Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل الحادي عشر

صباح الخير قرائي الغاليين

استمتعوا بالفصل 


تعالت أصوات التصفيق فغطت على خفقات القلوب و نهفات الأرواح ، لقد غطت على ضعف الماركيز عندما سمع منها تلك الكلمة ، لربما يجدر بنا قول المقنع الأسود هو من ضعفت روحه عندما سمع كلمة الكره منها أما الماركيز فخطته تسير على أحسن ما يرام

تركها و ابتعد و لكن هي لا تزال تغمض عينيها و تتنفس بقوة ، لا تزال خائفة منه و أين المهرب ؟ بعد يومين ستترتب عليها واجبات زوجية نحوه و الجميع سيودون التأكد ...... هكذا هم العائلات الأرستقراطية و النبيلة

" لست أطلب حبكِ ..... و لكنني سأجعلكِ تبكين دموعكِ "

فتحت عينيها أخيرا لترفعها ناحيته ، لحظتها كأن الضعف التي لمحته داخل عينيه كان ضعفا قد رأته من قبل ، يجب أن تشعر بلذة الانتصار عندما أثنته عما كان سيفعله و أبعدته عنها و لكنها لا تشعر سوى بالبؤس

أشار لها نحو المقعد و تحدث ببرود

" اجلسي " 

و بمحاولة منها لتهدئة نفسها و الظهور بمظهر القوية هي سارت و جلست ، رتب ثيابه من خلفها ، رتب نبضاته و أولوياته فلا يجب عليه نسيان أن مهمة دخول آميا لحياة المقنع الأسود هي الحب و ارضاء قلب عاشق ، أما دخولها بحياة الماركيز فهي لكشف الجرائم التي ترتكب بحق الرجال ....... في كل زمان و مكان و أمام أي خصم ستجد الماركيز هو من ينتصر حتى أمام نفسه عندما يقف مقابلا للمرآة لأنه ببساطة نسخته الحقيقية

جلس على مقعده بقربها و أحدهما لم ينبس بكلمة اضافية ، الحب وقعه يسعد القلوب أما الكره حتى عندما نسعى اليه سيدمر القلوب التي باشرت باخراج زهورها الصغيرة

عندما أكون وحيدة بغرفتي ، واقفة على نافذتي

أحلم بالأفق و تعجز الكلمات عن البوح

قد تزورني أشعة الشمس

لكن غرفتي لا ضوء فيها

وأدراجي جميعها فارغة من كلماتي التي لم تعد تسعفني

كلماتك هجرتني

فخلفت مساحات شاحبة على أوراقي

عندما لا تكون معي و أقف أنا على نافذتي

سيرى الجميع قلبي الذي أضأته أنتَ

سيرى الجميع ملامحي مبتسمة أو حزينة بسببك انتَ

و أنا وحدي من لا تستطيع رؤية ملامحكَ

فهل حان وقت الوداع

حان وقت عبور الأماكن التي كنت فيها بدونك

حان وقت ركوب سفن عبر البحر و أنا أدري أنها غير موجودة

هل حان وقت الوداع ؟

*

عندما تكونين بعيدة أمتطي حصاني و آتي اليكِ

عندما تكونين بعيدة تتدفق كلماتي و تعبر مساحة أوراقي

فأعلم أنكِ معي هنا يا قمري

و يا شمسي التي تضيء الدنيا

فهل من العدل قول الوداع ؟

هل يحق لي أن أحبكِ و تكرهيني ؟

قد نعبر البحار بسفن غير موجودة و نذهب لتلك الأماكن التي كنا فيها بدون أن نكون

قد توجد السفن و لكن تختفي البحار

فلا نعبر نحن و لا تشرق الشمس

فهل حان وقت الوداع ؟


كلمات مستوحات من أوبيرا " أندريا بوسيلي "

Time to say goodbye         

و انتهت الأوبيرا بقول " الوداع " فهل سيكون نهاية حتمية لهذه القصة المعقدة التي حكم عليها بالموت قبل الولادة ؟ قدم الممثلون و المغنون تحياتهم وسط تصفيقات صاخبة و سعيدة و وحدهما من كانا يجلسان بدون حراك ، ألا يكفي حراك مشاعرهما على وقع ارتفاع و انخفاض الكلمات كالأمواج التي من دون بحار

التفت بجانبية يحدق بها هي من خانتها دموعها لأول مرة ، فخانته نبضاته و همست لقلبه أنها تبكي على قلبها الذي ضاع ، أخبرته أن انعكاسه في المرآة الذي يراه كل ليلة انتصر عليه و هو انتصر على الحياة لا غير ...... أهو انتصار فعلا ؟

تنهد و استقام ليقترب و يقدم لها كفه فرفعت نظراتها و رمقته بعينيها المبتلة بدموعها ، لطالما كره الدموع فلما عشقها في هذه اللحظة ؟ لما أصبحت علامة طهر و براءة لا علامة خبث و نفاق بنظره الآن ؟

أدركت أنها تجعله يرى دموعها التي أقسمت له أنه لن يراها و لن يلمس ضعفها عبرها ، بسرعة أشاحت عنه لتحاول البحث عن منديل في حقيبتها التي تعلقها بكفها فمكان منه سوى أن يبتسم ، سحب كفه له و وجد نفسه يخرج منديله الخاص من جيبه و عاد يقدمه على كفه التي يقدمها لها

" هاهو منديلي حتى تمسحي دموعك التي لا تريدين مني رؤيتها "

توقفت و حدقت ناحيته بجانبية و هاهي شفتيها تعبسان و لا تدري بالضبط ما الذي يصيبها ، قربت كفها لتأخذ منه المنديل وباستخدام كفيها معا أمسكت به و قربته لتجفف دموعها

" هيا بنا "

 الآن فقط يمكنها الالتفات له فوضعت كفها بكفه و استقامت ليغادرا قمرتهما الخاصة ، سارا بالرواق المظلم نسبيا فهناك قناديل تحمل شموعا متراقصة نيرانها على الجدران ، نزلا الدرج الداخلي عندها تصادفا مع جموع الناس و الذين كلما صادفوه قدموا له احتراماتهم

كان يمسك بكفها وبكفه الأخرى يمسك قبعته السوداء حتى وصلا بقرب العربة ففتح أحد حراسه الباب و هي صعدت ثم صعد هو من خلفها و أقفل عليهما الباب ، جلسا مقابلين لبعضهما و كانت قد سحبت كفها من كفه لكنها لا تزال متمسكة بمنديله و تهرب من عينيه التي تلاحقها

ابتسم بخفوت و شاركها نظرها عبر نافذة العربة ، شوارع مظلمة و قمر خجولة أنواره و هاهو المقنع الأسود يلوح طيفه في الأفق ، تبادلا الصمت طوال الطريق حتى توقفت العربة بقرب منزلها و هي رفعت نظراتها أخيرا لتخصه بواحدة حزينة ساحرة طاعنة للفؤاد و الهوا

قربت كفها التي تحمل المنديل حتى تعيده له و هو فتح كفه حتى يرحب به هو من تملأه ملوحة دموعها و لكنها في آخر لحظة تراجعت لتعود و تنظر نحو عينيه

" أعتقد أنه علي تنظيفه أولا "

خيبة نسفت أحلامه الساذجة فسحب كفه و كعادته أجابها

" جيد أنكِ انتبهتِ .... فلا يجوز اعادة منديل ملوث لصاحبه قبل تنظيفه "

قلبها يؤلمها بشدة و مشاعرها مجروحة بعمق حيث لا يمكنها مجارات شجاراته في هذه اللحظة فنبست بخفوت

" آسفة سيدي الماركيز على عدم انتباهي "

أومأ بصمت فقد لمس حزنها و هي اقتربت من الباب بعدما فتح و قبل أن تنزل نبست بهدوء

" ليلة سعيدة سيدي الماركيز "

نزلت فراقبها عبر الباب المفتوح حتى دخلت و أقفل الباب خلفها عندها أقفل بابه هو كذلك فابتسم بغضب يجيب ليلتها

" أي سعادة تريدين مني أن أشعر بها يا آميا ؟ "

انطلقت عربته تبتعد و كلا الروحين جريحتين ، كلا الروحين تنزفان فهل ستختلط الآلام و تختصر في يوم ؟

*

جلست و وضعت حقيبتها بجانبها على السرير و هاهي تترك العنان لدموعها ، هاهي تضع كفها على قلبها و روحها التي تئن بألم ، روحها التي تثور ضدها ........ الانسان يحتاج لبصيرة قوية لا بصرا لا يفقه شيئا

رفعت نظراتها نحو نافذة غرفتها المقفلة فرأت أشعة القمر الخجولة تتسلل بخفة عندها همست بألم

" هاهو القمر بخجل يداري أشعته ، إنها آمنة فلما لا تظهر ؟ أم أنك صدقت كلمات الوداع التي قلتها ؟ "

و هل يوجد عاشق بامكانه تصديق أو حتى الاستسلام لكلمات الوداع ؟ هل هناك من يرى دموع معشوقته و يستطيع الاختباء في الظلام ؟

بعد أن خبأ قناعه الأسود بعيدا جدا عاد ليخرجه في هذه الليلة ، لقد وضعه على الطاولة بجانبه عندما مدد ورقته و وضع بجانبها المحبرة ، غمس ريشته حبرا فقطرت على الورقة و لم يستطع كتابة ما يشعر به ، إنه وضع سيء و كل سيء لا يظهر إلا ليلا عندما يسكن الجميع و تتعالى فقط أصوات الآلام

" من مثلي لا يمكنه تصديق أو الاستسلام للوداع ، سيكون بالنسبة له مجرد كلام قيل بلحظات الحزن و العتاب ، كلمات ستحلق واحدة تلوى الأخرى عندما تتلاقى القلوب في ليلة خجولة كليلة اليوم ، في ليلة جفت فيها البحار و تحطمت فيها جميع السفن فاختفت كل تلك الأماكن التي كنا فيها بدون أن نكون ........... المقنع الأسود "

ليس نصا مقتبسا ، ليس كلاما بليغا ..... إلا أنه مليئا بالمشاعر الصادقة ، وضع الريشة جانبا ثم نفخ على الورقة بهدوء ليلفها ثم أخرج شريطا صغيرا أسود و وضعه عليها ، استقام ليضعها على الطاولة ثم أخذ قناعه الأسود ، وجه و ملامح القناع هي الوحيدة التي تعرفها حبيبته الصغيرة ، ربطه خلف رأسه ثم تقدم نحو سريره و أخذ برنسه الأود الطويل ، وضعه على كتفيه لينتهي عندما وضع قبعته

عاد يقترب من الطاولة و أخذ الرسالة ثم خرج بهدوء يسير في الرواق المظلم حتى وصل للحضيرة بقرب الباب الخلفي للمنزل حيث كان يقف سانتو الذي جلب الحصان بعد أن أرسل له أن يأتي به ، أخذ لجامه منه ثم سحبه ليسير به بهدوء و سانتو التفت ليحدق بظهره و تحدث

" ألم تقل أنك تخليت عن هذا الرجل ؟ "

عندها توقف فتوقف معه الحصان ، رفع رأسه نحو السماء ليلمح القمر الخجول ، لقد وجد نفسه يبتسم ليجيبه

" هي من رفضت التخلي عنه "

تركه و عاد يواصل سيره نحو منزلها مرى أخرى لعلها تفتح نافذتها و تكون بانتظاره مع رسالة تروي عطش مشاعره البريئة لها

و القلوب وحدها من تستطيع تبادل الهمسات و العهود التي لا تنكث ،لأنها في ليلة كهذه وحدها من تتبادل عذب الكلمات مع بعضها

" الأمواج هادئة و السفن غير موجودة حتى تعبر بنا إلى تلك الأماكن التي لم نزرها ....... اعتقدت أنني قوية و لكننني كلما وقفت بجانب نافذتي اختفى ضوء الشمس و حتى القمر ، تتدفق كلماتي التي تخونني كلما حملت ريشتي لأدونها لك حتى تحفظ و تكذب لساني ..... و في النهاية لا يسعنا سوى قول الوداع "

وضعت ريشتها و نفخت بأنفاسها الواهنة على حروفها حتى تجف ، لفتها لتفتح صندوقا صغيرا و أخرجت منه شريطا أحمر صغيرا ، ربطت به الرسالة ثم استقامت و لم تسر سوى عدة خطوات لتفتح النافذة

بمجرد فتحها للنافذة هبت نسمة لطيفة للغاية و حركت خصلاتها الطويلة بخفة ، أغمضت عينيها فسمعت طرقا على الأرض تعودت سماعه عندها ابتسمت بدون أن تفتح عينيها و قد كان الصوت يقترب كل ثانية أكثر من سابقتها و عندما توقف بذلك الصخب الذي سكن روحها هي فتحت عينيها لتقع على من وقف مقابلا لها في الشارع

ابتسمت تضم كفيها نحو قلبها و لم يسعه سوى أن يبتسم ، نزل عن حصانه ثم ترك لجامه فترحك في مكانه يدق مع قلبهما مع الأرض الحجرية ، اقترب و هي رمت له برسالتها من نافذتها ، وقعت بقرب قدميه فدنى ليحملها ، شد بكفه عليها مبتسما ثم استقام

كان قد جهز رسالته مسبقا و ربط حجرا صغيرا مع الشريط و أشار لها أن تبتعد عن النافذة ففعلت و هو رمى برسالته لتستقر على أرضية غرفتها مع اصادر الحجر لصوت على اثره استيقظ أصحاب المنزل

أنيرت القناديل و هي بعد أن أخذت الرسالة سارعت نحو النافذة فرأته يمتطي حصانه ، ابتسم و رفع ذراعه ليلوح برسالتها التي حصل عليها ثم انطلق مغادرا و هي ابتسمت ثم لوحت بكفها لتشعر بالبهجة بعد كل ذلك الألم الذي صاحبها في هذه الأمسية

بسرعة تخلصت من ثوبها الثقيل و ارتديت ثوب نومها الأبيض ، وضعت شمعدان شمعتها على الأرض تحت النافذة و فتحت رسالته لتبحر بدون سفن بين أمواج كلماته ،  تجولت بين أروقة جمله و تسلقت مشاعره بكل شجاعة و بسالة 

أما هو عند وصوله فقد أعاد الحصان الأبيض لحضيرة منزله ........ تبين أن المقنع الأسود انتصر على الماركيز في النهاية

وقف في غرفته بقرب الطاولة مقابلا لنافذته الكبيرة هو الآخر ، أحد كفيه خلف ظهره بينما الأخرى تمسك برسالتها المفتوحة ، قناعه على الطاولة بجانب شريطها الأحمر و شمعدان الشمعة المتمايلة شعلتها كأنها تراقص نبضاته المرتجفة لكلماتها العاشقة ، داخل الورقة و بين الكلمات كان الماركيز عالقا يقاوم شوكها أما المقنع الأسود كان يبحر فيها بسلاسلة ، يركض في أروقتها و يتسلق جدرانها بكل بسالة ......... في النهاية عادت البحار و ظهرت السفن و هاهما يزوران تلك الأماكن البعيدة معا

*

تشرق الشمس و جزء من بهجة المشاعر يحلق لنعود للواقع و نستغرب مشاعرنا التي حلقت بنا ليلا ، وقفت أمام مرآتها الطويلة و كانت تحدق بنفسها و ماريا كانت تعمل على ادخال خيوط المشد في أماكنها و هي تحدثت بينما تبتسم

" ماريا هلا شددت المشد اليوم ؟ "

ماريا التي كانت تعمل بتركيز توقفت فجأة و تقدمت لتطل عليها عندما أمالت رأسها ، انتبهت آميا لحركتها لتنزل نظراتها تحدق بها من فوق ثم حركت رأسها متسائلة

" لما هذه النظرة ماريا ؟ "

" المشد يعني رفع للنهدين و  ابرازهما "

" أدري "

عندها تركت كل شيء و وضعت كفيها على وجنتيها لتنفي عندما وقفت أمامها 

" هل يعقل أنها حمة ؟ ..... يجب أن نبلغ الماركيز حتى يرسل لك الطبيب فغدا الزفاف  "

و قبل أن تكمل حمقها صرخت آميا بوجهها

" أنا لست مريضة و لا تذكري الماركيز أمامي .... أيضا لا تذكريني أن غدا يوم مماتي "

عبست ماريا و عادت لتقف خلفها ، أمسكت خيوط المشد و شدتها بقوة لأنها مغتاظة منها و آميا خرج منها تأوه لتنهرها

" ماريا توقفي عن أفعالك الطفولية "

" آسفة آنستي "

انتهت ماريا من مساعدتها في ارتداء ثيابها فكان ثوبها أبيض به بعض الخطوط السوداء ، غير متكلف و لكنه يجعلها حسناء ، سرحت لها ماريا شعرها و وضعت لها عليه شريطا أسودا ثم أصبحت جاهزة للخروج فقد قررت أن تلبي دعوة جوليا و ترى ما الذي يمكنها اقتناءه

لربما في طريق عودتها أو ذهابها قد تلاقي المقنع الأسود ليخطفها بحب على حصانه فتتخلص من ثقل قلبها الذي يصيبها كلما تذكرت أنها غدا حقا ستفقد نفسها لرجل مستبد يتفنن بطعن كرامتها و يذكرها في كل حين أنه اشتراها بماله الكثير و ذهبه المرصوف

وضعت ماريا على كتفيها برنسها الأسود ثم سلمتها حقيبتها لتعلقها بكفها و أصبحتا جاهزتين للخروج ، غادرتا الغرفة و عند نزولهما كانت السيدة أوردولافي قد تجهزت فعلا و تنتظر آميا ، هي بالتأكيد لن تتركها لوحدها فتنهدت و نزلت آخر درج لتقترب منها والدتها و تحدثت

" تبدين رائعة عزيزتي "

ابتسمت بخفة لها لتجيبها

" شكرا أمي "

غادرتا المنزل و ماريا كانت خلفهما و عندما كانت ستصعد والدتها بالعربة هي أصرت أن تذهب مشيا متحججة أن حريتها هذه ستفقدها غدا و لن تكون آميا البسيطة

بعد مدة من السير و عبور السوق المليئة بالناس وقفنّ أخيرا أمام محل جوليا ، حدقت فيه آميا و شعرت بالغربة من هذه السيدة و ماريا تحدثت من خلفها

" هيا لندخل آنستي "

و والدتها أخيرا سحبت كفها من على ذراع آميا و تحدثت

" سوف أمر على الخياطة أولا حتى أتأكد أنها تعمل على ثوبي و أنتما انتظراني هنا "

" حسنا أمي "

عندها ماريا شعرت بالبهجة فآميا ستقتني لها بعضا من مستحضرات التجميل حتى تكون جميلة في اليوم الموالي

" هل ندخل ماريا ؟ "

قالتها آميا بينما تحدق بها و تبتسم لتحرك الأخرى رأسها موافة بسرعة و سارتا تدخلان ، دفعت ماريا الباب ليفتح عندها قابلتهما جوليا بابتسامة كبيرة

" مرحبا سيدة جوليا "

قالتها آميا لتمسك الأخرى بثوبها قليلا و تنحني بخفة تقدم احترامها لها

" مرحبا ليدي آميا "

*

سمع طرق قوي لحصان شديد سحر أسود اللون و هاهم الناس يبتعدون عن طريق الماركيز و الذي توقف أخيرا بقرب الكتدرائية ، تحرك به حصانه قبل أن ينزل منه و اقترب أحد الحراس ليمسك بلجامه و أخذه نحو الحضيرة و هو صعد الدرج الرخامي للكتدرائية ليدخل

كان يسير في الرواق و سانتو استقبله عندما ركض اليه و تحدث

" سيدي الماركيز رامولينو ينتظرك في مكتبك "

ابتسم بجانبية ليبعد قبعته ثم يجيبه

" اذا هيا بنا حتى نكتشف مزيدا من أسرار قضيتنا "

" هل تشك أنه سم ؟ "

" و هل هناك طريقة تخولهن فعل كل هذا من غير شبهات غير سم فتاك لا نزال جاهلين له ؟ "

وصلا بقرب المكتب فوقف هو ليبعد قفازتيه السوداء الجلدية و سانتو فتح له الباب ليدخل و رومالينو استقام ليلتفت و يبتسم بخفوت

" سيدي الماركيز سعيد برؤيتك "

" و أنا أسعد رامولينو "

تقدم ليجلس مكانه و وضع قفازيه على جانب طاولة مكتبه ثم أشار لرومالينو

" اجلس رجاء رامولينو "

جلس هذا الأخير من جديد و سانتو وضع قبعة الماركيز على القفازين فوق طاولة المكتب فأشار له تشانيول بابتسامة تكاد تكون ساخرة

" اجلس سانتو "

و سانتو ابتسم بسعادة و سارع ليجلس و تنهد ببعض الألم ، تجاهله تشانيول ليحدق برامولينو و تحدث

" لقد استدعيتك من أجل عمل مهم رومالينو حتى تساعدني به و لكن لا أرد من السر أن يخرج عن ثلاثتنا "

ابتسم رامولينو ليجيبه

" كن مطمئنا سيدي الماركيز ..... و لكن فيما يمكنني مساعدتك أنا ، تدري أنني كميائي فحسب "

" و نحن لا نحتاج سوى علمك في الكمياء رامولينو لذا لا تستهن بنفسك و علمك "

شعر رامولينو بالسعادة لثناء الماركيز عليه و الآخر فتح درج طاولة مكتبه ليخرج ورقة ثم قربها من رامولينو و وضعها أمامه ليتحدث

" افتحها "

فتحها و سانتو كان يراقب ردات فعل الماركيز ، كانت ورقة دون فيها سابقا كل أسماء الرجال الذين توفوا مؤخرا و مع أسمائهم دوّن نفس العوارض التي يعانون منها على فترات و حاول تقدير هذه الفترات على حسب أيام

كان يقرأ رامولينو بتركيز و اهتمام بالغين ليحرك رأسه في الأخير باماءة ثم رفعه ناحية الماركيز

" تبدو أعراضا عادية جدا "

" و هنا يكمن السر رامولينو  .... نحتاج خبرتك الآن و هذا سيجعلك تثبت جدارتك "

ابتسم رامولينو ليضع الورقة و تحدث

" مما لا شك فيه أن ما يتم به تسميم الرجال شيء عديم اللون و الطعم و ربما حتى الرائحة و هذا ما يجعلهم لا يشكون بأمر زوجاتهم كما لمحت سيدي الماركيز "

" أنت محق هذا فعلا ما أعتقده و أنت كمختص في الكمياء عليك معرفة هذه المادة "

" أنا أشك بمركب ..... "

" ما الذي تقصده ؟ "

قالها باستغراب متسائلا ليجيبه الآخر 

" لا يمكن أن يكون سما واحدا ..... هو بالتأكيد مركب من عدة سموم و هذا ما يجعلها تعطي هذه النتيجة النظيفة بحيث يكون موتا عاديا جدا "

" اذا هذا سيصعب المهمة أكثر "

" لا أعتقد فهناك شيء واحد نسبته أكثر من نسبة سموم أخرى ..... إنه سم اذا خلطت معه بعض السموم الأخرى سيمنحك النتيجة المطلوبة و يجعلك تتخلص من عدوك بدون أثر "

" تحدث رامولينو .... يبدو أنك تعلم عن ماذا تتحدث "

" الجميع يعرفه سيدي الماركيز ..... إنه الزرنيخ "

رفع هو حاجبه بينما يرمق رومالينو و سانتو تحدث أخيرا

" و لكنه سم اعتيادي نكتشفه بسرعة عادة "

من أخبره أن يتحادق و يتحدث الآن ، التفت له الماركيز بينما يعقد حاجبيه و نبس

" سانتو لقد قال مركب .... هل تفهم معنى مركب أو أركل مؤخرتك خارج مكتبي "

عندها سحب سانتو شفتيه للداخل و التزم الصمت و الماركيز أعاد نظراته و تركيزه لرامولينو

" لابد أن يكون للزرنيخ عدة ميزات كما سمعت من قبل "

" بالتأكيد سيدي الماركيز و أهم ميزة أنه لا يبقى بجسم الانسان حتى بعد الموت و ستجده يخرج منه ليستقر بالتربة "

عندها خرجت شهقات سانتو بينما عينيه متوسعة و هو يحدق برامولينو 

" هل تعني أننا سننبش قبور الموتى ؟ هذا اثم "

و هذه المرة حاول التحلي بالهدوء

" سانتو غادر فورا "

" سيدي "

عندها ضرب المكتب بكفه

" قلت إلى الخارج "

عندها استقام سانتو ليقدم احترامه له مع عبوس و خرج ، أقفل الباب و هو حدق فيه بعيض لينبس

" غبي أحمق "

ابسم رامولينو  و هو أعاد اهتمامه له و تحدث

" هل هناك مادة تكشف وجوده في التربة ؟ "

" للأسف سيدي الماركيز نحن لم نتقدم بعلمنا لدرجات متطورة جدا و لكن يمكننا استخدم حيوان ما "

فابتسم الماركيز و استقام ، أخذ قبعته و وضعها على رأسه ليستقيم رامولينو 

" هناك الكثير من الجردان تتجول في قبو الكتدرائية سوف أكلف سانتو بالقبض عليها .... لأن هذا ما يفلح القيام به " 


نهاية الفصل الحادي عشر من

" أكوا توفانا " 

أتمنى أنكم استمتعتم بالأحداث 

و إلى أن نلتقي مع فصل جديد كونوا بخير أعزائي 

سلام 

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro