Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

09

.........

AFTER THE BREAKDOWN
—9—

............

دقت عقارب الساعة مشيرة إلى منتصف الليل
عندما عاد جيمين إلى المنزل.

لم يأتي ليطمئن عليها كعادته، لم يصرخ بأسمها حتى يزعُجها أن كانت نائمة، لم يركض مقتحماً غرفتها ليحكي لها عمَ حدث معهُ من مغامرات سخيفة مع فتياته..

لقد عاد صامتاً كما خرج تماماً، الهدوء الذي خيم
على المنزل جعل من غصه آخرى تتشكل في
منتصف حلقها، جعل من ألم مريع يتمركز في منتصف صدرها.. لقد شعرت بوحدة قاتلة، بإختناق شديد دفعها لمعاودة البكاء للمرة الآلف من هذه الليلة التعيسة.

لقد سكبت دموع كما لم تشهدها حتى في لحظة فراقها عن تايهيونغ، لقد بكت وبكت حتى أنتفخت عيناها وتشوشت الرؤية لديها كلياً. كل ما حولها كان ضبابي تماماً كما حياتها في هذه اللحظة..

لا شيء واضح، لا تعرف ما تُريد، والأهم أنها لا تدري كيف تتصرف أن رأت جيمين صباحاً— كلا، هذا ما تحاول إقناع نفسها به، أن جيمين هو سبب بكاءها، عجزها عن النوم، أضطراب قلبها، لقد حاولت مجدداًً أن تخدع نفسها حتى تغطي السبب الحقيقي، حتى تخفي منبع الألم الأصلي، حتى تتجاهل واقع أسمهُ تايهيونغ.

واقع مُر ظنت بأنهُ مرّ ولكنها لا تزال بسببه
عالقة في المنتصف بين الشيء واللاشيء، بين
الصدق والكذب، بين الحقيقة والخيال، بين أن
تتوقف عن تصنع كرهه وهي التي ما يزال الحنين إليه يغمرها حتى رأسها، ما يزال حبه عالقاً بين ثنايا روحها حتى وأن كان المُتسبب في جرحها وكسرها، وبين أن ترضخ لصوت قلبها المُتيم للبقاء قربه، للعودة إليه، لنسيان كل ما فعله بها—على الرغم من أنهُ سلبها كل شيء، كل ما تملكه من رغبة بالحياة بداخلها أمتلكتها ذات يوم.

لتايهيونغ تأثير كبير لم تستطع التخلص منه، مهما حاولت إقناع نفسها بغير ذلك فهي ما تزال
تحلم به، ما تزال تتذكر أيامهما الحلوة معاً، ما تزال عالقة في تلك اللحظة التي أقحم بها الفرحة لحياتها الرتيبة، عالقة برنين ضحكاته وجمال عينيه وصوت أنفاسه، عالقة في تلك الثانية من المرة الأولى التي مرّ بقربها يغمر أنفها برائحة عطره متعمداً حتى يدخل نفسه في عيناها، لقد حاول كثيراً حتى يتقرب منها، فعل أشياء جعلت من قلبها طائر شريد يُغرد في سماء لا نهاية لها.

تايهيونغ ما يزال يملأ قلبها مع كل أغنية حبّ
ترنّ في مسامعها، مع كل أغنية شوق تمر بها؟ تايهيونغ ما يزال محفوراً بقوة بداخلها فكيف تجرأت على خداع نفسها بأنها تجاوزته؟
كيف صدقت بأنها لم تعد تُريده في حياتها؟
كيف أقنعت قلبها بأن نسيانه أمر ممكن؟

جيمين محق؛ أنها بائسة، تعيسة، محطمة، لقد تركها وذهب، كسر روحها، أصاب فؤادها بجرح مؤلم ومع ذلك هي تفكر به، تخشى من لقاءه، وبنفس الوقت تتحرق شوقاً لسماع تبريراته لعلّ قلبها المريض به قد يعفو عن ما أصابها منه ويسمح لهُ بالعودة مرة آخرى بداخله.

لهذا، من غير المُمكن أن تمضي وتتجاوز في حياتها في حين أنها ما تزال تعيش تحت ظله، ما يزال يؤرقها، يربك قلبها أن سمعت بأسمه، أن لمحت وجهه، أن سرحت في ذكرى بعيدة لهما، أن قرأت رسالة قديمة لهما.

ولأجل أن تتخلص من كل هذه القيود لابد أن تواجهه، لأبد أن تثبت له بأنها على قيد الحياة، بأنها في أفضل حال دونه.
..........

"أنت.." هزتهُ بأقتضاب للمرة الثانية "انهض، أعلم بأنك مستيقظ!"

"نعم؟ ماذا.. دعيني أنام!" تذمر بنبرته الخشنة في هذا الوقت من الصباح.

".. أنا أحتاج توصيلة!" بتردد وبصوت بالكاد مسموع دمدمت لينقلب من فوره على ظهره ليُحدق بها بعينان ضاق مدارهما "ماذا تعنين بتوصيله؟"

"ليس هذا وحسب.. ولكن.. أريد توصيتك أيضاً.." تابعت بذات الهمس وهي تخفض من عيناها وتلعب بأصابعها بطريقة أظهرت مدى توترها.

"تقصدين واسطة صحيح؟" قال بحذر وهو يرفع نفسه عن السرير ليقع غطاء الفراش إلى الأسفل مظهراً جسدهُ العلوي العار "أنتِ تعودين إلى العمل؟ هل هذا ما أفهمهُ من طلبكِ؟"

"أجل.." قالت بغمغمه خافته وهي ترفع رأسها ببطء لتنظر إليه، ألا أنها زجرتهُ بحنق هاتفه "كم مرة أخبرتك بأن لا تخلع قميصك جيمين!"

"دعكِ منه الأن وكوني صادقة معي إيف.. هل هذا قراركِ الأخير؟ لا يوجد تردد أو رجوع منه صحيح!"

"أخبرتك بنعم.. هذا قراري الأخير والأن أنهض لأننا تأخرنا بالفعل!"  قالت بنزق وهي ترمي الغطاء فوقه مجدداً بمحاولة فاشلة في ستر جسده حيث أنه كان قد قفز على ساقيه بإبتسامة عريضة أظهرت صف أسنانه الجميلة وذلك الشق الصغير في المنتصف، ولتكون صادقة، إيفلين شعرت بالشوق بالفعل لإبتسامته التي على الرغم من أن غيابها أستغرق ليلة واحدة وحسب.
........

مرت ست ساعات بالفعل على عودتها إلى العمل، وللأمانه فقد شعرت بالإمتنان التام نحو جيمين والذي أخرجها من موضوع الأستقالة بطريقة سلسلة حيث أنه دافع عنها بضراوة من كونها كانت متعبة وتخشى طلب أجازة من أول مرة لها لذا قررت الأستقالة— حسناً، بطريقة ما فقد تعمد إغاظتها أمام جين عندما أكد على أن تصرفها هذا ينم عن جهل تام في الحياة العملية كونها مبتدئة وهي وضعت برأسها تذكار لوقت أخر أن تحاسبه على ذلك مهما كان دفاعهُ عنها يروق لها.

لدهشتها جين لم يعقب بشيء البتة بل نظر إلى جيمين على نحو صامت وعينان غامضة قبل أن يهز كتفيه موضحاً بأن المكان ما يزال شاغراً وبإمكانها العودة— وها هي الأن تجلس فوق الأوراق المبعثرة وتعمل بجد دون توقف.

"كم مرة أخبرتكِ بأن لا تقومِ بلف شعركِ بهذه الطريقة!" صوت جيمين الموبخ أنتشر في غرفتها الفارغة لترفع عيناها عن الورق أمامها بذهول نحوه.

"ماذا تفعل هنا؟"

"لقد تأخرتِ عن موعد الغداء!" قال بهدوء وهو يتقدم إليها "مرت ساعتين بالفعل وأنتِ لم تظهري أو حتى تجيبِ على هاتفك!"

"هل أتصلت بي؟" سألتهُ بإستغراب وهي تنقل عيناها فوق المكتب بحثاً عن جهازها المفقود فبما تابع جيمين "فوق العشر مرات ولكن واضح سبب تجاهلكِ له!"

"لم أتجاهلك بالطبع ولكن—" نظرت إليه بإبتسامة بلهاء وهي تضع القلم من يدها "أعتقد بأنه ضائع!"

"بالطبع سيكون كذلك مع كل هذه الفوضى!"

"أياً يكن.. سأعثر عليه لاحقاً!" قالت بلامباله وهي تقف على ساقيها لتصدر منها زمجره صغيرة لعدد الساعات التي بقيت منكبه فوق المكتب دون حراك.

"والأن ماذا تفعل هنا؟" سألته وهي تلتف بجسدها قليلاً لتلتقط معطفها من خلف مقعدها "لا تقل لي بأنك خشيت هروبي وأتيت بنفسك لتفقد ذلك؟"

"بالطبع لا!" قال من فوره وهو يقف أمامها ليمد أصابعه فوق رأسها ويخرج القلم العالق في المنتصف من بين خصلات شعرها التي كانت تلفها به "أنا أثق بكِ، إيف!"

"حرى بك فعل هذا، بارك!" قالت بترفع وهي ترتب خصلاتها التي تناثرت حول وجهها فيما كان يساعدها بالمُقابل في ترتيبه من الخلف عندما دار حولها قائلاً "هيا.. لنذهب لتناول بعض الأشياء أكاد أموت من الجوع!"

"ولكن لآخر مرة جيمين.. سوف تفسدني بكل هذا الدلال من التوصيل في الصباح والغداء المجاني!" حذرتهُ بنبرة جادة وهي تشابك ذراعيهما معاً ليبتسم بتسلية وهو يؤما بطريقة تعرف جيداً بأنه كاذب وسوف يستمر بفعل ما يشاء.
..........

حل المساء بالفعل، وتجاوزت الساعة الثامنة عندما هاتفها جيمين للمرة الثالثة يخبرها عن رغبته في أصطحابها ألا أنها رفضت بشدة قائلة بأنها تريد التعود على النقل العام.. لن تنكر بأنه كان حوار أقرب إلى الشجار وأنها أقنعتهُ بصعوبة ألا أنها في النهاية أنتصرت وهذا كان كافياً حتى تبقى مبتسمة طوال الوقت.

ليس من السهل مطلقاً الفوز على جيمين في أي نقاش بينهما، له طبع عنادي شديد، وسلاسة مخيفة في الأقناع ولكنها رويداً رويداً بدأت تفك شخصيته وتحلها بشكل يرضي كلاهما.

كانت الثامنة وعشر دقائق عندما فتح جين باب غرفته حاملاً حقيبته بيده لينظر إليها مبتسماً وهو يقول "لقد عملتِ بجهد اليوم إيفلين، يُمكنكِ الذهاب الأن.. الوقت أصبح متأخر ولم يبقى أحد سوانا!"

وإيفلين لم تدرك شيئين— الأول أن المكان أصبح خالي بالفعل من الموظفين والثاني أن جين وسيماً جداً لاسيما في هذه البدلة الأنيقة التي يرتديها.

"عمتِ مساءٍ!" قال مُحييها ليخرجها من أفكارها عنه لتبتسم بإحراج وهي تقف على رجليها وتهز رأسها بتحية آخرى قبل أن تراقبه يغادر المكان بطوله الفارع وأكتافه العريضة.

"جيمين بقربه يبدو كالدجاجة!" فكرت بفكاهه مع نفسها وهي تتخيل شكله لتنفجر ضاحكة وهي تلملم أغراضها قبل أن تطفأ الإضاءة الجانبية لها ثم الأضواء عامة وهي تغادر نحو المصعد.

الهواء في الخارج كان بارداً جداً عندما صفعتها الرياح بشكل قوي فور أن وطأت قدميها بوابة الخروج.

لفت المعطف حول نفسها بقوة وهي تسير بخطوات سريعة هاربة من هذه الرياح نحو المكان الذي أشار لها جيمين مسبقاً بأن الحافلات الكبيرة من هُناك تقلها بشكل مباشر نحو المنزل.

وفيما كانت تدس أنفها بين طيات الشال الدافء حول عنقها شعرت بشيء صلب يصطدم بها بقوة حتى طارت إلى جانب الطريق.

وسعت عيناها بدهشة من المنظر أمامها حيث وقف رجل عريض المنكبين خشن الملامح يُحدق بها بقوة وهو يزجرها "ألا ترين أمامكِ أيتها البلهاء!"

شعرت بالتلبك من صراخه المفاجئ فهو من أرتطم بها لا هي، ألا أنها أحنت رأسها هامسه بإعتذار سريع عن أنهُ خطأها وأستدارت لمتابعة سيرها ألا أنهُ أعترض طريقهت بخطوة واحدة منه وهو يثرثر بأمور لم تفهم منها شيء فقد بدأ أما مخموراً أو رجل عصابة يبحث عن مشكلة مع أي شخص يجرؤ على قطع طريقة أو حتى التعثر به دون قصد.

"أيها السيد أخبرتك بأنني أعتذر سوف أنتبه جيداً لطريقي في المرة القادمة!" قالت بنفاذ صبر وهي تحتضن نفسها بقوة دون أن تجرؤ على النظر بين عينيه المُخيفة.

"وهل ستكون هناك مرة قادمة أيضاً؟ يالوقاحتكِ!" وبخها للمرة الألف لتزفر بحنق وهي ترفع رأسها لمواجهته ألا أن تقدمه نحوها بث بقلبها الرعب لتتراجع بخطوات سريعة إلى الخلف في اللحظة التي مد ذراعهُ للإمساك بها، ولكن على نحو مفاجئ تدخل شخص طويل بينهما ليدفع الرجل الآخر بخشونة إلى الوراء حتى وقع أرضاً.

"أخبرتكَ بأنها أسفة ماذا تريد بعد؟" صاح الرجل الذي وقف أمامها مدافعاً عنها لتُحدق بعينان شاخصة في ظهره العريض والمخفي أسفل طبقات من الملابس الدافئة، ومع ذلك هذا الصوت تعرفه جيداً، الصوت الذي لم تنساه طوال حياتها.

أرتفع صراخ وضجيج حاد من حولها في حين أنها كانت تقف بتبلد تراقب ما يحدث أمامها بعينان لا تُرى، وقلب أخد يقرع بعنف وعقل يكاد ينفجر من الكم الهائل من التساؤلات التي تضخ برأسها، على سبيل المثال ماذا يفعل تايهيونغ هنا؟ ما الذي آتى به إلى هذه المنطقة؟ هل يتابعها؟ هل يراقب أوقات دخولها وخروجها؟ والأهم.. هل رأها مسبقاً مع جيمين عندما ذهبا للغداء معاً؟

لماذا قد يكون الأهم؟
ماذا سيحدث أن رأهما مثلاً؟

"أغرب عن وجهي أيها الأرعن ولا تجرؤ مرة آخرى على لمس جزء منها!" صراخ تايهيونغ بصوته الخشن أعادها إلى ضجيج الواقع لتنظر نحوهما بشتات ألا أنها سرعان ما شهقت بجزع عندما وقعت عيناها على يداي تايهيونغ و وملامح وجهه الدامية حينما أستدار نحوها ليتفقدها.

دون إدارك منها وجدت ساقيها تندفع نحوه....
إلى رجلها الذي أحبهُ قلبها بكل قوة، الرجل الذي مهما فعل به لا يزال خانعاً لهُ، ينبض بأسمه، يرتجف شوقاً من رؤيته، والأكثر من ذلك وما أخافها حد الموت هو عندما توقفت بقربه تنظر بعينان مذعورة إلى الدماء والخدوش في وجهه الأسمر وهو بكل بساطة مال نحوها لتسندهُ دون شعور بجسدها وهي تلف ذراع حول كتفيه حتى يقف بشكل مستقيم، عنذئد وحسب أنتفض قلبها بجوفها وصرخ صوت برأسها يطالبها بالشعور به، بالأقتراب أكثر، بأحتضانه وتعويض كل الأوقات التي أفترق به عنها، شعرت بالخدر في دماغها وجسدها الذي لا أرادياً اتكأ عليه أكثر، شعرت بخوف شديد من الطريقة التي نظر إليها بها، من جسده الذي مال أكثر نحوها وذراعهُ التي أحست بها تطوق خصرها وتحرق جلدها على الرغم من الطبقات العديدة التي ترتديها بغرض الوقاية من صقيع هذا الشتاء البارد ألا أن لمسة واحدة من تايهيونغ أذابت كل حواسها حتى باتت مغيبة تماماً عن أين هي وماذا تفعل وماذا يحدث لها.. وما الذي سيحدث بها بعد هذه الليلة.

.........

To be continued..💗

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro