Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(26)

بقلم نهال عبد الواحد

ونفذَّ الزهير قسمه وحوّل لياليه إلى سهرات ممتعة لكن ليطلق شهوة الانتقام، فيدلف إلى حجرة أخته ومعه شرابه فيشرب حتى يثمل ثم يسبها، يلعنها ويجلدها حتى تمزّق لحمها وسبب لها جروح متعددة، كان يظل يعذبها حتى تفقد وعيها فيضطر لتركها.

كانت راحيل في بادئ الأمر لا تفهم أي ذنبٍ اقترفته هي وأمها حتى تعاني كل هذه المعاناة، تفقد أهلها بدءًا بمقتل أمها وحتى مفارقتهم وعذابها.

كانت ترفض الطّعام إلا من بضع لقيمات بعد إلحاح من الخادمة، كانت تمقت كل شيء تمقت ذاك المدعو أخيها وصاحب الصّوت الذي لم تراه بل لم يحاول لقاءها منذ مجيئها والذي من المفترض أنه من أنجبها، بالإضافة إلى تلك الحجرة وما تحتويه من أوثان تضيق لها نفسها.

كانت تأن وتصيح منذ أن تستيقظ وتسب وتلعن ذلك الأخ الظّالم، ولكونها محبوسة داخل الحجرة لا تخرج فكانت تزحزح نفسها حتى تصل إلى قضبان تلك النافذة وتتعلق بها وتصيح منها مستغيثة لكن أنّي لأحدٍ أن يجيبها، فتظل على حالها حتى يبح صوتها وتخر قواها فتسقط أرضًا حتى يجئ الزُّهير مساء كل يوم فيسكب دلوًا من الماء فوقها ييقظها فتفيق مفزوعة ويبدأ مجددًا بتعذيبها.

فصاحت فيه ذات يوم وقد أصابها الوجع والألم وشحب وجهها وفقدت وزنها: أخبرني وربّ السّماء! لماذا تفعل بي كل هذا؟ ألم يُشفى غضبك بكل هذا التّعذيب؟! ماذا فعلت أمي حتى تنتقم منها فيّ كل هذا الانتقام؟

ازدادت عيناه قتامة وقضم شفتيه ثم جذبها من مقدمة قميصها فرفعها إليه وصاح من بين أنفاسه الكريهة: كانت ترى حبي وأشواقي لها وتتجاهلني، كانت تعلم بمدى عشقي وتركت نار الحب تأكلني، لم تفكر بي يومًا حتى يوم أن أنجبتك أخذتك وهربت بكِ وتركتني أكتوي ببعادها طوال سنواتٍ طويلة.

فأجابته: وأيمُ الله إنك لأحمق! كانت امرأة أبيك أتريدها تخونه لتريحك أنت؟! ثم كيف بالله عليك؟! إنها امرأة أبيك أي لا تحل لك.

- قرباني للآلهة كان سيجعلها لي.

فتنهدت بفرغ صبر من حماقته التي لا مثيل لها، لكنه قاطعها: ثم إنها كانت مجرد أمة، أي ملك أيدينا كيف شئنا.

فأومأت برأسها مستنكرة وصاحت بغضب: إنك لكاذب ومفترٍ؛ أمي حرة وعفيفة...

- بل كانت أمة ابتاعها أبي من السّوق عندما كان في بلاد الشّام، ثم ذهبت واختارت ذلك الأعرابي، ليتني قابلته حتى أمزقه وأقطع جسده إربًا.

- وها أنت قد قتلتها وخربت حياتنا، دعني! دعني وأعدني لحيث يكون أبي وأخوتي! وسأعدك ألا أثأر لأمي وسأنسى الأمر برمّته، رجاءً ألست أختك؟!

- وهذا أسوأ شيء.

- إذن أين ذلك المسمى أبانا؟ أريد مقابلته ربما...

- لا يطيقك ولو علم بوجودك ما عشتِ يومًا واحدًا في هذه الحياة.

قالها الزُّهير ودفعها أرضًا، فصاحت فيه: وما ذنبي؟ هو لا يطيقني وأنت لا تطيقني، إذن إتركاني!

فجلدها بضع جلدات وهو يصيح: أقسمت أن أكيدها وأحرق روحها في تعذيبك وها أنا أفعل لتتقلّب في قبرها حزينة ومهمومة...

- بل ستتنعم في روحٍ وريحان تجاور ربٍّ راضٍ غير غضبان.

قهقه بسخرية وأهدر: تتنعم! لقد دعوت الآلهة لتسخط عليها وتعذّبها.

فصاحت مجددًا: إتركني!

- بل سأظل أمزق جسدك لأستل روحك يومًا بعد يوم، فلا تموتين مرة واحدة بل مرارًا.

تابعت صراخها وقد أعاد جلدها وصاحت: اللعنة عليك! اللعنة عليك وعلى من أنجبك هذا! اللعنة عليكم جميعًا!

أخذت تصيح وهو يزيد حتى وهنت قواها وغشّيَ عليها ككل يوم فركلها بقدميه ليتأكد من عدم تحركها ثم نهض تاركًا الحجرة متجهًا نحو حجرته ليكمل شرابه حتى يسقط مخمورًا، وفي طريقه يستمع إلى صوت عبث أبيه مع إحدى الجاريات، وكأن كل واحدٍ في ذلك البيت يعيش في وادٍ لا يمت للآخر بصلة، فلم يقر أو ينهى ابنه عما يقترفه بأخته، بل لم يعلق من الأساس!

وتمضي أيام وأسابيع ولا جديد في حياة راحيل، لا زالت تتجرع ذلك العذاب اليومي تشعر بنفسها وقد فقدت قوتها وإرادتها فلم تعد تقوى على ذلك العذاب الأليم الذي لا نهاية له.

ربما صُدمت في بادئ الأمر أن تعلم بتلك الحقيقة، لكن بعد ذلك التمست لأمها كل العذر أن تفر منهم لتنجو بها وتلتقي مع ذلك الرّجل الذي لم تشك يومًا أنه أباها من حنانه وأبوّته الفيّاضة.

لكن قد بدأت تيأس تنتظر يوم خلاصها، اليوم المتمثل في خروج روحها من جسدها، فلا طاقة لها بالعيش في هذه الحياة.

ثم تحاول الثّبات واسترداد إيمانها الذي سُلب منها وسط معاناتها فتمقت نفسها أكثر وتستحي أن تسأل من ربها النّجاة، لكن سرعان ما تذكره فلم يعد هناك بابًا تطرقه من أبواب الخلق فلا تقنط من روح الله ورحمته.

بالطّبع صارت سيرة الزُّهير الذي وجد أخته قد ذاع سيطها في البلدة مع صراخات راحيل اليومية واستغاثتها بسبب تعذيبه لها، لكن لم يجرؤ أحدهم الطّرق على بابهم لفظاظتهم الدّائمة، بل أبلغ أحدهم عبادة أخيه ربما يستطيع أن ينجّي تلك المسكينة التي على شفا جرف الموت.

وذات يومٍ وقت الضّحى جاء عبادة زائرًا لبيت أخيه عبد العُزّى، وبعد انتظاره فترة من الوقت حتى استيقظ أخاه متأخّرًا، والذي بمجرد أن علم مجئ أخيه أول شيء تبادر إليه ونطق به في عجالةٍ من أمره: ماذا جرى يا عبادة؟ هل استجد شيء بأمر تجارتنا؟

فرفع عبادة حاجبيه بعدم تصديق ثم تأفف واستدار بوجهه نحو الجهة الأخرى، فصاح عبد العُزّى: هيا انطق ماذا جرى؟

تنهّد عبادة مجددًا ثم استطرد: كيف حالك يا ابن أبي؟

تقعّس وجهه بعدم فهم وبعد لحظات أجاب على مضض: بخير.

ثم قال: لا تؤاخذني أخي، مما لا شك فيه أن زيارتك في أي توقيت على الرّحب والسّعة، لكن ترى هل هناك سبب بعينه؟!

قضم عبادة شفتيه بضيق ثم زفر أنفاسه قائلًا: الزُّهير!

فأومأ عبد العُزّى وتابع: لقد عاد أخيرًا لبيت أبيه وقد سلّمته الآلهة من كل شر!

- لم أسأل عنه بشخصه؛ فقد وصلني خبر عودته منذ زمن...  وليس وحده.

قال الأخيرة بغضب، ثم أكمل: ومعه تلك الفتاة التي ذاع خبرها معه أيضًا!

- إنها ابنة يوكابد التي هربت بها قديمًا قد وجدها الزُّهير أثناء سفراته...

- ألم يكن يبحث عن أمها؟

- أجل، وقد  وجد تلك الخائنة تعيش بصحبة رجلٍ آخر، فقتلها جزاء خيانتها وأحضر ابنتها.

- بل ابنتك!

قالها عبادة بنبرة مذكّرة فأومأ عبد العُزّى يوافق كلامه على مضض، فصاح فيه عبادة: وكيف تترك أخاها يعذّبها هكذا؟

- قد قلتها، أخاها! بل أخاها الأكبر، أي يحق له ذلك.

- وما السّبب يا ترى؟!

تلعثم عبد العُزّى قليلًا ثم قال: مؤكد أنه علم عنها أمرًا وقرر تأديبها.

فرك عبارة وجهه محاولًا تهدئة نفسه ثم زفر بشدة ونظر لأخيه متسائلًا: أخي الأكبر قد قارب عمرك الخمسين أليس كذلك؟

حدق فيه عبد العُزّى بعدم فهم ثم أومأ برأسه مؤيدًا، فأكمل: ربما لم تمل بعد من معاشرة الجواري، لكن متى ستتخذ دور الأب؟!

لا زال يحدق به عبد العُزّى بلا فهم، وبعد فترة قال: وماذا يجدر بي فعله؟ أمور تربية الأبناء تخص النّساء وليس الرجال، وهاهما قد رحلتا بلا عودة!

تنهّد عبادة ثم قال: إذن قد اتخذتُ قرارًا بشأن ذلك.

- وما هو؟!

- سآخذ ابنتك هذه لابني أوس زوجة له وبمجرد عودته من سفرته ستُزف عليه فورًا وتسكن معنا في بيتنا.

وجم عبد العُزّى للحظات كأنما يستوعب الأمر ثم اتسعت بتسامته وأهدر بسعادة: على الرّحب والسّعة يا أخي الغالي، ومن يأخذ الفتاة يا ترى سوى ابن عمها؟! لكن...

- لكن ماذا؟!

- إنها ابنة عبد العُزّى، أي عليك دفع صداقًا يليق بها وبك أيضًا. (*)

فنظر له شرزًا ثم زفر قائلًا: لك هذا، سأدفع لك ثلاثة أكياس من الذّهب.

- لا لا، هذا لا يليق بابنتي أبدًا، إن شئت فادفع عشرة أكياس.

- بل هم خمسة أكياس قولًا واحدًا!

سكت عبد العُزّى هُنيهة ثم أجابه على مضض: إذن حسنًا! فلتدفع الخمسة أكياس!

فمد بيده يصافح أخيه كدليل الموافقة وأهدر: مبارك علينا!

فأومأ عبد العُزّى مجيبًا: مبارك علينا!

————————————————
(*)

نكاح البعولة: وهو أحد أنواع النكاح في الجاهلية وهو النوع الوحيد الذي أقرّه الإسلام، وفيه تُطلب العروس من وليٍ لها ويُدفع لها صداقًا أو مهرًا حسب عُرف وتقاليد كل بلدة ثم تُزف العروس لبيت زوجها لإعلان الزواج أيضًا تبعًا لأعراف كل بلدة، وأضاف شرط قبول العروسين كشرط لإتمام الزواج، وموافقة العروس البكر تكون بسكوتها.

Noonazad     💕❤💕

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro