Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

أُمسِيةٌ ساحِرة| ٠٥

تطوَّر العَصرُ ولكنَّ الحَياة ما استَغنت عَن أساليبِها الجاهِليَّة أبدًا، كأنَّها ما تفتأُ في عزِّ شبابِها، رغمَ أنَّ عُمرَها يتناقصُ يومًا بعدَ يَوم، تُقايِضُ الطُّروبَ الَّتِي تلتقِطُها مِن أغوارِ النَّعيم بطائلٍ مِن الدُّموعِ الحارِقَة، وإن نصكَّ الأمانِي عَسى أن نُغيّر عُملَة السَّعادةِ، تُحرقِها بلَهيبِ الكُروب.

نُؤمِن أنَّ الحالَ سيتبدَّل، أو عَلى الأقلِّ ستملُّ مِنَّا وتبحثَ عَن طريدةٍ أخرَى، لكنَّ الانكِسارَ يُلازِمُنا أبدَ الدَّهر، يهدأُ لفترةٍ وجيزةٍ ثمَّ يعودُ بقوَّة زِلزالٍ عازمٍ علَى التَّدمير.

لَم أرَ الكثيرَ مِن بطشِ الحَياة شيئًا باستِثناء القُنبلة الَّتي ألقَتها عَلى سقفِ مَنزِلي، فراحَ ضحيَّتُها زواجُ والِديّ، وثِقتي بالعَلاقات، غيرَ أنِّي أخفَضتُ معاييرَ المُستقبلِ الَّذي سأحظَى بِه، ورَضيتُ برشفةٍ صغيرةٍ مِن الإشراق، لَن أطمَح للمَزيدِ كَي لا أكلَّل بخيبةٍ في نهايةِ المَطاف، لأنَّ الأملَ قاتلٌ أحيانًا، لاسِيما وإن عكَّره الوَاقعُ بسُمومِه.

كُنت اجتِماعيَّة في المَدرسَة، أوزِّعُ البَسماتِ هُنا وهناكَ بِلا حِساب، والكلُّ بنَظرِي سواسيَّة، إلَّا صديقةً وحيدةً أهدَيتُها صرحًا في وِجدانِي، لكنَّها غدَرت بِي، وآثرَت مُتعةً عابِرةً مَع خَليلي عليّ، لَا أدرِي كيفَ استَطاعَ الوُصولَ إلى لبّها، ربَّما بنفسِ الطَّريقَة الَّتي انتَهجها مَعِي، أحاديثُه الشيِّقَة، ونظراتُه الشقيَّة!

غفرتُ لجونغكوك صُراخه عليّ، لأنَّه منَحنِي عُذرًا مقبولًا مبدئيًّا، رغمَ صيغتِه البارِدَة، أصبِح شخصًا لا يُطاق حينَما يُصيبني الصُّداع، وحدَه والِدي القادِر عَلى احتِمالي، كَما أنَّنا عالِقان معًا، يسعُني التَّضحيةُ بعتبي لضَمانِ غدٍ أفضَل، لَا أطمَح لاحتِلال رُقعةٍ في قَلبِه القُطبيّ، بَل إلى قدرٍ مِن وقتِه، يسدَّ رمقَ المَلل، لَو أنَّ للجُدرانِ أفواهٌ لَما ارتَدته، سوفَ أجنُّ لومَا ثَرثرت.

تمامَ الثَّامنَة اتَّجهتُ إلى المَطبخِ لأشحَن معِدتِي، كُنت عَلى وشكِ مُقاطَعة طهوِه، ثمَّ تذكَّرتُ أنِّي أجيدُ تحضيرَ العجَّة والبَطاطَا المَقليَّة فقَط، سأسمِّمُ جسَدي لَو واظَبت عَلى الأكلِ غيرِ الصحِيّ. مررتُ بغُرفَة الجُلوس، حيثُ تراكَمت الثَّلوجُ خلفَ الجُدرانِ الزُّجاجيَّة، وحجَبت المُحيطَ الخارِجيَّ عَن أبصارِ أهلِه برمَّته، تأمَّلتُ البَياضَ المُستنِد عَليها لبُرهةٍ، قبلَ أن أستأنِفَ دَربي نحوَ غايَتِي.

كلبُه لا يُحبُّني، قابَلتُه للمرَّة الثَّانِيَة توًّا، وقَد رمَقنِي بتجهُّم كسيِّده، حتَّى أنَّه قطَّب حاجِبيه، وأخذَ ينبَح مِلءَ حُنجرتِه. تراجَعتُ إلى الوَراءِ بخطوةٍ خوفًا مِن أن يهجُمَ عليّ، فِي حينِ ربَتت نظراتُ جونغكوك الَّتِي وثَبت مِن فوقِ كتِفه عَلى بُنيتِه الصَّغيرةِ بحَنان.

«ستَقطن مَعنا لمدَّة بريت».

نظَر الكَلبُ إليَّ ثمَّ عوَى بدراميَّة ردًّا عَلى مالِكه مُعربًا عَن رفضِه، كأنَّه فهِم كلِماته. تملَّكنِي الغَيظُ، إذ شعَرتُ أنِّي كائنٌ غَيرُ مرحَّبٍ بِه بينَهما، فانحَسرت شَفتِي العُليا على نضدِ أسنانِي المرصَّعةِ بتَقويمٍ فضيٍّ، تمامًا كالنُّجوم.

«لا أريدُ العَيش مَعكَ أنا أيضًا

جلَستُ أمامَ الطَّاوِلة وترقَّبت وصولَ الطَّعامِ إلى متناوَلي بوَقاحة، أنا عارٌ عَلى جِنس الإناث.

فكَّرتُ في مَصيرِ التَّقويمِ لَوما حضرتُ جلَساتِي الرُّوتينيَّة مَع طبيبِ الأسنانِ ليثبِّتَه، ستتساقَطُ نجومُه الواحِدةُ تِلوى الأخرَى مِثلَ عُمرِي، هدرًا. نثَرتُ ذِراعيَّ عَلى المائِدة بإحباط، فوقَهُما ذَقنِي.

«ما الَّذي تستخدِمه لمُحاربَة المَلل هنا بحقِّ السَّماء؟»

«النَّوم، الرِّياضَة، وبريت».

بلَغتنِي تراتيلُه خافِتةً، كأنِّي أخيِّمُ عَلى ضواحِي كنيسَة تُقام فيهَا طُقوس الكِتمان، ثمَّ سمِعتُه يعزِف للهاسكِي الرَّماديِّ الخاصِّ بِه نشيدًا ودودًا.

«أليسَت العُزلَة نِعمَة بريت؟»

انبرَى احتِجاجُ الكلبِ الصَّاخِب، وأعلَن عَن تأييدِه بأنينٍ طَفيف. جونغكوك قادرٌ عَلى التَّفاهُم مَع الحَيوانات أكثَر مِن النَّاس، لذلِك احتلَّني اليأسُ وانتَحبت.

«لا يُمكِنني العَيشُ من دونِ إنترنت ولَو ليومٍ واحِد، أنا شخصٌ اجتِماعيّ كَما يُفترضُ بالبَشر أن يَكونوا، والسُّكوت يُرعِبُني».

«لقد عِشت مِن دونِه لثلاثِ أيَّام».

الأيَّام المُنصرِمَة لا تندرِج ضِمن خانَة العَيش، لأنِّي لَم أشعُر فِيها بِما يُشبِه الحيَاة. صمتُّ خِشيَة أن يَدفعهُ السُّخطُ إلَى تَجويعِي، لَو أضَعتُ وقتَه الثَّمينَ عَلى نِقاشٍ لا فائِدَة مِنه، مَصيري بينَ يديّ هَذا الرَّجلِ القُطبيّ لشَهرين مُتعاقِبين، عليَّ أن أكونَ فتاةً عاقلَة، وأن لَا أنفجِر مَهما وَخزنِي برودُه، لاسِيما وأنِّي ما أزالُ لا أعرِف حدودَ صبرِه.

أتَى العَشاءُ بعدَ دقائِق قَليلَة، حيثُ ادَّخرتُ كلِماتِي لنفسي، فكلَّما اغترَرتُ بقدراتِي عَلى الفوزِ بالقُلوب لأقامِر غموضَه المَكين زادَت احتِمالات خَسارَتي أمامَ جَهلِي به. وضَع صحنَ كلبِه عَلى الأرضيَّة، وحشَر فيه شريحةً من لحمَ الضَّأن، ثمَّ آوَى إلَى صدرِ المائِدَة بوَقار. مَا رقَع خَرزتيه بخُيوطِ بَصرِي ليكتمِل عقدُ الألفَة أبدًا، بَل انكبَّ عَلى وجبتِه كأنَّه لا يتقاسَم المائِدَة مَع آدميٍّ مِثله.

حينَما انتَهيت سبِقته إلَى قاعةِ التَّرفيه الَّتي يمتلِكُها، أشكُّ في أنَّه يستخدِمُها، جُبت ربوعِها لثانِي مرَّة منذ أن سُجِنتُ معَه، خطَت أنامِلي عَلى طاوِلة البيلياردو، وما شِئتُ إفساد كريَّاتِها الَّتي رسَمت وسطَها مُثلَّثًا.

استَقطبتني الشَّاشَة العَريضَة نَحوها، التَقطتُ جهازَ التحكُّم الَّذي كانَ مُستلقيًا بجوارِها، ثمَّ شغَّلتُها بُغيَة تهيِئة الأجواءَ لتليقَ بهذه السَّهرة التَّاريخيَّة، لا أصدِّق أنَّه حقَّق لي أمنيَتي وما هُو بماردٍ سخيّ. كانت آخرُ أغنيةٍ أذاعَها الجِهازُ عتيقةً للغايَة، رغمَ أنَّها ما تزالُ مَشهورَة في القَرن الحادِي والعشرين. حالَما أطلَّ من المَدخل المَفتوح وبينَ ذِراعيه صينيَّة تضمُّ شتَّى أصنافِ المكسّرات لويتُ شدقي باستِهزاء.

«She's gone!
بجديَّة؟»

ضيَّقتُ جفنيَّ حولَ وجهه الَّذي غمرَه التأفُّف.

«مَن هِي تعيسةُ الحظّ؟»

لم أتوقَّع مِنه ردًّا، فليسَ من النَّوع الَّذي يتبرَّع بمَكنوناتِه لغيرِه، وما أنا إلَّا فتاةٌ جمعَته بها الصُّدفَة. تقدَّم من الطَّاولة الخشبيَّة الَّتي تُقابل أريكةً جلديَّة عريضَة، بسحنةٍ خاويَة.

«زوجتي السَّابقة».

جحَظت عينايَ بدَهشة، لأنَّه تنازلَ لي عن الحقيقَة، ولأنَّ فحواها بحدِّ ذاتِها صادِمة، ما خِلتُ أنَّه خاضَ علاقةً جديَّة وشيَّعها، ملامِحه فتيَّة لا تنمُّ عَن عمرِه، ولَا ما واجَهه في مُعتركِ الحياة.

«من طلَّق الآخر؟»

أنساني الحماسُ أنَّنا لسنَا بذلِك القُرب لنتبادَل أسرارَنا فتمادى فُضولِي، ولقيتُ منه نظرةً قاتلَة أعدَمته. ما لبثَ وأن أعطانِي بظهرِه، ثمَّ حطَّ وعاءَ المكسِّرات عَلى الطَّاولَة، تليهِ علبةُ عصيرٍ لي وقنَّينةُ شَرابٍ له.

«حسنًا لَن أسأل، ولكِن أحقًّا يُمكِنك الوُصول إلى تِلك النُّوتات الشَّاهِقة؟»

«مَن يعلَم؟»

ردَّ بلامُبالاة، وتركَني لقمَة سائغةَ لعلاماتِ الاستِفهام. تنهَّدتُ بغيظٍ، ونَفيتُه خارِجَ مدارِ هوسِي، رغمَ أنِّي راغِبةٌ فِي التَّنقيبِ عَن الأجوبَة بنَفسِي. قلَّبتُ الأغانِي في قائِمَة التَّشغيل، كانَت مُعظمُها عصريَّة لَا تُشبِهه ذَوقه، فهُو شخصٌ عريقٌ محبٌّ للهُدوء.

عثَرت عَلى أغنيةٍ لُذت بِها مِن خَيبتي العاطِفيَّة منذُ أشهُر، صدَرت تزامُنًا معَ انكِساري. لَم أتوقَّع أن أجدَها بينَ مجموعتِه، أراهِن أنَّ أحدًا غيره قَد وضعَ بصَماتِه عَليها. ترجم جسَدي سعادَتي بقفزةٍ، وصيحةٍ مكتومَة، لَم يسمَعها جونغكوك. حالما اكتملَت ترتيباتُه، أخمدتُ المِصباحَ الكهربائيّ، ثمَّ عانَقتُ مكبِّر الصّوت، لَم أكُن يومًا شخصًا يخشَى أخذَ زمامِ المُبادَرة.

حَمحمتُ أهيِّئ حِبالِي الصَّوتيَّة لشنقِ النَّغمات، ومِن أعماقِي أرقتُ كلِمات الأغنيَّة دونَ أن أغربِل شوائِبها البَذيئَة، مُتناسيةً أنِّي مخُتليةٌ برجلٍ في مُنتصفِ العُمر، يُقدِّس الأخلاق.

«ACDEFU and your mom and your sister and your job and your broke ass car and that shit you call art fuck you».

وبينَما يجرِفني سيلُ النَّقم الَّذي فاضَ في صَدرِي، قذَفني جونغكوك بوسادةٍ اصطَدمت بظَهري.

«استَحِي أمامِي قليلًا، أنا بعُمرِ والِدك».

التفتُّ إليهِ ببراءةٍ كأنِّي ما تفوَّهت بألفاظٍ بذيئَة.

«الشَّتائم بلُغةٍ أجنبيَّة راقِية».

علَى جانبِه الأيمَن، رأيتُ بريت رابضًا يسدُّ أذنيه بطَرفيهِ الأماميَّين، فأبرزتُ قواطِعي له كسِنجابٍ بحِقد. كُنت مستعدَّة للدُّخولِ في شجارٍ مَع الكَلب، لولَا أنَّ نظراتِ جونغكوك الحامِيَة صدَّتنِي عَنه.

انجلَى الاستِنكار على ملامِحه بسببِ التلوُّث السمعيِّ الَّذي أجبرتُه عَلى اجتِراعه، لكنِّي قابلتُ الشَّاشَة ثانيةً وواصَلتُ تعذيبَه بصوتِي الَّذي لَا يصلُح للإطراب. لابدَّ وأنَّها أسوَأ ثلاثِ دقائِق مرَّت عليهِ طوالَ حياتِه، إلَى درجةِ أنَّه تنفَّس الصُّعداء حالمَا سادَ السُّكون القاعَة.

عُدت أدراجِي إلَى الأريكَة الَّتي يشغلُها، حيثُ جلَست عَلى يسارِه، أنهلُ مِن علبةِ العصيرِ ما يَروي عطَشِي، بعدَ أن أهدرتُ رمَقِي عَلى الغِناء، ولا أنوِي التوقُّفَ قريبًا. سُرعانَ ما سأَل:

«خليلُك السَّابِق؟»

أطرَح عليَّ سؤالًا خاصًّا حقًّا؟

مِلتُ إلى قِبلته وربَّعتُ قدميّ فوقَ الأريكَة، أتَّخِذ وضعيَّة البَوح، بكلمتين سردَ عليَّ ماضِيه، غيرَ أنِّي أسرَفتُ فِي التَّفاصِيل، كأنِّي ما صدَّقتُ أنَّ أحدَهُم سألَني أخيرًا عَن عِلَّتِي، رغمَ أنَّه غريبٌ عنِّي، لَن يكترِثَ لقصَّتِي العاطِفيَّة المأساويَّة.

«دميتري، نحن صديقَا طفولَة، إذ شاءَت المصالِح أن تربِطَ بينَ عائلَتينا. تواعَدنا لمدَّة سنةٍ تَقريبًا، وما انفكَّ يتذمَّر خلالَها لأنِّي عاجزةٌ عَن ريِّ غرائِزه، تعلم القُبلات وما إلَى ذلِك؛ لا أحُبُّ أن أُلمَس. رأيتُه وهوَ يخونُني مَع أقربِ صديقَاتِي منذُ شَهر تقريبًا، وقَد كانَ المَشهدُ مُقزِّزًا».

قرَن الاهتِمامُ حاجِبيّ جونغكوك لبُرهَة، فزخَر داخِلي باللَّهفةِ لمعرِفَة وجهةِ نظَره، بِما أنَّه اغتَرف مِن بحرِ العُمر الكَثير مِن التَّجارُب، آسِنَة كانَت أو ماجِنَة.

«العَلاقة بينَ ثنائيٍّ ليسَت أفلاطونيَّة وعُذريَّة، لمَ رضيتِ بالخُروج من دائرةِ الصَّداقة، لوما كُنت مُستعدَّة للمَرحلة المُواليَة؟»

ترسَّبت الخَيبةُ عَلى طرفِ شَفتِي العُليا.

«تتحدَّث كذكوريٍّ بربريّ!»

نقلَ كأسَه الَّذي انخفَض فيه منسوبُ الويسكي إلَى فمه، وأذِن لِي أن أسبَح في بَحريه الهامِدين، لا أدرِي مَتى يغيِّران رايتَيهما ويثورَان، كانَا حالِكين كالغُرفَة. رطَّب حلقَه بحُسوةٍ كأنَّه يمهِّد الطَّريقَ لقافلةِ الكلِم.

«لا أقولُ أنَّك الطَّرف المُخطِئ، فلا مُبرِّر للخيانَة، فتًى يترُكك لأنَّك لا تسدِّينَ نزواتِه، لم يحبَّك قطّ. أتحدَّث بمَنطقيَّة، العلاقاتُ العاطفيَّة ليسَت طاهِرة والرَّغبةُ ليسَت عيبًا بَل جُزءًا مِنها، فرضًا لَو أنَّك تزوَّجتِ مِنه، هل ستمنعينَه عنكِ أيضًا؟»

لحمتُ شفتيَّ بعُبوس، ظننتُ أنَّنا سنشتُمه معًا، لكنَّه حافَظ عَلى موقفٍ حِياديّ.

لَم أُرسل شَكاويَّ إلى بالِغٍ مِن قَبل، كانَت صديقَتي آيفري مُستشارتِي الوحيدَة، رغمَ أنَّ عُمرَها لَا يفوقُ سقفَ عُمري إلَّا بأشهرٍ مَعدودَة، وقَد غدرَت بي. في بُؤبؤيه لمَعت ثقةٌ أقنَعتني بمُعتقَداته، فنكَستُ رأسِي حتَّى غاصَت نظراتِي في حِجري.

«أعلَم أنِّي لستُ سويَّة أيضًا، في مَرحلةٍ مَا لَن يكونَ الوِصالُ خيارًا بَل مسارًا».

رصَدتُه بطرفيّ جَفنيّ يُخفِض كفَّه عَلى ظهرِ بريت، بينَما الأُخرى تحتضنُ كأسَه.

«هُناك ثلاثُ أنواعٍ للحبّ، الانجِذاب، الاحتِرام والثِّقَة».

كانَ هاويةً اعتكَفت مُقلَتاي عَلى حافَّتها، تُجاهِدان التعثُّر بحصَى وسامتِه. بفضلِ نورِ الشَّاشة الشَّاحب الَّذي وقفَ في وجهِ العِتمة، أبصَرتُ أطيافَ معالِمه وظِلالَ أهدابِه منعكسةٌ عَلى وجنَتيه كفروعِ الشَّجر.

«الثِّقةُ أن تتعرَّي أمامَه ولَا تخشَي عَلى نفسِك مِنه، الاحتِرام أن تلزَمي حُدودَك في معاملتِه، والانجِذاب أن تسمَحي له بانتِهاكك، لربَّما وثِقت بِه لأنَّه صديقُ طُفولتِك فاعتقدتِ أنَّك تُحبِّينه!»

أدرَكت أنَّ رصيدَه المعرفيُّ مرتفِع، لا يُمكنني الطَّعنُ في حجَّته حتَّى لأنِّي سأكونُ الخاسِرة الوحيدَة. ما لبِثتُ وأن لكَمت كتِفه بخفَّة.

«هل أخبرَك أحدُهم أنَّك بَغيض؟ عِندما تبوحُ لك امرأةٌ عَن مشاكِلها عليكَ أن تقِف بصفِّها، حتَّى وإن كانَت مُخطِئة، لَا أن تتباهَى بفلسفتِك الدنيويَّة أمامَها، أنا بحاجةٍ إلى دعمٍ معنويّ!»

عقفَ أحدَ حاجِبيه دلالةً أنَّه يُخالِفُني الرَّأي، ثمَّ امتَطى الاختِيالُ طرفَ فمِه.

«لاشكَّ وأنَّك لاحظتِ أنِّي فقيرٌ عاطِفيًّا».

نسيتُ لوهلةٍ أنِّي أتحدَّث معَ رجلٍ مطلَّق، وليسَ من الصَّعب تخمينُ العلَّة الَّتي أزهَقت زواجَه.

هوَ كصندوقٍ مُغلَق، لَا يحتاجُ سِوى مفتاحًا يُناسِب ثغرَه ليَنطق، وقَد اكتَشفت اليومَ أنَّ لِسانَه فَصيحٌ فِي المُناقَشات الجادَّة، ونسجِ الحُجج.

هلاوز خفافيش 😍

المشهد الأخير هو السبب الوحيد يلي خلاني اكتب الرواية بتاريخ 2021 لأنو الأغنية نزلت بالصيف يو نو أني بحب الحياة قبل ما ندخل العشرين دي 😂

كيوتين هدول لتنين البطلة الثرثارة والبطل الصامت أكثر ثنائي بحبو 😭 اتوقع الكل بالأخير واز لايك يا ريتك ظليت ساكت بس 😂😂

شو رأيكم بالفصل!

أكثر جزء عجبكم وما عجبكم!

جونغكوك!

لاريسا!

توقّعاتكم للجاي!

دمتم في رعايَة اللّه وحِفظه ❄

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro