الفصل الثامن
مساء الخير يا الغاليين
استمتعوا
*
ذلك الشخص العفوي الذي يتصرف على طبيعته و ايانا كنز نادر الوجود
شخص لا يقدر بثمن ولا يمكن الحصول عليه في أي وقت
إنه مثل الفرص الحقيقية
تأتي به الحياة مرة واحدة لعمرنا دون امكانية أن يتكرر
و إن ضاع، العمر و القلب معه يضيعان
كان يجلس على مقعده و يراقب الشاشة بتركيز و بقربه في حافظة حرارة كوب من القهوة اشتراه و هو قادم مع كوبه، جين هو المسكين ابتسم عندما استقام بينما الآخر يدخل للمختبر يمسك بحافظ الأكواب و به كوبين من القهوة لكن فرحته و سعادته لم تكتملا عندما مرّ متجاهلا اياه نحو مكتبه و أقفل الباب
" تبا لما تأخرت ؟ "
قالها بهمس ثم حدق بهاتفه لكنه نفى ... إلى هنا و يكفي أون، كان هذا ما فكر به ليعيد نظراته نحو الشاشة و في تلك اللحظة ظهرت عندما فتح باب المصعد، لم ينتظر هو ليحمل كوب القوة و خرج من مكتبه، استقام مرة أخرى جين هو من على مقعده و لكن الآخر مرة أخرى كذلك تجاهله و سار نحو باب المختبر، فتحه و عندما خرج يقف بقربه كانت أون تسير بينما تضع كفيها بجيوب سترتها المنتفخة، شعرها حر و الغرة تغطي جبينها، هناك عبوس و حزن مرتسمين على وجهها
حتى أنها لم تنتبه لوقوفه هناك إلى أن ناداها عندما أخرجت البطاقة و كانت ستفتح باب مكتبها
" أون ... "
التفتت له و حدقت نحوه بتعجب، أما هو تجاهل كل شيء و اقترب منها يحدق بوجهها ليتساءل
" هل أنت بخير ؟ "
سألها فرفعت نظراتها نحو عينيه و في تلك اللحظة أول مرة هو يرى جمال عينيها، أول مرة تمتلئ عينيها دموعا و قهرا، لم يسبق أن سألها أحد إن كانت بخير ... هي لم تنتبه لهذا الأمر حتى هذه اللحظة و ذلك كان وقعه سيئا على قلبها
" معدتك تؤلمك أم رأسك ؟ "
تساءل مجددا بسبب أنها ثملت ليلة أمس و هي نفت لترسم بسمة مرغمة ثم أشارت للقهوة بكفه
" هل هذه لي ؟ "
حينها حدق بكفه و رفع كوب القهوة ليومئ بينما يقربه منها
" أجل لك ... "
أخذتها منه بامتنان بينما تمسك الكوب بكفيها الاثنين معا تحدق به، إنها تشعر برغبة ملحة للبكاء، بصخب تصرخ و ترتمي بحضن أحدهم لكن الأحضان المتاحة لها لا تريدها
ابتسمت مرة أخرى ترغم نفسها و قالت بصوت منخفض غير مبتهج عكس ما تعود الجميع منها
" إنها ساخنة "
رفعت رأسها له و هو كانت نظراته غير راضية، ليست أون التي تعوّد عليها ، تبدو فاترة و مكسورة القلب للغاية
" اشربيها و اذا أردتِ المزيد أو أي شيء أطلبيه مني "
اتسعت ابتسامتها أكثر فأرسلت له قبلة طائرة تصدر في آخرها صوت و هو ابتسم أخيرا
" لا أدري ما الذي يضايقكِ أون و لكن أرمي كل شيء جانبا "
أومأت بعد تنهد لتجيب
" سوف أحاول "
ثم رفعت كوب القهوة و قالت
" أنا ممتنة لك "
" أول مرة تشكريني من أجل شيء "
" من يقدم لنا الاهتمام على الأقل يجب شكره "
" اذا كنت سوف أسمع شكرك المتكرر سوف أفكر بدعوتك على الغداء "
حينها ابتسمت لتقول
" أراك لاحقا تشانيول "
لوحت له و التفتت من جديد نحو مكتبها و ما كادت تفتح الباب حتى فتح و قابلها جون هي الذي حدق بها ثم بتشانيول و قال
" لقد وجدت جثة امرأة حامل نزفت حتى الوفاة ... "
حدقت أون به ثم التفتت لتشانيول لتقول
" إنه يوم جيّد منذ بدايته "
*
استقام بعد أن فحص الجثة الممددة عند مدخل البيت ثم أبعد قفازايه و أون اقتربت لتتساءل عندما وقفا بعيدا قليلا
" ما سبب الوفاة ؟ "
فرد بينما يشير نحو الجثة
" نزيف حتى الموت "
نظرت لحيث يشير و استنكرت كثرة الدماء ثم التفتت له من جديد
" هل تعتقد أن هناك طعنة في جسدها لم نرها ؟ "
" سوف أشرح الجثة و نتأكد أكثر "
" حسنا سوف أخبرهم أن ينقلوها و أباشر التحقيق مع زوج الضحية و الجارة "
" اذا أنا يجب أن أغادر "
أومأت فالتفت مغادرا و هي أخرجت دفترها و كانت تدون فيه بعض الملاحظات لكنه لوهلة توقف و التفت محدقا بها، شعرها، وجهها الممتلئ، عينيها اللتين كان غافلا عن جمال لونهما
كل شيء بها مثالي فجأة بالنسبة له و هذا جعله يرسم بسمة صغيرة و عاد يواصل طريقه أما هي فقد التفتت تبحث عن هي كيونغ و عندما لم تجده كالعادة تحركت تبحث عنه بينما تشتمه حتى يباشرا عملهما
" هذا الوغد دائما يختفي في الأوقات المهمة "
*
في منزل أون عادت الجدة أخيرا من تسوقها، كانت سعيدة بينما تدخل للمنزل و لكنها استغربت عندما رأت طاولة الفطور على حالها
الصحون على رأس الطاولة لا تزال كما هي و هذا يعني أن أون لم تتناول فطورها بعد لذا استغربت، وضعت المشتريات على الأريكة ثم تقدمت منادية على حفيديتها
" أونجو ... هل أنت هنا ؟ "
حينها فتح باب غرفتها و خرجت تجيبها
" أنا هنا جدتي ... هل أتيت الآن ؟ "
" أجل و لكن أخبرني هل أون لا تزال نائمة ؟ "
فعبست أونجو و حدقت نحو غرفة أون بغضب لترد
" لا ... لقد غادرت و كان مزجها عكرا و أفرغت غضبها بي "
حينها أجابتها جدتها بينما تجلس بتعب على الأريكة
" ليس أمرا جديدا على أون ولا عليك ... "
فتقدمت هي و جلست بجانبها
" لكنني مللت جدتي ... هي دائما تبحث عن حجة لتضربني أو تشتمني "
ابتسمت الجدة التي كانت تدلك قدمها التي رفعتها تضعها على ساقها الآخر
" أنت تعرفين كيف هي طباع أون ... تفعل كل هذا لكن في النهاية هي تحبكِ "
" لا أنكر أنها تحبني لكنني اكتفيت "
قالتها بتذمر و استقامت تعود إلى غرفتها و جدتها امتعضت ملامحها
" هذه الفتاة المدللة ... "
تركت قدمها ثم بدأت باخراج الملابس و نادت من جديد على أونجو
" أونجو تعالي و أنظري ... لقد أحضرت لك ثوبا جميلا جدا سوف يجعلك تبدين في غاية الرقي و الرقة "
*
في مدرسة موك كان هذا الأخير يقف مقابلا للمدير و يحاول باصرار الاتصال بأون
لكن أون تتجاهل اتصالته رغم كثرتها و اصراره ... هي مشغولة ولا تريد أن تحدث أي أحد
باستسلام هذه المرة أخفض الهاتف و حدق بالمدير قائلا
" ترفض الرد "
ليقول الآخر ببسمة على وجهه
" اذا احمل حقيبتك ولا أريد رؤية وجهك حتى تأتي أختك معك ... لقد اكتفيت منك و منها "
لكنه حاول التودد و استعطافه
" أرجوك سيدي المدير لا يمكنني المغادرة ... أون أختي سوف تقتلني اذا رسبت في الامتحان "
" كان يجب أن تفكر في الامتحان قبل أن تبيع السجائر لزملائك أيها الوغد الصغير "
" لن كررها "
" استخدمت هذه الحجة كثيرا ايم موك ... و الآن غادر فورا "
عبس بقهر و استسلام و غادر مكتب المدير ليجد مراقب الصفوف الذي يترصده دائما بالفعل يحمل له حقيبته و العصى، سلمها له ثم ابتسم بوجهه قائلا بتشفي
" سوف أرتاح منك و من رؤية وجهك على الأقل لأسبوع "
فأخذ منه الحقيبة و رد بوقاحة كعادته
" لن تفعل ... غدا أون ستأتي و أنت سوف تبلل سروالك خوفا عندما تراها "
فرفع العصى بوجهه و نبس بتهديد
" سوف يأتي يوما و ألقنك درسا أيها الفتى الوقح "
لكن الآخر حرك حاجبيه يغيظه
" طالما أون موجودة أنت لن تفعل لي شيء "
غادر المدرسة و لكن بمجرد أن أقفل الباب خلفه هو بكت ملامحه ... أون سوف تسحقه عندما تعلم أنه حرم من اجتياز الامتحان بسبب أفعاله المتهورة
*
كانت الساعة تشر للخامسة مساء عندما خرجت أون من غرفة التحقيق، استجوبت جارة الضحية ثم زوجها الذي وجدها، رغم المشاعر الظاهرة على ملامح زوجها لكن هي كانت مضطرة لتوقيفه كونه المشتبه به الأول
توجهت نحو مكتبها و عندما دخلت اقترب منها جون هي و سلمها تقريرا قائلا
" التقرير النهائي لتشريح جثة الضحية "
فأخذته منه ثم اطلعت عليه و عكرت حاجبيها
" لا توجد أي طعنات ؟ "
رفعت نظراتها ناحية جون هي ثم قررت التوجه نحو المختبر، خرجت من المكتب ثم رفعت البطاقة ليفتح باب المختبر و عندما دخلت رأته يقف أمام الجثة و يحدق بها
توقفت هي في مكتب جين هو الفارغ و هو عندما شعر بوجودها التفت لها، كانت تنظر نحو المرأة حينها هو رفع الغطاء الأبيض و غطى به وجه المرأة ثم خرج إلى مكتبه و هي تقدمت تفتح الباب
" مرحبا ... "
قالتها بصوت و ملامح لا تظهر أبدا أنها في مزاج جيد، حسنا بعيدا عن الجريمة و بحكم عملهم تعودوا على هذه الأمور لكن هي لا يزال في صدرها يختبئ الكثير
" أهلا أون ... هل وصلك التقرير ؟ "
قال بينما يشير نحوه في كفها و هي أومأت ثم تقدمت تتساءل
" اعتقدت أن سبب كل تلك الدماء لابد أن تكون طعنة أو طعنتين على الأقل "
" هل تريدين القاء نظرة ؟ "
تساءل فأومأت و عادا معا للمشرحة و وقفا بقرب الجثة، سلمها قفازات لترتديها و هو لبس خاصته ثم أخرج فقط أحد أذرع المرأة و قال مشيرا على جروح تبدو سطحية بالنسبة لجروح قاتلة
" هذه هي الجروح التي أدت لوفاتها "
" هل يعقل هذا ؟ "
قالتها رافعة نظراته نحوه ليرد هو
" أجل يعقل عندما تكون المريضة تتناول دواء لتختير الدماء لأنها مصابة بمرض تميع الدماء ... "
" اذا هل تقصد أنه تم استبدال دوائها ؟ "
" انها حامل أون ... و الحامل يمنع عنها تناول الأدوية ذات التأثير الكبير لذا هي كانت حسب اعتقادي تمتنع عن أخذه بينما تحاول ألا تصاب بأي جرح أو مكروه طوال فترة حملها "
" حسنا يبدو هذا منطقي "
" القاتل كان يعرف هذه المعلومة جيدا "
قالها و حدق بها و هي ردت بنفي
" في هذه الحالة المشتبه الوحيد هو زوجها و لكنه يقول أنه لم يكن في المنزل ... لقد تركها و خرج مع أصدقائه "
" هل أثبتم حجة غيابه ؟ "
" ليس بعد لكنه محتجز لدينا "
" أنظري أيضا "
قالها و أشار نحو قناع ذئب واضح أنه لشخص بالغ و قال
" لقد وجدت عليه أثار للدماء "
" و أنا كنت أعتقد هذا عندما وجدناه قريب من مسرح الجريمة "
" لكن الدماء الموجودة عليه ليست أبدا دماء الضحية "
هنا توسعت عيني أون و هتفت بسرعة
" اذ لابد أن تكون دماء القاتل "
" أجل .... لهذا لنجرب مطابقتها مع دماء زوجها و وقتها يمكننا الجزم إن كان هو أو غيره "
طلبت من هي كيونغ أن يحضر عينة دماء لزوج الضحية المحتجز و سلمتها بنفسها لتشانيول و بينما هو كان يعمل عليها هي كانت تعاود دراسة التقرير و تحاول التفكير في الأدلة التي وجدوها
مرّ بعض الوقت و هي ركزت على أداة الجريمة المحتملة ... من خلال الجروح و مدى عمقها واضح أنه سيف حاد و الضحية كانت تحاول الدفاع عن نفسها برفع ذراعيها و ابعاد الضربات عن بطنها
راجعت مرة أخرى المعلومات التي أخذتها من الزوج المشتبه به و الجارة حينها توقفت و ضربت رأسها
" تبا أنا غبية "
قالتها و استقامت تغادر المختبر و تشانيول الذي كان في المشرحة يحلل عينة الدماء التفت لها، غادرت و بعد غياب طويل لأكثر من ثلاث ساعات هي عادت، دخلت للمختبر و بحثت عنه بنظراتها فلم تجده و عندما التفتت لتغادر من جديد الباب فتح و هو كان عائدا من الخارج
كان يحمل كيس طعام كبير و هي حدقت به ثم رفعت نظراتها تجاهه متسائلة
" أين كنت ؟ "
" ذهبت لاحضار الطعام كما ترين "
" اعتقدت أنك غادرت "
" لا يمكنني ... العمل كثير "
قالها متقدما نحو مكتبه و هي تبعته، وضع الكيس على الطاولة ثم التفت لها بينما يبعد الوشاح و المعطف لتقول هي
" لقد وجدت شيئا جديدا بالمناسبة "
و هو رفع التقرير الذي عمل عليه عندما غادرت
" و أنا وجدت شيء غير متوقع "
فتساءلت و هناك شبه بسمة رسمت على وجهها
" الدماء لا تعود لزوج الضحية أليس كذلك ؟ "
" أجل ... سوف يحتاج لتأكيد مكان تواجده أثناء ارتكاب الجريمة و يمكنه أن يغادر "
و هي قالت
" و أنا سوف أحتاج أن تعمل من جديد على هذه العينة التي جلبتها "
سلمتها له و هو حدق بها بعد أن أخذها منها و تساءل
" لمن تعود ؟ "
" طليق الضحية ... كانا يمتلكان صبيا و مات غرقا في بيت والدته بعد زواجها و هو من بعدها رفع عليها عدة قضايا يتهمها فيها بقتله "
هنا رفع حاجبه متسائلا
" اذا تعتقدين أنه انتقام ؟ "
" أجل ... و ما زاد تأكدي هو الجرح الذي كان مصاب به "
" أي جرح ؟ "
فردت هي
" جرح في أصبعي كفه اليمنى و هذه العينات أحضرتها من منزله ... لقد كان هناك الكثير من المناديل الملطخة بالدماء المرمية في سلة المهملات الموجودة في منزله "
" أعتقد فعلا أنكِ وجدت القاتل في هذه القضية "
قالها بثقة و هي أشارت له
" ليس قبل أن تقوم بعملك أيها الطيب و تعطينا النتائج التي ننتظرها "
فقال بتوجيه
" تتبعي المجرم و مكان وجوده ليتما أنتهي من العينتين "
فردت ببسمة و فخر
" لقد أحضرته معي و هي كيونغ يستجوبه "
نفى ببسمة ثم ذهب نحو المشرحة و هناك استغرق بعض الوقت بينما يقوم بتحليل عينة الرجل و مقارنتها مع ما وجد على القناع ثم تحليل العينة الموجودة على المناديل و مقارنتها مع دماء الضحية
و بعد ساعة كاملة ظهرت النتائج و كان طليقها هو القاتل، تمكنت أون برفقة الدكتور بارك من حل هذه القضية بسرعة غير ممكنة
و بعد أن نقلت الجثة للمستشفى و انتهت هي من اجراءات توقيف الفاعل جلست برفقة تشانيول في مكتبه
كان هو يخرج الطعام من الكيس و يتذمر بسبب أنهما سيتناولاه باردا لكن هي كانت شاردة الذهن بعيدا، جلس بجانبها و قدم لها علبتها المقفلة
" هذه لك أون ... حجم كبير "
خرجت من شرودها ثم رفعت نظراتها ناحيته و هو عكر حاجبيه و تساءل
" أون ... أنت لست بخير اليوم فما الذي حدث ؟ "
فنفت بسرعة محاولة التهرب من نظراته
" لم يحدث شيء "
حينها أمسك فكها و جعلها تحدق به، حركته كانت مفاجئة لها كما كانت بالنسبة له، لم يتعود التقرب من أحدهم كل هذا القدر
" لا يمكنني أن أصدقكِ فأنتِ لم تتحدث عن الطعام طوال اليوم "
ابتسمت حينها حتى قهقهت و وجد نفسه يبتسم برفقتها بينما يبعد كفه
" و هل جنوني على الطعام يجعلك تعلم إن كنت بخير أو لا ؟ "
" أجل هدا معيار صادق بالنسبة لي "
" أنا بخير ... لا تقلق "
قالتها و ربتت على كفه القريبة ثم شرعت بفتح علبتها بينما تفتعل بعض الحركات التي تعودها منها حتى تغطي على خيبتها و لكن في تلك اللحظة رن هاتفه الذي كان قريبا و لم تكن سوى مين ، أخته
أخذ الهاتف و بان الانزعاج على ملامحه لكنه أجاب على اتصالها، حدقت به أون و بدت مجروحة بالفعل، صحيح أن كلامه بارد مع أخته و لكن من الواضح أنه يحبها و هي كذلك واضح أنها تحبه و تقدره و تكن له الكثير من الود و الاحترام
تهتم به و لو تصرف بفظاظة معها و هذا ما تفتقده هي من عائلتها و ما زاد من سوء ما تشعر به هو خجلهم بها و بوجودها و أنها لا تليق بمناسباتهم
" حسنا مين اهتمي بنفسك و عودي للمنزل ... لا تتجولي لوقت متأخر لوحدك "
أقفل الخط ليضع الهاتف و شعر بالفعل بهدوئها و عندما التفت لها من جديد كانت عينيها مليئة بالدموع و تحاول السيطرة على عبوسها ... تحاول بشق الأنفس السيطرة على العبرة التي تخنق صدرها
" أون ... "
عندما همس باسمها هي انفجر بكاءها و رمت نفسها عليه، بكت بصوت مرتفع و هو لم يسعه أن يبعدها عنه، لم يستطع و كل ما استطاع فعله هو تقديم حضنه لها و الاستماع لبكائها الذي بدى مريرا للحظة و جعله بالفعل يشعر بالغضب
ربت على رأسها بكفه و قال
" ما سبب هذا البكاء أون ؟ "
" قلبي يؤلمني "
" بسبب من ؟ "
" بسبب أونجو و جدتي "
" ما الذي قالته تلك العجوز الشمطاء ؟ "
رسمت بسمة رغما عنها و رفعت رأسها عن صدره محدقة به هو الذي كان قريبا منها، حتى أنه ضم وجنتها بكفه و مسح دمعتها بابهامه عندما حركه عليها
" لم تقل شيئا ... لكنهم "
قالتها و تدلت شفتيها من جديد بينما تحاول كبت دموعها و هو عكر حاجبه
" هل تردين مني أن أقتلهما لأجلك ؟ "
فنفت بسرعة لتضرب ذراعه بكفها
" ما الذي تقوله أنت طيب شرعي و لست مجرما "
ابتسم و تحدث بنوع من الجدية هذه المرة بينما يقدم لها بعض المناديل الورقية من قربهما
" ما الذي يحدث معك أون ؟ "
جففت دموعها بالمناديل التي أخذتها منه ثم قالت بينما تحاول السيطرة على نفسها
" أونجو تعرفت على شخص و يحاولان الزواج ... "
" واصلي "
قالها بجدية لتواصل هي
" العائلتان سوف تجتمعان على عشاء تقيمه عائلتي و لأن عائلة الشاب أغنياء و من مجتمع مخملي راقي أونجو و جدتي قررتا تجاهل وجودي معهما و لاتنويان دعوتي للعشاء لأنني كما تعتقدان سوف أحرجهما و أخرب سمعة أونجو و زواجها "
بقهر خرجت هذه الكلمات منها و هو شعر بقهرها بالفعل لكنه قال بتساءل
" أخبريني شيء واحد أون "
" أجل "
" من يدفع تكاليف هذا العشاء ؟ "
حينها عبست و ردت ببؤس شديد
" أنا ... أنت تدري بالفعل أنني مدينة بقرض للبنك حصلت عليه أمس صباحا "
و في تلك اللحظة قال باصرار
" تستحقان الموت صدقيني ... أنتِ كثيرة عليهما "
و هاهي تسترسل في شكواها له
" دائما كنت أتجاهل و أقول أنا الأخرى لست سهلة ... أنا أيضا طباعي سيئة و لكن دائما ما يتم تجاهلي "
" لو كنت مكانك كنت سحبت دعمي المادي لهم و تركتهم يتدبرون أمرهم لوحدهم ... صدقيني يستحقون مصيرا مروعا "
لكنها نفت و قالت بعبوس من جديد
" لا أستطيع ... أنا لا يمكنني أن أتركهم لوحدهم، موك غير مذنب و يحتاج لأجواء عائلية حتى يتخطى مرحلة مراهقته بسلام "
فنفى بعدم رضى لكنه تنهد و قال
" هل تدرين ؟ "
" ماذا ؟ "
قالتها محدقة به فرد يجيب
" لدي أخ غدا لديه اجتماع مع عائلة حبيبته برفقة عائلتي ... و لم يدعوني أيضا و مين اتصلت حتى تخبرني و تدعوني "
" لابد أن هذا جرحك "
فرد بسخرية بينما بسمة مرسومة على وجهه
" هل تعتقدين الجميع مثلك أون ... أنا لا أهتم و آخر همي أن يتزوج أو أحضر مناسبة تخصه "
" هل تكرهه ؟ "
" لا أحبه ... "
و لكنها ضيقت عينيها و تساءلت
" بالمناسبة ... ما اسم أخوك ؟ "
" بارك مين جون "
حينها استقامت أون في مكانها و قالت بعدم تصديق
" ماذا ؟ "
" لما تبدين مستغربة و متفاجئة ؟ "
" أخوك ينوي الزواج بأختي "
حينها ابتسم و نفى
" هل الدنيا صغيرة لهذه الدرجة ؟ "
" لا أدري ... و لكن أشعر بالأسف علينا لأننا نعامل بهذه الطريقة من قبليهما "
حينها صمت قليلا و هي جلست من جديد ثم حدق فيها بجانبية بينما تعبس و تحدق بالطعام دون أن تأكل منه ... لم يتعود أن يبقى أمامه شيء من الطعام و هي موجودة في المكان
فابتسم و ناد اسمها ليتساءل
" أون ... هل تردين معاقبة أونجو ؟ "
فرفعت نظراتها من جديد نحوه و أومأت
" أجل ... أريد أن أشد لها أذنها "
" و أنا أريد معاقبة ذلك المتبجح أخي "
" ما الذي تفكر به ؟ "
" سوف أتصل بمين هي أولا و أخبرك لاحقا "
نهاية الفصل الثامن من
" أصابع "
ترى ما الذي سيفعله ؟ و كيف سوف تعاقب أون أونجو ؟
أي المفاجئات يحملها الفصل القادم برأيكم ؟
و إلى أن نلتقي من جديد كونوا بخير أعزائي
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro