Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(39)

بقلم نهال عبد الواحد

نظر أوس بعدم فهم وتجول بعينيه بين عُمير وراحيل الواجمين بشكل مثير للريبة، فهمّ بفتح فمه يتساءل لكن قاطعه صوت أبيه الذي صدع بالمكان: ها أنت قد جئت وجلست جوار زوجتك اللعينة!

فالتفت إلى أبيه وجحظت عيناه بصدمة، ثم أعاد نظره إلى راحيل ودقق بنظره فيها؛ يحاول التقاط حقيقة اتهام والده.

حاول فك شفرة تلك الملامح المبهمة، لكن بلا فائدة فالتفت نحو عُمير فوجد ملامحه متيبسة بشدة لدرجة أنه يرتعش من الارتعاب!

زفر قليلًا ثم نهض واتجه ناحية أمه المجاورة لأبيه لكنها أيضًا مبهمة الملامح، كما أنها لم تتحرك قيد أنملة لتستقبله عناقًا كما اعتاد منها!

لكنه تقدم محاولًا إخماد تلك الضّجة المشتعلة في رأسه، أومأ برأسه إيماءة قليلة مغمضًا عينيه وهو يزفر بهدوء، عانق أمه فعانقته عناقًا حارًا شعر ببكاءها بين ذراعيه فانقبض صدره هُنيهة، فربت على كتفها برفق وقبّل رأسها وهمس: اشتقتُ إليكِ أمّاه.

ابتعد قليلًا ونظر في وجهها فهربت بعينيها عنه، أطال النّظر إلى وجهها فلم ترفع عينيها بعد فرفع عيناه فلمح عمه يقف بالخلف، فزفر بضيق وابتسم له ابتسامة لم تصل إلى عينيه وقال: مرحبًا عماه!

قالها وهو يتجه نحو أبيه ليعانقه هو الآخر لكنه تفاجأ بصدة لذراعيه من يدي أبيه، فوجم من تصرفه وعكّر حاجبيه وتساءل بدهشة: ماذا هناك أبتي؟ ألم تشتاق إليّ؟ إلى ابنك وحيدك! لقد أبليتُ بلاءً حسنًا، وقد أبرمت اتفاقًا مع...

كاد يسترسل أوس في حديثه محاولًا التهرب من تلك الرّيبة المحاطة بهم جميعًا، لكن قد قاطعه عبادة بصياح: صه!

اتسعت حدقتا أوس بصدمة؛ فلم يعهد تلك الطّريقة من أبيه ولا حتى في صباه، خاصةً في حالة وجود أناس آخرين.

فشعر بجسده يهتز قليلًا ثم قال بصوتٍ متحشرج من الإحراج: ماذا هناك أبتي؟ ما هذا الأسلوب الذي لم أعتاده منك؟!

ثم تجول بنظره في المكان بالكامل واستطرد: ماذا بكم جميعًا؟ كأن هناك أمرًا جلل!

فصاح أبيه: بل كارثي...

ونظر نحو راحيل فالتفت أوس على أثره وهَمّ أن يفتح فمه ليتحدث فقاطعهم عمّار: ترى ماذا فعلت راحيل لتقسو عليها هكذا بل وتشكوها لزوجها فور وصوله؟

فتابع أوس يسألها: هل خرجتِ من الدار أو اقترفتِ شيئًا؟

فنظرت إليه ولم تعقب، فهَمّ أن يكمل فقاطعه أبوه: لم تخرج ولم ترتكب أي فعل يدور برأسك أيها الأبله، الأمر أشد خطورة، إن زوجتك وأخوها هذا قد صبئا ومؤكد أن عمّار هذا صابئ أيضًا وتركوا دين آباءك وأجدادك! يبدو أنهم قد توارثوا ذلك عن والديهم، ويدّعون دينًا جديدًا.

فابتلع أوس ريقه ببطء قد ظهر في حركة تفاحة آدم في عنقه، فأكمل عبادة وهو يركز بناظريه على وجه ابنه بحدة: اكتفيتُ بحبسهما فقط بسبب ذلك الحمل؛ فأنا أريد حفيدي ثم بعد ذلك عليك أن تعاقبها، أعلم أنك تطيع كلام أبيك حتى ولو كنت تعشقها كالهواء، هذا ما كنتُ أظنه وأتوهم به...

ثم قهقه بسخرية وبعدها أكمل: لكن الصّدمة الحقيقية التي كسرت ظهري بحق، أنك تكون مثلها، إياك ومحاولة الإنكار! فقد سمعتُ كل شيء...

قالها رافعًا سبابته في وجه أوس محذرًا، ثم أمسكه من تلابيبه وأخذ يرجّ فيه بقوة وصاح: لماذا؟ لماذا تبعت هواك وشيطانك؟! قل لي لماذا؟!

فأجاب أوس بقوة: لأنه الدّين الحق يا أبتي، هو دين الله، ومحمد بن عبد الله رسولٌ من عند الله وهو نبي آخر الزّمان أرسله الله لهداية الناس، قد كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام ونأكل الميتة، ونأكل الفواحش، ونقطع الأرحام، ونُسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، وهذا النّبي يدعو إلى عبادة الله لنوحده ونعبده، ونترك الحجارة والأوثان، أمرنا بالصّدق والأمانة وصلة الأرحام، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدّماء والفواحش، ونهانا عن قول الزّور، وأكل مال اليتيم وقذف المحصنات.

قضم عبادة شفتيه ثم قال: لكن يا بني هذا لا ينبغي.

فصاح أوس بغضب: لماذا؟ لماذا لا ينبغي أبتي؟

فتدخل عبد العزى قائلًا: لأنه دين الآباء والأجداد، وعلينا التّمسك بمعتقداتنا دون التّفريط فيها.

فصاح أوس: حتى ولو كانت باطلة!

فأشار نحو ذلك الصّنم الموضوع أمام الجدار وصاح بغضب: أرأيت ذلك الإله الحجري! أليس من صنعه آدمي مثلي ومثلك؟! ترى كيف لإله أن يأتي عليه حين من الدّهر لم يكن شيئًا مذكورا؟! كيف لإله يتنقّل في السّفرات في صور صور مصغرة يمكن لأحدهم نسيانها في أي مكان؟! كيف لإله يصنعونه من العجوة وكلما جاع أحدهم أكله؟! هيا أجبني!

أخفض عبادة رأسه ولم يعقب، فأكمل أوس: أرأيت إن حطّمته أمامكم هل سيصيبني بمكروه وينتقم مني؟! هل حتى سيدافع عن نفسه؟!

قالها وهو يتجه نحو ذلك المجسم فحمله بعصبية وقذفه في الحائط الذي أمامه، فصرخ عبادة وعبد العُزّى وزبيدة، فنزل الصّنم متكسرًا فالتفت إليهم أوس وكان ينهج بشدة من حدة انفعاله وبالكاد يلتقط أنفاسه بصورة ملحوظة، وقد اشتد سواد وجهه من شدة الغضب.

فقال عبادة بهدوء مرتبك واضح من نبرة صوته: لكن يا بني ما يُورَّث لا يمكن تغييره، فقط نتناقله كما هو.

فتابع أوس: لكن ليس ذلك من الفطنة من شيء، أن تكمل فعل الشّيء وأنت تتأكد من خطئه! ليس كل ما يورَّث بالصّواب، فلا بأس يا أبتي بتغيير هذه الموروثات خاصةً ولو للأفضل! إنها الفطرة أبتي، هو واعظ داخل كل واحد منا يدفعنا إلى الصّواب وينهانا عن الخطأ!

بدا عبادة مرتبكًا ومتوترًا فصاح فيه عبد العُزّى: ماذا بك عبادة؟! كأنّك ستلين وتقتنع بحديث ابنك الصابئ! لا! أنت أبيه وعليك تأديبه، حتى ولو قمت بقتله بيديك؛ لا تقلّب علينا أهل البلدة وأهل البلدان المجاورة إن علموا أن ابنك قد صبأ وتركته يهنأ بحياته.

فأمسك أوس بكتفي والده وربت برفق وأردف بهدوء: يا أبتي لِمَ تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا؟ يا أبتي قد جاءني من العلم فاتبعه يهديك صراطًا سويّا! يا أبتي لا تطع كيد الشيطان؛ إن الشيطان كان للرحمن عصيّا! يا أبتي إني أخاف أن يمسَّك عذابٌ من الله!

كان عبادة ينصت لابنه بهدوء دون أن يعقب، لكنه بدأ يلتقط أنفاسه فجلس أرضًا فجلست جواره زبيدة تربت عليه وتهدر بلهفة: ماذا بك عزيزي؟ ماذا أصابك؟! مم تشكو؟!

فأسرع أوس وجلس مقابلًا له وأمسك بكف أبيه فقربها من ثغره وقبلها ونظر إليه بقلق؛ يشعر بشيءٍ ما يحاول أن يصرفه سريعًا.

فجلس جواره عبد العُزّى وقال بلامبالاة موجهًا حديثه لأوس: أرأيت تأثير كلماتك ماذا أحدثت بأبيك؟ كأنك تريد الخلاص منه لتنفرد بأمواله وكل ممتلكاته!

فجحظت عينا أوس بصدمة وقال: ماذا؟ ما هذا الهراء عماه؟

ثم التفت لأبيه وقال بهدوء: هيا يا أبتي! إنه نداء الهداية وعليك تلبيته، كلمة واحدة فقط ستنجيك من عذاب الإله، كلمة واحدة تفصل بين الحق والباطل، كلمة واحدة تخرجك من الظّلمات إلى النّور، فقط قُل لا إله إلا الله!

فوجم عبادة وشعر بضعف أنفاسه فنظر نحو زوجته فأومأت برأسها موافقة وقالت له وعيناها تزرف دمعًا بغزارة: أطع قوله يا عبادة؛ إني وأيم الله أصدقه!  وقلبي يحدثني أنه قول الحق، اتبعه وإن لم يعجبك فعُد لدين آباءك، فقط جرّب.

فصاح فيها عبد العُزّى وهو يدفعها بعيدًا عن أخيه: ماذا تخترفين أيتها المرأة اللعينة؟ أتشجّعيه أن يصبئ؟! لا تستمع لها يا عبادة واستمع لأخيك الأكبر؛ فأنا أكبر منك عمرًا وخبرة.

كان عُمير يرتعد بشدة ويتشبث بأخته ويتمتم بصوتٍ متحشرج: كأنه يتقعقع أليس كذلك؟!

فلم تعقب راحيل واكتفت بضمه إليها بحنان بينما عيناه لا تحيدان عن ذلك المشهد، وانضم إليهما عمّار الشاعر بحدثٍ جلل سيحدث.

لم يختلف عنهما شعور أوس فأسرع قائلًا في لهفة: رجاءً أبتي آمن بالله الواحد واتبع دين محمد...

فقاطعه عبد العُزّى بغلاظة: إياك أن تتبع ذلك الهراء؛ أتريد أن تجلب لنا العار؟!

فيصدع صوت أوس: لا يا أبتي لا تأبه لقول الجاهلية.

تحركت زبيدة بألم من أثر دفعة عبد العُزّى، لكنها ترى زوجها بالفعل تتقعقع أنفاسه وستوافيه المنية، فتحركت حبوًا مقتربة منه حتى وصلت إليه وضمته إلى صدرها، فتابع أوس: هيا قُلها أبتي وانجو بنفسك! فقط قُل لا إله إلا الله! وسيُغفر لك ما تقدم من ذنبك؛ إنه الرّحمن الرّحيم العفو الغفور.

فصاح عبد العُزّى وهو يمسك بتلابيب أوس ليدفعه: ابتعد عن أخي أيها اللعين! إياك أن تطيعه يا عبادة، لا تجلب العار لنا؛ سيقولون مات عبادة صابئًا وسنُعيَّر بها أبدًا ما حيينا.

فأسرع أوس قائلًا: لا أبتي، بل اسمع صوت الحق، قل لا إله إلا الله! فقط قول واحد.

فدفعه عبد العُزّى بعيدًا عن أبيه وقيّد ذراعيه، كان أوس يدفعه ويحاول الفكاك منه وهو يصيح بقوة: هيا يا أبتي، قُل لا إله إلا الله وأسلم، قابل ربك مسلمًا.

فصاح عبد العُزّى: اصمت وإلا ضربت عنقك.

فلم يأبه له أوس وصاح وهو يدفعه من أمامه ليصل لأبيه: هيا يا أبتي قل لا إله إلا الله!

فيصيح من خلفه عبد العُزّى: إياك يا عبادة!

كانت عينا عبادة شاخصةً لأعلى دون حراك، فدفع أوس عمه بقوة أفقدته السّيطرة على نفسه فسقط أرضًا بينما أسرع أوس نحو أبيه يحركه بشدة، فوجده وقد خارت قواه تمامًا، منقطع الأنفاس، فحركه بقوة مجددًا فصرخت زبيدة وضربت على صدرها بقوة ثم أخذت تلطم وجهها بينما مسح أوس على وجه أبيه؛ يغلق عيناه.

بكى أوس  بشدة وأسند برأسه على صدر أبيه، وبكى بحرقة كأن لم يبكي قط، بينما زبيدة لا زالت تنوح وتلطم وتخمش وجهها.

أما راحيل فكانت واجمة متيبسة لا تتحرك، تنظر إلى الجميع فاقدة التّعابير وأي انطباعات.

في حين عُمير حضرت أمام عينيه ذكرى مقتل أمه، فبكى بحرقة، عندما كان يرمي نفسه عليها ويهزها لتنهض مجددًا، كما حضر أمامه جسد أبيه عندما استيقظ ذات يوم فوجده بلا حراك متيبسًا وبارد الجسد.

وتجدد الوجع مجددًا وكأنما سكب أحدهم زيتًا حارًا على جرحٍ حي، فانهمرت دموعه بدون مقدمات، بينما عمّار يعتصر قلبه على حال أخيه فيربت عليه برفق ويتصنّع الجَلَد.

دائمًا هو يتصنّع الثّبات والقوة بينما يحترق من داخله كبركان مكتوم تتأجج ناره فتأكل أحشاءه؛ لم يحزن على أيٍ من والديه، لم ينتظر لينفطر قلبه، بل في نفس لحظة مقتل أمه اختار موقف الرّجولة ليتبع خاطف أخته وكتم حزنه على فقد أمه الرّاحلة، وفقد أباه وهو لا زال بعيدًا لم يراه، يودّعه أو يحزن عليه هو الآخر، حتى يوم معرفته بنبأ وفاته كانت ليلة زواج أخته فاضطر أن يخفي حزنه، وهاهو هجمت عليه أحزانه تباعًا دفعة واحدة، فأين الفرار؟

دُفن عبادة ومرت عدة أيام لا يخلو البيت من توافد الجيران والمعارف لتقديم واجب العزاء ومساندة أهل عبادة.

كانت راحيل تجالس زبيدة؛ فقد فقدت زوجها رفيق رحلة حياتها، ثم من حينٍ لآخر تدخل إلى حجرة عُمير، فحينًا تجده نائمًا وحينًا تجده جالسًا يبكي، فتجلس جواره تحايله وتربت عليه وإن تواجد عمّار يقوم هو بذلك الدور، فقد أُجهدت راحيل وزادت تلك الأحداث الأخيرة من ثقل حملها، لكنها كانت تتحامل على نفسها وتخفي آلامها.

أما عن أوس فموت أبيه قد قهره بشدة، أشعره بالضّعف وأنه قد صار بلا ظهر ولا سند في هذه الحياة، حتى وإن طالت سفراته فهو يعلم أنه حيٌ يُرزق وذلك في حد ذاته يمده بالقوة والاطمئنان، أما الآن فقد هدّه الحزن لدرجة الهشاشة، يشعر أنه قد فقد طعم الحياة برمّتها.

في بادئ الأمر كانت تخشى راحيل الاقتراب منه فقد صار سريع الغضب، لكن بعد ذلك كانت تنتهز فرصة استلقاءه في الفراش ثم تجذبه إليها تضمه إلى صدرها وتحاذيه قليلًا؛ حتى لا يصيب بطنها المنتفخة.

ورغم زيادة الحمل عليها لكنها لم تتوقف عن ذلك؛ فهو زوجها وحبيب عمرها الذي لن تجد مثله، تظل تربت عليه وتغدق عليه بحنانها كأنما تكون أمه، بل إنها قد صارت تشعر أنها أمٌ له وأنه ولدها البكريّ!

وذات يوم بينما كان أوس متوسّد صدر راحيل إذ شعر بشيءٍ يتحرك يدفعه دفعة ضعيفة فانتبه لهذه الدّفعة الضّئيلة واعتدل جالسًا فجأة، ففزعت راحيل هي الأخرى وحاولت أن تنهض باحتراس وهي تتساءل بلهفة: ماذا حدث؟! ماذا بك؟!

مسح أوس وجهه ثم قال بنعاس: شعرت فجأة بدفعة ضئيلة.

فزفرت براحة ثم قالت وهي تربت عليه برفق: لا تقلق، إنه الولد يتحرك.

فانتبه فجأة لقولها وكأنه قد نسى ذلك الأمر فتمتم بفجأة: الولد!

فأعادت ظهرها للخلف لتريحه فبدأت تظهر حركة الجنين وركلاته مجددًا، فابتسمت ووضعت يديها على بطنها تتلمس مواطن ركلاته التي قد ظهرت لأوس بالنّظر.

فمدّ يده ووضعها على بطن زوجته يتحسس حركة ركلات الجنين، فابتسم ابتسامة باهتة، في الواقع هو يشعر بشعور غريب لا يستطيع وصفه أو إعطاء مسمىً له، لكنه فجأة تحول إلى حزنٍ عميق؛ تخيل أباه عندما كانت أمه تحمل به، ترى هل كان يجلس جوارها هكذا يتحسس ركلاته وهو جنين داخل رحم أمه؟!

لاحظت راحيل شروده مع تلألأ عيناه الذابلتين الملتمعتين رغم خفوت الضوء، لا تدري من كثرة البكاء أم أنه سيشرع مجددًا في البكاء؟! فلم تعقب واكتفت بتلمس وجنته برفق ومسّدت على لحيته الشعثاء، فتنهد وتساءل بصوتٍ محتقن: ترى هل قالها؟

فزمت حاجبيها بعدم فهم وأجابت بتساؤل: من قال ماذا؟!

فالتفت إليها وقال: هل نطق أبي بكلمة التّوحيد أم خضع لكلمات أخيه؟!

فاستدارت بوجهها عنه في خزي، فأعاد وجهها إليه بطرف أنامله وقال: لا أحب أن أرى الخزي في عينيكِ؛ فلا شأن لكِ بأفعال أبيكِ.

فتمتمت بعدم رضا: أبي!

فتنهد بقلة حيلة وتابع: سيبقى أبيكِ رغم أنفك وأنفي... هيا فلنكمل نومنا.

فاستلقى بظهره بينما هي كانت تستلقي باحتراس وحركاتٍ بطيئة، فأطال النّظر إلى حركاتها التي يراها بخفوت عبر ضوء المصباح الزيتي الضعيف، فجذب يدها إليه وقبّل باطنها ثم أمسك بها ونام.

وفي اليوم التّالي تفاجؤا جميعًا بزيارة عبد العُزّى، لقد صارت زيارته شيئًا ثقيلًا على قلوبهم بل بالأحرى غير مرغوب فيها.

دلف وجلس في الردهة المتسعة وصمم حضور جميع أهل البيت، وبعد ما جلس الجميع تساءل أوس بضيق: ماذا هناك يا عماه؟ ترى أي ريحٍ أتت بك إلينا؟!

فقهقه بسخرية، فصاحت فيه زبيدة: كيف تقهقه ولم يستريح جسد أخيك في تربته بعد، هيا انطق ما سر هذه الزّيارة؟!

فتابع قهقهاته السّاخرة عندًا فيها، ثم قال: جئتُ لأعرض عليكم أمرًا لا خيار فيه وإلا فسينتهي كل شيء!

فتساءل أوس بفرغ صبر: ترى ما هذا الأمر؟!

قالها ثم زفر بضيق، فتابع عبد العُزّى...

Noonazad  💕❤💕

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro