Chapter 11
تبتسم ..تبكي..تنهض..تقع...تنهض مُجدداً..تستلم لتُصبح النهاية مأساوية ! ، هكذا هي تغيرات الحياة ! ؛ تقسو كثيراً في بعض الأحيان فتضيع بنا الأذرع لنصبح فاقدي الحيلة !..ننغلق علي ذاتنا و نغرق في بحر من الأفكار المشوشة التي تزورنا كل ليلة!..نعطي قدرً كبيراً لتدبيرات الغد ظناً منا أن هذا هو السبيل الوحيد لحل كل مُشكلة تُقابلنا و لكن من الأفضل لو أن تُترك الأمور لتسير كما شائت أن تكون.
..
غفت بعد يومٍ شاق..جلس الثمل بجانبها يراقب تفاصيلها المرهقة..مهتم بها كثيراً !..متألم و موجوع لأبعد حد قد يشعر به بشر ..يتمني لو ما أصابها يصيبه عوضاً عنها ..مُتعب هومن ذاته ! ،من الحظ ، من القدر ،من الحزن ..من الروح التي ما عادت لها القدرة علي فعل شئ!..من العمر الذي لا يريد أن يتوقف ..من الخذلان ..من الصبر ..من الماضي و من الغد! ..
وحدها هي من سببت له ذلك الشعور! ..مجهد كثيراً من وطأه الايام..قلق مما سيؤل إليه مصيره معها..يريد أن يبكي كي يتنفس أكثر فالغصة تملأ قلبه إلي فمه ! ..حلقه جاف كصحراء خامده في الداخل..!..مُجهد..ينظر إلي إنعكاسه بوجه لا يعرفه في المرآه ..بخير هو إلا منها فهي أصبحت بداخله..الأشياء البسيطة باتت له صعبة..والصعبة أنقضي وقتها منذ أمد ليس ببعيد !..
أرهقته كثيراً !..لا أحد يعلم ما أصابه! ..لا أحد يعلم كيف هي معركته الخاصة مع الحياة!..لا أحد يعلم ما الذي زعزع أمانه و قتل عفويته..لا أحد يعلم كم كافح و كم خسر ! ..لا أحد يعلم من هو؛ حتي ذاته لا يعرف !..أدرك مؤخراً أن الليل صديق جيد له! ..فأبسط أفعاله أنه يسمع أوجاعه بصمت !..يفكر..لماذا يؤلم الشعور لهذا الحد ؟!..هل لأنه حقيقي !..لماذا يفكر في نهايات الاشياء بالرغم من أنه مازال في بداياتها !!..هل لأنه يعشق الحزن ؟ أم لأنه أعتاد الخوف !.. أصبح يخاف علي كل شئ و من كل شئ..حتي أوقات سعادته معها يخشي عليها من النهاية..و كأنه في خلاف أبدي مع الحب ! ..يجد من يحبه و لا يبادله الحب ..أو يُحب هو و لا يشعر به من يحب ، حتي بات يفكر أنه لو شاء الوقت وأحبته ؛ لتكرههم الحياة و تُفرقهم !.
.
.
أدرك أنه غفي ليلاً عندما أزعجه شعاع الشمس المتسلط علي وجهه..فتح عيناه ببطء ليشعر بصداع قوي أثر ثمالته ليلة أمس! ..نهض بثقة ثم توجه للمرحاض و غسل وجهه لعله يفيق!..توجه للخارج وألقي نظرة خاطفة عليها ليجدها نائمة ..قرب وجهه من جبهتها و طبع قبلة هادئة عليها ..توجه للخارج ليبتاع كوب قهوة ليوقف ألم رأسه..توجه مرة أخري لغرفتها..وضع المقعد بجانب النافذة الزجاجية و بدأ يرتشف قهوته بهدوء..رفع رأسة عندما وجد ظل شخص مُتصنم أمامه ..قلبه دق سريعاً !..هل أستطاعت الشعور بقدمها والحراك ؟؟..نظر للأمام بحماس ليشعر بخيبة فور رؤيته لروزلين أمامه
.."أخبرني عامل الاستقبال بالفندق أنك هنا !
تحدثت و هي تحدق بجوليانا النائمة..أكملت بسخرية
"سئ ما حدث لها!"
"روزلين ! ' لا تدفعيني للغضب فإنه لا يُحتمل"
أردف جايمس بنبرة مُهددة لتُقاطعه روزلين مُسرعة
جدياً ، أنا أشعر بالشفقة تجاهها !" ..
أكملت روزلين بهدوء و هي تجلس علي أحد المقاعد..
" ليس من السهل فُقدان والدك و والدتك في آنٍ واحد !"
"كيف علمتي بالأمر ؟"
تسائل جايمس مُسرعاً لتُردف روزلين بثقة
"قلتُ لك مُسبقاً أن الأخبار تنتشر سريعاً !"..
قاطعهم طرق خفيف علي الباب ثم فُتح ؛ نظرت أحد المُمرضات إلي جايمس ثم أردفت بحزن و هي توجه بعض الوراق لجايمس
"تم إستلام الجثث من مطار نيويورك هذا الصباح و حِفظهم في مشرحة المشفي بالأسفل ، من فضلك وقع علي أوراق الإستلام!"
أومئ جايمس ثم وقع علي الأوراق ..تنهد بحزن بعد أن غادرت المُمرضة..نادته جوليانا بضيق
"هل ما سمعتهُ صحيح؟"..
صاحت جوليانا بذعر..نبضاتها تتسارع..صدرها يعلو و يهبط..ركض جايمس نحوها بخوف وتعلوه ملامح الأسي مُجيبة علي سؤالها....
"أمي.."
"أبي"..
شهقت جوليانا بقوة من بين دموعها لتتوقف عن التنفس فجأة..
"جوليانا! ، تحدثي لي "
هرول جايمس باكياً و هو يهز جسد جوليانا بقوة و تُراقبه روزلين بإهتمام
"فليحضر أحداً الطبيب !"
صاح جايمس عالياً ليهرول لهم الطبيب سريعاً..تجمعت الممرضات حول جوليانا..أخرجت أحداهن عُلبة حديدية بها جهاز معدني..وصلت أحداهن الجهاز بالكهرباء وكشفت أخري جسد جوليانا..وضع الطبيب الجهاز الكهربي علي صدر جوليانا بتوتر لينتفض جسدها مع كل صعقة تتلقاها..صاح الطبيب بُذعر
"يجب نقلها لغرفة الرعاية المركزة في الحال !"..
.
.
.
وقف جايمس يراقبها من النافذة الزجاجية لغرفة العناية المركزة بينما جلست روزلين تُراسل أحدهم..إستدارجايمس عندما حمحم الطبيب..نظر جايمس للطبيب بحيرة ليستأنف الطبيب حديثه
"عليها أن تقوم بجلسة تنقية للدماء بغضون أربعة و عشرون ساعة من الآن ؛ لسوء الحظ لا تتوافر فصيلة دمائها بالمشفي ..فصيلتها نادرة للغاية !"..
..
تحدث الطبيب مُفسراً ليمسك جايمس رأسه بحيرة..هرولت روزلين مُسرعة
"يمكنني تدبُر الأمر !"
..
تحدثت روزلين بجدية و هي تنظر لجايمس بإهتمام
"هل تستطيعين ذلك؟"
" !صديقتي تُدير بنك الدماء الوطني في لوس أنجلوس"..
..تحدثت روزلين مُفسرة ليُردف الطبيب مُبتسماً
"سيد جايمس فلتُخبرني عندما تحضُر الدماء !"
أومئ جايمس مُتفهماً ثم غادر الطبيب ..نظر لروزلين في حيرة..تسائل
" !لماذا قررتي مُساعدتها؟ ، إنها لا تروق لكِ"
"هذة ليست مُساعدة ! ؛ إنما هي خدمة مُقابل أخري"
أردفت روزلين بهدوء ليُقاطعها جايمس مُتسائلاً..
"ماذا تقصدين ؟"
"أنظر جايمس ! ، أنت تروق لي و أنا لا أُشارك أحداً بما يروق لي! "
..أجابت روزلين و هي تتقرب من جايمس لتُمسك بلياقة قميصه
" هل فقدتي عقلك؟"
..تنهد جايمس غاضباً لتُقاطعه روزلين
"فكر جيداً بالأمر جايمس !"
أردفت روزلين و هي تحمل حقيبتها..إقتربت من جايمس ثم طبعت قُبلة هادئة علي وجنته ثم غادرت ليتنهد جايمس بضيق..
.
.
جلس علي المقعد بجانبها بعد أن دار في جميع المستشفيات المُجاورة باحثاً عن دماء من فصيلتها لتتملكه الخيبة بعد ذلك لعدم توافرها ..نظر لها بحيرة ..فكر مُطولاً ..أيتخلي عن مشاعرهُ مقابل حياتها ؟..أم يستمر و يُقدم علي خسارتها مثلما خسر الجميع ؟..معركة قوية تلك !..حائر واللعنة!..يعلم جيداً أن سعادته بجانب تلك الجميلة التي يكاد يفقدها ..أيختار سعادته أم حياتها !..الأصعب أن الأمران مُترابطان ! ..سعادته هي حياتها في بادئ الأمر و آخره !..يعلم جيداً أنه سيختار إنقاذها عوضاً عن إمتلاكها ..ولكن..ر ماذا لو تغير كل شئ فجأه ؟ مازال يأمل و لو بلقليل أن تتحسن !..الأسوأ أنه لا يري سواها ..وجود روزلين بجانبه يكاد يخنقه لحد الموت فكيف له أن يسمح بتملكها إياه؟..رأسه يكاد ينفجر ..يعلم جيداً قراره ولكن ..قلبه..قلبه اللعين يعترض طريقة! ..يخبره أن من الممكن وجود سُبل أخري ' إن الحياة تعرف جيداً متي تكون غير مُنصفة. !
.
.
هرول لها مُسرعاً فور شعوره بحركتها ..ساعدها علي الجلوس و من ثم إحتضنها بحذر ليمنع تألُمها..نظر لها ليجد وجهها غارقاً بدموعها ..مسح قطرات المياة المالحة من علي وجنتيها برقة ..حدق بها متسائلاً منتظراً منها الحديث ..حاولت فتح فمها لتتفوه بما تريد قوله ولكن لم تستطع !..لقد عقد المرض لسانها عن الحديث! ..مُحال هذا الوضع ! ..لا يُحتمل ..ألن يستطيع سماع صوتها من الآن فصاعداً..ألن يحادثها منتظراً أجابتها علي حديثه ؟
.."جوليانا أتوسلكَ تحدثي ..حدثيني أرجوك"
ِ..صاح جايمس مُحدقاً بوجهها الأحمر من كثره البكاء..هزت رأسها يساراً و يميناً معلنه عدم القدرة علي الحديث ليتحطم الجزء المُتبقي من قلبه..أحتضنها بقوة و باتت دموعه تشارك دموعها بصمت ..إشتاق لسماع صوتها منذ الآن فكيف سيكون الأمر بعد ذلك
..
"إهدئي!"
..همس جايمس بضعف و هو يربت علي ظهرها صعوداً و نزولاً
"سأفعل ما بوسعي لإنقاذك ، لا تستسلمي أتوسلك !"
تنهد جايمس و هو يعانق جوليا بتألم..أبعدها عن جسده ببطء فور شعوره بهدوء أنفاسها المُعلنة غفوتها..عدلها لتستلقي براحة علي السرير..أزاح خصلات شعرها التي تسللت علي وجهها حتي لا تزعجها..إقترب من شفتاها بهدوء ..قبلها بلطف هامساً
"سامحيني جوليانا!"....
أمسك هاتفه فور توجهه إلي خارج غرفة جوليانا ..هاتف روزلين ليتحدث ببرود فور إجابتها
.."أنا موافق"
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro