الفصل الخامس عشر
مساء الخير قرائي الغاليين
استمتعوا بالفصل
*
تغمض عينيها و تستمع لقرع حذاء الحصان ، تستمتع و تلذذ شعور الأمان الذي تشعر به و هي تضمه متمسكة به على حصانه ، هذه المرة لم يجعل ظهرها لصدره ، عندما سحبها و حملها ضمها له ثم سارع في الاختفاء و هي فقط أغمضت عينيها و احتضنت خصره بذراعيها لتضع رأسها على صدره و تشعر بالأمان و الراحة بعد ليلة مليئة بالخوف و الرعب
توقف الحصان أخيرا بقرب الكتدرائة المهجورة و هي انتشلت نفسها مرغمة لتبتعد عن صدره ثم فكت كفيها من حول خصره لتحدق بعينيه فقط الظاهرة من تحت قناعه الأسود و الذي يجعلها ناقمة عليه
نزل عن حصانه ثم اقترب ليمسك خصرها بكفيه و أنزلها ليضعها أمامه و هي تمسكت بذراعيه و همست عندما تجمعت الدموع بعينيها
" لماذا تأخرت هكذا ؟ ...."
ابتسم و وضع كفه على وجنتها و هي أغمضت عينيها فأمالت رأسها لتشعر أكثر بلمسة كفه على وجنتها
" آميا "
" لا أريد أن أعود لذلك المكان "
" آميا هناك ما يجب أن نتحدث بشأنه "
فتحت عينيها و رمقته بأسى و هو ابتسم لها من جديد لعلها تبتسم و لكنها مشتة و تائهة بين أمواج الحياة المرتفعة و التي رفضت الانخفاض عندما ارتفعت فجأة لتغرقها
أبعد كفه عن وجنتها ثم أمسك بكفها و سحبها معه ليدخلا للكتدرائية ، في مكانهما السابق جلسا و لم يترك كفها بل احتضنه بين كفيه معا و حدق بعينيها و هي تحدثت
" سوف تأخذني بعيدا أليس كذلك ؟ "
لكنه نفى
" لا آميا .... لا يمكنني أخذك بعيدا و لكن نحن يمكننا التخلص من الماركيز و بعدها سنجتمع و سنكون جميعا بخير و نعيش بسعادة فلا تنسي أنك تتركين والديكِ خلفكِ "
كلامه منطقي و لكنه جعلها تشعر بالقهر فسحبت كفيها و التفتت لتشيح عنه بنظراتها
" لقد تحقق جزء مما أخبرتني به في الرسالة "
" هل وجدتها ؟ "
" أجل وجدتها "
و بعدها بانفعال التفتت له و تحدثت
" و لكن كيف تخاطر بنفسك و تدخل إلى هناك ؟ ماذا لو أمسك بك ؟ "
" لن يفعل ..... ثم أنتِ حبيبتي و علي أن أخاطر من أجلك حتى و لو رسمت فقط ابتسامة صغيرة على شفتيك آميا "
ابتسمت بألم و همست
" هل أنا فعلا حبيبتكَ ؟ "
احتضن وجنتيها و نفى
" لما تقولين هذا ؟ ألا تثقين بي ؟ "
" أنا أشعر بالألم و الخوف ..... كل شيء حولي يجعلني بائسة "
" يجب أن تكوني قوية "
" مللت من دور الفتاة القوية أريد أن أكون معك و أنت من تحميني "
" و لكي أحميك عليك أن تكوني قوية في الفترة القادمة "
" اذا عدتُ هو سيقتلني .... كل ما قلته في الرسالة تحقق فهل تدرك ذلك "
" لهذا أخبرتك أنه يجب أن نتحرك قبل أن يتحرك هو آميا "
نفت لتبعد له كفيه عن وجنتها
" ما الذي تعنيه ؟ "
" يجب أن نقتله "
عندها توسعت عينيها و نفت برفض
" هذا غير ممكن "
" بل ممكن ...... أنت قوية و يجب أن تكوني شجاعة "
" إن قتلته سيتم اعدامي فهل تضحي بي بكل هذه السهولة ؟ أنا حتى لم أستطيع اخبار أي أحد عما علمته و عما حدث بين جدران تلك الغرفة اللعينة ، لم أتمكن من النوم ليلا و هو بجانبي و أنا في كل لحظة أخبر نفسي أنها اللحظة الأخيرة "
عاد يتحضن وجنتيها بكفه و قربها منه ليقبل جبينها عندما هي كانت تتنفس بقوة اثر انفعالها
" أنا آسف .... صدقيني آميا آسف لأن ما أقوم به الآن أقوم به مرغما "
و هذا كان اعتذارا حقيقيّا منه هو بشخصيته الحقيقة لا من الشخصية الذي تنعكس صورتها كلما وقف مقابلا للمرآة ، انها تشتكي منه اليه ، انها تخبره بلسانها عن كل ما شعر به ليلة أمس و هي تقاوم حتى لا تظهر خوفها له ، لقد وضع لها الخنجر فوق الطاولة عندما استيقظ و وجدها نائمة بينما كان واقعا منها فهل شخص كهذا سيقتلها ؟
أبعدها عنه و حدق بعينيها و هي سمحت لدموعها بعبور حدود مقلتيها الرماديتين كسماء خريفية مشبعة بالسحب الثقيلة
" لا تتأسف و حررني من سجني ذاك "
" أنت من ستحررني من ذاك السجن آميا "
" كيف فقط سوف أفعل ذلك و أنا ضعيفة ؟ "
فتحدث يزجرها بقوة و نبرة تخللها بعض الغضب
" أنت قوية آميا .... فتاة شجاعة فلا يجب أن تكوني بهذا الخضوع له "
و مع توتره و زجرها بتلك الكلمات هي استشعرت شيئا غريبا و خاطئ ، لقد لمست روحا غريبة به فهل يعقل أن يكون ما شعرت به صحيحا ، ابتلعت ريقها و دقت طبول قلبها انذارا بقدوم شيء مخيف و غريب ، شي مخيب للآمال و محطم للقلوب فحدقت به بينما يتحدث ، و هي لا تسمع شيئا سوى تلك النبرة التي لا تعدها غريبة عنها ..... لقد سمعتها في مكان ما و رأت ذات الانفعال من قبل فرفعت كفها لتحطها على وجهه فوق قناعه و همست أخيرا بعد أن حدق فيها بغربة و أدرك أنها لا تصغي له
" إنه صوته "
ضيق عينيه فلم تستطع رؤية استغرابه الذي كان تحت قناعه و نبس
" ماذا ؟ "
" صوتك مثل صوت الماركيز "
و قبل أن تسحب القناع هو أمسك بكفها و سحبها ببعض الخشونة ثم صرخ بوجهها عندما لم يجد كيف يتخلص من توتره و لا كيف يهرب من ورطته
" هل يسيطر عليكِ و على خوفكِ لهذه الدرجة ؟ "
نفت لتعبس أكثر و همست بضعف
" لا .... أنا ، أنا فقط "
" أنت فقط يجب أن تستمعي لي و تنفذي كلامي آميا حتى نتخلص منه قبل أن ينفذ مخططه و يقتلكِ "
" أنا لا يمكنني أن أقتل انسانا "
" و لكنه يريد قتلكِ ....... مصيركِ لن يختلف عن مصير زوجاته السابقات و تأكدي أن الأمر لن يطول "
" لا يمكنني "
قالتها و حاولت دفعه لتبتعد و لكنه أمسك بذراعيها و قربها منه فجأة فتنفست أنفاسه و أغمضت عينيها لينبس بقربها
" أنت سوف تخلصين نفسكِ من بطشه "
" لا أريد أن أكون قاتلة "
و أمام براءتها و قلة حيلتها الظاهرة بضعف هو ضعف و اقترب من شفتيها العذراء ثم نبس بقربهما
" أنا أحبكِ آميا "
و قبل أن تستيقظ من غفوة اعترافه المفاجئ هو التقم شفتيها يقبلها و يتذوق طعم الحب ، كانت ضعيفة مشتتة ساذجة في كل ما يتعلق بالرجال فاستسلمت له بدون أن تبادله فهاهو ذنبها يضغط عليها في أجمل لحظات حياتها حيث يجب أن تكون سعيدة و تتبادل همسات الحب الأولى مع من صنفته حبيبها حتى بدون أن ترى ملامحه
ترك ذراعيها و صعدت كفيه ليحتضن رقبتها مرغما اياها على مبادلته فهو للتو ضعف و ترك العنان لمشاعره نحوها تتحكم به و بالتالي سيتحكم بها من خلالها و بمجرد أن ابتعد عنها نبس بينما لا زال لاهثا لأنفاسه
" يجب أن يموت آميا و أنت ستسممينه "
عندها فتحت عينيها لتحدق بعينيه القوية و الجريئة فضغط أكثر على وجنتيها بكفيه عندها حركت رأسها بخفة و كم آلمته تلك الحركة الصغيرة ، كم شعر بالقهر لأنه زرع الشك و الخوف بقلبها حتى جعلها متجردة عن قوتها و أخضعها للوهم بسهولة ، عندها هربا من عينيها و من ذنبه تجاهها ضمها بقوة و هي وضعت كفيها على ظهره لتغمض عينيها و همست
" حتى و أنا لا أعرف عنك شيئا ....... أقسم أنني أحبكَ "
*
وصلت ماريا للبيت بعد أن سارعت للكتدرائية لتخبر الماركيز أن آميا خطفت من وسط السوق أمام الجميع و لكن الحظ العاثر عندما يتعثر سوف يستمر بالتقلب حتى يستقر بقاع الوادي المظلم لأن سانتو قال أن الماركيز غير موجود و ذهب بمهمة كلفه بها الدوق
توقفا معا أمام باب المنزل و هو اقترب ليمسك بكفها و تحدث
" ماريا لا تخافي رجال الماركيز في كل مكان يبحثون عنها "
رفعت عينيها تجاهه و نفت
" قد لا أكون خائفة عليها من اللذي سيسببه لها ذلك الغريب الذي خطفها بقدر ما أنا خائفة من رد فعل الجميع ....... خائفة أن يؤذيها الماركيز عندما يعلم "
" ألم تقولي أنها خطفت ؟ نحن سوف نقبض على الفاعل و سوف يعاقب "
أومأت ثم تركته و دخلت للمنزل عندها واجهها وجود والديْ آميا و الليدي جوفانا ، الجميع كانت نظراتهم غاضبة الا والدتها كانت خائفة بشدة و اقتربت من ماريا لتمسك بكفها و تساءلت بقلق و قهر
" أخبريني كيف حدث هذا ؟ "
" لقد خطفها ..... مرّ على حصانه الأبيض و سحبها بقوة ليبتعد في رمشة عين و لم يتمكن أحد من فعل شيء "
عندها نبست الليدي بغضب
" ما هذه الكذبة الساذجة يا فتاة ؟ "
و والدها لم يقل شيئا ، هو عاد و ربط ما حدث بيوم هروبها ليلا من الحفل و ليس مقتنعا أن آميا خطفت ، رفضها للزواج و تعاملها الأخير كلها أمور تدعم نظريته أن ما حدث فعل مخطط له
" أنا لست أكذب صدقيني ، الماركيز صباحا أخبرها أنها يجب أن تزوره في الكتدرائية "
" اذا لما لم تستقلا العربة و انتما ذاهتين له ؟ الليدي يجب أن تلتزم بالاتيكت "
" العربة كسرت عجلتها و الليدي آميا لم تمانع الذهاب سيرا "
و باستهجان و اتهام أجابتها
" لأنها كانت تضع خطتها مع عشيقها "
شعرت أمها بالغضب و التفتت لها لتصرخ بوجهه أخيرا
" ابنتي نقية و بريئة ..... لم تتعود على اتخاذ حتى صديق لتتخذ عشيقا كما هو الحال معكِ ليدي جوفانا "
توسعت عيني الليدي و اقتربت لترفع كفها حتى تصفعها و لكن الأخرى لأول مرة تواجهها بقوة عندما أمسكت بكفها
" كيف تجرئين أيتها الوصولية ؟ "
" لن أسمح لكِ باهانتنا بعد الآن ...... ابنتي خطفت و الماركيز سوف يعيدها "
اقترب زوجها و سحبها لتترك معصم الليدي ثم سحبها ليخرجا للحديقة
" سننتظر الماركيز هنا "
حدقت الليدي جوفانا بماريا ثم صرخت بوجهها
" ما الذي تفعينه أمامي هيا اغربي عن وجهي "
و ماريا بسرعة هربت نحو غرفتها ، ابتسمت بسخرية غاضبة ثم رفعت كفها المرتجفة لتنبس
" لن أسمح لكِ بالبقاء هنا أيتها المستغلة المتملقة ..... فقط انتظري و سترين ما أنا قادرة على فعله "
*
أما في الكتدرائية فهو وقف خلفها ، قطعة قماش سوداء مزقها من برنسه الأسود وضعها على عينيها ليربطها لها ثم اقترب ليهمس متعمدا التغيير من صوته حتى لا تعود شكوكها للظهور
" هذا حتى يصدق الجميع أنني خطفتك "
فأومأت لتجيبه
" حسنا "
تحرك من مكانه و هذه المرة وقف أمامها و هي مدت كفيها معا ليربطهما بحبل و شدّ عليه بقوة حتى يصدق الجميع أنها كانت مخطوفة و نبس بضيق
" سوف يؤلمك هذا و لكن تحملي حتى يصدق ولا يؤذيك "
" لا بأس معي "
ابتسم و بعد أن انتهى من ربط كفيها ، وضع كفيه معا على وجنتيها و قربها ليقبل جبينها ثم همس قريبا منها
" يجب أن تستخدمي نفس الطريقة التي تستخدمها جميع النساء حتى لا يشك بأمرك آميا ...... حتى ننجو جميعا "
" سأحاول "
عندها ضم كتفيها بذراعه و سار معها
" هيا لنخرج و اجعلي خطواتك حذرة "
" حسنا "
سارت معه بحذر بينما يقودها إلى حصانه ، فك قيده ثم اقترب منها و حملها ليضعها بجانبية على ظهر الحصان ثم صعد من خلفها و أمسك بلجامه و تحرك بهما الحصان فتنهدت بخوف و هو ابتسم ليتقرب منها
" لا تخافي أنا معكِ "
ابتسمت بدون أن تقول شيئا و هو انطلق بعد أن ضرب الحصان بقدمه فكان سريعا جدا ، مرغمة شعرت بقلبها يرفرف رهبة و سعادة و لكن بذات الوقت هناك ما يزعجها جدا ....... في النهاية ستكون اما قاتلة أو مقتولة
بعد وقت طويل على ظهر الحصان و صل أخيرا بقرب بيت الماركيز و بسرعة جميع الرجال الموجودين هناك وقفوا و هم خائفين لأن الليدي بين يديه فتقدم سانتو و صرخ بوجهه
" أترك السيدة أيها الحقير "
ابتسم بجانبية ثم اقترب و همس لها
" سوف تتألمين و لكن هذا سيحميكِ "
و لم تكد تستوعب ما قاله حتى دفع بها من أعلى الحصان و هي وقعت و لكن بسرعة سانتو أمسك بها ، لو لم يمسك بها كان سيقتله و أساسا كلمة خرجت منه بانفعال سيدفع ثمنها لاحقا
" أخبر سيدك أن هذه المرة كانت شدة أذن فحسب و لكن في المرة القادمة ستكون حياتها ثمنا لأفعاله "
و بسرعة انطلق ليبتعد و رجال الماركيز لم يستطيعوا فعل شيء سو رفع سيوفهم ، لقد اكتشف كم أن رجاله ضعفاء و لا يعتمد عليهم و هذا ما سيجعله يهتم بهم بعد انتهاء قضية القتل المتسلسل للرجال
ساعد سانتو آميا في الاستقامة أما ماريا خرجت بسرعة لتضمها
" آنستي هل أنت بخير ؟ "
و بضيق نبست
" ماريا "
فابتعدت عنها بسرعة لتبعد عنها العصابة التي كانت تمنعها من النظر عندما أخفضتها فقط لتعلق برقبتها ، فتحت لها الحبل و عندما لم تستطع فكه كليا طلبت ذلك من سانتو و هي كانت تتألم و قد ترك الحبل على معصميها بعض الآثار
" آنستي أنا آسفة لأنني كنت مستهترة "
ابتسمت و عندما رفعت نظراتها ناحيتها رأت من خلفها الليدي جوفانا ترمقها بنظرات غير راضية ثم تحدثت
" هيا أدخليها فهي تحتاج للراحة بعد الذي تعرضت له "
و هاهي ماريا تستجيب لها و تساعد آميا على الدخول و الآن الليدي أصبحت تشك بما يحدث ، لقد رأت ذلك الرجل و كيف ألقى بها ، فهل يعقل فعلا أن يكون عدوا للمركيز ؟
*
بغرفتها كانت تجلس على طرف السرير و تضع كفيها بحضنها بينما تفكر بعمق و جدية في كلامه ، هل فعلا سوف تتحول لمجرمة ؟ مهما حاولت تصور ذلك لا يمكنها أن تفعل ذلك ، فنفت و همست لنفسها
" لا يمكنني قتله ...... أنا لا يمكن أن أكون سيئة "
و في تلك اللحظة فتح الباب بقوة و دخل عبره الماركيز و الذي بدت نظراته غاضبة و ساخطة ، استقامت و حدقت فيه برهبة و هو ترك الباب يقفل بقوة فأغمضت عينيها و لم تشعر به إلا و هو يمكسك بذراعيها و يشد عليهما بقوة ليصرخ بقوة في وجهها
" ما اللعنة التي فعلتها ؟ "
فتحتهما و نفت بقلة حيلة و ضعف
" صدقني لم أفعل شيئا "
فابتسم بسخرية
" واحد من أعدائي يمسك بك و يتركك هكذا بسهولة ...... ما هذه المزحة السخيفة ؟ "
توسعت عينيها و زاد الخوف بقلبها و هو دفعها لتتمدد على السرير و اعتلاها عندما أسند ركبته على جانبه لتحتضن كفه رقبتها ثم نبس بابتسامة ساخطة
" أقسم أنني سأقتلك إن تبين أنك تخونيني ..... سوف أقتلكِ و أنتهي من العار إن تحدث أهل المدينة عني آميا "
وضعت كفيها معا على كفيه و نبست بينما دموعها تدحرجت على جانبي و جنتيها لتنبس
" أنا ...... أنا لست سيئة "
و لكنه شعر بالغضب أكثر فأين اختفت تلك الفتاة العنيدة التي واجهته سابقا ؟ ألم يخبرها من قبل و هو يلبس القناع أن عليها أن تقتل الماركيز و هي قالت حسنا ؟ لما تبدو أنها تراجعت عما قالته ؟
و لأنه يريد أن يجعلها تشعر بالتهديد شد أكثر على رقبتها حتى اختنقت أنفاسها و هي فعلا بدأت تقاوم لتأخذ أنفاسها
" أنتِ لستِ بريئة "
و بهمس بينما تحاول ابعاد كفه عنها همست
" أرجوك ..... سوف أموت "
و عندما أصبح وجهها أحمر بذلك الشكل تركها أخيرا و ابتعد ليستقيم و يحدق فيها بذعر بينما هي أغمضت عينيها و وضعت كفيها على رقبتها ، إنه يأذيها و يثبت أن كل رجل محب و عاشق سوف يؤذي معشوقته ، تنفس بقوة ثم تركها و خرج ليقفل الباب بقوة و هي بكت بشدة و سمحت لشهقاتها بالارتفاع عندما سمعت صوت الباب
في كل لحظة تدرك أنه خطِير و كلام المقنع الأسود صحيح اذا لم تقتله سوف يقتلها و هذا ما جعلها تفتح عينيها الدامعة المحدقة بسقف الغرفة المزخرف و تهمس بثقل
" سامحني يا الهي ...... أرجوك سامحني على الاثم الذي سأرتكبه "
عادت لتغمض عينيها و لاح بذاكرتها كلام جوليا ذلك اليوم في متجرها ففتحت عنيها و اعتدلت بصعوبة في مكانها بينما تسند نفها على كفيها و ابتلعت رضابها
" تلك المرأة تملك شيء لأنها تحدثت ..... لقد قالت أنها ستساعدني لو لجأت لها "
*
أما في غرفة الجلوس فقد عاد و حدق بالجميع قبل أن يتحدث
" يمكنكم أن تغادروا الآن فآميا عادت و هي بخير "
عندها تحدثت الليدي جوفانا
" هل تطردنا أيها الماركيز ؟ "
فحدق بها و أجابها بكل ثبات
" أجل ..... نريد أن نكون لوحدنا "
و هذا ما جعل والدها يتحدث
" نحن آسفون أيها الماركيز سوف نغادر الآن اسمح لنا "
فأومأ لهما و هو أمسك بذراع زوجته و سحبها ليغادرا ثم الليدي ابتسمت و حملت حقيبتها لتمسك بها بكفها و اقتربت لتحدق بعينيه
" لقد أصبحت تفاجئني كثيرا "
بادلها النظرات ليجيبها
" أنت فقط من كنت تتوهمين أنك تتحكمين بكل شيء حولكِ "
" قلت أتوهم ؟ "
قالتها بتعجب و تساءل ساخر ، بل غاضب و عندما لم يجبها رفعت كفها و ربتت على كتفه
" لنرى إلى أين سنصل يا ابن أخي ...... أيها الماركيز العظيم "
و لازال كلامها مبطن بالسخرية و ما لمسه من نبرتها أنها تشك بشرف آميا و كلما لاحت هذه الكلمة في الأفق تذكر قبلته لها و أنها لم تعارض .......... رفع رأسه ليغمض عينيه بينما يقف وسط تلك الغرفة التي أصبحت خالية من الجميع إلا هو لينبس
" اللعنة علي ما الذي أريده ؟ "
أما الليدي التي خرجت ، بمجرد أن صعدت لعربتها و هم سائقها أن يقفل باباها هي تحدثت
" لا أريد من آل أوردولافي أن يبقون ليلة واحدة بعد في روما "
حدق بها و هي ابتسمت ليومئ
" حسنا سيدتي "
*
ما حدث اليوم سيء و أكثر من يشعر بالغضب و العار و لا يصدق أن آميا خطفت هو والدها ، السيد أوردولافي و الذي يجلس في غرفة الجلوس بينما يمسك بكأس نبيذ و يشرب بدون توقف منذ عادا هو و زوجتها من منزلها ، غربت الشمس و كلما حاولت زوجته ثنيه عن الشرب صرخ بها و طردها بعيدا
و عندما بلغ مرحلة كبيرة من الثمالة هي تقدمت مرة أخرى منه و دنت بقرب قدميه لتأخذ منه الكأس و حدقت بعينيه لتححدث
" لا يجب أن تصدق كلام الليدي "
فابتسم بسخرية و أجابها
" آميا لديها سوابق ..... أخبرني ما الذي سيحدث لنا إن قررت الهرب من زوجها ؟ "
و بثقة أجابته
" لن تفعلها "
" و لما تتحدثين بثقة ؟ "
" لأنها ابنتي ...... و هي لا يمكنها أن تكون سيئة "
عندها دفعها و ضحك بصخب ثم استقام ليسير بترنح و رفع كفه عندما توقف و التفت لها هي من اعتدلت و حدقت فيه بغضب
" أنتنّ النساء كلنكنّ سيئات للغاية "
و قبل أن ينهي كلامه سمعا تحطم زجاج نافذة الغرفة الموجودان بها فسارعت له زوجته و سحبته ليجلسا القرفصاء فانهالت الحجارة بعدها على منزلهما بقوة ، كانت تضمه و الحجارة كانت كالسهام تصب على رأسيهما و لازالا يسمعان تحطم الزجاج القادم من الغرف المجاورة عندها نبس
" لقد بدأ العار يتلبسنا يا مرأة ...... "
لم يستمر الأمر طويلا حتى توقف رشقهم بالحجارة و عندما شعرا بالأمان ابتعدت زوجته عنه لتنفي بينما عينيها مليئان بالدموع و هو استقام و حدق حوله ليبتسم و تحرك بترنح في مكانه من جديد
" هل رأيت ...... نحن لا يمكن أن نبقى هنا بعد الآن ، سوف نغادر "
قالها ثم التفت و خرج يحاول صلب خطواته حتى وصل للباب و زوجه تحدث بقهر
" ماذا عن آميا ؟ "
وضع كفه على اطار الباب ليسند نفسه بعد أن وقف و أجابها
" لها زوج يتحكم بمصيرها و نحن ليس لنا دخل بها "
نهاية الفصل الخامس عشر من
" أكوا توفانا "
بدأت الاحداث تتسارع و الحقائق اصبحت قريبة من الظهور و بالتالي النهاية اقتربت
إلى أن نلتقي في فصل جديد كونوا بخير
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro