الفصل الرابع عشر
مرحبا بالغاليين الي صدمتهم 😁😁
استمتعوا بالفصل
*
سكينة الروح لا تُبلغ إلا بروح تشبهها
في تفاصيلها و عنفوانها
و لو تمردت تلك الروح رافضة أقفاص الذهب
*
كانت أون تضم ذراعيها لصدرها و تمتنع عن تناول الطعام بعد أن حاولت الذهاب للمركز و هو رفض و لم يسمح لها،
تشعر فجأة أنها مقيدة رغم ذراعيها الحرين، تشعر أنها مثبتة مع المقعد بالرغم أنه فقط قال
" لا يمكنكِ الذهاب "
كان يتناول هو طعامه بهدوء بالفعل، رمقها بنظرات غير راضية ثم وضع شوكته و قال بينما يضم كفيه معا
" لما هذا العبوس الآن ؟ "
فرفعت نظراتها نحو نظراته
" ألا تدري لما أعبس حقا ؟ ... لقد رأيت أنها جريمة أخرى من سلاسل جرائم القاتل ذو الأصابع "
فحرك كتفيه بعدم اكتراث و قال
" و ماذا اذا ؟ "
" ماذا اذا ؟ ... نحن الفريق المسؤول عن جرائمه "
" لا تنسي أن الجثة وجدت في مكان بعيد عن المركز التابعين نحن له كفريق و بالتالي القضية لن تسلم لنا مباشرة لأن تلك المنطقة ليست ضمن صلاحيتنا "
" و لكن يمكننا على الأقل الاطلاع على مسرح الجريمة "
" أون ... فكري بعقلك، المسرح سيكون مثله مثل جميع المسارح ثم لن يُسمح لك بالاقتراب لذا وفري جهدك و عندما يحين الوقت سيتم استدعائنا "
" أنا لا يمكنني الجلوس هكذا بدون فعل شيء "
قالتها محدقة بعينيه و هو استقام و قال بكل هدوء
" أنت حرة اذا "
غادر غرفة المعيشة و صعد نحو الفوق، توجه نحو مكتبه و أقفل الباب و هي ظلت مكانها، هو محق و هي الأدرى بكل تلك التفاصيل التي تحدث عنها، القاتل ذو الأصابع بات وجبة دسمة الآن الجميع سوف يريد تناولها
قال أنت حرة، المعنى اذهبِ و لكن لما تشعر أنه قيدها أكثر بتلك الكلمة ؟ لما لا تشعر أنها تريد أن تكون حرة بعد اليوم؟ إن كانت تعني الحرية أن تبتعد عنه فهي لا تريد ... لا تريد أن يغضب منها بأي شكل من الأشكال
هي منذ حدّق بعينيها و قال إن أحببتك ليس لك خيار إلا أن تحبيني تملّكها شعور مختلف لم تتمكن طوال حياتها أن تشعر به، و الآن لا تريد أن تفقد ذلك الشعور ... مستمتعة هي بقيود الحب ولا تفكر أنها أغلال بقدر ما تفكر أنها نوع من أنواع الحماية
تنهدت و استقامت بدون أن تمس الطعام ثم قررت الذهاب و البحث عنه حتى تخبره أنها قررت البقاء و الانتظار حتى يتم استدعاءهما، صعدت الدرج و مباشرة توجهت نحو غرفته، طرقت الباب ثم فتحته فلم يكن هناك
عكرت حاجبيها و تقدمت لتطرق باب الحمام و لا رد وصلها كذلك ففتحته و لم يكن أحد هناك، أبدا هي لم تشعر بالرضى ، غادرت غرفته و فتحت باب الغرفة التي خصصت لها فكانت فارغة هي الأخرى و هاهي تحدق نحو الباب الثالث الموجود في ذلك الرواق
اقتربت منه و طرقته فلم تتلقى ردا، فتحه بهدوء فظهر أخيرا من خلفه، كان مكتبه الخاص، هو يشبه المختبر الصغير و هي حدقت حولها بانبهار بينما تتقدم نحو الداخل
أما هو كان يجلس على مكتبه و يحمل كتاب تشريح، رفع نظراته من على الكتاب و حدق بها هي التي تقدمت بينما تحدق حولها و أخيرا بعد أن وصلت أمامه و لم يفصلهما سوى طاولة مكتبه هي خصته بنظراتها
طالت النظرات بينهما منتظرة أن يقول أي شيء لكنه لم يفعل و كانت فقط نظراته تزيد عدوانية و هي تنهدت و قالت بملل
" هل غضبت حقا ؟ "
" ما الذي تريدينه أون ؟ ...ألم تقولي يجب أن تذهبِ ؟ "
" قلت و لكنني لم أقل أنني سوف أذهب "
قالتها و هاهي تسير نحوه حتى وصلت بقربه، جعلت مقعده المتحرك يلتفت لها ثم أخذت الكتاب الذي كان بين يديه و ألقت عليه نظرة و عندما لم تفهم شيء هي ألقت نظرة على غلافه و عكرت حاجبيها
" كتاب تشريح ؟ ... لما لا تقرأ بعض الأشعار و المسرحيات ؟ "
" أون ... "
قالها بتحذير فلم تأبه له و لا لغضبه عندما تقدمت و جلست بحضنه بينما ذراعيها تحضن رقبته، حدقت بملامحه المنزعجة و على عكسه رسمت بسمة ثم قالت كنوع من التهديد
" أياك أن تقول ثقيلة ... قلتَ من قبل أنك تحبني كما أنا "
و هاهي ذراعيه تضمانها و تحبس خصرها بينهما، حدق بملامحها و قال
" هل تحاولين التودد الآن ؟ "
تظاهرت أنها تفكر ثم ابتسمت تومئ و هو أخيرا فك عقدة حاجبيه
" هل تراجعت ؟ "
" أجل ... أنا مريضة و حبيبي يعتني بي "
" بالمناسبة ... أحببت كلمة حبيبي، أريدك أن تناديني بها "
" سوف أفعل و نحن في المنزل أو أي مكان غير المركز "
" لست موافق ... "
" ما الذي حدث لك دكتور بارك ... كنت أكثر شخص صارم بخصوص عمله عرفته بكل حياتي "
" كنت ... و ما بقيت كما كنت منذ سرقتي قلبي و نظراتي لك وحدكِ "
" أشعر أن قلبي سيتوقف بسببك فرفقا بي لو سمحت "
" لن أرفق بك و الآن أخبريني هل تناولت فطورك ؟ "
" أنت غضبت و تركتني و أنا كان همي أن أبعدك عن غضبك مني "
ابتسمى برضى بسبب كلامها، لا تزال في كل لحظة و بكل كلمة تقولها له تمسح سنينا من الفقد ... تحيي بقلبه ما مات منذ سنوات و ترضي ذلك الجانب الأسود منه
" اذا هيا لنتناول ما تركنا خلفنا "
قالها و جعلها تستقيم ليستقيم هو الآخر لكنها حدقت حولها و بتعجب هي قالت
" ما كل هذه الأجسام الغريبة ؟ "
تساءلت بكل براءة و هو رد
" أعضاء بشرية "
توسعت عينيها فجأة و التفتت له و هو واصل مبتسما
" محفوظة لأجل بعض الأبحاث العلمية ... "
" كيف حصلت عليها ؟ "
" هل تشكين بي محققة ايم ؟ "
تساءل مبتسما و لكن هي نفت بسرعة لتبرر
" لم أقصد هذا و لكن ... "
حينها قاطعها و هو يقول
" هذه الأعضاء خاصة بمساجين كانوا محكومين بالمؤبد قرروا التبرع بها بعد وفاتهم لفائدة البحث الطبي و العلمي "
اقتربت من أحدها و كانت عين فعكرت حاجبيها و كأنها اشمأزت ثم مرت قشعريرة بجسدها
" كيف تستطيع العيش و الجلوس بمكان كهذا ؟ "
قالتها و هو وضع كفه على كتفها ثم سحبها ليضم كتفيها و خرجا و بعد أن أقفل الباب رد قائلا
" شيء تعودت عليه طوال عمري "
" هل حقا لا تشعر بالخوف من الجثث ؟ "
" و لما سأخاف منها ؟ "
كانا يسيران نحو الدرج و يتحدثان و هنا خرجت شهقة منها
" هل هذا يعني أنك تستطيع قضاء ليلة في المشرحة وحدك و بدون وجود أي شخص معك ؟ "
و بسخرية رد بينما يستقلان الدرج للنزول
" لقد فعلتها كثيرا ... يا جبانة "
" لست جبانة بالمناسبة و لكن أي انسان سيشعر بالخوف .. طبعا انسان طبيعي و ليس الدكتور بارك "
جلسا من جديد إلى الطاولة و هي سحبت صحن الفطائر الكبير إليها و شرعت في وضع البعض بصحنها ليرد هو
" إنه عملي في النهاية ... "
وضعت أكثر من ثلاث فطائر بصحنها ثم أخذت كوب الشكلا السائلة و سقتها ... بل أغرقتها و هو كان فقط يحدق بها، وضعت الشكلا ثم ابتسمت لتلتفت له و تساءلت من جديد
" منذ متى بدأ اهتمامك بالطب و التشريح ؟ "
و بينما يأخذ بعض الفواكه المجففة و يقدمها لها حتى تضيفها لصحنها رد
" منذ الطفولة ... لحظة أون لا تضعي الكثير يكفي بالفعل ما وضعته "
حركت كتفيها غير آبة و شرعت في تناول طعامها و ما إن أغمضت عينيها محاولة التلذذ هي تذكرت كلامه أمس ففتحت عينيها و رمقته بجانبية لتهمس
" لذيذة "
تحكمت بنفسها و هاهي تتساءل من جديد بينما يرتشف هو من قهوته بعد أن شعر بالشبع فجأة عندما رأى صحنها المليء
" اذا منذ الطفولة كنت ترغب أن تكون طبيب حتى تعالج المرضى ؟ "
و بكل هدوء رد بعد أن وضع فنجان القهوة
" بل حتى أشرّح الموتى ... "
هي التي كانت تمضغ الطعام توقفت و حدقت به فواصل يقول بجدية و صدق
" كنت أتخيلني أطعن زوجة والدي و أخرج كل أعضاءها ... "
ابتلعت ما كان في فمها بصعوبة بينما تشعر بالتقزز
" أنا آكل بالمناسبة "
فرسم بسمة و قال من جديد
" و لحسن حظي وجهت اهتمامي و رغباتي تلك نحو الحيوانات و وجدت أنني أحب درس الأحياء و كنت أنفذ تجارب الفئران التي ندرسها نظريا في المنزل "
" كنت تقتل الحيوانات ؟ ... "
فالتفت لها و رد
" كنت أستخدم الميتة منها ... و لكنني مرة خنقت قطة زوجة أبي لكي أنتقم منها "
" و ما الذي قالته ؟ "
" قالت كل شيء و حاولت ضربي ذلك اليوم و لكن أبي لأول مرة وقف بوجهها و دافع عني قائلا أنني طفل و أن القطة ماتت بينما كنت ألاعبها "
" ألا زلت تكرهها ؟ "
و بدون أن يبدي على ملامحه أي شيء هو ردّ
" أكثر مما تتصورين ... حياتي من بعد أمي كانت جحيم و هي أتت و كانت حارسة لذلك الجحيم و تمنعني الخروج منه مهما حاولت "
" أنا لم أحبها ... "
قالتها أون و قربت كفها من كفه على الطاولة، وضعتها عليها ففتحها يمسك بها
" أنتِ لن تقدم شكوى لمنظمة حقوق الحيوان أليس كذلك ؟ "
قالها ممازحا اياها و هي ردت ببعض الخجل
" ربما جرائمي لم تكن كثيرة كجرائمك و لكنني كنت أصطاد العصافير و أشويهم "
بسمة كبيرة هي التي رسمتها وهو قرب كفها يقبلها قائلا بسخرية
" أيتها الشرهة ... "
أخرجت لسانها له ثم سحبت كفها و واصلت طعامها أما هو فقط ارتشف من القهوة و اكتفى بالتحديق بها بينما تحاول التحكم في تلذذها ... تحاول منع صوتها من الخروج
*
السيد بارك الذي كان قلقا على مين هي وقف بجانب غرفتها و طرق الباب بهدوء دون رد منها
حاول مرة أخرى و عندما لم تستجب له هو فتح الباب بهدوء و دخل، كانت تنام و المكان تجعله مظلم، تناولت بالفعل مهدئاتها و خلدت للنوم مثلما أخبرها أخاها
دنى والدها قليلا و قرب كفه من رأسها، ربت عليها بحب ثم دنى و قبل جبينها، قرر تركها ترتاح بعيدا عن الفوضى و خرج من الغرفة و بمجرد أن أقفل الباب اقتربت زوجته و تساءلت
" هل هي بخير ؟ "
فنفى بحزن عليها
" لا أعتقد أنها بخير و لكن على الأقل هي نائمة ... "
كانا يرتديان ثياب الحداد و عائدين للتو من بيت عائلة كيم
" لقد كان أمرا فضيع للغاية ... "
قالتها السيدة بارك و بدت غير مرتاحة ليرد زوجها
" من البداية لم يعجبني وضعه و لكن أصريت على أن تتم الخطبة بينهما ... "
" إنهم عائلة ذات سمعة بالفعل في المجتمع كما أنهم أقربائي "
" هو كان معروفا أنه يعمل بالكثير من الأمور المشبوهة و أنظري للنتيجة ... لقد تم قتله و بأبشع طريقة "
" لا أعتقد أنه كذلك ... ثم لا تنسى أن موته و الطريقة تشبه كثيرا طريقة موت أناس نعرفهم و أناس كانوا مشهورين في المجتمع "
" أجل أناس يشبهونه في السوء لذا ليس بعيد أن تكون المنظمة التي ينتمون لها هي من تتخلص منهم "
قالها بعدم رضى و سار نحو غرفته فتبعته معترضة
" مين هي الآن لن تتخطى الأمر بسهولة و نحن يجب ... "
حينها توقف و التفت يرمقها بغضب ... و رفع كفه في وجهها
" يكفي ... ابتعدي عنها ولا أريدك أن تتدخلي في حياتها من جديد "
*
حاولت أن تبدو أمامه مثقفة قليلا و عندما جلس هو يقوم ببعض الأعمال السريعة هي حملت كتابا من الرف الذي يجانب التلفزيون و جلست بقربه على الأريكة البيضاء الكبيرة
تجمع قدميها و تحمل الكتاب تحاول التركيز بكلماته ... تنتظر أن ينتهي و يحول نظراته و اهتمامه لها، تحاول و تحاول و عندما لا يلتفت لها تُميل رأسها محدقة به و عندما ترى أنه سيلتفت لها تقرب الكتاب لها أكثر
يدري أنها ترغم نفسها ليس أكثر، هو لم يحبها لأجل ثقافتها ولا حتى لباقتها ... من يصدق أنها فعلت أمامه كل ما لا يجب أن يفعل ؟ ... و نعم أحبها
" أون ... "
" أنا مشغولة "
قالتها بسرعة فيتضح له كم هو تركيزها على الكتاب كبير ... تكاد تحسب أنفاسه لدرجة عندما نادى اسمها هي ردت بسرعة
" يمكنك مشاهدة بعضا من برامج الترفيه التي تضحككِ "
" لا ... أفضل القراءة "
" أنا لا أحب أون المثقفة "
حينها رمت الكتاب خلفها ليصدر صوتا عندما وقع خلف الأريكة على الأرض، أخذت جهاز التحكم الذي قربه منها قبلا و قالت
" يا رجل كدت أنفجر ... "
ابتسم و دفع نظاراته نحو فوق ثم أعاد اهتمامه لحاسوبه بحضنه
" واثق أنك لم تفهمي حتى سطرا مما كنت تحاولين قراءته "
" بدت كلمات متشابهة و متكونة من نفس الحروف ... فقط كلمات كررت "
قالتها و هو نفى طريقة تفكيرها في الأدب، هي من دعته قبل وقت أن يقرأ بعض الأدب، مرّ بعض الوقت هي خلاله وجدت فلما كوميدي و هذا ما جعلها تذهب و تبحث داخل الثلاجة عما يمكنها الاستمتاع به
أما هو فكان فعلا يركز بما يقوم به و هي كانت بين اللحظة و الأخرى تنفجر ضحكا فيرفع نظراته نحو التلفزيون و يعكر حاجبه، ما الذي يضحكها ؟
و بعد أن وصل الفلم لنهايته هو أخيرا انتهى من عمله و أقفل حاسوبه لكن منظر الطاولة أمامه جعل عينيه تتوسعان، التفت لها هي من كانت تتمدد على الأريكة بينما ترفع قدميها و تسندهما على مسند الأريكة، تنام رأسا على عقب
وضع الحاسوب جانبا ثم استقام و في اللحظات الحاسمة هو أطفأ التلفزيون و هي صرخت باعتراض بينما تعتدل في مكانها
" لما فعلت هذا ... ؟ "
" ما كل هذه الفوضى التي سببتها ؟ "
عبست بينما تستقيم و اقتربت تحمل خفيها بكفيها ثم استدارت سائرة نحو الدرج
" لا تكلمني سوف أخاصمك بضع ساعات "
" توقفي مكانك أون ... تعالي أولا و نظفي ما خلفته ورائك من فوضى "
توقفت و التفتت تحاول العبوس بحزن و استعطافه
" ألن تصالحني ؟ "
" نظفي أولا ... اغضبي و سوف أصالحك فلا يجوز تجاوز أي مرحلة "
تركت خفها يقع على الأرض ثم لبسته و اقتربت تنظف و هو أخذ حاسوبه و قال ببساطة
" سوف آخذ حماما و نخرج للسير قليلا "
فردت بعبوس
" أنا غاضبة "
فلم يلتفت لحماقتها ليرد
" تجهزي ... "
صعد بالفعل و هي واصلت تنظيف الفوضى التي افتعلتها و بعدها صعدت للغرفة التي خصصت لها، كانت سوف تفتح الباب لكنها توقفت و التفتت نحو باب غرفته، حاولت التغلب على شيطانتها أون التي ترفرف بأجنحة حمراء فوق رأسها
" لا يجوز أون ... "
لكن تلك الأخرى لم تتركها و شأنها و بعصاها السحرية ألقت بتخيل في رأسها فرأته بالمنشفة فقط بينما قطرات الماء تسير على بطنه فمررت لسانها على شفتيها و ابتلعت ريقها الذي ازدردته
اقتربت من باب الغرفة و وضعت رأسها عليه تحاول معرفة اذا كان لا يزال في الحمام أو انتهى و عندما سمعت صوت المياه رسمت بسمة و فتحت الباب بهدوء ثم أدخلت أولا رأسها فقط
بحثت عنه بنظراتها و عندما لم يكن هناك هي تركت الباب و دخلت و الشيطانة أون لا تزال فوق رأسها، توجهت بسرعة نحو باب الحمام تفرك كفيها بحماس و ما إن دنت مستعدة لاستراق النظر من خلال ثقب المفتاح حتى فتح الباب و رأت معدته المرتبة كألواح الشكلا
بقت على حالها دون أن تتحرك و هو دنى يجلس القرفصاء بينما يلف خصره بالمنشفة هذه المرة بالفعل، بات وجهه مقابلا لوجهها و تساءل بلؤم
" هل تتجسسين علي و أنا آخذ حمامي ؟ "
حدقت به ثم حركت يدها و وضعت كفها على ظهرها لتهمس
" ظهري تجمد فجأة و أنا كنت قادمة لطلب المساعدة منك ... أنت طبيب و "
فاستقام و جعلها تستقيم
" لو أخبرتني كنت جعلتك تأخذين حمامك معي ... على الأقل أفرك لك ظهرهكِ "
حينها هو لا يدري كيف اختفت من أمامه و لم يدرك ذلك إلا بعد أن سمع صوت الباب يقفل خلفها ببعض القوة، رسم بسمة حاول التحكم بها لكنه ضحك بمتعة في النهاية بينما يسير نحو غرفة ثيابه هامسا
" هذه المنحرفة ... "
تجهز بالفعل و كانت ثيابه عبارة عن بنطال رمادي اللون و قميص أبيض و فوقه سترة خيطية رمادية، وضع نظاراته بعد أن سرح شعره كما تعود ثم حمل سترة جلدية و غادر الغرفة
وقف بجانب بابها و طرقه
" أون هيا ... "
" لحظة "
قالتها ثم فتحت الباب حينها تنهدت بقوة من هول مظره على قلبها و قالت
" لا يجوز هذا تشانيول ... أنظر الي لن أناسبك بثيابي هذه "
كانت هي ترتدي بنطال جينز عريض بعض الشيء و فوقه قميص قطني أسود اللون، حذاء رياضي و سترتها المنتفخة تلك، كانت سوف تجمع شعرها لكن فضلت تركه حرا
سحبها إليه يمسك بكفها و قال بينما يسيران نحو الدرج
" إن روحكِ تناسب روحي و هذا كافي بالنسبة لي "
" أريد شيء يحعلني جميلة و يغريك "
حينها توقف و التفت لها ليرسم بسمة بدت لئيمة ثم اقترب و همس
" ما رأيك أن نتسوق في متجر للثياب النسائية ؟ "
فرفعت نظراتها نحوه و كأن الحماس أصابها
" تقصد تلك الثياب التي تتكون من قطعتين ... أو قطعة واحدة قصيرة و شفافة ؟ "
" هل نسائية بالنسبة لك تعني هذا ؟ "
أومأت بسرعة فسحبها ينزلان و على وجهه البسمة الكبيرة مرسومة
" حسنا لنذهب إلى هناك و لكن عليك دفع ما تدينين لي به "
" تراجعت يمكنني أن أغريك بالمنشفة فقط "
" ما قصتك مع المنشفة أنت ؟ "
قالها و خرجا من المنزل ثم سارا نحو سيارته و هي ردت عندما افترقا كفيهما مقتربة من الباب الثاني لسيارته
" أحبها ... و أريد تجربة الأمر "
كان يضحك على تفكيرها عندما رن هاتفه فأخرجه من جيب سترته الداخلي و كانت مين بالفعل فتنهد لتتساءل أون
" من ؟ "
" مين ... "
قالها ثم فتح الاتصال ليرد عليها
" مرحبا مين ... "
لكنها بسرعة لامته
" لما لم تتصل أخي ؟ "
" كنت سوف أفعل في وقت لاحق ... "
" أنا بائسة أخي و أريد أن أموت "
" مين لا تقولي هذا الكلام ... "
" كل شخص يقترب مني لابد أن يموت ... أنا نذير شؤم و لن أحصل أبدا على شخص يحبني بصدق "
" توقفي مين دايونغ كان هذا قدره و أنت يجب أن تستمر حياتك "
حركت أون حاجبيها مستغربة كلامه و هو تنهد بعد رفض مين لما يقوله و قال
" أنا قادم ... "
أقفل الخط و أون تساءلت
" ما بها مين ؟ ما الذي فعله لها خطيبها ؟ "
حينها قال بينما يحدق بعينيها
" لقد مات ... كان هو الضحية التي وجدت صباحا "
نهاية الفصل الرابع عشر من
" أصابع "
أتمنى أنه أعجبكم و استمتعتم و رجاء ركزوا على كلماته ، أفكاره و اعتقاداته
إلى أن نلتقي في فصل جديد كونوا بخير
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro