Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل السابع


مساء الخير قرائي الغاليين 

بعتذر على التأخير كان بسبب ظروف 

استمتعوا بالفصل 

*


 يحفر التاريخ بين ثنايا جدرانه العتيقة الكثير من القصص المخفية ، و يسير الكثير من العشاق من أمثال روميو في شوارع المدينة الفارغة على ضوء القمر و حنين القلب ، قد تجلس الكثيرات ممن يمثلن جوليات على الشرفات فلا يجد شجرة يتسلقها الحبيب ليصلهن ، قد تبكي احداهن على وسادتها و قد تنام الأخرى حالمة  سعيدة 

هجرها النوم هذه الليلة فوضعت رسالتيْ المقنع الأسود أمامها ، جهزت حبرها و ريشتها لتفرد ورقتها ، حدقت بها طويلا و ها هي كلما حاولت كتابة حرف تزورها الدموع ، هاهي تعود و تحدق بالقمر و تتذكر كلماته المتعلقة به ، قد تكون قابلته مرتين فقط و لكن هناك بالتأكيد شيء ينمو داخلها ناحيته

ذلك الرجل كلماته قليلة ، بسماته غير واضحة و نظراته قوية  لكنه خذلها و أحنث بوعده عندما وعدها أنه سيخلصها من الماركيز ، تركها لوحدها تواجه غضب والدها عندما هربت لتقابله ، لقد كانت مثل فراشة حلقت حول النار عندما أبهرتها و عندما حط لسع السوط على جلدها أدركت أنها وقعت داخل حفرة من نار فهل من مخلص ؟

تنهدت بضيق و لم تتمكن من مجارات كلماته في آخر رسالة عندما دون لها قصيدة لم تقرأها بكتاب و لم تسمعها بأي عرض مسرحي من قبل ، عندها قررت أن تكتب له عتاب و بذات الوقت وداع ، يجب أن تستسلم لقدرها قبل أن يحل عليها غضب الماركيز ، قبل أن يتفنن الجميع في اهانتهم ، عليها أن تكون قوية و تستغل مكانتها التي وضعها فيها القدر حتى تسيطر على حياتها

غمست رأس الريشة بالحبر و قربته من الورقة لتبدأ بعد تفكير لم يدم طويلا فهي قررت كتابة ما ينبس به قلبها بخفوت

" لقد جعلتك تنتظر كثيرا ردي و مكتوبي هذا ، أنا بعد ذلك اليوم الذي أخذت فيه وعدك بأنك ستخلصني أدركت أن الوعود و العهود لم توضع سوى لتنقض و تنكث ، أدركت أن أحلامي الساذجة هي من جعلتني أجبرك على وعدي أنت من رفضت و قلت أنك لست ندا للماركيز

أنت محق فلا أحد منا ندا لرجل مثله ، لقد وجدنا أنفسنا جميعا مجبرين على طاعته و اظهار الولاء و الاحترام له ، و وجدت نفسي مرغمة على اظهار الحب له ، أنا لا يمكنني أن أحبه و إن سلمته حياتي فذلك ليس سوى جزء من الصفقة التي أتمها مع والدي ، أنا لم أعد ملكا لنفسي ، بل ملك للماركيز لأنه دفع ثمني ثروة كما بلغني ،  لست حرة لأنني عبدة و رجل مثلك أيها المقنع الأسود لا تليق به سوى امرأة حرة من القيود و أنا قيدوا حتى مشاعري

آسفة لأن ما كتب برسالتي هذه لم يكن ما انتظرته طيلة هذا الوقت الذي مرّ ، يستحسن أن تصرف نظرك عني لأنني صرفت نظري عن الحياة برمتها و لم أعد حرة الهوى ، قيدوني و وضعوني بقفص ثم بعد أيام سوف يتم حبسي في منزل عالي الجدران و قوي الأسوار لن تجتازه أنت و لن أعبره أنا و هذا وداعي لك أنا من كنت حرة يوما "

حاولت التحكم بسيل دموعها الذي أدمى قلبها ، حاولت أن تخبر نفسها أنها قوية و لن تنهار ، لن تتداعى مثل سور قديم فقد أساساته  ، لفت الورقة ثم أخذت شريطا حريري أحمر اللون ، حزمت به الرسالة ثم استقامت و سارت لتقف أمام النافذة التي لا زالت تفتحها 

حدقت بالقمر لتتنهد لعل الغصة التي تطبق أنفاسها تعبر صدرها إلا أن ذلك يبدو صعب الحصول و المنال ، شدت على الورقة  بكفها و عندما حاولت التراجع لتقفل نافذتها سمعت طرق حذاء حصان يقترب ، بدون أدنى تحكم منها رسمت على وجهها ابتسامة كبيرة و قربت الرسالة من صدرها عندها ظهر ظل الحصان و لم يطل الأمر لتلمح بياضه

كان يمتطيه المقنع الأسود كما سمته هي ، ثيابه سوداء كالعادة و برنس يتحرك بفعل الهواء من خلفه بمظهر يبدو كمشهد من احدى الروايات الرمنسية التي أمضت زمنا طويلا في قراءتهم و رسمه خيالها  ، تقدم و مع كل طرقة على الأرض لحصانه كانت طرقات قلبها تضرب بقوة على صدرها لعلها تفتح لقلبها الباب حتى ينشر سعادته

توقف أخيرا تحت نافذتها مقابلا لها ثم رفع رأسه ناحيتها و كالعادة يضع قناعه الأسود و هي عبست فقد تأملت أن ترى ملامحه لآخر مرة ، تأملت أن ترسمه بذاكرتها فيعيش معها بكل تفاصيله ، تنهدت بقلة حيلة و مدت كفها التي تحمل الرسالة التي كتبتها توا فكان على موعده و لكن لم يكن قبلا على وعده

تركت الرسالة تقع و هو بسرعة التقطها لتكون بكفه ، شد عليها ثم رفع مرة أخرى نظراته نحوها فتراجعت نحو الخلف و بدون أن تسيطر على دموعها خرجت شهقاتها ثم أقفلت النافذة و وجد نفسه في مواجهة كثير من المشاعر البائسة

سمع بعض الأصوات الصادرة من منزلها ثم رأى الأنوار تنار في قناديل المنزل و هذا ما جعله يخفي الرسالة بثيابه ثم شد لجام حصانه الأبيض و انطلق مغادرا متعطشا لقراءة ما كتبته له حبيبته بعد طول انتظار

لقد طرقت مرة أخرى أطراف الحصان الراكضة الأرض لتصدر ذلك الصوت بالشارع الهادئ و السيد أوردولافي وقف خلف نافذة غرفته و رأى فقط شعر الحصان المتطاير فتنهد

" من كان عزيزي ؟ "

قالت زوجته التي وقفت خلفه فنفى

" لا أحد ..... هيا لنعد للنوم فغدا سيكون يوما طويلا "

التفت لها و سارا نحو السرير ، جلس على جانبه و اقترب من الطاولة التي عليها القنديل ثم أطفأه و آميا كذلك أغمضت عينيها بعد أن تمددت في مكانها ، ستسمح لدموعها بزيارتها لأول و آخر مرة حتى تستطيع مواجهة الحياة ، هي لم تعد طفلة و البكاء لا يناسب النساء القويات

*

في منزله الكبير، في جنحة الظلمة الموجودة بغرفته و حيث هناك ركن صغير تضيئه شمعة صغيرة تتمايل شعلتها على حركات المشاعر المتهالكة بين أروقة الصمت ، وضع القناع الأسود و الرسالة ذات العقدة الحمراء ثم حدق بها ، إنه رجل بوجهين

وجه يهابه الجميع ، لا يبتسم ولا يفك عقده ، يفرض به سلطته على الكل و يظهر من القسوة و البرود ما يميت القلب و وجه آخر لا تعرفه سوى حبيبته التي تقرب منها بعد سنين طويلة من التردد ، فكر كثيرا كيف ستكون صورته أمام الناس و هم يرون الماركيز يدوب عشقا بين ثنايا قلب طفلة ، ألن يكون هذا مشينا بحقه ؟

جلس على المقعد القريب من الطاولة و أخذ بخفة و هدوء الرسالة ، إنه مشتت بين كل ما يحدث بالرغم من أن كل ما يحدث ليس سوى من صنيع يديه ، من تدبيره و تخطيطه هو لا الحياة التي دائما ما نلقي عليها التهم و اللوم 

سحب العقدة و وضعها على الطاولة ثم فتح الورقة ، جزء منه و الذي يناصره المقنع الأسود كان تواقا لملاقاتها بن حروف حبها و شعرها أو حتى نثرها المقتبس و جزء من الماركيز كان ناقما عليها إن هي فعلا تجرأت و جارت رجلا غريبا عنها في عشقه لها

تابع الحروف بنهم شديد يبحث بينهم عما يروي عطشه و لكنه لم يجد سوى ما يزيده عطشا و حرمانا ، أول رسالة كتبتها له ،  كانت رسالة وداع ، ألا يفترض أن يكون اللقاء ؟

الماركيز شعر بالانتصار و أن كل شي يسير حسب مخططاته لهذه الحياة أما المقنع الأسود ، الرجل العاشق بداخله شعر بالأسف على قلب حبيبته الصغيرة ، شعر بدموعها و قلبها المحطم لكل ما يجري و أنّب الماركيز

الرجل عندما يعشق يفضل الصمت ، سوف يحسن التواري و يتفنن بايلام قلب معشوقته و بالتالي يتألم لألمها و إلا لن يستحق لقب العاشق ، سحب درج الطاولة و داخله وضع القناع و الرسالة الوحيدة التي وصلته منها و التي لن تتكرر ، ربما يجب عليه الاقفال على ذلك الرجل و حصانه الأبيض في مكان بعيد و يلتفت للقادم لأنه مهم جدا و سيوصله لحل اللغز الذي يحير روما و يقتل رجالها

*

يختفي الضعف و تتجدد القوة مع تجدد شروق أشعة الشمس و هاهو الماركيز يقف أمام المرآة الطويلة يتفقد مظره المهيب بعد أن انتهى من ارتداء ثيابه ، ثياب سوداء و حذاء ذو عنق جلدي أسود اللون كذلك ، معطف طويل و اطلالة معتادة له  ، طرق الباب فالتفت و أذن للطارق بالدخول و لم يكن سوى مساعده سانتو كالعادة

" سيدي الماركيز العربة جاهزة "

" هل الليدي جوفانا جاهزة ؟ "

" سوف نمر عليها و نصطحبها معنا سيدي "

" اذا هيا بنا "

سار هو ليخرج و من خلفه سانتو ، كانا يسيران عندما تحدث سانتو بهدوء من خلفه

" سيدي ماذا سنفعل بالحصان الأبيض ؟ "

توقف هو مكانه و شعر بالسوء ، شد على كفه ثم نبس بهدوء

" خذه لحضيرة منزلك و لا تجعل أي أحد يراه "

" أمرك أيها الماركيز "

واصلا السير حتى وصلا للعربة ، اليوم لن يمتطي حصانه الأسود ، سوف يصحب عمته و يأخذها لبيت خطيبته التي آهانتها بشدة و لو انتشر الخبر ستكون اهانة بحقه هو ، صعد ليقفل الباب فحدق عبر النافذة الصغيرة بالشارع لتنطلق العربة ، لم يمر كثيرا من الوقت لتتوقف بقرب بيت الليدي جوفانا

مرغمة هي صعدت بجانبه و أقفل الباب لتنطلق الرحلة القصيرة نحو بين عائلة أوردولافي ، لم تحدق به عمته و شعرت بالغضب يملأها بينما يرغمها على الاعتذار من فتاة صغيرة متطاولة ، لقد حفر كره آميا بقلب عمته و عمته ليست المرأة السهلة ، إنها تلك المرأة الحقودة التي نست عاطفتها تجاه جميع الرجال و اتخذتهم أعداء  ، حاولت كثيرا تناسي عدائها له و لكنه أحياه و أضرم النيران في قلبها من جديد الليلة الفارطة 

توقفت العربة أخيرا بقرب منزل آميا و قبل أن يفتح الباب حدق هو بها و تحدث

" أيتها الليدي لن أكرر كلامي ستتراجعين عن طلبك و تعتذرين عن الاهانة "

شدت بكفها على حقيبتها التي تحمل داخلها القطع الذهبية العشرة التي انتقصتها من مهر آميا المتفق عليه  حتى يتم التأكد من أنها نقية و عذراء ، ابتسمت بطريقة لئيمة و مخيفة لتنبس

" أنت ترتكب خطأ كبير أيها الماركيز صدقني "

" أنت من ارتكبت الخطأ أولا .... أنت من لا تتصرف على سجيتها ولا حسب مركزها فيفترض بك أن تتمسكي بالخجل و العار بعد الذي رأيته أمس منك لا أن تواجهيني بقوة مثلما تفعلين "

" لن أنسى أن أرد لك اهانتك أيها الماركيز "

قالتها بحقد و ضغط على كلماتها و هاهو يجيبها 

" لقد وجهتيها لي مسبقا و هذا ليس سوى ردا على ما بدر منك "

" فقط أخبرني كيف تحولت لمدافع شرس عن هذه الفتاة ؟ "

" أنا لا أدافع عن أي أحد لشخصه ، أنا أدافع عما أراه صحيح و أصحح ما أراه خطأ "

و بتحدي أجابته 

" لن يسعك تقويم كل الأخطاء حولك "

" سأقوِّم ما مكنني منه الزمن "

رجل فطن ، ذكي يحرك الجميع كيفما يريد و لكنها امرأة ، انها ضعيفة إلى أن تتمكن من فريستها لتخنقها مثل الأفعى و تلدغها بسمها فتموت بين أحضانها و لاحقا تخرج باقي أسلحتها ، عويل و دموع ، حزن و سنوات طويلة من الحداد على ضحية هي قتلتها

طرق الباب ففتح من طرف سانتو و نزل ليقف خارج العربة ، غزته أشعة الشمس الدافئة ثم قدم كفه للليدي التي تمسكت بها مرغمة ، نزلت ليُقفل باب العربة و تقدما نحو باب المنزل الذي طرقه بخفة و ما هي سوى لحظات حتى فتح من طرف خادمة و التي سرعان ما تنحت عن الطريق و  دعتهما للدخول

*

في غرفة آميا كانت تقف بجانب النافذة ، تنتظر عودة ماريا التي أرسلتها حتى تحضر شخصا موثوقا و معروفا بنزهاته حتى تكون هي من تقوم بفحصها ، كانت ترتدي ثوبا بلون أزرق زمردي ، به كمين شفافين و شعرها قد سرحته كعادتها بدون تكليف أو محاولة الظهور بمظهر المتألقة و الجميلة

عينيها زاد بريقهما بسبب انعكاس لون الثوب عليهما و لكن داخلهما و بعمقهما يوجد خوف مختبئ يحاول الاقتناص من صلابتها و قوتها بعد أن طال غياب ماريا ، عندما رأت وصول الماركيز ابتعدت عن النافذة و عادت لتجلس على طرف سريرها حينها طرق باب غرفتها فهبت واقفة ضنا منها أن ماريا عادت و دخلت من الباب خلفي

فتح الباب و ظهرت من خلفه والدتها و التي ابتسمت لها لكن آميا لا تزال ناقمة بشدة على كل من أبيها و أمها فأشاحت بنظراتها بعيدا ، دخلت والدتها لتقفل الباب ثم اقتربت منها لتأخذ كفها بكفيها معا و تحدثت برجاء

" آميا .... أقسم أن الندم يدمي قلبي فسامحيني "

سحبت كفها من بين كفيها لتضم به كفها الثانية و حدقت بها لتنبس ببرود و قسوة

" أسامحك على ماذا بالضبط أمي ؟ على اتهامي أم على بيعي ؟ "

امتلأت عيني والدتها بالدموع و لم تجد ما تقوله و هي عادت تسير نحو النافذة ثم وقفت توليها ظهرها

" ما الذي تريدينه ؟ "

" الماركيز و الليدي جوفنا هنا من أجلكِ ... "

" أخبريهما أن ينتظرا مزيدا من الوقت "

توسعت عيني والدتها و هتفت بعدم تصديق و صوت أخفضته

" هل جننت ؟ "

التفت لها و رمقتها بنظرات تجردت من الخوف

" لم أجن و لكن تمت اهانتي و أنا أحاول ابعاد الشبهات عني يا أمي .... أحاول الدفاع عن نفسي و عن نقائي عندما لم أجد أحدا ليدافع عني "

عادت تنظر عبر النافدة و شعرت أن ماريا أطالت في غيابها و أمها باستسلام خرجت لتقفل الباب ، نزلت الدرج و هي تشعر بالتعب و الوهن فآميا تغيرت منذ تمت خطبتها على الماركيز ، أصبحت باردة  ، كلامها قاسي و عدوانية جدا و بالمقابل هم لا يستطيعون فعل شيء لأن كل ما يحدث  ليس سوى نتيجة حتمية  لما فعلوه هم بها 

سارت نحو غرفة الاستقبال و كانت مرغمة على رسم ابتسامة و تحدثت

" سوف تنهي تجهزها و تأتي "

ابتسمت الليدي بسخرية و غضب و والدها حدق بالماركيز الذي كان ينظر أمامه بشرود ، مرّ بعض الوقت و طرق باب المنزل لتحدق السيدة أوردولافي بزوجها و هو استقام

" سوف أرى من سيزورنا بهذا الوقت "

لم يأبه له تشانيول و هو ما إن وصل بقرب باب الغرفة حتى وقفت ماريا و بجانبها امرأة تعرفها كل من السيدة أوردولافي و الليدي جوفانا

" ماريا .... "

نبس بها السيد أوردولافي و المرأة الأخرى قدمت تحيتها للجميع عندما أمسكت ثوبها و انحنت باحترام

" مرحبا سيدي المركيز ، أيتها الليدي جوفنا "

حدق هو بعمته و التي حاولت أن تكون متماسكة أمام هذه المرأة و ماريا تحدثت

" إنها السيدة جوليا توفانا .... صاحبة أشهر متجر لمواد التجميل و العطور بالاضافة للاستشارات النسائية "

ابتسمت لهم جميعا و والدة آميا استقامت لتتحدث هي

" لقد تم استدعائي من طرف الآنسة آميا أوردولافي "

و لم تكد تنهي كلامها حتى حطت قدم آميا بآخر درجة و سارت نحوهم لتتحدث و تجذب أنظار الجميع

" مرحبا بكِ سيدة جوليا "

التفتت لها و ابتسمت ثم تقدمت معها لتدخل ، و بقرب الباب كانت مجبرة على تقديم احترامها لليدي جوفنا و الماركيز ، هذا الأخير الذي التزم الصمت و راقب تلك الفتاة الصغيرة ، الفتاة التي اعتبرها حتى وقت قريب هشة و لكن هاهي تظهر عكس ما توقعه ، هاهي تستقيم لتنفض غبار الألم و الخذلان لتكون قوية  ، القوة ، بمعناها الصحيح ، بدون خداع و مكر

وقفت في الوسط و حدقت بهم جميعا لتتحدث

" السيدة جوليا هنا من أجل فحصي و التأكد من أنني عذراء حتى تكون الليدي مطمأنة "

 هذا ما استفز الماركيز و الذي استقام ثم تقدم ليقف مقابلا لها فرفعت نظراتها نحو عينيه القاسية ، اهتز قلبه لوقع نظرتها و لكنه كما تعود قوي لا يهزم بسهولة ولا يرفع راية الاستسلام

" لا تحتاجي لطمأنة أي أحد ..... الليدي هنا حتى تعتذر منكِ "

و بعناد و تجاهل لما قاله عن اعتذار الليدي ردّت 

" آسفة أيها المركيز و لكن لن أكون راضخة هذه المرة لأوامرك ...... اسمح لي أن أتمرد و أخضع للفحص و بعدها الجميع سيكون تحت أمرك صدقني "

قوية هي جدا ، ثابة ، فصيحة تتحدث أمامه بدون أن يرتجف صوتها في حين هو يقاوم ، يجاهد و يبني صروحا بداخله من القوة و الثبات لتعينه على أن يظهر قويا أمامها

" اذا هل تتجاوزين كلامي ؟ "

" مستحيل أن أتجاوزه .... ربما هو تمرد في طبعي و لكن صدقني تمردي هذا لن يضرنا فقط سوف يضع بعض النقاط على حروفها الصحيحة ، لقد تم اتهامي بخطيئة و ذنب كبير و أنا يجب أن أثبت براءتي "

ما الذي يمكنه فعله أمام اصرارها ؟ 

" لكِ ما تريدين "

انحنت بخفة مرة أخرى أمامه بينما تمسك بثوبها

" ممتنة للطفك و تقديرك لمشاعري أيها الماركيز "

غادرت هي مع ماريا و السيدة جوليا  التي راقبت الوضع بصمت ، راقبت ردات فعل الليدي جوفانا و ابتسمت بجانبية 

 عاد هو ليجلس ، جلس والدها كذلك و أربعتهم كانوا في انتظار ، لم يكن خائفا و لا متوترا لأنه متأكد من نقائها و عفتها هو فقط كان يساير الوضع و يرى إلى أي مدى قد تصل عندما تصبح مهددة و تكون مضطرة للدفاع عن نفسها و هذا أعجبه و سيخدمه كثيرا مستقبلا و ما لا يعلمه أن العداوة التي بناها مع عمته ستخدمه أكثر و إن كانت في ظاهرها ليست سوى أذية كبيرة

في غرفة آميا تمددت على سريرها و وضعت ماريا عليها الغطاء ، وضعت كفيها عليه تثبته على بطنها و أغمضت عينيها بينما تتنفس بقوة ، هناك رهبة تملكتها و السيدة جوليا رفعت لها ساقيها لتجعلهما مستندين على السرير و تحدثت بعد أن اعتدلت بوقفتها و هي تحدق بها

" إن كنت تريدين أن أخبر الجميع أنك عذراء سأفعل ..... "

عكرت هي حاجبيها ثم أسندت نفسها على مرفقيها لترفع رأسها قليلا و حدقت بها باستنكار

" ما الذي تقولينه سيدة جوليا ؟ "

" النساء يتم ظلمهن ، يتعرضن لقسوة شديدة من طرف الرجال و سمعت أن الماركيز لا يرحم لذا أريد تجنيبك المأساة "

عندها شعرت آميا بالغضب لتجيبها

" أنا عذراء لم يمسسني رجل من قبل و ما أقوم به فقط لاخراس أفواه المتطاولين سيدة جوليا لذا قومي بعملك و تحلي بالضمير "

ابتسمت ماريا بخفوت لأن آميا يوما عن يوم تظهر قوة عظيمة ، لن تكون امرأة عادية أبدا ، عادت تتمدد و جوليا التزمت الصمت عندما رسمت ابتسامة خافتة و فحصتها ، كانت آميا تتنفس بقوة و تحدق بسقف غرفتها ، تذكرت يوم رمت الليدي كيس النقود بحضن والدها و امتلأت عينيها بالدموع

تركت جوليا ثوبها و أخفضت لها ساقيها لتتنهد و بابتسامة تحدثت بينما تحدق بها

" أنتِ عذراء آنسة آميا "

أغمضت عينيها و تدحرجت دموعها على جانبي وجنتيها لتبتسم و ماريا اقتربت منها و أمسكت بكفها

" آنستي ..... "

عندها تحدثت جوليا

" اذا هيا حتى أثبت للجميع أنك عفيفة آنسة آميا "

*

في الأسفل الجميع كان يجلس بهدوء و بترقب و أكثر من يدق قلبه و لا يهدأ يخاف من العار هو السيد أوردولافي ، ألا يعتقد أنه يتصرف بغباء فمن هذه الفتاة التي سوف تستدعي من يفحصها حتى منزلها إن كانت قد ارتكبت خطيئة ؟ 

حرك الماركيز كفه على قدمه و ماهي سوى لحظات حتى تقدمت آميا و من خلفها جوليا و ماريا ، دخلت لتقف  وسط الغرفة و الجميع استقام و حدق بجوليا بترقب ، ابتسمت هي بينما تحدق بالماركيز الذي وحده من بقي جالسا في مكانه ثم تحدثت 

" آميا عذراء ..... نقية و لم تلحق بنفسها أو بعائلتها العار "

تنهد والدها بقوة و ترك نفسه ليجلس على المقعد و والدتها حاولت الاقتراب منها و لكنها رمقتها بنظرات تخبرها أن تبقى مكانها عندها الليدي تقدمت و وقفت مقابلة لها ، أخرجت كيس القطع الذهبية من حقيبتها التي تحملها بيدها و بابتسامة رفعته أمامها لتتحدث

" الآن أصبحت تستحقين الحصول على ما تبقى من قطع الذهب "

و آميا ابتسمت لتأخدهم منها ، شعرت الليدي بالانتصار و لكن ذلك لم يطل عندما التفتت و سلمتهم لجوليا

" إنه أجرك سيدة جوليا "

الجميع توسعت أعينهم و الماركز الذي ربما نُسيَّ وجوده استقام و اقترب ليقف بينهما و تحدث بغضب شديد

" لما لا أعلم عن القطع الذهبية ؟ " 


نهاية الفصل السابع من

" أكوا توفانا "  

حقيقة ما تعمدت أخفي شخصية المقنع و الدليل أني كشفتها الآن و كان كلشي واضح أنو هو نفسه الماركيز 

اذا أعزائي إلى أن نلتقي مع فصل جديد كونوا بخير 

سلام 

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro