أُلفَة| ٠٦
الوَجدُ أم المَجد؟ كلاهُما طريقَان مَحفوفان بالنَّدم والألَم، وكلٌّ منهما يتطلَّب التَّضحيَة بالآخر أحيانًا، فكَما يُقال: لَا يُمكِن لامرِئ الظَّفر بكلِّ ما يطمَحُ إليه، بل تحتِّم علينَا الدُّنيا الإلقاءُ بأحدِهما عَن متنِ سفينةِ العُمر، كي لا تغرَق في غَياهِب الدَّهرِ الخانِقَة.
لقَد تخلَّيتُ عَن الوَجد لأرتقِي طوابِق المَجدِ الشّاهِقة، رغمَ أنِّي عقدتُ قِرانِي مَع الوِحدَة، قبلَ أن أطأ القِمَّة كشرطٍ مِن شروطِها. تدمَّر زواجِي مُنذ ثلاث سَنوات، إذ انجرفُت نحوَ الإدمانِ عَلى العَمل، طمعًا في المَزيدِ والمَزيدِ مِن الرِّفعَة، مهما اغتَرفتُ منها لم أكن أكتفِي، وذلِك سببٌ كافٍ لينفِر زَوجتِي منِّي، فأيُّ امرأةٍ قَد ترضَى بفُتاتِ اهتِمامٍ مِن رجلٍ نذَرت لَه عُمرَها؟
عجزتُ عَن رُؤيةِ إهمالِي آنذاك، فقَد عصَب الاختِيالُ بصيرَتي، وحينَما انحسَر اللِّثامُ عَلى مآلِي أدركتُ أنَّ الخَراب الَّذِي عِثته في قدَري بليغ، وإصلاحُه عَسير. كُنت جشعًا لأتمسَّك بكِليهما، كأيِّ إنسانٍ يُؤثرُ الكفاحَ عَلى الاستِسلام، ويُمارِس شدَّ الحبلِ معَ المِحن لعلَّها تُفلت غايتَه في لَحظةِ انصِياع، لِذلك بادَرت زوجَتي بالانفِصالِ عنِّي، وترَكتنِي مُحطَّمًا. لم أعاتِب الحَياةَ يومًا عَلى إخفاقاتِي، فجميعُ المُنعَطفاتِ الَّتِي أوصَلتنِي إلى هذِه النُّقطةِ كانَت مِن اختِياري.
مُنذ الانفِصال، جعلتُ العزلَة تقليدًا سنويًّا، لأستَريحَ مِن العَمل والبَشر عَلى حدٍّ سَواء، عسَى أن أعودَ إلَى رُشدِي، وأروِّض حاجَتِي المُلحَّة إلَى اعتِراف، كأنَّ بِي نقصًا لَا تملؤه سِوى التَّقييماتُ الإيجابيَّة لمَجموعاتِي، وأصواتُ التَّصفيقِ في نِهاية كلِّ عرضٍ عَلى المَمشَى.
خلوَتي دُنِّسَت مِن قبلِ صبيَّة شقيَّة، انسلَّت مِن رحِم الجَمالِ وترَعرعَت في كنفِ الفِتنة حتَّى حابَت الرُّشد. عثَرتُ عَليها ظهيرَة العَاصِفة، تكاد تُمحَى من الوُجود، فنقلتُها إلى منزِلي لأنِّي رجلٌ نَبيل، حاوَلتُ استِلالَها من غفوتِها قبلَ احتِدامها، ولكنَّها رفضَت الاستِجابَة لي، وانتَهى بنا المَطاف عالِقين معًا. جاشَ الحِنقُ في أوداجِي، ثمَّ وقَّع هدنةً مَع الصَّبر مرغمًا.
استَيقظتُ عَلى صوتِ عُواء بريت، فتفشَّى الألَم في رأسِي، أيقنتُ أنِّي سأعانِي مِن نوبةِ شقيقةٍ أخرَى، أعصابِي بارِدة، غيرَ أنَّها تشذُّ عَن سِماتِها إن فتَك بِي الصُّداع، ويصيرُ أدنَى ضَجيجٍ شعلةً تُضرِم غضَبِي. أزَحتُ الغِطاءَ عَن جسدِي، بينَما ألعنُ الفَتاة الَّتي ما أزالُ جاهلًا باسمِها، لاشكَّ وأنَّها سببُ احتِجاجه مُنذ فتيلِ النَّهار.
اقتَفيتُ الجلبَة حتَّى وصلتُ إلى الطَّابِق الأرضيّ، حيثُ انجلَى لِي ظهر الأريكَة الَّتِي احتلَّتها، وبريت بجانِبها مكفهرُّ الطَّلعَة. كانَت خُصلاتُها الَّتي اختَلفت في الرَّأيِ وانقَسمت إلَى أسودٍ وأشقَر مثلَ ليلٍ ونَهارٍ متدليّةً، وغرَّتُها منبطحةٌ عَلى جبينِها.
«أتظنّ أنَّك الوحيدُ الَّذي يُجيد العواء؟ أنا أيضًا أجيدُ العواء يا هذا، وكالذِّئب لا كالكَلب!»
رأيتُها ترفعُ ذَقنها بينَما تقلِّده بجديَّة.
«أووو».
وتحوَّلت غُرفةُ الجُلوسِ إلى ساحةِ وغًى، بينَ كلبٍ ومُصابةٍ بالكَلب. دلَّكتُ حديّ جَفنيَّ بسبَّابتِي وإبهامِي، لعلّي أطفِّف مِن استِيائِي، قبلَ أن يجرِفها إلَى مُحيطِ الهَلاك.
«أنتِ توقّفي عَن العبثِ مَعه، أما طلبتُ مِنك أن تتصرَّفي كأنَّك شبَح؟»
سلَّطت مقلَتاها العسليَّتانِ عَليّ، جزعةً مِن دُخولِي المُفاجِئ، ثمّ دافَعت عَن نفسِها.
«هُو مَن بدأ، لقد كُنت أشاهِد التِّلفاز بسَلامٍ حينَما أتَى ليختطِف منِّي جِهازَ التحكُّم».
تنهَّدتُ بامتِعاض.
«كانَ يتمنَّى لَو يسعُكِ إطعامه فحَسب، بِما أنِّي تأخَّرت في النّوم».
سقَطت أماراتُ الحِقد عَن مُحيَّاها ونابَت عَنها البَلاهَة، لأنَّها أساءَت فهمَ نواياهُ الحسَنة، وتغلغَلت أنامِلُها في لجَّة الشَّطر الأشقرِ لشَعرِها المُترامِي عَلى قفا عُنقها.
«لَم أحظَ بكلبٍ مِن قبل، لذلِك عجزت عَن تفسيرِ نباحِه، ظننتُه يزعِجُني لأنِّي أتصرَّف بحريَّة».
«لَو أرادَ إزعاجكِ لنهشَ وجهَك».
هزَّ الخوفُ حَدقتيها بمَهديهما، ورغمَ أنَّ بريت أليفٌ لَا ينتهِج الأذيَّة ضدَّ الغُرباء، ارتأيت أن أترُكَها لتأويلاتِها المَوبوءَة، فمِن الأفضلِ لَها أن تبقَى بعيدةً عَنه، بِما أنَّها تجهلُ كيفيَّة العِنايَة بالكِلاب، وبنفسِها أيضًا.
إن كُنت مُجبرًا عَلى استِضافةِ امرأةٍ في مَنزلِي لحبَّذَتُ لَو أنَّها تجيدُ الطَّبخَ والتَّنظيف عَلى الأقلّ، لأتَّكِئ عَلى قُدراتِها حينَما يرضُّ الصُّداعُ رأسِي!
امتَنعتُ عَن إعدادِ الإفطار. اتَّجهتُ إلى المَطبخ، وولَجتُ البابَ القابِع في نِهايته، قادَنِي إلى مَخزنِ المَؤونَة الَّذي يكتنِفُ ثلَّاجةً كبيرة، أحفظُ فيها كلَّ ما يحتاج إلى درجةِ حرارةٍ مُنخفضةٍ لمقاومَة التَّلفِ عَلى مرِّ الأيَّام، أخرجتُ بعضَ الأطعِمة المُعلَّبة، وضعتُها لَها على الطَّاولة باسمِ الغَداء، فلا شهيَّة لِديَّ وسَط هذَا السَّقم الَّذي عشَّش على هامَتي كحملٍ ثقيل يعصَى عليّ الوقوفُ وهو فَوقي.
عدتُ أدراجي إلى غُرفة الجلوس وتريَّثت بجوارها، هي الَّتي رمقَتني ببراءَة.
«تركتُ لكِ التُّونة في المطبخ».
خلت أنِّي سأفلت دون استجوابٍ لكنِّي كنتُ مخطئًا، إذ سألت بفُضول:
«ماذا عنك؟ ألن تتناوَل الغَداء معي؟»
أومأتُ بالنفي وقبل أن أتأهَّب للانصِراف دحرَجت علامَة استفهامٍ أخرى.
«لِماذا؟»
لفَظتُ ردًّا مقتضبًا شأنَ تجلُّدي.
«الصُّداع».
«رأيتُك تتناول دواءً ما بالأمسِ قبلَ أن تصرُخ عليّ، هل أنتَ مريض؟»
من ذِكرى صُراخي عليها صنَعت مشنقةً لاستِيائي الواضِح عَلى ملامِحي المُتراخيَة، حتَّى يجبِرني شُعوري بالذَّنب عَلى الامتِثال لَها، صغيرةٌ ماكِرة!
«صُداع نصفيٌّ فقَط».
أطرَقت رأسَها باطمِئنانٍ، وحينَما أدرَكت أنَّ جَميع أسئِلتها قد نَضبت استأنفت طَريقي نحوَ غُرفَتي.
أخَذت قيلولةً وجيزةً إلَى جانِب بريت الَّذي لحِق بِي بعدَما فرغَ من التِهام وجبتِه، أو الأصحّ أنِّي ارتَميتُ فِي حُضنِ الظَّلامِ، وانتَظرتُ أن يلفَّ ذِراعَيه حولِي لوَقتٍ طَويل، مَا كادَت الغفوةُ تكلِّل جَفنيَّ حتَّى داهَمتني الصَّحوةُ عصرًا، وقرَّرتُ التوقُّفَ عَن مُناجاةِ النَّوم، لأنَّه لَن يزورَني ما دُمت غيرَ مُرهَق.
انقَلبتُ إلَى غُرفَة الجُلوس، كانت الصبيَّة هُناكَ تُشاهد فلمًا، وفكَّاها مُنشغِلان بطحنِ المكسِّرات الَّتي أبقَينا عَليهَا البارِحة، تركتُها فِي مكانٍ مكشوفٍ لتستطيعَ العُثورَ عليهَا، لاحَظتُ أنَّها مُغرمةٌ بهَا. حينما بزغتُ في بصرِها، قلَّدتني عقيقَيها البرَّاقين، يشوبُهما بعضُ القَلق.
«هل تشعُر بتحسُّن؟»
لَا أذكُر مَتى اكترَث أحدهم لحالتي الصحيَّة بصِدق، والعجيب أنَّ الاهتِمام بدر عن شخصٍ غَريب ما زرَع السُّخرية على ثَغري.
«لن أموت، لا تقلقِي»
تجمَّع العُبوس عَلى شَفتيها، ولعلّ النَّدم أصابَ مروءَتَها بالانهِيار.
جلَست بمُحاذاتِها وتلقَّفتُ حافَّة الغِطاء الَّذي ثوَى ساقَيها المُنكمِشتَين، كانَ عريضًا كفايةً ليحتوِيني أيضًا، فالكَسلُ لَن يُطاوِعني علَى جلبِ غيرِه، وآثرتُ المُعاناةَ بصَمت، لا مفرَّ لِي مِن نوباتِ الصُّداع سِوى النَّوم وأحيانًا يُجافِي جفنيّ، إن أسرَفتُ فِي استهلاكِه، حتَّى الدَّواءُ لا ينفَع.
أعارتني الصَّغيرةُ انتباهَها النَّفيسَ، وهطَلت نظراتُها عَلى وَجهي.
«أحيانًا يجعلُني الضَّغطُ أعانِي مِن صداعٍ فتَّاك، وعندَما يفشَل المسكِّن في أداءِ مهمَّته يتطوَّع والدِي لتدليك صَدغيّ».
ما لبِثت وأن طبطبَت عَلى فخِذيها قائلَة:
«يُمكِنني أن أمنحك تدليكًا، لعلَّ الصُّداعَ يطفّ قليلًا».
دفَعنِي الارتِياب إلى تفحُّص عَدستيها بإمعانٍ مُقتنعًا بأنِّي سأرصُد إمَّا المُزاحَ أو المَكر، رغمَ أنَّ الكَلام الَّذي باحَت لي به البارِحَة خلَى من الأكاذيب، بدَت صادِقة.
«ألا يُفترضُ أنَّك تُعانين مِن رهابِ اللَّمس؟»
بينَ جفنيّ اللَّذينِ ضيّقتُهما انسلَّت ابتِسامةٌ تهادَت عَلى شَفتيها، وراحَت توضّح موقِفها.
«لَا أخشَى مِن الجِنس الآخر إلَّا لو تعلَّق الأمرُ باللَّمس مِن الصّنفِ الخَليع، كَما أنِّي مَن سألمِسُك لَا العَكس!»
كانَ عرضًا مُغريًا، لم تسمَح حاجَتي لكِبريائي برفضِه، هي كيانٌ نبذت أن يُزاحمني عَلى دارِي في البِداية، والقبول بمُساعدتِها يهتِك بغُروري.
طرحتُ رأسي عَلى فخِذيها ببُطء، لاشكّ وأنهما عاريَتان تحتَ الغطاء، فقميصِي ليسَ كتومًا للغايَة، كمَا أنَّها أقصَت البَنطلون الَّذي منحتُه لها، لأنَّه واسعٌ عَليها. وأطَّرتُ ملامحَها الحَسناء بجَفنيّ، في النَّاحيَة اليُسرَى لفكِّها تُقيم شامةٌ شاحِبة، كبتلةٍ مِن ورودِ الفِردوس، والشَّهدُ يترقرقُ فِي غديرَيها.
غمَست إبهامَيها عَلى رصيفيّ رأسِي، وراحَت تخطُّ حلقاتٍ قُطرها النَّشوة، وما عوَّجها خوفُها مِن انقلابِي عَليها، كأنَّها سلَّمتنِي ثِقتها. علَى لمساتِها الدَّافئة كُنت أذوِي، كثلوجٍ استَحت مِن تحديقِ الشَّمس إبَّان الرَّبيع. دقَّت أناملها أوتارَ الخُمولِ في روحِي، وما أدرَكتها جميعُ مُحاوَلاتِي، ترنَّح جَفنايَ رويدًا رويدا حتَّى تساقطَا عَلى قاعَيهما كزهورٍ ذابلة.
حينَما استَيقظتُ وجدتُني بمُفرَدي عَلى الأريكَة، ولا أثَر للفتاةِ أو بريت بجانِبي. ما يزال الوَجعُ عَلى حالِه، ولكنّي تخلّصتُ مِنه خِلالَ غفوتِي على الأقلّ. ذهبتُ إلى المَطبخِ بلامُبالاة وسكبتُ لي في الكوبِ منسوبًا من الماء، ارتَشفتُه بتعطُّش، ثمَّ جُبت المَنزِل مفتِّشًا عَن المَفقودَين. على مقربةٍ مِن المسَبح، اندلعَ أجيجُ المِياه كأمواجِ الشَّاطِئ المُتلاطِمة، واجتذبنِي إلى جوفِه، حيثُ سمِعتُ صوتَها المَرح.
«واه، هذا رائِع، لَم أكُن أعلَم أنَّك تُتقن السِّباحَة، بالأحرَى لَم يسبِق لي وأن رأيتُ كلبًا يسبحُ خارِج شاشةِ هاتِفي».
رأيتُها جالِسةً عَلى حافَّة الحَوضِ بملابِسها الدَّاخليَّة السَّوداء الَّتي تخاذَلت فِي حِراسَة مفاتِنها. لقد فرَّق البَللُ خُصلاتِ شعرِها، وأضفَى عَليها مسحةً من الدُّكنَة، وجسدُها غضٌّ كالثَّرى عقِب سُقوطِ المَطر، خِصبٌ لزرعِ اللَّمسات. نفيتُ أفكارِي الفاحِشَة خارِج رأسِي، حينَما قفَزت في الغَمْر العَميق، وعامَت نحوَ بريت الَّذي كانَ يجدِّف بأطرافِه في المُنتَصف، لقَد علَّمته السِّباحَة مذ كانَ جروًا.
«قَد يكون جونغكوك رجلًا مقيتًا وموقوتًا، ولكنَّه سيِّدٌ حصيف ليعلِّمك السِّباحَة».
شقَّت المهانَة ناصِيتي، وانبَلجتُ مِن شرقِ الغَفلة، كمفاجأة غيرِ سارَّة.
«ذلِك الرَّجُل المقيت يفكِّر في طردِك مِن منزِله الَّذي فتَح لك بابه برحابة صَدر».
لفَّت حبالُ وجودِي كليهِما نحوِي، كانَ المَنسوبُ يُناهزُ جيدَها، ويحجُب عنِّي أسرارها العُظمَى.
«ليسَ مِن النُّبل أن يعدِّد الرّجل أفضالَه عَلى امرأَة».
نطَقتُ بلا تردُّدٍ فالرّدّ تربَّع عَلى عتبةِ فمي.
«كَم ارتِفاع ثِقتك لتتيقَّني بأنِّي أراكِ امرأة؟»
«بَغيض».
غمغمَت بغَيظٍ قبلَ أن تغمِس بُنيَتها الَّتي صقلَتها الأنوثَة بجوفِ الماءِ، بدَت كحُوريَّة وهِي تغُور رأسًا عَلى عقِب، وما خفِيَت عنِّي تضاريسُها الَّتِي برزَت عَلى السَّطح بينَما تغرَق، لوهلةٍ كانَت كفيلةً بزَعزعةِ قَراري، لَم يكُن المَشهدُ صِحيًّا، إذ أصابَ دواخِلي بمغصِ الاشتِهاء، وبخشونةٍ زفَرت.
«سحقًا».
هلاوز خفافيش 😍
وجهة نظر جنغلق أخيرا 😎 ما بعرف ليش ارتاح بالكتابة على لسان البطل فكلّ رواية 😂😂
الميول ⬆⤴↘⤴↘↔
علاقتهم ليش هيك كيوت 😭😭 المهم الأوضاع رح تصير هوت بداية من الفصل الجاي 🌚 جونغكوك وحداني غريب مو صعب يشتهي 😹
بخصوص لسا مو عارف اسمها 😂😂
شو رأيكم بالفصل!
أكثر جزء عجبكم وما عجبكم!
جونغكوك!
لاريسا!
توقعاتكم للفصل الجاي!
ببطلتنا الحلوة 😍😍
دمتم في رعاية اللّه وحِفظه ❄
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro