Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل الرابع عشر


مساء الخير قرائي الغاليين 

استمتعوا بالفصل 

*


نصنع المشاهد لتتناسب مع الصورة التي يطلبها قارئ أو المتفرج ، نوافق توقعاته لحد ما و لكن في آخر لحظة قد نتراجع و نقلب كل الحقائق الواضحة و البينة ، سوف نخالف كل ما كان ينتظره و هكذا تماما فعل الماركيز عندما أغمضت آميا عينيها من جديد سامحة لدموعها عبور حدود عينيها الجميلتين 

الآن هي بين ذراعيه و محبوسة في قفص الواجبات الزوجية ، أغمض عينيه هو الآخر و استنشق عطرها الشدي من ذلك القرب الماجن بينهما و بصعوبة سيطر على قلبه و نبضاته المرتفعة أمواجها في بحر عشقه الخفي

فتح عينيه محدقا بملامحها التي رسمت معالم الخوف و التوتر ، ابتسم بسخرية غاضبة و حرك ابهامه يلمس دموعها ثم ابتعد و ترك وجنتها ، كذلك هي فتحت عينيها المبللة بدموعها عندما شعرت بابتعاد لمسته ، رمقته بخوف ، صدمة و غربة بينما هو يبتعد و يستقيم بوقوفه ، ما الذي يفعله هذا الرجل الذي يقف أمامها ؟ لما يستمر في جعلها تائهة و سط صحراء قاحلة ، إنها تبحث عن الواحة التي سوف تلجأ لها و لكنه لا زال يبعدها عنها في كل مرة و يخبرها أن تستمر في البحث ..... لكن إلى متى سيستمر ذلك ؟ 

اتسعت ابتسامته أكثر و هاهي قد لمحت نظرة بائسة بعينيه رغم قوة ملامحه ، رفع بكفه الثانية - التي لم تنتبه لما كان يحمله بها سوى الآن  - خنجرا مزينا ، رفعه أمامها ثم أخرجه من غمده و هي توسعت عينيها و ابتلعت ريقها بخوف ، أسندت كفيها على السرير و حاولت أن تتراجع للخلف ثم همست بخوف و صوت تحتله رنة البكاء

" ما الذي ستفعله ؟ "

لم يجبها لكنه فجأة هو جرح صدره تماما فوق جرح السهم الذي أصيب به من أجلها و هي خرجت منها صرخة كتمتها بصعوبة لتضع كفيها على عينيها حتى تبعد تلك الصورة القاسية عن مقلتيها الساحرتين ، تألم بعض الشيء ليبعد الخنجر و نظر لجرحه ذاك ثم تركه يقع على الأرض و عند سماع صوته هي فتحت عينيها و أبعدت كفيها ببطء

لا تزال مصدومة من أفعاله المجنونة و لا تدري ماذا تقول و لا حتى ماذا تفعل و لكنه استثناها من كل هذا و اقترب لينبس بغضب

" ابتعدي ...... "

رفعت نظراتها ناحيته فرأت الدماء تتوسع بقعتها على صدره

" أنا .... أنا "

قالتها بخوف و هو صرخ بوجهها

" قلت ابتعدي "

عندها بسرعة استقامت تبتعد و هو سحب الأغطية ليرميها على أرض ، سحب الغطاء الذي يفترض أن يناما عليه عندما أمسكه من الوسط ثم قربه ليمسح به دماء صدره و هي توسعت عينيها عندما فهمت مغزى كل ما قام به فعادت ترفع نظراتها اليه و هو تجاهلها و لم يترك الغطاء

التفت متجاهلا حيرتها و تساؤلاتها ثم سار ليقترب من الطاولة التي وضع عليها مسبقا قميصه و سترته ، وضع الغطاء على جانب ثم أخذ قميصه الأسود الذي كان عليه من قبل و ارتداه

حمل الغطاء مرة أخرى و عندما سار ناحية الباب هي نبست أخيرا

" أيها الماركيز "

توقف مكانه و شعر بالقهر أكثر ، لم يطل وقوفه هناك فأجابها بصوت قاسي و بارد

" أخلدي للنوم و ما حدث يبقى حبيس جدران هذه الغرفة "

خرج ليقفل الباب بقوة و هي تراجعت لتترك نفسها تجلس على السرير بوهن ، تشعر أنها كانت تركض في مكان واسع و كبير ليس له بداية ولا حتى نهاية

أما خارجا بعد أن أقفل الباب حاول ألا يظهر على ملامحه الألم ثم سار يكمل طريقه نحو غرفة الجلوس أين سيجد عمته بالتأكيد تنتظر بعد أن ودعت جميع الضيوف و كان الأمر كذلك بالفعل فهي قبل قليل أقفلت الباب و جلست لتستريح

وصل للغرفة ليدخل حيث كانت تجلس و خادماتها بقربها حتى ماريا كانت تقف معهن ، فحدقنّ به و هو كذلك رمقهن بنظرات لا زال الغضب يسيطر عليها ثم اقترب ناحية عمته و ترك الغطاء بحضنها لينبس ببرود

" يمنك المغادرة الآن أيتها الليدي "

استقامت هي لترفعه عندها رأت عليه علامة الدماء فابتسمت و أخفضت ذراعيها لترفع نظراتها ناحيته هو من لم يكن راضي أبدا عما يحدث فكل شيء يبدو له لعين ولا يستحق دمعة من عيني حبيبته الصغيرة ، لا يستحق نفسا تنهدته برعب و خوف و هي ترمقه بكل ذلك الذعر

التفت ليغادر الغرفة و ماريا بعد تردد كبير تحدثت

" هل يمكنني رؤية ..... "

و قبل أن تكمل هو نبس بصوت رخيم غاضب بعد أن توقف لبرهات

" لا أريد لأحد أن يتجول خارج غرفته "

" آسفة سيدي "

*

بالعودة لآميا ، هي تجلس على طرف السرير بدون حراك و تبدو مصعوقة ، لا تصدق أن الماركيز لم يقترب منها و خدع الجميع ، أسوأ التوقعات رسمتهم بعقلها منذ أيام و جهزت نفسها و قلبها لكي تتلقاه محطم و لكنه ....... لكنه حطم توقعاتها و حافظ على قلبها فلما يفعل هذا و يجعلها مشتتة 

عبست أكثر ثم استقامت و سارت نحو صندوق الملابس ، أين أخفت رسالة المقنع الأسود ، سعيدة هي بشجاعته التي جعلته يخترق منزل الماركيز و بهذا هي أصبحت متأكدة أنه يستطيع فعل الكثير من أجلها ...... كم هي ساذجة عندما صدقت كذبة حاكها مع اتفاق مع القدر

أسندت ركبتيها على الأرض و رفعت غطاء الصندوق لتفتحه و عندما أبعدت كفيها عنه تنهدت بقوة و توتر ، خائفة جدا و لكنها تريد أن تقرأ كلماته العاشقة لعل قلبها يهدأ و يجعلها سعيدة أنها نجت الليلة من براثيين الماركيز ، أخرجت الرسالة لتفتحها بينما تمسكها بكفيها معا

كانت ترسم ابتسامة سعيدة على وجهها لغاية تلك اللحظة التي بدأت بقراءة كلام مختلف عما تعود صياغته لها ، و مع كل كلمة زادت دقات قلبها و توسع خوفها بقلبها ، امتلأت عينيها بالدموع و نفت لأن ما دون هناك غير صحيح ، لا يمكن أن يكون صحيحا لأنها فعلا لا تزال عذراء و هذه علامة أن موتها سيكون قريبا

استقامت بسرعة لتتنفس بقوة ثم التفتت ناحية الباب لتتخيل أنه سيفتح و يدخل الماركيز بينما يحمل أشياء لقتلها فهمست عندما نفت

" ربما لا يحتاج لشيء ...... هو فقط سوف يخنقني بينما أنا نائمة "

ضمت الرسالة بسرعة ثم مسحت دموعها و سارعت بقدميها الحافيين لتفتح الباب و غادرت الغرفة ، كان الرواق مظلم نوعا ما و قررت البحث عن ماريا حتى تخبرها عما حدث معها و لكنها فجأة توقفت عندما تذكرت كلامه ذلك و أدركت أنه تهديد

" هل ..... هل من الممكن أنهن أفشين سره لهذا قتلهن ؟ "

وقفت مكانها بخوف و تردد كبيرين ، هي لن تسامح أبدا من جعلها في هذه الورطة و هذا الموقف البائس ، عادت لغرفتها و أقفلت الباب من جديد عليها ثم التفتت لترى أن الخنجر لا يزال على الأرض فسارعت لتلتقطه ، رفعته و كانت لا تزال دمائه عليه

قربت أناملها منه و لم تستطع لمسه ثم التفتت ناحية الباب و هو للآن لم يعد فعادت لتدنو و تلتقط غمده الصغيرة و أعادته لداخله ثم سارت نحو  صندوق الملابس الذي لا يزال مفتوحا ، أخفت الرسالة  و الخنجر ثم  أقفلته لتتنفس بقوة ، التفتت للسرير و رأت الأغطية على الأرض فاقتربت منها و بسرعة رتبتها ثم دخلت لمكانها و وضعتها عليها

تمسكت بها بخوف لتغمض عينيها بشدة بينما تولي لمكانه الفارغ ظهرها ، شعرت أنه خلفها و سيغير عليها ليقتلها و هذا ما جعلها تفتح عينيها فجأة و الرعب يسكنهما

" يجب ن أحمي نفسي جيدا ..... "

قالتها لتبعد الأغطية و عادت لتفتح الصندوق و أخرجت الخنجر ، أقفلت الصندوق ثم عادت بركض لمكانها و اختبأت من جديد تحت الأغطية ، ضمت الخنجر بكفيها معا تتمسك به لتحاول اغماض عينيها و في عقلها قررت أنها ستكون فطنة و إن حاول أذيتها لن تتردد في قتله

*

في حضيرة الحيوانات الموجودة ببيته هو وقف أمام حصانه الأبيض ، رفع كفه و ربت على رأسه ليتحرك هذا الأخير و أصدر صوتا ما جعل فيردي الذي كان يتوسد القش بالقرب من الحصان يستيقظ بسرعة و يقف ليرفع عصى

" سوف أقتلك "

التفت له تشانيول و كانت نظراته عليه و لكنها تحدق نحو مكان بعيد و حاول ألا يفكر أنه لا يحدق به ليجيبه

" هذا أنا لذا بدون جلبة فيردي "

" الماركيز لما أنت هنا ؟ "

قالها ليخفض عصاه و الآخر أجابه بدون أن يحدق به بينما لا يزال يربت بكفه على رأس حصانه

" لا أعتقد أنني بحاجة لآخذ اذنك فيردي "

عندها فيردي حك رأسه من الخلف و عبس و تشانيول أخيرا حدق به و تحدث

" هل تناولت عشاءك ؟ "

حينها ابتسم حتى ظهرت أسنانه الواقعة ، أو يمكن القول الأماكن الفارغة لأسنانه التي كانت بيوم من الأيام 

" أشعر أنني حامل "

قالها ليضع كفه على بطنه عندها ابتسم الآخر مرغما لأن حمق فيردي غير منته ، و بينما هو يبتسم تحرك الحصان و حرك رأسه بعدوانية ليبعد له كفه بقوة و كانت ذراعه اليمنى و عندما حركها بقوة شعر بالألم بسبب الجرح الذي خلفه بنفسه على صدره

وضع كفه على مكان الجرح و أغمض عينيه ليتأوه و فيردي اقترب و هتف

" ماركيز هل أنت بخير ؟ "

فتح الآخر عينيه ثم أبعد كفه ليومئ

" أنا بخير فيردي ... عد للنوم "

و عندما أبعد كفه كانت مليئة بالدماء و فيردي أمسك بها بسرعة و توسعت عينيه

" ماركيز انها دماء أنت ميت "

عندها دفعه عنه

" ابتعد عني أيها المجنون "

و لكن فيردي تمسك به كعلقة و نفى

" لا .... يجب أن أعالجك ولا تموت ، الليدي آميا صغيرة جدا ولا يجب أن تكون أرملة "

حدق به و بعينيه التي تنظران له و بذات الوقت تنظر لبعيد ثم نبس بهدوء

" يمكنني معالجته لوحدي ...إنه جرح بسيط "

و لكن فيردي أبى إلا أن يساعده و أبعد له قميصه و الذي كان قد تلطخ بالدماء و بسبب لونه الأسود لم يظهر ذلك ، حدق به ثم تحدث عندما تذكر شيئا

" سوف أجلب النار و خرقة بيضاء و أعود "

و لم يسمح له بقول شيء عندما انطلق راكضا للخارج ، لما سيستخدم النار ؟ كل ما يحتاج له هو تنظيف الجرح بالماء و ينتهي الأمر  ؟  شعر بالتعب و الوهن هو من لا يحق له أن يفعل ذلك فاقترب و جلس على الأرض فوق القش الذي كان يتوسده فيردي ليسند ظهره على العمود الخشبي و الحصان كان بقربه

غاب فيردي قليلا ثم أتى و معه قنديل  و سكين و قماش أبيض طويل و رفيع ، أسند ركبتيه على الأرض و رفع السكين بوجهه ليتحدث بينما يبتسم

" لقد سرقتها من المطبخ "

عندها و بكل استسلام أشار نحو القنديل و تحدث

" و هذا من أين سرقته ؟ "

توسعت عينيه التي توهمانه أنه ينظر تجاه الحصان و نبس

" كيف علمت أنني سرقته ؟ "

" فيردي قل ولا تجعلني أعاملك كشخص عادي "

عندها ابتسم و نبس

" من الممر المؤدي لغرف الخادمات "

" عندما تنتهي أعده "

" و السكين أعيده أم أبيعه في السوق غدا ؟ "

عندها ضرب جبينه براحة كفه لينفي

" أنت تعمل لدي الآن لا تحتاج للسرقة و البيع في السوق حتى تأكل "

" اذا أعيدها ؟  "

" أجل "

" كيف سوف أعالجك اذا ؟ "

و هذا ما جعله يهاجمه ليمسك برقبته و ضغط عليه

" اذا لم تتوقف سوف أقتلك فيردي أقسم .... لقد أتيت هنا حتى أرتاح لا حتى أساير جنونك "

*

بالعودة لآميا الفتاة لا تزال مستيقظة ، رفض النوم أنا يحط رحاله الليلة عندها بينما الخوف يأكل من شجاعتها و ينهش قلبها ، تتمسك بالخنجر و تخبر نفسها أنها في أي لحظة ستكون جاهزة لمواجهته ، لن تستسلم للموت الآن فهي تخافه حقا ، أجل تخاف من الموت كأي فتاة صغيرة فمن منا لا يخاف الموت حتى و لو أظهرنا عكس ذلك

تحدق بالنافذة أمامها و تحاول تهدئة قلبها كل ما سمعت حركة و اعتقدت أنه هو مقبل عليها و لكن هذه المرة الحركة يزادد صخبها و يزداد قوة صيتها حتى سمعت صوت الباب يفتح فأغمضت عينيها بسرعة و تمسكت بشدة  بالخنجر حتى أنها لا تدرك مدى انشداد أعصابها و توترها

و بمجرد أن فتح الباب توقف عند المدخل و هو يراها تنام و تولي لمكانه ظهرها ، ابتسم بسخرية فالماذي توقعه ؟ لقد عمل على اخافتها و زرع الشكوك و الرهبة بروحها ، تقدم ليقفل الباب خلفه ثم سار نحو الطاولة و هناك ترك قميصه الذي كان يحمله بكفه ، التفت ليسير نحو السريره عندها توقف عندما رأى الشريط الأسود على الأرض و الذي كان قد ربط به سابقا الرسالة فدنى و حمله

استقام ليحدق به بين كفيه ثم نظر اليها ، طريقة تمسكها بالغطاء و اختباءها تحته بالرغم من أن الجو ليس باردا تجعله متيقن أنها قرأتها و الآن الأفكار تموج بخلدها ، تقدمت خطواته نحو السرير و عندما وقف بقربه تذكر الخنجر الذي تركه هناك متعمدا ، ابتسم و أنزل نظره للأرض فلم يجده و الآن أصبح يعلم أنها مستعدة لتقله حتى تحمي حياتها 

 إنه تصرف طبيعي و رد فعل غريزي لكل انسان .......... من سيحاول قتلك بالتأكيد سوف تقتله إن تطلب الأمر دفاعا عن حياتك و حقك في العيش و حبيبته ليست سوى فتاة صغيرة رقيقة القلب رغم ادعائها للقوة

رتب وسادته ثم تمدد بمكانه ليضع ذراعه اليسرى تحت رأسه و حدق بالسقف ثم حرك الشريط بكفه الثانية ليغمض عينيه ، فيردي عالج جرحه و نظفه ثم ربط على صدره ذلك القماش الأبيض الذي جلبه ،  تبين أنه مزقه من غطاء أبيض كان من ضمن الغسيل الذي تعبن فيه الخادمات بعد أن انتهى الحفل ........ فيردي سيكون بقعة خراب في المنزل و سيصنع الكثير من المشاكل

التفت في تلك اللحظة ليحدق بها و هي كانت تتلو بداخلها كل صلاة تحفضها أن يتركها حية لليلة ، بالرغم من أنها تحمل الخنجر و تتمسك به و لكنها تشك أنها سوف تتمكن منه إن قرر مهاجمتها و صيد حياتها

*

بعد ليلة طويلة مظلمة متعبة لقلب و مشاعر آميا هي فتحت عينيها أخيرا على صخب بعض الأصوات التي سادت الغرفة ، حدقت بالنور الذي يدخل عبر النافذة و عندما أخذت ذلك الوقت الذي تستوعب فيه ما يحدث و أدركت أن الخنجر ليس بكفها بسرعة اعتدلت في مكانها و حدقت حولها عندما أبعدت الغطاء

" آنستي .... "

لقد كان صوت ماريا و هذا جزء من الآمان فعلا فرفعت نظراتها ناحية الصوت عندها امتلأت عينيها بالدموع و شعرت بالوهن لتنبس بهمس

" ماريا ..... "

ماريا التي كانت تحضِّر لها ثيابها استغربت و اقتربت منها بسرعة و آميا بسرعة ضمتها عندما جلست الأخرى على طرف السرير

" آنستي ما الذي يحدث لكِ ؟  "

تمسكت بها و خرجت شهقاتها التي أتعبت قلبها خوفا طيلة الليل لتجيبها

" ماريا .... أنا خائفة جدا "

" آنستي هل الماركيز عاملك بسوء ؟ "

أغمضت عينيها و شدت أكثر على تمسكها بماريا لتنبس بهدوء

" الماركيز يا ماريا ... "

و في تلك اللحظة فتح الباب و ظهر الماركيز من خلفه فتوسعت عينيها وهي تراه أمامها في تلك اللحظة التي كادت أن تفضح بها سره ، شعرت أن قلبها سيخرج من صدرها و ماريا تحدثت بعدما شعرت به فهي تكاد تسمعه بكل وضوح يطرق صدرها 

" آنستي ما الذي يحدث لك ؟ هل أنت مريضة ؟ "

قالتها لتبعدها عنها و حدقت بها و الأخرى كانت تحدق بذلك الذي وقف بكل هدوء في مكانه يرمقها بنظرات مرعبة و ماريا عكرت نظراتها ثم التفتت و عندما رأته استقامت بسرعة و قدمت احترامها له

" أعتذر سيدي الماركيز "

" أخرجي الآن ماريا "

عندها آميا بفزع قفزت من سريرها لتقف بقرب ماريا و تمسكت بها لتنفي

" لا .... ماريا ستبقى هنا "

شعرت ماريا بالغربة من تصرفاتها التي تدعو للشك منذ فتحت عينيها ثم عادت تحدق بالماركيز أمامها و هو تنهد من رد فعل آميا المبالغ به فهو لم ينتظر أن تخاف لهذه الدرجة بل أن تتحرك و تحاول حماية نفسها كما تفعل جميع النساء و يتمكن من معرفة المجرم وراء كل هذه الوفايات في صفوف الرجال

بسرعة لاح تفكير بخلده و في أوقات كهذه و حتى يتحكم بأفكارها و أفعالها المقبلة لن يساعده سوى المقنع الأسود لذا تحدث

" اذا أنا سأغادر و لاحقا تعالي أنت و ماريا إلى الكتدرائية ...... لا أريد أن تتأخرا "

أومأت بسرعة لتزداد شدة تمسكها بماريا التي تحدق بكفيها التي على ذراعها ثم حدقت به

" فلتقدم لها وجبة الفطور في الحديقة لعل الهواء النقي يساعدها على ابعاد التوتر "

" حسنا سيدي الماركيز "

قالها ثم غادر ليقفل الباب خلفه و هي تركت العنان لتعبها ،  تركت ذراع ماريا عندها خانتها ركبتيها لتستندان على الأرض و ماريا بخوف سارعت تساعدها 

" آنستي هل أنت بخير ؟ "

عندها نفت هي بينما تسند كفيها على الأرض

" لا ..... لست بخير " 

*

في الخارج امتطى الماركيز حصانه الأسود فتحرك به عندها أشار لفيردي أن يقترب منه و سانتو شعر بالانزعاج فمنذ أن أتى من منزله و الماركيز لا يتحدث سوى مع فيردي و يطلب منه أن يقوم ببعض الأمور ..... هل يعقل أن يأخذ مجنون مكانه ؟

" كما أخبرتك فيردي "

ابتسم و ظهرت الأماكن الفارغة لأسنانه

" حسنا ماركيز "

ثم بعدها اختفت ابتسامته و تحدث

" و لكن أنت سوف تسمح لي أن أكون الماركيز في السوق بدون أن يضربني جنودك "

" أجل ...... تنهي المهمة التي كلفتك بها و تركض في السوق بصوت عالي أنك الماركيز "

" حسنا "

قالها بسعادة ليركض مغادرا نحو الحضيرة حتى ينقل الحصان الأبيض و سانتو كان يحدق به بحقد حتى انتبه له تشانيول الذي التفت ناحيته و انتظره كثيرا أن يمتطي حصانه حتى ينطلقا و لكنه فقط يحرك شفتيه و واضح أنه يشتم فيردي 

" لا أصدق أنك تحسد رجلا مجنونا "

عندها حدق به و توسعت عينيه

" ما الذي تقوله سيدي الماركيز ؟ "

" أقول ما هو واضح ..... هيا بسرعة قبل أن يفوتنا الوقت "

امتطى حصانه و هو منزعج فالماركيز لا يفوت فرصة بدون أن يوبخه و الآن أصبح يوبخه من أجل فيردي المجنون ،  انطلق الماركيز  ليغادر متبوعا بسانتو والذي تحدث عندما تذكر شيئا مهما 

" لقد تخلصنا من الجرذان الميتة "

" يستحسن أن يتم دفنها حتى لا تتسبب بالأذى لمن يعثر عليها "

" لقد دفناها سيدي "

" أحسنت سانتو "

عندها سانتو تفتحت أساريره سعادة لأنه أثنى عليه أخيرا و الآخر ابتسم فقد أدرك نقطة ضعفه و زاد من سرعة حصانه عندما ضرب مؤخرته بقدمه

*

حاولت ماريا تهدئة آميا و صنعت لها شرابا عشبي ليهدئ أعصابها و بعدها ساعدتها في ارتداء ملابسها ثم سرحت لها شعرها ، أرغمتها لتتناول فطورها لتصبحا أخيرا جاهزتين من أجل المغادرة ، هي لا تدري ما الذي يريده منها في الكتدرائية و لكن ما دامت ماريا ستكون معها هي ستكون مطمئة

سارت قبلها ماريا و هي من خلفها بينما تضع برنسا يناسب لون ثوبها الأزرق ، خرجت ماريا و استغربت عندما لم تجد العربة التي أخبرتهم أن يجهزوها متوقفة فتحدثت لأحد الحراس

" أين هي عربة الليدي آميا ؟ "

"  كسرت عجلتها عندما كنا نجهزها  "

" ماذا ؟ "

قالتها ماريا بانزعاج و آميا اقتربت لتتأبط ذراعها و تحدثت

" لا مشكلة لدي في السير "

" و لكن سنمر بوسط السوق "

" سيكون أفضل "

عندها استسلمت ماريا و سارتا فعلا في طريقهما للكتدرائية ، شعرت آميا ببعض الحرية فهي لم تعتقد أنها ستتجول في الشوارع بعد زواجها و لكن هاهو كل شيء ينافي توقعاتها ، كانت ماريا تسير و تثرثر بينما هي سعيدة و تحكي كيف الماركيز  طرد ليلة  أمس عمته الليدي بعد أن وضع أمامها الغطاء الذي عليه علامة طهرها و نقائها  ....  و كل ما كانت تفكر فيه آميا أن ذلك الغطاء و تلك الدماء سبب موتها إن لم تتحرك

و بينما هما تمران في السوق سمعت فوضى و شخص يصرخ بأنه الماركيز ثم يصهل كحصان فتوقفت و التفت لترى فيردي الذي كان صاخبا أكثر من العادة و لا أحد اقترب منه من جنود الماركيز بينما الناس يحدقو به و يضحكون ، ماريا أبعدت كف آميا و وضعت كفيها على خصرها لتتحدث بسخرية

" من يعتقد هذا المجنون نفسه ليقول أنه الماركيز ؟ "

و في لحظة غفل بها الجميع سُمع بها صهيل حصان حقيقيّ و طرق أقدامه الصاخب من خلفهم  فالتفتت آميا و توسعت عنيها عندما رأت المقنع الأسود على حصانه الأبيض و الجميع دهشوا و بمجرد أن مر بقربها حملها بذراعه ليضعها أمامه على حصانه و ابتعد مسرعا ..... من بين الجميع خطفها و ماريا توسعت عينيها بينما تحدق بكفيها ثم رفعت نظراتها لتلمح المقنع الذي سرق آميا من بينهم في رمشة عين قبل أن يختفي نهائيا

" آنستي .......... "  

صرخت بها ثم نفت لتهمس لنفسها

" الجميع سوف يموتون اليوم " 


نهاية الفصل الرابع عشر من

" أكوا توفانا " 

أرجو أنكم استمتعتم أعزائي 

إلى أن نلتقي مع فصل آخر كونوا بخير 

سلام 

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro