حُمَّى| ١١
الاختِلاءُ برجُل، مِن أسوأ الكَوابيسِ الَّتِي يُمكِن لعقلِ عذراءٍ أن يُصوِّرَها لَها. لَن يهنَأ للحَياةِ بالٌ قبلَ أن تُدرِجَنِي بطلةً فِي جَميعِ السِّيناريوهاتِ المُرعِبة الَّتِي تخطُر لها.
ثمانيَة عشر يومًا ليسَت مُهلةً كافِيَة لتَشييدِ الاعتِياد، عَلى الرَّغمِ مِن أنِّي شخصيَّةٌ اجتِماعيَة، لَا يُربِكُها الاختِلاطُ بالبَشر سواءٌ كَانوا ذُكورًا أم إناثًا، فإنَّ المُكوثَ مَع السيِّد جيون مَا يزالُ يُعتَبر هاجِسًا بالنِّسبَة لِي. فِي البِدايَة خِفتُ أن يكونَ أحدَ أولئِك المُنحرِفينَ الَّذِين يصطَفونَ العُزلَة فِي الجِبال، ويتصيَّدونَ كلَّ فريسةٍ انشقَّت عَن قطيعِها، مِثلي.
والآن يقلِقني عَجزِي عَن قِراءةِ مَا يَدورُ في صفَحاته عَلى غِلافه المُنمَّق، عُنوانه جذَّابٌ مِن مَقطَعين، سُطِّر بينَ جَفنين، لَا يبوحانِ عَن المَضمونِ، لاشكَّ وأنَّ أكثَر مِن امرأةٍ تهافَتت عَليه لاقتِناءِ نظرَة.
ارتِباكي يتَفاقم يومًا بعدَ يوم، غيرَ أنِّي أحاوِل السَّيطرَة عَلى أعصابِي، وحِمايَة نفسِي مِن ألاعيبِه، هو يهوَى العبثَ بإعداداتِ استِقرارِي، ومُشاهَدة الفَوضى الحَمراء تكتسِح وَجنتيّ. أحيانًا أندمُ لأنِّي بُحت لَه عَن عِلتيّ، إذ كانَت فجوةً يسلُكها نحوَ الانتِصار.
ما أزالُ أسيرةً للصَّدمَة، رغمَ الحَديثِ المُقتَضب الَّذِي دارَ بينَنا، وقَد بذَلتُ مَا بوِسعي للسَّيطرَة عَلى أنفاسِي المُضطِربَة، كَي لَا يلتمِس الخَللَ فِي سَحنتِي. ودَّت يَدايَ لَو تَستُرا عُريِي، ولكنَّهُما أصغَرُ مِن قُطرِه، إذ كُنت أرتَدِي ملابِس داخليَّة فحَسب، بنيَّة السِّباحَة مَع بريت.
كانَ جونغكوك بجَوفِ المَسبح، لَا يظهرُ مِنه سِوى رأسُه، خُصلاته الشَّقراءُ تُحاكِي رِمالَ شاطِئ أندَتها الأمواج، فالتحَمت بقافيَة عُنقِه، وحملَ المَاءُ حوافَها الَّتِي راحَت تتَمايل بتَناغُم. وأحاطَت بِي نَظراتُه المُبهمَة كالضَّباب. اقتَطعتُ بُرهَة للتَّفكيرِ فِي تبعات الغَطس مَعه بمَلابسِي الدَّاخليَّة، ثمَّ أقنَعتُ نَفسِي أنَّ الأمرَ ليسَ مُختلفًا عَن السِّباحَة فِي البَحر، الفَرق الوحيدُ أنِّي لَن أكونَ تحتَ حِمايَة والِدي، ليسَ هُناكَ داعٍ للارتِباك، لكِن ماذا لَو اعتقَد أنَّ قَوامِي لَا يُقارَن بعارِضاته؟
لفَظتُ تنهيدةً ثقيلَة كادَت تُغرِق سفينَة عُمرِي، ثمَّ أقبَلتُ نَحو ضفَّة الحَوض بتردُّد، لَولا أنِّي اختَبرتُ ألَم التَّزحلُق بالمَاء، لتعمَّدتُ السُّقوط، إلَى تِلك الدَّرجَة أشعُر بالرُّعبِ مِن قُربِه. جثَوتُ عَلى الرَّصيف، ثمَّ انغَمستُ فِي لجَّة المَاء بأدَب، رغمَ أنِّي أفضِّل القَفزَ وإحداث الجَلبَة. سبِقني الكَلبُ إلَى جونغكوك، وعَلى مهلٍ اقتَفيتُ المَسارَ الَّذي شقَّه بأطرافِه. تمنَّيتُ أن لَا أصِل، ولكنَّ الوُصولَ كانَ حتميًّا.
خيَّمتُ عَلى مُحيَّاهُ القَسيم، وارتَشفتُ مِن بُحيرَتيه اللَّتينِ ثَوت إحداهُما وُريقةٌ خَضرَاء، أجدُنِي فِي كلِّ مرَّةٍ أسبَح فِي زُرقةِ عَينيه لأبلُغَها. سُرعانَ مَا تمرَّد بصَرِي عَلى الحَياء، وتاهَ بينَ تضاريسِ صدرِه الوعِرة، ووخَزت أشواكُ الانبِهارِ أنوثَتِي، فنبَض قلبِي بقوَّة.
بينَ قُضبانٍ مِن رُموش، ثارَت نَظراتُه المُجرِمَة، وهدَّدت دقَّاتِي المَنيعَة.
«لِم كلُّ هذِه الرَّهبَة، كأنَّ بالمَسبح سمَك قِرش سينهَش لحمَك؟»
أظنُّ أنِّي سَمك القِرش هُنا.
تأرجَحت حَدقتايَ يمينًا ويسارًا، كأنَّ أنفاسَه الواهِنَة رياحٌ عاتِيةٌ تعصِف بِي، ومَا لِي القُدرَة عَلى صدِّها، بخِبرتِي الشَّحيحَة فِي مُجابَهة الحَرج.
«أخبرتُك أنِّي أعانِي مِن مَشاكِل فِي التَّعامُل مَع الذُّكور، كَما لَم يسبِق وأن تعرَّيتُ أمامَ أحدِهم إلَى هَذا الحدّ، أقصِد ونَحن بمُفرِدنا».
مَا انقَطعتُ عَن تَحريكِ ذِراعيّ وسطَ المَاء حفاظًا عَلى مَنصِبي، فِي حينِ أعطانِي جونغكوك بظَهرِه، وتمسَّك بالقَضيبِ المَعدنيِّ المُمتدٍّ عَلى باطِن المَسبح، موفِّرًا طاقَته.
«لاريسا، أنا مُصمِّم أزياء، أتعرِفين مَا مَعنى ذلِك؟»
التَفت إليّ وقالَ بجُمود:
«رُؤية النِّساء بثيابِهنّ الدَّاخليَّة ليست كافِيَة لزَعزعَة قَرارِي».
اختَمر الارتِياحُ في صَدرِي، إذ أفصَح لِي بطريقةٍ غَير مُباشِرة أنَّه لَن يقرَبنِي. كرجلٍ اختَلط بالكَثيرِ مِن النِّساء خِلال مسيرتِه المِهنيَّة، لاشكَّ وأنَّه تلقَّن كبحَ أهوائِه، أو ربَّما لستُ مُغريةً بالقَدرِ الكافِي، لأهزَّ ثباتَ نفسِه، هُو أربعينيّ، لَن ينجذِب لمُراهقةٍ مِثلي.
«ما رأيُكَ أن نتنافَس؟»
بمرحٍ حاوَلتُ تَرطيبَ غَيظِه، بعدَما أشعَل شكِّي بِه ملامِحه، أو ذلِك ما ظَننته.
زيَّف اللَّامبالاة، وداعَب بريت الَّذي يسبَح عَلى بطنِه بإتقان، كُنت مُجبرةً عَلى لفتِ انتِباهه بطريقةٍ مُلتوِية، حَيث صَفقتُ المَاءَ بيدِي، فاندَفعت قطراتُه نحوَ ظَهرِه، وحبَّذت الاختِباء بينَ تقاسيمِ عضَلاتِه، وحيدةً كالنَّدَى، عَلى العَودةِ إلَى موطِنها، كنَظراتِي.
«هيَّا جون، لَا تكُن عجوزًا».
ألَّف الاستِياء بينَ حاجِبيه، وما كِدتُ أتناءَى عَن مرماهُ حتَّى رشَّنِي بالماءِ مرَّتين عَلى التَّوالِي.
«سأريكِ مَن العَجوز».
أملتُ رأسِي جانبًا، وحَجبتُ عَدستيَّ خلفَ جَفنيَّ مُتفاديةً غاراتِه الشَّقيَّة، بينَما أقهقه باستِمتاع.
«حسنًا، يَكفي عبثًا، ولنتَسابقَ كأنَّنا فِي الأولمبياد».
«وما الغنيمَة؟»
شفَّ ثغرُه عَلى ابتِسامةٍ خَبيثَة، وترسَّب سوادُ روحِه فِي محيطَيه حينَما داهمهُما الرُّكود، فغرِقت.
اهتَديتُ إلَى أفكارِه بِلا عَناء، لَم يمضِ وقتٌ طَويلٌ مُنذ أن وقعتُ فِي مصيدةِ مكرِه، وحرِمتُ مِن وجبةِ العَشاء، بَل وغُرِّمتُ بقبلةٍ كأنِّي أجرَمتُ بحقِّه عندَما فَرضتُ عَليه الامتِثالَ للعِقاب. طرَّز التجهُّم أسارِيري، بمجرَّد ما راوَدتنِي الذِّكرى الَّتِي تختبِئ بينِي وبيني.
«يُمكِن للمُنتصِر أن يطلب مِن الخاسِر مَا يشَاء، ما عَدا حرمانِه مِن الأكل، فذلِك انتِهاك لحُقوقِ الإنسان».
رمَقنِي بثِقة أربَكتنِي، ولَم يُظهِر أيُّ جزءٍ مِن مُحيَّاه خوفَه من الخسارَة لي.
«لا بأسَ لديّ».
ضيَّقتُ جفنيَّ بارتِياب، فوَراء وداعتِه هذِه مخطَّط مَشبوه، لَه أنياب حادَّة قادرة عَلى تَمزيقِ راحَتِي، مِن الواضِح أنَّه يُفكِّر فِي شرطٍ تَعجيزيّ آخَر، بِما أنَّه وافَق عَلى إقصاءِ الأكلِ مِن القائِمَة.
أماتَ شُرودِي حينَ خرَج مِن المَسبحِ بغتَة، وهاجَرت قطراتُ المَاء جسدَه إلَى موطِنها الأصليّ بصَخب، كشلَّالٍ يتوقُ للارتِماء فِي حُضنِ بُحيرَة. كانَ ظهرُه مُفخَّخًا بالفِتنَة، فما نَجت مِنه نَظراتِي الطَّائِشَة الَّتِي وطأته بعفويَّة فِي البَدء، تشتَّت أشلائي بينَ حناياه، وهرَعتُ ألملِمُها بشهقاتِي المثقوبَة، عبثًا. ما لبِث وأن سحَب ظَهره مِن مجالِ بصَرِي، ووضَع صدرَه نيابةً عَنه. بعُسرٍ منَعتُ حدقتيَّ مِن الانحِدار إلَى سفحِه، كُنت لأُعلَن أمامَ نفسِي آثِمة.
رطَّبت حلقِي الجافّ بريقي، ثمَّ هرَبت مِن الهلاكِ الَّذِي نصَب سُرادِقه عَلى طرفيّ جِسر أنفِه. تسلَّقت حافَّة الحَوض، وحاوَلت قدرَ الإمكانِ أن أتحاشى التعثُّر بخطواتِي، وإحراجَ نفسِي أمامَه. حجَب عنِّي الموقِف هيئَتي بالكامِل، إلَى أن مثلتُ بجانبِه فِي ملابِسي الدَّاخليَّة بخَجل، بدَوتُ قزمةً مُقارنَة بِه جسدًا وروحًا، مثلَ زهرةٍ مَهما قفَزت لَن ترقى غُصنَ شجَرة.
شفَراته الحادَّة تَبرِي كَيانِي، كقلمِ رَصاصٍ لَا أحدَ يعلمُ ما الَّذِي سخَّرة لخطِّه فِي نفسِه، حتَّى صارَ نحيلًا قابِلًا للانكِسار، كذلِك كادَت أنفاسِي تنفَد، لَولا أنَّ السَّبب الَّذِي دفَعنا إلَى مُغادَرة المَاء قَد لفَت انتِباهه.
«أنا أكبَر مِن أن أتولَّى العدّ التنازليّ، أوليس؟»
فكرةُ العبثِ في الأرجَاء مَع رجلٍ أكبَر منِّي لوحدِها مُفعمةٌ بالنَّشوَة، وَخزني الصبَّارُ في أصِّيصية المُكتحلين بالهيبَة، فأشَحت وجهِي جانبًا خشيَة أن يقرأ أفكارِي، وبعدَ أن استَجمعتُ ثباتِي رمقتُه بتحدٍّ.
«تهيَّأ للهزيمة، سأجعلُك تغنِّي عَلى شرفِ فَوزي».
التَوى تقاطُع شَفتيه باستِخفاف.
«أبهرينِي، لاري».
اختِصارُ اسمِي الَّذِي سلَكته حُروفُه اقتادَها إلَى أعماقِي، رغمَ أنَّه ليسَ اكتِشافًا جديدًا، ربَّما السرُّ يكمُن فِي نبرتِه المُخمليَّة.
أنَّبتُ ذاتِي بشِدَّة عَلى انصِهارِها، حالَما رفَعت سماواهُ درجَة حرارتَهما، وحاوَلتُ أن أصبَّ تركيزِي عَلى المُنافسَة. قفَزنا بطريقَتين مُختلِفتين، طريقتُه احتِرافيَّة، وطريقَتي تصرُخ مُبتدِئة، حيثُ طَويتُ ساقيّ بمُجرَّد ما انفصَلتُ عَن الأرض، ثمَّ وقَعتُ عَلى قدميّ اللَّتين ابتَلعهُما المَسبح أوَّلًا، فِيما اقتَحم جونغكوك المَاء بجسدٍ مائِل تسبِقُه ذِراعاه، وما رأيتُ له أيَّ أثرٍ مُنذ ذلِك الحِين.
قطَّبت حاجِبيَّ باستِنكارٍ بينَما أشقُّ طريقِي نَحوه.
«ظننتُ أنَّنا سنبَح كالبَشر لا كالدَّلافين».
كُنت أوَّل قبلةٍ لمُقلتَيه بعد أن عاد إلى السَّطحِ مُجدَّدًا، وما خفِي عنِّي طيفُ السُّخريَة الَّذِي حامَ حولَ حِماه.
«أينَ هِي ثِقتُك يا صَغيرَة؟ أم أنَّك لا تُجيدينَ سِوى التبجُّح؟»
صفقتُ الماءَ مُغتاظَة مِن هزيمَتي المَحتومَة أمامَه، وضَياع غايَتي النَّبيلَة مِن رِحال فِكري، أرَدتُ أن نقضي أمسِيةً لطيفَة معًا، وكُنت سأستغلُّ الطَّلبَ لذلِك الغَرض، حتَّى بريت يكادُ يتخطَّانِي.
ما انصَعتُ للاستِسلام، بَل واصَلتُ السِّباحَة بإصرار، لابدَّ وأنَّ سُرعَته تقلَّصت، إذ استَطعتُ اللَّحاقَ بِه، قبلَ أن يعتَب الضِّفَّة الأُخرَى، وأوحَى لِي طيشِي باختِصارِ سبيلِ النَّصر، فقيَّدتُ قدَمه بكفِّي، وسحَبته إلَى الوَراء بعيدًا عَن الصَّدارَة ببوصَات، ثمَّ هممتُ بتجاوُزِه.
«أنتِ تغشِّين».
رجَمنِي باستِهجانٍ غَليظ، ارتَعدت عَلى إثرِه أوصالِي، لكنِّي استَدرتُ نحوَه بغُرور، وقَد أفلحتُ فِي سلبِ رُتبته.
«لا أذكُر أنَّنا قيَّدنا الغشّ بقاعدةٍ فِي هذِه اللُّعبَة، ما يَعنِي أنِّي لَم أرتكِب أيَّة مُخالَفة».
دفَعتُ جِدارَ المَسبحِ بكفيّ، وافتَتحتُ طريقَ العَودة إلَى نُقطةِ البِدايَة، أقتلِع المسافَة بينِني وبينَ الفوزِ بذِراعيّ. حينَما ألقيتُ نظرةً إلَى الوَراء، لمَحتُ جونغكوك ينقلِبُ عَلى ظَهرِه ثمَّ عَلى بطنِه برشاقة، بعدَ أن رفس الجِدارَ بكَعبيه، وراحَ يُزهقُ الفَارِق الَّذِي أنجَبته مِن الغشّ.
ضرَبت الماءَ بعُنف لعلِّي أضمَنُ التَّنائِي عَن مُتناولِه، غيرَ أنَّه أمسَك بكاحِليَّ فجأة، وردَّنِي إلَى الخَلف، لَم يتجاوَزنِي مثلَما فعَلتُ معَه، بَل جَرفنِي نحوَ حُضنِه؛ كدوَّامةٍ لَا تَعرِف الرَّحمَة، وفِي قعرِه هَمد رُكامِي بِلا حَولٍ له ولَا قوَّة.
«لقد كُنتِ فتاةً سيِّئة، كيفَ سأعاقِبك يا تُرى؟»
كانَ قابَ قوسَين مِنِّي، بَل أدنَى مِن ذلِك بكَثير، كَما لو أنَّه أديمِي الَّذِي يُعانِق كلَّ شبرٍ منِّي، وإبرُ أنفاسِه ترقَع الارتِباك بشِغافِي، بينَما تُخرِّم عُنقِي برِقَّة.
«أيُّ اقتِراحات؟»
أتانِي صوتُه الأجشُّ بينَ الجَهر والهَمس، ورغمَ أنَّ أبوابِي موصَدةٌ بإحكامٍ فِي وَجهِ الافتِتان، عثَر عَلى ممرٍّ سريٍّ يقودُه إليَّ، وربَّما نبرتُه الرَّفيعَة هِي المِشبَك الَّذِي فتَحني لَه. صِرتُ جُرمًا، حُبسَ فِي مدارِ الحيرَة، عبدٌ مأمورٌ للغَفلة، لا يسعُه مُعانَدة المَشاعِر الَّتِي سنَّتها، حتَّى وإن كُنت أجهلُ ماهِيتَها، أو عاقِبتَها.
استشعَر رعشَتِي لأنَّه مُلتحمٌ بي، ووجَّه إليَّ سُؤالًا التمستُ فيه الشَّماتَة، معَ أنَّه واراهَا.
«ما بِك؟ أتشعُرين بالخَوفِ منِّي؟»
ما أزالُ أسيرَة صدرِه، وأغلالُه المتينَة تُحيقُ بخَصري، لَم تُحالِفني الجُرأة عَلى الالتِفات إليه حتَّى، فلُذت بمَنظرِ بريت الَّذِي مكثَ قُبالَتي مُستغيثةً مِن مالِكه. ابتَغيتُ التَّباهِي بتماسُكِي، لكنَّ صوتِي المُتذبذِب فضَح اضطِرابي.
«ولِم قد أشعُر بالخوف منك؟ نَحن عالِقان معًا مُنذ أسبوعَين، ولَم يبدُر عنكَ ما يُزعزع قَراري!»
مالَ عَلى أُذنِي كغُصنٍ أرهَقه الكِفاح، وخضَّبت أنفاسُه الماطِرة كلِماته.
«يُفترض أنَّك تُعانين رهابًا من الرِّجال، أو قربهم منكِ على الأقلّ!»
أتانِي الخَوفُ عَلى عِدَّة أشكال، عاشَرتُه بِما فيهِ الكِفايَة لأميِّزه بينَ مشاعِر غفيرَة، حتَّى وإن لثَّمهُ الغُموض. لستُ خائفةً مِنه، بَل لارتِجافِي تَشخيصٌ آخر.
«لكنَّك مُنزَّهٌ مِن النَّزوات، ألَم تقل أنَّك مُعتادٌ عَلى التنزُّه بينَ أجسادِ النِّساء دونَ تعثُّرات؟»
جسدُه يبعثُ بداخِلي أوَّارًا حارِقًا، يجعلُنِي أتصَّببُ ضَلالًا، كأنَّه حُمًّى أصابَت وَعيِي حينَما تمشَّى تحتَ غيثِ ثغرِه، ومَا كمَّدها المَاءُ الَّذِي يحتضِنُ كِلينا.
تحرَّكت يداهُ عَلى خَصرِي بتلكُّؤ، وعقدَتا خُيوطهَما حولَ أنفاسِي، تتحكَّمان بوتيرةِ كلِّ شهقةٍ أو زفرةٍ تصدُر عنِّي؛ كانَ يتعمَّد التَّلاعُب بأعصابِي. أجبَرنِي على مُغادَرة صدرِه، حيثُ قابَلت سماؤُه الحارَّة سنابِلي الَّتي امتلَأت بالسَّهو، وتحسَّست سبَّابتُة شفتِي السُّفلى.
«أنسيتِ أنِّي استَبحتُ شَفتيك؟»
يا هلا بالخفافيش 🙈
كامي رجع لحسابو المهجور بعد قرن من الغياب 😭 اشتقت لكل نفر فيكم
زمان ما تأخَّرت بهذا القدر بس كان لازم اتحرّر من شايملس، الحين بسلّط تركيزي على فنون سريريّة 😎 أتمنى اظل على حماسي ودلّلكم 😹
بس لو شفت أنكم ساحبين رح اسحب من غير شعور بالذنب ضميري الكتابي يموت أحيانا 😎🚶
دخلنا الفترة الهوت من الرواية 🐹 مش عارفة ليه دائما الاحداث ما ترضى تشتعل إلا برمضان 😐
شو رأيكم بالفصل!
أكثر جزء عجبكم وما عجبكم!
جونغكوك!
لاريسا!
توقعاتكم للفصل الجاي!
دمتم في رعاية اللّه وحِفظه 🌸
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro