الفصل السابع عشر
لا أعتقد أنكم بحاجة لردود على تعليقات الفصل السابق بقدر حاجتكم لمعرفة ما الذي سيحدث في هذا الفصل لذا استمتعوا أعزائي
استمتعوا
*
قد تتمزق أثواب البراءة عن أجسادنا ، فلا قلوبنا غدت بنفس نقاء الماضي و لا عقولنا تنزهت عن أفكار الشياطين لأننا سوف نقطف من أثوابها قطعا ثم نخيطها ليكون ثوبا على مقاس القلوب الحاقدة متذرعين بالواقع المرير الذي نعيشه
تحدث الكثير من الأمور و نسير في طريق اللا عودة و لكن في ذلك الطريق ستكون هناك نقاط لو توقفنا عندها ربما سنعود ، ربما سوف يتحول ثوب الشيطان لرماد و يعود ثوب النقاء ليستر عري أرواحنا التائهة بين همسات الشر
هي التي استقامت بسرعة و دفعت الصحن من على الطاولة بقربه ليستقر على الأرض ، صرخت بكل جوارحها رافضة لما سولت لها نفسها أن تقوم به
" إنه سام لا تأكله "
أصدر الصحن الذي كسر صخبا هشم القلوب كما تهشم هو على الأرض فوقفت أخيرا تتنفس براحة بعد أن أنقذت نفسها و ضميرها من جريمة بشعة و نكراء ، حدق به هو من لا يزال يجلس بمكانه و هدوءه زرع الرعب و الرهبة بنفسها فامتلأت عينيها بالدموع و تراجعت خطوتين للخلف لتنبس برجاء
" أرجوك لا تقتلني ...... "
ما الذي يصيب قلبه في هذه اللحظة ؟ ما الذي يصيب مشاعره الهشة و المتألمة بحبها ؟
صحيح أنه من دفعها و أقنعها عندما لبس قناع الحب و أخفى هويته عنها و لكنه يريد أن تحبه هو لا انعكاسه على المرآة ، ابتسم فجأة ليرفع نظراته ناحيتها بدون أن يقول شيئا ، بدون أن يصرخ بوجهها أو حتى يعنفها هي من اعتقدت أنه سوف ينقذ على رقبتها فينحرها بسيفه أو يخنقها بقوة كفيه
شعرت بالخوف منه أكثر و نفت لتهمس من جديد
" أرجوك سامحني "
عندها استقام ليتجنب حطام الصحن على الأرض و اقترب منها لتتراجع هي للخلف و بكل هدوء تحدث
" من أين حصلتِ على السم ؟ و أين هو ؟ "
بكت دموعها أكثر لتنفي
" لا يجب أن أخبرك "
عندها بسرعة أمسك بذراعيها ليصرخ بوجهها لأنها الآن تلتزم باتفاقها مع المجرم و تحاول حمايته ، هو كل شيء فعله من أجل هذه اللحظة و لن يتوانى عن فضح المستور و نسف اللعنة التي تمسك بها الناس البسطاء لسنوات طويلة
" بل ستخبرينني آميا "
ابتلعت ريقها و همست
" أنت سوف تقتلها "
" هل هي امرأة ؟ من هيا قولي بسرعة "
" لا يمكنني "
عندها سحبها بعد أن ترك ذراعا واحد و اقترب من صندوق ثيابها و أشار بسبابته
" أنت تخفينه هنا أليس كذلك ؟ "
و لكنها فقط حدقت بعينيه التي اختفى منهما بريق الشر الذي كانت تراه بهما من قبل ، لم تجبه فتركها و دنى يفتحه ليرمي كل شيء على الأرض لكنه لم يجد شيئا سوى الخنجر الذي تتسلح به كل ليلة و الرسالة التي تركها لها المقنع و عندما أخذها هي اقتر بت بسرعة و أخذتها منه
" لا يمكنك أن تراها "
حدق بها بعد أن كان قد استقام و اقترب منها يحاول أخذ الرسالة منها عندها أشارت لطاولة الزينة ، نحو العلبة التي تحمل صورة القديس نيكولاس و بسرعة تحدثت
" إنه في تلك العلبة "
وقعت نظراته على العلبة و مباشرة حاول تجميع الخيوط برأسه ، اقترب منها ليأخذها ثم رفعها أمامه و ابتسم بسخرية ليلتفت لها
" السم موجود هنا ؟ "
" أجل ..... "
أجابته بينما ترتجف خوفا و هو جعل من نظراته حادة و اقترب منها
" من زودكِ به تحدث و إلا ... "
و مع " الا " رفع كفه و قر بها من رقبتها عندها بسرعة نبست
" جوليا ..... جوليا توفانا مالكة متجر التجميل "
أبعد كفه بسرعة و أمال رأسه لينفي بعدم تصديق
" إنها شيطان كبير ...... شيطانة استغلت علمها بما تفعله و سممت حياة الناس و الرجال "
" هل ستقتلنا الآن ؟ "
" أخبريني أولا كيف أخبرتك أن تستعمليه ؟ "
عبست و رفضت الكلام عندها اقترب أكثر ليشد من جديد على ذراعها بشدة و هي حد اللحظة مستغربة منه ، كانت تعتقد أنه سيقتلها لا محالة و لكن هاهو لا يفعل شيء سوى التهديد
" يستخدم على أربع جرعات و في كل يوم توضع أربع قطرات في الطعام فيعطي نتائج مَرضية عادية ليكون الموت في اليوم الرابع........ هكذا قالت "
عندها تركها يدفعها و رفع علبة الأكوا توفانا لينبس بعدم تصديق
" ولا أحد سيشك بكنّ أيتها النسوة عندما يوضع بشيء كهذا "
ابتلعت كلماتها فلا يحق لها أن تدافع على نفسها أو تقول أنه مخطئ لأنها المخطئة ، نفى بسخرية و لم يجد ما يقوله أيضا ثم تركها و توجه نحو الباب فالمجرم إن شعر بشيء مريب سوف يهرب و هو لا يمكن أن يخطئها هذه المرة ، قرب كفه من القبض عندها نبست آميا بخوف من خلفه
" ما الذي ستفعله بي ؟ هل ستقتلني ؟ ستجعلهم يعدمونني ؟ "
شد على المقبض و هو يشعر بالضيق ثم التفت لها و بنظرات مهددة تحدث
" إن تحدثِ أو أخبرتِ أي أحد عما حدث أنا من سيقتلكِ ..... إن كانت ماريا هي الأخرى تعلم "
عندها بسرعة نفت
" لا هي لا تعلم ..... لقد استثنيتها من هذا الأمر لأنها نقية و بريئة "
و كم تأسف على طهرها و براءتها هي التي تلاعب بها حتى يدرك ما كان يسعى له طويلا
" تبقين هنا و تتصرفين بشكل اعتيادي ولا أريد لأحد مهما كان أن يعلم "
" و لكنني مجرمة و في حالة كهذه العقاب سيحل عليّ "
" ابقي هادئة آميا و لن أكرر كلامي "
قالها بنبرة مهددة ثم التفت و فتح الباب ليغادر و هي زاد عبوسها و امتلأت عينيها بالدموع من جديد لتلتفت و تحدق بالصحن المكسور على الأرض فقربت كفيها التي جمعتهما عند صدرها و أغمضت عينيها لتنبس
" يا الهي ما الخطيئة التي كنت سأرتكبها ؟ "
إنها الآن نادمة لأنها استجابت لصوت الشيطان بداخلها و لكن أن تكون نادمة لأنها تراجعت و حذرته قبل أن تقع الكارثة فهي غير نادمة أبدا و ربما هذا ما سيشفع لها عنده ....... للتو حذرها عن اخبار أي أحد و هذا يعني الكثير و لكن من ضمن ما يعنيه أنه سينتقم بنفسه و لكنه لو كان سينتقم كان فعل مباشرة بعد ما اكتشف أنها كانت تضع السم في طعامه ... هذه كانت أفكارها التي بدأت تتخبط برأسها و التي ستقودها للحقيقة إن ركزت بها قليلا فقط
*
في ذلك الوقت الذي كانت تدور فيه الأحداث بمنزل الماركيز بينه و بين آميا في منزل الليدي كانت تقف و مقابلا لها يقف فيردي بينما يحدق بها و لكنها كغيرها سوف يسبب لها عدم فهم إلى أين ينظر تماما فتحدثت بغضب
" أين تحدث أيها الأحمق "
فابتسم ليظهر الفراغ بفمه بسبب أسنانه الواقعة و أجابها
" بكِ سيدتي "
" اسمي الليدي "
" و لكن زوجة الماركيز هي الليدي "
و بغضب زجرته
" فيردي المجنون ........ "
أقفل فمه و استمر بالنظر لها فتحدثت بشك
" هل حقا تنظر لي ؟ "
" أجل سيدتي ..... أنا أحول هكذا ينعتني الأطفال في الشارع "
" حسنا دعنا منك و أخبرني أين ذهبت خادمة الليدي ؟ "
ابتسم و حدق بها ليجيبها بمراوغة لم يقصدها
" أتت اليكِ "
" فيردي سوف أقتلك أيها المجنون "
قالتها لترفع كفها بتهديد و هو قفز للخلف حتى يبتعد و أجابها أخيرا
" ذهبت للسوق "
" ماذا فعلت في السوق ؟ "
" دخلت أين تعمل تلك المرأة الجميلة التي تضع الجمال على الوجه "
ضيقت عينيها و نبست بشك
" هل تقصد جوليا ؟ "
" أجل .... هي جوليا الجميلة "
قالها بابتسامة عندها شعرت بالغضب ينتابها فما اتفقت عليه معها ليس أن تقتله الآن ، على آميا أن تحمل أولا و بعد تأكد الحمل سوف تباشران الخطة و لكن يبدو أن جوليا باشرت بفعلتها الآن
تركت فيردي و التفتت حتى تغادر غرفة الجلوس و هو تحدث من خلفها
" لقد أخبرتك هل أستطيع النوم في حضيرة الماركيز ؟ "
توقفت ثم التفتت له
" نم فيردي و لاتنسى اذا مر يوم بدون أن تأتي و تخبرني ما الذي تقوم به الليدي سوف أطردك خارجا "
عبس هو و هي غادرت لغرفتها ، خرج يسحب عصاه التي يمتطيها و يصرخ أنه الماركيز ، غادر منزل الليدي و فاجأه رؤية جنود الماركيز يمرون على أحصنتهم باستنفار و كأن هناك شيء يحدث و بسرعة هو وقف في الطريق حتى توقف أحدهم عندما رفع حصانه أطرافه لفوق و أصدر صهيلا مرتفع فصرخ بوجهه
" ابتعد عن طريقي يا مجنون "
إلا أنه تجاهله ليسأله
" ما الذي يحدث ؟ "
قالها فيردي بينما يتحرك في مكانه و كأنه يمتطي حصان يتحرك في مكانه و الآخر صرخ بوجهه
" تم تسميم الماركيز فابتعد عن طريقي "
توقف فيردي عن الحركة ليتنحى الآخر عن الطريق و يواصل نحو وجهته أما فيردي توسعت عينيه ليهمس لنفسه بعدم تصديق و نفى ، التفت و عاد يركض لمنزل الليدي جوفانا بعد أن رمى عصاه على الأرض حتى وصل و طرق الباب بقوة بينما الحراس يحاولون ابعاده عندها بدأ يصرخ
" سيدتي الماركيز مات ...... لقد مات الماركيز "
فتح الباب فجأة بقوة و الليدي جوفانا خرجت منه بينما عينيها متوسعتان و الدموع بدأت تتجمع بهما ، ابتعد الحارسين عن الباب و هي وقفت أمام فيردي لتمسكه من مقدمة ثيابه و جذبته اليها بكل قوة لتصرحخ بوجهه
" ما الذي تقوله ؟ "
و فيردي بدموع بكاها أجاب
" رجال الماركيز أخبروني "
عندها دفعت به حتى أوقعته و صرخت لأحد الحراس
" أحضر عربتي بسرعة "
فركض بدون أن يضيع دقيقة واحدة ليحضر لها العربة ، ألم تكن تسعى لقتله ؟ لما تشعر الآن بهذه الغصة تعلق بصدرها ؟ تنفست بقوة و نفت شعورها الذي يجعل قلبها يحترق ألما فهي بالتأكيد سوف تتأكد أولا مما يقال و اذا تبين أن آميا فعلت شيئا له ستقتلها قبل أن تحاكم
توقفت عربتها بقربها ليفتح لها الباب و هي صعدت بسرعة ، انطلق السائق بعد أن ضرب الأحصنة فانطلقت بسرعة و هي كانت في حالة لا تستطيع تفسيرها و لا تستطيع التحكم بأفعالها حتى
*
في منزل جوليا كانت تجمع أغراضها حتى تغادر منزلها فهي منذ عادت تشعر بالندم على كشف أوراقها بسرعة لآميا و التي تجعلها فعلا غير مرتاحة ، كيف انصاعت خلف أطماعها بهذه السرعة و تجاهلت تعليمات الليدي جوفانا ؟
هي بالتأكيد ستكون في ورطة معها خصوصا أنهم لا يعلمون إن كانت في هذه المدة آميا قد حملت أو لم يحدث الأمر بعد
أحيانا الطمع يفسد الطبع ، و طمع جوليا عندما رأت كل تلك المقتنيات الثمينة الموجودة بمنزل الماركيز و بين أغراض آميا أفسد طبعها الحذر و باندفاع و بدون تفكير أخرجت الأكوا توفنا و قدمته بكل سهولة لآميا ، هي من كانت تختبر النساء لأسابيع و شهور حتى تطلعهن على سرها
حملت كل ما خف وزنه و زادت قيمته و سارت نحو باب خلفي سري بعد أن وضعت برنسها على كتفيها و قلنسوته على رأسها ، فتحته ثم غادرت تسير بين الشوارع الضيقة و المظلمة ، سارت بينها تحاول العثور على مكان تمكث فيه الليلة حتى يطلع النهار و تتبين إن كانت آميا قد نفذت الخطة أو حدث ما هي خائفة منه
و في نفس هذه الأثناء ، الماركيز كان قد وصل لمنزل جوليا بعد أن أمر بعضا من رجاله أن يحاصروا المتجر هو أيضا ، تحرك به حصانه و حدق بالمنزل أمامه ، لقد كانت تختبئ أمام أنظار الجميع و توجهه سهامها عن قرب بينما الناس البسطاء يعتقدون أن ما يصيبهم هو لعنة
" سيدي هل نقبض عليها ؟ "
قالها سانتو فحدق به و نفى لينزل عن حصانه و سار نحو الباب ليجيبه
" أنا من يجب أن يقبض عليها ...... أنا من على وشك الخسارة "
نزل سانتو عن حصانه و هو يدرك ما الذي يعنيه الماركيز ، فقد ضحى بحياته و حبه من أجل حل هذه القضية و فك رموز هذه الجريمة التي طال زمنها بدون أن يستطيع أحد اكتشاف غموضها و أسرارها
تقدم خلفه و بعدما وقف الماركيز بقرب الباب هو كذلك وقف و حدق به و بملامحه التي لا تهزم ، رفع كفه و طرق الباب بقوة ليتحدث بنبرة عالية و صوت تهديدي
" جوليا توفانا افتحي الباب و أخرجي حالا "
المنزل فارغ و لا أحد يجيب ، دائما جوليا تسبقهم بخطوات و إن نقصت ستكون خطوة فهاهي استطاعت الهروب قبل أن يتم الامساك بها و سحبها للسجن ببضع دقائق ، حدق بسانتو عندما لم يتم الاستجابة له ثم أشار له ان يتقدم و يكسر الباب
تقدم سانتو و فعل ليفتح الباب و تقدم يدخل ، تبعه سانتو و بقية الرجال ليفتشو المنزل ، صعد الدرج الضيق ليصل لغرفتها عندها وجد على السرير الصندوق الذي أحضر فيه لآميا المرآة ، اقترب منه و أخذه ليفتحه و لم يجد به شيئا فشعر بالغيض لأنها لا تزال متقدمة عليه
اقترب من النافذة و أبعد الستار ، إنه الشارع الخلفي ذو الزقاق الضيق عندها اقترب سانتو و تحدث
" سيدي الماركيز جوليا اختفت "
*
في منزل الماركيز توقفت عربة الليدي جوفانا و التي لم تنتظر كعادتها سائقها ليفتح لها الباب بل دفعته و نزلت بسرعة لتتقدم و عندما وجدت الحراس يقفون توقفت و سألتهم
" هل صحيح أن الماركيز مات ؟ "
نبست بها بضيق و خوف ، لقد أرادت الانتقام منه و رؤيته ميت و لكن لما يبدو هذا الأمر سيئا للغاية وقت التنفيذ ؟ لن تقول أنها تريد سليلا للعائلة ، هذه حجة باطلة لأنها متعلقة به حتى و هي تكن له الكره بصميمها و تحمله ذنب طفولة شقية بالتأكيد هو لم يتعمد حتى في ذلك الوقت أن يتسبب بالأذى لابنها
فعكر حاجبيه و نفى
" لا سيدتي الماركيز خرج قبل وقت ...... هل حدث له شيء في الخارج ؟ "
و مرة أخرى بغربة تساءلت و نبست
" ألم يتم تسميمه في المنزل ؟ "
و هو نفى بدون أن يكون ملما بشيء
" لا سيدتي ......"
عندها دفعته بخشونة و قوة لتدخل للمنزل ، بقرب الباب استقبلتها احدى الخادمات التي زرعتهن في المنزل كجاسوسات على آميا فاقتربت لتمسكها من مقدمة ثيابها لتصرخ في وجهها
" ما الذي كنت تفعلينه طوال الوقت حينما كانت الحقيرة تخطط ؟ "
توسعت عيني الخادمة و هي لا تدري عما تتحدث عنه الليدي جوفانا ثم التفتت لترى ماريا قادمة فتركت خادمتها و اقتربت لتمسك بذراع ماريا و تحدثت بسخط
" أنت يا حقيرة ما الذي فعلته مع سيدتكِ ؟ "
حاولت ماريا التفلت منها و هي لا تدري فعلا ما الذي فعلته
" ليدي جوفانا أرجوك دعيني أنت تؤلمينني ؟ "
" حقا "
قالتها بسخرية لتشد أكثر و سحبتها معها حتى وصلتا لغرفة الماركيز و آميا عندها تركتها و فتحت الباب لتظهر آميا تجلس على طرف السرير و نظرات الخوف تحتل عينيها ، ملامح الرعب تؤثر عليها ، حدقت بالأرض و رأت الطبق المكسور عندها تأكدت من محاولتها
" غادري ماريا "
حدقت ماريا بآميا و كأنما تأخذ اذنها ثم غادرت لتقفل الباب و آميا استقامت ، وقفت بخوف بينما تضم كفيها معا تفركهما بخوف و الليدي أشارت نحو الأرض و بنظرات ساخطة و صوت غاضب تساءلت
" هل فعلا حاولتِ تسميمه ؟ "
و هاهي آميا تشعر بتأنيب الضمير ، بخطورة و بشاعة ما كانت ستقدم عليه لولا تصرفها بتعقل في آخر لحظة و منع الكارثة ، نزلت دموعها و أومأت لتجيبها
" أجل "
" أيتها الحقيرة "
قالتها و اندفعت نحوها لتسمكها من شعرها و سحبتها بقوة منه ، سارت نحو الباب و آميا كانت تحاول تحرير نفسها بينما تتأوه بألم
" أرجوكِ "
" اخرسي يا حقيرة "
فتحت الباب فكانت ماريا لا تزال تقف في الرواق و عندما رأت آميا تسحب بقسوة من طرف الليدي جوفانا حاولت الاقتراب و لكن الليدي منعتها و سارت بآميا حتى وصلت لغرفة الجلوس و تركتها بعد أن دفعتها لتقع على الأرض
أشارت لها بسبابتها و بتهديد نبست
" سوف تدفعين الثمن آميا و تموتين بأبشع طريقة صدقيني "
أسندت آميا نفسها و رفعت نظراتها لها بخوف و هي لا تستطيع الاعتراض أو حتى الدفاع عن نفسها لأنها مجرمة و شرعت بتنفيذ أمر بشع للغاية و الآن كل ما قيل و كل تلك الاشاعات أصبحت غير مُصدقة بالنسبة لها فبكت و نفت لتنبس بخفوت
" أنا آسفة "
ابتسمت الأخرى بسخرية و وضعت كفيها حول خصرها تتنفس بقوة
" كلمة آسفة لا تستخدم عند ارتكاب جريمة يا صغيرة "
وقفت ماريا عند الباب و هي تحدق بها بدون أن تستطيع فعل شيء ، بل هي مستغربة مما تسمعه فآميا التي تعرفها غير قادرة على فعل شيء بشع كهذا إلا أن كل ما قامت به في ذلك اليوم ابتداء من الصباح دعم ما تقوله الليدي جوفانا ، بل حتى طلب السماح و استسلامها بهذه الطريقة هي من كانت متمردة و واجهت الليدي بقوة من قبل
عبست ماريا و امتلأت عينيها بالدموع لتنفي بأسى و خيبة أمل عندها صرخت الليدي جوفانا
" الجميع يجتمع هنا "
عندها جميع من يعمل في المنزل وقفوا في الغرفة أمامها و هي حدقت بآميا و أشارت لها
" هذه الفتاة هنا حاولت قتل الماركيز ........ سيدتكم وضعت السم بطعامه و أنا سوف أعاقبها بشدة "
توسعت عيني ماريا و اقتربت بسرعة عندها منعتها واحدة من خادمات الليدي لتتحدث بذعر
" ما الذي ستفعلينه بها ؟ "
" هل تخافين على سيدتك ؟ "
" آنستي قاوميها ولا تستسلمي لها "
عندها اقتربت الليدي جوفانا من ماريا و صفعتها بقوة و آميا استقامت بسرعة لتحاول منعها من ضربها مجددا عندها دفعتها هي الأخرى بقوة لتتوسد الأرض من جديد
" خذوا هذه الخادمة من هنا و قيدوها بالحضيرة "
قالتها لتلتفت لآميا على الأرض ثم اقتربت منها عندها ارتفع صراخ ماريا
" آنستي ...... دعيها لا تؤذيها "
و لكن ماريا و مع كل صراخها تم سحبها بقوة بعيدا و الليدي دنت و اقتربت من آميا التي نفت بينما تبكي
" أرجوك ...... لا تؤذيني "
" الآن فقط تترجيني ؟ الآن أيتها الصغيرة المتعجرفة ؟ .... هل اعتقدت أنك انتصرتِ علي عندما جلعت الماركيز بصفكِ ؟ "
فيردي الذي كان يقف بين الخدم انسحب بسرعة و هو يشعر بالضيق بعد أن علم أن الماركيز حي و بدون أن ينتبه له أي أحد من الواقفين و الذي سيشهدون على موت آميا بيدي الليدي جوفانا غادر و ركض خارج المنزل متجها إلى الكتدرائية فالماركيز سوف يحرق كل شيء إن آميا أصابها شيء و إلا لما خاطر بكل شيء من قبل
ركض بجنون في الطريق و صرخ عندها ظهر الماركيز من بين الظلام يركض بحصانه الأسود عائدا للمنزل لعل آميا تعلم مكان جوليا و لكن صادفه فيردي الذي وقف له في الطريق فسيطر هو على حصانه بسرعة و حدق فيه بغربة بينما حصانه يتحرك به و تحدث بغضب
" لما تقف وسط الطريق ؟ "
و هو بسرعة أشار خلفه و تحدث
" الليدي جوفانا قتلت الليدي آميا "
و مرة أخرى كلمات و مصطلحات فيردي الغير منتقاة تصنع الحدث و بدون أن يضيِّع مزيدا من الوقت انطلق بسرعة كبيرة بحصانه و فيردي ظل واقفا في مكانه و همس لنفسه
" كانت ستعاقبها لأنها قتلتك "
أما عند الليدي جوفانا فقد هاجمت رقبة آميا و اعتلتها بينما تضغط بكل قوة و شدة حتى تخنق أنفاسها و الأخرى وضعت كفيها على كيفي الليدي تقاوم من أجل أخذ أنفاسها ، صحيح أنها أقبلت على فعل أمر شنيع و لكن آميا كانت مسيّرة من طرف الماركيز نفسه الذي استخدمها حتى يصل للمجرم
نزلت دموعها على طرفي وجنتيها و وجهها أصبح أحمر بشدة بعد أن ضاقت أنفاسها و لم يسعها سرقة حتى نفسا شاردا تسعف به حياتها و تبعد عنها الموت الذي طالما خافت منه و الليدي ابتسمت و ضغطت أكثر بينما آميا خدشت كفيها لعل ضعفها ذاك ينقذ حياتها
نهاية الفصل السابع عشر من
" أكوا توفانا "
عندما نقترب من النهاية دائما ما تكون نهاية الفصول مشوقة مثل هذه
إلى أن نلتقي مع الفصل التالي كونوا بخير أعزائي
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro