Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل الثامن

مرحبا بالغاليين 

استمتعوا بالفصل 

*


في الحديقة الخلفية لمنزل عائلة أوردولافي حيث كانت تتفتح الورود الحمراء و أخرى رقيقة بهيجة المنظر و الطلة ، وقفت آميا تحدق بظهر ذلك الغاضب الذي سحبها بقوة من بين الجميع و انفرد بها في هذا المكان ، من بين الجميع اختارها هي ليفرغ بها غضبه و كأنها المسؤولة عن ما حدث

" سيدي الماركيز " 

و على اثر صوتها التفت لها ، رمقها بسخط ليقترب منها ثم أمسك ذراعيها فجأة

" ما الذي كنت تحاولين اثباته قبل قليل ؟ "

حدقت بعينيه و لم تتهرب منه ، هي ليست خائفة منه و لن تخاف ، و هذا ما جعلها تبتسم لتجيب

" كنت أحاول اثبات أن لي كرامة لن أسمح لأي كان أن يدوسها ...... سيدي الماركيز "

" و من حاولت اهانتها هل نسيت مكانتها ؟ "

قالها بتهكم و سخرية غاضبة لترد بقوة و اصرار أكثر من السابق

" لست أنا من نسيت ..... هي من فعلت عندما تفننت باهانتنا سابقا و أنا لن أترك حقا لي يذهب سدى "

" بالنظر لكل ما حدث الليدي لم تخطئ أبدا ..... كان شيء طبيعي أن تعرضكِ للفحص بعد أن هربت من الحفل و بعد أن قابل والدك هروبكِ بما فعل "

تنفست بغضب  بينما ترمق عينيه بكره ، تحركت بقوة و حاولت التفلت من بين كفيه و لكنه فقط ترك ذراعيها و ضم خصرها ليقربها منه ، وضع كفه على وجنتها ليحدق بعينيها الرمادية و التي زادهم ثوبها جمالا و بريقا خاطفا للأنفاس عندما انعكس لونه عليهما و هو لا يجب أن تُسرق منه أنفاسه بحضرتها

" أتركني "

قالتها بغضب و ثبات ، حتى أنفاسها لم تتوتر بسبب قربه منها بهذا القدر و لكنه ابتسم بطريقة لئيمة

" آخر القطع الذهبية التي تبقت من ثمنك أخذتها منذ قليل لذا كل ما عليك فعله هو الخضوع آميا .... فقط اخضعي أيتها المتمردة "

فأجابته بقوة و ثبات و نبرة غاضبة 

" توقف عن قول أنك اشتريتني ...... أنا فتاة حرة و لست عبدة لتقول أنك اشتريتني "

" و لأنك حرة كان ثمنك باهضا جدا "

امتلأت عينيها بالدموع و لكنها شدت أعصابها ، حبست دموعها و أخفت قهرها عميقا بقلبها

" هل تؤلمك الحقيقة لهذه الدرجة ؟ "

و هاهي ابتسمت بتهكم رغم الدموع التي تملأ عينيها و كم تمنى أن تتحرر ليمسحها بقوة عن وجنتها

" ما يؤملني ليس الحقيقة ...... ما يؤلمني أنني خسرت أحلامي و قلبي ، خسرت حياة انتظرتها كثيرا ليتبين أنها لسيت سوى وهم دون بساذجة على الكتب "

" كان عليكِ أن تستيقظِ من أحلامك الباهتة في وقت أبكر "

" لا عليك فكفك القاسي الذي صفع قلبي أيقظني ولا أعتقد أنني سأعود يوما لما كنت عليه "

قالتها لتتسع ابتسامتها في نهاية كلامها أكثر و تحكمت أكثر بدموعها و هذا ما استفزه فضغط على وجنتها بقسوة أكبر و نبس بغيظ منها

" ابكي دموعكِ "

" لن أبكيها "

و بغضب نبس 

" قلت أبكيها أميا ..... أنت يجب أن تبكي حتى تكوني مثل جميع النساء "

عندها وضعت كفيها معا على صدره و دفعته بكل قوة و جهد امتلكتهما فتركها تتحرر من حبسه بين ذراعه و أشارت له بسبابتها متجاهلة كونه الماركيز و السلطة الوحيدة التي أخضعتها رغما عن أنفها

" أنا لست مثل جميع النساء و لن أكون مثلهن و دمعتي لن أسمح لك برؤيتها ...... أنت لن ترفع رايات نصرك مكان راياتي ، لن تتلذذ بدموعي و لن أظهر لك ضعفي مهما فعلت أيها الماركيز "

التفتت حتى تدخل بغضب و لكنها ما إن وصلت بقرب الباب حتى صرخ بسخط

" توقفِ مكانكِ "

مرغمة توقفت و مرغم هو خبأ فرحه بقلب معشوقته الصغيرة ، المتمردة صاحبة القلب الثائر ، سار ليتجاوزها ثم فتح الباب ليتحدث أخيرا بعد أن تركها خلفه

" اتبعيني فاللقاء لم ينتهي بعد "

أغمضت عينيها و رغما عنها تدحرجت دموعها فقد حبستهم كثيرا وعينيها الجميلتين لم تتمكن من الاحتفاظ بهم طويلا بالرغم من أنها أنكرت على نفسها البكاء ....... و لن تعترف به مستقبلا خاصة في حضرته هو

دخل من الحديقة للمنزل و سار نحو غرفة الجلوس أين كانت عمته لا تزال جالسة أو مرغمة على الجلوس في انتظاره ، ماريا التي شدد على بقائها و والديها أما السيدة جوليا فقد غادرت بعد أن أخذت العشر قطع من الذهب ........ إنها أكثر شخص رابح فيما حدث

وصل إلى هناك ليدخل و من خلفه دخلت هي ليقف وسط الغرفة و بجانبه وقفت فحدق بعمته الليدي جوفانا و تحدث

" هيا عمتي ...... نفذي ما قدمنا من أجله "

رمقته بكره و حقد لتستقيم ، اقتربت ببطء و مرة أخرى وجدت أميا نفسها بمواجهة معها ، هي حدّ اللحظة لا تدري ما الذي ستقوم به الليدي و لكن ما فاجأها هو انحناءها بخفة لها بينما تمسك بثوبها لتتحدث مرغمة

" كونك خطيبة للماركيز فهذا يعني أنك أصبحت الأعلى مكانة من بين جميع الحاضرين ...... و كوني أخطأت بحقك سابقا و أنت بجدارة أثبتِ براءتكِ سوف أعتذر لك أمام الجميع ، أنا آسفة أيتها الليدي آميا "

كانت تقف و تترك ذراعيها على جانبيها تحاول ألا تمسك بثوبها حتى لا تظهر بمظهر الفتاة الصغيرة ، لقد رمقت الليدي بنظرات قوية و صلبة لا يمكن أن تلين ، هي حتى أخفت تفاجؤها من الموقف و تلذذت شعور الانتصار و الذي لم تبحث عنه يوما ، اعتدلت الليدي جوفانا و ابتسمت بخفوت و عينيها قدحت شرارا

" أسفك مقبول ليدي جوفانا "

قالتها آميا و أمسكت بثوبها لتنحني بخفة هي الأخرى لها و بالنسبة لوالدها ، والدتها و ما ريا ، الجميع كان مذهولا بما يرونه أمامهم ، متى كبرت هذه الطفلة و أصبحت بهذه القوة ؟ هل يعقل أن الاساءة الأخيرة التي تعرضت لها جعلتها بكل هذه القوة و الرصانة و هي لم تبلغ من العمر ما يخولها أن تكسب كل تلك الخبرة من الحياة ؟

 الليدي جوفانا و التي شعرت بالبؤس و القهر لأن فتاة بل طفلة تطاولت عليها حدقت بالماركيز الذي كانت ملامحه جامدة ، لا يمكن معرفة إن كان سعيدا أو منزعجا بسبب ما يحدث حولهم ، تحدثت 

" هل يمكننا المغادرة الآن أيها المركيز ؟ "

" بالتأكيد ليدي جوفانا "

" اذا هيا "

حملت حقيبتها ، علقتها بكفها لتسير نحو الباب عندها تحدث هو بينما يحدق هذه المرة بوالدي آميا

" غدا الجميع مدعوا على العشاء بمنزلي .... سوف نحدد موعد الزفاف و لن يكون بوقت طويل فيفترض أنكم بالفترة الماضية كنتم تتجهزون للأمر "

و والدتها تحدثت بسرعة و بهجة

" أجل ابنتي جاهزة "

" لست جاهزة بعد "

قالتها لتحدق به و هو ابتسم و اقترب ليحط كفه على ذراعها مربتا عليها بينما يرمقها بنظرة ساخطة

" أنت تنفذين فقط آميا .... حسنا أيتها الليدي الصغيرة ؟ "

و من على ذراعها رفع كفه لوجنتها و حرك ابهامه

" سكوتك علامة على رضاك "

" و هل لي حق الرفض ؟ لقد تم بيعي و أنت اشترتني "

*

توقفت عربة الماركيز أمام بيت الليدي جوفانا ، فتح الباب و بدون أن تتحدث هي كانت تهم بالنزول حتى أوقفها عندما تحدث

" غدا عليك أن تجهزي للعشاء ببيتي "

عندها شعرت بالسخط فسحبت باب العربة ليقفل و التفتت له

" ما الذي تحسب نفسك فاعله ؟ لأنني صمت تستمر أنت بتطاولك عليّ ؟ "

" أنا لست أتطول عليكِ عمتي ... أنت آخر فرد متبقي من عائلتي و هذا دورك و واجبكِ "

" لا ليس دوري و ليس واجبي ....... اتقي شري يا ابن أخي و لا تجعلني أكرهك "

" هل يمكنك أن تكرهيني ؟ "

" يمكنني فعل ما لا قد تتصوره في ذهنك "

فابتسم بجانبية غير مكترث

" لا أشك في قدراتكِ ...... ثم لا تعتقدي أن آميا الآن تحتفل بالانتصار ، لكل مقامٍ ، مقام و أنا وضعت كل واحدة منكما في مكانها ، بينت لها خطأها "

" واضح جدا أنك وضعتها بمكانها ..... "

نبستها بسخرية غاضبة ثم اقتربت منه لتحدق في عينه بقوة

" و واضح جدا أن الصغيرة سحرتك و لن يطول الأمر حتى يذيع صيتك بين الجميع أيها الماركيز فتذكر ..... هذه الفتاة هي من ستطيح بك و بغرورك "

ابتعدت لتتسع ابتسامتها ثم فتحت الباب و قبل أن تنزل نبست

" أمرك أيها الماركيز .... سوف أهتم أنا بالعشاء "

نزلت و أقفلت الباب خلفها و هو شد على كفه ، ما قالته في النهاية لا يناسبه ، هل فعلا عمته لمست ضعف روحه أمام هذه الصغيرة ؟ هل افتعل خطأ بدل أن يصلحه عندما جعل الليدي جوفانا تعتذر لآميا ؟

شعر بالضغط و العربة تحركت لتقله هذه المرة لمكتبه في الكتدرائية و طوال الطريق كان يفكر ، ما سيخدم أهدافه هو القسوة و الحدة مع آميا ، لن يتساهل معها بعد الآن و لن يسمح لها أن تتطاول عليه حتى يصل بها الحد لتكون نسخة من عمته الليدي جوفانا و التي واضح جدا أن من وراءها الكثير من الأسرار

توقفت العربة عندما وصلت و سانتو فتح له الباب لينزل ، وضع قبعته السوداء و سار ليسير خلفه سانتو و تحدث

" سيدي الماركيز "

" ما الذي تم تبليغك به ؟ "

" أعتقد أن الاجتماع الذي كان مقرارا صباح اليوم مع الكونت ديلفيوري  "

توقف ليرسم شبح ابتسامة على وجهه و نبس

" مابه ؟ "

" قد ألغي ..... وردني أن الكونت متعب و لم يستطع مغادرة منزله "

أومأ ثم واصل سيره نحو مكتبه

" اذا علينا الانتهاء من أشغالنا و زيارته ...... في النهاية هو أحد رجال الكنيسة المهمين و المخلصين "

*

في منزل عائلة أوردولافي كانت آميا تجلس بغرفتها ، تحمل كتابا بين كفيها بينما تجلس على مقعدها القريب من النافذة و الطاولة ، تنهدت من جديد و حدقت بأسطر ترتبت عليها كلمات كثيرة و وجدت نفسها لا تستطيع اكمال حتى واحدة عندها طرق باب غرفتها

لم ترد على الطرق حتى تغادر ماريا لأنها تريد أن تكون وحدها و لكن الباب فتح و هي التفت لتتحدث بغضب و نهر و لكنها سرعان ما تركت الكتاب و استقامت عندما رأت والدها يدخل ، أقفل الباب ثم ترك المقبض و شعر أنه عاجز عن الالتفات و التحديق بعينيها

أما هي فقد وقفت و لم تهرب بنظراتها بعيدا ، هي لم تفعل شيئا سوى أنها حاولت أن تتخلص من لعبتهم و لكن محاولتها تلك كانت فشلا ذريعا تسبب لها في مزيد من المحن ، هل هناك محنة أكثر شدة و ألما من محنتها التي أصابتها عندما أتهمت بشرفها و الجميع التزم الصمت ؟ ...... صمتهم يعني أنهم يوافقون الليدي في شكوكها

تنهد بعمق و التفت لها ، ضمت كفيها معا و قاومت حزنها و دموعها فهي وعدت نفسها أنها ستكون قوية ، مهما بلغ ألمها ستقاومه و لن تستسلم لأي أحد بعد الآن ، وقف مقابلا لها بعد ما سار اليها و عندما قرب كفه من كفيها هي فكتهما لتبعدهما 

" ما الذي تريده مني سيد أوردولافي ؟ "

" سيد أوردولافي ؟ "

قالها باستنكار و غصة ملأت صوته بينما توسعت عينيه محدقا بها

" ما الذي تنتظره مني بعد كل ما حدث ؟  ..... الأب لا يفعل ما فعلته أنت بي "

" آميا لقد جعلتني مضطرا لمثل ذلك الفعل "

" و هل تعتقد أن سوطك هو ما يؤلمني ؟ ..... أنت مخطئ لأن ما يؤلمني هو كيس الذهب الذي ضممته بحضنك "

شعر بالقهر لأن كلامها فيه من الاهانة الكثير بالرغم من أنه من سعى لها عندما باعها ، هي لا تحاول اهانته هي فقط تذكره بتصرفاته المشينة 

" كنت مضطرا فلا تلوميني و تنسي كل تلك السنين "

" سألومك ..... أتعلم لما ؟ "

قالتها و نبرة الألم سيطرت على صوتها و على ملامحها الفاتنة ، الفتية و القوية

" لأنك تقاضيت ثمنها ..... لقد نسفت كل المحبة التي كانت بيننا ، ألقيت بحبر أسود على صورة رسمتها لك سنين طويلة في خيالي و طمست معالمك منها ..... يا أبي "

اقترب أكثر و وضع كفيه على ذراعيها و هي حاولت أن تتراجع

" ما الذي يمكنني فعله لتسامحيني آميا ؟ "

ابتسمت و امتلأت عينيها بالدموع لتجيبه

" هل لك أن تعيد لي حريتي ، تقف و تلقي بكيس الذهب بوجه الماركيز و الليدي ؟ "

تهاوت آماله و أصاب الوهن كفيه ليترك ذراعها ، تراجع خطوتين للخلف و نفى

" لقد خسرت كل ما أملك "

" و بعتني حتى تستعد كل ما ملكته أو أكثر ..... لهذا لا تطلب مني أن أسامحك سيد أوردولافي "

التفتت توليه ظهرها و وقفت تحدق خارج نافذتها و هو شعر أن حجمه تضاءل أمام ابنته الصغيرة ، هل هناك كلام أقسى من الكلام الذي جعلته يسمعه بدون أن يستطيع المعارضة ؟ لا  ، لأنها محقة في كل كلمة قالتها

جرّ خطواته و فقد قيمة شعوره بكل ما وصل له من مجد ، ذلك المجد الذي كان سيهدم فلم يجد سوى ابنته التي باعها و صنع من ثمنها أساسا جديدا و قويّا له ، و مهما كان زائفا فهو رجل لن يستطيع التخلي عنه ..... في النهاية هو انسان أناني مهما شعر بالألم و مهما أدان نفسه 

*

طرق باب مكتب الماركيز من طرف سانتو فاستقام و تحدث

" تفضل "

فتح الباب و تقدم سانتو ليتحدث

" حصانك جاهز سيدي الماركيز "

" اذا سوف ننطلق الآن إلى منزل الكونت ديلفيوري "

" حسنا سيدي "

حمل قبعته من على طاولة مكتبه ، وضعها على رأسه ثم قفازاته الجلدية و بعدها خرج ليتبعه سانتو ، امتطى حصانه و سانتو فعل كذلك ، شد لجام حصانه ثم بخفة كعادته ضرب حصانه بقدمه لينطلق به و سانتو خلفه و الوجهة هي منزل الكونت المريض

بعد مدة وصلا للمنزل فتوقف بحصانه الذي ظلّ يتحرك بخفة و هو حدق بالمنزل ليبتسم و سانتو توقف خلفه

" هل سندخل سيدي ؟ "

" لما أتينا سانتو ؟ "

قالها لينزل من على حصانه فاقترب أحد الحراس الذين يقفون على مدخل منزل الكونت ، فعل سانتو نفس الشيء و سارا معا نحو الداخل ، تم استقبالهما من طرف خادمة و التي قادتهم لغرفة الجلوس و تحدثت بينما تنحني قليلا له باحترام

" سوف أدعو السيدة .... لحظات فقط "

غادرت الخادمة و سانتو أشار للمقعد

" هل يمكنني الجلوس سيدي ؟ "

" ألا تستطيع البقاء واقفا سانتو ؟ "

فابتسم بحمق و أجاب

" ربما قدمي يؤلمانني ؟  "

" أنت حتى لا تعلم اذا كان يؤلمانك أو لا ...... رجل غبي يجب استبدالك في أسرع وقت "

عندها مرغما شد كفيه معا و صلب طوله جيدا

" لا بأس سيدي الماركيز يمكنني الوقوف أكثر .... لا تهتم لألمي "

" اجلس "

" لا "

" قلت اجلس "

صرخ بوجهه بها و الآخر ترك نفسه ليجلس في تلك اللحظة فتح الباب و دخلت زوجة الكونت ديلفيوري ، امرأة جميلة جدا ، واضح جدا أنها في بداية العشرينيات من عمرها و الكونت ليس سوى رجل عجوز متعدد الزيجات من قبلها ذو بطن منتفخ و طباع سيئة للغاية

ابتسمت بينما تقترب ثم أمسكت بثوبها و انحنت بخفة تقدم احترامها للماركيز

" مرحبا بك في منزلنا المتواضع أيها الماركيز "

أومأ بخفة و نبس بثبات

" شكرا لك سيدة ديلفيوري "

" أرجوك اجلس "

قالتها و هي تشير على المقعد فكان سانتو أول من جلس و هو حدق فيه بنظرات حارقة ليقف مرة أخرى ثم التفت لها و تحدث بدون أن يجلس 

" أنا لست هنا للجلوس معكِ سيدة ديلفيوري ..... أريد رؤية الكونت اذا سمحتِ "

فابتسمت بحرج و أجابت

" بالتأكيد سيدي الماركيز .... رجاء من هنا "

قالتها بينما تشير ناحية الباب و هو أشار لسانتو حتى يتبعه فسارت هي قبلهما ، كان الرواق طويلا و مظلما بعض الشيء كون لا نوافذ كثيرة على جدرانه ، وصلوا أخيرا أمام باب الغرفة فطرقت الباب و فتحته

" يمكنك الدخول "

تقدم و رأى عدة خدم يهتمون به ، كانت شفتيه تبدو جافة للغاية ، متعرق بشدة و لونه شاحب ، سار ليدخل و سانتو من ورائه و الجميع اعتدلوا بوقوفهم ليقدموا له احترامهم حتى وقف بجانب سرير الكونت الذي فتح عينيه و نبس بصوت متعب

" سيدي الماركيز...... أعتقد أن الرب غاضب عليّ "

ابتسم هو بخفة ليضع كفيه خلف ظهره و فجأة التفت ناحية وقوف زوجته التي كانت لا تزال واقفة بقرب الباب ليجيبه

" لا بد أنك لم تقدم الهبة المطلوبة للكنسية أيها الكونت ديلفيوري ...... أم تراك ارتكبت خطيئة عظيمة  "

و مع آخر كلمة التفت له و الآخر رفع فقط كفه و لوح بها ثم أغمض عينيه و ما كاد يفعل حتى شرع بالتقيؤ و الماركيز تراجع عدة خطوات للخلف بينما الخدم ساروا له للاهتمام به ، شعر بشخص خلفه و لم تكن سوى زوجة الكونت التي اقتربت و تحدثت

" قلبي يؤلمني من أجله ..... اعتقدنا أنها نزلة برد ستزول و أمس كان بخير ، لقد اعتقدت انه تماثل للشفاء "

رفع نظراته و وقعت على طاولة الزينة المليئة بالقنينات و مستحضرات التجميل التي باتت النساء تقتنيها بقوة مؤخرا ، ابتسم لتعاود جملتها الأخيرة الدوران برأسه " اعتقدت أنه تماثل للشفاء ،  و نزلة البرد "

التفت لها و ابتسم يظهر بعض الأسف على ملامحه

" سوف يشفى لا تقلقي و إن لم يفعل احرصي على تقديم الهبات لمن يستحقها حتى ..... تهدأ روحه و ترقد بسلام "

كلامه الأخير اقترب بعد أن دنى و همس به بجانب أذنها حتى لا يسمعه الكونت ، ابتعد ليحدق بعينيها فرفعت كفها الذي يمسك بالمنديل و بسرعة تتابعت دموعها ، نفس المسرحية تتكرر و لكن بمكان مختلف و شخصيات أخرى

عاد يلتفت للكونت و دنى ليضع كفه على كتفه بعد أن مددوه الخدم في مكانه 

" أرجو أن تشفى بسرعة أيها الكونت "

ربت على كتفه ثم اعتدل و أشار لسانتو حتى يغادرا ، و بينما هما يسيران في الرواق مرت بقربها خادمة تحمل صحنا به حساء فتوقف الماركيز بعد أن تجاوزته عندما قدمت له احترامها ، توقف سانتو و ما كاد يقول شيئا حتى التفت الماركيز و هتف

" توقفي "

توقفت الخادمة و التفتت له بسرعة ، لاحظ توترها و تحرك كفيها ليتحرك الحساء داخل الصحن فاقترب منها ببطء بدون أن يفلت أي حركة منها حتى وقف أمامها و هي نبست بصوت خافت للغاية

" نعم سيدي الماركيز "

" ما هذا الذي تحملينه ؟ "

ابتسمت بدون داعي لعلها تخبئ قليل من خوفها لتجيبه

" حساء طلبته السيدة حتى تطعم الكونت لأنه جائع "

" جائع و للو تقيأ ..... ؟؟  "

" الكونت لا يحب أن تبقى بطنه فارغة كما يحب أن يتناول طعامه من يدي السيدة "

فلاحت ابتسامة ساخرة على وجهه ثم أجابها 

" حسنا لا تتأخري عليه لعلها آخر وجبة يتناولها "

انحنت بخفة و التفتت لتواصل سيرها عندها نبس بهمس

" اذا تستحق ما ستلقاه على يدي السيدة أيها الكونت "

" ما الذي قلته سيدي ؟ "

التفت له ثم تجاهله ليواصل في طريقه نحو الباب ، سانتو يبدو غبيا جدا فما يراه هو فقط ومضات لا يستطيع فهمها ، امتطى الماركيز حصانه و سانتو كذلك فعل و بدأ يسير هذه المرة بهدوء ليسمع صوت طرق حذاء الحصان على أرضية الشارع و عندما ابتعدا بقدر كاف هو توقف من جديد و عاد يلتفت بينما يحدق بمنزل الكونت و سانتو تحدث

" هل نسيت شيئا سيدي الماركيز ؟ "

" عندما يصلك خبر موت الكونت لا تنسى اخباري "

توسعت نظرات سانتو و الآخر فقط عاد ينظر أمامه و حرض حصانه على الانطلاق بسرعة هذه المرة 


نهاية الفصل الثامن من

" أكوا توفانا " 

أتمنى أنكم استمتعتم بالفصل أعزائي 

إلى أن نلتقي مع فصل جديد كونوا بخير ولا تتجاهلوا التصويت 

سلام 

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro