06
............
........
AFTER THE BREAKDOWN
__6__
..............
(صباح الخير!) قالت متفاجئة لرؤيتها جيمين مستلقي بكسل على ذراعيه فوق أحد المقاعد
للمائدة الصغيرة الجانبية في المطبخ، بشعر أشعت وعينان ثقيلة بالكاد يقدر على فتحهما..
(لماذا أنت مستيقظ في هذا الوقت؟) سألتهُ تلقي
نظرة عابرة على ساعة الحائط والتي أشار عقربها الصغير إلى السادسة والنصف (لا تخبرني بأنك
عدت لتوك!!) تابعت وهي ترمقهُ بحذر فيما قادتها
خطواتها فوق الأرض الخشبية نحو المغسلة خلفه.
(همم..) تثاءب بصوت عال وهو يستقيم بظهره
ويمدد ذراعيه في الهواء قبل أن يردف (أستيقظت لأخذكِ إلى العمل!)
(العمل؟) كررت ضاحكة مستديرة بنصف
جسدها (ما شأنك بعملي؟ ثم أنهُ في الثامنة!)
(على الأغلب لن تخرجي في الثامنة؟) قالها
بشك وهو يقف لينظر إلى من حدقت به بصمت
وملامح واجمه ليتنهد بيأس هادراً (عزيزتي هذا
ليس عمل مقهى، بل شركة بحجم رأسكِ أي يجب
أن تكوني متواجدة قبل أن يصل رئيسكِ بوقت طويل!)
(فهمت جيمين!) قالتها بغيظ وهي تسحب كوبها
لصنع القهوة ليتمتم من خلفها مطالباً بواحده
أيضاً ألا أنها هزت رأسها رافضه (أذهب للنوم لا داعي لذهابك برفقتي!)
(أيفلي عزيزتي قلت ما سأقوله وأنتهى، سأذهب
للأستحمام!) قال بشكل قاطع وهو يخرج عبر
باب المطبخ ألا أنهُ توقف ليضيف بعبث (أعتقد
بأنهُ يُمكنكِ صنع أفطار كالبيض.. فقط حاولي أن
لا تحرقي أطرافه—) لم ينهي قوله حتى أرتطم بكتفه أبريق خزفي ليفرّ هارباً وهو يضحك
بعلو.
(بغيض لا فائدة منه!) شتمتهُ بحنق وهي
تتحرك نحو الأبريق الذي أستقر بجانب الباب
قبل أن تعود لصنع قهوتها.
____________
(حسناً.. أنتهيت!) قالت وهي تضع حقيبتها
كلمسه أخيرة لمظهرها في الوقت الذي أقتحم
جيمين به غرفتها بأناقة كاملة مبهره حيث
غطى جزءه العلوي قميص أبيض خفيف يظهر
من خلفه صلابه صدره الواضح تماماً فيما حشر أطرافه تحت بنطال قماشي رمادي داكن..
حسناً أنها المرة الأولى التي ترأهُ يرتدي شيء
متناسق ومرضي للعين يظهرهُ كالبشر بعيداً
عن القطع الرخيصة المكشوفة التي أعتاد على أرتداءها بشكل يومي بسبب تجوله الدائم في
المدينة للرقص.
(لا يُمكنكِ أن تكوني جادة أكثر!) هتف بجمود
فور أن وقعت عيناه على جسدها لتنظر إليه
بقوة وكأنها تتحديه بقول تعليق سلبي، ولكنهُ
جيمين الذي لم ولن يتغير قط..
(أخلعي هذه البشاعة فوراً) صاح بها وهو يقفز
فوقها ينزع شريط الحقيبة وأسفل الكنزة الواسعة
التي تُغطي كتفيها.
(هل جننت لا أرتدي شيء أسفلها!) صاحت بهلع
من حدة جذبه للكنزة والتي أكتفت بوضعها مع
حماله صدرها.. حيث أن الصيف لا يزال حارقاًً
بوجود الشمس الساطعه فوق رؤسهم.
(أخلعيها بمفردك!) قال متراجعاً بعد أن أستوعب
صراخ من بدورها مدت ذراعها لضربه بعنف على ظهره دفعتهُ للعودة إلى الخلف متألماً وهو يزمجر بحنق (على جثتي أن غادرتي!)
(تقدم حتى أقتلك) قالتها بثوره وهي تشمر
عن ساعديها فيما قلبّ من عيناه وهو يتقدم
مجدداً نحوها (أنظري إلي.. هذا الشيء الذي
تظنينه جميل يجعل من المتشرد أميراً بجانبكِ
هل تفهمين؟)
(لا أفهم جيمين) بعنف تمتمت وهي تعاود
النظر إلى نفسها في المرآة لتتبدل ملامح وجهها
لمشرقة قائلة بفخر (الملابس من تحتاجني
يا هذا لا أنا، أنظر إلى هذا الجمال!)
(عينـايّ!) صاح متذمراً وهو يتجاوزها بخشونة
قبل أن يفتح أبواب خزانتها على مصرعيه ليلقي
نظرة متفحصة على الملابس المعلقة بعشوائية
بألوان باهته لا تمت بصله لفتاة في منتصف العشرينات.
(هل أذهب بكِ لتلك البرامج التي تعلمكِ أختيار
ملابسكِ لعلها ترحم العالم من رؤية هذا المنظر البائس!) بسخط أشار إلى الخزانة قبل أن يسحب
بعض القطع بشكل متتالي حتى لم يبقي غرض
واحد في مكانه.
(يــا،ماذا تظن نفسك فاعلاً!) صاحت بغضب
فور أن ملأت الملابس سطح سريرها بعشوائيه
بعد أن أمضت الليل بطوله تكويهم بعناية.
(لا شيء من هذا يدل على أنكِ أنسانه عملية!
أين ذهبت ملابسكِ الثمينة؟ ماذا فعلت بكل تلك
القطع المذهلة!) بتذمر أخد يثرثر فوق رأسها
وهو يعود نحو السرير ليبعثر الملابس مجدداً.
(لم تكن شيء قيم!) بهتت نبرتها على الفور
بطريقة لفت رأس جيمين نحوها دون أن تُدرك
ذلك لينظر ملياً إلى جانب وجهها الذي أصبح صلباً
خالياً من التعابير.
(حسناً.. أعتقد بأنني سأحل ذلك!) قال بصوت عالٍ كفاية حتى تجعد حاجبيها بضيق وهي تنظر إليه (لماذا تصرخ؟)
(لم أفعل!) أجاب ببراءة وهو يغادر الغرفة أسفل تحديقاتها المستغربة منه.
سرعان ما عاودت مشاهدة أنعكاسها على المرآة،
لقد كانت ملابسها جميلة.. حسناً أقل جمالاً عن
قبل وربما جاذبية ولكنها لا تبدو سيئة، أعني
مقبولة بشكل ما وهذا لن يؤثر بعملها الجديد..
كل ما تحتاج إليه هو إثبات نفسها وبدل أقصى
جهدها حتى يتسنى لها البقاء لأطول مدة ممكانه.. على الأقل حتى تستطيع دفع الديون المتراكمة
عليها هنا وهناك—
(أنظري.. أظن بأن هذا سوف يناسبكِ تماماً!) قاطع أفكارها دخول جيمين المُباغت لغرفتها مجدداًً لتنظر إليه بعينان زائغة بعض الشيء قبل أن تركز على الفستان المعروض أمامها.
(لا تهذي لن أذهب منذ الصباح الباكر بشيء كهذا!) أشارت بسخرية نحو القطعة التي يحملها بإبتسامة عريضة تكاد تشق وجهه.
(لماذا؟ أكاد أجزم بأنهُ صمم خصيصاً لكِ!)
(لا أريد أنسى الأمر—)
(كنت أعلم بأنكِ سترفضين ذلك لذا ما رأيكِ بهذا؟
لا أريد سماع أي أعتراض أنه جميل و رسمي أيضاً!)
حذرها بعينان ضيقة وهو يتحرك نحوها ليضع بين ذراعيها قطعتيّ الملابس المكونة من تنورة زرقاء باهته مرتفعة الخصر وقميص أبيض بأكمام طويلة بياقة مزخرفة بأناقة و أزرار كبيرة في المنتصف.
(حسناً.. ليس سيء!) أجابت بعد صمت طفيف قبل
أن تنظر إليه قائلة (يمكنك المغادرة حتى أرتدي ملابسي إذ أنني تأخرت بالفعل!)
(آه بالطبع.. سأنتظركِ بالأسفل!)
همهم إليه وهي تشاهده يغلق الباب قبل أن تلتف
حول قدميها لتنظر إلى نفسها مجدداًً مع وضعها للملابس على جسدها وهي تتمايل إلى الجانبين.
لأول مرة سترتدي شيء مماثل كهذا، فهي قد
أعتادت على السروايل الضيقة أو الفساتين القصيرة وحسب لم يسبق لها وأن أرتدت تنورة مطلقاً وهذا أقلقها بعض الشيء من ناحية شكل جسدها، في
العادة لا تهتم لكن أن تكون في شركة كبيرة كتلك
التي أجبرها جيمين على العمل بها حيث يجب عليها أن تبذل جهد لم يسبق وأن بذلتهُ حيث أنها لم تفكر قط في العمل عندما كانت برفقة تايهيونغ..
أن صح القول فهو لم يدعها تحتاج أي شيء أبداً،
لطالما أظهر أهتمام نحوها أكبر من أن تستطيع إستيعابه لكل ما يخصها، لطالما ضاعف لها كل
أبسط طلب.. لقد كانت تعيش حياة أغرب إلى الخيال،
حياة خالية من الدموع والأفكار والهموم ومليئة بالحب والراحة والسكينة..
ولكن الأن.. ومنذ حوالي ستة أشهر أختلف كل شيء
مليون درجة، لم تستطع الشعور بتلك الخفة التي كانت عليها، لم يعد أي شيء كسابق عهده، حتى
هيّ لم تعد كما كانت.. كما لو أن كل خلية بجسدها تغير موضعه ليُصبح في خمول مميت.. كما لو أنها تستمر في العيش لأنهُ يجب عليها ذلك..
توقفت عت التفكير وهي تشد من لف شعرها بقوة
على شكل ذيل حصان قبل أن تلمس بيديها القماش الذي ترتديه.. لقد كان جميل.. ومظهرها أختلف عن ملابسها السابقة لتبدو كـَ سكرتيره حقيقية.
(لنفعل الأفضل القليل بعد!
______
(حسناً هذا مُفاجئ!) قال جيمين بضحكة مجلجله فور رؤيته أيفلين تغادر بوابة البناية حيث يقف بإنتظارها.
(أعتقد بأن رؤيتك بجانب سيارة مُفاجى أكثر؟)
أجابتهُ بحاجب مرفوع وهي تُبحلق بتمعن في
السيارة السوداء التي كان يستند على مُقدمتها (هل سرقت بنك أن ماذا؟)
(ألستِ مضحكة جداً!!) قلب عيناه بمزاح قبل أن يتحرك نحو الباب الجانبي لها لفتحه وهو يقول (بالمناسبة.. تبدين مذهلة بهذه الملابس!)
(لا تسخر!) غمغمت بإرتباك للنبرة الجديدة
التي تحدث بها لأول مرة معها، حسناً إلى جانب
نظراته والتي أشعرتها بضغط غريب دفعها للهرولة
إلى داخل السيارة دون أن تسمع رده.
(لا أسخر!) دافع عن نفسه بنبرة متفاجئة وهو
يجلس خلف عجلة القيادة (أنا أقول الحقيقة، أنها
المرة الأولى التي أراكِ بها ترتدين شيء كهذا)
(مجاملة لطيفة!) أجابتهُ بتمتمه بالكاد مفهومة
لجيمين والذي بحلق بها بإستغراب طفيف لبرهه قصيرة قبل أن يدير المُحرك وينطلق بسرعة
مناسبة للحي الذي هما به.
(حسناً.. أعتقدت بأنك تعرف قيادة الدراجات
وحسب!) قالت أيفلين وهي تعدل من جلستها لتنظر
إليه (هذه المرة الأولى التي أراك بها تقود سيارة!)
أقتبست من جملتها السابقة ليلقي جيمين عليها
نظرة سريعة مع أبتسامة عريضة فوق شفتيه قبل
أن يُجيبها (أعتقد بأننا سنرى الكثير من المرة الأولى
لبعضنا الآخر!)
(هذا يعتمد على المدة التي سنمضيها معاً!) أجابتهُ
بهدوء وهي تستمر في تفحص السيارة (تبدو كشيء عتيق ولكنها جميلة)
(همم.. أنها قديمة جداً، كانت تُستخدم في
التسعينات كما أتذكر!)
(وكيف حصلت على واحدة؟ تبدو كشيء باهض
الثمن)
(هي كذلك.. أتذكر بأن والدي أضطر إلى بيع العديد
من أثاث المنزل لأخذها!)
(هل فعل؟) غمغمت بنظرة مبغوته وهي تستدير بكامل جسدها إليه لينفجر جيمين ضاحكاً وهو
يمد يده ليمسح على وجنتها بخفه مطمئنه
(لا تقلقِ لا يوجد شيء ثمين في شقتكِ حتى
أبيعه.. أنها سيارة والدي.. مضى عليها ردح من الزمن
وهي ملقيه في الكراج لذا قررت بأن أستخدمها لأجلكِ!)
(حسناً.. هذا مريح بعض الشيء!) قالت بتنهيدة وهي تعاود الأسترخاء فوق مقعدها ليهز جيمين رأسه مع
تلك الأبتسامة العريضة من تصرفاتها الغريبة.
(وصلنا..) قال يوقف السيارة أمام المبنى الضخم للشركة وهو ينظر إلى ساعة معصمة والتي تُراهن أيفلين بأنها جديدة كحال ملابسه وسيارته.
(حسناً في الوقت تماماً ما يزال لديك عشر ثوان للركض—)
(هل أنت متأكد بأنك لم تقم ببيع أي شيء في المنزل؟) قاطعتهُ بعينان ضيقة ليزفر بوجهها
وهو يمتد بجسده ليفتح الباب لها مردفاً (لا تمتلكين حتى ملابس صغيرتي ما الذي سأسرقهُ منكِ؟)
(لا داعي لأن تكون قاسياً إلى هذا الحد) بنرفزة
تمتمت من أسفل أنفاسها وهي تأخد حقيبتها وتغادر مسرعة دون أن تنظر إليه حينما صرخ بتشجيع
وبعلو (حظاً موفقاً..)
تبسم جيمين بخفه وهو يراقب دخولها المبنى
بتلك الملابس الجميلة حتى أختفت عن مدار بصره تماماً ليخرج هاتفهُ من جيبه طابعاً فوق شاشته
رسالة سريعة قبل أن يدير المُحرك بيد واحدة وينطلق بسرعة كبيرة.
____________
To be continued..💗
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro