Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل عشرون ( الأخير )

مساء الخير مرة أخيرة في هذا العمل

الصورة فوق هي لجوليا بينما تبيع السم  و لنكون منصفين لسن النساء فقط من ابتعنه منها حتى الرجال ، كل من أراد جريمة كاملة ، و الجريمة لن تكون كاملة أبدا 

استمتعوا بآخر فصل أعزائي و لا تبخلوا بردودكم و آرائكم البناءة لي 

*


تتعلق الحياة بحبل واهن ، حبل شديد الضعف قد تتقطع أوصاله في أي لحظة إلا أنه يغتال الأنفس و الحياة ، فيثبت الوقت قوته و الثواني قيمتها الكبيرة ،   في هذه اللحظات لن تهتم ، سعيدا أو حزينا إنها النهاية و سوف تسطر بكل ما تحمله من حروف  و حركات ، مرفوعة أو مكسورة ما كسر القلب 

اشتدّ الحبل حول رقبتها و ضاقت أنفاسها ، تحرك جسدها ليقاوم و قدميها سبحت في الهواء تتحرك  في مشهد بائس للغاية ،إلا أنها فتحت عينيها لتتنفس بعد شهيق طويل و كأنها أحتجزت تحت الماء لوقت طويل بينما يد تمسك رقبتها من الخلف و ترغمها على البقاء داخله

امتلأت عينيها بالدموع ثم حدقت حولها لتجد أنها في غرفة بسيطة جدا ، جدرانها خالية من اللوحات أو الألوان  و هي كانت ممددة على سرير متوسط الحجم ، اعتدلت لتحدق بكفيها اللتين رفعتهما بينما ترتجفان بخوف ، كانت الخدوش تملأهما و لكنهما تبدوان نظيفتان عكس ما تتذكره و هي تعلق على حبل المشنقة بعد أن تعرضت للعذاب و المعاملة السيئة

فجأة توسعت عينيها و حدقت بنفسها أكثر ، ثوبها الأبيض نظيف و حتى شعرها ، كل شيء حولها متغير فهل ماتت فعلا ؟  رفعت رأسها و أخيرا علمت مصدر الظلمة في الغرفة ، فشخص يتوشح السواد كان يقف بقرب النافذة و يحجب ضوء الشمس المتسلل ....... شخص تعرف هالته جيدا و لكنها مشتتة الذهن و المشاعر في هذه اللحظة

تدافعت الدموع بعينيها و خرجت شهقاتها لتهمس ببؤس

" هل متُ ؟ "

التفت لها المقنع الأسود و هي توسعت عينيها لتنفي ما تراه أمامها ، اقترب منها بهدوء و بطء تتابعه عينيها  ليجلس على طرف السرير ثم أمسك بكفها المرتجفة و قربها له ليقبل باطنها برقة ،  رفع نظراته تجاهها و قرب كفه ليضم بها وجنتها فأجابها أخيرا

" أنتِ لم تموتِ ...... أنتِ حية آميا ، حية ترزقين "

نفت بعدم تصديق ثم أبعدت كفه عنها ، أبعدت الغطاء و استقامت بسرعة لتسارع نحو النافذة التي تراها أمامها ، وقفت بقربها لتبعد ستارها ثم فتحتها و لفحها الهواء ليتسرب و يتعمق بدواخلها ، حدقت حولها فرأت أراضي واسعة خضراء ، أشجارا مثمرة و حصان أسود و آخر أبيض في الفناء الموجود به بئر بني بآجور أحمر  و لكن ما جعلها تتوقف

هو رؤيتها لماريا و سانتو يعملان معا و يضحكان و حتى فيردي كان يمتطي عصاه و يركض بصخب ليصرخ أنه المقنع الأسود هذه المرة ، توترت أنفاسها المسروقة فرفعت كفها لتضعها على قلبها الذي صرخ بدقاته ، لم تتمكن من ايقاف دموعها ثم نبست دون أن تلتفت له

" من أنتَ ؟ "

استقام هو و وقف خلفها ليقرب كفه منها ، وضعها على كتفها عندها التفتت و رمقته بنظرات خائبة ، تعيسة للغاية لتنبس

" أرجوك ...... أرجوك "

قالتها بهمس بينما تقرب كفها نحو صدره و وضعتها فوق الجرح الذي كان هناك من قبل بسببها و الذي افتعله أيضا بسببها مرة أخرى ، ضغطت عليه فلمست الخشونة عندها خرجت منها شهقاتها و نفت لكنه اقترب و ضمها له ، شد عليها بحضنه و هي حاولت ابعاده لتصرخ بألم

" لما لم تتركني للموت ؟ لما جعلتني أعلم الحقيقة الآن فقط ؟ "

" آميا "

تحركت في حضنه بقوة ثم حاولت دفعه ليمسك بذراعيها و شد عليها ليصرخ هو كذلك

" اهدئي ..... اهدئي و اسمعيني "

حدق بعينيها بينما يمسك ذراعيها بشدة  و هي أجابته  بألم و قهر ، بخيبة أمل كبيرة ضربت عمقها 

" لا أريد أن أسمع ...... لا أريد أن أتأكد أنني كنت مجرد طعم رميته في محيط مخيف لكي تحصل على صيدك "

عندها تركها و أبعد القناع عن وجهه ، رأت ملامحه و تأكدت أنها كانت مجرد غبية عندما كرهت الماركيز و أحبت انعكاسه المناقض له ، وهنت ركبتيها فتركت نفسها للأرض عندما أسندتهما عليها و هو جلس القرفصاء أمامها ، أسندت كفيها كذلك على الأرضية الخشبية لتبكي دموعها و آلامها بصوت عالي و هو لم يجد نفسه سوى مقتربا منها و ضمها له من جديد ، من الطبيعي أن تقابله بالرفض و عدم التصديق ، من الطبيعي أن تلومه

" أنا آسف آميا ...... آسف جدا و نادم على كل الألم الذي تسببت لكِ به "

وضعت كفها على ذراعه فوجدت نفسها تتمسك بقميصه بشدة لتهمس

" لقد جعلتني خائنة و قاتلة و رأيتَ بشاعتي بنفسك ...... لم تترك لي أي مكان جميل بقلبك و عينيك "

" من أخبرك أنك لن تجدي بعد الآن مكانا بقلبي ؟ "

" لأنني سيئة و لا أستحق قلبك ...... لأنني خنتك "

" أنت لم تخونيني ..... أنت فقط سايرت قلبكِ و أحببتني بشخصية حلمت بها عكس ما كنت أظهره لك "

" لكنني لا أزال مذنبة "

" أنا لا أراك كذلك آميا ....... "

أبعدها عنه و حدق بعينيها الرماديتين ، أول شيء فتنه بها ثم وضع كفه على وجنتها و ابتسم بينما يمسح بابهامه دمعتها المتسللة

" هنا نحن سوف نبدأ من جديد ...... "

عكرت حاجبيها و توا انتبهت لكل ما حدث فنبست بينما نبرة البكاء لا تزال عالقة بصوتها و دموعها متوسدة وجنتيها

" هل ..... هل تركت كل شيء من أجلي أنا ؟ "

ابتسم ليومئ ثم اقترب أكثر يسند جبينه على جبينها بينما كفه نزل لرقبتها ليحتضنها 

" لقد أصبحنا كلنا ملاحقون من طرف السلطات البابوية في روما "

توسعت عينيها و نبست

" أين نحن الآن ؟ "

" في فلورنسا ........ حياتنا الجديدة و السعيدة ستكون في فلورنسا آميا دي بورتو "

" كيف أنقذتني من الموت في آخر لحظة ؟ "

و لكنه تجاهل سؤالها و غرق بين ألحان شفتيها العذبة عندما كان بكل ذلك القرب منها  ، إنها أول قبلة بينهما ، القبلة الفعلية بدون خداع ولا أسرار فمكان منها هي الأنثى الرقيقة سوى أن تبادله و تضع كفها على وجنته لتلمس أخيرا الرجل العميق الموجود بقلبه ، الرجل الذي أحبها منذ أول مرة وقعت نظراته عليها

ابتعد عنها و هي أغمضت عينيها لتتنفس بقوة عندما سرقت أنفاسها من طرف الحب و ليس الموت ، ابتسم و همس بقرب شفتيها

" هل تقبلين الزواج بي آميا ؟ "

فتحت عينيها التي تموجت بدموعها تعطيها منظرا ساحرا أسر قلبه أكثر  ، عبست و هي لا تدري أين تصنف شعورها ليواصل هو

" أنا أحببتك منذ رأيتك يا آميا و لكن الرجل القوي الذي كنت عليه لم يسمح لي أن أظهر ضعفي لكِ يا صغيرة  ....... كنت أنت كل حياتي فحاولت الحصول عليك بالقوة و قررت استغلال سذاجتكِ حتى أكتشف سر موت الرجال و كنت متأكدا من حمايتكِ و لكن ثقتي خانتني و حاولوا سرقتكِ مني لذا تركت ذلك الرجل القاسي و منصبه هناك و سرقتك من بين براثينهم لأنجو بك و معكِ  "

مشاعرها متضاربة في هذه اللحظة ولا يسعها سوى تصديق كل كمة يقولها الآن 

" هل سنبدأ حياة جديدة ؟ "

" أجل ..... ستكون حياة بسيطة لا يوجد بها كل البذخ الذي تعودتِ عليه فهل تستطيعين عيشها معي ؟   "

أبعدت كفه عنها  و اقتربت لتضمه بشدة  ، تمسكت به بقوة لأنه حبل نجاتها و بابتسامة من بين دموعها أجابته 

" لا أريد شيئا من الماضي ..... أريد مستقبلا نرسم خطوطه معا "

ابتسم ليضع كفيه على ظهرها و شدها له

" اذا أنت تقبلين الزواج بي ؟ "

" أنا زوجتك "

" أريد زواجا حقيقيا و عن حب آميا "

عندها ابتعدت عنه و حدقت بعينيه و أومأت

" أجل .... أنا أقبل الزواج بك "

*

مرّت عدة أيام كانت التحضيرات للزواج قائمة ، عندما أنقذوا آميا و هربوا هم سلكوا الطريق إلى فلورنسا ، أين كان تشانيول سابقا يمتلك مزرعة صغيرة لا يعلم بوجودها أحد ، صحيح أن المنزل ليس باذخا و لا فخما مثل منزله القديم و لكنه دافئ عكس القديم ، كما أنه استطاع نقل قدرا لا بأس به من ثورته المنقولة كالذهب و المجوهرات

كان سانتو يسحب دلو الماء من البئر عندما اقتربت منه ماريا من الخلف و وقفت تنادي اسمه

" سانتو "

عندها ترك الدلو بسرعة و في آخر لحظة شد الحبل حتى لا يقع وسطه مثل الدلاء الأخرى ، ابتسمت هي على حمقه و غبائه ثم التفت لها

" ماريا حبيبتي "

" أنا لست حبيبتك يا هذا "

قالتها بدلال و هو ربط الحبل مع الأعمدة الخشبية المصنوعة على البئر و اقترب منها ليضرب ذراعها بذراعه

" بل حبيبتي و لكن الماركيز أناني و سيتزوج للمرة الثانية قبلي "

عكرت حاجبيها برفض  و حدقت به لتنفي

" إن سمعك تدعوه بالماركيز مرة أخرى سوف يعاقبك ..... هل تريد من أمرنا أن يفتضح ؟ "

فابتسم و نفى ليمد شفتيه و يقترب منها محاولا تقبيلها و لكنها رفعت كفها و ضربت شفتيه لتنهره 

" كم مرة أخبرتك ألا تفتعل هذه الحركة ؟ "

فتح عينيه و عبس عندها سمع صوت ضحك صاخب و عندما التفتا لم يكن سوى فيردي المجنون و الذي كان ينظر بعيدا عنهما و سانتو نفى و بضيق تحدث

" لما تضحك يا أحول ؟  "

توقف فيردي و مسحت ابتسامته  و أشار له

" سوف أخبر السيد بما تحاول فعله ..... "

قالها ليترك عصاه تقع و ركض بعيدا عندها سانتو تبعه بركض أيضا و صرخ يتوعده

" عد إلى هنا يا مجنون ...... سوف أجعل عينيك تنظر للاتجاه الصحيح تعالى "

و هي تنهدت بضيق فقد أشغلها عن الأمر الذي أتت حتى تخبره به ، فالماركيز أو السيد دي بورتو كما أصبح يلقب ذهب ليعقد صفقة مع تاجر ليبيعه محصول المزرعة من الزيتون و أخبرها أن تكلف سانتو حتى يذهب للبلدة القريبة و يحضر ثوب الزفاف من متجر الخياطة

عادت ماريا للداخل و بعد أن دخلت وجدت آميا تجلس و تحدق بعيدا بشرود ، هي منذ انقاذهم لها و استقرارهم بهذا المكان تشرد كثيرا و لا تتحدث مع أحد ، و إن تحدثت تتحدث مع تشانيول و هما يتناقشان بأمور الزفاف ، ما مرت به ليس سهلا أبدا

تنهدت ماريا و اقتربت لتجلس بقربها ثم وضعت كفها على مسند المقعد الذي تجلس عليه و ربتت على كفها 

" آنستي "

نبست بها بخفوت و آميا التفتت لها و عينيها كانت مليئة بالدموع

" لما أنت حزينة ؟ "

وقعت دمعتها لتسير على وجنتها و أجابتها بضعف 

" لا أستطيع تجاوز تلك اللحظة التي تعلق بها جسدي و اشتد الحبل حول رقبتي "

اقتربت منها ماريا و ضمتها لتتمسك بها آميا و هي تحدثت

" مع أنني أخبرت الحقير سانتو أن لا يشد الحبل كثيرا "

عندها أبعدتها و تحدثت بينما تحدق بعينيها

" كيف حدث الأمر و تمكنتم من اخراجي من هناك ؟ "

تنهدت ماريا و شدت على كفها

" أمام الماركيز لم يبقى حل سوى المواجهة لذا خططنا للأمر قبل وقت من تنفيذ الحكم ، في الاعدامات السابقة كنا نراقب الوضع و التفاصيل و نزوده بها و هو وضع الخطة " 

شدت بأسنانها على شفتها تحاول منع دموعها و أمام عظمة حبه لها هي وقفت عاجزة لتواصل ماريا سرد ما وقع 

 " جهز رجلين على حصانين واحد أبيض و الثاني أسود للتمويه و أنا امتطيت الحصان الأسود الخاص بالماركيز  و كنت أنتظر الاشارة للاقتراب ، سانتو تسلل بين رجال الدوق و ارتدى ثياب الجلاد و غطى وجهه ليكون قريبا و عندما ظهر المقنع الأسود على حصانه الأبيض بعد أن أثار فيردي الجلبة كعادته و الانتباه ، قفز المقنع بحصانه على المنصة ليحملك و سانتو قطع الحبل " 

" متى علمت أن الماركيز هو المقنع ؟ " 

" بعد أن صدر حكم الاعدام بحقك هو و سانتو أخبراني لكي نجهز خطة انقاذك " 

تنهدت لتومئ و ماريا واصلت 

"  المقنع ابتعد بك لتتوجه جميع الأنظار نحوه  و أنا ظهرت بعدها فقفز سانتو على الحصان الأسود خلفي و هربنا و سط الحشود الذين وجدوا الأمر بطولي فساندونا و أعاقوا حركة رجال الدوق لأنهم تأكدوا أن من على الحصان الأبيض ليس سوى الماركيز   "

" و لكن رجال الدوق ألم يتبعوكم من بعدها ؟ "

" بلى و لكن الرجلين الجاهزين على الأحصنة قاما بالتمويه و لأن القدر كان واقفا معنا فقد تبعوا الرجلين و نحن توارينا بعيدا حيث كانت عربتين للخضر تنتضرنا ، تم تخبئتك تحتها و الماركيز عاد لحصانه و سبقنا و سانتو كان خلفنا و لأن روما و فلورنسا بينهما عداء فقد استطعنا الفرار بسرعة و بدون خطر أن يتبعونا رجال الدوق إلى هنا  ..... كوني مطمئنة أنت و نحن في أمان الآن "

عندها تنهدت و شعرت أن البكاء يخنق صدرها لتنفي

" لا أصدق أنه تخلى على كل شيء من أجلي "

" حتى تصدقي كلامي مرة أخرى آنستي ..... لقد أخبرتك كثيرا أنه رجل جيد و لكنك تعنتِ "

حدقت بعينيها ثم ابتسمت بخفوت و ألم لتجيبها 

" أنت محقة .... أشعر أنني من لا تستحقه "

" لا تفكري هكذا "

" أنا سيئة جدا ، أحببت رجلا آخر و حاولت قتله "

" إنه نفسه آنستي فلا تلومي نفسكِ "

" و لكن وقتلها لم أكن أعلم أنه هو نفسه و هذا يعتبر خيانة لا يمكن أن أسامح نفسي عليها "

" أنا أيضا خنتكِ آميا "

عندها التفتتا لمصدر الصوت و كان تشانيول من دون أي ألقاب يقف بقرب الباب الذي دخل عبره دون أن تنتبها له ، اقترب و كانا حاجبيه معكرين فجلس بقربها ليسحب كفها و يمسكها و ماريا حاولت الانسحاب بعد أن استقامت فتحدث

" انتظري ماريا يجب أن تشهدي على ما سأقول "

توقفت ماريا لتحدق بهما و هو أعاد نظراته لنظرات حبيبته المليئة بالذنب ناحيته

" كل منا أخطأ و أنا من سحبتك نحو الخطأ يا آميا ، استدرجتك حتى أنفذ خطتي ...... لقد تحدثنا بهذا كثيرا و لكنك متعلقة بالذنب و تصدقينه لأن قلبكِ نقي و ضميرك حي  ، لقد أخطأنا معا و ربما خطئي أكبر و أعظم من خطأك حتى كاد يودي بحياتك و هاهو يسبب لكِ الحزن و الألم لذا دعينا ننسى الماضي كليا ، ليكن فعلا لا كلام فقط "

شدت على شفتيها و عينيها امتلأت بالدموع من جديد  لتتنهد بقوة ثم أومأت و هو حدق بماريا

" كوني شاهدة ماريا هي لن تذكر هذا الأمر مجددا ....... ما كان بروما انتهى و لن يعود و نحن بدأنا بداية جديدة هنا "

" أنا شاهدة على هذا سيدي "

ابتسم لها فانسحبت و عاد يحدق بحبيبته ثم اقترب ليقبل جبينها و نبس

" هل وصلك الثوب ؟ "

و هي نفت

" لا .... لم يصلني بعد "

" سوف أعاقب سانتو لأنه متهاون ولا يقوم بعمله "

ابتسمت و هو تركها و خرج ليهتم بأمر سانتو ، مرّ الوقت بعدها و ماريا جهزت العشاء و بعد عودة سانتو و احضاره للثوب اجتمع الجميع على العشاء ، حتى فيردي و كان تشانيول يجلس على رأس الطاولة ، على يمينه آميا و على يساره سانتو ، بجانبه ماريا و مقبالا لها بجانب آميا فيردي الذي تحدث ليجذب له الأنظار 

" أنا سأكون الاشبين "

قالها  بينما يرمق سانتو أو ما خلفه بتحدي و الآخر برزت ملامحه الغاضبة و تحدث

" كيف لأحمق مثلك أن يكون اشبين الماركيز "

كان صوته متهكم غاضب ثم اِلتفت لتشانيول الذي رمقه بنظرات قاتلة

" لا يوجد هنا أحمق غيرك سانتو ...... أنا موافق فيردي ستكون أنت الاشبين "

صفق فيردي بسعادة  و آميا ابتسمت بينما تحدق به بجانبها و سانتو عبس و بدأ يأكل بغضب و ماريا ضربت ذراعه

" لا يمكنك أن تبدأ قبل أن يبدأ السيد "

إلا أن تشانيول اعترض على كلامها

" ماريا أتركيه على راحته ..... هنا نحن عائلة  ، الجميع لديهم نفس المرتبة و الحقوق "

أومأت هي ثم حدقت بآميا التي لا تزال لا تتحدث كثيرا أما هو فقد قرب كفه من آميا و تحدث

" ماريا ستكون اشبينتك أليس كذلك ؟ "

" بلى ..... أنا لا يوجد لي عائلة غيرها "

و في آخر كلامها حدقت نحوها بابتسامة ، ربت على كفها فقد شعر أن هناك أكثر من لحظات الاعدام تلك تؤثر عليها و لكن كل شيء سوف يمر مع الوقت و السنين ، تناولوا عشاءهم وسط مشادات سانتو و فيردي التي لا تنتهي و عندما ضاق تشانيول منهما ذرعا عاقبهما معا  ، سانتو ينام بالحضيرة و فيردي بالغرفة ، كل يحرمه مما يحب و يجبره على البقاء في المكان الذي يكره

صباح اليوم التالي و الموافق ليوم الزفاف الذي خططا له ، تجهزت آميا بمساعدة ماريا و قد حاولت أن تكون مبتهجة رغم الألم و الكوابيس التي لا تنفك تطاردها كلما نامت ، الجميع أصبح جاهزا و أتت عربة استأجرها تشانيول من البلدة لتقلهم للكتدرائية ، الزفاف سوف يقتصر عليهم هم فقط فلا أحد لهم في هذا المكان الغريب عنهم لكنه آمن للغاية 

صعدت آميا و ماريا معها ليكون معهما سانتو أما تشانيول فقد صعد خلفه فيردي على حصانه الأبيض و نطلقوا جميعا نحو الكتدرائية أين كان القس بانتظارهم لتجديد العهود التي سوف تبنى على الحب ، المودة و الاحترام بينهما هذه المرة  ، إنها البداية الصحيحة عكس البداية القديمة التي كانت مليئة بالشوائب و الأسرار السامة 

بعد وقت توقف الحصان و توقفت العربة ، نزل فيردي ثم تشانيول ليترك حصانه مع الرجل صاحبة العربة و دخل للكتدرائية قبل العروس ، تقدم و فيردي كان خلفه بينما يرتديان ثيابا راقية و غالية و فيردي لا يصدق أنه يرتدي من ثياب الماركيز و لكنه لا يتجرأ على الصراخ بلقبه السابق حتى لا يؤذيه ، مجنون و لكنه يعرف مصلحته جيدا 

استقبله الكاهن ثم وقف و بقربه فيردي بانتظار دخول آميا ، هذه المرة رافقها سانتو و ماريا كانت تسير خلفهما ، كانت تحمل باقة الورود و طرحتها على وجهها ، شعرت أن دقات قلبها تطرق سعادة و  فرحا  مع أنها ليست أول مرة  و ليس رجلا مختلفا ، فقط هذه المرة تمكنت من لمس روحه الحقيقية و شخصه هو لا الشخص الذي تفنن في رسمه و وضعه أمامها لتكرهه

ابتسمت و هو بادلها إلى أن وصلت و سلمه سانتو كفها ثم حاول التحدث بتحاذق عندما ربت على كتف تشانيول

" اعتني بها ابني "

رمقه تشانيول بنظرات مهددة لذا ابتسم بحمق ثم تراجع  و ماريا اتخذت مكانها ، التفتا للقس الذي ابتسم لهما و تحدث

" مرة أخرى يجتمع هاذين المحبين لتجديد عهود و وعود الحب   "

الجميع أصابتهم البهجة و القس بدأ يتلو عليهما المواعض و التي استمعا لها بكل تركيز و ايمان كبير منهما  ، لأنه سيكون زواج من أجل الزواج و الحب ، من أجل العائلة و ليس هناك أية مطامع خفية

تبادلا الخاتمين البسيطين  و القس تحدث

" ..... أعلنكما زوجا و زوجة من جديد يمكنك تقبيل العروس "

حدق بها هو بملامحها السعيدة من تحت طرحتها البيضاء التي تعكس نقائها و عفتها ثم اقترب ليبعدها لها ،  احتضن وجنتيها بكفيه معا و قربها له ليقبل جبينها ، أغمض عينيه و شعر بعظمة تلك اللحظة ......... لقد شكر الرب أنه مكنه من انقاذها و اعادتها لحياته ، تعهد هذه اللحظة بينه و بين نفسه للرب أنهما لن يتهاونا عن فعل أي شيء يصب في مفهوم الأعمال الخيرية باسمه هو لا جهات تتخذ الدين ذريعة لسلب الناس أملاكهم و أفكارهم و حتى حرياتهم  ، سوف يكون تقيا بطريقته الخاصة و بعيدا عن كل التدنيس الذي كان يشهده  في الأماكن ذات السلطة و التي جعلته ينفر من الدين

ابتعد عنها ليفتح عينيه محدقا بعينيها التي امتلأتا بالدموع و لكنها رسمت ابتسامة أبهجت قلبه 

" أحبكِ آميا "

*

ليس كفيلا بمعالجة الجروح و الآلام سوى السنين ، و هاهي السنين تمر عليهما منذ أسسا حياتهما الجديدة ، كانت السعادة تتسلل رويدا ، رويدا لهما و اكتملت عندما رزقا بطفلتهما الأولى فيرلا ،آميا تناست أنها كانت تمتلك عائلة لأنهما تناسيا وجودها و لم يظهرا في أسوأ أيامها و كل ما تفعله تكريس حياتها لابنتها البالغة الآن من عمرها سبع سنوات و ستفعل مع الطفل القادم كذلك

" أمي "

قالتها فيرلا بتساؤل بينما آميا تقف خلفها تسرح لها شعرها فرفعت آميا نظراتها لتخص بها طفلتها من خلال المرآة لتجيبها

" نعم حبيبتي "

" متى سيعود أبي ؟ اشتقت له "

ابتسمت هي لتعود و تواصل تمشيط شعر طفلتها الناعم و أجابتها 

" أنا أيضا اشتقت له "

" اذا متى سيعود ؟ "

" لا أدري ربما قريبا و ربما سيطول الأمر لأسبوع اضافي أيضا "

عبست فيرلا لتحرك قدميها المرتفعة عن الأرض بسبب قصر قامتها بينما تجلس على مقعد طاولة الزينة 

" أنا أكره الزيتون "

قالتها بدلال و آميا دنت لتقبل رأسها

" إنه كل ثروتنا يا فيرلا ..... والدك ذهب للعمل حتى يتمكن من شراء الكثير من الأشياء التي تحبينها "

" و لكنه يتأخر و أنا أشتاق له "

" لنصبر قليلا من الوقت "

و في تلك اللحظة سمعت آميا ركضا عبر الممر  ذو الأرضية الخشبية  ثم ضحكات طفل شقي ليُفتح الباب و يقترب مرتميا بحضن فيرلا و لم يكن سوى تينو ، ابن ماريا و سانتو ذو الأربع سنوات

تبعته ماريا و تحدثت بتهديد بقرب الباب

" سوف ترى ما الذي سأفعله بك أيها الشقي "

اقتربت منه و هو قهقه بمتعة و تمسك بفيرلا ثم حاول الوصول لآميا التي تنقذه دائما 

" ماريا أتركي الفتى يلعب ما الذي فعله ؟ "

حدقت فيها ماريا بقهر و أشارت نحوه لتجيبها 

" لقد رمى دلوا آخر في البئر ...... ألا يكفيني والده الأحمق "

ابتسمت آميا ثم اقترب لترتب على كتفها

" إنه الحب ماريا أم نسيتي ؟ "

" كان حُمقا .......  أنا نادمة على شبابي الذي أهدرته مع مغفل مثله "

قالتها بغضب ثم غادرت و تينو نزل من حضن فيرلا التي نزلت من مقعدها هي كذلك ثم أمسكت بكفه و تحدثت

" هيا لنذهب للحضيرة ليحكي لنا فيردي عن المقنع الأسود و الماركيز الطيب "

لوحت لهما آميا ليغادرا و هي خرجت كذلك من غرفة ابنتها ثم سارت بينما تضع كفها على بطنها ، انها في شهرها الخامس من حملها الثاني و هاهي تعيش حياة لم تعتقد أنها سوف تتمكن من عيشها ، آميا من البداية بحثت عن الحياة البسيطة  و هاهي الأحلام تتحقق و أصبحت الحياة جميلة 

نزلت الدرج و سارت نحو المطبخ أين كانت ماريا تحضر وجبة الغذاء و وقفت لتساعدها ، حدقت بها فرأتها غاضبة فعلا لتسألها 

" ماريا يبدو أن هناك شيئا عظيما "

توقفت ماريا لتلتفت و بضيق أجابتها 

" سانتو الأحمق يريد الرحيل من هنا "

" لمدينة أخرى ؟ "

قالتها آميا بتعجب و خوف بذات الوقت و ماريا نفت

" لا ..... و لكنه اشترى منزلا بالبلدة و قال يجب أن ننتقل و نستقر هناك "

عبست آميا و لكن البلدة قريبة و هما من حقهما أن يستقرا في منزلهما الخاص فوضعت كفها على ذراعها و تحدثت

" إنه حقه يا ماريا فلا يجب أن تغضبِ "

" و لكن آنستي أنا لم أفترق عنك منذ سنوات طويلة "

 عندها آميا انفجرت ضاحكة و ربتت على بطنها

" ماريا أنا أم و طفلي الثاني ببطني فتوقفي عن قول آنستي "

" انها عادة لا يمكنني التخلص منها "

آميا تعتبر ماريا هي عائلتها الوحيدة و التي أحبتها مثل أختها فاقتربت و ضمتها لتتحدث بينما تمرر كفها على ظهرها 

" لا تقلقي سوف نزوركم و تزوروننا كثيرا "

" أريد أن أبقى هنا "

فابتعدت عنها آميا و بعبوس تحدثت

" هيا لننتهي من الغداء فالأطفال سوف يشعرون بالجوع بعد وقت قصير "

تنهدت ماريا و عادتا للعمل ، مر الوقت فسمعت آميا صوت الضحكات في الباحة و عندما أطلت رأت فيردي يركض خلف فيرلا و تينو  فابتسمت و التفتت لتذهب و ترتب الأطباق على الطاولة عندها سمعت صوت الحصان الذي لا يمكن أن تخطئه ثم صوت صراخ فيرلا السعيد و عندما اقتربت من النافذة من جديد  رأت زوجها ينزل من على حصانه و يفتح ذراعيه لطفلته فابتسمت و شعرت بالسعادة تغمرها لتضع كفها على بطنها و ماريا التي وقفت من خلفها لتتحدث 

" إنه أفضل زوج و أب "

تنهدت آميا و أومأت لتجيبها

" سوف أذهب لاستقباله "

تركتها  في المطبخ و اقتربت من الباب و عندما فتحته وجدته يقف هناك بينما يحمل فيرلا و يهم بفتح الباب ، بانت الفرحة على ملامحه  و توسع صدره بهجة عندما رآها أمامه فاقترب منها ليضمها و هي تمسكت به ليقبل جبينها فهمست له

" اشتقت لك حبيبي "

" و أنا أكثر "

دخلا للمنزل و أقفلا الباب خلفهما و هاهي الحياة تجازيهما بهدوئها و عدم اغارتها عليهما ، فالراوي الآن لا يمكنه سوى الوقوف خارج منزلهما و مشاهدتهم عبر النوافذ يمارسون حياتهم باعتيادية  و بتعاقب الفصول و مرور السنوات عليهم

كانت جريمة كبيرة جعلت من أساطير اللعنات تحيا من جديد و تُصدق حتى أتى هو و حررهم من تلك الفكرة التي سيطرت عليهم و أودت بحياة  كثير من الرجال ......... " الموت للرجال و الخلود للنساء "  ، كان شعار ترفعه نساء روما و ايطاليا لليتخلصن من ظلم أزواجهن فهن كذلك كنّ ضحايا لمجتمع ذكوري لم يقدر دور المرأة به و كانت مجرد وسيلة

تنجب ، تنفذ رغباته و يبيعها لرجل آخر ذو سلطة كبيرة و يقبض ثمنها ، لا شيء سيء ينبع من فراغ بل نحن من نحفر له و نجعل من الحفرة عميقة للغاية و عندما تبتلعنا لا يمكننا الخروج فنعلق هناك للأبد



انتهت يوم 20/05/2020

كما يقول الكاتب الكبير " أدهم الشرقاوي " في كتابه 

" و اذا الصحف نشرت " 

الكيد ، تهمة الرجال للنساء 

أنا لن أقتبس كل المقال و انما ما يخدم عملي منه 

فقد قال هذا الرائع :

" خلق الله المرأة أرق من الرجل في المشاعر ، و أضعف منه البنية الجسدية ، و وضع الكيد فيها سلاحا تداري فيه رقتها ، و تعوّض به فارق القوة بينها و بين الرجل ، و كل من يحمل سلاحا ليس بالضرورة أن يستخدمه 

الكيد ليس اختيارا أنثويا تُذم عليه النساء ، ليس مستحضر تجميل يضعنه بملء رغبتهنّ ، هو فطرة الله التي فطر الناس عليها و الله لا يُذم بشيء من خلقه ، لأنه سبحانه  لا يخلق إلا لحكمة ، و يبقى خلقه حكمة و لو عجزنا عن ادراكها 

نحن نستخرج أجمل ما في النساء ، و نحن نطلق أسوأ ما فيهنّ ، فتخيروا ما أنتم فاعلون  " 

الرواية تحدثت عن حادثة حقيقية و أنا عندما بحثت عن القصة حاولت ترتيب أفكاري و وضع شخصياتي بحيث لا أغير الكثير من الحقائق ، لقد عملت عليها بشغف كبير و في فترة ما فكرت بنشرها قبل " خلودٌ / تمانا " و لكن كنت قد قطعت لقرائي وعد بالنشر فيها لهذا التزمت بوعدي و هاهي تنتهي " أكوا توفانا " كذلك 

لقد اسمتعت كثيرا معكم قرائي ، سعدت و ابتهجت لردودكم و تفاعلكم مع الأحداث و الشخصيات 

لم يبقى لي سوى أن أقول دمتم في رعاية الله و حفضنا و حفظم 

ترقبوا نشر المقابلة في " خلودٌ / تمانا " قريبا 

و إلى أن نلتقي في عمل جديد باذن الله كونوا بخير 

سلام 


Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro