الفصل السادس
مرحبا يا غاليين
استمتعوا بالفصل
*
هناك في هذه الحياة من يستطيع تحمل و تقبل كل ما يرمى عليه ، سواء كلام أو ظنون فلا يكترث و هناك من لا يستطيع و يجب أن يرد الصاع صاعين تماما مثل الليدي جوفانا التي تعودت أن تكون كلمتها هي العليا فلا يتجرأ أي أحد على مخالفتها أو القول لها أنها على خطأ
عندما عارضها ابن أخيها الماركيز و قال لها " لا " على ما قالت و أمرت أن يُفعل ، شعرت أن مكانتها مهددة و في خطر ، لأول مرة منذ سنوات طويلة يحدث أمر كهذا ، لقد واجهها الماركيز و وضعها عند حدها ثم ألبسها ثوب القيود من أجل فتاة للتو كانت قد عرفته هي عليها بعد أن اختارتها لتكون زوجة له و تكون مهمتها انجاب وريث يحمل اسم العائلة فهل يعقل أنها جلبت بنفسها من تهدد مكانتها ؟
بعد أن ألقت بكل ما كان يضايقها و فجرت الاهانات بوجه آميا و والديها غادرت منزل عائلة " أوردولافي " مستقلة عربتها و التي توقفت بقرب منزلها ، فتح لها الباب فنزلت بينما تبتسم باتساع لأنها بحسب اعتقادها جعلت من كلامها مسموعا و مطاع و هي تعلم أنهم لن يتجرؤوا على أخبار الماركيز ، و لأنها كانت بموضع قوة لم يستطع أحد الرد عليها فما الدليل أن الماركيز لا يعلم بكل ما قالته ؟
المهم بالنسبة لها الآن هو اخضاع آميا للفحص و لن تتوانى عن ذلك ، سوف تتأكد بنفسها إن كانت عذراء حتى لو عارض الماركيز هذا اذا علم ..........
أقفل باب العربة و هي سارت تدخل لمنزلها ، أبعدت قفازها ثم سلمت حقيبتها التي تحمل القطع الذهبية للخادمة و تحدثت بينما تسير نحو غرفتها
" اذا أتى الماركيز للبحث عني أخبريه أنني نائمة و لن أستقبل أحدا اليوم "
خادمتها توسعت عينيها بينما تتبعها لتحاول معارضتها ففي النهاية هي تتحدث عن الماركيز
" لكن أيتها لليدي "
فتوقفت و التفت لها ترمقها بنظرات قاسية و غاضبة
" بدون لكن ..... سيكون مثله مثل الجميع "
و باستسلام و كل طاعة أجابتها خادمتها
" حسنا سيدتي "
*
في منزل عائلة " أوردولافي " كان والدها يقف بجانب النافذة و يبدو كبركان خامد و لكن داخله يغلي بقوة و ينذر بكارثة ستحل قريبا ، كيف لا يفعل و قبل قليل فقط وجهت له اهانات تكفيه عن عمره كله ، الليدي التي كانت تعامله برقي تفننت في اسداء الاهانات لهم ، وضعت زوجته كفها على صدرها و تقدمت لتقف خلفه ثم تحدثت
" عزيزي "
لكنه فقط شدّ على كفه عندما سمع صوتها و نبس بهدوء عكس ما يوجد بداخله
" غادري .... أريد ن أكون وحدي "
" و لكن "
فصرخ عليها بقوة عندما التفت لها و أمسك بذراعها
" قلت اخرسي و غادري "
تحرك صدره بغضب أنفاسه التي تتخبط داخله ، حدق فيها بحقد و غل بعينين حمراوتان ليدفعها بقسوة ثم أشار لها بسبابته بينما يحرك كفه
" أنت سبب كل شيء ، فلو كنت مهتمة بها و لم تتركيها للكتب لما كانت متمردة بهذا الشكل "
و ببكاء هي همست
" و لكن آميا لا يمكن أن تفعل شيئا كدلك "
ولا زال يرد بنفس صراخه بوجه زوجته لأنه غير قادر على فعل أي شيء لآميا ، هو باع سلعته ولا يمكنه سوى حراستها حتى يأتي صاحبها و يأخذها و هذا أكثر ما يثير جنونه أنه وضع نفسه بموضع الضعف
" من يدري ما الذي فعلته عندما هربت ؟ من يدري أين كانت تذهب عندما كانت تتسلل لتذهب للمسارح المقامة بالشوارع و أنت كنت تتسترين عليها "
توسعت عينيها من هول كلامه و اتهماته لابنته لتجيب برفض و لوم
" كيف يمكنك قول هذا عن ابنتك ؟ ألا تعلم عن طباعها و كيف هو تفكيرها ؟ "
" لم أعد أعلم أي شيء ........ "
نبس بها بهدوء ثم التفت و حدق عبر النافذة للخارج ، شدت هي على كفها ثم غادرت الغرفة التي كان موجودا بها و مباشرة صعدت لغرفة آميا بسرعة ، فتحت الباب فجأة و وقفت لتحدق بآميا ، هي من التفتت بفزع عندما كانت تجلس على طرف سريرها
آميا كانت عينيها حمراء و وجنتيها تملأها الدموع أما ماريا كانت تحاول تهدئتها و كل هذا بسبب كلام الليدي ، تركت والدتها الباب و تقدمت ببطء منها لتجلس بجانبها ثم قربت كفيها من كفي آميا لتمسكهما و برجاء نبست
" أرجوك يا آميا قولي أن الليدي ستكون على خطأ "
رسمت على وجهها ابتسامة ساخرة متهكمة و سرعان ما رمقت والدتها بغضب ثم حاولت سحب كفيها من بين كفيها لتصرخ بقهر في وجهها
" ما الذي تقولينه أمي ؟ هل وصل بك الحد لتشككي بنقائي و عفتي أنت أيضا ؟ "
نفت بينما تبكي دموعها الحارة فهاهي بدون قصد قد عادت و جرحت ابنتها
" آميا أنا "
لكنها قاطعتها لتدفعها بقوة و تأوهت بألم بسبب حركتها المفاجأة و ماريا اقتربت منها هاتفة
" آنستي هل أنت بخير ؟ "
و لكن هي ما إن تخلصت من ألمها الكثير حتى رمقت أمها بكره و شدت على كلماتها
" أخرجي من غرفتي ...... غادري فأنا فقدت والديّ عندما باعاني "
نفت والدتها فعاودت صراخها بوجهها
" أخرجي "
" أميا أنا لم أقصد "
و لكنها فقط التفتت لتشيح عنها بنظراتها و بكت بشدة ، إن كانت حتى والدتها لا تصدقها فلما شعرت بالألم من كلام الليدي جوفانا ؟ لما كان وقعه قويا و قاسيا عليها بينما الجميع أصبح يهاجمها بقسوة و بدون رحمة ؟
مرّت الأيام بعدها و آميا محبوسة في غرفتها ، لم يحبسها أحد بل هي التزمت البقاء هناك حتى لا تقابل أي أحد فما طالها منهم جميعا كان أقسى من أن تستطيع تحمله
كل ما تفعله هو معالجة جروحها ، قراءة الرسالة الأخيرة التي سلمها لها ذلك الغريب المقنع أو التمدد على جانبها و الجروح عندما بدأت تشفى أصبحت قادرة على النوم عليها ، تتجاهل الفوضى التي تسمعها خارج غرفتها و لا ترد على والدتها كلما دخلت و حاولت أن تكلمها أو استشارتها في شيء من التحضيرات للزفاف الملعون ........ ألم تقل الليدي أنهم سيتأكدون من عفتها أولا ؟ لما كل هذه التحضيرات و التعب بينما هي لم يتم التأكد منها ؟
في مساء أحد الأيام كانت تقف بقرب نافذتها و تحدق بالقمر الذي اكتمل من جديد ، سمعت بعض الفوضى في الأسفل فأطلت لترى أنه ليس سوى سانتو ، تابع الماركيز كما تسميه هي ، سلم لماريا بعض الأشياء ثم غادر فتنهدت و التفت لتحدق بالباب و ما هو سوى بعض الوقت حتى فتح و دخلت عبره ماريا تحمل السلة
أقفلت الباب خلفها ثم تقدمت لتضعها على الطاولة و تحدثت بابتسامة على وجهها
" آنستي الماركيز أرسل لك مرهم الجروح و بعض الأعشاب الطبية "
حدقت بها ولم تقترب منها ثم تنهدت و عاد لتنظر خارجا بينما تسند نفسها على الجدار ، كل شيء يبدو رثا باليّا بالنسبة لها ، كل الألوان فقدت بريقها و عادت لتكون مجرد لون أبيض بدون ألوان في نظرها و حالها هذا آلم قلب ماريا عليها فتقربت منها و نبست بخفوت
" آنستي "
" ماريا ...... "
" نعم "
التفتت لها ثم سارت بهدوء و جلست على طرف سريرها ، ضمت كفيها معا ثم تحدثت بهدوء
" لقد قلت أن الماركيز أخبرك أن تذهبِ و تعودي له في كل ما يخصني "
" أجل ... "
" أود أن تذهبِ لبيته و ليرافقك أحد الخدم "
و باستغراب تساءلت ماريا
" لماذا آنستي ؟ "
تنهدت ثم بصلابة و غرور أجابتها
" من أجل الفحص ..... يجب أن يتواجد عندما يتم فحصي و يتأكد أنني عذراء "
توسعت نظرات ماريا و هتفت
" و لكن الليدي .... "
و آميا قاطعتها
" بدون لكن ماريا ، الليدي لا يمكن أن تفعل شيئا بدون علمه ...... سوف أثبت له أنني نقية ، قوية ولا أخاف من مواجهته لأنني سوف أنتصر "
فتنهدت ماريا لتومئ
" حسنا آنستي سوف أذهب فورا "
" لا تذهبِ سيرا في هذا الوقت المتأخر .... خذا العربة "
" السيد أوردولافي لن يعجبه الأمر "
و مرة أخرى هاهي تتحدث بصلابة و قوة
" أنا قلت خذا العربة ماريا ..... تأخذين أوامرك مني لا من السيد أوردولافي "
" حسنا آنستي "
استأذنت بعدها لتغادر و هي عادت لتحدق بالسلة و شعرت بالقهر ، لقد مرّ الكثير من الأيام لم تتمكن من رؤية ذلك الرجل الذي وعدها أنه سيخلصها من الماركيز ، على ما يبدو أنه مجرد وعد كغيره من الوعود التي سمعتها طوال حياتها ، ألم تصنع الوعود و العهود لتنقض ؟ الحال نفسه بالنسبة للجميع
تجهزت ماريا و طلبت من أحد الخدم أن يرافقها لكي تنفذ المهمة التي كلفتها بها آميا، خرجت تسير نحو العربة التي توقفت أمام الباب الخلفي و السيد أوردولافي الذي كان يتجول بمنزله حاملا كأسه لاحظ ذلك فتبعها بسرعة و قبل أن تصعد للعربة هو تحدث من خلفها
" ما الذي تفعلونه ؟ "
قالها بصوت بدى أن بعض الغضب قد تخلله و ماريا التفتت لتجيبه بسرعة بينما التوتر سيطر عليها
" الآنسة آميا أخبرتني أن أستخدم العربة بينما أقضي لها أمرا خارج المنزل "
عندما قالت الآنسة آميا هو التفت و رفع رأسه ناحية شرفة الممر المطلة على الجهة الخلفية للمنزل فرآها تقف هناك تراقب مغادرة ماريا ، رمقته بنظرات ميتة ثم انسحبت و هو عاد يحدق بماريا و سألها
" إلى أين ترسلك في وقت كهذا ؟ "
هاجمه الشك ناحيتها و هاهو لا زال يرتكب المزيد من الأخطاء في حقها و ماريا أجابته بما لم يتوقع سماعه
" إلى الماركيز....... الآنسة آميا ترسلني لبيت الماركيز من أجل نقل أمر خاص له سيد أوردولافي "
هذه المرة نظر مباشرة بعينيّ ماريا و واصل تساءله
" من أجل ماذا ؟ "
فأجابته بكل ثقة
" لتخبره أنها جاهزة للفحص و تريده أن يكون متواجدا أثناء ذلك "
عندها شد على كفه و شعر بغصة تملأ صدره ثم تراجع يعود للبيت بدون أن يقول كلمة ، أقفل الباب بقوة و هي تنهدت ثم سارت نحو العربة و صعدت ليقفل الخادم الباب ، صعد في الأمام بجانب القائد ثم تحدث
" هيا انطلق نحو منزل الماركيز "
*
في منزل الماركيز كان هناك عشاء يجمع شخصيات مهمة في الكنيسة ، و بعد العشاء الجميع كان يجلس في غرفة الجلوس و يتناقشون بأمر مهم ، الماركيز لا يمكن أن يصدق أن موت الرجال بتلك الصورة شيء طبيعي خصوصا أنه في الأسبوع الأخير قد توفي أكثر من ثلاثة رجال لتتوفى امرأة واحدة ........ هو يحاول اثارة انتباههم لعلهم يفتحون أعينهم المغمضة
ابتسم الكونت ديلفيوري بينما يحرك كأسه و يحدق به ثم تحدث
" أرى أيها الماركيز أنك تعطي للأمر أكثر مما يستحق .... تعلم أنه الكثير من الأوبئة قد تنتشر بدون أن نشعر بها و حسب اعتقادي هذا هو السبب "
عندها التفت له هو من كان يضع كفيه خلف ظهره و يحدق بالقمر الذي عاد للاكتمال من خلال النافذة ، رمقه بسخرية ليجيبه
" و هذا الوباء يأتي على حياة الرجال دونا عن النساء ؟ ...... لم أكن أعتقد أنك خارق الذكاء لهذه الدرجة أيها الكونت ديلفيوري "
امتعض الكونت ديلفيوري و قرب كأسه منه لينبس
" إنها ارادة الرب "
" و هل تراني معترضا على ارادة الرب ؟ "
ارتشف من كوبه ثم أمسك ببطنه الكبير و استقام ليرمقه الماركيز ببعض الغربة و هو تحدث
" بعد اذنك سيدي الماركيز أود استخدم الحمام ثم أعود لننهي نقاشنا "
أشار له بكفه و سانتو الذي كان يقف بقرب الباب فتحه و نادى أحد الخدم حتى يرافق الكونت ديلفيوري للحمام ، و بعد أن خرج هذا الأخير تحدث البارون لويجي نزاري
" أيها الماركيز هل تسمح لي بكلمة ؟ "
عندها أشار له بكفه
" تفضل أيها البارون "
و عاد ليوليهم ظهره بينما يحدق نحو السماء و يركز بكلماته
" أعتقد يجب أن نقدم قرابين و عطايا للكنيسة و نقيم الكثير من الصلوات حتى نتخلص من هذه اللعنة فأنا متأكد أنها كذلك و إلا لما أصابت الرجال دونا عن النساء "
شعر بالغيظ من الغباء الذي يحيط به عندها التفت لهم جميعا و تحدث
" لقد انتهت الجلسة فليغادر الجميع "
حدق الجميع ببعضهم البعض مستغربين طرده اللبق لهم ثم غادروا تتابعا ، و بعد ما أُقفل الباب خلفهم هو سار و جلس على مقعده ليسند نفسه عليه ثم تنهد بتعب و ما كاد سانتو يتحدث حتى فتح الباب من جديد و ظهر من خلفه الكونت ديلفيوري الذي حدق بغربة حوله و تحدث بينما يضع كفه على بطنه
" أين الجميع ؟ "
فأجابه بسخرية
" ذهبوا ليقدموا القرابين للكنيسة حتى لا يقترب منهم الموت "
عندها الكونت أومأ و ظهر على ملامحه التفكير و سرعان ما عاد يشعر ببعض الألم ببطنه فتحدث
" أعتقد أنه علي أن أفعل مثلهم قبل أن تحل علي اللعنة "
" أسرع فهي قادمة في الطريق "
أقفل الباب ليغادر و هو نفى بملل و ندم لأنه قرر تنوير تفكيرهم و دفعهم لاعمال عقولهم بدل اعمال معداتهم فقط و هي تطحن كمية الطعام التي يفرغونها بها يوميا ، و سانتو تحدث
" سيدي الماركيز هل يمكنني المغادرة ؟ "
" بالتأكيد سانتو "
قدم له تحيته باحترام و التفت ليسير نحو الباب و لكن قبل أن يفتحه سأله تشانيول الذي اعتدل في مكانه
" سانتو "
" نعم سيدي الماركيز "
قالها ليلتفت له و هو استقام ليقترب ثم وقف مقابلا
" أريد أن أعلم ما إن كان الكونت ديلفيوري جيدا مع عائلته "
و الرد وصله أسرع مما توقع حتى
" الكونت ديلفيوري معروف بغلظته مع زوجاته المتوفيات جميعا ...... حتى يقال أنه ضرب احداهن فقتلها "
رفع حاجبيه و تقدم ناحيته أكثر ليتساءل
" هل تزوج من جديد ؟ "
" أجل قبل ستة أشهر تزوج بفتاة شابة و يريد الحصول على طفل و لكنها لم تحمل و هذا يثير حنقه "
عندها ابتسم و رفع سبابته ليحركها بخفة و سانتو استغرب و لكن قبل أن يتساءل نبس الآخر
" يمكنك المغادرة الآن سانتو "
" طابت ليلتك سيدي الماركيز "
غادر سانتو و هو عاد ليجلس على مقعده ، أسند نفسه عليه ثم وضع كفه تحت فكه و حدق أمامه ليبتسم ، إن كان تكهنه صحيح فلن يطول الأمر و كل ما عليه هو الانتظار لبعض الوقت ، البشرية لن تخسر شخصا يضيف لها بل قد تتخلص من واحد يأخذ الكثير و يخرب أكثر
و بينما هو غارق في أفكاره طرق باب الغرفة فأبعد كفه ثم رفع رأسه ناحية الباب ليسمح للطارق بالدخول
" تفضل "
فتح الباب و ظهر من خلفه خادمه الخاص و الذي تقدم ليقدم تحيته له باحترام و تحدث
" سيدي الماركيز هناك آنسة في الخارج تقول أنها مارفقة الآنسة آميا و تريد أن توصل لك رسالة مهمة "
عندها استقام و نبس بخفوت
" آميا .... "
استغرب فهي منذ أن أصبحت تحت مسؤوليته لم تطلب منه شيء و لم تراسله ، تعجب حقا ثم أشار له
" دعها تدخل "
" أمرك سيدي "
غادر الخادم ليقفل الباب و هو سار نحو النافذة ، وقف خلفها ليضع كفيه خلف ظهره فرأى أن ماريا حال ما بلغها موافقته على رؤيتها نزلت من العربة و سارت مع خادمه لتدخل و تقابله ، مجيئها في وقت كهذا ليس بالأمر العادي بالتأكيد هناك أمر ما يحدث
التفت ناحية الباب و ماهي سوى ثواني حتى طرق و فتح ليتقدم خادمه و ماريا خلفه
" انها ماريا سيدي مرافقة الآنسة آميا "
" يمكنك المغادرة الآن أنت "
أومأ خادمه ثم خرج ليقفل الباب و هو تقدم ليجلس في مكانه ثم أشار لها
" اجلسي ماريا "
" لا يمكنني سيدي الماركيز "
لم يصر عليها و تحدث
" هل آميا تعاني من شيء ؟ "
حدقت به و نفت لتتنهد بخوف ، تعلم أن الأمر سينتج عنه مشاكل كثيرة و رغم أنه ليس لها دخل به و لكنها خائفة على آميا
" إنها بخير سيدي الماركيز و الأدوية التي ترسلها لها تفيدها جدا "
" هذا جيد ...... اذا ما الداعي لهذه الزيارة و في هذا الوقت ؟ "
" الآنسة آميا أرسلتني حتى أبّلغك رسالة "
" قولي ما بجعبتك اذا "
ضمت كفيها و شعرت بدقاتها تتصاعد ، و خوفها تصاعد أكثر عندما رأت نظراته دائمة الغضب ترمقها بتفحص و انتضار لما ستقوله فنبست رغما عنها بخفوت
" تقول الآنسة أنها جاهزة "
أمال رأسه قليلا و هاهو لا يزال متسائلا
" جاهزة لماذا ماريا ؟ "
" جاهزة للفحص فقد تحسنت كثيرا "
ضيق عينيه و استقام ليقترب منها و هي شعرت أن قلبها سيخرج من صدرها من شدة الخوف فهاهي فقط نظرته التي زادت غضبا تخبرها أنه لا يعلم شيئا و لن يكون مسرورا عندما يعلم
" أي فحص هذا ؟ هيا تحدث ماريا و لا تثيري حنقي "
فأجابته بسرعة
" منذ عدة أيام الليدي جوفانا زارت منزل السيد أوردولافي "
" أدري فأنا أرسلتها "
" يومها هي قالت أن الآنسة آميا بعد أن تشفى يجب أن تخضع لفحص يثبت أنها عذراء "
عندها شد على كفه بقوة ثم نبس بخفوت
" اللعنة "
" تقول الآنسة آميا غدا يجب أن تكون متواجدا مع الليدي عندما يتم فحصها "
رمقها بغضب و هي شعرت أن ركبتيها ستهويان بها لمحالة و لكنه بكل هدوء نبس
" عودي و أخبريها أنها لن تخضع لأي فحص لعين "
" حسنا سيدي الماركيز "
بسرعة التفتت حتى تغادر بل حتى تهرب منه فهو يبدو في قمة غضبه ، أقفلت الباب و هو بقي واقفا بمكانه و لكن ذلك لم يدم طويلا عندما خرج و بسرعة اتجه لحضيرة الأحصنة ، أخرج حصانه الأسود ليمتطيه حتى بدون أن يطلب ذلك من أحد الخدم و انطلق مسرعا نحو بيت عمته
ما الذي تعتقده هذه المرأة ؟ ألأنه حافظ على احترامه لها تجد أن من حقها أن تتمادى و تتصرف من خلفه ظهره ؟ أن تقول نعم على ما يقول هو عليه لا و العكس صحيح أيضا
هو عندما يقول كلمة لا يمزح و لا يكون مضطرا للتراجع عنها مهما كان الموقف و هذا الموقف بالنسبة له أكثر المواقف حساسية
توقف بقرب منزلها فاقترب أحد الحراس و هو نزل عن حصانه ، أخد الحارس لجامه و هو دخل للمنزل يسير بخطوات واسعة و غاضبة ، الآن فقط فهم لما هي كانت تتهرب من مقابلته ، كلما جاء قالت خادمتها أنها نائمة و متعبة ولا تستطيع مقابلة أحد
كانت تتهرب من مواجهته و الآن سيجبرها على المواجهة ، استقبلته الخادمة و هو سار نحو غرفة عمته ليتحدث
" هل الليدي مستيقظة ؟ "
و الخادمة أجابت بسرعة بينما تحاول اعتراض طريقه
" الليدي متعبة و تقول أنها لا تستطيع مقابلة أي أحد "
و لكنه دفعها بقوة عن طريقه
" ابتعدي عن طريقي اذا "
وقفت بخوف من خلفه بعدما أسندت نفسها و شعرت بالذعر ، تقدم هو و بدون طرق فتح الباب فجأة ليجد عمته تجلس على مقعد ، ترتدي ثياب نومها ، ترفعها عن ساقيها و هناك شاب يجلس عند قدميها و يحرك كفه على ساقيها و يقبلها طريقة قذرة بينما هي تغمض عينيها و تسند رأسها للخف
فتحت عينيها فجأة على اثر صوت الباب و الشاب استقام ليحدق نحو الماركيز بفزع ، عكرت حاجبيها بغضب و هو اقترب من الشاب ثم سحبه من قميصه ليرميه خارج الغرفة و رفع سبابته بوجهه
" ان تحركت من هنا ستكون ميت "
أقفل الباب بقوة في وجهه ثم التفت لعمته التي استقامت و حدقت نحوه بنظرات قوية و هو اقترب لينبس بضغط على كلماته
" ما تفعلينه من أمور حقيرة لن أفوتها لكِ بعد الآن "
" انها حياتي و أنا حرة بها "
فصرخ بوجهها
" لا .... لست حرة بها أيتها الليدي الراقية ، أيتها السيدة العفيفة "
" تشانيول لا تتجاوز حدودك معي "
" كنت أتمنى ألا أفعل و لكن أنتِ دفعتني لذلك ..... غدا صباحا سنذهب لمنزل عائلة أوردولافي و هناك ستقدمين اعتذارك لآميا "
عندها توسعت عينيها من هول ما قاله توا و هتفت بسخط
" ما الذي تقوله ؟ "
" لن أكرر كلامي ليدي جوفانا ....... اختاري اما الاعتذار أو تقديمك للمحاكمة بتهمة الزنى "
نهاية الفصل السادس من
" أكوا توفانا "
ما رأيكم بشخصية الماركيز ؟؟
أعزاي لا تتجاهلوا التصويت و إلى أن نلتقي مع فصل جديد كونوا بخير
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro