Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(13)

بقلم نهال عبد الواحد

ظل عمارة جالسًا مكانه في الخلاء دون حراك حتى اقترب مطلع الفجر لم يشعر ببرودة الجو؛ يدفئه لهيب أشواقه، فنهض متجهًا نحو الخيمة يشعر وأن ذلك العشق قد أنهكه قبل أن يعيشه ويتمتع به!

دخل الخيمة وتمدد مستلقيًا على فراشه أرضًا الذي تعده له يوكابد كل يوم وتضع ذلك السّتار كما وضعه عمارة منذ اليوم الأول لمجيئها.

ورغم تأخر الوقت إلا أن النّوم لا زال يجافيه، فظلّ يتقلّب عن اليمين وعن الشمال وبعد أرقٍ كبير إستطاع النّوم.

وفي الصباح الباكر استيقظت يوكابد، نهضت تتلفت نحو طفلتها فوجدتها لا زالت تغط في نومها، نهضت وأخذت ثوبًا نظيفًا كان معلقًا ثم فتحت ذلك الستار الفاصل فوجدت عمارة لا يزال نائمًا، فظلت تحملق فيه بعينيها ثم تنهدت بعمق وزفرت أنفاسها براحة تنفث عن لهيب عشقها له الذي بدأ وزاد دون مقدمات، فرسمت على ثغرها ابتسامة رائعة.

تخطته ثم خرجت واتجهت نحو ذلك العين، كانت لا تزال شمس الصّباح هادئة فسارت بهدوء، وصلت نحو العين وقررت أن تغطس جسدها فيه، فخلعت ثوبها وتركت ثوبًا تحتيًا وهبطت إلى الماء وجلست فيه رغم برودته في البداية لدرجة أن جسدها قد ارتعش بشدة ثم اعتادت على درجة الحرارة.

ظلت جالسة غامسة جسدها في الماء تدلك جسدها وكتفيها بيديها وتملأ كفيها بحفنةٍ من الماء ثم تصبه فوق شعرها وتدلكه، ثم تركت نفسها فأغمضت عينيها لتستجم قليلًا دون أن تشعر بالوقت.

كان عمارة لا يزال نائمًا فشعر بيدين صغيرتين تعبث في لحيته وشعره وبعد قليل تحول ذلك العبث إلى جذب وقرص لشعيرات لحيته وشعره، فانتفض فجأة مزعورًا من نومه ليسمع قهقهات هذه الطفلة الصغيرة، فالتفت إليها زافرًا بهدوء وابتسم ثم مسح على وجهه وبدأ يداعب الطفلة برفق.

بعد قليل رفع عينيه نحو الدّاخل دفعه فضوله ليتفقد يوكابد لكنه لم يجدها، همّ أن ينهض لكنه سمع صوت خطوات تقترب فانتظر قليلًا، فإذا هي يوكابد بادٍ عليها أنها قد اغتسلت توًا من رائحة المسك المنبعثة منها فأغمض عينيه يتنفسها، شعر وأن أصابه ضربًا من الجنون؛ فلم يعهد مثل تلك التّصرفات في صباه أيفعلها الآن وقد صار رجلًا راشدًا، لكنه العشق الذي يُذهب بالعقل ويتحكّم بالقلب!

اقتربت يوكابد على استحياء وهي تمسّد على رأسها بتلقائية حيث كان مجدّلًا لتوه في ضفيرة حديثة، ارتبكت قليلًا واتجهت للدّاخل تعلق ثوبها الذي غسلته بعد اغتسالها ثم عادت لحيث يجلس عمارة يداعب طفلتها في محاولة لتهدئة أشواقه المتأججة.

فالتفتت إليه ووقفت في حيرة وهمست: عمتَ صباحًا سيدي.

فرفع عينيه نحوها مبتسمًا وأجاب: عمتِ صباحًا يوكابد، كيف أصبحتِ؟

فأومأت برأسها قائلة: بخيرٍ سيدي، نحمد الرّبّ!

فتابع بلهفة: لقد كنتِ متعبة بشدة ليلة الأمس!

- وها قد نمتُ واستيقظتُ على ما يرام، لطف منك سيدي! أشكرك لاهتمامك.

ثم قالت وهي تنظر لطفلتها: كأن راحيل قد أيقظتك!

فمسح على رأس الطّفلة برفق ولا زال مبتسمًا وأجاب: لا عليكِ؛ هي فقط أرادت أن تلعب معي، بارك الرّبّ فيها!

فابتسمت يوكابد بينما اقتربت الطّفلة حبوًا تجذب ثوب أمها وتحدث صوتًا كأنما تناديها، فانحنت يوكابد تحملها لتهرب من ربكتها تلك.

لكن قاطعهم صوت أقدام يقترب ثم صوتًا ينادي مصاحبًا بتصفيق: يا شيخ العرب، يا أهل المكان!

فارتجفت يوكابد فجأة وارتعش جسدها وحملت طفلتها وضمتها إليها، فهب عمارة واقفًا بإنزعاج ولهفة من هيئتها تلك، ثم همس بعدم فهم: ما الخطب؟ ماذا بكِ؟

فأشارت بسبابتها نحو الخارج ويدها ترتجف بشدة وتمتمت بصوتٍ مختنق: إنه صوت سيدي عبد العُزّى، مؤكد قد لمحني وأنا قادمة ثم تبعني، مؤكد سيقتلني أنا وابنتي، بل سيضرب عنقي فورًا، أقسم عليك أن تجيرني منه، بل المهم حياة ابنتي لا يهم إن قتلني، أنا خائفة، بل مرتعبة، أرجوك سيدي...

فقاطعها بهدوء: اهدئي لن يحدث شيء.

فانحنت لتقبل يده تتوسل إليه لكنه سحب يده بسرعة وربت على كفها وهمس بهدوء: اهدئي فقد أجرتك، كوني بالدّاخل ولا تخرجي لأي سببٍ كان، هل سمعتِ ما قلت؟

فأومأت برأسها بطاعة ولا زالت ترتعش وعيناها تزرف دمعًا فوضعت يدها على فمها لتكتم شهقاتها واتجهت تجلس في آخر ركن من الخيمة.

تنفس عمارة بعمق وارتدى نعاله وتحرك بهدوء نحو الخارج ناظرًا نحو رهط من الرّجال وخلفهم عن بعد دواب تبدو أنها قافلة تجارية.

صاح أحدهم وكان بالفعل عبد العُزّى: عِمتَ صباحًا يا شيخ العرب.

فنظر عمارة بينهم ثم أجاب: عمتم صباحًا.

فتابع عبد العُزّى: أنا عبد العُزّى سيد من أشراف قومي وكما ترى قافلة تجارية وعابرة سبيل، وقد لمحنا معك بعض الأغنام تبدو حسنة المرعى وكنا نريد أن نبتاع منك بعضها.

فزفر عمارة براحة وتابع: لك ما شئت يا سيد عبد العزى تفضل واختار ما تريد.

فتحرك عمارة نحو مكان الأغنام وهو يشير لعبد العُزّى فتحرك معه هو وبضعة رجال ومن بينهم الزُّهير، وبدؤا يتفقدون الأغنام حتى اختاروا ما يريدون، بينما عمارة انحنى يحلب بعض الحليب من إحدى الأغنام كواجب ضيافة منه ثم مرر القدر على الرّجال، فارتشف كل واحدٍ منهم حتى انتهوا جميعهم.

سحب عمارة الأغنام التي اختارها الرّجال وتحركوا جميعًا بعيدًا عن مكان الأغنام، لكن استوقفهم صراخ الطّفلة الذي يأتي من داخل الخيمة.

فالتفت عبد العُزّى نحو عمارة متسائلًا: كأنك تعيش هنا بصحبة أهلك!

فأومأ عمارة برأسه فأكمل عبد العُزّى: إذن لماذا لم تخرج امرأتك لتضيفنا هي؟

فأجاب عمارة بثبات: أعتذر منك سيدي لكني رجلٌ غيور ولا أقبل أن يراها أحد.

فابتسم عبد العُزّى بسخرية بينما ارتجف عمارة من داخله، فتابع عبد العُزّى: وكم معك من الأبناء يا رجل؟

- ابنة واحدة.

فصاح فيه عبد العُزّى: ابنة! أنثى! وتركتها هكذا على قيد الحياة!

- إذن ماذا كان يتوجب عليّ فعله؟!

- بالطّبع تدفنها حية؛ فالإناث لا يأتين إلا بالعار، تلك الإناث خلقن لنتمتع بهن معشر الرّجال وليس لنقوم بتربيتهن!

- إذن سيقلّ عدد الإناث وتندرن ولا نجد من نتمتع بهن...

قالها عمارة بسخرية، ثم أكمل: إسمع يا هذا، إنّ الإناث مثل الذّكور رزقٌ من الله يتوجب علينا أن نسعد به ونربيه كما ينبغي.

- كلامك يشبه كلام السّفهاء...

قالها بكبر، ثم أردف: أرأيت ابني هذا لو أنجبت امرأته أنثى تراه سيبقيها لحظة واحدة على قيد الحياة ليربيها كما تقول! بالطّبع لا.

فأشاح الزُّهير بوجهه بعيدًا ولم يعقّب، بينما أطال عمارة بنظره نحو تلك القافلة ثم تساءل: ترى هل معكم ثيابًا وبعض الحِنطة؟

فأومأ عبد العُزّى برأسه بالإيجاب وتابع: معي أفخر أنواع الأثواب، وأيضًا معي بعض الحنطة، ما رأيك فلنتقايض؟!

فأومأ عمارة برأسه موافقًا وقال: نعم، دعني أرى ما معك ولا مانع، فلنتقايض.

وتحرّك عمارة مع عبد العُزّى والزُّهير وأولئك الرّجال متجهين جميعًا نحو دواب القافلة، بعيدًا عن الخيمة، عن يوكابد وطفلتها الباكية، ربما تشعر ببعض الراحة...

Noonazad  💕❤💕

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro