الفصل الثالث عشر
مرة أخرى اليوم أرحب بكم
بما أن الأجواء ماطرة و باردة و مناسبة للاستمتاع بالقراءة
استمتعوا
*
أون ... تلك الفتاة البسيطة التي عاشت عمرها كله تكدح من أجل اخوتها و جدتها
كانت منبهرة منذ فُتحت البوابة الخارجية لمنزل تشانيول
لقد تجولت داخله و أبدت اعجابها به، حتى أنها وقفت كثيرا في الممرالعلوي بينما تحدق بمنظر الغابة و الأشجار العالية
لقد كانت تضع كفها التي يخفيها كم السترة الصوفية الطويل على الجدار الزجاجي
قدمها التي كانت داخل خف منزلي كبير عليها للغاية تحركت كذلك تداعب الأرض بخفة تحتها
أما هو من أخبرها أنه سوف يجهز ما سيطبخانه قرّر تفقدها عندما شعر أنها هدأت
صعد الدرج و ما إن وصل لبداية الممر حتى توقف
بل وقف هناك يحدق بها وحدها بينما هي تحدق بالكون حولها كله
رسمت بسمة بينما ترفع رأسها محدقة بالسماء ثم حركت أناملها حينها هو قرر الاقتراب و سرقتها لتنظر له وحده
التفتت ما إن شعرت باقترابه فتحولت بسمتها البسيطة لبسمة بهيجة و مدت نحوه كفها، أمسكها ما إن وصل لها ثم ضمها كلها له عندما وقف خلفها، أسند فكه على كتفها الذي تخلت عنه السترة و أفسحت له المكان على كتفها حتى يمرغ شفتيه
" هل أعجبت بالمنزل ؟ "
" إنه هادئ ... إنه مكان خيالي و يبعدني عن كل الفوضى التي كنت أشعر بها داخلي "
" إنه بيتكِ ... أدخليه وقتما شئت و لكن "
قال و لكن تلك ثم توقف ليقبل كتفها و هي ابتسمت مغمضة عينيها ساندة نفسها عليه، إنه يسرقها من كلها و حتى أهلها
" لن أغادره فأنا ضيفة ثقيلة "
قالتها بهمس فرسم بسمة أخرى و رد
" من أخبركِ فقط أن تغادريه ... أنتِ لن تغادريه "
حاولت الالتفات له عندما أمالت رأسها و رفعت نظراتها نحوه
" هل سأبقى بغرفة لوحدي ؟ "
" أجل ... كل غرفة هنا هي لكِ فنامي أينما شعرت بالراحة "
" سوف أجرب جميع الأماكن ... و أينما شعرت بالأمان أنا سوف أنام "
رسمت بسمة آخر كلامها و هو فهم ما ترمي له فقبل وجنتها من جديد و ابتعد يشير نحو الباب المقابل
" في هذه الغرفة وضعت أغراضكِ ... خذي قسطا من الراحة بعد الحمام و أنا سوف أتكفل بصنع العشاء لنا "
" ألن تحتاج مساعدتي ؟ "
قالتها هي بينما تمسك كفيه معا بعد أن التفتت له و هو نفى
" لا ... يكفيني أن ترتاحي "
فردت بضحكة
" قل أنك لا تريد أن ترى الفوضى "
فوضع كفه على وجنتها و حرك ابهامه عليها
" يمكنني تحمل الفوضى الخاصة بكِ ... بت أراها بقعة هدوء و راحة "
" من أين لك بكل هذا الغزل ؟ "
" هل تعتقدين أن ما أقوله غزل ؟ "
" أجل "
" إنها روحي من تحدثكِ "
ضمته حينها تسند من جديد كلها عليه هو وحده
" أنا أحبك ... بل أحببتكَ و انتهى أمري بيدكَ "
فقبل رأسها و سحب نفسه من حضنها مرغما
" هيا ... ولا تنسي أن تتصلي بجدتك و أختك اذا كنت تريدين ذلك طبعا "
أومأت ثم تركته و التفت تسير نحو الغرفة و هو التفت عائدا نحو الأسفل، فتحت الباب و دخلت لتتجول عينيها بكل أرجاء الغرفة، ابتسمت و اقتربت لتترك الباب خلفها يقفل
كانت غرفة مضيئة للغاية، كل ألوانها بيضاء تكسرها فقط سجادة على الأرض رمادية
اقتربت من السرير و قربت كفها تلمس غطاءه بهدوء ثم التفتت للخزانة و سارت ناحيتها، فتحتها فوجدت بالفعل ثيابها و بعض أغراضها المهمة هناك مرتبة
تنهدت بسعادة و راحة ثم تراجعت تجلس على جانب السرير و أخرجت هاتفها من جيب السترة
فتحت جهة الأرقام و بحثت عن رقم جدتها و هناك شعرت أن قلبها لا زال يؤلمها من فعلتهما بها لكن في النهاية هما من عائلتها ... هي تحبهما، اتصلت و وضعت الهاتف على أذنها و بعد عدة رنات فتح الجانب الآخر للاتصال و هتفت الجدة
" أون ... حبيبتي هذه أنت ؟ "
البؤس أصابها مرة أخرى عندما سمعت صوتها و حتى لمست قلقها لكنها مجروحة
" هل أنا حبيبتك بالفعل يا جدتي ؟ "
قالتها و نزلت دموعها رغما عنها و جدتها جلست على المقعد ترد
" أنا آسفة أون ... كنت دائمة الضغط عليكِ و لم أعاملكِ بود مثل أخويكِ "
" كنت أتفهمكِ ... كنت أخبرني أن جدتي لا تفعل هذا سوى لأنها تحبني و تريدني صلبة و ناجحة، بنيت حبك لي في قلبي و عقلي لسنوات يا جدتي و لكن ... "
قالتها ثم توقفت و الأخرى بعد تنهدت واصلت
" و نحن هدمنا هذا الحب ... أدري و لكن صدقيني نحن نحبك و قلقنا عليك لدرجة الذعر "
" أخبرني تشانيول أنكم حضرتم و هو من طردكم "
" أجل لقد فعل "
" لا تغضبا منه ... هو كان منزعجا لأجلي "
" واضح يا أون ... من الواضح أنه يحبك و لكن احذري حبه "
" و هل الحب يدعو للحذر يا جدتي ؟ "
" حينا يفعل ... أنا سعيدة لأجلك و لكن لا تطيلي البقاء هناك فنحن لا نزال عائلتك، أنت بحاجتنا مهما قدم هو لك "
" بالتأكيد ... سوف أرتاح ليومين و أعود للبيت فتشانيول ليس أناني "
" حسنا حبيبتي ارتاحي و استمتعي بوقتكِ "
" إلى اللقاء و أخبري أونجو ألا تحزن ... السيد بارك أخبرني صباحا أنه معجب بها "
" يبدو رجلا ودودا و أنا سعيدة لأجلكما ... تبقى فقط موك "
" إن موك هو ابني يا جدتي أم تراكي نسيتي "
" لم أنسى ولا هو ينسى ... مهما كان مجنونا هو أكثرنا ولاء لكِ و وفاء "
فابتسمت ثم نبست
" أحبكم جدتي ... كونوا بخير "
" و نحن أيضا أون "
أقفلت الاتصال و رغم الدموع الساكنة بعينيها إلا أنها شعرت أنها تحررت، وضعت الهاتف على جانب السرير ثم استقامت، اقتربت من باب داخل الغرفة و عندما فتحته كان بالفعل الحمام ... حوضه كان كبير و هي بعد أن ملأته و تخلصت من ثيابها حصلت على وقت طويل من الاسترخاء داخله
*
كانت الطاولة جاهزة و هو وضع هاتفه بقرب مكانه بعد ما أنهى مكالمة
تفقد من جديد الأطباق و في تلك اللحظة سمع صوت خطواتها على الدرج و عندما التفت رآها تنزل، ترسم بسمة و تترك شعرها حرا بعد أن جففته
ترتدي بنطالا رياضي عريض مريح و قميص قطني أبيض، رفعت نظراتها نحوه و هو رسم بسمته لها فاقتربت لتقف أمامه و حدقت بالطاولة باعجاب ثم رفعت نظراتها له
" هل أنت جهزت كل هذا بنفسك ؟ "
" أجل "
" لأجلي أنا ؟ "
" أجل لأجلكِ وحدكِ "
" سوف أتناوله كله "
" و هذا اعتقادي بكِ "
سحب لها المقعد فجلست و هو جلس بمكانه، باشرت طعامها و كانت كما اعتاد عليها شرهة ولا تكترث لنظرة من حولها لها و هذا أكثر ما وجد نفسه يحبه فيها بالرغم من أنه يكره الكثير من الأفعال التي تقوم بها
وضعت اللقمة بفمها فأغمضت عينيها و أصدرت ذلك الصوت المتلذذ ... هذه المرة تمادت و لم تتوقف حتى سمعت صوت ضرب كفه للطاولة ففتحت عينيها و حدقت نحوه مستغربة ليقول هو بنظرات ساخطة نحوها
" توقفي عن الأنين كلما كنت تأكلين "
" أنا فقط أعبر عن متعتي و لذتي بما حضرتَ "
" هل أنت غبية أون ... في كل مرة تصدرين ذلك الصوت أنت لا تعلمين ما تفعلين "
" و ما الذي أفعله ؟ ... فقط أتلذذ "
" أنت تتلذذين و أنا تضعينني بالجحيم "
عكرت حاجبيها بعدم فهم فوجدته يقترب منها و همس بفحيح يخبرها عن أفكاره و ما الذي يريد أن يفعله بها في لحظات كتلك، احمرت وجنتيها بسرعة و شعرت أن حرارتها تصاعدت فجأة
ابتعد و حدق بها و هي فقط وضعت عينيها بصحنها و لم تجرأ على رفعهما ناحيته و عندما أنهت طعامها ركضت تصعد الدرج و قالت بصوت مرتفع
" تصبح على خير أنا يجب أن أنام و أرتاح فأنا مريضة و متعبة للغاية "
ابتسم بينما يحدق بها و أحب الطريقة التي عبرت فيها عن خجلها ... رغم جنونها المفاجئ مرات و لكن أحب جانبها الخجول الأنثوي، أما هي فقد أقفلت الباب و أسندت نفسها عليه تهمس لنفسها
" يا الهي إنه رجل ماجن ... لم أعتقد أنه يمتلك رغبات دنيئة هكذا "
و في آخر كلامها هي ابتسمت و غزى خيالها تصورا لهما أقل ما يقال عنه أنه شيء لا يمكن النظر إليه
*
توقف مين جون بالسيارة بقرب منزل أونجو بعد أن أقلها، حدق بها ثم بالمنزل و شعر أنه يكره الوضع الموجود به، كان شرط والده أن يتزوج و بعدها هو سيقرر بخصوص رئاسة المجموعة ... هو واثق أنه سيسلمها له هو و لكن يشترط الزواج
خرج في كثير من المواعيد المدبرة و لكن الفتيات كن يدرين ما الذي يفعلنه و لكنه أونجو بدت ساذجة رغم الطمع الذي تبديه
حدق بها ثم أرغم نفسه و قرب كفه من كفها، أمسك بها و هي رفعت نظراتها نحوه ليسألها
" متى يمكننا أن نقابل بعضنا من جديد ؟ "
" لا أدري جون ... اتصل بي عندما تقرر "
" يجب علينا الخروج قريبا حتى نختار الخاتمين و أمي بالفعل بدأت بالتحضير لحفل الخطوبة "
حينها هي باستغراب تساءلت
" ألن تجتمع مع جدتي ؟ "
فنفى هو
" قالت أنها سوف تريحها من كل تلك الأمور المتعبة "
" جدتي تحب هذه الأمور "
" أونجو ... فلنترك الأمر لأمي فهي أدرى بما تقوم به "
أومأت عندما شعرت أن كلامه مبطن و هي بسرعة شعرت أنها تريد الانسحاب قبل أن تؤذي كرامتها
" كما تريد ... "
ابتسم و اقرب يقبل وجنتها و لم يبتعد كثيرا ليحدق بها من كل ذلك القرب ... لا ينكر أنها جميلة، ولا ينكر أن براءتها و نقاءها يجذبانه و لكن ليس لأكثر من ليلة يقضيانها سويا و بعدها عندما تدنس سوف تكون كغيرها
" أحبكِ "
ابتسمت و التفت تحدق بعينيه فاقترب و قبل شفيتها و هي من بدأت تقع في فخ الحب و المشاعر
*
بالعودة لمنزل تشانيول ... تأخر الوقت و الساعة كانت تشير للثانية و النصف بعد منتصف الليل و أون لا تزال عينيها مفتوحتين باتساع
حاولت النوم و لكنه هجرها، كل ما كان يدور برأسها هو تخيلاتها الماجنة، كأنه أخذها من عقله و زرعها بمخيلتها الواسعة خصوصا في أمور مثل هذه
اعتدلت في مكانها ثم حدقت حولها، خللت أنامل كفيها معا بشعرها و حركتهما ثم تنهدت ببؤس
" لا أستطيع النوم ... "
أبعدت الغطاء عنها ثم استقامت، ارتدت الخف و غادرت الغرفة، أقفلت الباب خلفها ثم تقدمت من باب غرفته المقابلة و بهدوء هي طرقته، بصوت يكاد ألا يسمع فعلت ثم همست
" تشان ... أنا خلف الباب ولا يمكنني النوم "
لم يجبها فعكرت حاجيها و عاودت الهمس
" أيها الوغد سرقت مني النوم فأجب "
ولا رد حينها بهدوء فتحت الباب و أدخلت رأسها لكن تفاجأت أنه غير موجود ... حتى سريره لا يزال مرتبا، استغربت ثم تركت الباب و سارت تنزل الدرج و هناك بحثت عنه في كل الأرجاء و لم تجده و باب واحد وقفت خلفه لم تستطع فتحه ... واضح أنه تابع لغرفة كبيرة بسبب حجمه
تخلت عن فتحه ثم أشعلت الأنوار و تجولت هناك في انتظار ظهوره خاصة أنها لمحت أن هاتفه كان موجود بغرفة المعيشة
شعرت بالملل ثم التعب فسارت و جلست في الدرج ، مدت ساقيها و ذراعيها و عندما أمالت رأسها فتح الباب فظهر هو من خلفه و لكن ليس كما تعودت عليه
لقد كان يرتدي ثياب سوداء، و على رأسه توجد قلنسوة السترة و هو شعر بالتفاجؤ من وجودها هناك و من كل تلك الأنوار
استقامت و حدقت نحوه باستغراب و شك و هو أبعد القلنسوة عن رأسه و تقدم بينما يضع بعض المفاتيح في جيبه و تساءل
" لما أنت مستيقظة أون ؟ "
أجابت بينما تنظر نحوه بجدية
" لم أستطع النوم ... بحثت عنك و لم أجدك فقررت انتظارك هنا ... هل حدث شيء ؟ "
لكنه نفى و اقترب ليضم كتفيها و نفى بينما يصعدان الدرج
" لم يحدث شيء ... لكن أنا مصاب بالأرق ولا يمكنني النوم لساعات طويلة فخرجت للركض "
توقفت هي عن السير فتوقف هو الآخر، حدقت بعينيه و رسمت بسمة قائلة
" لو كنت أعلم كنت فتحت لك حضني و كنت نمت "
حينها رد بينما عادا يصعدان الدرج
" لم يفت الأوان بعد يمكنك فعلها الآن "
" و لكن بشرط "
" هل بدأنا أون "
" انسى ما قلته لي على العشاء "
" ما الذي قلته أنا على العشاء ؟ "
" لا تتظاهر بالنسيان "
" ذكريني "
" لن أذكرك أنت تفهمني و هذا يكفي "
" اذا أنت لا تصدري تلك الأصوات " "
" لن أفعل "
وصلا لغرفته ففتح الباب و تقدم يدخل و هي خلفه ثم أشار لها ناحية السرير قائلا
" اسبقيني سوف آخد حمام و آتي "
" حسنا لا تتأخر "
دخل هو للحمام بعد أن حمل شيئا و هي أبعدت الغطاء و دخلت لفراشه، تمددت تحدق بالسقف ثم رسمت بسمة بينما تعض شفتيها ثم همست لنفسها
" و أخيرا سوف أراه بالمنشفة ... كثيرا ما تخيلت كيف يمكن أن يكون شكله بها "
و لكن فجأة عكرت حاجبيها و سحبت أنفاسها كأنها استنشقت رائحة شيء غريب ... يشبه الرائحة النفاذة لمواد التنظيف أو التعقيم
و بينما هي تحاول اكتشاف المصدر و بدأت بشم نفسها و الفراش فتح باب الحمام و خرج هو من كان يرتدي بنطالا رياضي أسود فقط و على رأسه يوجد منشفة يجفف بها شعره و هي سكنت مكانها بينما تسند ركبتيها و كفيها على الفراش
كات تحدق به و هو بعد أن أبعد المنشفة فقط انتبه لها فرسم بسمة و قال
" أون أقفلي فمك قبل أن يسيل لعابكِ "
لكنها في تلك اللحظة نفت و اعتدلت تجلس و سط السرير و قالت باعتراض
" لما خرجت هكذا ؟ "
" ماذا تقصدين بهكذا ؟ "
قالها بينما يمرر كفه على معدته متقصدا تشويشها و تشتيتها لكنها صدمته
" لما لم لتخرج بالمنشفة على خصرك فقط ... كنت لأكثر من عشر دقائق أجهز نفسي للحظة كتلك "
رمى المنشفة على جانب السرير الكبير و اقترب يصعد بقربها
" ما الذي كنت تجهزين نفسك له أيتها المنحرفة ؟ "
" لا شيء "
قالتها و تمددت توليه ظهرها فهاهو يحاول احراجها، سحب هو الغطاء عليهما و اقترب منها، ضمها من الخلف ليقبل كتفها فوق قميصها و همس
" أون هل تراجعتِ عن كلامكِ ؟ "
حينها التفتت له، قربت نفسها منه و وضعت رأسها على ذات وسادته ثم وضعت كفها على وجنته ترسم البسمة على ملامحها
" بالتأكيد لم أفعل ... أنا مستحيل أن أتراجع عن أي كلام أخبرك به "
حينها هذه المرة هو من اقترب و هي من فتحت حضنها له، ضم خصرها بذراعيه معا و أسند رأسه على صدرها بينما يزرع أنفاسه الساخنة و القوية برقبتها و هي فقط خللت خصلاته الندية بكفها
" كم من الوقت عانيتَ من الأرق ؟ "
فرد هو بصوت هادئ يضرب بأثيره رقبتها
" لسنوات "
شعرت أنها تريد أن تخبئه كله داخل قلبها فلا تسمح لأي أحد أن يبعد عنه النوم ... سوف تأخذ الأمان و تسقيه به
" هل تعتقد أنني سأتمكن من مسح تلك السنوات ؟ "
فأبعد رأسه عن رقبتها و حدق بها و هي أسندت كفها من جديد على وجنته، سرقته عينيها من جديد و شعر أنه لا يستطيع أن يكون بدونها فهمس بهدوء
" أنت مستحتها للتو أون ... "
" لما تكرر اسمي كثيرا ؟ "
" لأنني أشعر بالأمان و أنا أردده ... كأنه يغطيني بحروفه "
" هل يمكن أن تحبني لهذه الدرجة ؟ "
لم يجبها بالكلمات فأحيانا هي ستكون بدون فائدة و لكنه اقترب من شفتيها و هي أغمضت عينيها تستسلم دون مقاومة، تنقل بين شفتيها كالغريق الذي يحاول أن يسحب أنفاسه منها و هي حاولت مجاراته حتى باتت حركاته شرسة أكثر فضمت وجنتيه بكفيها معا و أبعدته متنهدة، حدقت بعينيه العميقة و التي ترمقانها بنظراته المتطرفة ثم همست ببسمة
" يجب أن ننام "
و في تلك اللحظة قرب نفسه أكثر و قبل جبينها ثم هرب منها اليها و أسند من جديد رأسه على صدرها
" نامي الآن و لا تتحدثِ "
رسمت بسمة و أغمضت عينيها ثم عادت كفها تربت على رأسه و أناملها تمر بين خصلاته ، جلبت له النوم و هي بهدوء روحه بحضنها هدأت هي الأخرى و نامت و لم يستقظا معا حتى ساعة متأخرة جدا
كان هو أول من فتح عينيه فكانت تضم نفسها و تنام، تتخذ وضعية الجنين و شعرها القصير مبعثر على وجهها و يخفيه، ابتسم بسبب شكلها ثم قرر تركها تواصل نومها و استقام عن فراشه
أخذ قميص قطني من غرفة ملابسه ثم ارتداه و غادر الغرفة، نزل لغرفة المعيشة المتصلة بمطبخ كبير و هناك شغل التلفزيون و رفع الصوت
قرر أن يصنع لأون فطور مغذي و مشبع، كان سعيد و يرسم البسمات على وجهه متخيلا فمها المليئ بالطعام و حتى أنّاتها المتلذذة بما تأكله و بينما هو مشغول بالتجهيز سمع رنين هاتفه، قرر تجاهله و لكن عندما قطع الاتصال و عاد للرنين مرة أخرى هو وضع ما كان بيده و اقترب منه
ألقى نظرة فكانت مين أخته، حمله و تنهد بينما يحدق بالاسم ثم قرر أن يرد و يسمع ما تريد قوله
فتح الاتصال و وضعه على آذانه و هي قالت بذعر و صوت باكي
" أخي ... دايونغ قُتل يا أخي "
فشد على الهاتف بكفه و تساءل
" أين أنت الآن مين ؟ "
" بالمنزل ... "
" ابقي في المنزل ولا تحاولي الذهاب و رؤيته ... خذي بعض المهدئات و نامي "
" لكنه مات ... أمس فقط كان ... "
قالتها و توقفت و هو رد
" إنه قدره مين ... ارتاحي أنتِ و أنا سوف أتصل بك مساء حتى أطمئن عليكِ "
" حسنا أخي "
واضح أنها من خلال كلماتها القليلة كانت تحاول السيطرة على انفعالها و دموعها و أطاعت مباشرة ما قاله، أقفل الخط و في تلك اللحظة سمع صوت أون الذي ينادي عليه من بعيد
" تشان ... أنا أشم راحة طعام "
ابتسم و وضع هاتفه و التفت ناحية الدرج و هي نزلت بسرعة و عندما وصلت بقربه ابتسمت و وقفت باستعداد
" هل جهزت الفطور من أجلي ؟"
" لننتهي من تجهيزه معا "
قالها و ضم كتفيها ليسيرا نحو المطبخ لكن ما سمعته في التلفزيون خلفها جعلها تتوف، التفتت له و هو كان يقف خلفها و يضع كفه على كتفها
لقد كان يذاع خبر العثور على جثة شاب في منطقة الغابات الغربية للمدينة، كانت الجثة تفتح عينيها و على صدرها يوجد سبابة اليد اليسرى بعد أن قطعت و هذا ما جعل عينيها تتوسع و تهمس
" إنه القاتل ذو الأصابع مرة أخرى "
و هو من خلفها رسم تلك الابتسامة المنتصرة ... هو ليس ضحية، إنه يستحق و فقط تلقى عقابه
نهاية الفصل الثالث عشر من
" أصابع "
رأيكم بالمفاجأة الي كنتم خايفين منها ؟
توقعاتكم للقادم ؟
كيف ترون الآن
تشانيول
أون
و إلى أن نلتقي من جديد كونوا بخير
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro