Chapter 35
الفراق !..الفراق ما هو إلا وضع نقطة فيما تتأهب أنت لوضع فاصلة..تشعرأنك قد صُفعت من أحد قد أعطيته مكانة خاصة و مساحة آمنة..أن تُترك من أحدهم يجعلك تُفكر في كل ثانية لماذا لم تكن كافياً ؟ ..الفراق يجعلك شفافاً كالزجاج رقيق و سهل الكسر..الفراق يغير نظرتك إلي الحب فتراه بلاء عظيم يجعل منك شخصاً مخذولاً.
.
.
قضب حاجبيه عندما تعامدت أشعة الشمس النافذة من الشرفة علي وجهه..إلتقط قميصه بإهمال و إرتداه..نهض بتثاقل من علي فراشه و حمل هاتفه..حدق به مطولاً..فقد وضع صورتها خلفية لشاشته..ألقي بهاتفه جانباً و من ثم توجه إلي المرحاض ..أغتسل سريعاً ثم إرتدي حِله سوداء تليق بعتمة روحه..حمل مفاتيح سيارته و توجه للخارج..تعامد نظرهُ علي منزلها.. كان كل شئ ساكن للغاية!
تنهد بضيق ثم قاد سيارته متوجهاً للعمل..لم يكن الموظفين علي دراية بوصوله فأنه ليس ذلك الشخص الذي يتوجه للعمل كل صباح ! ..عندما رآه الجميع هرولوا مُسرعين إلي مكاتبهم أما هو فلم يكترث لأحد..توجه لمكتبه و أغلق الباب خلفه..نظر إلي الحاجز الزجاجي الفاصل بين غرفته و غرفتها.. كان يتألم..لماذا كل شئ من حولِه يذكرهُ بها ؟..يريد أن يتناسي كل ما حدث ..يأمُل بفقدان ذاكرة دائم..النسيان صعب بالنسبة له و لكن عليه التقدم..أراد فقط أن يتوقف عن ذِكرها لذلك قرر أن يسير في زِحام الأعمال..طلب من موظفيه إحضار مستندات الشركة و المُعاملات المالية ليوقع عليها..إرتصت حوله أكوام من الأوراق..تنهد قليلاً ثم نهض من علي كرسيه..توجه ناحية الخزنة الحديدية المعلقة في الجدار حيث يحتفظ بكل ما هو ثمين و قيّم من مجوهرات و مستندات ملكية خاصة بشركته و أوراق حسابات البنوك الخاصة به و الأهم ؛ التنازل الذي قامت والدته بالتوقيع عليه دون وعيٍ منها عندما خدعها مالك و الذي حصل عليه بعد عناء شديد ..أخرج من جيب حِلتهُ عُلبة سوداء أنيقة..فتحها و حدق بخاتم والدتهُ المحفوظ بداخلها قليلاً ثم وضعه في الخزنة و أقفل عليه..قاطعه صوت الآنسه رونزا موظفة الإستقبال تُخبره بأن هناك من تقدم للوظيفة الخالية كسكرتيه خاصة لديه بديلاً عن جوليانا..أومئ إيجاباً عندما إستأذنتهُ رونزا لدخول المُرشحة الجديدة للعمل..جلس علي كُرسيه بهدوء و إلتقط مُستند أزرق اللون .. قاطعهُ صوت طرق خفيف علي باب مكتبه ..تنهد ببطء..
"تفضل بالدخول "
لم يكترث حتي لينظر بوجه من جلس في المقعد المُقابل لمكتبهُ..قاطعه صوتً مألوفاً
" !مرحباً"
" !روزلين"
تحدث بسخرية ..أكمل حديثهُ غير مُبالياً إياها بينما هي كانت تحدق جيداً في أرجاء الغرفة و خاصهً الخزنة الفاره الموجودة بداخل الحائط..
بماذا أأول لتلك الزيارة؟"
" !أنا هنا بشكلٍ رسمي ،أُريد هذه الوظيفة"
أجابت روزلين بهدوء لينظر جايمس لها من خلف مكتبهُ بتعجب ..أكملت روزالين حديثها..
"..أعلم أن الأمور لم تكن علي ما يُرام في الآونة الأخيرة و أعلم جيداً كيف قُمت بإستغلالك ولكن بحق الأيام الجيدة ..أحتاج فرصة واحدة أخيرة..لا تسئ الظن بي ! !"
تحدثت روزالين مُفسرة ..أكملت
" فقط كموظفة عادية و رئيسها في العمل..أنا بحاجة شديدة للمال و لم أُقبل في مُقابلات العمل السابقة"
عم الصمت في الأرجاء قليلاً..كان في حيرة من أمرِه هل سيكون من الخطأ منحِها تلك الوظيفة. ؟.و لكن ما الضرر الذي ستُحدثُه بعد الآن ؟..لقد كان همها الأول و الأخير أن تحتل مكانة جوليانا لديه..حدق بها ليجدها تعقد حاجبيها و تنظر له بتوسل..
" !حسناً لكِ هذا"..
أجاب بهدوء لتعلو الإبتسامة وجهها..
"أشكرك حقاً جايمس"
تنهدت بِراحة و هي تبتسم له..أومئ رأسه بهدوء ثم ضغط علي زر من أزرار الهاتف الموضوع علي مكتبه ليتبعه بعد ذلك عدة طرقات خفيفة علي الباب..توجهت الآنسة رونزا لداخل المكتب بعد أن سمح لها جايمس بالدخول..وقفت أمام مكتبه تنتظر أمراً منه..نظر لها جايمس و من ثم تحدث
..
" !من فضلك رونزا إصطحبي الآنسة روزلين إلي مكتبها و إشرحي لها كيف تسير الأعمال"
" !حسناً سيد جايمس "
أومئت رونزا بهدوء ثم نظرت إلي روزالين..تحدثت مُبتسمه..
"من فضلك إتبعيني سيدة روزلين"
" !حسناً.."
إبتسمت روزالين بحماس ثم توجهت للخارج تابعه الآنسه رونزا..راقب جايمس خطواتِها غبر الحاجز الزجاجي ..لم يكترث كثيراً لوجود روزالين ..أعاد النظر مُجدداً إلي المستندات و بدأ التوقيع علي الأوراق..ف تلك الآونة إلتقطت روزالين هاتفها و قامت بكتابة رسالة نصية ..إبتسمت بهدوء ثم تركت الهاتف..كانت عيناها مُركزة علي تحركات جايمس و كل خطوة يخطوها..أما هو فكان منغمس في الأعمال..مر الوقت سريعاً و إنتهي من جميع التوقيعات..نهض بخفة و توجه ناحية الخزنة..في تلك اللحظة نهضت روزالين مُسرعة تُراقب جايمس عبر الحاجز الزجاجي ..بينما تراجع جايمس عن إدخال الرمز السري الخاص بالخزنة عندما سمع رنين هاتف مزعج ..عقد حاجبيه و إستدار لتهرول روزالين مُسرعه ناحية هاتفها لتُغلقه..تنهد بضيق ثم توجه ناحية مكتبها..فتح الباب و تحدث بضيق
..
"روزلين! ، إحرصي علي أن يكون الهاتف صامتاً أثناء ساعات العمل "
" !حسناً سيدي "
أومئت روزالين بتفهم ليبتسم جايمس بفتور..تحدث بهدوء ..
"جيد! ،من فضلك دوني لي جدول الإجتماعات الهامة الخاصة بهذا الأسبوع ثم إتركيه علي مكتبي "
"حسناً !، هل هناك شئ آخر تُريد مني فِعله؟"
نظرت روزالين إلي جايمس بإهتمام ..
" !كلا ، سأذهب الآن"
تحدث جايمس بجدية ثم توجه لمكتبهُ ..حمل الأوراق ثم توجه ناحية الخزنة..أدخل الرقم السري بينما كانت روزلين تُراقبه بحذر شديد..وضع جايمس الأوراق في الخزنة ثم أنصرف بضيق..
....
حل الصباح عليها و هي ما زالت مُستيقظه..لقد شهدت تجمع الغيوم و إنكسار العتمة و تبادل القمر بالشمس..تُحاول جاهدة أن تجد حلاً من أجل تلك المعضلة التي وقعت بها..تعلم جيداً أنها لا يُمكنها الوثوق بآدم ولكن عليها فقط أن تقنعه بأنها تثق به لعلها تهرُب من الأسر الذي وضعت فيه..توجهت ناحية المرحاض و أحكمت إغلاق الباب خلفها..نظرت إلي إنعكاسها في المرآة..أجهشت البكاء ..الرب وحده يعلم كيف تشعر الآن و كم من وجع ٍعانق روحها..إستجمعت رباطة جأشها و أزالت الدموع التي تجمعت أسفل ذقنها..تنهدت
بضيق ثم فتحت الباب لتجد آدم مُنتظراً إياها
" !يبدوا أنكِ ما زلتي مُستيقظة منذ ليلة أمس"
تحدث آدم بثبات و هو يراقب بعض العصافير المصطفة علي الأشجار
" !أجل أنا كذلك"
أجابت جوليانا بهدوء ثم تقدمت نحو آدم..نظرت له ثم أردفت مُجدداً
" !لقد فكرت مُطولاً قبل أن أُحادثك ..إسمع آدم ..أوافقك علي المكوث هنا و لكن لديّ عدة شروط"
" و ما هي تلك الشروط جوليانا؟"
إستدار آدم لجوليانا مُراقباً إياها .. كانت الشمس تعكس لون عيناها فأصبحت براقة مثل حبات الؤلؤ..يشعر بالسخط تجاهها و لكن لا يتذكر كم كانت جميلة!..لقد إزداد شعرها طولاً أصبحت وجنتاها مثل حُمرة الورود..شفتاها ..يريد أن يتذوقهما..يريدها أن تُبادله الشعور و لكن كيف هذا ؟..لقد أقسم قلبها علي الوفاء رغم الإفتراق..تنهد بضيق مُنتظراً منها الحديث أما هي شعرت بتوتر ممزوج بالخوف جراء تحديقه بها..أردفت بهدوء..
لا أريد أن أبقي سجينة بالغرفة ، أريد التجول في المنزل و الحديقة"
" إلي أي مدي تعتقدي بأني أحمق جوليانا؟"
قاطع آدم حديثها بنبرات تعلوها السخرية لتُردف مُسرعة
"أعتقد أنه يمكنك تدبُرحارسين علي البوابة الرئيسية للمنزل "
كانت جوليانا تنظر له برجاء أما هو صمت قليلاً يُفكر في إقتراحِها..بدت علي ملامحهُ الموافقة..الأمر من منظورِه يبدو مُقنع ..أومئ بخفة مُردفاً
" !لكِ هذا و لكن عليكِ أن تُمهليني بعض الوقت"
" !موافقة "
زيّفت جوليانا إبتسامة..كان من السهل إقناع آدم ..قاطع حديثهما عدة طرقات خفيفة علي باب الغرفة..فُتح الباب و إذا بفتاة تبدوا بمنتصف عقدها الثاني ترتدي زي أسود و مريلة بيضاء و بيدها صينية مُرتص عليها أطباق تحتوي علي عِدةأصناف من الطعام..علمت جوليانا من حِلتها أنها خادمة بالمنزل..تقدمت الفتاة ووضعت الصينية برفق علي المنضدة لتبتسم جوليانا بلطف لها..توجهت الفتاة للخارج و أغلقت الباب خلفها ليقاطع آدم الصمت الذي ساد للحظات بحديثه..
" !تناولي معي الطعام"
" !حسناً"
أومئت جوليانا بطاعة..أدركت أنها تُجيد التمثيل عندما إنطلت خُدعتها علي آدم..جلست برفق علي أحد مقاعد المنضدة و جلس آدم في المقعد المُجاور لها..كان في الطبق الموضوع أمامها سكين حاد و مِلعقة..تذمر آدم عند قاطعهما رنين هاتفه..نهض بثقة و توجه ناحية الشرفة و هو يحدق بالهاتف..نظرت جوليانا للسكين الموضوع أمامها قبل أن تسحبه بخفة و تضعهُ أسفل المنضدة قبل أن يلاحظ آدم ..سار آدم ناحيتها بعدما إنتهي من مُراسلة من كان يراسله..تحدث بهدوء
"عليّ الذهاب الآن ، هناك زر أحمر بجانب الفراش ..أضغطي عليه إذا أردتي شئ و ستأتي الخادمة إليكِ في الحال"
" !حسناً"
أومئت جوليانا بتفهم و هي تنظر له..توجه آدم إلي خارج الغرفة و أغلق الباب خلفه لتركض جوليانا مُسرعة ناحية الشرفة..ظلت ساكنة في مكانها تنتظر من آدم الظهور..راقبته إلي حين توجهه للسيارة ثم إبتعدت عن الشرفة عندما تأكدت أنه قد غادر..ركضت مُسرعة نحو المنضدة و قامت بإلتقاط السكين بحذر..سارت ناحية الفراش..و قامت بإخفاء السكين أسفل الوسادة بتوتر..كان رأسها يكاد ينفجر من قلة النوم..وضعت رأسها علي الوسادة و سرعان ما غطت بنوم عميق لِعلمها عدم تواجد آدم بالمنزل...
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro