زفرت هواء رئتيها بضيق ثم سارت للأسفل و جلست تُشاهد التلفاز بهدوء هزت ساقيها بتوتر عندما شعرت بالباب يُفتح ..توجه جايمس للداخل و علق مُفتاح المنزل في الجدار المُجاور للباب ..سار نحوها ثم جلس علي المقعد المُجاور لها

" !مرحباً"

..تحدث جايمس مُقاطعاً مُشاهدتها للتلفاز

.."مرحباً"

رددت جوليانا التحية بعدم إكتراث و هي تُتابع التلفاز ..

"هناك أمرٍ أود إخبارك به"

..تحدث جايمس بينما كانت تتظاهر بعدم الإهتمام

" ما الأمر؟!"

نظرت في عيناة العسلية لوهلة ثم أشاحت بنظرها للتلفاز مرة أخري

"هل يمكن أن تُعيري لي قليلاً من الإنتباة؟"

تحدث جايمس بإمتعاض و هو يراقبها  لتستدير له بعد أن أمسكت أداة التحكم و أغلقت التلفاز..أردف مُبتسماً

"لقد صارحتني روزلين بحقيقة شعورها نحوي "..

"من؟"

..تصنعت جوليانا عدم المعرفة ليجيب جايمس مُفسراً

"الفتاة التي حدثتك عنها مُسبقاً"

"آة ؛أجل !..سُعدت لأجلك يا صاح"

إبتسمت جوليانا و هي تضرب ذراع جيمس بخفة مُحاولة إخفاء مشاعر الإستياء التي تملكتها.

.

.

.

مر شهر منذ أن غادرت والدة جوليانا المنزل..إتفق جايمس و نورا علي عدم إخبار جوليانا حقيقة أن والدها في أيامهُ الأخيرة و أخبروها بدلاً من ذلك بأنه في تحسن مُستمر ليهدأ روعها قليلاً..أما جايمس فأبي أن يترُك جوليانا بمفردها لذلك إنتقل مؤقتاً من منزله إلي غرفة المعيشة الخاصة بمنزل جوليانا مثلما وعد نورا..تقربا من بعضهما البعض في الآونة الأخيرة كأفضل أصدقاء..ولكن بداخل كلٍ منهما وجه نظرة الخاصة عن الأمر..خصوصاً بتواجد روزلين في المنتصف و التي لم تجد جيدة بالمُطلق لجوليانا كما أنها كانت شقيقة آدم ! و هذا هو الأمر الذي إكتشفته مؤخراً !..خاصهً أن آدم لم يُحب التحدث كثيراً عن عائلتهُ بالسابق..عاد كلٍ منهما للدراسة مرة أخري و كانت جوليانا تري آدم بين الحين و الآخر و لكنها لم تعد تتأثر بوجودة مثلما كانت تفعل  !..كان يُصر جايمس دائماً علي تواجدها معة هو و روزلين و لكنها كانت تنسحب في اللحظات الأولي لشعورها بالإختناق عندما تتقرب روزلين من جايمس وتعانقه و تُقبله أمامها.

كان هذا الأسبوع حافلاً بالنسبة لجوليانا نظراً لبدء الإختبارات ..أمضت جميع أوقاتها تدرُس في غرفتها و كان جايمس يشاركها عندما تترك روزلين الوسط لهما..أما جايمس فلقد كان مُتردداً بشأن علاقتهُ مع روزلين..إختلفت مشاعرة عن ذي قبل أو بالأصح كان يشعر بشئ تجاه جوليانا و لكن سُرعان ما كان ينفي هذا الشعور فعلاقة صداقتهما كانت جيدة للغاية..تجهز كلٍ منهما للإختبار و إنتهي الأمر بسلام..غادرت جوليانا الجامعة بعد إنتهاء يومها و توجهت للمنزل..قامت بصنع كوبِ من الشاي الطازج و توجهت إلي سُلم غرفتها .جلست علي السلالم الأولي و أمسكت بدفتر مُدوناتها..

كتبت في الأسطر الأولي

[ ليس كل ما يتمناهُ المرء مُقدراً للحدوث !].

قامت بإخفاء دفترها سريعاً عندما قاطعها حمحمات جايمس..توجه نحوها و جلس بجانبها..إرتشف قليل من الشاي خصتها لتتصنع الإنزعاج..

"ماذا تريد جايمس؟"

.. قهقهت جوليانا بخفة و هي تسحب كوب الشاي من جايمس لترتشف ما تبقي منه

..بينما حدق جايمس فيها مطولاً ليجتاح التوتر قلبها

تمنت تلك اللحظة أن تدوم قليلاً ..كان ينظر لها مثلما ينظر المرء لنجمة لامعة بالسماء..

"هناك حفل مُقام علي شرف حضورك بعد ساعة واحدة فقط"

قاطع جايمس شرود جوليانا عندما تحدث مُحدقاً بساعة يدهُ..

"من فضلك جايمس !؛ أخبرتك مُسبقاً بأني لا أود الذهاب ..إنها مُناسبة خاصة بعض الشئ "

 تذمرت جوليانا لُيقاطعها جايمس بجديه..

"لن أذهب من دونك"

"أنت مُزعج للغايه جيمي"

تنهدت جوليانا بملل بعد إلحاح جايمس المُتواصل عليها..أغلقت جوليانا زجاج شرفتها بعد أن نهض كُلٍ منهما للتجهز من أجل حفل عيد ميلاد روزلين..شردت للحظة عندما تذكرت ملامحهُ..تنخطف لرؤية عيناهُ العسيله! و تنجذب لنبرة صوتِهِ الهادئة!..اللحية الخفيفة التي تُغطي ذقنهُ ؛ كم أرادت أصابعها بشدة مُلامستها..رائحة عَطرة المُميزة تسحبها إلي دنيا الخيال حيث لا يوجد سواهما فقط !...تنهدت بعد أن أفاقت من شرودها..أخرجت من خزانتها ثوب طويل أسود اللون بأكمام طويلة ،مكشوف الظهر و بة فتح علي طول الساق..إرتدته ثم وضعت قرطاً ماسي اللون..أسدلت شعرها ثم حددت جفنها باللون الأسود ..وضعت أحمر شفاة دموي ثم إرتدت حذاءً ذات كعب عالي..كانت تبدوا  سيدة خاطفة للأنظار و بغاية الأناقة !  ...سارت نحو الأسفل عندما شاهدت جايمس يُشعل وقود السيارة..توجهت ناحية الباب بعد أن قرع جايمس الجرس ..فتحت ثم إبتسمت بخجل عندما سارت نظرات جايمس عليها صعوداَ و نزولاً في إعجاب..حمحم في خجل بعد أن لاحظ أنه حدق بها كثيراً..همس مُتبسماً..

"تبدين فاتنة للغاية"

"أنت أيضاً"

قهقهت جوليانا بخجل و أمسكت بيد جايمس بعد أن مدها برفق لها..شعرت بفراشات تُداعب معدتها و تسارعت دقات قلبها..كانها شعورها غريب بتلك اللحظة..نظرت لة أثناء سيرهم معاً للسيارة ..كان يبتسم كما لو أن بجانبة أحد إنتصاراته !

..

توقفا امام السيارة ثم ركض جايمس ليفتح الباب لجوليانا..قهقهت بشدة و هي تضع يدها علي فما بتعجب

"ما هذة اللباقة الغير مُعتادة جايمس؟"

"!يمكنك القول أن هذة أول مره أراكِ فيها إمرأة وليس طفلة بريئة بتلك الملابس اللطيفة التي تنتقيها"

قهقه جايمس و هو يتجول بنظرهُ عليِها ثم أدارمُحرك السيارة لتبتسم جوليانا في خجل.
.

.
أوقف جايمس السيارة في الزاوية المُخصصة لركن السيارات بمنزل روزلين ثم ترجلا لخارج السيارة معاً..توجها للحديقة حيث

يُقام الحفل ..توقفا عند البارالموضوع أمام ساحة الرقص

.."هل تسمحين لي برقصة يا صديقتي الجميلة؟!

..نظر جايمس لجوليانا ثم أمسك يدها مُتبسماً 

"أعتقد ذلك يا رفيق!"

قهقت جوليانا بخجل ثم تقدما معاً لساحة الرقص وتوقفا بالمنتصف..بدأت الموسيقي الهادئة و تقدم كل ثُنائي للرقص..وضعت جوليانا يدها علي كتف جايمس بخفة و هي تنظر لأسفل بخجل بينما تسللت يدة علي خصرها و قربها له أكثر ثم رسم إبتسامة علي وجهه زادته وسامة و جاذبية..نظرت جوليانا له بتوتر أثناء تمايُلهما علي أصوات الموسيقي..كانوا يتبادلون النظرات كما لو كانوا بمفردهم علي ساحة الرقص.