Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

٠١


....

___

01.28.02022.
.......
AFTER THE BREAKDOWN

—1—
........

كان عاماً مليئاً بالأكاذيب، بالخداع، بالإحتيال،
بالوعود الزائفة والملامسات الفارغة.

عاماً بأكمله قضتهُ مغلقة العينين بقلب عاشق
وثقة لامتناهية.. وما قبلهُ عامين آخرين من
العذاب الحلو الذي لم تدركهُ آنذاك.

الأجمالي؟ ثلاثة أعوام كاملة بثوانيها ودقائقها وساعاتها وأيامها وأسابيعها وشهورها وهي تعيش في حلم وردي تُقاتل الهمسات الكاذبة والأعين الحاقدة وكل شيء لأجل من تُحب.

كيم تايهيونغ، الرجل الذي تحلم به الفتيات
بعينيه الفاتنتين الباردتين ومعالم وجههُ البديعة بوسامته المدهشة، شخصيتهُ الواثقة المُخادعة،
عدم تردده وصراحتهُ المُخيفة، جبروتهُ
حينما يُريد إظهار نفسه ومن ثم لطافته التي
لا تُحتمل..

كيم تايهيونغ بقدرتهُ الرهيبة في التسلل
إلى جدران قلبكِ ليجري بين عروقكِ ويجعلكِ خاضعة..مريضة بحبه، متعلقة به وحده مؤمنة بمشاعره دون أدنى شك.

كيم تايهيونغ والذي أوشك على أن يُصبح
حبيبها بشكل رسمي أمام الجميع في حفل عشية الكريسماس.. طبعاً هذا قبل أن يحدث لهُ شيء ما ويجعلهُ يختفي تماماً لتبقى وحيدة قلقة من
أن يكون مكروهاً قد أصابهُ لاسيما وأنهُ لم
يتصل لم يعتذر لم يخبرها أي شيء عدا أنهُ
جعلها تقف كالذليلة بين جميع تلك الأعين
التي تتفحصها بشفقة وأرتياب.

بعد ذاك، كان أول شيء تستيقظ صباحاً
عليه هو صدرهُ الذهبي العريض العاري بقربها
فوق السرير فيما أحتضنتها ذراعيه بتملك
غريباً عنهُ تماماً ما أن شعر بها تتحرك ثم
ما لبث غمر وجهها بقبلات صغيرة وشفتيه
تهمس بأحن الكلمات وأعمق الأعذار عن فعلتهُ
التي لا تُغتفر بتركها لوحدها.

ولكنها غفرت.. فالحبّ يجعلك تفعل ما تظنهُ المستحيل، كل ما يتطلبهُ الأمر هو تلك
المشاعر التي تغمر جسدك وترتجف لهُ فرائصك بالدفء لتدحض كل الأحداث والمواقف السيئة..

وتايهيونغ كان بارعاً.. يعرفها جيداً.. جيداً بشكل عميق ومدهش.. حيث أن بعد غفرانها له وعبثهما قليلاً على السرير بضحكات خافتة وهمسات
عاشقة وقُبلات حارة كان قد وعدها أن يُكرر الأمر ويعترف بعلاقتهما في ليلة رأس السنة أمام العالم بأسره دون ندم لتكون بداية جديدة كلياً لهما.

والتي كانت مُجرد أيام معدودة قبل أن تأتي
اللحظة المنتظرة.. ليلة رأس السنة حيث
يقف الجميع في مجموعات من حشود غفيرة
يهتفون بعلو ويضحكون في إنتظار عقارب
الساعة لتُشير لمنتصف الليل حتى يبدأ
الإحتفال والشرب دون توقف.

كان تايهيونغ وسيماً بشكل لا يُصدق..
وبشكل مؤلم.. قلبها خفق بعنف، قصف
ضد صدرها بقوة مؤلمة في اللحظة التي
ظهر بها أمام منزلها بشعر كستنائي يغطي
جبينه وكحل عينيه بعدستيها الفاتحة ومرطب
يلون شفتيه الحادة وملابس سوداء مكونة من قميص مخطط وبنطال ومعطف مكسو بالفرو حتى أسفل قدميه هذا عدا عن السلاسل الذهبية التي ألتفت
حول رقبته وأمتدت حتى حزامه تكسر مظهرهُ
السادة..

حرفياً بدا كمن غادر أرض الأحلام، عالم من
الخيال بتناسق جسده وجمال ملامحه.. حتى أنها شعرت بالخجل قليلاً من نفسها ومن مظهرها والذي تعتقد بأنهُ لا يناسبهُ مطلقاً..

ولكن تايهيونغ أصدر صفير عال من بين
شفتيه وهو يلف ذراعيه حول خصرها
يجذبها ضد جسده ليسمح لعينيه التفرس في ملامحها من رأسها حتى أخمص قدميها قبل
أن يهمس بكم أنهُ محظوظ لحصوله على حبيبة مثيرة مثلها لترتجف من فورها وهي تغمر وجهها
في كتفه.

مضى الوقت سريعاً وكل شيء كان يزداد جمالاً، كل لحظة لهما معاً، كل القُبلات المسروقة في الزوايا المظلمة، كل لمسة سواء مقصودة أم لا من قِبل حبيبها كانت كافية بأن تغمر جسدها بدفء
وهدوء مريب.. الراحة والأمان وكل دقيقة برفقته كانت كما لو أنها تستنشق رائحة مُختلفة للحياة..

مشاعرها نحوه ومشاعره كانت كبيرة وكافية
حتى تستشعر بالرضا.. بالسعادة.. بالحبّ والكثير
من الطاقة الإيجابية والتي تحس كما لو أنها
تُجابه تقلبات الحياة بها وتحقق كل المستحيل..

بالرغم من الفقاعة الوردية التي تكبر بداخلها
إلا أنها لم تتمكن يوماً من التغلب على الخوف الذي يلتهم كل أحلامها، الخوف الذي ملأ رأسها بكوابيس مريعة، الخوف من أن يختفي هذا الحب عن حياتها..

الخوف من أيام دون وجود تايهيونغ بقربها..
الخوف من أن تستيقظ وحيده مهجورة.. مكسورة..حائرة..

الخوف من الألم.. من الوقوع بمفردها..
من الأنهيار..

مخاوفها بقيت تكبر وتكبر ولكنها حاولت
جاهدة قمعها حتى لا تؤثر على حياتها.. حتى
لا تنعكس على علاقتها مع تايهيونغ.. حتى
لا تُخرب الأمر وتنهيه قبل أن تتذوق بدايتهما معاً..

وبالتالي بقيت صامتة.. مبتسمة.. بقلب ينبض
بحبّ وعقل يحفز أفكارها حتى باتت مأساوية
لا تُحتمل.. ولكنها مجدداً حاولت.. كبتت نفسها
أعمق وأعمق بملأ أوقاتها بقرب حبيبها..
بالتواجد معه على الدوام بأحتضان يديه حتى
في وقت النوم..

ولكن على ما يبدو بأن عقلها الذي أزدحم
بأشنع الأفكار وأنتج العديد من السيناريوهات
البائسة أنتصر وأظهر حقيقة الأمر قبل خمس
دقائق من أعلان السنة الجديدة.. قبل خمس
دقائق لا غير في حين أنها كانت تضحك ملئ
شدقيها من الحركات الراقصة التي كان يفتعلها تايهيونغ وهو يتسلل بين الحشود ليجلب لهما
الشراب بعد أن وضع هاتفهُ في حقيبتها بحجة
أنهُ أشتراه لتوه ولا يريد أن تتم سرقته وسط هذه الحشود..

مُجرد خمس دقائق حينما أهتز هاتفه ضد
جلد يدها المتمُوضعة أعلى حقيبتها الصغيرة.. ولكنها تجاهلتها، لم تُعير الأمر أي أهتمام وبقيت تتفحص تايهيونغ والذي كان يُميل إلى داخل نافذة العربة في المنتصف وهو يمد عدة أوراق نقدية مع أبتسامة باهرة دفعتها للإبتسام دون شعور..

مرة آخرى أهتز الهاتف ولكن دون توقف كما
لو أنهُ يحصل على مكالمة.. هي في العادة لا تُبالي..
لا تُفكر حتى في التدخل في شؤونه ومعرفة من يتحدث معهُ ومن قد يتصل به في هذا الوقت من الليل.. ولكن على الأرجح بأن الجميع يحتفل الأن وبالتالي لابد من أن أصدقائه يرسلون التهاني أو
حتى عائلته تبحث عنه.. أو أي عذر لعين..

ولكن عقلها المشؤوم رفض هذه الأفكار من فوره وعززها بأمور مسمومة.. تخيلات رهيبة جعلت من أصابعها تتحرك بشكل لا إرادي لتخرج هاتفه والذي خمد بين يديها على الفور قبل أن تضيء شاشتهُ
لتظهر العديد من الإشعارات.. رسائل مُكالمات وعدة مواقع تظهر أخبار لا فائدة منها حتى ضيقت عينيّها لتلك الصورة في الأسفل..في آخر القائمة من مُرسل مجهول لا أسم له كُتبت جملة واحدة ”أتوق لعام آخر بقربك“ وصورة لا رأس لها وأنما جسد بالكاد تُغطية القطعتين التي تعلوه.

هكذا وحسب.. بهذه البساطة.. كما لو أنها رمشت..
كما لو أنها أغلقت عينيّها وعند فتحهما وجدت
نفسها في قاع الأرض.. بين الأنقاض.. بين الحطام..
في حفرة مظلمة و روح غادرتها الحياة..

وقع الهاتف أرضاً.. تشققت أطراف شاشتهُ..
وعلأ أنكسار قلبها.. تثاقلت أنفاسها.. وأنهمرت
دموعها.. وأسود العالم في وجهها.. ولكن الصراخ
السعيد للعد التنازلي والأجساد التي تتخابط
ببعضها وضدها وأرتفاع الألعاب النارية في السماء معلنة عن أخر دقيقة قبل بدء السنة الجديدة لم تظهر أي مما تُعانيه.. لم يُدركها أحد..

كانت غير مرئية بقلب تم سحقه وأحلام تم
حرقها لتستدير ببطء.. ببطء شديد تغادر المكان وتترك كل شيء خلفها مُعلقاً في الهواء تماماً كصوت تايهيونغ الذي أستطاع سمعها تمييزهُ بسهولة يُنادي بأسمها دون توقف.

..

لم يكن الأمر يستحق كل هذا صحيح؟
أعني الألم الذي ينخر قلبها.. يفتت روحها..
يمزقها.. والسواد الذي ملأ أيامها.. الساعات التي تمرّ عليها وهي وحيدة بائسة ضائعة ملقية على فراشها..

تخابط الأسابيع.. تغيرات الطقس.. هطول الأمطار وهبوب الرياح القوية.. حتى أن الشجرة أسفل منزلها الذي أستاجرتهُ بعد تلك الحادثة تحطمت من المنتصف بفعل العاصفة الرعدية المُخيفة التي وقعت بالأمس..

وفوق كل هذا.. لم يتغير بها شيء.. بقيت على
حالها هامدة بوجه شاحب وجسد فقد منحنياتهُ الجميلة بسبب قلة الطعام والإهمال.

كانت وحيده بشكل موحش.. لا يوجد من
تتحدث معهُ عن ألمها.. لا يوجد من تخبرهُ عن
خيبة أملها.. لا يوجد من يحتضن وجعها الصاخب ويخفف من حزنها.. كانت وحيده تماماً رغم كومة الأصدقاء.. إلا أنهم لم يهتموا قط منذ البداية..
لم يعيروها أي أنتباه حتى تلجأ إليهم.. وبطبيعة الحال.. لن يفهموا مشاعرها.. لن تحصد شيء من
قول مُصيبتها لتجدّ جواب سخيف مثل مرحلة
وستمرّ أو جميعنا مررنا بذلك.. لن ينتهي عذابها
عند أخبارهم بل سترى تصنع ملامح الحزن في
حين أن الشفقة تغلف أعينهم.

لذا هي فضلت الإنطواء والخلوة ولعق جراحها
التي ما زالت تنزف بغزارة منذ ذاك الحين،
فضلت البقاء بمفردها والنحيب على حالها فوق سريرها الهش مثلها تماماً..

ولكن مع مرور الأيام أكتشفت أن لا شيء من
عزلتها ينفعها، لا بقاءها وحيدة بين جدران
منزلها وظلامه المُقيت ولا تجاهل الحياة الهادرة
في الخارج إذ أن كذا أو كذا قلبها لا يزال ينزف،
يئن كحيوان جريح ضد صدرها، مرات يعصف هادراً بشوق ومرات تخمد نبضاته بسكون تام..

لذا ما كان عليها إلا أن تُجابه مرارة الوضع بخلق
وضع أفضل،لا يهم كيف يكون، لا يهم ماذا تفعل،
الأهم أن تخرج.. تغادر.. تنطلق بإستهتار حتى تهوي بقلبها إلى الأرض.. حتى تتجاوزه.. حتى تجعلهُ
ينسى جراحهُ وما حلّ به.

كانت تسيرّ بكسل وهي تلقي نظرات لا حياة فيها بالحياة الصاخبة من حولها، أبواق السيارات وضحكات الناس، حديثهم المرتفع، نقاشاتهم وهدير إعتراضاتهم، الأحباء على جانبيّ الطريق، الأطفال
مع والديهم، الموسيقى الصادرة من المقاهي وشاشات التلفاز العريضة أعالي المباني وأعلاناتهم التي
لا تنتهي.. كل شيء ينبض بالحياة من حولها..
كُل شيء حرفياً ما عداها.

تنفست بعمق وهي تقف على قارعة الطريق
حينما جذب نظرها الجسر العملاق في الجهة المُقابلة لها.

حدقت به طويلاً.. طويلاً للحد الذي دمعتّ معهُ
عيناها وآلمتها قبل أن تُقرر السير إليه.

تخابطت أمواج البحر أسفلها مع حفيف الرياح
العالي من حيث تقف.. تحركت خصلات شعرها بعشوائية حول وجهها حينما أرتكزت يديها على المعدن أمامها لتصعد فوقه تحشر قدميها في
القضيب المُدبدب.

أغلقت عيناها وهي تملء رئتيها بالهواء المُشبع برائحة البحر قبل أن تسمح لذهنها بالإسترخاء والتفكير في اللاشيء.. حاولت نفض عقلها
وتحريرهُ من ألم الواقع الذي عايشتهُ وما تزال به، حاولت تصفيه رأسها والإستماع بتركيز على هدير الأمواج الصاخب وأبواق السيارات خلفها.. على الرغم من أنهُ عكر صفوها تماماً ولكنها بدأت تنجح..

بدأت بالشعور بالخواء الذي بقيت تتمنى
حضورهُ طوال الوقت الماضي.. بدأت بالشعور
بالفراغ الشاسع والذي أخد يهوي بها إلى القاع
ويفصلها رويداً رويداً عن الواقع..

إلا أنها وقبل أن تنجح كلياً كانت هُناك قبضة
حديدية على عضدها تُديرها بقوة إلى الخلف
حتى أختل توازنها وأرتخى جسدها على صدر صلب.

(الشكر لله، هل فقدتِ عقلكِ!!) صاح بها مغموراً بما
رأهُ للتو منها، فيما أختلطت ملامح وجهها بالحيرة
وهي تدفعهُ عنها بخشونة حتى تتمالك نفسها
قبل أن ترفع لهُ عينان ضيقة وفم مزموم بضيق حينما هدر بإنفعال (هل تحاولين قتل نفسكِ؟)

حدقت به لبرهه قبل أن تهز رأسها بيأس وهي
تُعاود الإرتكاز على المعدن البارد لتسمعهُ يطلق
زمجرة من خلفها غير راضيه لتهتف بحنق (لمَ لا تهتم بشؤونك!)

(هل تُريدنني تجاهل حالة انسانية والسير كما
لو أنني لم أرى شيئاً؟) سألها بدهشة وهو يقترب
قليلاً (هل تعرفين معدل أنتشار حالات الإنتحار
من على هذا الجسر؟)

(لا أهتم) ردت بلا مُباله وهي تقلب عيناها
(ثم أن أردت الموت لن أختار أشنع طريقة قد
أغير رأيي بها!)

(ماذا؟) غمغم بإستهجان وهو يميل برأسه نحوها
حتى ينظر ملياً في جانب وجهها عندما أضافت بإستهتار (الغرق! صراع مع الموت والتخبط.. هذا
طبعاً أن كنت غير محظوظ وأستمر لوقت طويل
حتى تتعب رئتيك وتستسلم لتقرر التورم، ومن ثم يتوقف قلبك عن العمل وتموت.. هذا غباء فريد
لمن يُريد تعذيب نفسه لا قتلها مباشرةٌ!)

مرت لحظة صمت حادة بينهما حتى هدر بأنفاس عالية غير مصدقاً قولها (أنتِ مجنونة!)

أشارت بعدم إهتمام بيدها قبل أن ترخي ذقنها
على ظهر كفها فوق المعدن الأملس تحت بشرتها
وهي تسرح قليلاً بهذه الفكرة الغريبة عنها..

الصراع مع الموت لتعذيب نفسها المُلتاعه بندم
خالص مقرف.

ندمها العميق من الوقوع في حب الرجل الأوحد في حياتها، ندمها من تصديق كذبات كلمات الحبّ والتي ظنتها تخصها وحدها، من أبتسامته التي تقرع طبول قلبها وتشرق أيامها، من تشابك أصابعهما معاً أسفل فروع الأشجار الضخمة التي كانا يسيران تحتها مع
كل ليلة لهما معاً..من الدفء الذي كانت تشعر به بجانبه.. من وجودهُ الطاغي في حياتها—

(هل فقدتِ عملكِ أم رجلكِ؟) عكر صوته أنين
أفكارها البائسة لتنظر إليه بطرف عينها تتأكد
من وجوده المُصر بجانبها.. وهي التي ظنت بأنهُ قد غادر.

(وما شأنك بهذا مثلاً!) غمغمت بنبرة خافتة
لا طاقة لها الخوض في نقاش مع عابراً غريب.

(من باب الخوض في نقاش—)

(هذا ما لا أريدهُ تحديداً) قاطعتهُ بزفره حادة
(كما تعلم كدت أقتل نفسي!)

(حباً بالله، لا تأتي بذكر الموت!) قال منزعجاً
وهو يرجع بظهره إلى الخلف ليقف معاكساً لها
حيث كانت نظراته على حركة السير فيما بقيت
هي تراقب صخب الأمواج وأرتفاعها.

(تخاف الموت؟) همست بعد وقت وهي تجد نفسها مستسلمة لصحبته.

(ربما.. وربما لا!) أجابها بعقدة تكونت بين حاجبيه ولكأنهُ يفكر في سؤالها قبل أن يتابع بهزه من رأسه (أجل..أعتقد بأنني أهاب الموت.. لست مستعداً بعد لأُدفن وأنا بهذا العمر!)

(وما به عمرك؟) حدجتهُ بنظرة جانبية غائمة بضلال لم يستطع إلا أن يراها في عمق عينيها
ليردف بخفوت (صغير مثلاً على الموت.. أعني
ما تزال أمامي حياة طويلة لأعيشها)

(جيد لك.. ما تزال راغباً في مُجابهتها!)

(أعني.. حاولت ذات يوم الوقوف مكانكِ) قال
فجأة وهو يرخي ساقيه بإستناده على الحديد
القوي خلفه (ولكنني لم أكن شجاعاً بالقدر الكافي حتى أفكر بطريقتكِ في تعذيب نفسك!)

(أخبرتك بأنني لستُ تواقه للموت بهذه الطريقة)

(ولكنكِ تُريدين الموت؟)

(أنت من قال هذا!) أشارت بأصبعها نحوه ليضيق
من عينيه وهو يقترب أكثر إليها (أولستِ كذلك؟)

(حسناً.. لأكون صادقة لم أفكر بالأمر حتى هذه اللحظة، الشكر لك!) أفصحت بهدوء وهي تعاود
الوقوف مبتعدة عن سور الجسر لتشد من لف
معطفها حولها قبل أن تقول (على أية حال..
أكتفيت من هذا المنظر والنقاش!) أنهت قولها وهي تستدير للسير في الجهة الآخرى دون قول الوداع..

أعني لا حاجة بذلك فهو مُجرد غريب آخر
لا يجمع بينهما شيء!.

(عوضاً عن السير ما رأيكِ بجولة ممتعة؟) صاح
يبتر خطواتها حينما كانت قد سارت مسافة بعيدة عنه، أستدارت نصف دورة بجسدها تُلقي عليه
نظرة متفحصة في حين أن أشرقت ملامحه لإستجابتها ليشير من فوره إلى الخلف وهو يبتعد
عن مجال نظرها..

آنذاك وحسب لاحظت الدراجة النارية الضخمة النائمة على الجانب خلفه، سوداء لامعه بأطراف ذهبية وسلاسل رفيعة بكلمات كبيرة غربية.

ألقت عليه نظره سريعة لتتضح ملابسهُ السوداء الجلدية والخوذة التي كانت تستقر على حوضه.. حسناً، يبدو أنها كانت في غيهاب عالمها حتى
تنتبه إلى مظهره.

(لمَ عليّ فعل ذلك؟) سألتهُ بتوجس وهي تعقّد
جبينها فيما راح يقول ببساطة (لأنني هذا ما فعلتهُ تلك الليلة.. ركبت دراجة ما وجبت بها الطرقات
حتى بزوغ الفجر!)

(دراجة ما؟ هل سرقت شيء بعد قرارك بالموت؟)

(أستعرتها وأعدتها لموقعها ما أن أنتهيت) قال
بجفاف وهو يكتف ذراعيه لتقلب عيناها بعدم تصديق هادره (في النهاية سرقتها!)

(أياً يكن) قاطعها وهو يقترب مخرجاً سلسلة
مفاتيح فضية (ما رأيكِ؟ تجوبين المكان على ظهر وحشي الجميل حتى الصباح—)

(أو؟)

(أو..!! لا يوجد مجال للإختيار) قال بعد صمت
طفيف وهو يؤرجح مفاتيحهُ مصدراً صوت فرقعة صغير (سوف ينفعكِ أكثر من التشبث بالهاوية!)

(لا ضيرّ من ذلك!) تمتمت بخفوت مع نفسها وهي تتقدم نحوه بخطوات كبيرة حتى توقفت أمامه لتستقبلها أبتسامته الواسعة.

(أفترض بأنني لن أرتدي هذا الشيء!) قالت
تشير إلى الخوذة ليُحدق من فوره بطريقة
مستنكرة قولها إلا أنها تجاهلتهُ وهي تتجاوزه نحو الدراجة.

(أنتِ لن تُلقين بنفسكِ من على الدراجة صحيح؟) سألها بشك وحذر لتصنع أبتسامة عريضة هذه
المرة وهي تهز رأسها بنفي.

رغم عدم ثقته بها إلا أنهُ وضع الخوذة في
الصندوق خاصتها ثم ركب قبلها لتشغيل المُحرك
قبل أن يربت على المقعد خلفه لتصعد بخفة
ويّسر.

(تمسكِ جيداً!) قال بهدوء وهو يخفف
ضغط قدمه على الدواسه قبل أن يرفع الأمان
عنها وينطلق بها من فوره.

تشبتت يديها بخفوت على جوانب الدراجة
حينما أشتدت سرعته في القيادة لتغلق من
عيناها بإبتسامة خافتة وهي تفكر بخطتها
حينما قررت مغادرة منزلها الكئيب هذه الليلة.

كل ما أرادتهُ هو السير في هذه البرودة لعل وعسى تجمد بها قلبها وأحزانها المعطوبة ولكن حين
مرورها بالجسر الذي لطالما أتت برفقة
تايهيونغ إليه لمشاهدة عروض النافورة المائية الضخمة التي تحدث كل ليلة قررت مواجهة
ذكرياتها والتصدي لها ولكن ألمها فاز.. وكل
الكلمات التي بقيت طوال الأيام الماضية تحشو
فم عقلها السميك بها لم تجديّ نفعاً وبتطفل
الفتى الذي أمامها وقرارهُ بالتدخل وصنع
البطولات وضع فكرة جديدة في رأسها وهي
التغلب على ألمها بألم أكبر لعلها تنسى.

وهذا ما فعلتهُ تماماً بعد سير لوقت طويلا في الطرقات الفارغة الموحشة أسفل الإنارة الباهتة
من الأعمدة الممتدة على طول جانبي الطريق.

(خفف السرعة قليلاً!) طلبت منه بصوت عال
وهي تضرب كتفه بخفه ليؤما لها وهو يفعل
ما أرادت غير مدركاً لأفكارها المجنونة الثائرة كالأصوات التي بقيت تحرضها على فعل ذلك..
على التخلص والنجاة.

أزدادت إضاءة المكان بألوان مُختلفة حينما
أدركت بأنهما يقتربان من الطريق الرئيسي لذا
و دون شعور منها أثارت حنقه بشتم طريقته المُستقيمة في القيادة، حفزتهُ على الجنون
وأثارت حفيظتهُ ليفعل ذلك بغيظ وهو يدير
العجلة إلى الجانب ليميل جسدهما على الفور
بزاوية مُخيفة لكل من حولهم..

هو كان متشبت بإحكام، متعود على السير
بحركات جنونية و واثقاً ثقة غريبة بأنها تفعل المثل ولكن الذي يحدث خلفه أنها فكت عقدة
أصابعها من على الدراجة وفردت ذراعيها في
الهواء دون خوف في اللحظة التي أدار بها العجلة
مرة آخرى لزاوية مُختلفة..

حينها وحسب طار جسدها من خلفه وأرتطم
بصوت عال على الأرض بعد أن تدحرجت بقوة
بفعل إندفاعها العنيف حتى أستقرت أخيراً على الرصيف أسفل الشجرة العملاقة بأوراقها
المُتساقطة و رأس ينزف بغزارة.

......

To be continued..💕

....

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro