الفصل الثامِن
فك جيمس قيد كايتي وبصمت نظرت للاثنين آدم كانت على ملامحها العتاب للاثنين، نظر آدم المتسخ إليها بندم وقال:"آسف كايتي، حقًا."
بينما أشاح الآخر بوجهه لا يرغب في مواجهتها.
خرج صوت جيمس:" الآن وتلافيًا للخطأ بينكما، سأطلق عليكما لقبين مختلفين."
أشار لآدم الذي أتى برفقته وقال:"من الآن وحتى نكتشف من منكما المحاكاة ومَن لا، ستحمل أنت اسم انفليشس ." نظر آدم بملل له وهو يُردف:"إنسَ أمر نجاحِك في مادتي"*
بابتسامة شامتة أجابه جيمس:" هناك نسبة 50% أن تكون أنت المحاكاة، لا أعتقد أنّني سأقلق بشأن نجاحي في مادتك."
أدار عينيه لآدم الآخر وقال:" أمّا أنت فسيكون لقبك الجديد فرانكي"*
بادره الآخر على الفور:"إنسَ أن تتخرج طوال فترة بقائي على قيد الحياة، ما هذا الاسم الذي يفتقر للهيبة؟!"
بالنسبة لجيمس أصبح لديه اثنان من أستاذه المزعج ولا يستطيع التفريق بينهما، لديهما نفس ردة الفعل، نفس المنطق في النقاش، نفس الوجه، نفس الذكريات، وكلًا منهما يدّعي أنّه الأصل وكلًا منهما لديه بالفعل فرصة في أن يكون الأصل.
اتضح أنّ (فرانكي) كان يستدرج شبيهه للوصول لمبنى (الاس او ان) كي يحاول- على حسب قوله- التخلص من الخطأ المنطقي في نموذجه المزعوم لكنّه لم يكن يعلم أن الأخير سيأتيه ومعه جيمس.
الاثنان معتقدان بشدة أن النسخة ستحاول إثبات أنها الأصل وتقوم بانتقامها، والاثنان يتهمان بعضهما الآخر بذلك
قرّروا بعدها الخروج من المختبر ولكن ما صدمهم أنّ المكان كان هادئًا بشكل مريب، كذلك لم تتصل زوي على جيمس منذ فترة طويلة.
:"أشعر بشيء مريب."
قالت كايتي ووافقها جيمس، الأمر غريب أن المبنى بكامله لا يوجد به سواهم، لكنّهم قرروا الخروج منه على أي حال، ومازال يُقلق جيمس أن زوي لم تتصل.
كان الأربعة يتشاركون نفس القلق من خلو المبنى ولكن كما لو كانت قوة خفيّة تدفعهم للخروج.
عندما خرجوا وجدوا مصفحات الشرطة في انتظارهم وفي مقدّمتهم جون سيتر يمسك بزوي من شعرها ويوجه سلاحًه لرأسها بينما يقول:"أعتقد أنّه حان وقت الاستسلام الآن."
عندما رأى اثنين من آدم قال بسخرية:" عحبًا، لم أعتقد أنّك قادر على التكاثر ميتوزيًا، بروفيسور آدم، مهلًا أي واحدٍ منكما هو آدم؟ آه لا يهم، سنعرف بطرقنا الخاصة في التحقيق."
قال جملته الأخيرة بشيء من الخُبث مبتسمًا بانتصار.
تقدّم جيمس واضعًا يديه خلف رأسه وتبعه الاثنين من آدم وكايتي وأتى رجال الاستخبارات ووضعوا الأصفاد لهم، واتجهوا لإحدى السيارات الضخمة التي ستقودهم جميعًا للإستجواب.
جلس جيمس وزوي بجوار النسخة المدعوة (فرانكي) -آدم التي لم يدخل السجن بعد-
بينما الذي دخل السجن من قبل وهرب ذهب مع كايتي في سيارة أخرى عائدًا إلى استجوابه بالقوة مرة أخرى.
في الطريق كان جيمس ينظر لفرانكي الذي بدا شاردًا
وسمعه يقول له
:"أحيانًا أفكر،
الرياضيات تسمى لغة الكون لأنها التي تصفه،
الشمس والكواكب والجاذبية والثقوب السوداء، الصوت والضوء كل شيء يمكن تفسيره برياضيات مجرّدة، وذلك كان يغضبني في التجارب،
، أي نظرية فيزيائية ليس لها تفسير رياضي فهي والهراء واحد.
التجربة المثالية مستحيلة، وصفرٌ غير متوقع يؤدي لكارثة
وتساءلت، كيف يمكن للطبيعة التي لطالما كانت سامية أن تتجرد في التجارب إلى مجموعة أرقام؟
أيعقل أن تكون الطبيعة بهذا السخف الذي يتبدى في التجارب الفيزيائية؟
ولكن أسخف شيء وُجد في الطبيعة: الذاكرة الكاذبة،
ليس كلّ ما تذكره قد تكون بالضرورة عشته، هذه هي الذاكرة الكاذبة، ابتداع مواقف لم تحدث من الأصل وإيهامك أنّك عشتها بالفعل،
العقل البشري مرعب أليس كذلك؟"
صمتَ برهة ونظر لملامح جيمس التي كستها الحيرة وتابع
:" مخيف أليس كذلك؟ أن تشكّك في ذاكرتك.
أن تنظر إلى اتهامات أحدهم لك وينتابك شكّ قاتل 'ماذا لو كان على حق؟'"
اتسعت عينا جيمس فور سماعه هذا بينما أكمل الآخر:"إنّ محاكاة واقعك تطعن في أعزّ شيء لديك، واقعك ذاته.'
هذا أحد الأعراض الجانبية المزعجة: حين تحاكي ذاتك، ستسعى المحاكاة لسرقتك
حين تحاكي واقعك، فأنت تطعن في واقعية واقعك ذاته."
كان جيمس لا يزال صامتًا، الحديث الذي سمعه من النسخة كان شيئًا مرعبًا، لكن في نفس الوقت جعله يصدّق شيئًا: هذا الآدم احتمالية كونه آدم الأصلي انخفضت منذ أن قال أنّه يشكّ أنّ ادعاءات كونه ليس آدم الحقيقي خاطئة.
وأيضًا هو لم يذكر أي شيء عن البروفيسور سام.
أمّا آدم الآخر فكان مع كايتي.
خيّم سكون مخيف على الأجواء قبل أن يكسرها هو بقوله :"لم أكن أظنّ أن تجاربي ستطولك، آسف."
كان ناظرًا للأرض لم يجرؤ على رفع ناظريه لها
بينما هي ردّت :"أنا لا أعرف إن كنت حقيقيًا من الأساس، أو أنّك مجرّد إنسان آلي متطور."
:"هو المحاكاة ولستُ أنا، ما كنتُ أبدًا لأؤذيك كما فعل، كايتي." اندفع انفليشس (آدم) ولكنّه فوجئ بدموعها وإجابتها :"لكنّك فعلتَ سلفًا."
:"سأخرجكِ من هنا، سأخرص ألّا يمسّكِ أحدهم بسوء أعدك." أشاح بناظريه بعيدًا وأكمل :"أنتِ لا تعرفين كم أنتِ مهمة لي."
حينها توقفت دموع كايتي عن الهطول وتمتمت :"لا تمثّل هذا عليّ الآن."
:"ستدركين لاحقًا أنّني لا أمثّل" تمتم هو بالمقابل وسمعها :"إذا كنت أنت الحقيقي، ما الدليل؟
كيف نعرف المحاكاة؟"
:"في بداية رقبته من الخلف، عند نهاية خط الشعر، ستجدين فتحة رفيعة، تلك كانت مكان دخول الشريحة التي تحمل الذكريات له." أجابها آدم
______________
في ذلك الوقت كانت زوي نائمة في نفس العربة التي يقودها المحقق جون.
نظر لجهازه اللوحي الذي يعرض له البيانات قبل أن يتمتم :" الآن قبضنا على اثنين من آدم، بقي الثالث."
في ذلك الوقت رن هاتفه فأجاب:" مرحبًا سيدي القائد،
أجل سيدي نسختي آدم معي ومعهم تلك المدعوة كايتي و شخص مثير للاهتمام."
صمت يستمع لأوامر قائده وهو يقلّب بين الصور التي يعرضها له جهازه اللوحي قبل أن يجيب :"أوه وأريد أن أطلب منك أمرًا سيدي، هل تسمح لي أن أستخدم كافة الوسائل التي أملكها لانتزاع المعلومات منهم؟"
توقف عن التقليب بين الصور حين أتت صورة كايتي تبتسم، ابتسم بغطرسة وتابع :"وهل تسمح لي بالبدء بصديقة آدم، كايتي،
أعتقد أنها ستفيدنا بشيء ما."
________________
وُضِع المتهمين في غرف منفصلة، وقُيّدوا بالسلاسل،
هذه المرة كانت غرفًا تختلف عن التي تم وضع آدم فيها سابقًا، خالية من كل شيء إلّا اللون الأبيض الذي ملأ الأرضية والجدران حتى السلاسل باللون الأبيض والسقف سطح عاكس.
دخل جون إلى الغرفة القابعة فيها كايتي أولًا، جلب معه مساعدان يحملان كرسيّين لونهما أسود وبابتسامة كرهِتها قال لها:" كايتي إيفار، أنا سعيد لأننا التقينا مجددًا."
:"أنا على العكس، لا أعرف ماذا اقترفت في حياتي لأُعاقب برؤية وجهك أيها المحقق." ردت بعدائية وهي مقيّدة للحائط وجالسة على الأرضية الباردة.
ما إن سمع جملتها حتى انفجر ضاحكًا ورد:" أنتِ ظريفة للغاية آنسة كايتي."
اقترب منها ثم انحنى ممسكًا ذقنها بسبابته وإبهامه وتابع بنبرة خفيضة :" ما رأيك أن تظلّي ظريفة وتجيبيني على أسئلتي؟ بلا كذب أو غِش اتفقنا؟"
:"أنا لا أعرف شيئًا، لا أعرف عن شبيه آدم الذي ظهر ولا أعرف عن البروفيسور سام، ولا أعرف شفرات القنبلة الذرية وكنت موجودة هناك لأمنع آدم من الدخول لأن هذا ضد اللوائح، وبإمكانك التأكد من صدق أو كذب ما أقوله من..." قاطع جون اندفاعها وهو يضحك.
:"على رسلك أنا لم أتفوه بكلمة." قال وهو ينظر لملامحها التي كستها الحيرة ثم أردف:"لا تجيبي قبل أن تسمعي السؤال من فضلك."
جلس على الأرضية مقابلًا لها وبدأ بتحقيقه :"السؤال الأول: أأنتِ جائعة؟"
رفعت الأخرى حاجبها باستنكار بينما هو أخرج لوح شوكولاه من جيبه وتابع وهو يفتحها:" بما أنّكِ مقيّدة سأمنح لنفسي الحق بإطعامك، هيا قولي آه."
بوجه جامد ردّت:"توقف من فضلك وابدأ تحقيقك، أريد العودة لمنزلي."
وضع لوح الحلوى جانبًا وسأل واضعًا يده على خدّه :"وماذا ستفعلين حين تذهبين لمنزلك؟ ستأخذين حمامًا؟ تطبخين فطيرة؟ تعاونين المتهم آدم ومَن معه؟"
:"سأطعم قطّي."
:"علينا الإسراع إذن، لا نريد أن نجعل حيوانًا بريئًا يشعر بالجوع." قال وبدا أنّه لن يتوقف عن مضايقتها.
لم تعرف ما غرضه بهذا السلوك، أيحاول انتزاع معلومة معينة منها يعلم أنها لن تعترف بها بسهولة؟
على أي حال فكّرت في أنّه أحمق لتفكيره هكذا.
أشار لواحد من الاثنين اللذين دخلا معه فأحضر كرسيًّا له وجلس عليه واضعًا قدمًا فوق الأخرى.
:"ما رأيك أن نختصر ونبدأ بسؤال، مَن منهما آدم الأصلي؟" سأل.
:"أخبرتُك، لا أعرف." أجابته وهو نهض عن كرسيّه وهو يتابع :"أنا أظن أنّكِ تعرفين، وتكذبين عليّ، الكذب على الاستخبارات شيء سيئ آنسة كايتي."
صمتت وابتسم بجانبية وهو يتابع:" حسنًا لن أجبركِ على قول شيء، سأضطر لتعريض كليهما للصعق الكهربائي المتواصل، إن مات أحدهما سيكون هو الاصلي."
:"لا يمكنك فعل هذا." أسرعت كايتي في القول فضحك الآخر.
أمسك ذقنها رافًعا وجهها إليه وهو يردف:" إن مات لا يوجد ما علي فعله سوى أن أقدّم تقريرًا بأنّه هرب
وحقيقة هروبه السابقة ستسهل عليّ الأمر، ربما عليّ أن أجعلكِ ترينه وهو يتعذب حتى الموت بسبب خطأك.
بسبب أنانيتك واحتفاظك بالمعلومات لنفسك تسببتِ بموت أحدهم، أتريدين هذا آنسة كايتي؟ أتريدين ألّا تري صديقكِ البروفيسور آدم للأبد؟!
فقط أنتِ مَن يمكنكِ تغيير أو تقرير هذا المصير، حياة البروفيسور آدم بين يديكِ أنتِ،
تبدين ذكية لذا سأسديكِ نصيحة، أنا طفولي وأكره الخسارة؛ إذا تحدّيتني أنّني لن أستطيع قتل البروفيسور آدم سأفعلها أمام عينيكِ وعلى التلفاز الوطني بتهمة كونه إرهابيًا متآمرًا مع الروس، أو إرهابيًا من بقايا دول الشرق الأوسط
وأنتِ تعلمين بعد أربعة حروب عالمية أصبح الناس يكرهون الروس والشيوعيين والشرق الأوسط، سينظرون إليّ بصفتي بطلًا منقذًا."
مازال ممسكًا بذقنها ونظرته تخبرها أنه لن يدعها إلا عندما تخبره ما يرغب به
همس لها :"لستُ بالرجل الصبور كايتي، أيهما النسخة؟ بسرعة."
:"أ..ألا يمكنك الابتعاد قليلًا؟ سأخبرك ما أعرفه." بصوت مختنق قالت.
توقع أنها لن تقاوم كثيرًا، من خلفيتها هي تكره الأماكن الضيقة، وتنهار بسرعة تحت أقل قدر من الضغط.
آدم كان الشخص الوحيد الذي تمكَنت من انشاء صداقة معه بسبب شخصيتها.
استجاب لرغبتها وعاد لكرسيّه وبدأت في الحديث:" لا اعلم أيهما النسخة ولكن آدم الذي كان معي أخبرني أنّنا سنجد فتحة رفيعة تُدخل شريحة، كان قد ادخل من خلالها شريحة الذكريات.
الفتحة عند خط نهاية شعر رأسه، رقبته من الخلف."
أنهت حديثها وابتسم، كان أفضل قرار اتخذه هو البدء بها.
___________________
الساعة تشير للثانية عشر ظهرًا، في غرفتها، جلست ماريسا أمام الأخبار التي تفيد اعتقال استاذها،
تنظر بين حين وآخر إلى الرسائل التي بُعثت إليها.
《اوكسفورد، 2003》
:《هناك ثلاثة ادّعاءات يجب على أحدهم فقط أن يكون صحيحًا، الادّعاء الأول أنّ الإنسانية ليست لها القدرة على صنع محاكاة للواقع البشري.》
لقد بُعثت الرسالة في نفس خبر القاء القبض على البروفيسور آدم، في نفس اليوم الذي لمّح جيمس فيه أنّ مشروع المحاكاة الذي يعمل عليه البروفيسور مشبوه.
والرسالة تتضمن محاكاة،
لقد تأكدت قبلًا أنّ الرسالة لم تُبعث لها بالخطأ، وأنّ المرسل يعرفها، وأنّه بكريقة ما يستطيع التحكم في شبكة هاتفها والرسائل التي تستطيع إرسالها.
المرسل لم يرسل لها سوى إدّعاء واحد لذا سيرسل لها ادّعائين آخرين،
ذلك المجهول نواياه واضحة، يريد توريطها.
هي لا تعرفه، والاستخبارات لن تصدقها إن أعترفت أنّ كل هذا حدث بالصدفة.
ستسعى لكشف هوية ذلك المجهول.
على جهازها اللوحي كتبت :" مشروع المحاكاة الوطني.
البروفيسور آدم بينيت آدم." ونقرت أيقونة البحث
__________________________
STOP RIGHT HERE
انفليشس infelicis معناها فاشل باللغة اللاتينية
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro