الفصل الرابع
مساء الخير قرائي الأعزاء
أولا آسفة على عدم الرد على التعليقات و كمان على تأخري بنشر الفصل كنت مشغولة و الآن تحررت قليلا
استمتعوا يا غاليين
*
قد تكون الحقيقة واضحة و لكن من يقفون أمامها سيشرون على مرآة تظهر بها متزينة ، ترتدي وشاحا يغطي بشاعتها و هكذا كانا والديّ آميا ، يعلمان كل ما ستؤول اليه الأمور و لكن لا زالا يتأملان أن أميا سوف تعيش كسيدة أرستقراطية ، يأملان أن تمنحهما لقب النبلاة الذي سعيا له طوال حياتهما بالاضافة لانقاذهما قبل الغرق في قاع المحيط مثل سفينتهما الضائعة
كانت تجلس على مقعد و تضم كفيها معا بينما تحدق أمامها ولا تسمع ما يدور حولها ، بل هي حتى لا تنتبه لكل النظرات الحارقة التي ترمقها بها الفتيات المتأملات بنظرات الماركيز لهنّ ، لم يوقضها من شرودها ذاك سوى كفه القاسية التي حطت على كتفها البارز و الناعم فرفعت نظراتها لتشهق بخفة و نوع من الفزع ليشد هو أكثر على كتفها و تحدث بعدما ابتسم و قرب كأس النبيذ له
" يبدو أن الأجواء لا تناسبك آنسة أوردولافي "
حاولت أن تستقيم و لكنه شد أكثر على كتفها حتى آلمها و فقدت الأمل من أن تتحرر لتجيبه بكل صراحة و التي لا يراها هو سوى تمرد
" لقد أتيت هنا مجبرة "
" واضح جدا "
" هلا أبعدت كفك ؟ "
قالتها لترفع نظراتها نحوه مرة أخرى و كان الضيق واضح جدا عليها فابتسم و رد بطريقة مستفزة
" هلا تكلمت باحترام أكثر آنسة أوردولافي ؟ "
شدت بكفها على ثوبها و تمنت لو يمكنها ركله و الهرب بعيدا
" سيدي الماركيز أرجو أن تبعد كفك فأنت تؤلمني "
عندها أبعد كفه و رأى الاحمرار الذي سببه لها و الليدي جوفانا اقتربت في تلك اللحظة فوقفت آميا و انحت باحترام بينما تمسك بثوبها ، غريب أمرها هذه الفتاة تقدم احترامها لليدي بينما الماركيز الذي يثير خوف الجميع لم تتحرك منها شعرة عندما وقف بقربها
ابتسمت لها الليدي و مدت لها كفها لتضع آميا كفها بكفها مرغمة فسحبتها لتقف معها وسط قاعة الاحتفال ، الجميع حدق بها و عزف الموسيقى توقف لتتحدث بينما ترفع رأسها و ترفع كف آميا
" كانت الآنسة آميا أوردولافي هي من أثارت اعجابي و عندما رآها الماركيز لم يخالفني الرأي لذا دعونا نحتفل بخطوبة الاثنين "
تحرك صدرها بقوة بسبب أنفاسها الغاضبة و التي لا تجد حولا ولا قوة ، عينيها سيطرت عليها الدموع فرمقت والدها بنظرات الكره و الحقد عندما كان يرفع كفيه و يصفق لتخفت ابتسامته التي كان يرسمها ....... باعها و قريبا سوف يقبض الثمن و الجميع الآن يحدقون بها كأنها قطعة تم شراءها في مزاد علني ، إنها روح بيعت بمزاد ، جسد تستأجره الحياة لتضع فيه روحها التي تنوي تعذيبها و انهاكها
وضع كأسه هو و اقترب منها لتترك الليدي كفها فأمسك بها و عزفت الموسيقى من جديد ، سحبها له و راقصها بدون أن ترفع نظراتها له أو تحدق به بينما هو لم يبعد نظراته عنها ، تعمد الظهور كرجل مفتون بفتاة صغيرة في العمر ، حاله حال جميع الرجال
تحركت خطواتها العريضة و هي نبست بخفوت و صوت متوتر ملأه الألم
" بكم باعني والدي ؟ "
قالتها فابتسم و قربها منه أكثر ليهمس بقرب أذنها
" دفعت فيك ثروة أيتها الصغيرة المتمردة ...... لذا أنتِ من اليوم أصبحتِ ملكي "
أغمضت عينيها لتشعر بالقهر و دمعتها التي حاولت كثيرا حبسها تدحرجت و هو ابتعد عنها ليحدق بها ، أومأ عندما رأى دمعتها و نبس
" اعتقادي كان بمحله .... دموعكنَّ أيتها النسوة أقوى و أمكر سلاح "
فتحت عينيها فحصل على ما رغب ، لونهما علق طويلا بذهنه ، ربما كانت صغيرة وقتها لم تتجاوز الخامسة عشر من عمرها و لكنها امتلكت عينين ساحرتين للغاية و هو استنكر أثرهما بداخله رغم من كانت أمامه وقتها اعتبرها طفلة
" ألم تتذكريني آميا ؟ "
عبست فهي لا تتذكر سوى ذلك الرجل الذي صرخ بوجهها صباح الأمس في السوق فواصل هو
" أنا حتى قبل أن أدفع ثمنك حياتكِ كانت ملكا لي .... أنا هو الرجل الذي أنقذك منذ سنوات من قطاع الطرق و إلا كنت مجرد عبدة تباع و تشترى من سوق لسوق "
توسعت عينيها و فتحت فمها لتتحدث لكن بدون أن تستطيع كلمة أن تخرج فترك كفها و ابتعد عنها عندما كان الكثير من الثنائيات يرقصون حولهما ، رفع كفه و أشار بسبابته
" تذكري لا يمكنكِ الفرار من قدركِ "
انسحب فجأة ليتركها تقف هناك وحيدة ، شعرت بالصدمة و أن ما هو آتٍ بشع للغاية ، كلماته سيئة للغاية و قبضته عنيفة تثير الخوف ، القشعريرة و الألم ، أمسكت بثوبها ثم دارت حول نفسها فكان الجميع مشغولا عنها ، أخبرت نفسها أنها الفرصة المناسبة للهرب ، القمر تضاءل حجمه و أصبحت أشعته موارية لا فاضحة ...... عليها المحاولة قبل أن تدفن
رفعت ثوبها و بسرعة سارت تخرج و تتوارى عن الأنظار ، سارت في ممرات المنزل حتى خرجت و وقفت بقرب الباب أين رأت ماريا تحمل برنسا أسودا على ذراعها و تحدق حولها بخوف و ريبة فاقتربت منها بسرعة عندما كان الحراس مشغولين في احتساء بعض الشراب سرًّا
وضعت كفها على كتفها ففزعت ماريا لتلتفت و هي وضعت سبابتها على أنفها
" هذه أنا "
" آنستي ..... "
" هيا بسرعة لا يوجد وقت "
أومأت ماريا و سلمتها البرنس لتضعه هي على كتفيها ثم عقدت رباطه عند رقبتها ، أخذت منها القناع الأبيض خاصتها و وضعته لتحزمه خلف رأسها ، رفعت القلنسوة على رأسها و هكذا أخفت ملامحها و ماريا تحدثت بخوف
" كوني حذرة آنستي "
" و أنت عودي بسرعة للمنزل ولا تجعلي أحدا يراك و عندما يسألونك قولي أنكِ كنتِ نائمة "
" حسنا آنستي "
ربتت على كفها ثم تركتها لتحمل ثوبها الثقيل و سارت بخطواتها في اتجاه معاكس للاتجاه الذي ستسلكه ماريا ، لقد ركضت ناحية الأرض المهجورة التي توجد فيها بقيا بعض الأبنية القديمة المهدمة ، و بركضها إلى هناك تحررت مشاعرها و دموعها ، بين ليلة وضاحها وجدت نفسها عبدة ، تم شراءها و إن لم يكن سوقا بائسا فقد كان سوقا راقيا يخفي وراءه أنياب أصحابه برقيه و ألوانه المبهجة
وصلت هناك أخيرا فتوقفت لتتنفس بقوة و مسحت الدموع التي تدحرجت من تحت قناعها ، رفعت رأسها للسماء نحو القمر ثم همست
" لقد أتيت كما أخبرتني فاظهر ...... ساعدني أرجوك "
سمعت صوتا قريبا و خطوات أحصنة قريبة فشعرت بالرهبة فلابد أنه الماركيز و الجميع قد اكتشفوا غيابها فأرسل رجاله يبحثون عنها ، تراجعت للخلف و ما إن التفتت لتهرب حتى قابلها ذلك الرجل بثيابه السوداء ، بقناعه الأسود و رفع سبابته ليضعها على أنف القناع ثم أمسك كفها و سحبها معه
تمسكت هي بكفه بقوة حتى وصلا أين كان يربط حصانه الأبيض ، التفت لها و بدون أن يقول كلمة حملها عندما ضم خصرها بكفيه و وضعها على الحصان بجانبية ثم صعد هو بعد ما فك رباط الحصان ، وجدت مرة أخرى نفسها بين أحضانه عندما تمسك باللجام و اقترب ليهمس لها
" تمسكي جيدا "
" لا يمكنني "
" فقط أمسكِ باللجام معي "
أومأت و هو بواسطة قدمه ضرب حصانه بخفة من الخلف و ما إن تحرك حتى سمع شخصا من بعيد يصيح به
" توقف مكانك "
زاد من سرعته و حصانه الأبيض انطلق بسرعة مهولة على اثرها أغمضت آميا عينيها ، اقترب منها و أسند فكه على كتفها الذي يغطيه برنسها و هي شعرت بالتشتت ............. إلى أين سينتهي الأمر
*
في منزل الليدي كان اختفاء أميا أمرا مربكا للجميع خصوصا والدها الذي للتو عقد صفقة أكبر حتى من تلك التي قد خسرها بين الأمواج ، في غرفة أخرى و بعيدا عن الضيوف جلست الليدي جوفانا و والديْ أميا بينما سانتو كان قد عاد للتو
" أين الماركيز ؟ "
سألته الليدي فأجابها هو
" إنه يبحث عن الآنسة آميا ..... نعتقد أنه هناك من خطفها "
عندها تحدثت والدتها بفزع
" ابنتي "
أمأ والدها فقد شدّ على كفه و شعر بالسوء الشديد ، هو يدري أنها هربت و لم يتم اختطافها ، استقام و اقترب ليتحدث باحترام مع الليدي
" سيدتي اسمحي لنا بالمغادرة .... يجب أن أفعل شيئا من أجل ابنتي "
بانزعاج من الوضع أجابته هي
" بالتأكيد سيد أوردولافي و لكن تأكد أن الماركيز سيعيدها قبل أن تشرق أشعة الشمس "
" كلنا ثقة بحضرته "
أمسك بكف زوجته و سحبها معه بقوة و غضب ، استقل عربته معها و عادا لمنزلهما و طوال الطريق كان صامتا بينما زوجته تبكي و تهمس لنفسها بدعاء حتى تكون ابنتها بخير و عندما بلغ سيله الزبى منها و من حمقها صرخ بوجهها
" اخرسي ..... اخرسي فابنتك هربت و لم تختطف "
توقفت لتحدق به بطريقة متفاجأة ، مستغربة و خائفة و هو رفع سبابته بوجهها
" إن عادت أقسم أنني سوف أعاقبها بشدة ..... كما لم أفعل و لم أفكر أن أفعل من قبل "
" أرجوك لا تكن قاسيا عليها ..... آميا لا تزال صغيرة و هي مصدومة بسبب ما وقع بسرعة "
" توقف و لا تتدخلي ..... ابقي بعيدة كما كنت دائما "
أشاح عنها و حدق عبر النافذة الصغيرة بالشارع ثم شد على كفه أكثر بينما يتوعد آميا ، إنها تجعله خارجا عن طور عقله و تستدعي الرجل السيء الذي خبأه طويلا بعيدا حتى لا يؤلمها و يعاملها بقسوة لأنها وحيدته ..... وحيدته التي باعها و قريبا سيقبض ثمنها
*
قرب كتدرائية مهجورة ، مهدمة بعض أجزائها بسبب مجانيق الحروب توقف الحصان أخيرا و هي فتحت عينيها ، نزل من على الحصان ثم حملها و أنزلها ليضعها أرضا و هي رفعت نظراتها نحو عينيه التي تظهر من تحت قناعه ، ابتسم لها ثم أمسك بكفها و سحبها معه ليدخلا هناك ، من الداخل لم يكن خراب كبير يعمها و الكثير من معالمها لا تزال موجودة ، تقدم بها و جلسا معا على مقعد خشبي لتسحب كفها من كفه و تضعها بحضنها
و كأن الصمت يحكي آلاف الكلمات فيتردد الجميع لكسره ، حدق بها بجانبية و ببعض الجهد الذي بذله خرج صوته بهدوء
" تبدين جميلة للغاية "
عبست و رفعت كفيها لتبعد القناع عن وجهها ثم التفتت له لتحدق بعينيه فقط و أجابته بروح ميتة
" انها فقط لوحة تخفي خلف ألوانها الكثير من الأسرار "
" ما الذي تعنينه ؟ "
" لقد هربت "
" لقد كان واضح أنك تهربين من أحد "
" أنا أهرب من الماركيز "
" الماركيز ؟ "
تساؤله ظهر فيه بعض القلق لتجيبه هي
" أجل ..... فوالدي باعني له "
لم يجبها و حدق بعينيها و هي امتدت كفها فجأة ثم حاولت وضعها على قناعه لكنه أمسك بها و شد عليها حتى شعرت بالألم
" لا تفكري بازالته "
ترك كفها و هي أبعدتها لتضم معصمها بكفها الثانية و بينما هي متألمة هو أخرج رسالة أخرى ملفوفة بنفس الطريقة التي لفت بها سابقتها ثم قربها منها ليحدق بعينيها
" إنها لكِ "
قربت كفها ببطء و أخذتها منه و عندما شرعت بفتحها هو تحدث
" لا تفتحيها الآن ..... عندما تكونين لوحدك افتحيها "
انصاعت له و لكنها دقت نظراتها به و هو بسرعة تهرب منها عندما حدق أمامه
" لما تعطيني هذه الرسائل ؟ "
فابتسم و ظهرت ابتسامته تلك من تحت قناعه عندما كان لا يغطي شفتيه
" حتى أتلقى منك رسالة "
" لما ؟ "
" لأنني معجب بكِ آميا "
قالها ليلتفت لها و هي شعرت بالعجز ، لا تدري أين تصنف مشاعرها ، هي للتو تمكنت من اجراء حديث طبيعي معه ، هو من أنقذها مرتين من رجال الماركيز و لكنه يجب أن ينقذها من الماركيز نفسه فتحدثت
" لن أقبل اعجابك إلا اذا أنقذتني من الماركيز "
ابتسم و أجابها بدون أن ينظر اليها
" الماركيز رجل قوي .... إنه الرجل الثاني في هذه المدينة "
و بسخط و ضيق أجابته
" بل هو الأول فالدوق ليس سوى صورة تعلق على مدخل كل كنيسة في هذه المدينة ..... إن كنت تريدني أن أبادلك حررني منه "
التفت لها فلمح بعينيها الحقد الذي تكنه لهذا الماركيز ليبتسم
" أنا مجرد رجل بسيط "
" لا .... أنت لست بسيطا ولا عادي ، أنا أرى بك الرجل الوحيد الذي يستطيع مواجهة الماركيز "
" من أنى لك كل هذه الثقة بي ؟ "
" من عينيك ........ إنها تحمل نفس القوة التي لمحتها بعينيه "
عندها أشاح بسرعة عنها
" يجب أن تعودي "
" لن أقابلك من جديد اذا لم تعدني أنك ستنقذني منه "
ابتسم و فتح كفه يراقب خطوطها ليجيبها
" أنت مستغلة جدا آميا .... لم أعتقد أنك هكذا "
" الظروف تجبرني صدقني "
ابتسم و التفت لها
" اذا أريد أن أن أتلقى مكتوبا منكِ "
ابتسمت و أومأت ، شعرت أن هناك شيئا جميلا ينتظرها مع هذا الرجل عندها مرة أخرى رفعت كفها بهدوء و قربتها ببطء منه ، وضعتها على قناعه و لمسته برقة ثم عكرت حاجبيها و عبست
" لما لا تسمحي لي برؤية ما تحته ؟ "
" لأنكِ ستجدين رجلا بشعا للغاية "
" لا تهمني الوسامة "
" أنا تهمني نظرتكِ لي "
أمسك بمعصمها و أبعد لها كفها عن القناع ليقبل باطنها بهدوء ثم نبس
" يجب أن تعودي "
*
جميع الخدم في منزل " أوردولافي " وقفوا بخوف و ماريا كانت ترتعد عندما رأت السيد يحمل سوطا و قد تخلص من معطفه الطويل ، زوجته تقف قربه بخوف أما هو فعينيه كانت تقدحان شرا بينما يحدق بالباب الخلفي للمنزل و كما توقع هاهو يفتح من الخارج
التفت لماريا فأخفضت نظراتها نحو الأسفل هربا من غضبه و هو عاد يحدق أمامه ، فُتح الباب و تقدمت أميا بثوبها و برنسها تدخل بينما تحمل بكفها الرسالة و القناع ، رفعت رأسها و الابتسامة التي كانت ترسمها على وجهها مسحت عندما رأت والدها يقف و يمسك السوط بكفه
أقفلت الباب و شعرت بالرهبة عندما تقدم هو نحوها بسرعة و أمسك بمعصمها لييسحبها بقوة و سخط نحو حضيرة الأحصنة
" أبي أرجوك "
" لقد أقسمت أنني سأعاقبك بشدة يا آميا إن عدتِ "
وقع منها القناع و الرسالة فسارعت ماريا لالتقاطهما و هي بكت لتترجى والدها بينما تحاول التشبث بالأرض
" أبي أرجوك .... "
حاولت زوجته أن تتبعه و لكنه صرخ بها
" لا أريد من أحد أن يتبعني "
وصل للحضيرة فدفعها لتقع على القش ، التفتت هي بسرعة و حدقت فيه برعب و هو جهز القيود الموصولة بأعمدة خشبية تستخدم عادة لمعاقبة العبيد ، لقد توقف عن استخدامها منذ زمن و لكن آميا أجبرته على استخدامها مرة أخرى بعد سنوات طويلة
اقترب منها بعد أن رمى السوط على الأرض ، سحبها و هي بكت بشدة لتهمس
" أبي "
" اخرسي "
علق كفيها ثم ثبتهما بالقيدين المتدليين من العامود الأفقي الموجود بالسقف ، ابتعد عنها ثم حمل السوط و وقف خلفها ، حركه بخفة و هي شهقت بفزع عندما سمعت صوته و لم يتركها لتستوعب ما الذي سيفعله حقا حتى حط على ظهرها لسانه اللاذع بقوة فلسع جلدها الرقيق لتخرج صرختها المتألمة
*
بقرب منزل الليدي جوفنا نزل من على حصانه الأسود و اقترب منه سانتو بسرعة ليتحدث
" أيها الماركيز هل تمكنت من القبض عليه ؟ "
حدق برجاله من خلف سانتو و نفى ليدفعه بقوة و دخل ، وجد عمته تقف بغرفة الضيوف و المنزل قد أصبح فارغا من المدعوين بعد أن أخبرتهم أن آميا أصيبت بتوعك و صحباها والديها للمنزل ، دخل و كان وجهه غاضبا للغاية ، ملامحه ناقمة و من يقف الآن بوجهه سيكون ميت
اقتربت منه عمته بسرعة و تحدثت
" هل وجدتها ؟ "
" لا "
أجابها ليجلس على المقعد ثم شد على كفه و عمته شعرت بالغضب
" كيف تجرأ هذه الفتاة ..... من تعتقد نفسها لتتحدى الماركيز "
و في تلك اللحظة اقتربت خادمة و انحنت باحترام
" هناك شخص أتى من منزل السيد أوردولافي و قال أنهم وجدوا الآنسة "
التفتت بسرعة لتحدق بتشانيول الذي استقام و سار نحو الباب دون أي كلمة
" إلى أين ؟ "
" ذاهب حتى أؤدبها "
" مهلا تشانيول أنت غاضب و قد تقتل الفتاة "
قالتها لتقترب تتمسك بذراعه و لكنه حدق بها و أبعد لها كفها
" لا تتدخلي أيتها الليدي .... هنا تنتهي مهمتك "
خرج بسرعة و امتطى حصانه فتبعه رجاله و الخادم الذي أرسله والدها لكي يدلهم على المنزل
*
تنفس بقوة و مسح عرقه بكم قميصه الأبيض و ما إن وقع عليه نظره حتى لمح عليه آثار الدماء ، ترك السوط يقع على الأرض و عاد يحدق بظهرها و ثوبها التي تمزق من الخلف بسبب قوة لسع السوط ، اقترب منها و فتح القيد الأول ثم الثاني ثم تركها تقع على الأرض فوق القش و صوت بكاءها كان ضعيفا و خافتا للغاية
" إن فعلتِ ما يجعل رأسي في الأرض مرة أخرى أقسم أنني سأقتلك يا آميا "
خرج من هناك و والدتها التي كانت تقف توسعت عينيها و وضعت كفيها على ثغرها عندما رأت الدماء على قميصه ، تقدم هو و عندما كان سيتجاوزها أمسكت بذراعيه و صرخت بوجهه
" ما الذي فعلته بابنتي ؟ "
بقوة دفعها يتخلص من كفيها ثم رفع سبابته بوجهها
" ما تستحقه "
غادر و هي ركضت مع الخادمات للحضيرة لتشهق بفزع ما إن وقعت نظراتها على آميا التي كانت تتوسد القش و ظهرها مليئ بالجروح و الدماء ، اقتربوا منها فأسندت ركبتيها على القش و وضعت كفها على وجه آميا لتتحدث من بين دموعها
" آميا صغيرتي ..... "
آميا التي كانت تنام على بطنها لم تستطع المواة بحركة ، لم تستطع حتى أن ترد بهمسات ، فقط دموعها هي التي كانت تملأ وجنتيها ، قبلت والدتها رأسها ثم استقامت و ماريا كانت تحدق بظهر آميا بفزع ، تحدثت والدتها
" هيا لنحملها إلى غرفتها .... يجب أن نكون حذرات "
و بصعوبة حملنها بينما خرجت تأوهاتها بقوة و ألم فحتى كتفيها و ذراعيها لم يسلما من ألسنة السوط ، بعد معانات كبيرة تمكنَّ من توصيلها لغرفتها فوضعنهَ على سريرها عندها تحدثت والدتها بسرعة
" احضروا لي مياه و قطعة من القماش "
غادرت الخادمات الأخريات و ماريا بقت معها ، جردوا أميا من ثيابها ليضعوا على جزئها السفلي الغطاء ، دنت والدتها بقربها لتضع كفها على رأسها و ببكاء تحدثت
" هل يؤلمكِ ؟ "
فخرجت همساتها بضعف
" أمي ... "
" لا تتحدثِ ... سوف ننظف الجروح حتى لا تلتهب و بعدها ستكونين بخير حسنا "
" أمي ... "
نبست بها مرة أخرى و تتابعت دموعها ، قبلت والدتها وجنتها ثم ربت عليها بهدوء حتى وصلت المياه و قطعة القماش و تولت بنفسها تنظيف جروحها و كلما تأوهت آميا بألم همست هي
" آسفة ..... آسفة حبيبتي أعدك أنها لن تتكرر "
كانت آميا تشد بقوة على الفراش و تحاول ألا تبكي و لكن الدموع رغما عنها تخونها فما أشد ألم من السياط التي حطت على جسدها كان فعل والدها ، كان قلب والدها الذي خانها و باعها للزمن ، حدقت بالطاولة التي تعودت القراءة عليها فرأت الرسالة و القناع عندها رغم دموعها و ألمها ابتسمت
أما في الأسفل فقد توقف الماركيز بحصانه الأسود كحال هذه الليلة ، خلفه توقف رجاله و سانتو فتحدث قبل أن ينزل
" ابقوا هنا "
نزل و تقدم ليفتح الباب من طرف الخادم الذي كان يرافقهم فدخل معه حتى رأى والدها يجلس على الدرج و يضم رأسه ، ثيابه مليئة بالدماء و هذا ما جعل الدماء تفور برأسه و تقدم ليمسك بياقته و يسحبه له
" ما الذي فعلته بها ؟ "
قالها بينما يحدق بعينيه و الآخر بدى مذنب و مستغرب ، لم يجبه فصرخ بوجهه بينما يحركه
" ما الذي فعلته بها هيا قل ؟ "
نفى فتركه بقوة ليتمسك بالدربزون الحديدي بقوة و هو صعد الدرج ، إنه حتى لا يدري أين غرفتها ، فقط سوف يفتح جميع الأبواب حتى يصل لها ، وصل للرواق ففتح أول باب و لم تكن غرفتها ، اقترب من الباب الثاني فدفعه بقوة عندها قابله مظهر ظهرها الدامي و استقامت و الدتها بسرعة بينما تحمل قطعة القماش لتهمس باستغراب
" سيدي المركيز ؟ "
نهاية الفصل الرابع من
" أكوا توفانا "
أتمنى أنكم استمتعتم بالفصل
إلى أن نلتقي في فصل جديد كنوا بخير أعزائي
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro