Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

لِقاءٌ مقدَّس| ١٧

الرَّجُل الَّذِي عهِدتُ أجواءَه قُطبيَّة لَا تلين، مَهما حاوَلت الشَّمسُ مُصالَحتها، يتَرقرقُ فِي حرارةِ هَذا الحَريقِ العاطِفيّ، فأتوق لأغترِف مِنه لحظاتٍ عَذبة، تَروِي عطشِي. لقَد انتَهى شِتاؤُه، وتلاشَت غمائِم برودِه الحِبلَى بالوِحشَة، وغادَرت بلابِلي مخابِئها إلَى عنانِه، تُغرِّد ألحانَ اللَّهفَة، فِي مَحفلِ ربيعِه البَديع.

لَم أكُن أعلَم أنِّي سهلةُ المَنال، حتَّى استَدرجتنِي رائِحتُه الرُّجوليَّة إلَى كَمينِ الانجِذاب، هُناكَ حيثُ تهاوَيت، وشارَكنِي ظلَام القَاع، فآمنتُ بأنَّه مُنقذِي الوَحيد، ومَنفذِي الأخير. ورُبَّما كُنت ثقيلة، أحمِل عَلى متنِي الكَثيرَ مِن أمتِعة الماضِي، فمَا وسِعتُ حاضِرًا آخر، لن تَرحمه الخَيبات، لذَا عزَمتُ عَلى السَّفرِ فِي بحارِ العَلاقاتِ دون التخلِّي عَن أيٍّها، وحينَما اشتدَّت بِي أمواجُه الزَّرقاء غرِقت فيه.

لَم أعلَم أنِّي قد ثُقبت، مذ اختَرقت أولَى نظَراتِه جَفنيّ، وتسرَّبت المَشاعِر إلَى قَلبِي شيئًا فشيئا، حتَّى أصبَحت غامِرة، لَا يُمكِن للإنكارِ إفراغُها بأكملِها، وما أنقَذنِي الوَقتُ مِن الهَلاك في هواه. استَطعنا الصُّمودَ لشهرٍ كامِل، وذلِك يُعتَبر إنجازًا عَظيمًا، فاختِلاؤُنا ببعضِنا لَم يكُن لصالِحنا، رجلٌ وأنثَى في مكانٍ منفيٍّ عَن الخلائِق، يستَحيلُ أن يهزِما الإغرَاء.

لا، لَم أقَع فِي الحبّ بَل الحُبّ هُو الَّذِي وقَع عليّ، لَم أغرَق مِلءَ إرادتي، بَل هُو الَّذِي غمرنِي وأنا فِي غفلةٍ مِن أمرِي.

حينَما حدَّثنِي عَن الانجِذاب وما قَد يُوسوسُ للجسدِ باقتِرافه، خِلتُ أنَّه يُبالِغ في التَّبريرِ للجَرائِم الغَريزيَّة، ويُلبِسها غاياتٍ نبيلَة، ألَا وهِي الشَّوق، صَدق. وإنِّي الآن أشتَهي أن يزجَّ بشَفتيّ في قبلةٍ أبديَّة، فلا تُجيرُهما مِن غياهِب عِشقه مُحاكمةٌ دُنيويَّة.

هرَبتُ مِن حِجره إلَى غُرفَتي، قبلَ أن يَنهارَ صَبرُه عليّ، ويسدَّ المَنفَذ الوحيدَ أمامِي، أنفاسِي مختلَّة، ودقَّاتِي تضرِب سقفَ قلبِي بعُنف، تبتغِي كسرَه، والسَّبب ليسَ الدَّرجَ الَّذِي صعِدتُه بأقصَى سُرعتي قطعًا، بَل قُبلاته المُفترِسَة الَّتي طارَدت شَفتيَّ بلا رَحمة، جعَلتنِي أركُض خَلفَ بَصيصِ الاكتِفاء في نهايةِ النَّفق.

اتَّكأتُ عَلى الباب، ووضَعتُ كفِّي عَلى صَدرِي، أحاوِل ترتيبَ دواخِلي المُبعثَرة، وامتَلأت الحُجرَة بلُهاثِي الصَّاخِب، لقَد جوَّعنِي للهَواءِ كأنَّه يُعاقِبُني عَلى رغبتِه بي، وجلَدت أصابِعه الرَّفيعَة عفَّتِي ببراعَة، فثارَت غرائِزي.

حينَما استقرَّ حالِي بعضَ الشَّيء، تمدَّدتُ عَلى السَّريرِ أحتضِن الوِسادَة الثَّانِية الَّتي تسكنه بينَ ذِراعيّ، كانَ تأثيرُه عليَّ هذِه المرَّة شَديدًا، بالكادِ تعافَيتُ مِنه. تقلَّبت يمينًا وشمالًا، حتَّى سئِمت مِن توسُّل النُّعاس، وفتَحت عينيَّ مُجدَّدًا، مؤنِّبةً نَفسِي بصوتٍ مَسموع.

«لاريسا، هُو رجلٌ أربعينيّ ومُطلَّق، لَا يُمكِنك الانجِذاب إليه، تمالَكي نَفسَك».

لم يرُق الصَّواب لوِجدانِي، فأحرَقته واختَنقتُ أنا بدُخَّانِ الحيرَة. التفتُّ ذاتَ اليَمين، ولشدَّة اصطِدام جسَدِي بالسَّرير، أحدَث جلبةً كبيرَة. شخصَ بصَري إلى الظَّلامِ المُنبعِث مِن النَّافِذَة، لَم يكُن يقلُّ عَن ظَلامِ الغُرفَة، أَو روحِي الَّتِي غشِيها التشتُّت.

«حتَّى وإن أعلَنت استِسلامِي له، فهُو لا يأخُذ علاقَتنا عَلى مَحمل الجدّ، رجلٌ عمليٌّ مِثله لن يخسَر احتِرافيَّته للمَشاعِر، ولستُ سِوى صبيَّة طلَبت مِنه المُساعَدة».

غطَّت نُقطةٌ مقيتَة انتَبهت إليهَا للتوّ خوفِي مِن الآتي، إذ تذكَّرتُ تَقويم الأسنان الَّذي اضطرَّ لمُجابَهته اللّيلَة أيضًا، حرَّرتُ الوِسادَة، واحتَويتُ وَجهِي بينَ كفيّ، فيمَا وسَّعت الدَّهشةُ عينيّ.

«سُحقًا، أيعقَل أنَّ لِسانه الَّذي ما انفكَّ يتهافَت على ثَغري قد جُرِح؟»

ارتَفعت حرارةُ وجنتيّ حالما استَذكرتُ ما تلفَّظتُ بِه، وتمتمتُ بخَجل.

«ما الَّذي أتحدَّث عَنه أنا؟ نامِي يا فتاة، فقَط نامِي!»

فكَّرتُ مُطوَّلًا، ما إذا كانَ عليَّ تجنُّبه كالعادَة، لكنَّ نفسِي خالَفتني الرَّأي، فقَد اشتَقتُ لمُطالعتِه، وارتِداء كلِّ نظرةٍ تحيكُها لِي مُقلتاه الزَّرقاوان اللَّتين طُرِّزت إحداهُما بخُضرةِ الفردَوس.

سقَطتُ فِي النَّوم دونَ أن أشعُر، إذ دفَعتني الأفكار الَّتي جاشت فِي رأسِي نحوَ حافَّة الإرهاق، حتَّى تعثَّرتُ بالفَراغ. دقَّت الصَّحوةُ أبوابَ جفنيّ ظُهرًا، حيثُ قُمت بروتينِي اليوميّ، وأمامَ المِرآة كشَفتُ عَن أسنانِي المُسوَّرة بتَقويمٍ مَعدنيّ، كلٌّ مِنها تَحملُ نَجمَة فضيَّة، وانبَعث القلقُ بداخلي مِن جَديد.

رفَضتُ تعكيرَ صَباحِي بذِكرياتِ الأمس، لذلِك صفَّيتُ رأسِي مِنها، ونَظرتُ إلَى انعِكاسِي، أتفحَّص مَظهرِي بإمعان، رغمَ أنَّنا لَم نقطَع وعدًا باللِّقاء.

نفيتُ زفرةً درَّت عليَّ الاختِناق لوَهلة، قبلَ أن أمنَحَ مُنحنياتِي حقَّها في الظُّهور بحزامٍ جِلديٍّ أسوَد؛ شدَّ القَميصَ الَّذِي يُناقِضه اللَّون إلى خَصري بقوَّة، ثمَّ رفَعتُ شَعري وقيَّدتُه بربطةِ عُنقٍ عَقدتُها عَلى شاكِلة فراشَة، باستِثناء ملابِسي الدَّاخليَّة الَّتي غدَت رثَّة لغَسلي المُتكرِّر لها، فكلُّ شيءٍ ألبسَه مِلكٌ لجونغكوك، أحيانًا أستخدِم ملابِسه الدَّاخليَّة ريثَما تجفُّ خاصَّتي. صبَّ بي الجوعُ في مُحيطِه الأَجاج، لَا يَروِي المُتعطِّشينَ مَهما نَهلوا مِنه.

كانَ واقفًا أمامَ بار المَطبَخ، أكمامُه مشمَّرة، تكادُ تصِل إلَى مِرفَقيه، وعُروقُ ذِراعَيه بارِزَة، مظهرُه الحارُّ جفَّف حَلقي. فِي يدِه مِقلاةٌ تحمِل فطيرَة بانكيك، وعَلى الصَّحنِ اصطفَّت الفطائِر الجاهزَة، فوقَ بعضِها البَعض.

حالَما شعَر كلبُه الَّذي ربضَ بجوارِه بوجودِي، هرَع إليّ وراحَ يدورُ حَولِي. انحنَيتُ أمامَه وتلمَّستُ فروَه برِفق، ما جَعلُه يُغمِض عَينيه سعيدًا بالدَّلال الَّذِي أغدَقت عَليه بِه.

«أتيتِ، ظننتُ أنَّك ستَحتجبينَ منِّي في غُرفتِك إلَى أجلٍ غيرِ مُسمَّى».

ورَدني صوتُه مُتهكِّمًا، ولَا ألومُه عَلى سوءِ ظنِّه بِي، فقَد لجأتُ إلَى الهَربِ كثيرًا، وطَبعتُ في بالِه صورةً خاطِئة عنِّي، تصِفني بالجُبن. نهَضتُ عَن الأرض، واحتَضن كفَّايَ خَصريّ، حاولتُ أن أبدُوَ أمامَه قويَّة واثِقة، ولكِن هيهات أن أقهَره.

«لِم أنا مَن عليها الاختِباءُ مِنك دائمًا، وتجنُّب الاصطِدام بعينيكَ كمُجرمٍ هاربٍ مِن الأخلَاق؟ فكَّرت وفكَّرت ولاحَظتُ أنِّي بريئَة!»

أعطانِي بظَهرِه، وما منَحني الفُرصَة لقِراءَة تعابيرِه، رغمَ أنِّي فيهِ أعجميَّة لَا أفقَه لُغتَه إلَّا لَو كانَت مُباشِرة. وضع آخِر فطيرةٍ فوقَ البقيَّة بتَركيز، وتابَع سُخريَته.

«ربَّما لأنَّك استَدنتِ مِنِّي لحظاتٍ فاحِشَة، لَا يُمكِن لأعذارِك الفقيرَة أن تُسدِّدَها، ماذا لَو أرَدتُ معرِفة السَّبب الَّذي دفَعك إلَى مُبادَلتي؟»

التَفت إليّ، وكَم مقتُّ الابتِسامَة الخبيثَة الَّتِي اعتَلت مِنبرَه. أشَحتُ بوَجهِي عَنه، وقرَنت حاجبيَّ باستِياء، فيما تهادَى إليَّ بخطواتٍ وئيدَة، والصينيَّة في يدِه، ودَحض حُجَّتي بسُؤالٍ تَعجيزيّ.

«هل جسدُكِ مُنجذبٌ إليّ، أم قلبُك هُو الَّذِي انحنَى للحبّ؟»

انطَوى جَبيني لزَخم الارتِباك، ووجدتُني أحدِّق بِملامحِة الكَتومَة. حينَما أيقَنتُ أنَّه لَم يكُن يمزَح نبستُ بثباتٍ زائِف.

«لماذا لا تُجيبُ أنت؟»

انكبَّ عَلى الطَّاولة حيثُ أودَع الصِّينيَّة، ولَم تبحَث عنِّي عدَستاه.

«لَم أقُم إلَّا بواجِبي، ألستِ مَن طلبتِ أن أعلِّمك؟»

في الأخِير نظَر إليّ، كالمدِّ غمَرني عِند أكثرِ نُقطةٍ تمنَّيتُ فيهَا لَو  يجزِر. وبينَما يمرُّ بجوارِي أنا الَّتي حكمَ عليَّ بالوقوفِ بلا حَراكٍ مُنذ قُدومِي، نقرَ خدِّي بسبَّابته مُفرجًا عَن ضحكةٍ فاتِرة، فاتنٌ كآلهةِ الإغريقِ إكليلُ إغراءٍ يُعانِقه.

«أمزَح فقَط صغيرَتي».

تنفَّست الصُّعداء، وحجَزتُ الكُرسيَّ المُواجهَ له، وضعَ أمامِي كأسًا من العَصير، ثمَّ أتَى بفنجانٍ مِن القَهوة له، وكانَ آخِر لمسةٍ أضفاهَا عَلى المائِدة.

تناوَلتُ إفطارِي بصَمت، ولَم يُحاوِل أن يفتَح معِي أيَّ حِوار، عكسَ بريت الَّذِي كانَ يُشاكِسُني، ويشدُّ قميصِي بقواطِعه لافتًا انتِباهي.

«بريت أحبَّك، بعدَ أن كانَ يرفُض وجودَك رفضًا قاطِعًا».

دقَّ الكلِمُ أوتارَ حُنجرتِه فعزفَت لحنًا أجشًّا، لَم يُخفِق قطّ فِي إطرابِ حواسِي. بصعوبةٍ أمسَكتُ نفسِي عن التغزُّل بِه، ورفَعتُ رأسِي بزُهوّ.

«إنَّه سِحر لاريسَا، حتَّى الحيوانات لا تُقاوِمني».

خطَرت لِي فكرَة، هرَبت مِن فمِي قبلَ أن أقبِضَ عَليها، بينَما يقيِّد جَفناي المُرتخِيان مُحيَّاه.

«ماذَا عنك؟»

ألقَى لِي فُتاتَ ابتِسامَة، ترَك التَّفسيراتِ تتقاتَل عَلى افتِراسِها، واستَأنف تناوُل طعامِه ببساطَة.

-

انهَمرت الأيَّام بغَزارةٍ حتَّى انقَشع أسبوع، دونَ أن يَروِي شَوقِي لَه ولَو بلمسَة. لا أدرِي لِماذا اقترب منِّي إن كانَ سيهجُرنِي بِلا وَداع، كأنَّ اللَّحظاتِ الَّتِي جَمعتنا سويًّا لا تهمُّه. أهِي سياسَة جديدةٌ يتَّبِعُها ضدِّي ليفرِض عليَّ هيمنتَه، يُفرِّق بينِي وبينِي حتَّى يسُود؟

كُنَّا نتقابَل خِلال الوَجبات، لَم أفوِّت أيًّا مِنها مُتظاهرةً بالتَّماسكِ أمامَه، كأنَّ تِلك اللَّيلة لَم تحُدث عَلى الإطلَاق، مِثلَما يعامِلني باعتِياديَّة عامَلته، وتنصَّلتُ مِن التُّهم الَّتِي يرمينِي بِها كلَّما احتكَّت يدِي بيدِه عَن غيرِ قَصد.

أحيانًا تجمعُنا ذاتُ الأريكَة الَّتِي شهِدت عَلى ذنبِنا، ذنبٌ وارَيناهُ ثرَى الإنكَار، بالأصحِّ هُو مَن آثرَ أن يدفِنه، فلَو أتانِي راغِبًا ما كُنت لأوصِد أبوابِي في وَجهه، أو ربَّما ينتظِر أن أكونَ صاحِبةَ زمامَ المُبادَرة، لكنَّه يعلَم عَن صرامةِ الخَجلِ الَّذِي يحكُمني!

التَّفكيرُ فيه باتَ يُؤرِّقُني، ونَدى ذِكراهُ يقطُر فِي أغوارِي، كأنَّه تجمَّع عَلى سُطوحِ فُؤادِي مُنذ آخر تساقُط وأبَى أن يجِفّ، أو ربَّما كانَت سُقوفِي مَثقوبَة، لذلِك ما انفكَّ يتسرَّبُ إليَّ، هُو الرَّجُل الَّذِي لَا تُصلِح خرابَه تنهيدَة.

بينَما كُنت أعبَثُ في مكتبتِه الَّتِي تحتوِي عَلى الكَثيرِ مِن أشرِطة الأفلامِ والألعاب، إضافةً إلَى أجهزةٍ عتيقَة، أقصَاها العَصرُ مِن لائِحته، عثَرتُ عَلى بُرجٍ قِطعُه الخشبيَّة مُتراصَّة، فخَطر لي خَلقُ جلسةٍ مَع جونغكوك، والمَرح سويًّا. ذَهبتُ إلَى غُرفتِه راجيةً أن لَا يكونَ مُصابًا بالصُّداع، ففِي تِلك الحالَة يصيرُ لِي صُداعًا مُزعجًا.

فتَحتُ البابَ عَلى وسعِه دونَ استِئذان، وحرِصتُ أن يكونَ دُخولِي أسطُوريًّا لَا يُنسَى، كأنِّي أقتحِم حِصنَ طِروادَة.

«جوني، لنَلعب».

كانَ جالسًا عَلى السَّرير، مِن الجِهةِ المُقابِلة للبَاب، وشَفتاهُ تُعانِقانِ قارورَة ماء، غصَّ بِقطراتِه حينَما باغَته صَوتِي المُرتفِع، أو رُبَّما الاختِصار الجَديد الَّذِي اختَرعتُه، بعدَ أن نهانِي عَن مُناداتِه جون، أنا لاريسا لا شَيء يصعُب عليّ، تُغلِق في وَجهِي طريقًا فأشقُّ ألفًا غيرَه.

اقتَحمتُ غُرفته بوقاحَة، لَم تردَعني نظراتُه الحادَّة عَن المضيّ قُدمًا نحوَه.

«المَلل يفتِك بي، وأنتَ مُنقِذي الوَحيد، لولا أنَّ جميعَ ألعابِ الفيديو لدَيك قديمَة، لَا أعرِف عَنها مثقالَ ذرَّة، لاقترَحتُ عليكَ جولَة، لحُسنِ الحظِّ وجَدت البُرج».

مرَّر إبهامَه عَلى شفتِه السُّفلَى، يمسَح القَطراتِ المُتمرِّدَة، وبصرُه مُستقرٌّ عَلى البُرج الخشبيّ بحوزَتي.

«أنتِ تطرُقينَ أبوابَ الجَحيم بيديك، لو خسِرت فسوفَ أضاجِعك حتَّى تتمزَّق حبالُك الصَّوتيَّة».

جحَظت عَينايَ لوَهلة، ومَا اقتَدرتُ أن أمنَع خَيالِي من نسجِ مَقاطِع إباحيَّة مِحورُها تَهديدُه، بسَطت كفِّي عَلى صَدرِي، وجعَّدتُ حاجِبيَّ بغُرورٍ يصِف مدَى ثِقتي.

«أنا بارِعةٌ في هذِه اللُّعبَة، لم يسبِق وأن هُزِمت، سأجعلُك تغنِّي لِي حتَّى تتمزَّق حبالك الصَّوتيَّة».

وضَعتُ البُرجَ الخَشبيَّ عَلى الأرض، بِما أنَّها أكثرُ استِقرارًا مِن السَّرير، هزّة وحيدةٌ كفيلةٌ بإيقاعِه، وأراهِن أنَّ ذلِك سيحدُث خِلال دَوري، لَم أكُن يومًا مَحظوظَة. ربَّعتُ أمامَه، وافتَتحتُ اللُّعبَة دونَ قُرعَة، ما خفِي عنِّي استِياؤُه مِن اندِفاعي لكنَّه كظَم انتِقادَه، وقَد شعشعَ العَزمُ فِي جَفنيه، حَدسِي ينبِّئني أنَّه يُعدُّ العدَّة لخَسارَتي.

سحَبتُ أوَّل قِطعةٍ مِن الخشَب بنَجاح، ونثَرتُ رذاذِي الذهبيِّ بينَ أزقَّته أستبِق الاحتِفال بنَصرِي، كأنَّ اللُّعبَة قد انتَهت. عاينَ البُرج، ثمَّ انتَشل إحدَى قِطعه بثَبات، وتناوَبنا عَلى فرمِ جوانِبه حريصَين أن لَا يقَع.

انقَضت دقائقُ عصيبَة، والكَسبُ يتأرجَح بينَنا، يميلُ إليَّ، كُلَّما تخطَّيتُ دَورِي فأتنهَّد بانشِراح، ثمَّ يميلُ عنِّي، كُلَّما تخطَّى هُو دَورَه. كَم كُنت مغفَّلة لأستفزَّه، الآن لَن يرحَمنِي لَو هُزِمت عَلى يدَيه. صارَ البُرج شِبه أجوَف، لَا تُسنِده سِوى بضعةُ قطعٍ ما تزالُ مُتعاضِدَة، قَد تتخلَّى عَن اتِّزانه فِي أيَّة لحظَة.

حبَوتُ عَلى أطرافِي الأربَع حولَ مُحيطِه، أبحَثُ عَن قِطعةٍ لَن تغدُر بي، وبعدَ أن عثَرتُ عَلى غايَتي، سجَدتُ أمامَها بتَركيز وظَهرِي مُنحدرٌ إلَى الأسفَل.

«لاريسا، أبعدِي مؤخِّرتكِ عَن وجهِي، يُمكِنني رُؤية ملابِسك الدَّاخليَّة».

فحَّ جونغكوك المُتربِّع خَلفي عَلى مدًى ضيِّق، وما أعرتُه أيَّ اهتمام. لقد عتَّم التَّركيزُ بصيرَتي، فلَم ألحَظ أنَّ جسَدي مُتكتِّلٌ أمامَه كجبلٍ مُؤخِّرتي هِي قمَّته.

«لا تُحاوِل أن تُفقِدني تركِيزي».

ردَّ بغَيظ، وكانَ مِن الواضِح أنَّ فكَّاه يمارِسان الضَّغط عَلى حُروفِه.

«أنتِ بحاجةٍ إلَى درسٍ فِي احتِرامي».

أمسَكتُ بحافَّة القِطعَة الَّتِي استَثمرتُ فيها كامِل آمالِي، وبينَما أنا أزيحُها عَن محلِّها عَلى مهل، لطَمت كفُّه مُؤخِّرتِي بعُنف!

«لقَد حذَّرتُك».

صَقلتُ ظَهرِي حتَّى صارَ مُستقيمًا، واهتزَّت يدِي لشدَّة الصَّدمة الَّتِي ضرَبتني، ما أدَّى إلَى تداعِي البُرج، وتعالَى وقعُ اصطدامِ قِطعه الخَشبيَّة بالأَرضيَّة. خلعتُ عنِّي مَشهد الخَراب، واكتَسيتُ ملامحَه المُزخرَفة بالمَكر، مُنتحِبة.

«هَذا ليسَ عدلًا، ما فعَلتُه يعتبَر غِشًّا، سنَلعبُ جولةً أُخرَى».

نظَرتُ إليهِ بصَرامَة، عَسى أن يقتنِع بطَلبِي، لكنَّ كفَّه عثَرت عَلى طريقٍ آخَر إلَى دُبرِي، نشَبت بأديمِي الَّذِي احتجَّ برعشَة، ودَفعتنِي نحوَه عَلى حينِ غرَّة، فاندكَّ جسدي بجسدِه، وتناثَرت شَظايا شَهقتِي بينَ ترائِبه.

تحرَّش بمُؤخِّرتي، وما تكبَّد أيَّ عناءٍ في التَّظاهُر بالبَراءة، واشتقَّ العَنبر مِن جفنيّ، فأغناهُ عَن تسوُّل رِضاي، كُلِّي طَوعُ بنانِه!

«ستكونُ فِي جسدِك هذِه المرَّة».

زفيرِي يعبُر قميصَه إلَى صدرِه، ويَموتُ بينَما ينتِظر دقَّاتِه لتتجاوَز حواجِزه وتُعانقه، سُدًى. ويداهُ تجوبانِ مقاماتِي الأنثويَّة، أنفَق علَى رِحلتِهما المُضنيَة أنفاسًا جمَّة، حارَّة، دفَعها لمُحيَّاي. رسَمت ريشاتُه بينَ نهديَّ خُطوطًا رفيعَة تُضاهِي وَعيَه المُتآكل، وسقَطت الكلماتُ عَن سُطورِه في شَفتيّ، فانكَسرت قُبلات وعجِزت عَن القِيام بعدَ ذلِك.

مَع سيولِ الغَفلةِ انجَرفت، لَا أدرِي أينَ ستصبُّ بِي، لكنِّي استَلمتُ لمَصيرِي، وتلهَّفت لمعرِفة وجهاتِه، وأيَّ منحًى سيسلكه. نقلَ يُسراهُ مِن دُبري إلَى عُنقِي، ولفَّها حولَه كقِلادَة، وعبِثت الأُخرَى بأحدِ أزرارِ أنوثَتي، فثارَ جُنوني، وفاضَت تنهيداتِي. حينَما فكَّ أسرِي، همهَمتُ اسمَه، ليسَ لشيءٍ سِوى لأحثَّه عَلى الاستِمرار.

«جون».

لفَحني تيَّارٌ حارّ هبَّ مِن مضيق فمِه، أصابَ أذُني وانسابَ نحوَ فكِّي، بينَما يطلُّ عليَّ هِلالاه الكَليلان، لقد باتَ وهجُهما خابيًا.

«أينَ تُلقين بكلامِي بحقِّ السَّماء؟»

التَقطتُ ياقَة قميصِه بينَ سبَّابَتي وإبهامِي، وتلاعبتُ بِها برِفق.

«علِّمني كلَّ ما يتعلَّق بالجِنس».

في سمائِه الزَّرقاء تناثَرت وريقاتِي الذَّابلَة، كأنَّه خريفٌ يُعرِّي أغصانِي مِنها قسرًا. مرَّت سُيول قبلاتِه الجارِفة بقُرَى عُنقي، واقتَلعت أنفاسِي بلا رويَّة حتَّى صِرتُ مُقفِرة، الخَرابُ الَّذي ترَكته خَلفها يَروي مأساةَ قلبِي، مأساةٌ أتقَن صياغَتها في قالبٍ شاعِريّ حَميم.

«المُدرِّب لَا يلعَب صَغيرَتي».

أزَحتُ رأسِي جانبًا حتَّى يتسنَّى له الفَتك بي، وغازَلت فكَّه بأطراف أصابِعي.

«ومَن سيَمنعُه لَو أراد؟»

انسدل جفناه مُعلِنين نِهاية مَسرحيَّة الصَّبر، رغمَ ذلِك تحامَل على نفسِه.

«لا تعلَمينَ ما تقولينَه».

وقَد كانَ انهِيارُه مسألةَ وقتٍ فَحسب.

خزَّنني فِي حُضنِه، وأغلَق عليَّ ذِراعَيه، كَي لَا ينهَبني الاعتِراض مِنه، حصدَ مِنِّي ثمراتٍ سالَ شرابُها بينَ شفاهِنا، واعتَصرَ عناقِيدي، يصنَعُ خَمرًا يَسلو بِه عَن الدُّنيا، لَم أمنَعه من التنزُّه فِي جِنانِي، فأنَا مَن بشَّرتُه بِي، رغمَ أنِّي لَم أمتحِن إيمانَه.

كانَت أغلالُه متينَة، قُوايَ ليسَت ندًّا لَها، بَل لا أريدُ الرَّحيل عَنه، فقَد بتُّ أهوَى الانعِزالَ فيه، أتدفَّأ بالدقَّات الَّتي تتلظَّى فِي صَدرِه، وأصغِي إلَى أنفاسِه الحميمَة، ونظراتِه الشَّاعِريَّة، ولمَساته الماجِنة.

عِندما استَعدتُ قُدرَتي عَلى الحَراك، أرسَلتُ يدِي إلَى صدرِه، فجسَّت لي ضجيجَ الفَوضَى بداخِله، رفعتُها إلَى عُنقِه، وأخيرًا إلَى خُصلاتِه الطَّليقَة، ضيَّقتُ علَيها الخناقَ، أردُّ له صاعَ الشَّغفِ الَّذِي انتابَني، وهَذيتُ به فيه!

بينَ الإجازَة والإجازَة، كانَ يزورُ شواطِئ مُقلتيّ، ويبنِي قلاعًا مِن رمال، لا تلبَث وأن تتحطَّم بقُبلة. صارَ التَّلامُس لِقاءً مُقدَّسًا عَلى سَريرِه، تبادَلنا فيه الاعتِرافَات بلُثماتٍ صَريحَة عَلى اختِلافِ فَحواها، وبينَنا نافِذةٌ وحيدَة، شطَبها!

سقَطت جَميعُ الثِّيابِ مثلَ حُججٍ باطِلة، فِي مُرافعةٍ عاطِفيَّة لَا تَنفعُ فيهَا سوَى الحَقيقَة، وأنا قضيَّة أصرَّ أن يكسَبها، لذَا رشَاني بقبلاتِه المُغريَة حتَّى أصمُت، رَفع ساقيَّ إلى الأعلَى وفرَّق بينهما، ثم همَس لي بمُجون.

«هذه الوَضعيَّة أسمِّها العاشِرة وعشرُ دَقائِق، عندَما يفترِق عقرَبا السَّاعة كامرأةٍ علَى سريرِ الحبّ».


نبتَت وُرود الخَجل علَى وجنتيَّ ولم أنبِس ببنتِ شفَة، وأنَّى لي الحديثُ وحديقَتي الزَّهريَّة في مَرأًى من مُقلتَيه، حَاولت إغلَاق ساقيَّ لكنَّه رفَض السَّماح لي.

«إيَّاك أن تُخفي نفسكِ عنِّي لاري».


خيَم على زرقةِ عينيهِ ظلامٌ دامِس، صفَ قدميَّ على حافتيّ مَنكبيه العَريضَين مُنفرِجتين بشدَّة وشقَّ طريقَه على باطِن فخذِي بقبلاتٍ مُبتلَّة مثلِي.

«فلنَلتقي دائما على 10:10».


أحَطتُه بذِراعيّ، وشكَت أظافِري لظَهرِه ما ألحَقه بي جُنونه، ومُجونه، كانَ يُعذِّبُني ثمَّ يُطبِّبُني، بِه أتخدَّر وأتشنَّجُ، يُجرِّعني العَلقم فالبَلسم. حتَّى جيشٌ من التأوُّهات المُتسلسلة لم يُسقط حصونَ الوَجع.

كُنت مسرحًا اعتَلاه وأبدَع في إلقَاء الإثم، ومُتفرِّجًا ما بخَل بالثَّناء عَلى كلِّ مشهدٍ ساخِن أبهَر عَينَيه، في الخِتام ذَرى بتلاتِ عُذرَّيتي عَلى الفِراش. هو القَطرة الَّتي هزَّت حَوضِي بأكملِه، ومَركزًا لتموُّجاتِ انتشاءٍ ارتَسمت حولَه كحَلقاتٍ مُتواترة، ثمَّ اندَفعت نَحوي. عزَف عليَّ كخَبير، علِم تحتَ أيِّ وترٍ تختبِئ نغماته المُفضَّلة، وما انفكَّ يدقُّه!

فِي مُباراتِي الأولَى، كانَ الهدَّافَ الَّذِي مزَّق شِباكِي مِرارًا وتكرارًا، فهتَف ثَغرِي بلا كلِم، ومُقلَتاهُ حَكمان ظالِمان، أهدَرا بِطاقاتِهما الحَمراءِ عَلى الاكتِفاء، كُلَّما خِلتُ أنَّ الفَوزَ مِن نصيبِه، منَح غرائزه ضربَة جَزاء!

هلاوز خفافيش 😍

كان المفروض انزل الفصل المسا بس اجو لعندنا ضيوف وانشغلت ما لحقت عدل 💔

اخيرا صارت الفتوحات الجسدية المنتظرة 😂😂 واو وصلنا للفصل 17 اي كااانت بعد جسد تحولت رواياتي لقحط والمشاهد السريرية دايما متأخرة 😂😂😂 يلا عالاقل وصلنا

الفقرة الاخيرة ذكرتني بمشكلة الحكم الكاميروني المهم أهداف جونغكوك ما اتلغت واتسجلت، ياخي الهيبة ضاعت 😂😂😂  اعتقد بس الجزائريات رح يفهمو عن شو بحكي 😂😂🏃

حركة المؤخرة يلي عملتها لاريسا شخصيا بعملها لما ادخل مواقع التواصل من الموبايل

ستكون في جسدك هذه المرة بمبمبمبمبم

صياااح

شو رأيكم بالفصل!

أكثر جزء عجبكم وما عجبكم!

جونغكوك!

لاريسا!

توقعاتكم للجاي!

باقي فصلين ونودع الرواية 😭

الجاي بعد 400 كومنت

دمتم في رعاية الله وحفظه 🌸

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro