
الفصل الخامس
ما زال ثلاثتهم في سيّارة زوي، ينظر لها جيمس بترجٍ ألّا تخبر قائدها ليعتقل البروفيسور؛ ليس حُبًّا في أستاذه بالتأكيد.
بعد مدّةٍ من الصمت تحدّثت زوي أخيرًا:" أحتاج لبعض الهواء النقيّ." أكملت تُعطي جيمس مسدسها:"خُذ هذا وإن حاول مهاجمتك أطلق عليه." كانت تقصد بروفيسور آدم الذي تذمّر:"حسنًا هذه إهانة صريحة لشخصي، أنا لا أهجم على الناس كحيوانٍ برّي."
:"أنت مُتّهم بقتل أحدهم، وقد هربت بالفعل من مبنى الإستخبارات، مسببًا كلّ هذه الفوضى." أردفت زوي بهدوء ونبرة متسلّطة.
قلب آدم عينيه بينما قال جيمس لها:" خذي وقتك حبيبتي، أنا أيضًا لا أعلم إن كان مساعدته شيئًا صائبًا أم لا." ابتسمت بتكلّف له ثمّ خرجت
سُمع صوت آدم الساخر:" جيمس، أنا أيضًا حين قرّرت أن أجعلك من الناجحين في صفّي لم أعلم أكان قرارًا صائبًا أم لا؟
الآن عرفت أنّه كان خاطئًا وكان عليّ إعطاءك صفرًا."
طبعت زوي قبلة على خد حبيبها مبتسمة له بود قبل أن تخرج من السيارة وتغلق الباب.
ساد صمتٌ لثوانٍ بين الرجلين قطعه آدم بقوله:" تتواعدان؟"
دار في تلك اللحظة مائة إجابة وقحة لسؤال أستاذه السخيف والذي من الواضح يريد فتح محادثة ولكنّه انتهى بقول:"أجل، منذ ثلاثة أشهر في الواقع."
أومأ آدم وعاد للسؤال:"كيف التقيتما؟"
ابتسم جيمس لا إراديًّا عندما تذكّر:" هي مصادفة غريبة، كنت قد حمّلت برنامج مواعدة، وضعت اسمي والقليل من معلوماتي مع صورتي من يوم مباراة الفريق الوطني للهوكي، وأتت فتاة شقراء تدعى أليس وتحدثنا قليلًا، عرفت أنها تدرس في جامعتي. أعجبت بها وهي كذلك واتفقنا أن يكون الموعد في مطعم صيني فاخر. واخترنا أنسب يومٍ في الأسبوع بالنسبة لكلينا حتى يكون يوم اللقاء"
تنهد وأكمل:" وجاء اليوم المنتظر، ارتديت بذلتي المفضلة ووضعت بعض العطر، وذهبت للمطعم، وأثناء انتظاري لأليس دخلت زوي، أذكر هالتها تمامًا ذلك اليوم، كانت ترتدي فستانًا أزرق داكنًا حتى ركبتيها، شعرها البني الذي يصل لمنتصف رقبتها كان رائعًا.
جلست في الطاولة المجاورة لي وسرعان ما أتت رسالة لي من أليس تخبرني فيها أنها آسفة ولكن لن تستطيع لقائي بسبب التزامات عائلية مفاجئة.
لذا طلبت طلبت طبقًا صينيًّا لي وحين نظرت لطاولتها طلبت من الخادم أن يمرر لها شامبانيا على حسابي.
في النهاية انتبهت وشكرتني بعدها تحدثت بغضب في الهاتف استنتجتُ أن من يحادثها رجل، وأنّه لن يحضر فقررتُ أن أدعوها لتناول العشاء معي على طاولتي وقبلت الدعوة.
عَلمْتُ أن الذي كان يحادثها هو والدها، وأن ذلك اليوم كان عيد ميلادها وأخبرها أنّ لديه عمل،
عَلِمَت هي أن رفيقة موعدي تركتني، وهذه قصتنا."
انتهى ونظر لأستاذه من مرآة السيارة فوجده شارد الذهن فسأله بنبرة ساخرة:"أتسترجع ذكريات حبيبتك السابقة؟"
شبح ابتسامة بدا على ثغر آدم الذي رد بجفاء:" لم يكن لديّ الوقت قط لمثل تلك التفاهات.
الوقوع في الحب يزيد إفراز مادة الدوبامين في المخ مسببًا في أعراضه ما يشبه إدمان الكوكايين،
يقلّص التركيز، يسبّب الأرق، والمحبّون يميلون للسذاجة وترك الواقع، ينتهي الأمر بهم في حالات اكتئاب، إدمان الكحول، الفشل الأكاديمي و المهني والإنتحار .هذا بالطبع إن لم يصابوا بداء السُكري،
الفشل الكبدي من إدمانهم الكحول، ويزيد من فرص إصابتهم بالسكتات الدماغية والذبحات الصدرية هذا بالطبع إضافة لقائمة من العلل النفسية التي ستنتج فيما بعد."
ما إن انتهى آدم من سرد قائمته الطويلة حنى سمع صوت جيمس الساخر:"حسنًا أنا لم أطلب رأي جوجل في الحب."
في الخارج أخرجت زوي سيجارتها الإلكترونية، وضعتها بين شفتيها وسحبت النيكوتين من السيجارة مُخرجة البخار من فتحتي أنفها، عاقدة حاجبيها، بزرقاويها تنظر للفراغ، تحاول تحليل كل شيء حول آدم، هل من الصواب أن يساعدوه؟
هي مؤمنة أن آدم مُذنب حتى تثبت براءته، هي لا تصدق شيئًا ممّا قاله، و مع نفخة البخار الثالثة أخرجت هاتفها واتصلت بأحدهم.
ما إن فُتِح الخط على الجهة الأخرى واستقبلت الصوت الرجولي الذي بدا متفاجئًا وهو يرد:"زوي؟ لماذا تتصلين؟ ماذا حدث لجهازك اللاسلكي؟"
بادرته بجملتها:"بحوزتي آدم، ولكن اسمعني للنهاية."
______________
《هناك ثلاث إدّعاءات يجب على أحدهم فقط أن يكون صحيحًا، الإدّعاء الأول أن المجتمعات لا تمتلك القدرة على صنع محاكاة للمخ البشري، أن تنقرض البشرية قبل أن تصل لتقنية كهذه.》
نظرت ماريسا مطوّلًا للرسالة المُرسلة، هي على الأقل تعلم أنّه ليس خطئًا وأنّها المقصودة.
جالت برأسها الأسئلة كالألعاب النارية: ماذا تعني تلك المقولة؟ لماذا هي مَن أرسلت إليها تلك الرسائل؟
وهل هناك من ترسل إليه رسائل مجهولة مثلها؟
لا أحد يمتلك إجاباتٍ لأسئلتها، لا شيء أمامها سوى ذلك الرقم المجهول الذي فشل برنامجها في التعرف على هوية صاحبه.
ارتفع الأدرينالين في دمها وارتفعت نبضات قلبها وهي تنقر على الشاشة بجملة 《 مَن أنت؟》
ترددت قليلًا قبل أن تنقر على زر إرسال. وما زال نفسها مضطربًا والظنون تلعب برأسها.
هي لا تعرف المُرسِل، ما أدراها ألّا يكون شخصًا سيئًا؟ ما أدراها ألّا يكون الأمر مقلبًا سخيفًا من أحد الشبان؟
بدأت تغضب حين خيّل لها عقلها صورة باركر يضحك عليها مع زملاءه في فريق الكرة.
《 أنا أسوأ كوابيسك، الحقيقة.》
توقف عقلها عن التفكير في اللحظة التي استلمت فيها الرسالة، انقطع نفسها وهي تفكر في احتمالات و تحليلات متعددة لتلك الجملة.
ماذا يعني بالحقيقة؟ ومَن هذا الشخص؟ ومن أين يعرفها؟ قررت أن تأخذ نفسًا عميقًا وتكتب بينما التوتر على أشدّه 《 ماذا تعني؟》
ولكن المفاجئة كانت في عدم قدرة هاتفها على إرسال الرسالة، حاولت مرة فالأخرى وفي كل مرة يظهر لها إشعار لا يمكن إرسال الرسالة.
أيعقل أن يكون ذلك المجهول قد اخترق هاتفها؟
التفكير في الأمر آلَم رأسها، وضعت الهاتف جانبًا واتجهت لسريرها كي ترتاح وقد استنتجت أمرين.
الأول: هو ليس مقلبًا
والثاني: ذلك المجهول يريد أن يُريها شيئًا، وقد يفصح عنه في رسالته القادمة.
استلقت على سريرها، وأغمضت جفونها فكثرة التفكير بقلة الأدلة التي لديها لن توصلها لشيء.
____________________
أنهت زوي المكالمة التي حرصت أن تكون في مكان لا يلمحها فيه حبيبها أو البروفيسور آدم، أطفأت السيجارة وأخرجت علكة ومضغتها لثوانٍ قبل أن تبصقها وتدلف إلى السيارة قائلة:"بعد تفكير، يبدو أن البروفيسور يقول الحقيقة، سأختار الوثوق به ولن أخبر القائد."
وجّهت نظراتها الحادة إلى البروفيسور وهي تكمل:" ولكن إن شككتُ مجرد الشك أنّك تخدعنا سأجعلك كيس ملاكمتي الجديد."
رد البروفيسور آدم نظراتها الحادة ونبرتها المتشككة فيه بنظراته الأحدّ وهو يقول:"أنا بريء أيتها الضابطة، هذا ما أعلمه، أنا ضحية هنا اكثر منكم حتى، تجربتي قررت التمرد عليّ، ألصقت بي تهمة لم افعلها وقتلت شخصًا بريئًا
والآن أنا واثق من أنها تريد رموز القنبلة التي صنعتها، إن أعدتِ التفكير ستجدين أنّه لا مصلحة لي ولا وقت أملكه كي أخدعكِ."
خرج صوت جيمس:" سنذهب لشقتي، المكان الجيد للتفكير والراحة."
رد عليه آدم:"لا وقت للراحة، علينا الوصول لمختبري قبل أن تصل نسختي أو عناصر الإستخبارات إليها."
بادرته زوي بنبرة حاسمة:" المروحيات والرجال الآليين افترشوا المقاطعة بأكملها، من الخطر تمامًا الذهاب إلى أي شيء له علاقة بك؛ سنذهب لشقة جيمس."
لم تعجبه نبرة زوي ولكن اضطر للصمت موافقًا إياهما.
______________________________________
Stop Right Here:-
كان المفروض اكتب أكتر ولكن تحمست ونزلته كده😂
رأيكم في قصة حب زوي وجيمس؟
رأيكم في الرسائل اللي بتتبعت لماريسا؟
الشابتر الجاي شخصية قديمة هتظهر تاني وشخصية آدم التانية هتظهر♥️
رأيكم في شخصية زوي؟
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro