Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(18)

بقلم نهال عبد الواحد

خارت قوى مُليكة تمامًا وسقطت من بين يديه وقد فارقت الحياة، وهنا أسرعت أسماء تدلف إليه وهي تقول بحزن مصطنع وكأنها عازمة على إنقاذها من بين براثنه: لماذا سيدي؟! إنها بريئة، إنها فعلة سيدتي أمامة...

وقبل أن تكمل كلامها التفت إليها وانقض يمسك بعنقها هي الأخرى ، وبدأت تدفعه وهي تلفظ أنفاسها فخرج صوتها متقطّعًا: إسمعنني سيدي...

فصاح بقوة فيها: هيا قولي ما عندك.

فقالت بصوتٍ ضعيف ومتقطع: سيدتي مُليكة بريئة، سيدتي أمامة دبرت لها المكيدة.

فأومأ برأسه ينفي بغضب وتابع بحدة: لا بل رأيتها بأم عيني.

لم تعقب أسماء بل كانت تلتقط أنفاسها بالكاد وتحاول دفع الزُّهير، لكنه سألها: ولماذا تدبر أمي لها مكيدة؟!

فالتقطت أنفاسها ثم تابعت ببطء: لأنها سمعتني وأنا أفضفض مع سيدتي مُليكة بشأن يوكابد...

وبمجرد ذكر اسم يوكابد حتى بدأت تخف قبضة يديه من حول عنقها تدريجيًا، فشعرت بتأثير كلماتها عليه وتأكدت أن خطتها تسير على ما يرام.

وبعد أن شرد قليلًا عاد إليها بنظراته الحادة وتساءل بحدة: وما شأن أمي بها؟ هيا أجيبيني...

قال الأخيرة بعنفٍ شديد وهو يرجُّ جسدها بقوة، فتابعت ببطء: كل ما أتأكد منه أنها لم تنقطع أنفاسها أثناء مخاضها.

فجحظ بعينيه من فجأته ثم أهدر بصدمة: إذن ماذا حدث لها؟!

فأجابت: لا أدري بحق سيدي.

فعنفها مرة أخرى وأخذ يرجُّ فيها وهو يصيح: بل أكملي أين ذهبت؟

كانت أمامة تتسمع لصوت وليدها فلا تسمع له صوت فتطمئن أنه لا زال نائمًا، لكنها سمعت صوت صياح الزُّهير فاتجهت نحو حجرته، وفي نفس الوقت فتح عبد العُزّى باب حجرته على إثر صياح ابنه واتجه هو الآخر إلى حجرته بعد أن أشار لإحدى جواريه أن تملأ له طستًا من ماء ليغتسل به.

وقف عبد العُزّى أمام حجرة ابنه فرآه يمسك بعنق أسماء ضاغطًا عليها ويعنف فيها، ثم لمح جسد مُليكة ملقيًا على الأرض فاتسعت عيناه وصاح فيه: ما الذي تفعله أيها الأحمق بحق الآلهة؟!

فلم يجيبه الزُّهير وتدخّلت أمامة وقد رأت مثله وأجابته بهدوء: حتمًا قد علم بخيانتها وقتلها ليغسل عارها.

فالتفت إليها عبد العُزّى بصدمة، وتابع بصياح: بماذا تثرثري يا امرأة؟!

فشبكتت ساعديها أمام صدرها وأجابت بلامبالاة: بل خائنة واتخذت من ابنة خالتها عشيقًا تخادنه.

فانتبه الزُّهير لصوت أمه والتي أكملت: باركتك الآلهة يا بني! فأنت زين الرّجال والفتيان وأخيرًا قد ذهبت إلى الجحيم وارتاحنا منها، ولتتزوج بمن تريد ومن تنتقي كما تشاء.

فدفع أسماء على طول ذراعه فاصطدمت في مؤخرة رأسها في حافة أحد الأصنام فجرحت جرحًا غائرًا وبدأ يتدفق الدم من رأسها لكنه لم يأبه لها.

وإلتفت لأمه واقترب منها في خطواتٍ متباطئة حتى وقف مقابلًا لها مباشرةً، ثم تساءل بحدة: ماذا فعلتِ بيوكابد؟!

فجحظت عيناها من الفجأة، فأسرع عبد العُزّى متسائلًا باستخفاف: وما الذي ذكّرك بها الآن؟

ثم أكمل وهو يشير نحو جثة زوجته: أرسل أحد الخدم إلى بيت صخر ليجئ ويأخذ تلك الباغية من هنا.

فلم يعقب على قول أبيه وتابع يوجّه اتهامه لأمّه: يوكابد لم تلفظ أنفاسها أثناء مخاضها، إذن ماذا حدث لها؟

تلعثمت قليلًا ثم قالت: أنا لم أفعل لها شيئًا، هي من تسللت وهربت ليلًا.

فصاح فيها بعدم تصديق: تسللت وهربت! يوكابد لا تعرف أحدًا ولم تحفظ الطريق، إذن فكيف هربت؟!

- هي فقط علمت ما سيفعله أبيك بتلك الأنثى التي أنجبتها فخشيت على نفسها وهربت.

فصاح فيها بقهر: ولماذا لم تخبريني؟

- لقد وافق هروبها هوايّ، ولماذا تهتم لأمرها من الأساس؟ في الحقيقة خشيتُ أن تلحق بها وتعيدها إلينا بعد أن غادرتنا واسترحتُ منها.

فمرّت الجارية تحمل طستًا من الماء فقال عبد العُزّى قبل أن يتبعها: حتى ولو هربت، فمؤكد أنها ضلت الطّريق وهلكت، وكان ذلك الأفضل لها لأني لو كنت وجدتُها كنت ضربت عنقها لتجرؤها وإقدامها على الخروج من الدّار دون إذن.

فتابع الزُّهير بغضبٍ شديد: بل أنا من سأفتش عنها وأجدها وأضرب عنقها، أتتركني وتهرب؟! لا وحق هُبل الأكبر وحق الآلهة جميعها لن أدعها تتمتع بحياتها أبدًا وسأجدها.

قال الأخيرة وأسرع مندفعًا يتجه للخارج، فتبعته أمّه تحاول منعه وتتشبث بذراعه وهي تصيح: رجاءً لا تذهب بني وتتركني، مؤكد أنها قد هلكت في تلك الصحراء الجرداء، لا ترحل بني وابقى جوار أمّك.

فدفعها وأهدر بحدة: يكفيكي صغيرك الجديد.

ثم امتطى جواده وانطلق به فزفرت بضيق وقهر، ثم جحظت عيناها بشرٍ وغضب وإتجهت تسرع نحو الحجرة لتنال من أسماء.

فوصلت الحجرة فوجدتها غارقة في دماءها وتلفظ أنفاسها الأخيرة فنظرت إليها بحقد وكره ثم تطلعت لذلك السيف المعلق فسحبته من مكانه ورفعته عليها وصاحت فيها: قد فعلتيها أيتها الحقيرة! قد أوقعتِ بيني وبين ابني، سأضرب عنقك.

ورفعت السيف وهمّت أن تسلّطه عليها بقوة ثم توقفت فجأة وابتسمت بسخرية: لا، لن أريحك بضرب عنقك، سأتركك تُعذبين وتلفظي أنفاسك ببطء.

ثم ألقت بالسيف جانبًا وتركتها تلفظ أنفاسها بالفعل واتجهت نحو حجرتها واستلقت في فراشها جوار وليدها.

وبعد قليل تمتمت في نفسها: لقد أطلتَ في نومتك يا صغيري وعليك أن تنهض لترضع من حليب أمك يا ابن الغالي.

فنهضت وعدّلت من وضعيتها واضعة وسادة خلف ظهرها ثم حملت طفلها فانتبهت لشحوب وجهه، ففزعت وانتابتها غصة فجائية ومرارة في حلقها فابتلعت ريقها ببطء وبدأت تتحسس وجهه فاستشعرت برودة جسده.

فدبّ الرّعب في قلبها وقرّبته من خدها تتفقد أنفاسه فلم تشعر بشيء؛ وجدته منقطع الأنفاس وقد فارق الحياة.

فأخذت تصيح تناديه بقوة وترجُّ فيه بشدة ربما يستجيب ويبكي، لكن دون نتيجة!

فنهضت واقفة ولا زالت تحمله وتصرخ بقوة وهي تهزه: انهض هيا! ابكي واصرخ! لا لا! لايمكن أن تفعلها! فقد انتظرتك كثيرًا! قُم وابكي!

ثم قربته من صنمها ورفعته إليه وتابعت صراخها: ألم أتقرب إليك أيها الإله العظيم؟! لماذا جعلته يموت؟! هيا امنحه الحياة! هيا اجعله يستيقظ! هيا أحييه فورًا!

وكان عبد العُزّى قد سمع صراخها وأسرع إلى حجرتها فوجدها على حالتها فتساءل بفجأة: ماذا يحدث؟ ما الخطب؟ ماذا أصابك يا امرأة؟!

فتهدجت أنفاسها المتلاحقة وصاحت بقهر وهي ترفع الطفل ولا زالت ترجّه بشدة: إنه لا يجيب، لا يتحرك، لا يصرخ، لا يتنفس!

فمد بيده نحوها ليحمله عنها وهو يقول: أريني.

فأومأت برأسها بقوة أن لا وتصيح: أنت لا، إنك ستأخذه مني وتدفنه مثل غيره، لكنه ذكر والذكر لا يُدفن أبدًا!

- أريني يا امرأة، يبدو أنه قد انقطعت أنفاسه.

- لا!

- بل فارق الحياة؛ فلو كان حيًّا لصرخ من أفعالك به.

فصرخت بهيستريا وتشبثت بولدها وهي تومئ برأسها بقوة: لماذا؟! تركني الاثنان! لقد فعلت كل شيء لأحتفظ بهما وفي الأخير يتركاني وحيدة! لا!

ثم وقفت مرة أخرى أمام صنمها ورفعت إليه الطفل متوسلةً إليه: هيا هيا ردّ إليه أنفاسه! سأقدّم لك المزيد من القرابين وسأفعل كل شيء من أجلك، لكن أرجوك أعده للحياة.

ثم صاحت بصوتٍ أقوى: قلت ردّه إليّ وأعده للحياة!

وفي هذه اللحظة كان السّيد مسعود قد جاء ليزور ابنه وأم ابنه فتفاجأ بما حدث فوجم بعض الوقت وقبل أن ينطق جذب عبد العُزّى الطفل بقوة من بين ذراعي أمامة لدرجة أنها قد تعثرت أرضًا، ثم أعطاه له وقال: هذا ابنك قد فارق الحياة، خذه ادفنه كيفما تشاء...

ثم التفت إلى زوجته قائلًا بضيق: وحق الآلهة قلتُ أنكِ امرأة شؤم! لكن لم يصدّقني أحد، لا تنجبي إلا الإناث وتحملتك، حتى يوم أن أنجبتِ الذّكر قد فارق الحياة، اللعنة عليك أيتها المشؤومة!

حمل السيد طفله وتفقّده بحزن وأطال النّظر إليها وإلى حالتها المذرية ثم غادر به.

أما أمامة بمجرد أن خرج السّيد بطفله المفارق للحياة حتى نهضت تركض خلفه وهي تصيح وتهزي بهيستريا لكنه لم يلتفت إليها.

ظلت تركض في الطرقات وتصيح وتهزي ثم تنثر شعرها وتعاود الركض مرة أخرى وبعدها تتعثر وتنكفئ أرضًا فتحمل من تراب الأرض وتقذف به فوق رأسها وتخمش وجهها وتولول وتنوح بملء صوتها، وبعدها تنهض وتكمل سيرها راكضة شعثاء غبراء تصيح وتصرخ وتبدو فقدت عقلها فقذفها الأطفال بالحجارة وضحكوا عليها وسخروا منها؛ هي التي كانت تتكبر على الجميع وتقذفهم بالسباب ولواذع الكلم كيف أصبح حالها وقد جُنت!

أما صخر فبعد أن تركته مُليكة وغادرت ومر بعض الوقت ارتدى عمامته وعباءته وانطلق بدابّته نحو دار أخته لينال منها ويغسل عاره جزاء فعلتها الشّنيعة التي اقترفتها أخته.

لكنه تفاجأ بما حدث لأخته من الخدم وعامة النّاس في الطّرقات وهمّ أن يخرج خلفها ليلحق بها لكن ناداه عبد العُزّى يستوقفه: انتظر صخر.

فالتفت إليه وأكمل مشيرًا لحجرة ابنته: إن ابنتك قد فارقت الحياة فهيا خذ جثتها من هنا لتدفنها.

فجحظت عيناه بصدمة ثم اتجه نحوها وجثا على ركبتَيه جوارها فضمها إليه وأجهش بالبكاء: مُليكة! ابنتي! لمَ فارقتيني؟ هل سامحتيني قبل أن تفارقي الحياة؟ ولماذا تفارقي الحياة قبلي فأنا الأكبر منكِ!

ثم رفع عيناه نحو عبد العُزّى وصاح بغضب: كيف ماتت ابنتي؟ ماذا فعلتم فيها؟ وما هذه الخادمة الغارقة في دماءها؟

فأجاب عبد العُزّى: لقد تشاجرتا كلتاهما وقتلت كلا منهما الأخرى.

فنظر صخر إليه بعدم تصديق ثم تساءل: وأين الزُّهير؟!

- قد تشاجر مع أمّه ورحل قبل اكتشاف وفاة الوليد.

فأومأ برأسه نافيًّا وتابع بشرٍّ: بل هو من قتلها.

فصاح فيه عبد العزى: أي افتراء هذا! إن ابني برئ، حتى وإن لم يطيقها يومّا فليس بحاجة لقتلها.

فوقف صخر ورفع سبابته محذّرًا: قلبي يحدّثني أنه من فعلها، وحق الآلهة لن أتركه يهنأ بحياته! وسأنتظر عودته لأقتصّ منه لابنتي المسكينة، ليتني ما أرغمتها على تلك الزيجة، ليتني ما اتفقتُ ولا تبعتُ زوجتك الرجيمة، أقسم لك سأقتله وأقتص منه!

كان يتحدث وتتساقط دموعه باكيًّا بقهرٍ وأسى، ثم أخذ غطاءً ولف به جسدها وحملها ورحل بها على دابته وقد إرتفعت شهقاته...

Noonazad 💕❤💕

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro