Chapter 13
صعد لسيارته و توجه لمنزله حتي يقابل مصيره! ..بداخله شعور بالذنب لا يستطيع أن يُمحيه! ..تركها بمفردها وحيدة حتي يحضر حفلة خطبتهُ يالا سخرية القدر !..تغير كثيراً في تلك الآونة! ؛ لم يعد ذلك الفتي المرح ..أصبح الحزن يحاوطه من كل جانب! ..يكذب كثيراً ..يخبر الجميع أنه علي ما يرام ولكن من يخدع يا تري ؟ ..لا يأكل جيداً..يفكر كثيراً..صمته يلفت الإنتباة ..نومه المفاجئ أثر الثمالة مريع! ..دقات قلبه موجعه! ..يسخر من ذاته كثيراً ! ، وكأنه لم يجد شئ يقتل به نفسه فأحبها ليصل لهدفه !..يحمل وجهها في ذاكرته !..يراها في كل مكان يتواجد به! .. هذة الفترة يشعر أن لا ثمة فرق واضح ؛لا هو مبتهج ولا هو حزين !..أصبح ذلك المُهمل الذي يترك مسافة فارغة بينه وبين العالم و ينسي أن يعود !.. خائف و اللعنة! ..خائف و أكثر مخاوفه أن تنطفئ رغبته تجاه أمرٍ تمناهُ طويلاً ، خائف أن يبهت بريق عيناه و يستسلم بعد محاولات عديدة من الوصول! ، ولكن مهلاً!.. ألم يخفق في الحصول علي تلك الأمنية ! أم ما زال يرجو حدوث معجزة تنتشله من تلك الهاوية؟ ..يشعر في ذلك الوقت أن روحه تُنتزع منه إنتزاعاً فلا هو قادر علي إبقائها ، ولا هو قادر علي أحتواء الألم..!.. إمتلئت حياته بالأشخاص الخطأ والوحيد الصحيح؛ أختارت الحياة أن تضع بينه و بينها المسافة ،والناس ، والمنطق! ..يوهمها أنه مجرد صديق! ..لقد سئم كثيراً !..سئم لأنه في اللحظة التي قرر التخلي عن حبه فيها لم يتخلي بالكامل !.. يحاول أن يُبقي شيئاً من هذا الحب حوله! ..يترقب منها كلمة أو شعور و لو بالخطأ ! ، إشارة ولو من بعيد ليتخذ منها ذريعة بالرجوع و التخلي عن قراراته! ، فقط لو علم كم هي أحببته ! لكان وجد ألف طريقة عوضاً عن ذلك الطريق المسدود! ..هو في الغالب أكثر حضوراً مما يدعي الغياب!
..
توقف بسيارته أمام منزله المُقابل لخاصتها ..حدق مطولاً بمنزلها ..تذكر كيف كان يراقبها من خلف نافذته وهي تسقي الزرع !..وهي تجلس علي الأرجوحة منغمسه في قراءة روياتها المفضلة! ..تذكر عندما كانت تحتسي قهوتها علي ذلك السُلم الموصول بغرفتها! ..تذكر إبتسامتها عندما تلمح والدها مُقدم نحوها! ..تذكر كيف كانت تقفز عليه كطفلة في الخامسة ..إختفي كل ذلك! .،أختفي و يخشي أن يختفي للأبد !..تنهد تنهيدة مؤلمة قبل أن يترجل من سيارته ..سار بخطوات ثابتة نحو منزله ..أغلق الباب خلفه ببطء ..توجه للأعلي ..أخرج بدلة من خزانته بضيق ..إرتداها بعدم إكتراث ثم غادر ..أوقف سيارته فجأةً عندما أدرك أنه قد شرد ولم ينتبه جيداً للطريق..نظر حوله ليجد أنه توقف أمام محل حلوي فاخر و بجانبه بُستاني ..إبتسم لا إرادياً ..ترجل بخفة من السيارة ثم توجه لداخل محل الحلوي و قام بشراء الشكولاتة المفضلة لديها ثم ذهب للبستاني و قام بشراء باقق ورود حمراء كبيرة! ..صعد للسيارة مرة أخري و قاد لوجهته ..ركن السيارة بالمرآب و سار بضيق إلي الداخل ..لمح روزلين ترقص مع فتي ما..لم يكترث! ؛فقط قام بحل عُقدة بدلته لشدة ضيقه من الموقف الحالي ثم إحتسي بعضاً من الشراب إستعداداً للتمثيلية التي سيقوم بها!..زفر هواء رئتيه قبل أن يستأنف ..تخيل لو أن جوليانا في موضع روزلين الآن! ..إبتسم !..ركض ثم عانق جوليانا و التي هي بالحقيقة روزلين و إنما صورة جوليانا من نسيج خيالات يأمل حدوثها! ..حدق بعينا روزلين مُتخيلاً عينا جوليانا الساحرة! ..جث علي ركبتيه ..أمسك يدها بخفة ثم قبلها ..أما روزلين في حالة ذهول نظراً لإتقان جايمس دورهِ بالتمثيل..شعرت لوهلة أن الأمر حقيقي للغاية!..لا تدري لماذا تسارعت دقات قلبها بشكل فُجائي!..أهكذا يشعرن الفتيات بالعادة عندما يتدللن ؟..
"أتقبلين الزواج بي جوليانا؟"
..تلفظ إسمها هامساً فلم يتنبه أحد! ..عيناه تتلألأ بفضل الدموع المتجمعة بها! ..أومئت روزلين بحماس متصنع لتشق الأبتسامة وجهه ..نهض بخفة و سحبها لعناقه ..
"أحبك جوليانا !"
..همس بأُذن روزلين لتشعر بالإمتعاض.. لم يتمهل فقد لاصق شفتاه بخاصتها ليُصفق الجميع بحرارة ..إبتعد مُسرعاً عن روزلين عندما إختفي طيف جوليانا من أمامه ..تجول بنظرهُ باحثاً عنها و لكن لم يكن هناك سوي روزلين التي كانت توجه له نظرات حائرة!
.
.
.
إنتهز آدم فرصة وجود جايمس مع شقيقته! ..كان يشعر بالأسف تجاه ما تمرُ به! ..يعلم جيداً أنه مجرد جزء من لُعبة دنيئة بمنتصف الوسط و دورِهِ فقط إصطناع اللطف و مراقبة الأحداث من بعيد! ..يشعر بالذنب تارةً ! و لا يشعر بشئ علي الإطلاق تارةً أخري!..لم يكن عليه أن يضعها بداخل لُعبة تحدي صبيانية بين رفاقه..كان من السهل أن يرفض التحدي عوضاً عن تمثيل دور المُحب!..كان طائشاً عندما أرغمها محبته ! ..كان عليه الرحيل فشعور الذنب تملكه!..لم يستطع تلو أكاذيب أخري عليها، وجد أن الصواب الوحيد لتصحيح كل خطأ إرتكبه بحقها هو التخلي عنها و الرحيل! ، هذا هو ما دار بعقلِه و هو يراقبها من خلف الزجاج..يعلم جيداً أنه لا يكترث لأحد؛ يجرح من يشاء و يبتسم! ؛ هكذا هي طبيعته!..ولكن ما هو سبب تواجدهُ الآن في هذة اللحظة بالأخص؟..هل حقاً يكترث لأمرها؟..أم يشعر بقليل من الشفقة تجاهها؟..أم هو الآن علي مقربة ِ منها لسببِ آخر يجهلهُ!
.
.
..
قاد جايمس سيارته برفقة روزلين التي أصرت مرافقتهُ بعد أن نفذ جميع شروطها ..ترجل من السيارة ثم أخرج باقة الورود و عُلبة الشوكولاتة من المقعد الخلفي ..إبتسمت روزلين بحماس منتظرة منه أن يمرر لها الباقة، ولكن في الحقيقة لم تكن هي المقصودة! ..تجاهلها ثم سار إلي داخل المشفي ..شغل المصعد لتوقفه روزلين بعد أن ركضت مسرعة لداخله ..لم يكترث لوجودها فقط كان تفكيرهُ مملوء بالأخري! ..توقف المصعد أمام الغرفة ..أزاح روزلين بخفة ليسير بحماس لغرفتها ..فتح الباب ببطء ثم توجه ناحية جوليانا ليجد أنها قد إستفاقت لتوها ..وضع ما كان يحمله جانباً لتبتسم بلطف فور رؤيتها له ..لقد كانت تفكر به لتوها و ها هو الأن أمامها وهذا ما أشعرها بقليل من السعادة! ..ساعدها جايمس علي الجلوس بينما كان الألم يسير بجسدها ..نظرت للورود الحمراء لتبتسم ماحية ألمها ..لامست يده وجهها برقة لتحمر وجنتاها خجلاً..أنتزع وردة حمراء كبيرة من باقة الزهور و قام بوضعها بين خصلات شعرها خلف أذنها بهدوء لتغمر الفرحة قلبها الحزين ..إُنتزعت الفرحة من جوليانا عندما سارت روزلين لداخل الغرفة بهدوء ..لاحظ جايمس إستياء جوليانا..همس مُفسراً
"ستُدبر لكِ أكياس الدماء "
..تغيرت ملامح وجهها من العبوس إلي الإعتدال ..أومئت رأسها بخفة شاكرة روزلين التي كانت تُراقبهم بتمعن..جلست علي الأريكة المقابلة للنافذه تعبث بهاتفها بتملل..
"إحزري من سيتناول علبة الشوكولاتة تلك؟"
..تحدث جايمس بحماس لتقهقه جوليانا داخلياً بعد مشاهدتها تعابير وجه جايمس المضحكة ..إبتسم فور شعوره بصدق إبتسامتها !..أمسك العلبة بخفة و قام بفتحها لتبتسم بحماس فور رؤيتها لجميع أنواع الشوكولاتة التي تُفضلها ..أمسك بواحدة وهو يصفق بحماس لتبتسم بشدة ..وجه قطعة الشكولاته إلي فمها ببطء لتتناولها جوليانا بشهية ..إبتسم برضي لرؤيتها سعيدة لأول مرة بعد فترة حزن دامت طويلاً !..أمسك مِنديل و وجهه ناحية شفتاها الملطخة بالشوكولاتة ليُنظفها بلطف ..دقات قلبها سريعة للغاية تماماً كدقات قلبه ..عيناهم تتلاقي وتتحدث بما لا تستطيع الشفاة التفوه به! ..أما روزلين ..حدقت بهم مطولاً !..شعرت بفقدانها لشئٍ تجهل ما هو !..لماذا لم يُعاملها أحد بهذا اللطف من قبل؟..لماذا كانت جميع علاقاتها مجرد شهوة تؤخذ و ينتهي الأمر؟..لِما هي عذراء الشعور؟..
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro