الفصل الثالث
تنويه : بسبب كارثة الأخطاء في الشابتر اللي فات و اللي قبله أناشدكم لو حد لقي خطأ مطبعي ألا يتغاضى عنه و ينبهني إليه
******************************
السابع من فبراير 2070 - مقر حزب علماء الأمّة
في قاعة مستديرة يتوسطها مسرح خشبي قد رُصّت حوله المقاعد على شكل حلقات، و شاشة عملاقة خلف البروفيسور آدم الذي كان يقف على المسرح تعرض صورته بشكلٍ أوضح أثناء شرحه.
:"نحن لن نستطيع محاكاة الكون بالطبع، لكن بإمكاننا تطوير محاكاة جزءٍ بسيط منه، محاكاة للإدراك البشري.
فكروا في الأمر،
إنّ هذا الأمر ليس بالشيء الجديد؛ فالمخ يفعلها كلّ ليلة تقريبًا؛ حين يرسم سيناريوهات الأحلام التي نتفاعل معها و نحن نغط في النوم،
و الأمر ممكنٌ نظريًا: نحن نعلم بالفعل كيفية عمل المخ البشري، و بإمكاننا محاكاة الإشارات الكهربية بين مستحثات الخلايا العصبية في المخ، بإمكاننا تقليد بعض تلك العمليات، ليس جميعها بالتأكيد .
أنا أريدكم فقط أن تتخيلوا معي، سنصنع نسخة عن الواقع البشري، المخ البشري و نتركه يكوّن حياته،
يحلم، ينجح، يَسعد، يحب،
يكوّن حياة كاملة و لكنّه لن يستطيع أبدًا إثبات أنّها محاكاة، تمامًا كغالبية الأحلام التي نعيشها حين نعيش مع سيناريو الحلم و لا نستطيع إثبات أنه مجرد حلم -بالطبع إن استثنينا بعض الحالات-
سيداتي وساداتي، نحن على شفا إكتشافٍ هائل في تاريخ الحضارة الإنسانية بأسرها."
صوت التصفيق الحار ملأ القاعة، الحضور من العلماء مذهولين بما سمعوه و لكنّ واحدًا فقط لم يصفق، لم يبتسم، كان عابِسًا ينم وجهه عمّا يشعر به من عدم إبتهاج.
حدقتيه الزرقاوتين كلون البحر غامضتين مثله تحدّقان بآدم الذي خلع نظّارتيه واضِعًا إيّاهما فوق شعره الداكن مبتسمًا بفخرٍ أنِ استطاع إقناع من في القاعة بفكرته التي آمن أنّها ضرب من الجنون، غافلًا عن العابس ذي العينين الزرقاوتين الذي انتظر حتى انتهى الجميع من التصفيق و استقام و قال بنبرة تحمل شيئًا من الجفاء:" بروفيسور آدم، فكرتك في محاكاة الإدراك البشري، أنت تعني إن لم أُخطىء الفهم أن تحاكي الواقع، واقعنا، أليس كذلك؟
عن نفسي أنا أجدها خلّاقة، تخلق لديك مستوى عالٍ من الجهل." اتسعت عينا آدم على جملته الأخيرة بينما الآخر يتابع:" يبدو أنّك لم تفهم جيّدًا، فسأوضّح لك،
في أثناء شرحك لفكرتك الخلّاقة عن تطوير محاكاة للواقع غفلت عن حقيقة هامة
هي أنّ محاكاة واقعك تطعن في أعزّ شيء لديك، واقعك ذاته.
إذا فعلنا كما تقترح و استنسخنا واقعنا، أنفسنا، فما الإثبات على أنّنا لسنا نسخًا بذاتنا، نُسخًا تظن أنّها حقيقة.
و حتى و إن تخطينا تلك المعضلة، ماذا سيفعل الواقع المنسوخ حالما يكتشف أنّه نسخة عن واقعٍ أصلي؟
لقد شبّهت محاكاتك للواقع بالأحلام التي يصنعها المخ كلّ ليلة، و لكن في بعض الأحلام في بعض الحالات أنت تصل إلى نقطةِ إدراك أنّك تحلم داخل الحلم، ماذا ستفعل المحاكاة حين تدرك أنها مجرد محاكاة؟
سيكون الأمر كارثة، أنت تحاكي أعقد شيءٍ قد خُلق قط، المخ و الواقع الإنساني،
تحاكي حياةً كاملة لا تستطيع إثبات أنّها محاكاة و إن ثَبُت لها أنّها كذلك... حسنًا لا أستطيع تخيّل ما يُمكن أن تفعل.
ثمّ إنّ هذه مجرد نظريات، نظريات مستحيلة عمليًّا لإستحالة صنع المحاكاة؛ فعلميًّا تحتاج لتحاكي العقل البشري حاسوبًا بحجم كوكب.
لذا ففكرتك سخيفة تنم عن جهل صاحبها."
صمت آدم طوال فترة حديثه، مستمعًا له و لكلماته التي امتلأت بتحقيره و تحقير فكرته، برز فكّه السفلي للأعلى رامِقًا إيّاه بنظرة ممتعضة قبل أن يأخذ نفسًا يحاول السيطرة على غضبه الذي فاح من نبرته أثناء ردّه:" بروفيسور سام، حديثك فقط دافعٌ لي لإستكمال تجاربي، فجزء من كوننا علماء هو طرح الأسئلة، إجراء التجارب، أن نحاول التساؤل دائمًا، أن نخاطر، فكلّ حديثك المليء بالخوف -حقًا ممّ تخاف؟ من المعرفة؟- حسنًا أنا لا أفعل، و لا أجد معارضتك إلّا دافعًا لي لأجرب و أستكمل تجاربي."
صفق حشد العلماء موافقةً لحديثه، لكنّ تلك المرة كانت الأيدي التي تُصفق أقلّ من سابقيها
بابتسامة المنتصر رمق سام الذي كانت نظراته الغاضبة قبل أن ينطق وسط التصفيق:" أفكارك قد تودي بنا للجحيم."
الآن... في مقرّ التحقيقات الفيدرالي.
فتح آدم عينيه مُتذكرًا كلمات سام الأخيرة له، مُحدّقًا
في الفراغ، عدسات نظاراته تشققتا، بشعرٍ مبعثر و وجه قد أخذت الكدمات منه نصيبًا، ابتسم بسخرية على كلمات المحقق له بأنه سيجعله يعترف، مهما تقدّم العالم ستظل عناصر الشرطة تملك من الغباء ما إن قُسّم على الكون لكفّاه و فاض.
أدرك أنّه من الضروري أن يغادر هذا الجحيم، و لكن كيف؟
______________________
أمّا جيمس الذي كان عاكفًا على حاسوبه المحمول، في شقته و بجواره تجلس زوي تخبره:" ألا يمكنك حتى إخباري عمّ تبحث؟"
رد عليها و هو يُولِ نظره لشاشة الحاسوب:" فقط أتصفح صفحة البروفيسور آدم الشخصية."
عادت زوي للقول:" و ؟" فأجاب:"أحاول أن أنظر إلى محدد الموقع، أين كان في آخر مرةٍ دخل فيها."
:"مازلت لا أفهم ما الذي تحاول الوصول له؟" أعادت زوي حديثها فتنهد من بجوارها و قال:" حبيبتي، تعلمين أنّني لا أستطيع الحديث و أنا أعمل."
قلبت عينيها و ابتعدت متوجهة للمطبخ قائلة:"أيًا يكن سأذهب للمطبخ، هل أحضر لك شطيرة؟" رفعت صوتها في نهاية حديثها كي يصل لجيمس الذي صاح بدوره:" لا داعي ستجدين الطعام في الفرن الكهربائي." بينما يقلّب في منشوراته التي كانت عبارة عن اقتباسات لحديث العلماء و مشاركات لمعدلات التلوث التي وصل إليها الكوكب حتى وصل إلى المنشور المنشود حيث كان البروفيسور آدم بشعره الداكن و بشرته الشاحبة و نظاراته يرتدي بذلة نبيذيّة اللون مبتسمًا ابتسامته الفظيعة، كاتبًا عليها
"حصريًا من مؤتمر القمة للعلماء و الباحثين، لمناقشة الطاقة النووية و تأثيرها على الأحياء"
كانت التعليقات تمتدح أناقته و تتمنى له التوفيق و منهم من يلمّحون له أن يحصل على رفيقة لطيفة و من نرجسيّة أستاذه أنّه لم يرد على أحدٍ منهم.
:"لا أصدّق أنّني سأقول هذا و لكنّه وسيم." سمع صوت زوي التي أتت من المطبخ تحمل صحنين زجاجيّين، فيهما وجبة كلٍّ منهما.
أخذ طبقه بينما هي تتابع أثناء إقحام ملعقة الأرز في فمها:"إذًا، ماذا وجدت؟"
رد:" انظري إلى لون بذلته النبيذي، آدم الذي ظهر في سجلات الكاميرات عند المعمل التي عرضتها الأخبار كانت زرقاء داكنة. و الصورتين كانتا في نفس الوقت، زوي لقد كنتِ محقة بالتأكيد، آدم ليس الضحية إنما الجاني، و لكن آدم الذي قُبض عليه ليس آدم الوحيد."
رمشت الأخرى بعينيها قبل أن تقول:"أنا لا أفهم، أتقصد هناك آدم آخر؟"
عندها خرج جيمس من صفحة آدم الشخصية و كتب على محرك البحث: مشروع المحاكاة
و بنقرة كانت نتائج البحث مليئة بما تم عرضه بالفعل على القنوات التلفزيونية
أنه سيطور تقنية الواقع الإفتراضي كي يمنح العلماء أفضل تجربة أثناء إجراء تجاربهم و يهدف لتوفير الجهد و الموارد و الأموال المستنزفة على التجارب و التي يبوء معظمها بالفشل و أنّه لأسباب سلمية و أكاديميّة بحتة، تحت إشراف العلماء: آدم بينيت آدم، بريسفال مارت، إدواردو ديلاينع.
:"حسنًا و ما دخل هذا بجريمة القتل؟" عادت زوي للسؤال
فأجاب جيمس:" اقرأي اسم أول عالم يشرف على المشروع الضخم، إنه آدم.
لقد سألته بالفعل عن ماهية مشروع المحاكاة و لكنّه التف على السؤال و لم يُجبني بوضوح.
الشائعات التي تدور حول الموضوع خطيرة، يقولون أنّ هدف المشروع هو إعادة تجارب الإستنساخ مرة أخرى، بعد أن أعلنت جميع الدول حظرها.
و ما يزيد من صحة تلك الشائعة هو أنهم لم يكشفوا
قط عن الجهة التي تمولهم.
و طبقًا لما رأيته اليوم إليكِ تحليلي: لقد استنسخ آدم نفسه و سعى لقتل البروفيسور سام و تفجير المعمل.
لقد قبضوا فقط على نسخة واحدة."
أتى لزوي اتصال فجأة ممّا قطع حديثهما،
أجابت:" نعم، ما الأمر؟" مرّت لحظات و انفعلت في الهاتف:"ماذا؟!"
ثم استعادت هدوءها و هي تنهي المكالمة:" حسنًا، عُلم، سيتم تبليغ جميع الوحدات."
أنهت المكالمة و نظرت لجيمس قائلة:"لقد هرب البروفيسور آدم من حبسه الإنفرادي بقسم التحقيقات
بمبنى الإستخبارات المركزية، إن كان ما تقوله صحيحًا، فوجود نسختين من هذا الرجل كُلًا منهما طليق،
أشبه بقنبلة موقوتة ضد أمن هذا البلد القومي."
__________________________________________________
رشوني بالبخور منعًا للحسد نزلت شابتر
كان بدي أنزل للمرة التانية لكن رامزي مستنياني أحدثها هي كمان انتظروني بقا الاسبوع القادم .
آسفة على قصر الشابتر بس أنا بسبب اني تعبت و جهازي المناعي الجامد زوحليقة محتاج كورس ادوية ف مش قادرة اركز في حاجة و الرواية محتاجة تركيز ليفل التنين عشان مطلعش ثغرات في الحبكة
و كمان متنسوش اني كسولة حبتين
Stay healthy
Stay safe
love you ❤
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro