Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل العاشر


مساء الخير قرائي الغاليين

استمتعوا بالفصل 


 هاهي أمواج البحار تتحرك فتحرك سفنه  و مستوى المد يتراجع فتبدأ رواسب الحقيقة العالقة على الرمال بالظهور رويدا ، رويدا و لكن بعض العوالق نحتاج أن ننتظر تراجع أكبر للمد حتى نستطيع الحفر بتلك الرمال و اخراج الحقائق لنشرها على مرأى جميع الناس

إنه يقف خلف نافذة مكتبه في الكتدرائية ، يضع كفيه خلف ظهره و يحدق بالشارع و بكل أولائك الناس ، كم من الأسرار تختبئ في الصدور ؟  

" سيدي الماركيز "

قالها سانتو الذي يقف خلفه و هو التفت له فواصل 

" هل ما قلته صحيح ؟ "

" بخصوص ماذا ؟ "

" أن موت الرجال الكثير ليس سوى جرائم تتفنن فيها النساء ؟  "

ابتسم ليومئ ثم فك كفيه و سار نحو مكتبه و جلس على مقعده ليسند ظهره عليه

" أجل أنا متأكد من صحة اعتقادي و واثق أن النساء هن المجرمات و قابضات الأرواح لأزواجهن و لكن نحن دائما نواجه نفس النتائج عند فحص الموتى و هذا يعني أن مجرم آخر هو القاسم المشترك بين جميع عمليات القتل "

تنهد سانتو و كأن قدميه أصابها الوهن و الآخر ابتسم و تحدث بينما يشير له على المقعد

" هيا اجلس يبدو أن كلامي وقعه كان قاسيا عليك "

و سانتو الذي حدق به نفى و كأنه سيبكي

" كنت أفكر بالبحث عن زوجة "

" ابحث من يمنعك ؟ "

" جرائم القتل التي تحدثت عنها "

عندها ضم كفيه و أسند ذراعيه على طاولة مكتبه ثم حدق بعينيه ، هذا الرجل أمامه ليس سوى جبان كبير و لا يأخذ أي كلمة قالها سيده من قبل ليواصل استنتاجاته عبرها

" هل تنوي أن تكون شديدا مع المرأة التي ستتزوج بها ؟ "

حدق به مستغربا سؤاله مجيبا بسؤال آخر 

" لماذا تطرح علي هذا السؤال ؟ "

" لأنه القاسم المشترك بين جميع الرجال القتلى "

عندها ضيق عينيه

" أعتقد أنك ذكرت الأمر من قبل "

" شكرا للرب أنك انتبهت أخيرا سيد سانتو المبجل "

قالها بسخرية و عاد ليسند نفسه على مقعده ثم ابتسم ليربت بأصابعه على طاولة مكتبه و سانتو عاد ليتساءل 

" و الآن كيف سنثبت التهمة عليهنّ إن كنّ بنفسهن يطلبن تشريح الجثث ولا يتضح وجود أي  شيء غريب  ؟ "

" ما هي العوارض التي كانت تصيب الجميع ؟ "

قالها ليحفز عقل سانتو على العمل و الآخر ضيق عينيه بتركيز و بدأ بسرد ما وقع سابقا و لاحظه على الرجلين الذين جمعتهما معهما علاقة و كانا على مرأى منهما

" بالرجوع إلى الكونت ديلفيوري و البارون بوناروتي سنجد أن مدة المرض لم تزد عن أربعة أيام و أقصى تقدير  أسبوع و خلالها كانا يعنانيان من عوارض نزلة البرد و الانفلوزنا ثم تتدهور الحالة فجأة إلى قيئ و غثيان ، اسهال و حتى آلام شديدة في المعدة و بعدها الموت "

" اذا يا سانتو هذا يعني أن هناك سما فتاكا يستخدم و نحن يجب أن نجد مكوناته و من خلالها ربما سنتمكن من العثور على المجرم الأول في هذه الجريمة  "

و سانتو توسعت عينيه ليهتف باعتراض 

" ألم يستطع أحد من هؤلاء الرجال ملاحظة مذاق غريب أو حتى لون ؟  معروف على السموم أن لها ميزات خاصة من رائحة و لون "

عندها ابتسم بسخرية

" و هناك من لا يوجد لها لا طعم ولا لون ولا حتى رائحة ....... نحن الآن نواجه مادة خبيثة تطيح بالرجال واحدا تلو الآخر "

" سيدي الماركيز كلما قلت شيئا أشعر بالرهبة ... و أنت سوف تتزوج "

" هل تعتقد أنني سأكون طعما سهلا ؟ "

" لم أقصد هذا و لكن "

" لا يوجد في الأمر لكن .... زواجي ليس سوى طعما و حياة آميا لاحقا ليست سوى ضغطا سيجعلها تفعل مثل جميع النساء و حينها سنتمكن من امساك المجرم و تقدميه للمحاكمة العدالة  "

عجز سانتو عن الرد و كأنه استنكر ما سيقوم به الماركيز و الآخر لم تعجبه نظرته نحوه

" لما تنظر هكذا  ؟ "

" الليدي آميا فتاة بغاية الرقة هل ستضحي بها بهذه السهولة ؟ "

" من أخبرك أنني سأضحي بها ؟ "

" اذا حاولت تسميمك فهي أيضا ستقدم للمحاكمة لأنك الماركيز العادل "

" ليس كل عادل ، عادل ...... نحن بشر ولا يمكن أن نمتلك من صفات الرب بدون أن يكون هناك الكثير من النقص بها "

" اذا ما الذي ستفعله ؟ "

" سأحرص على ألا يتسرب خبر محاولة التسميم هذا إن فعلتها حقا ..... "

" أتمنى ألا تفعلها "

قالها سانتو بانفعال و الآخر حدق به و هو متأكد أن ما سيقوم به سيجعلها تقدم على كثير من الأمور السيئة و ستفعل مثل جميع النساء ، تنهد بخفوت و عاد ليسند ذراعيه على مكتبه و تحدث

" اذا هل أحضرت ما أخبرتك عنه ؟ "

" سيصل بعد قليل "

و قبل أن ينهي سانتو حديثه طرق الباب فاستقام و سار ليفتحه و لم يكن خلفه سوى أحد الحراس و كان يحمل صندوقا خشبيا متوسط الحجم مزخرفا بطريقة بديعة للغاية ، أخذه عنه سانتو و صرفه ليقفل الباب ثم سار نحو طاولة المكتب و وضعه فاستقام الماركيز

" هاهو أمامك "

رسمت ابتسامة خافة بشكل جانبي على طرف شفتيه و رفع غطاءه  قليلا يفتحه عندها وجد داخله مشطين و مرآة تفنن مصممهم ليصنعهم من الذهب و تكون تلك الأغراض البسيطة الموجودة بغرفة كل أنثى عبارة عن أغلى هدية قدمت حتى الآن

ترك الغطاء ثم قرب كفه من المرآة و حملها يرفعها و تكون مقابلة له ثم تمتم 

" انها تؤمن بالخرافات "

فأجابه سانتو مؤيدا تفكيرها 

" و لكن عندما كسرت المرآة ذلك اليوم أنا فعلا كنت أحمل بجعبتي خبرا سيئا "

" كنت أتوقع سماعه في أية لحظة "

مرر كفه الثانية على نقوش موجودة بذراع المرآة و شعر بالرضى عما يراه أمامه ثم رفع نظراته لسانتو و واصل

" علينا أن نتخلص من التبعية الكنسية التي زرعت الخرافة و الأساطير الساذجة التي لازلتم تصدقونها ..... نحن رجال قانون لا نؤمن سوى بالعلم الذي ارتفعت رأيته ..... أولسنا نعيش صحوة علمية و أدبية ؟ "

" و لكن هناك بعض الأمور لا يمكن تجاوزها "

" لطالما كان كهنة المعابد يصنعون الكثير من الحقائق المزيفة و السذج من أمثالك يا سانتو صدقوها و مجدوها و جعلوا الطعن فيها خطيئة ..... تغيرت الأسماء و بدل كهنة المعابد أصبح المصطلح الشائع في عصرنا الكنيسة و مقدساتها "

لا زال سانتو يجد نفسه غير متقبل لما يقوله و بذات الوقت لا يمكنه رفضه لأنه محق بكل بساطة و لكن تلك القيم و الأفكار التي غرست فيه منذ الصغر لا تسمح له أن يكون متفتح الذهن ،  متنور العقل مثل الرجل الموجد أمامه و عندما  و جد أنه لا جدوى من كل الكلام المقال هو تحدث

" هل يجب أن أوصل لها الهدية ؟ "

و الآخر أعاد المرآة لمكانها فقد كانت كل تلك الأشياء توضع على وسادة صغيرة وسط الصندوق مصنوعة من قماش حريري قاني اللون ، أقفل الصندوق ثم جلس بمكانه و رفع نظراته نحوه

" ليس الآن عندما تصبح الهدية جاهزة بشكل لائق سوف أرسلها لذا اهتم أنت بالعمل الآخر الذي كلفتك به "

و باصرار غريب تحدث

" يمكنني أن أعتني بالاثنين معا ..... سوف أكون سعيدا و أنا أنقل للليدي آميا شيئا جميلا كهذا "

ابتسم الآخر بسخرية ليجبه عندما سحب ورقة و وضعها أمامه

" هل تريد أن تعاقب يا سانتو لمخالفتك الأوامر ؟ "

أساريره المبتهجة حلت عليها التعاسة و عبست ملامحه ليمتثل فورا 

" سوف أذهب لعملي سيدي الماركيز "

قالها و بسرعة انسحب ، لا أمل اليوم من رؤية ماريا ، هل قال من قبل أنه كان يريد البحث عن زوجة ؟ عندها الآخر ابتسم و نفى بينما يقرب منه المحبرة و أخذ الريشة ليغمسها به

" يبدو أنه وجد العروس و كان يسخر مني عندما قال سيبحث "

*

رمقت جوليا الليدي جوفانا بعدم تصديق ثم نفت

" ما الذي تقولنه أيتها الليدي ..... هذه مخاطرة كبيرة ولا يمكن أن أقع بها "

أما الليدي جوفانا فاقتربت و ابتسمت لتنبس بهدوء

" لم أعهدك جبانة يا جوليا "

" الأمر غير متعلق بالجبن أو الشجاعة .... أنت تطلبين أن أضم فتاة صغيرة لرابطة النادي الخاص بي بكل سهولة و هذا أمر لم يحدث من قبل "

" أنا لم أطلب منك كشف كل أوراقك لهذه الوصولية ..... سوف يكون النادي مجرد نادي و جلسات نسائية لشرب الشاي و مشاركة المشاكل ، كما نفعل دائما يا جوليا "

" الفتاة قوية و مختلفة ...... لن تناسب نادينا لأنه للمضطهدات أيتها الليدي "

" لا تخافي من هذا الجانب ..... الماركيز سوف يتفنن بتعذيبها "

" و لما أنت متأكدة ؟ "

" أنني أعرف شخصيته جيدا .... ليس هو من سيسمح لصورته أن تهتز بسبب طفلة أو حتى امرأة "

و بتساؤل و استغراب تحدثت جوليا بينما ترفع حاجبها 

" بالمصادفة ليدي جوفانا ..... هل تضمرين الشر لابن شقيقك ؟ "

"  أريد أن أشد له أذنه ليتعلم أن الليدي جوفانا لا تهزم ..... "

" أكاد لا أفهمك "

" لن تفهميني يا جوليا ...... لذا حاولي فعل ما قلته ببطء إلى أن يحين وقت التنفيذ و نضع الفتاة بورطة "

" و ماذا إن وجدت نفسي أنا بهذه الورطة ؟ "

" لن تفعلي لأنني سأهتم بالأمور بطريقتي الخاصة و حبل المشنقة لن تعلق عليه سوى آميا أوردولافي لأنها تحدت الليدي جوفانا "

و بريبة و شك رمقتها جوليا لتجيبها

" سوف أحاول .... و أرجو أن تكوني عند وعدك أيتها لليدي "

" طوال مدة معرفتنا لبعض لم أخلف بوعدي لكِ .... و الدليل ثراءك يا جوليا "

و بينما هما منهمكتان في حياكة المكائد سمعت جوليا صوتا في الخارج فأشارت لليدي بالبقاء هادئة و استقامت

" سوف أرى من و أعود "

أخذت الليدي فنجان الشاي و جوليا خرجت بعد أن فتحت الباب الخشبي لتجد ماريا ، ابتسمت لها و خرجت تقفله خلفها ثم تقدمت

" مرافقة الليدي آميا .... سعيدة بزيارتك لمتجري "

فابتسمت ماريا أكثر لتجيبها

" أنا أسعد سيدة جوليا "

" بماذا يمكنني خدمتك ؟ "

" السيدة أوردولافي تريد مبيضا للوجه و موسعا للحدقة "

ابتسمت جوليا و سارت نحو الرفوف التي ترتب عليها مستحضراتها للتجميل التي تصنعها و تحدثت

" يبدو أن السيدة أوردولافي سعيدة بزواج ابنتها من الماركيز "

فردت ماريا ببهجة 

" أجل الجميع سعيد "

أخذت علبة المبيض و قنينة موسع الحدقة  المصنوع من نبتة " البيلادونا " ثم عادت لتضعهم أمامها لتضيق عينيها بشك و تساءل 

" حتى آميا ؟ "

شعرت ماريا بعدم الراحة فنبست ببعض التوتر

" أجل .... إنها سعيدة جدا "

" بما أنها سعيدة جدا أخبريها أنني أنتظرها في متجري حتى أعرض عليها أحدث المنتوجات التي صنعتها من أجل ابهار الماركيز "

" سوف أخبرها بالتأكيد "

وضعت جوليا طلبات ماريا بورقة بنية و لفتهم بها ثم سلمتهم لها لتسلمها ماريا ثمنها و تحدثت

" أخبريها ألا تكثر من موسع الحدقية  لأنه قد يسبب لها تسمم "

" حسنا .... شكرا لك سيدة جوليا و إلى اللقاء "

" إلى اللقاء "

قالتها بينما تحدق بماريا التي تخرج و ابتسمت بتوسع لتهمس لنفسها

" اذا آميا سعيدة بزواجها من الماركيز ..... يالك من كاذبة يا ماريا "

عادت للداخل لتواصل هي و الليدي اتفاقهما ضد آميا و قبل مغادرة الليدي تركت كيسا من القطع الذهبية أمامها و تحدثت

" بعد أن تنضم للنادي سوف تأخذين مثلهم و بعد أن تعلق على حبل المشنقة بوسط روما ستأخذين ضعفهم "

عندها استقامت جوليا و ضمت الكيس لتبتسم

" اذا لا تقلقي ليدي جوفانا .... آميا لن يطول تواجدها بمنزل الماركيز "

" آمل هذا يا جوليا "

غادرت الليدي  متجر جوليا و الأخرى جلست تحدق بمجموع الذهب الذي حصلت عليه من عائلة الماركيز ، العمل معم مربح لها جدا و هذا سيجعلها توسع من متجرها و ربما تفتح سلسلة بمدن أخرى

*

و هاهي كعادتها تجلس على مقعدها بجانب نافذتها المفتوحة ، هاهي أشعة الشمس تتسلل عبرها لتحط على ملامحها الجميلة و هي لا تكترث لكل ما يحدث حولها و كأنه ليس  زفافها على الماركيز الذي  لم يتبقى عليه سوى يومين

بمفهومها هي سوف تدخل لحياة مظلمة لذا سوف تحاول استغلال الضوء بقدر ما تستطيع حتى تتمكن من تجاهل الكثير في الظلمة التي ستفرض عليها ، قلبت صفحة الكتاب عندها سمعت صوت ماريا تتحدث مع أحد الحراس في الأسفل فابتسمت

مر بعض الوقت لتسمع خطواتها تقترب من الباب ثم طرقته لتفتحه و أطلت عبره

" ليدي آميا لقد عدت "

أزاحت نظراتها عن الكتاب لتجيبها بعدم اكتراث

" لم أشتق لك "

عبست ماريا ثم دخلت لتقفل الباب و تقدمت لتجلس على طرف السرير ، لقد أصبحت هي و آميا أكثر قربا في آخر أسبوع و عندما تكونان لوحدهما كثير من الشكليات التي بدون هدف غير التفاخر و التكبر قد استغنت عنها آميا

" لقد أحضرت للسيدة بعض مواد التجميل .... قالت أنها ستستخدمها في الزفاف "

عندها تنهدت آميا لتنفي بقلة حيلة و تنبس بهدوء

" و كأنها هي من ستتزوج "

" آنسة آميا "

قالتها ماريا و آميا وضعت الكتاب على الطاولة بقربها لتلتفت لها و توليها اهتمامها فتحدثت الأخرى 

" جوليا صاحبة محل مستحضرات التجميل قالت أنها تدعوك لزيارة متجرها فهي تجهز لك الكثير من الأمور الجديدة التي صنعتها "

و أميا باستغراب أجابتها

" و ما المناسبة ؟ "

" لأنك ستتزوجي بالماركيز و يجب أن يكون راض "

عندها بسخرية أجابتها بينما عادت لتحمل كتابها

" هراء "

عبست ماريا فآميا أبدا لا تسمح لنفسها بالتعمق بشخصية الماركيز ، كل ما تراه هو خشونته و ما تسمح لنفسها بسماعه هو الكلام الذي يتحدث عن قسوته و ردعه للرعية و بالنسبة لها هذا ليس سوى طاغية و لا تعلم أن الرعية ليسوا سهلين أبدا و يحتاجون للردع خصوصا اذا كانت الأمور ستفلت بسبب التساهل 

و ماهو سوى بعض الوقت حتى تحدثت آميا عندما لم ترفع نظراتها عن الكتاب

" هل تنوين الجلوس هناك طيلة اليوم ؟ "

" و أنت هل ستذهبين ؟ "

" أين ؟ "

" متجر السيدة جوليا  ؟ "

" لا أدري .... اذا شعرت بالملل قد أذهب "

" لنذهب غدا و اشتري لي عطرا من هناك "

عندها ابتسمت آميا و أقفلت الكتاب لتلتفت لها

" ما الذي تريدينه من العطر ؟ "

" كي أتعطر بزفافك "

قلبت آميا عنييه بملل و عادت تحدق أمامها

" بالمناسبة ماريا عندما يأتـي سانتو مرة أخرى ليسلمك شيئا قللي من وقت وقوفك معه ....... الأمر ليس جيدا بحقك يا فتاة "

عندها توسعت عيني ماريا و هتفت برفض و انكار

" ما الذي تقولينه آنستي "

" أنا لست غبية ماريا "

و قبل أن ترد ماريا بحرف طرق الباب لتستقيم و تفتحه بينما هناك عبوس لطيف يزين وجهها و لم تكن سوى خادمة أخرى تحمل صندوقا خشبيّا و تقف عند الباب

" لقد وصل هذا من الماركيز للآنسة آميا "

التفتت آميا و حدقت بالخادمة و كأن هناك انزعاجا أصابها ، أخذت ماريا الصندوق من الخادمة الأخرى لتغادر ،  أقفلت الباب ثم تقدمت لتضعه على الطاولة التي كانت تجلس بقربها آميا و نبست 

" إنه لكِ آنستي "

عندها استقامت آميا و حدقت بماريا فلاحظت هذه الأخيرة انزعاجها ، قربت كفها منه بخفة لتلمسه ثم رفعت نظراتها لماريا و تحدثت

" لما قد يرسل صندوقا كهذا ؟ "

" لا أدري آنستي ..... هل أفتحه من أجلك ؟ "

" لا ماريا يمكنني فتحه بنفسي "

عندها التزمت ماريا الصمت و آميا فتحته و رفعت عنه غطاءه ببطء للتوسع عينيها لما رأته بداخله أما ماريا فقد شهقت

" آنستي انها "

" هل جنّ ليقدم هدية بهذه القيمة ؟ "

قالتها آميا مستنكرة فعله و حدقت بماريا التي ابتسمت و ظهرت عبر عينيها السعادة كأنها من تلقت الهدية

" لما أنت سعيدة هكذا ماريا ؟ "

" إنها هدية ثمينة جدا آنستي ..... هل تدريكين أنهم مشطين و مرآة مصنوعين من الذهب ؟ "

و آميا أجابت بتهكم و عدم رضى 

" هذا اسمه تفاخر و تظاهر .... لما كل هذا البذخ بينما هناك الكثير من الناس الجياع "

ترهلا كتفي ماريا و نفت بقلة حيلة

" ألا يمكنك أن تسعدي بالهدية بدون أن تفكري بتعقيد هكذا ؟ "

" لا ، لا يمكنني يا ماريا فأنا أدرك جيدا عقلية هذا الرجل و الدليل سيكون هنا "

قالتها عندما سحبت ورقة ملفوفة كانت على جانب داخل الصندوق ، فتحتها و ابتسمت بغيض بينما تقرأ كلمته ، و حرص على تغيير القليل من خطه حتى لا تكتشفه 

" تخلصي من الخرافات التي تسيطر على عقلك الصغير و اجعليه يحتفل بشيء ثمين كالذي بين يديك "

" ياله من متبجح مغرور "

" ألأنه أهداك شيئا ثمينا يستحق كل هذا الكلام السيء منك ؟ "

لم تجبها و وصالت قراءة ما كتب

" سوف تأتي عربتي لتقلك للمسرح و من الأحسن أن ترتدي ألوانا بهيجة و تزيني شعرك بالمجوهرات .... ليدي آميا "

عندها مزقت الورقة ثم رمتها على الأرض

" المعتوه ..... هل قلت انها هدية من رجل نبيل ماريا ؟ "

قالتها بسخط عندما حدقت بها و ماريا ابتسمت بخوف و توتر لتنبس

" ليس بالحرف ..... ما الذي كتبه بالرسالة  ؟ "

" يقول سوف نحضر مسرحية "

" هذا أمر جيد و أنت تحبينه "

" و يهددني لارتداء المجوهارت و ثياب باذخة "

" سوف تكونين جميلة جدا بها "

عندها صرخت بوجهها

" ماريا .... "

" سوف أبدأ يتجهيز أغراضك آنستي "

 قالتها لتنسحب سرعة بينما الأخرى أقفلت الصندوق بقوة ثم تركته خلفها و خرجت من الغرفة ثم نزلت لتذهب للحديقة ، هناك جلست و حاولت تمالك أعصابها  بينما تفك ، إنه يقدم لها اهانة و ليس هدية ،  فكلما رفعت المرآة لترى وجهها بها سترى الاهانة و تتذكر أنه لا يزال في كل مرة يقدم مقابلها الكثير من المال ....... يخبرها أنها عبدة يغدق ماله عليها بالعطايا و الهدايا

*

في مساء ذلك اليوم وقف الماركيز مع اثنين من رجاله بقرب باب المسرح الكبير في المدينة و الذي سوف تقدم فيه أوبيرا لقصة رمنسية من تراثهم الروماني ، كان قد تأنق فهذا سيكون أول ظهور له مع خطيبته قبل زفافهما في مكان عام و أعين الجميع ستكون مسلطة عليهما و يرجو ألا تخالفه و تفعل شيئا أحمقا

و بينما هو يقف هناك و يحاول أن يظهر بمظهر الواثق رأى عربته تتقدم فصحت دقات قلب المقنع الأسود و طرقت صدره و لكنه تفنن جيدا في اظهار عدم المبالات ، بل و نظرات الانزعاج والغضب

توقفت العربة بقربه و نزل قائدها ليقدم تحيته للماركيز ثم فتح الباب للليدي حتى تنزل ، اقتربت هي فوجدت كفه ممدودة لها و كانت مجبرة على امساكها ، نزلت و هو لم ينسى أن يخفي نظرات الاعجاب بعيدا فهي قد تألقت بثوب لونه وردي باهت جعلها تبدو بغاية الروعة

وضعت عقدا من المجوهرات حول عنقها ، لم يكن لافتا للأنظار و لكنه جعل منها أنثى رقيقة ، شعرها لم تتكلف بتسريحه فقط مثلما تعودت و لكن بدل الشريط القماشي هي وضعت بعضا من حلي الشعر الرقيقة

جعلها تتأبط ذراعه و سارا يدخلان للمسرح ثم يسيران نحو قمرتهما الخاصة ليتحدث بدون أن يحدق بها

" من بين كل المجوهرات التي اقتنيتها ألم تجدي سوى هذا العقد ؟ "

فأجابته ببرود 

" لم تذكر شيئا معين برسالتك "

عندها ابتسم بسخرية و فتح لها باب القمرة ليدخلان و أصبحا بمفردها عندها وقفا ليظهر المسرح أمامهما و المتفرجين لا زالو في توافد عندها و قبل أن تتقدم لتجلس هو تحدث باستفزاز

" هل قدرتِ ثمن الهدية أم لا زلت لم تجدي لها الوقت ؟ "

عندها حاولت سحب كفها من ذراعه و لكنه بسرعة أمسك به و حدق بعينيها

" ماذا ؟ هل أزعجك كلامي ؟ "

" أنت حقير و وغد "

عندها ارتفعا حاجبه و اقترب ليمسك بفكها و ضغط عليه بينما يبتسم لها بطريقة جعلته كريها جدا بنظرها

" يبدو أن هناك الكثير من الأمور بك تحتاج لاصلاح ..... لا زلت صغيرة و سنتداركها قريبا "

" أتركني "

و بعد صوتها المنتفض هو دفعها على الجدار و حدق بعينيها الرمادية ، عينيها التي أوقعته بفخ فتاة صغيرة منذ زمن و رسمت على صدره علامة دخولها لحياته منذ ذلك الحين ، تحرك صدرها بقوة و خوف أبت أن تظهره و هو حدق بكل ملامحها لتتوقف نظراته أمام شفتيها المنفرجة بخفة ، ابتسم بجانبية ثم دنى بهدوء و هي أدركت ما يحاول فعله فتحركت تحاول دفعه و لكن هيهات أن تستطيع زحزحته عنها ...... ليس و هو منساق خلف شفتيها الحلوة

اقترب كثيرا منها حتى اختلطت أنفاسهما و لامس أنفه أنفها فأغمضت عينيها لتنبس بآخر سلاح امتلكته و الذي قد تكون نتائجه عكسية لما تريده

" أنا أكرهك " 


نهاية الفصل العاشر من

" أكوا توفانا " 

أرجو أنكم استمتعتم بالفصل 

و إلى أن لتقي مع الفصل التالي كونوا بخير أعزائي ولا تتجاهلوا التصويت 

سلام 

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro