الفصل الخامس
مساء الخير قرائي الغاليين
استمتعوا بالفصل
*
تقفل الأبواب فتخرج الحقائق من الصناديق و الخزائن حيث كانت مخبأة ، أقفل الباب من خلفه بعد أن طلب من الجميع الخروج ، كان يقف بينما يحدق بظهرها و هي ممددة بمكانها يسمع فقط أنينها ، إنه ساخط عليها و غاضب بشدة و لو لم يكن والدها قد فعل بها كل هذا كان سيعاقبها بشدة
و مهما كانت شدته عليها لن تكون بقدر شدة والدها ، شدّ على كفه فجأة و عاد الغضب ليملأه عندها اقترب منها ، دنى بقرب سريرها ليسند احدى ذراعيه على ركبته و كفه الأخرى حطها على رأسها يربت على شعرها بهدوء بينما يتفقدها بنظراته ، خرجت منها أنة لتعكر حاجبيها فحرك كفه و حطها هذه المرة على وجنتها يحتضنها و بكل هدوء خرج صوته الذي حرص أن يجعله قاسيا
" ما الذي يؤلمكِ آميا ؟ "
كانت مغمضة العينين كسيرة الفؤاد لترد على سؤاله بهمسات تائهة
" قلبي يؤلمني "
عندها حرك ابهامه على وجنتها
" لا بأس ..... لا بأس فأنت ملكي و لن يتجرأ أحد غيري من الاقتراب منكِ بعد الآن "
شدت كفها على الفراش و همست مرة أخرى
" لا يجب أن تراني هكذا "
عندها عادت نظراته لتحط على ظهرها ، ربت على شعرها و كم رغب بصلب والدها و جعله يتذوق من نفس الألم الذي سلطه عليها بدون أن يرأف لحالها و ضعفها ، هل هذا الماركيز حقا ؟
استقام ليبعد كفه عن رأسها ثم أخذ قطعة القماش و بللها من جديد ليعصرها ، جلس على جانبي السرير بقربها و مسح على الجروح بخفة و رقة و هو يراعي حالها فكان يخرج أنينها من جديد ، مر الوقت و لم يمل حتى غفت و خف أنينها كثيرا عندها فقط توقف و حدق بالنافذة المفتوحة ، بأشعة القمر التي بدأت تخفت مع تقلص حجمه
وضع قطعة القماش المليئة بدمائها بالسطل الحديدي الموضوع على الأرض بقربه ثم استقام و جذب الغطاء الغليظ و وضعه على ظهرها بخفة عندها خرجت منها تأوهات هامسة ، تركها هناك و التفت حتى يغادر عندها وقعت نظراته على الطاولة ، أين كانت توجد الرسالة و القناع فاقترب منهما ، قرب كفه و حركهما بأنامله فقط فشعر بالغضب يملأه و بعدها خرج من غرفتها
عندما أقفل الباب كانت والدتها ، والدها و خادمتها الخاصة ماريا جميعهم يقفون في الرواق ، رفع رأسه فرمق والدها بنظرات حارقة و اقترب منه ليرفع سبابته بوجهه و تحدث بتهديد
" اسمع سوف أتجاوز الأمر هذه المرة فقط ..... آميا بعتها لي و غدا سوف تقبض ثمنها لذا إن أصابها خدش قبل أن تصل لبيتي سوف تدفع ثمنه غاليا لذا أبقي على الاحترام بيننا "
و هاهو يقف أمامه بدون أن يستطيع اخراج كلمة ، أخفض كفه و حدق بوالدتها
" غدا سوف أرسل طبيبا لها و ما عليكم سوى استقباله "
" حسنا سيدي المركيز "
هذه المرة وقعت نظراته على ماريا و تحدث
" اتبعيني أنتِ "
سار لينز الدرج و بسرعة تبعته ماريا ، خرج من المنزل و هي لا تزال تتبعه و أمام الباب التفت لها ، حدق بها من أخمص قدميها لمنابت شعرها و هذا أمر وترها للغاية و عندما ظهر ذلك عليها و استطاع قراءة تصرفاتها تحدث أخيرا
" من الآن و صاعدا طلبات الآنسة آميا تصل لي لا لوالدها ، عندما تريد الذهاب لمكان ما ، تأتي و تأخذي لها الاذن و أنا إما أوافق أو أرفض "
" حسنا سيدي المركيز "
" أجرك سيتضاعف لذا اعتني بها جيدا "
عندها رفعت رأسها و أجابته بسرعة لأنها تحب الآنسة حقا و تقدرها
" لا تقلق أنا لا يمكن أن أهمل الآنسة "
" و الآن عودي و ابقي معها .... لا تتركيها حتى يأتي الطبيب صباحا و اذا حاول والدها فعل شيء أبلغيني "
أومأت ثم عادت للداخل و هو امتطى حصانه و حدق حوله لينتبه أخيرا أن سانتو وحده من بقي معه فالتفت له ينما يمسك بلجام حصانه و سأله
" أين بقية الرجال ؟ "
" لقد صرفتهم سيدي الماركيز "
أومأ ثم حرك حصانه و لكنه هذه المرة كان يسير بهدوء و من خلفه سانتو ، كان صوت حوافر الأحصنة يصدح في الشارع الفارغ و هذا جعل الكثير من الأمور واضحة على الماركيز عندها تحدث سانتو من خلفه
" ما الذي تنوي فعله سيدي ؟ "
" لا شيء "
قالها و حرك اللجام لينطلق به حصانه بسرعة و سانتو فهم أنه لا يريد أن يتحدث ، ركض الحصان بسرعة حتى وصل لبيت عمته الليدي جوفانا ، نزل من عليه ثم تركه بقرب الباب أين سيعتني به الحراس ، دخل و هي كانت لا تزال تضيء القناديل و تقف بانتظاره بينما تسير ذهابا و جيئة في غرفة الاستقبال الصغيرة و لم تتوقف حتى انتبهت أنه وصل و يقف عند المدخل فاقتربت منه بسرعة لتقف أمامه
" ما الذي حدث ؟ "
قالتها ثم حدقت بكفيه لترى بعض الدم لا يزال عالقا بهما فتوسعت عينيها
" ما الذي فعلته بها تشانيول ؟ "
ابتسم بسخرية و أبعدها ليسير حتى وصل للمقعد و جلس ، أسند نفسه عليه فاقتربت و بصوت غاضب تحدثت
" ألم اقل لك لا تؤذها ؟ "
" عمتي لست أنا من آذيتها "
عكرت حاجبيها ثم جلست بقربه لتمسك كفه و تحدثت تتساءل
" اذا ما الذي حدث ؟ و من أين أتت هذه الدماء ؟ "
فحدق بها و نبس بغل
" الحقير والدها ضربها بالسوط "
ألجمتها الصدمة فما تعرفه عنه أنه طوال حياته عامل ابنته بطريقة راقية ، لم يُسمع عنه يوما أنه أساء لزوجته أو ابنته و هذا لا يجعلها تفكر سوى بشيء واحد ، آميا ارتكبت فعلا مخلا و جلبت له العار
" لابد أنها فعلت ما تستحق عليه الموت و ليس فقط ضرب السوط "
عندها التفت لها و ابتسم بسخرية
" ما الذي تقولينه أيتها الليدي ؟ "
" لنفسخ الخطوبة "
عندها استقام و أشار لها بكفه
" اسمعي أيتها الليدي لديك دور واحد من الآن و صاعدا لتقومي به ........... تنفذين ما أمركِ به "
كلامه هذا جعلها غير مصدقة فحاولت نهره عندما صرخت بوجهه
" تشانيول هل نسيت أنني عمتك ؟ "
" لم أنسى عمتي و أنتِ لا تنسي أنني الماركيز ..... الكلمة التي أقولها تنفذ ولا تعارض و غدا سوف تأخذين قطع الذهب لذلك الأوردولافي و تباشري بالتجهيز للزفاف ....... كلامي لن يكرر هل فهمت ليدي ؟ "
تركها هي الأخرى و خرج ليغادر نحو منزله ، شعرت بالغيظ من معاملته المفاجئة لها و كأنها ندمت على تقديمها له في هذه اللحظة ، لكن بالتأكيد هي لن تقبل بها دون أن تتأكد أنها عذراء
*
بالعودة لمنزل آميا كانت ماريا تلازمها ، أبعدت عن ظهرها الغطاء حتى لا تلتهب الجروح أكثر و حدقت بها لتشعر بالأسف لأجلها عندها سمعت أنينها فاقتربت بسرعة لتمسك بكفها و تحدثت
" آنستي هل أنتِ بخير ؟ "
و آميا تحدثت بتعب
" أشعر بالعطش "
" حالا آنستي سوف آتي لك بالماء "
تركت كفها ثم استقامت بسرعة لتتجه نحو الطاولة التي كانت تضع عليها ابريق من الماء و كوبا ، ملأته ثم حملته و اقتربت منها لتجلس القرفصاء و تحدثت
" آنستي .... "
فتحت آميا عينيها و بصعوبة حاولت رفع نفسها من على الفراش ، قربت منها ماريا الكوب و هي شربت بهدوء و عندما ارتوت أبعدته عنها فعادت لتترك نفسها على الفراش و تأوهت بألم و هذا جعل ماريا عابسة لتسألها
" هل يؤلمك آنستي "
" أجل ماريا .... إنه يلسعني بشدة "
" لا بأس تحملي فالماركيز سيرسل غدا الطبيب "
عندها عبست و أغمضت عينيها ثم همست لتحاول التحكم بدموعها التي تحاربها
" لما سمحتم له بالدخول ؟ "
" آنستي من يستطيع معارضة الماركيز ؟ "
تنهدت تفتح عينيها و نزلت دموعها لتشعر بالقهر و العجز و هي تنظر نحو الرسالة و القناع ، كل ما هي به الآن بسببه هو
" لقد قال أنه هو المسؤول عنكِ بعد الآن و السيد أوردولافي لا يستطيع فعل أو قول شيء بخصوصكِ "
شدت على الفراش تحت كفها و نبست بغل
" لأنه اشتراني ..... هو يتفنن في اهانتنا و أبي لا يستطيع قول شيء "
" آنستي تصرفه بدى غريبا و كأنه ..... يكن لكِ المشاعر "
قالتها بتساؤل عندها بغضب نبست آميا
" لا تكوني غبية ماريا ...... أنت لا تعرفينه حتى تطلقين عليه مثل هذه الأحكام ، إنه شخص سيء للغاية تعود أن يمتلك الأشياء و الأشخاص لا أن يكن المشاعر "
أغمضت عينيها لتتأوه بألم عندها تحدثت ماريا بسرعة
" لا تغضب آنستي .... ابقي هادئة ، كان فقط رأي "
" لا تقولي أي شيء بعد الآن "
" لن أقول فقط لا تتحركي حتى لا تتألمي "
و هكذا مرت الليلة ، آميا تغفو على سريرها و لا تستطيع أن تتحرك بينما ماريا التي كانت تراقبها و تسهر عليها غفت على المقعد الذي قربته منها ، سطعت الشمس و دخلت أشعتها عبر النافذة المفتوحة عندها فتحت ماريا عينيها ، مددت ذراعيها ثم استقامت لتقترب من آميا التي لا تزال نائمة ، ألقت نظرة على ظهرها و عبست أكثر عندما وجدت أن بعض الضربات تحول لونها للأزرق و الأخرى للبنفسجي
قربت منها الغطاء و وضعته عليها بهدوء ثم تركتها و خرجت ، مرّ الوقت بعدها و عندما كان الجميع مستيقظ وصل الطبيب الذي أرسله الماركيز ، توقفت عربته ليخرج منها و السيدة أوردولافي كانت في انتظاره بقرب الباب عندما دخل
" مرحبا سيدتي "
" مرحبا .... "
" أنا الطبيب دي بورتو ، لقد أرسلني الماركيز "
" لقد كنت في انتظارك سيدي تفضل معي من هنا "
أومأ لها فسارت قبله لتدله على الغرفة ، عندما وصلا هناك طرقت الباب ثم فتحته عندها كانت أميا تجلس على طرف السرير و تلبس ثوبا أبيضا واسع و ماريا تجلس بقربها
استقامت ماريا و هو تقدم و ما إن كانت ستدخل والدتها هو التفت لها و ابتسم
" عفوا سيدتي و لكن الماركيز قال أن خادمتها الخاصة هي فقط من يمكنها البقاء "
حدقت فيه آميا بسخط و والدتها ابتسمت بحرج ثم تراجعت
" حسنا سوف أنتظر في الخارج حتى تنتهي "
" عذرا سيدتي "
" لا بأس "
قالتها و سحبت الباب لتقفله و هو التفت لآميا التي كانت ترمقه بنظرات حارقة ، اقترب من الطاولة و وضع عليها حقيبته التي كان يحملها ، فتحها و تحدث عندما أمسك علبة
" آنسة أوردولافي هلا أبعدتِ الثوب "
حدقت بماريا التي تعجبت فعادت و التفتت له لترد عليه
" و هل الماركيز يدري أنك تريد رؤية خطيبته عارية ؟ "
توسعت عينيه و نفى بسرعة
" ما الذي تقولينه آنسة أوردولافي ..... قصدت أن ترفعي الثوب عن ظهرك فقط "
" التفت للجدار "
قالتها بأمر فالتفت بسرعة و هي حدقت بماريا و أشارت لها فاقتربت منها و ساعدتها في رفع الثوب ثم تمددت على بطنها و ماريا غطتها جيدا بغطاء السرير و فقط ظهرها هو ما ظهر
" يمكنك أن تلتفت "
التفت و رأى كيف تغطي نفسها جيدا فابتسم ، لا شك أنها خطيبة الماركيز ، اقترب ليفتح العلبة و تحدث
" هذا مرهم حتى تشفي بسرعة و تزول عن ظهرك كل الآثار "
" علم ماريا كيفية وضعه "
" لماذا ؟ "
" لتضعه هي لي "
" لكنه يوضع بطريقة معينة و لا يجب "
و قبل أن ينهي قاطعته بتهديد
" و المركيز يعاقب من يخالف الأوامر بطريقة معينة أيها الطبيب "
صعبة ، صعبة جدا هذه الفتاة ، سلم ماريا العلبة و تحدث يخبرها و يحرك كفه في الهواء يعلمها كيفية وضعه ، حركت ماريا رأسها بفهم و اقتربت لتنفذ كلامه و هو كان يراقب
" أجل .... واصلي و حاولي ألا تضغط و ضعي الكثير "
و هكذا حتى انتهت ماريا و هو تحدث
" لا يجب أن تغطي ظهرك و يستحسن ألا تلبسي شيئا ضيقا "
" حسنا "
" كذلك لا تنامي على ظهرك إلا بعد مرور أسبوع حتى لا يؤلمك "
" حسنا و الآن ماريا خذي منه علبة المرهم و رافقيه للخارج "
أخذت ماريا منه العلبة و هو بعبوس جمع أغراضه و رحل لترافقه للأسفل و والدتها دخلت ، اقتربت منها و جلست على طرف السرير ثم تحدثت
" هل تشعرين أنك بخير الآن عزيزتي ؟ "
و بسخط ردت عليها
" أنا بأسوأ حالاتي "
" هل يؤلمك ؟ "
عندها حاولت الالتفات لها لتجيبها
" أنتما من تؤلمانني ..... لقد ضحيتما بي من أجل نفسيكما فهل تعتقدين أنني سأكون بخير عندما يخبرني الماركيز أنه اشتراني ، أنني ملكه ؟ حتى عندما حاول أن يخفف عني قال لن يستطيع أحد أن يفعل لك شيء بعد الآن غيري ، هل تدركين معنى كلامه ؟ "
عادت تتمدد و تحدق أمامها أما والدتها تنهدت
" لقد بدى قلقا عليك "
" كان قلقا على الدمية التي اشتراها ........ هو دائما يحب أن يكون المسيطر ، يأمر ولا يأمره أحد "
" آميا "
" توقفي أمي و أخرجي من غرفتي ..... ابتعدي عني لأنني لا أريد رؤيتكِ لا أنتِ ولا أبي "
" آميا لما تتحدثين هكذا ؟ "
و بضيق صخرت بينما عينيها امتلأت بالدموع
" أخرجي ولا تحاولي اظهار القلق علي "
بقلة حيلة استقامت والدتها و التفتت لتخرج عندها رأت والدها يقف بباب الغرفة ، اقتربت لتخرج ثم أقفلت الباب و هو تحدث بهدوء
" الليدي جوفنا هنا و تريد رؤيتنا "
*
في الكتدرائية و بينما هو بمكتبه طرق الباب ليفتح و يقف بقربه سانتو ، قدم تحيته للماركيز ليسمح له هذا الأخير بالدخول فأقفل الباب و تقدم ، رفع نظراته نحوه ثم تحدث
" هل من مسارح مقامة ؟ "
" سمعت أن واحد سيقام الليلة في مكان مهجور ...... موضوع اليوم سيكون ضد الدوق "
أسند ذراعه على ذراع المقعد ليسند بكفه فكه و حدق أمامه يفكر بعمق ثم رفع نظراته لسانتو و تحدث
" الليلة لن نداهمهم "
توسعت عينيّ سانتو و هتف
" و لكن لما سيدي الماركيز ؟ "
" نفذ بدون أن تسأل يا سانتو ..... "
" و لكن يا سيدي نحن لدينا أوامر من الدوق نفسه أن "
عندها ضرب طاولة مكتبه بكفه و اعتدل ليصرخ بوجهه
" سانتو ...... ما قلته فوق ما قيل "
عكر سانتو حاجبيه ثم التزم الصمت ليومئ ثم خرج صوته بخفوت
" أمرك سيدي الماركيز "
" يمكنك المغادرة "
تراجع سانتو ليغادر لكنه بمجرد أن التفت توقف ثم عاد و باحترام تحدث
" ماذا عن مراقبتهم ؟ "
" افعل ما تريد "
أومأ و مرة أخرى قدم احترامه له و خرج ليقفل الباب و هو استقام من على مقعده ، خرج من خلف طاولة مكتبه و اقترب من النافذة ، وقف خلفها ثم ضم كفيه خلف ظهره ليراقب الشارع في الأسفل ، صحيح أن جسده هنا و لكن عقله و روحه بمكان آخر ....... ما تم كتمانه أخرجه بالوقت المناسب ، استغله لمصلحته و هذا أمر سيء قد يعود عليه بنتائج عكسية
*
قدم الشاي في فناجين خزفية مزينة بلون ذهبي على حوافها في منزل السيد أوردولافي ، وضعت الخادمة الفنجان بقرب الليدي جوفانا ، حدقت هي بكل التفاصيل حولها و بدت غير راضية بعض الشيء
" أرجو أن يعجبك الشاي أيتها الليدي ، إنه من الشرق "
لم تجبها الليدي و حولت نظرها للسيد أوردولافي الذي ناولته الخادمة فنجان الشاي لتتحدث
" لقد أتيت حتى أسلمكم مهر آميا و لكن ...... "
عندما بدأت كلامها السيد أوردولافي والد آميا وضع فنجان الشاي على الطاولة و حدق بزوجته التي كانت قد أحرجتها الليدي قبل قليل و تحدث
" و لكن ماذا أيتها الليدي ؟ "
" أريد أن أرى آميا أولا "
ابتسم بتوتر و زوجته تحدثت بسرعة مخافة أن تتراجع عن الزواج عندما ترى حالة ظهرها و ما آلت اليه
" الماركيز منع عنها الزيارات "
فالتفتت لها و نهرتها
" أعتقد أنني أتحدث مع السيد أوردولافي لا معكِ "
عادت تلتفت للسيد أوردولافي و بابتسامة كبيرة و واثقة واصلت
" كلام الماركيز يسير على الجميع إلا عليّ ..... كلامي هو من يسير عليه "
" بالتأكيد أيتها الليدي تستطيعين رؤيتها "
استقام و أشار نحو الباب و هي استقامت بينما تتمسك بحقيبتها التي بدت كبيرة بعض الشيء ثم سارت معه ، صعد الدرج فكانت خلفه و خلفها تبعتهم والدة آميا ، ساروا بالرواق و عندما وصلوا بقرب غرفتها توقف و حدق بها
" أعتقد أنك سمعت بالأمر "
" أجل بلغني الأمر و أنا لست راضية أبدا "
حدق بزوجته من خلفها ثم تنهد و فتح لها الباب عندها استقامت ماريا التي كانت تحمل لها الكتاب و تقلب بين صفحاته كلما أخبرتها آميا أن تفعل و هي كانت ترتدي ذلك الثوب الأبيض الفضفاض و لم يكن سوى ثوب نوم من القماش الأبيض البسيط
التفتت آميا بثقل و عندما رأت ثلاثتهم شعرت بالانزعاج فأشاحت عنهم و لم تحاول تقديم احترامها لليدي و هذه الأخير تحدثت
" أريد أن أرى ظهرها "
شدت آميا على الفراش بكفها و منعت دموعها التي تجمعت ، للتو تم معاملتها كسلعة يتم التحقق من صلاحيتها و جودتها ، حدقت ماريا بوالدتها و هي تقدمت ، وقفت بجانب آميا ثم فتحت الأزرار الأمامية للثوب و سحبته قليلا للخلف و جعلت الليدي ترى جزءا منه فأشاحت بسرعة بنظراتها
" أعيدي الثوب "
أعادته و هي عادت تحدق بآميا التي كان يبدو جليا عليها الحزن و الانزعاج ، فتحت حقيبتها و أخرجت كيس القطع الذهبية و لم يكن صغيرا بل كان يحوي ثروة و قدمته لوالدها
" يفترض أن نقوم بانقاص بعض القطع الذهبية فآميا ليست كما رأيناها لأول مرة "
نزلت دمعتها بسرعة على وجنتها بسرعة و هاهي الليدي تهينهم جميعا بدون أن يستطيعوا أن يردو بوجهها ، لما ؟
ببساطة لأنه تم بيعها و أخلوا بشروط البيع فالبضاعة فسدت ، شدّ السيد أوردولافي على الكيس و حدق بآميا التي ترفض النظر بوجهه ثم نبس بضيق و صوت خافت
" افعلي ما ترينه مناسب أيتها الليدي "
" اذن افتح الكيس و سلمني عشر قطع "
الجميع حدق بها إلا آميا و هو وجد نفسه ينفذ ، كل هذا حتى لا يفقد صورته أمام الناس و حتى لا يُقال أن أوردولافي انتهت أيامه ، قام بحساب عشر قطع ليمسكها بكفه و قربها من الليدي التي سلمته حقيبتها فوضعها داخلها و أعادها لها و هي أخذتها لتتحدث هذه المرة بينما تحدق بآميا
" كم سيستغرق من الوقت حتى تشفى ؟ "
حدق بزوجته و الأخرى نفت لتجيبها
" لا نعلم .... ربما أسبوع و ربما أكثر "
" اذا بعد أن تشفى و تصبح قادرة على الحركة سوف آخذها لنفحصها "
حدقوا بها ، حتى آميا التفتت بعينين متوسعتين و هي ابتسمت لترفع حقيبتها التي تحتوي القطع النقدية و واصلت
" عندما أتأكد أنها عذراء سوف أعيد لكم العشر قطع ذهبية "
حينها استقامت أميا بسرعة لتتأوه بألم و ماريا بسرعة أسندتها لتهتف بعدم تصديق
" ما الذي تقولينه ؟ "
الجميع شعر بالاهانة و والدها عاد يحدق بها هذه المرة بنظرات الادانة لا بنظرات الذنب لأنها السبب بكل ما حدث ، هي من جعلت الليدي تتفنن باهانتهم بعد أن كانت معجبة بها و تعاملهم برقي بالغ ، بسرعة انقلبت على عقبيها بعد أن بلغها أن الفتاة هربت من الحفل ، الليدي لن تقبل اهانة كتلك و لن تمررها لمجرد أوامر الماركيز التي كانت واضحة
نهاية الفصل الخامس من
" أكوا توفانا "
أتمنى أنكم استمتعتم بالفصل و تأكدوا أن ما هو قادم يمل الكثير
لا تتجاهلوا التصويت أعزائي و إلى أن نلتقي مع الفصل التالي كونوا بخير
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro