفتها نحو الباب و أونجو عندما رأتها استقامت و نادت عليها
" أون .. الفطور جاهز "
لكن أون التي فطر قلبها على يدي أختها فقط تجاهلتها دون أن ترد، ارتدت حذاءها بقرب الباب و أونجو وقفت خلفها
" أو ن موك مهدد بالطرد و لم يستطع انتظارك حتى تستيقظِ "
لكن أون التي فتحت الباب قالت بصوت ساخط
" اذهبوا جميعا للجحيم "
خرجت و أقفلت الباب بقوة و الأخرى عبست بعدم رضى
" و ما دخلي أنا إن كان هو مفتعل مشاكل ... تبا متى سوف أرتاح منهم جميعا و لن أكون كيس ملاكم لها أو لجدتي "
نهاية الفصل السابع من
" أصابع "
الجميع اعتقد رد فعل عنيفة من أون لكن العكس هو الي صار
المهم ترى من سيغضبه حزن أون ؟
لنلتلقي في الفصل القادم فكونوا بخير إلى ذلك الحين
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro