Chapter 16
ثمة جراح لا تستطيع أن تُشفي يوماً منها !..ثمة جراح يؤلمك أن تثرثر عنها بقدر ما يؤلمك أن تزعم نسيانها !..ثمة جراح تخط نصالها خطها البياني علي قلبك !..يبقي القلب و يبقي أثر الجرح! ..كوشم من جُمر لا ينطفئ ! ..
.
.
.. كان حزين!..ولرُبما لم يبدُ شيئا ً فوق وجهه! ولا دمُعه إنهمرت علي خده! .. يراهُ من حوله متماسكاً ، صلباً وقلبه من الفلاذ!..هو ليس ذلك الشخص الذي يبدو عليه تأثُر ! ؛لكن بعمقه دائماً يكمن الأثر ! ..لم يبقي لديه إلا الحُلم..الحلم هو المهرب الأخير! ..كان الحلم هو التعويض عن كل الآلام والندوب التي لا تكف عن النزيف والسخريات اليومية التي يضعها القدر من جديد ! ..أما هي عاشت أسوأ اللحظات بمفردها! ..لم تطلب يداً تمسح دموع الفزع ولم توقظ أحداً ليعانقها كي تهدأ !..تتألم هي والأصعب أنه لا يستطيع تضميد جروحها !..إحتارت معه ..فلا هو بالقرب الذي يريح الفؤاد ولا هو بالبعد الذي ينهي حبل الآمال !..عجباً لها أيضاً ! ؛ عبثت بها مشاعرها ! ..تردد بداخلها " أكرهك "! ، مُحتالة مفضوحة أحداقها !..هل ستضحك عيناها له حقاً إذا كانت تكرهه ؟ ، هو مثل حزنها "قدر " ..و مثل ليلها "سهر"
..هو عُمر والعُمر مرة بالعمر !..باتت عيناه ملاذها الوحيد لتخفيف ألمها !..غريب حقاً أمرهما ! ، وكأنه يعلم بأن عيناه تُربكها فيطيل هو النظر إليها..كالمد والجزر هما ..يقترب هو فتبتعد !..تقترب هي فيبتعد ! ..كم يؤلمها حقاً حبها له أكثر من الألم الذي يحاوط جسدها الهزيل ! ..تحاول التماسك بالرغم من كل شئ..تقاوم هي الطوفان لتغرقها قطرة تسللت من عيناها خلسة ..شوقها إليه دائم و مُعذب حقاً !..عيناهُ ! ؛ كم تهوّن عليها وحدتها الموحشة! ..لا تحتاج للتفوه بشئ فالعين خير متحدثٌ !..يتظاهرون بأنهم علي ما يرام والمفجع حقاً أن لا أحد منهم يدرك زِيف هذة الكذبة الطويلة !
..
ثلاث ساعات فارقة بحياتها مرت عليها داخل حجرة العمليات تلك! ..فصل الطبيب أسلاك جهاز التنقية عن الجهاز المحفور برقبتها ليعلن الإنتهاء من عمله معها بينما هي بعالم آخر ! ..طلب من الممرض تركيب مغذي للمرة السابعة علي التوالي حتي تستعيد وعيها ..لم يسبق أن رأي ضعف مثل ضعفها من ذي قبل ! ..نفذ الممرض ما أمر به الطبيب ليعلن إنتهائه بعد بضعة دقائق ..فُتحت حجرة العمليات ليقف جايمس بثبات ..أومئ عندما أشار الممرض له بالدخول ..سار للداخل مهرولاً ليجدها بحالة مزرية! ..جسدها بالكامل مغطي بالحساسية التي جعلت بشرتها الثلجيه حمراء للغاية ..تحدث الممرض لجايمس مُفسراً..
" لا داعي للقلق! ، الحساسية عرض متوقع حدوثه بسبب الأجسام المضادة التي دخلت جسدها "
..تنهد جايمس مُطمئناً .. إستدار لها ثم حملها بخفة واضعاً إياها علي الكرسي المتحرك بينما هي تزال بغيبوبتها المؤقتة !..سار بها حتي وصل لغرفتها ..فُتحت الغرفه لتُصدم روزلين من مشاهدة جوليانا غارقة بدمائها ولكن سرعان ما تحولت ملامح وجهها الي الإعتدال ! ...توجه جايمس بها للسرير ..سار خارج الغرفة باحثاً عن إليزا لتنظيفها ولكن وجد أن مناوبتها قد إنتهت والممرضة الأخري لم تأتِ بعد ..تنهد بعد أن أغلق الباب خلفة ..توجه إليها ليجد أنها لم تستفِق بعد..سار ناحية خزانتها ..أخرج بعضاً من ملابسها ووضعها جانباً ..توجه للمرحاض ..ملأ وعاء بالماء الدافئ و القليل من مُعطر الجسم ..توجه للخارج حتي أصبح أمامها بينما روزلين تراقبه بإعجاب و تعجب بالوقت ذاتة !
.. همس بتوتر
" لن أسترق النظر ! "
..اغلق عيناه و من ثم تسللت أصابعه حتي أستقرت علي أزرار رِدائها ..فكها بتوتر ومن ثم إنتزعه بلطف ..نهضت روزلين ثم سارت لجايمس بتررد ليستوقفها هامساً
" لا أريد مساعدتك فحتماً لها مُقابل! "
....شعرت داخلياً بالإنكسار..أهي حقاً شخصاً سيئاً لهذة الدرجة ؟ .. تراجعت بتنهد إلي حيث كانت تجلس ثم راقبت جايمس عندما وضع وشاح علي جسد جوليانا العاري بعد أن أزال ملابسها و من ثم فتح عيناه ..أمسك منديل قطني و قام بغمسه بالماء الدافئ ليضعها علي عنقها الملطخ بالدماء ثم قام بتنظيفه ..إنتهي من إزالة الدماء ليغسل وجهها بهدوء و من ثم يداها و قدماها ..أمسك المنشفة و حركها بخفة علي جسدها المُبلل ليعلن الأنتهاء ..وضع عليها الرداء النظيف وهو يوجه رأسه للناحية الأخري حتي لا يسترق النظر ..أغلق سحاب ثوبها ببطء ليعيد النظر إليها ثم أمسك فرشاة الشعر و قام بتمشيط شعرها بلطف ليبتسم بخفة فور إنتهائه ..حملها بحذر و من ثم وضعها علي السرير ..سحب الغطاء عليها لتنعم هي بالهدوء و السكينة أثناء نومها ..جلس علي المقعد بجانبها بعد أن نظف الفوضي الخاصة بتحميمها ..همست روزلين ببطء
"أحسنت الصنع !"..
.
.
فتحت جوليانا عيناها بإرهاق بعد نوم دام لأربع ساعات متواصلة ..هرول جايمس إليها ..جلس بجانبها و هو ينظر لها و يُداعب خصلات شعرها بلطف
"! مرحباً "
..إبتسم بهدوء لتبتسم ببطء ..تقدمت روزلين نحوهم ليردف قائلاً ..
" إليزا غادرت لذلك قامت روزلين بتنظيفك و الإعتناء بك جيداً ، أليس كذلك؟ " ..
تحدث جايمس ساخراً لتُردف روزلين بإمتعاض
"هذا أقل ما يمكنني فعله تجاه رفقية حبيبي !"..
تصنعت جوليانا إبتسمامتها أثناء مراقبتها لروزلين و جايمس بتألم..أردف جايمس مُتسائلاً
هل تشعرين بلمسة يدي ؟""
أومئت جوليانا ببطء..لم يبدُ علي وجهها أية ملامح للفرح..و كيف ذلك و قلبها مجروح ؟..قاطع شرودها جايمس مُتحدثاً
"هل ما زالت لمستي تؤلمكِ ؟"..
هزت رأسها نافية بينما هو إبتسم فور شعورِه بوميض الأمل يتخلل روحه..شعرت جوليانا داخلياً أنها بحاجة للحديث..لقد سئمت الصراعات التي تدور بداخلها !..لم تعد تعرف كيف تقضي يوماً لا تحبه فيه ، أو تغفو دون أن تتشبث بآخر كلمة يهمس بها صوته..لا تذكر أنها أحببت أحداً حتي تسمح له بالإقتراب لذلك الحد !..أحبته حد الغوص فيه ، و حد النقص دونه !..تريد أن تصيح عالياً مُحدثة نفسها قائلة "ليتني لم أقترب !".."ليتني بقيتُ بعيدة !"...خيبة الأمل بداخلها قاسية !..كل ما تُريد فعله الآن هو حمل أوجاعها..تريد أن تلون أمانيها باللون الأسود..تريد أن تغلق نافذة قلبها و ترسم إبتسامة علي ثغر كبريائها ..ميتة هي ولا أحد يشعر
.
.
حدق بها ليجد أنها تحاول تحريك شفتاها..توسعت عيناه و تسللت منه دمعة خلسة منتظراً منها الحديث .. إشتاق لسماع صوتها الأنثوي الهادئ ..
" هيا جوليانا إفعليها! ..أسمعيني صوتكِ "
صاح راجياً من بين بكائه لتشهق هي قبل الصياح بإسمه عالياً ..دقات قلبه سريعة للغاية ..
" قوليها مجدداً جوليانا !
..همس باكياً لتتحدث بتقطع
" ج..جايمس " ..
وضع يده علي فمه بينما دموعه تنساب علي وجهه ..
" ! إشتقت لسماع صوتك حقاً " ..
تنهد جايمس لتجهش جوليانا البكاء عالياً متحدثة ..
" أتألم ..ك..كثيراً جايمس ..أتألم كثيراً ..أحتاج لوالداي !..أشتاق إليهم! ..أشتاق للتحدث مع أمي! ..أتوسلك خذني إليها ..لا أقوي علي ذلك الشعور الموجع! "
..جمعت جوليانا كلماتها لتدفعها خارج ثغرها مرة واحدة أثناء بكائها ..ما كان عليه سوي أن يدفعها لعناقه بقوة هامساً ..
" سأفعل و الآن"
..مسح دموعها بلطف لينهض تاركاً إياها مع روزلين التي لا تبدو عليها ملامح السعادة مطلقاً ! ..توجه لمكتب الطبيب و طلب منه إذن بخروج جولينا لساعة زمن واحدهة..إبتسم برضي عندما لبي الطبيب طلبه ..توجه للغرفة محدثاً جوليانا
"! هيا سنذهب "
. " !حقاً " ..
همست باكية ليومئ برأسه حاملاً إياها ..وضعها علي الكرسي المتحرك و قبل جبهتها بهدوء ..نظر لروزلين..تنهد بضيق
"يمكنك الرحيل روزلين !"..
"سأرافقكم !"
..أردفت روزلين بثقة لينظر جايمس لها بإنزعاج
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro