Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل الرابع

مساء الخير قرائي الأعزاء 

أولا آسفة على عدم الرد على التعليقات و كمان على تأخري بنشر الفصل كنت مشغولة و الآن تحررت قليلا 

استمتعوا يا غاليين 



قد تكون الحقيقة واضحة و لكن من يقفون أمامها سيشرون على مرآة تظهر بها متزينة ، ترتدي وشاحا يغطي بشاعتها و هكذا كانا والديّ آميا ، يعلمان كل ما ستؤول اليه الأمور و لكن لا زالا يتأملان أن أميا سوف تعيش كسيدة أرستقراطية ، يأملان أن تمنحهما لقب النبلاة الذي سعيا له طوال حياتهما بالاضافة لانقاذهما قبل الغرق في قاع المحيط  مثل سفينتهما الضائعة 

كانت تجلس على مقعد و تضم كفيها معا بينما تحدق أمامها ولا تسمع ما يدور حولها ، بل هي حتى لا تنتبه لكل النظرات الحارقة التي ترمقها بها الفتيات المتأملات بنظرات الماركيز لهنّ ،   لم يوقضها من شرودها ذاك سوى كفه القاسية التي حطت على كتفها البارز و الناعم فرفعت نظراتها لتشهق بخفة و نوع من الفزع ليشد هو أكثر على كتفها و تحدث بعدما ابتسم و قرب كأس النبيذ له

" يبدو أن الأجواء لا تناسبك آنسة أوردولافي "

حاولت أن تستقيم و لكنه شد أكثر على كتفها حتى آلمها و فقدت الأمل من أن تتحرر لتجيبه بكل صراحة و التي لا يراها هو سوى تمرد

" لقد أتيت هنا مجبرة "

" واضح جدا "

" هلا أبعدت كفك ؟ "

قالتها لترفع نظراتها نحوه مرة أخرى و كان الضيق واضح جدا عليها فابتسم و رد بطريقة مستفزة

" هلا تكلمت باحترام أكثر آنسة أوردولافي ؟ "

شدت بكفها على ثوبها و تمنت لو يمكنها ركله و الهرب بعيدا

" سيدي الماركيز أرجو أن تبعد كفك فأنت تؤلمني "

عندها أبعد كفه و رأى الاحمرار الذي سببه لها و الليدي جوفانا اقتربت في تلك اللحظة فوقفت آميا و انحت باحترام بينما تمسك بثوبها ، غريب أمرها هذه الفتاة تقدم احترامها لليدي بينما الماركيز الذي يثير خوف الجميع لم تتحرك منها شعرة عندما وقف بقربها

ابتسمت لها الليدي و مدت لها كفها لتضع آميا كفها بكفها مرغمة  فسحبتها  لتقف معها وسط قاعة الاحتفال ، الجميع حدق بها و عزف الموسيقى توقف لتتحدث بينما ترفع رأسها و ترفع كف آميا

" كانت الآنسة آميا أوردولافي هي من أثارت اعجابي و عندما رآها الماركيز لم يخالفني الرأي لذا دعونا نحتفل بخطوبة الاثنين "

تحرك صدرها بقوة بسبب أنفاسها الغاضبة و التي لا تجد  حولا ولا قوة ، عينيها سيطرت عليها الدموع فرمقت والدها بنظرات الكره و الحقد عندما كان يرفع كفيه و يصفق لتخفت ابتسامته التي كان يرسمها ....... باعها و قريبا سوف يقبض الثمن و الجميع الآن يحدقون بها كأنها قطعة تم شراءها في مزاد علني ، إنها روح بيعت بمزاد ، جسد تستأجره الحياة لتضع فيه روحها التي تنوي تعذيبها و انهاكها

وضع كأسه هو و اقترب منها لتترك الليدي كفها فأمسك بها و عزفت الموسيقى من جديد ، سحبها له و راقصها بدون أن ترفع نظراتها له أو تحدق به بينما هو لم يبعد نظراته عنها ، تعمد الظهور كرجل مفتون بفتاة صغيرة في العمر ، حاله حال جميع الرجال

تحركت خطواتها العريضة و هي نبست بخفوت و صوت متوتر ملأه الألم

" بكم باعني والدي ؟ "

قالتها فابتسم و قربها منه أكثر ليهمس بقرب أذنها

" دفعت فيك ثروة أيتها الصغيرة المتمردة ...... لذا أنتِ من اليوم أصبحتِ ملكي "

أغمضت عينيها لتشعر بالقهر و دمعتها التي حاولت كثيرا حبسها تدحرجت و هو ابتعد عنها ليحدق بها ، أومأ عندما رأى دمعتها و نبس

" اعتقادي كان بمحله .... دموعكنَّ أيتها النسوة أقوى و أمكر سلاح "

فتحت عينيها فحصل على ما رغب ، لونهما علق طويلا بذهنه ، ربما كانت صغيرة وقتها لم تتجاوز الخامسة عشر من عمرها و لكنها امتلكت عينين ساحرتين للغاية و هو استنكر أثرهما بداخله رغم من كانت أمامه وقتها اعتبرها طفلة 

" ألم تتذكريني آميا ؟ "

عبست فهي لا تتذكر سوى ذلك الرجل الذي صرخ بوجهها صباح الأمس في السوق فواصل هو 

" أنا حتى قبل أن أدفع ثمنك حياتكِ كانت ملكا لي .... أنا هو الرجل الذي أنقذك منذ سنوات من قطاع الطرق و إلا كنت مجرد عبدة تباع و تشترى من سوق لسوق "

توسعت عينيها و فتحت فمها لتتحدث  لكن بدون أن تستطيع كلمة أن تخرج فترك كفها و ابتعد عنها عندما كان الكثير من الثنائيات يرقصون حولهما ، رفع كفه و أشار بسبابته 

" تذكري لا يمكنكِ الفرار من قدركِ "

انسحب فجأة ليتركها تقف هناك وحيدة ، شعرت بالصدمة و أن ما هو آتٍ بشع للغاية ، كلماته سيئة للغاية و قبضته عنيفة تثير الخوف ، القشعريرة و الألم ، أمسكت بثوبها ثم دارت حول نفسها فكان الجميع مشغولا عنها ، أخبرت نفسها أنها الفرصة المناسبة للهرب ، القمر تضاءل حجمه و أصبحت أشعته موارية لا فاضحة ...... عليها المحاولة قبل أن تدفن

رفعت ثوبها و بسرعة سارت تخرج و تتوارى عن الأنظار ، سارت في ممرات المنزل حتى خرجت و وقفت بقرب الباب أين رأت ماريا تحمل برنسا أسودا على ذراعها و تحدق حولها بخوف و ريبة فاقتربت منها بسرعة عندما كان الحراس مشغولين في احتساء بعض الشراب سرًّا 

وضعت كفها على كتفها ففزعت ماريا لتلتفت و هي وضعت سبابتها على أنفها

" هذه أنا "

" آنستي ..... "

" هيا بسرعة لا يوجد وقت "

أومأت ماريا و سلمتها البرنس لتضعه هي على كتفيها ثم عقدت رباطه عند رقبتها ، أخذت منها القناع الأبيض خاصتها و وضعته لتحزمه خلف رأسها ، رفعت القلنسوة على رأسها و هكذا أخفت ملامحها و ماريا تحدثت بخوف

" كوني حذرة آنستي "

" و أنت عودي بسرعة للمنزل ولا تجعلي أحدا يراك و عندما يسألونك قولي أنكِ كنتِ نائمة "

" حسنا آنستي "

ربتت على كفها ثم تركتها لتحمل ثوبها الثقيل و سارت بخطواتها في اتجاه معاكس للاتجاه الذي ستسلكه ماريا ، لقد ركضت ناحية الأرض المهجورة التي توجد فيها بقيا بعض الأبنية القديمة المهدمة  ، و بركضها إلى هناك تحررت مشاعرها و دموعها ، بين ليلة وضاحها وجدت نفسها عبدة ، تم شراءها و إن لم يكن سوقا بائسا فقد كان سوقا راقيا يخفي وراءه أنياب أصحابه برقيه و ألوانه المبهجة

وصلت هناك أخيرا فتوقفت لتتنفس بقوة و مسحت الدموع التي تدحرجت من تحت قناعها ، رفعت رأسها للسماء نحو القمر ثم همست

" لقد أتيت كما أخبرتني فاظهر  ...... ساعدني أرجوك "

سمعت صوتا قريبا و خطوات أحصنة قريبة فشعرت بالرهبة فلابد أنه الماركيز و الجميع قد اكتشفوا غيابها فأرسل رجاله يبحثون عنها ، تراجعت للخلف و ما إن التفتت لتهرب حتى قابلها ذلك الرجل بثيابه السوداء ، بقناعه الأسود و رفع سبابته ليضعها على أنف القناع ثم أمسك كفها و سحبها معه

تمسكت هي بكفه بقوة حتى وصلا أين كان يربط حصانه الأبيض ، التفت لها و بدون أن يقول كلمة حملها عندما ضم خصرها بكفيه و وضعها على الحصان بجانبية ثم صعد هو بعد ما فك رباط الحصان ، وجدت مرة أخرى نفسها بين أحضانه عندما تمسك باللجام و اقترب ليهمس لها

" تمسكي جيدا "

" لا يمكنني "

" فقط أمسكِ باللجام معي "

أومأت و هو بواسطة قدمه ضرب حصانه بخفة من الخلف و ما إن تحرك حتى سمع شخصا من بعيد يصيح به

" توقف مكانك "

 زاد من سرعته و حصانه الأبيض انطلق بسرعة مهولة على اثرها أغمضت آميا عينيها ، اقترب منها و أسند فكه على كتفها الذي يغطيه برنسها و هي شعرت بالتشتت ............. إلى أين سينتهي الأمر 

*

في منزل الليدي كان اختفاء أميا أمرا مربكا للجميع خصوصا والدها الذي للتو عقد صفقة أكبر حتى من تلك التي  قد خسرها بين الأمواج ، في غرفة أخرى و بعيدا عن الضيوف جلست الليدي جوفانا و والديْ أميا بينما سانتو كان قد عاد للتو

" أين الماركيز ؟ "

سألته الليدي فأجابها هو 

" إنه يبحث عن الآنسة آميا ..... نعتقد أنه هناك من خطفها "

عندها تحدثت والدتها بفزع

" ابنتي "

أمأ والدها فقد شدّ على كفه و شعر بالسوء الشديد ، هو يدري أنها هربت و لم يتم اختطافها ، استقام و اقترب ليتحدث باحترام مع الليدي

" سيدتي اسمحي لنا بالمغادرة .... يجب أن أفعل شيئا  من أجل ابنتي "

بانزعاج من الوضع أجابته هي

" بالتأكيد سيد أوردولافي و لكن تأكد أن الماركيز سيعيدها قبل أن تشرق أشعة الشمس "

" كلنا ثقة بحضرته "

أمسك بكف زوجته و سحبها معه بقوة و غضب ، استقل عربته معها و عادا لمنزلهما و طوال الطريق كان صامتا بينما زوجته تبكي و تهمس لنفسها بدعاء حتى تكون ابنتها بخير و عندما بلغ سيله الزبى منها و من حمقها صرخ بوجهها

" اخرسي ..... اخرسي فابنتك هربت و لم تختطف "

توقفت لتحدق به بطريقة متفاجأة ، مستغربة و خائفة و هو رفع سبابته بوجهها

" إن عادت أقسم أنني سوف أعاقبها بشدة ..... كما لم أفعل و لم أفكر أن أفعل من قبل "

" أرجوك لا تكن قاسيا عليها  ..... آميا لا تزال صغيرة و هي مصدومة بسبب ما وقع بسرعة "

" توقف و لا تتدخلي ..... ابقي بعيدة كما كنت دائما "

أشاح عنها و حدق عبر النافذة الصغيرة بالشارع ثم شد على كفه أكثر بينما يتوعد آميا ، إنها تجعله خارجا عن طور عقله و تستدعي الرجل السيء الذي خبأه طويلا بعيدا حتى لا يؤلمها و يعاملها بقسوة لأنها وحيدته ..... وحيدته التي باعها و قريبا سيقبض ثمنها

*

قرب كتدرائية مهجورة ، مهدمة بعض أجزائها بسبب مجانيق الحروب توقف الحصان أخيرا و هي فتحت عينيها ، نزل من على الحصان ثم حملها و أنزلها ليضعها أرضا و هي رفعت نظراتها نحو عينيه  التي تظهر من تحت قناعه  ، ابتسم لها ثم أمسك بكفها و سحبها معه ليدخلا هناك ، من الداخل لم يكن خراب كبير يعمها و الكثير من معالمها لا تزال موجودة ، تقدم بها و جلسا معا على مقعد خشبي لتسحب كفها من كفه و تضعها بحضنها

و كأن الصمت يحكي آلاف الكلمات فيتردد الجميع لكسره ، حدق بها بجانبية و ببعض الجهد الذي بذله خرج صوته بهدوء 

" تبدين جميلة للغاية "

عبست و رفعت كفيها لتبعد القناع عن وجهها ثم التفتت له لتحدق بعينيه فقط و أجابته بروح ميتة

" انها فقط لوحة تخفي خلف ألوانها الكثير من الأسرار "

" ما الذي تعنينه ؟ "

" لقد هربت "

" لقد كان واضح أنك تهربين من أحد "

" أنا أهرب من الماركيز "

" الماركيز ؟ "

تساؤله ظهر فيه بعض القلق لتجيبه هي 

" أجل ..... فوالدي باعني له "

لم يجبها و حدق بعينيها و هي امتدت كفها فجأة ثم حاولت وضعها على قناعه لكنه أمسك بها و شد عليها حتى شعرت بالألم

" لا تفكري بازالته "

ترك كفها و هي أبعدتها لتضم معصمها بكفها الثانية و بينما هي متألمة هو أخرج رسالة أخرى ملفوفة بنفس الطريقة التي لفت بها سابقتها ثم قربها منها ليحدق بعينيها

" إنها لكِ "

قربت كفها ببطء و أخذتها منه و عندما شرعت بفتحها هو تحدث

" لا تفتحيها الآن ..... عندما تكونين لوحدك افتحيها  "

انصاعت له و لكنها دقت نظراتها به و هو بسرعة تهرب منها عندما حدق أمامه

" لما تعطيني هذه الرسائل ؟ "

فابتسم و ظهرت ابتسامته تلك من تحت قناعه عندما كان لا يغطي شفتيه

" حتى أتلقى منك رسالة "

" لما ؟ "

" لأنني معجب بكِ آميا "

قالها ليلتفت لها و هي شعرت بالعجز ، لا تدري أين تصنف مشاعرها  ، هي للتو تمكنت من اجراء حديث طبيعي معه ، هو من أنقذها مرتين من رجال الماركيز و لكنه يجب أن ينقذها من الماركيز نفسه فتحدثت

" لن أقبل اعجابك إلا اذا أنقذتني من الماركيز "

ابتسم و أجابها بدون أن ينظر اليها

" الماركيز رجل قوي .... إنه الرجل الثاني في هذه المدينة "

و بسخط و ضيق أجابته 

" بل هو الأول فالدوق ليس سوى صورة تعلق على مدخل كل كنيسة في هذه المدينة ..... إن كنت تريدني أن أبادلك حررني منه "

التفت لها فلمح  بعينيها الحقد الذي تكنه لهذا الماركيز ليبتسم 

" أنا مجرد رجل بسيط "

" لا .... أنت لست بسيطا ولا عادي ، أنا أرى بك الرجل الوحيد الذي يستطيع مواجهة الماركيز "

" من أنى لك كل هذه الثقة بي ؟ "

" من عينيك ........ إنها تحمل نفس القوة التي لمحتها بعينيه "

عندها أشاح بسرعة عنها

" يجب أن تعودي "

" لن أقابلك من جديد اذا لم تعدني أنك ستنقذني منه "

ابتسم و فتح كفه يراقب خطوطها ليجيبها

" أنت مستغلة جدا آميا .... لم أعتقد أنك هكذا "

" الظروف تجبرني صدقني "

ابتسم و التفت لها

" اذا أريد أن أن أتلقى مكتوبا منكِ "

ابتسمت و أومأت ، شعرت أن هناك شيئا جميلا ينتظرها مع هذا الرجل عندها مرة أخرى رفعت كفها بهدوء و قربتها ببطء منه ، وضعتها على قناعه و لمسته برقة ثم عكرت حاجبيها و عبست

" لما لا تسمحي لي برؤية ما تحته ؟ "

" لأنكِ ستجدين رجلا بشعا للغاية "

" لا تهمني الوسامة "

" أنا تهمني نظرتكِ لي "

أمسك بمعصمها و أبعد لها كفها عن القناع ليقبل باطنها بهدوء ثم نبس

" يجب أن تعودي "

*

جميع الخدم في منزل " أوردولافي "  وقفوا بخوف و ماريا كانت ترتعد عندما رأت السيد يحمل سوطا و قد تخلص من معطفه الطويل ، زوجته تقف قربه بخوف أما هو فعينيه كانت تقدحان شرا بينما يحدق بالباب الخلفي للمنزل و كما توقع هاهو يفتح من الخارج

التفت لماريا فأخفضت نظراتها نحو الأسفل هربا من غضبه و هو عاد يحدق أمامه ، فُتح الباب و تقدمت أميا بثوبها و برنسها تدخل بينما تحمل بكفها الرسالة و القناع ، رفعت رأسها و الابتسامة التي كانت ترسمها على وجهها مسحت عندما رأت والدها يقف و يمسك السوط بكفه

أقفلت الباب و شعرت بالرهبة عندما تقدم هو نحوها بسرعة و أمسك بمعصمها لييسحبها بقوة و سخط نحو حضيرة الأحصنة

" أبي أرجوك "

" لقد أقسمت أنني سأعاقبك بشدة يا آميا إن عدتِ "

وقع منها القناع و الرسالة فسارعت ماريا لالتقاطهما و هي بكت لتترجى والدها بينما تحاول التشبث بالأرض

" أبي أرجوك .... "

حاولت زوجته أن تتبعه و لكنه صرخ بها

" لا أريد من أحد أن يتبعني "

وصل للحضيرة فدفعها لتقع على القش ، التفتت هي بسرعة و حدقت فيه برعب و هو جهز القيود الموصولة بأعمدة خشبية تستخدم عادة لمعاقبة العبيد ، لقد توقف عن استخدامها منذ زمن و لكن آميا أجبرته على استخدامها مرة أخرى بعد سنوات طويلة

اقترب منها بعد أن رمى السوط على الأرض ، سحبها و هي بكت بشدة لتهمس 

" أبي "

" اخرسي "

علق كفيها ثم ثبتهما بالقيدين المتدليين من العامود الأفقي الموجود بالسقف ، ابتعد عنها ثم حمل السوط و وقف خلفها ، حركه بخفة و هي شهقت بفزع عندما سمعت صوته و لم يتركها لتستوعب ما الذي سيفعله حقا حتى حط على ظهرها لسانه اللاذع بقوة فلسع جلدها الرقيق لتخرج صرختها المتألمة 

*

بقرب منزل الليدي جوفنا نزل من على حصانه الأسود و اقترب منه سانتو بسرعة ليتحدث

" أيها الماركيز هل تمكنت من القبض عليه ؟ "

حدق برجاله من خلف سانتو و نفى ليدفعه بقوة و دخل ، وجد عمته تقف بغرفة الضيوف و المنزل قد أصبح فارغا من المدعوين بعد أن أخبرتهم أن آميا أصيبت بتوعك و صحباها والديها للمنزل ، دخل و كان وجهه غاضبا للغاية ، ملامحه ناقمة و من يقف الآن بوجهه سيكون ميت

اقتربت منه عمته بسرعة و تحدثت

" هل وجدتها ؟ "

" لا "

أجابها ليجلس على المقعد ثم شد على كفه و عمته شعرت بالغضب

" كيف تجرأ هذه الفتاة ..... من تعتقد نفسها لتتحدى الماركيز "

و في تلك اللحظة اقتربت خادمة و انحنت باحترام

" هناك شخص أتى من منزل السيد أوردولافي و قال أنهم وجدوا الآنسة "

التفتت بسرعة لتحدق بتشانيول الذي استقام و سار نحو الباب دون أي كلمة 

" إلى أين ؟ "

" ذاهب حتى أؤدبها "

" مهلا تشانيول أنت غاضب و قد تقتل الفتاة "

قالتها لتقترب تتمسك بذراعه و لكنه حدق بها و أبعد لها كفها

" لا تتدخلي أيتها الليدي .... هنا تنتهي مهمتك "

خرج بسرعة و امتطى حصانه فتبعه رجاله و الخادم الذي أرسله والدها لكي يدلهم على المنزل

*

تنفس بقوة و مسح عرقه بكم قميصه الأبيض و ما إن وقع عليه نظره حتى لمح عليه آثار الدماء ، ترك السوط يقع على الأرض و عاد يحدق بظهرها و ثوبها التي تمزق من الخلف بسبب قوة لسع السوط ، اقترب منها و فتح القيد الأول ثم الثاني ثم تركها تقع على الأرض فوق القش و صوت بكاءها كان ضعيفا و خافتا للغاية

" إن فعلتِ ما يجعل رأسي في الأرض مرة أخرى أقسم أنني سأقتلك يا آميا "

خرج من هناك و والدتها التي كانت تقف توسعت عينيها و وضعت كفيها على ثغرها عندما رأت الدماء على قميصه ، تقدم هو و عندما كان سيتجاوزها أمسكت بذراعيه و صرخت بوجهه

" ما الذي فعلته بابنتي ؟  "

بقوة دفعها يتخلص من كفيها ثم رفع سبابته بوجهها

" ما تستحقه "

غادر و هي ركضت مع الخادمات للحضيرة لتشهق بفزع ما إن وقعت نظراتها على آميا التي كانت تتوسد القش و ظهرها مليئ بالجروح و الدماء ، اقتربوا منها فأسندت ركبتيها على القش و وضعت كفها على وجه آميا لتتحدث من بين دموعها

" آميا صغيرتي ..... "

آميا التي كانت تنام على بطنها لم تستطع المواة بحركة ، لم تستطع حتى أن ترد بهمسات ، فقط دموعها هي التي كانت تملأ وجنتيها ، قبلت والدتها رأسها ثم استقامت و ماريا كانت تحدق بظهر آميا بفزع ، تحدثت والدتها

" هيا لنحملها إلى غرفتها .... يجب أن نكون حذرات  "

و بصعوبة حملنها بينما خرجت تأوهاتها بقوة و ألم فحتى كتفيها و ذراعيها لم يسلما من ألسنة السوط ، بعد معانات كبيرة تمكنَّ من توصيلها لغرفتها فوضعنهَ على سريرها عندها تحدثت والدتها بسرعة

" احضروا لي مياه و قطعة من القماش "

غادرت الخادمات الأخريات و ماريا بقت معها ، جردوا أميا من ثيابها ليضعوا على جزئها السفلي الغطاء ، دنت والدتها بقربها لتضع كفها على رأسها و ببكاء تحدثت

" هل يؤلمكِ ؟ "

فخرجت همساتها بضعف

" أمي ... "

" لا تتحدثِ ... سوف ننظف الجروح حتى لا تلتهب و بعدها ستكونين بخير حسنا "

" أمي ... "

نبست بها مرة أخرى و تتابعت دموعها ، قبلت والدتها وجنتها ثم ربت عليها بهدوء حتى وصلت المياه و قطعة القماش و تولت بنفسها تنظيف جروحها و كلما تأوهت آميا بألم همست هي

" آسفة ..... آسفة حبيبتي أعدك أنها لن تتكرر "

كانت آميا تشد بقوة على الفراش و تحاول ألا تبكي و لكن الدموع رغما عنها تخونها فما أشد ألم من السياط التي حطت على جسدها كان فعل والدها ، كان قلب والدها الذي خانها و باعها للزمن ، حدقت بالطاولة التي تعودت القراءة عليها فرأت الرسالة و القناع عندها رغم دموعها و ألمها ابتسمت

أما في الأسفل فقد توقف الماركيز بحصانه الأسود كحال هذه الليلة ، خلفه توقف رجاله و سانتو فتحدث قبل أن ينزل

" ابقوا هنا "

نزل و تقدم ليفتح الباب من طرف الخادم الذي كان يرافقهم فدخل معه حتى رأى والدها يجلس على الدرج و يضم رأسه ،  ثيابه مليئة بالدماء و هذا ما جعل الدماء تفور برأسه و تقدم ليمسك بياقته و يسحبه له 

" ما الذي فعلته بها ؟ "

قالها بينما يحدق بعينيه و الآخر بدى مذنب و مستغرب ، لم يجبه فصرخ بوجهه بينما يحركه

" ما الذي فعلته بها هيا قل ؟ "

نفى فتركه بقوة ليتمسك بالدربزون الحديدي بقوة و هو صعد الدرج ، إنه حتى لا يدري أين غرفتها  ، فقط سوف يفتح جميع الأبواب حتى يصل لها ، وصل للرواق ففتح أول باب و لم تكن غرفتها ، اقترب من الباب الثاني فدفعه بقوة عندها قابله مظهر ظهرها الدامي و استقامت و الدتها بسرعة  بينما تحمل قطعة القماش  لتهمس باستغراب

" سيدي المركيز ؟ " 


نهاية الفصل الرابع من

" أكوا توفانا "

أتمنى أنكم استمتعتم بالفصل 

إلى أن نلتقي في فصل جديد كنوا بخير أعزائي 

سلام 

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro