الفصل الثاني عشر
مساء الخير أعزائي
وسامي متأسفة جدا لأنني لا أتفاعل كثيرا و لكنني مشغولة و أقضي غالب يومي خارج المنزل
سوف أنتهي قريبا من انشاغالي و نعود للتفاعل مع بعض لأن الفصول القادمة هي التي تحمل أهم ما في الرواية
استمتعوا
*
جرائم تنفذ كلها بطريقة واحدة خبيثة لأسباب متعددة و لكن أهمها هو اضطهاد الرجال للنساء و سيطرتهم على المجتمع ليكون مجتمع ذكوري ، الضغط دائما ما يولد الانفجارات العنيفة إلا أن الانفجار هنا كان رقيقا و هادئ ، فقط كالجنس المتسبب به ، لطيف معطاء محب و مليئ بالعاطفة و لكن ما إن تتم أذيتهن بأبشع الطرق سوف يتصرفن بحسب ما تمليه الغريزة الأنثوية ...... و يكون الانفجار سم يتسرب بين الثنايا فلا يمكن كشفه أو حتى ادانتهنّ
اذا كثير من الأسباب و الدوافع التي تعلق عليها النساء فعلتهن و النتيجة واحدة ، الموت للرجال و الخلود للنساء
وصل الماركيز برفقة رامولينو للمقبرة و كانا يمتطيان حصانينهما ليتوقفا و من خلفهما هناك عربة تابعة للكتدرائية تتبعهما فارغة ، أو يمكن القول أنها تحمل أكياس قماشية و على كل كيس ربطت ورقة كتب عليها اسم أحد الرجال الموتى
تحرك حصان الماركيز الأسود العنيف و الذي لا يستطيع أحد غيره التعامل معه أو امتطائه ، دنى قليلا عندما شعر بتوتر الحصان فأجواء المقبرة تبدو قليلا مهيبة ، ربت على رقبته و ابتسم ليهمس
" لقد اقتربنا يا صديقي ...... اقتربنا من حل العقدة و كشف سر اللعنة "
نزل عن حصانه فنزل رامولينو هو الآخر ، ربطا الحصانين للشجرة و سائق عربة الكتدرائة قربها كذلك من شجرة أخرى و ربط حصان العربة لها ثم فتحها و حمل الأكياس ثم حمل أدات تشبه الرفش صغيرة و الماركيز حدق به ثم أشار له
" هيا لندخل "
دخلوا للمقبرة و كانت الأجواء فارغة صامتة تثير الرهبة بينما هم يتقدمون ، توقف الماركيز أمام قبر الكونت ديلفيوري و حدق به ، افتعل حركة الصليب بينما يحدق به و فعل مثله كل ما رامولينو و العامل الذي رافقهما ،التفت لهما ثم تحدث
" اذن هل ستكون النتائج مضمونة ؟ "
" لقد قلت أنه مر على موتهم أكثر من أسبوع و هذه مدة كافية ليطفو الزرنيخ على سطح التربة كأنه يطفو على سطح المياه "
عندها أشار الماركيز للعامل أن يتقرب و أخد منه الرفش الصغير و كيس حمل اسم الكونت ديلفيوري ، انحنى ليسند احدى ذراعيه على ركبته و حدق بشاهد القبر ، ابتسم بسخرية و تمتم
" أرملتك الحسناء اعتنت بمكان رقودك الأبدي جيدا كونت ديلفيوري "
فتح الكيس ثم باستخدام الرفش هو حمل بعض التربة من جاب القبر حيث سيتركز أكثر لو خرج فعلا كما يقول رامولينو ، سابقا كل كميائي كان يدعى بالساحر لأن ما تقوم به هذه المواد عند خلطها و دمجها أشياء و تفاعلها لم تستطع عقول الناس الصغيرة و الساذجة أن تصدقها ........ و بالتالي كل شيء سيصبح من عالم الغيبيات بالنسبة لهم و نسوا أن الله منحهم أعظم نعمة و أقوى سحر ، إنه العقل
ساعده كل من رامولينو و العامل عندما اتبعا الأسماء بتوجيه منه حتى انتهوا من جمع التربة لعشرين قبرا من الرجال و تبقى كيسين فارغين ، دونت عليهم كذلك أسماء السيدتان المتوفيتان في غضون الشهر الذي مرّ
دنى أمام أول قبر الخاص بالنساء عندها رامولينو تحدث
" سيدي الماركيز ..... أعتقد أن عشرون عينة أكثر من كافية "
عندها ابتسم و حمل التراب ليجيبه
" فقط لنتأكد أن ما يتم هي جريمة ضد الرجال أو فعلا هي لعنة "
استقام ليحزم الكيس ثم التفت له
" و كما تعلم اللعنة لا تفرق بين الجنسين "
ابتسم رامولينو بعدما فهم قصده ثم أخذوا العينة الثانية من تراب قبر المرأة الثانية و انتهت المهمة عند هذا الحد في المقبرة و لم يتبقى سوى مواصلة تنفيذ التجربة في الكتدرائية
و بذكر الكتدرائية هاهو سانتو في القبو يعاني مع الجرذان ، لقد أمسك بعشرين جرذا برفقة بعض الحراس و وضعوهم في أقفاص حديدية ولا زال يلاحق واحد من مكان لآخر و يكاد يجن منه
" تعالى إلى هنا أيها الجرذ الحقير "
قفز عليه حتى يمسكه و لكنه فقط وقع على الأرض ليشعر أن أضلاعه تكسرت حينها أغمض عينيه و نبس بسخط
" تبا لك أيها الماركيز "
و في تلك اللحظة فتح الباب بقوة و الذي كان مقفلا باحكام حتى لا تهرب الجرذان ، و لأن صوت الباب كان صاخبا و غاضبا هو أغمض عينيه بعد توسعهما فجأة و نبس ببكاء
" اليوم نهايتي بدون امرأة ولا تسمم "
أجل لقد توقع أن من فتح الباب بتلك الطريقة هو الماركيز بعدما سمع آخر ما قاله عنه و لكن شخص اقترب منه و هو يمسك بجرذين من ذيولهما الغليظة ، كان شخصا أحول أسنانه الأمامية غير موجودة و تترك مكانا شاغرا في فمه ، اسمه فيردي المجنون ، ابتسم ليسحب مخاطه بينما مقدمة أنفه حمراء ثم تحدث بينما فعليا يحدق بسانتو و لكن بالنسبة لسانتو هو يحدق خلفه
" لقد قبضت على اثنين سيد سانتو "
قالها ليقربهما منه و سانتو صرخ ليعتدل و يجلس على الأرض
" أبعدها عني "
كانت الجرذان تتحرك بيديه بينما تصدر أصواتا و الآخر تحدث
" ها قد ساعدتك فهل تسمح لي برؤية الماركيز و الحديث معه ؟ "
فيردي معجب جدا بشخصية الماركيز و يجول شوارع روما و هو يمتطي عصاه الخشبية بينما يصرخ و يخبر الجميع أنه الماركيز دي باردي ، ذلك الصوت الذي صرخ في السوق أن يبتعدوا فالماركيز قادم
" قبل رؤيتك له هناك شرط "
كشر فيردي و سحب بقوة مخاطه حتى أغمض سانتو عينيه و وضع كفه على صدره ثم صرخ بوجهه
" كم مرة أخبرتك أن تنضف نفسك ....... هل تتوقع أن يراك الماركيز و أنت بهذه الرائحة البشعة ؟ "
استقام فيردي و سار نحو الباب و سانتو توسعت عينيه ليستقيم
" إلى أين ؟ "
فتوقف الآخر و التفت ليجيبه بكل بساطة
" ابحث عن جرذين آخرين في مكان آخر "
حدق سانتو بالجرذين و هما يتحركان بكفي فيردي ، لا طاقة له بالبحث عن جرذين أو حتى الركض و اللهاث خلفهما بالاضافة لشعور الاشمئزازا الذي يصيبه بينما فيردي أمسكهما بكل سهولة لذا تنهد
" حسنا سأجعلك تقابله و لكن إن صرخ بوجهك أو فعل لك شيئا أنا لست المسؤول "
ابتسم فيردي حتى ظهرت جميع أسنانه الواقعة و الغير الواقعة كانت قد نخرها التسوس ، اقترب و قرب الجرذين منه فصرخ على أحد الحراس و تحدث بأمر يقلد أحدهم
" ضعوهما في القفصين الباقيين و انقلوهم للأعلى ..... أريدهم بعد ربع ساعة أن يتواجدوا بالغرفة الفارغة بقرب مكتب الماركيز "
" هل أذهب معهم و أجلس هناك ؟ "
قالها فيردي و سانتو حدق به ، لن يتخلص منه اليوم حتى يجعله يرى الماركيز ، تنهد ثم جعله يلتفت و عندما خرج الحراس دفعه به ليركل مؤخرته
" اتبعهم و لاتتحرك أو تلمس شيئا هناك "
سمع ضحكه الصاخب ثم صراخه السعيد بينما يركض يتبع الحراس و هو التفت ليحدق ببقاي الأقفاض التي سوف تنقل ، اقترب و دنى قليلا ليسند كفيه على ركبتيه
" أنتم جرذان غير محضوضة أبدا لأنكم وقعتم بين أيدي الماركيز ....... "
ابتسم بحمق فجأة و فرك كفيه ليقترب من أحد الأقفاص بعد أن اعتدل و نبس بصوت يشبه الفحيح
" سوف يشويكم و يقيم بكم وليمة الزفاف "
ترى هل سيكون بخير اذا تم الامساك به و هو يهرفل بهذه الحماقات ؟
*
في متجر جوليا كانت آميا تقف بقرب ماريا التي كانت تختار بعض العطور و مستحضرات التجميل
" آنستي هل تعتقدين أن هذا العطر سيناسبني ؟ "
قربت آميا كفها منها و تحدثت
" ضعي القليل هنا "
أخرجت ماريا عود العطر و بواسطته وضعت القليل على ظهر كف آميا و التي قربته لها فتوسعت عينيها باعجاب و التفتت لها
" إنه رائع ..... "
عندها تحدثت جوليا من خلفهما
" إنه غالي جدا عليك ماريا "
فالتفتت كل من ماريا و آميا ، عبست ماريا بينما آميا عكرت حاجبيها بعدم رضا و كأنها ردت عليها بتحدي ؟
" ليس غالي ....... خذيه و ضعيه بين أغراضنا التي اخترناها "
ابتسمت جوليا بطريقة غير مريحة ثم أخذته من ماريا
" أنت محضوضة ماريا لديك سيدة طيبة القلب "
التفتت تولهما ظهرها و سارت نحو طاولتها الخاصة و هناك وضعت العطر مع أغراض آميا التي اختارتها ، حدقت ماريا بأسف نحو آميا و الأخرى ربتت على ذراعها و اقتربت لتهمس
" لا تهتمي لها ...... هيا اختاري ما تبقى من أغراضك "
" حسنا آنستي "
عادت ماريا لتتوه بين الأشياء أمامها و آميا اقتربت لتقف بجانب جوليا و ألقت نظرة على مشترياتهما عندها جوليا التفتت لها و حدقت بعينيها ، شعرت آميا بنظراتها و حاولت تجاهلها لتتحدث الأخرى
" عينيك مطفأ بريقها ليدي آميا "
رفعت آميا عينيها ناحيتها و نفت بينما تعكر حاجبيها لتجيبها بسخرية
" ما الذي تقصدينه ؟ هل هناك منتجا تريدين بيعي اياه ؟ "
" أبدا ...... الأمر ليس متعلق بالبيع و الشراء ، إنه متعلق بقلبك و ارادته "
" ما الذي تدرينه أنت عن قلبي و ارادته ؟ "
في نبرتها هنا ظهر التحدي لأنها ليست ضعيفة أبدا
" واضح جدا أنك لا تريدين الماركيز ..... مع أنه شاب و يتمتع بوسامة كبيرة "
" لا تهذي بأشياء لا وجود لها "
قالتها و هاهي ثقتها تخونها لتتهرب من عيني جوليا الحادة
" للأسف هذياني واضح على وجهكِ .... أخبريني هل تملكين حبيبا سريّا "
رفعت آميا نظراتها ناحيتها و شعرت بالغيض من هذه المرأة لتقترب أكثر
" سيدة جوليا هذا الكلام قد أنقله للماركيز و حينها لن تكوني بخير "
في تلك اللحظة ترددت جوليا أكثر من السابق عن اخبارها بشأن النادي لتبتسم بتوتر و أجابتها بسرعة
" امرأة وفية أنت ليدي آميا .... كنت فقط أحاول اختباركِ "
" و من أنت لتختبريني ؟ "
قالتها آميا بغضب و الأخرى ردت عليها بخبث عندما اقتربت و همست لها
" ربما كلفت من طرف شخص ما ...... كوني حذرة من الماركيز لأنه ليس سهلا ، سمعت عنه أشياء مخيفة جدا "
ابتعدت لتحدق بعينيها و كأن بعض الخوف تسلل لقلبها
" أشياء مثل ماذا ؟ "
" أن هذا ليس زواجه الأول و كل زوجاته توفين بظروف غامضة "
و في تلك اللحظة و قبل أن تجيبها وقفت خلفها ماريا و تحدثت ببهجة
" لقد انتهيت من الاختيار آنستي "
التفتت لها آميا بسرعة ، تنهدت بقوة ثم تراجعت و تحدثت
" سيدة جوليا بكم ندين لك ؟ "
ابتسمت جوليا و بدأت بجمع الأغراض التي اقتنوها و عندما وضعتها في صندوق خشبي صغير تستخدم أمثاله للشخصيات المهمة لديها تحدثت
" قطعة ذهبية "
فتحت آميا حقيبتها المعلقة بكفها و سلمتها القطعة الذهبيّة ثم أشارت للصندوق و تحدثت
" ماريا أحمليه و لنغادر "
حملته ماريا و آميا بسرعة سارت نحو الباب و قبل أن تفتحه جوليا تحدثت
" أنا جادة أيتها الليدي إن احتجت مساعدة يمكنكِ اللجوء لي "
توقفت آميا ثم التفتت بجانبية
" ما المساعدة التي قد تقدميها أنت لي سيدة جوليا ؟ "
" لا تستهيني بأحد أيتها الليدي الصغيرة "
قالتها و التفتت توليها ظهرها ، صحيح أن الليدي جوفانا شخصية نافدة و لكن هي لن تخاطر بنفسها من أجلها و أجل تنفيذ مآربها بينما تعرض نفسها لخطر كبير ، في النهاية هي متأكدة من لجوء آميا لها و في كلى الحالتين ستكون مستفيدة
*
وقف الماركيز و هو يحدق بأقفاص الجرذان المصفوفة أمامه على تلك الطاولة الخشبية العتيقة و في تلك اللحظة قفز أمامه فيردي ليسحب مخاطه و تحدث
" سيدي الماركيز هل تعلم أنك أنا و أنني أنتَ ؟ "
حدق به ليتنهد بملل ثو وضع كفه على وجهه و دفع به
" ارحل من هنا يا هذا ولا تشتت انتباهي "
عاد فيردي الذي لا يتعب و لا يمل و اقترب مرة أخرى منه ليهمس له
" حصانك الأبيض جميل "
عندها حدق به الآخر بنظرات متوسعة ، غاضبة و متفاجأة ، كيف لمجنون أن يكون بقوة الملاحظة هذه و هذا الخبث ، عندها أمسكه من رقبته و دفع به لركن بعيد من الغرفة الموجودين بها و الآخرون كلهم كانوا يقفون بعيدا بينما رامولينو كان يقوم بعمله عندما كان يخلط المياه مع التربة من كل كيس على حدى و في اناء
شد على رقبته حتى تأوه فيردي ألما و نبس بخفوت
" ما الذي قلته ؟ "
" الحصان الأبيض "
" و من أين تدري أن لي حصان أبيض ؟ "
" أنا أنام بحضيرتك و رأيتك كثيرا تخرج به ..... حتى أنني رأيتك تأخذ آنسة جميلة و تهربان معا "
" اللعنة أنا في ورطة "
قالها ليترك رقبة الآخر و فيردي اقترب من جديد و همس
" لا تقلق لن أخبر أحدا .... فقط اسمحلي أن أنام في الحضيرة "
حدق به ثم سحبه فجأة من ثيابه ليقربه منه ، حدق بعينيه التي تحدق بعيدا ليتحدث
" أنظر الي "
" أنا أنظر اليك سيدي الماركيز "
قالها ليبتسم و تظهر أسنانه الواقعة
" سوف تذهب مع سانتو لمنزلي ، تستحم و ترتدي ثيابا نظيفة و تعمل على حراسة الحصان الأبيض وحده و الاهتمام به هل تفهم ...... و إن علم بأمره أحد سوف أعلقك في الساحة و أشنقك أمام الجميع "
توسعت عينيه و حدقتيه لا تزالان تحدقان بعيدا ليجيبه
" هل هذا يعني أنني سأنام في الحضيرة ؟ "
" المنزل كبير أيها المجنون "
تركه يدفعه بخشونة على الجدار و سانتو كان يحدق به و خاف من قول فيردي الكثير من الأمور التي سيقتله عليها الماركيز و نومه في الحضرة واحدة منها ، التفت هو و عاد ليقف بمكانه و رامولينو تحدث
" أصبحت المياه جاهزة سيدي الماركيز "
" قدموها لها و لا تنسوا أن تتركوا بجانب كل قفص الكيس الذي أخذت منه التربة "
" إنها مرتبة سيدي الماركيز "
قالها رامولينو و هو حدق بسانتو و تحدث بسخط
" أقفل الباب و سلمني المفتاح ثم أوصل فيردي للبيت و أخبرهم أن يحمومه و ينظفوه ثم تعالى لكي نتحاسب سانتو "
توسعت عيني سانتو و همس ببعض الخوف و صوت باكي
" لما سنتحاسب سيدي الماركيز ؟ "
" عمدما تعود ستعلم "
قالها و غادر و واضح جدا أنه غاضب فاقترب منه رامولينو و ربت على كتفه ليتحدث
" كان الرب بعونك سانتو "
غادر بينما يبتسم و فيردي اقترب و قرب وجهه من وجه الآخر بجانبية ثم همس
" هل نذهب سانتو ؟ "
عندها التفت له و أمسك برقبته
" ما الذي قلته له ؟ "
*
دخلت آميا لغرفتها و هي تعشر بعدم الراحة فما الذي كانت تعنيه جوليا و هي تخبرها أنه امتلك زوجات و كلهنّ توفين تحت ظروف غامضة ؟ شعرت بالقهر و الخوف بذات الوقت ، اقتربت من سريرها و جلست على طرفه بينما تحدق أمامها على الطاولة فرأت منديله موضوعا هناك بعد أن قام الخدم بتنظيفه
عبست أكثر ثم استقامت لتقترب منه ، قربت كفها و أخدته لتشد عليه ثم همست بقلة حيلة
" ما الذي يجب علي فعله الآن ؟ "
و بينما هي شاردة فتح الباب حتى بدون طرق و دخلت عبره ماريا و كانت تحمل فستان آميا الأبيض ، فستان الزفاف فهل يعقل أن يتحول لكفن لها بعد مرور أيام من زواجهما و يتحقق كلام جوليا ، ثم لما جوليا مستميتة لمساعدتها ؟ الكثير من الأمور تبدو مريبة
" لقد وصل ثوبك "
تقدمت و وضعته على السرير و آميا تنهدت لتضع المنديل على الطاولة مرة أخرى ثم اقتربت لتجلس بقربه و وضعت كفها عليه و ماريا لاحظت ملامحها المتغيرة كثيرا عن الصباح
" آنستي مند أن كنا في متجر السيدة جوليا و أنت لا تبدين بخير "
فرفعت نظراتها ناحيتها لتبتسم أسف و نبست بخفوت
" هل هذا واضح ؟ "
" أجل آنستي "
و قبل أن تقول شيء سمعت صوت والدتها المتذمر و التي يبدو أنها وصلت للتو
" لما لم تنتظراني ؟ "
" ماريا اقفلي الباب بالمفتاح أولا و تعالي "
عكرت ماريا حاجبيها و اقتربت لتقفله ثم عادت لتجلي بقربها على السرير و حدقت بعينيّ آميا
" ماذا هناك آنستي يبدو أمرا في غاية الأهمية ؟ "
" جوليا قالت شيئا غريبا و مخيف جدا عن الماركيز "
" ما الذي قالته تلك المرأة ؟ لقد بدأت أكرهها فعلا "
" قالت أن الماركيز كان متزوجا من قبل عدة مرات "
عكرت ماريا حاجبيها لتبتسم بنوع من السخرية
" هذه معلومة أسمعها لأول مرة صراحة .... ما أعلمه أنه عين في روما منذ سنة و هو لم يسبق له الزواج و هذه المعلومة مشهورة "
" كيف علمت أنت ؟ "
" سانتو أخبرني "
" و سانتو هل كان معه كل ذلك الوقت ؟ "
" لا أعتقد و لكن قال أنه يعرفه من قبل ..... إنه من عائلة ملكية آنستي و مشهور جدا و من الطبيعي أن الكثير من الناس يعرفون خصوصياته "
عندها نبست آميا بضيق و خوف واضح عليها
" ماريا الأمر ليس متعلقا بالخصوصيات لقد قالت أن جميع زوجاته توفين بظروف غامضة بعد مدة قصيرة من الزواج "
" انها تهذي الماركيز رجل راقي ولا يمكن أن ..... "
كانت تتحدث بتصميم و هي متأكدة و لكن في الأخير دب الخوف بقلبها هي الاخرى لتتوقف و تحدق فيها بغربة
" لا تزرعي هذه الأفكار في رأسي آنستي .... ثم لما سيتزوج أساسا اذا كان ينوي قتلهن "
" من يدري ربما هو مجنون .... مختل لا أعلم "
واضح انها خائفة جدا و ماريا شعرت بالحرية ثم حدقت بها
" امنحيني الاذن "
" من أجل ماذا ؟ "
" من أجل الخروج و التأكد من الأمر "
" ممن ستتأكدين ؟ "
" من سانتو سأجعله يقر و يعترف أعدكِ "
" أنا خائفة ماريا ..... ماذا اذا قتلني غدا ؟ "
" لا تخافي سوف أذهب بسرعة و أعود و لا أعتقد كلامها صحيح لذا أبعدي الخوف عنك و ابتهجي فغدا زفافك آنستي "
" بربك ماريا كأنك لا تدرين أن هذا الزفاف أكثر ما يجعلني حزينة "
عبست لتحدق أمامها ، و ما العمل إنه قدرها ، استقامت ماريا و ربتت على كفيها ثم تحدثت
" لن أتأخر سوف أعود بسرعة "
كانت ستخرج و لكن آميا لمحت مجددا منديل الماركيز على الطاولة فتحدثت بسرعة
" ماريا لحظة "
توقفت ماريا و هي استقامت لتأخذه ثم اقتربت منها و قربته منها
" هذا منديل الماركيز أعيده له و هكذا ستكون حجة مقنعة للجميع من أجل تواجدك هناك .... حاولي أن تسألي سانتو بطريقة لا تجعله يشك بأي شيء "
" حسنا "
أخذت منها المنديل و غادرت بسرعة ، و آميا سارت نحو نافذة غرفتها و وقفت كعادتها تحدق بالشارع لتتنهد و هي تتذكر المقنع الأسود فابتسمت و وضعت كفها على قلبها
*
في الكتدرائية كان سانتو ينزل الدرج و هو يشعر أن عضامه تم تكسيرها و وجنته منتفخة و بها زرقة ليهمس لنفسه بقهر
" كيف سوف أحضر الزفاف غدا بعد الذي فعله بي هذا المتسلط "
" من تقصد بالمتسلط ؟ "
قالتها ماريا التي وقفت خلفه و لم يراها ففزع و التفت ليضع كفه على قبه و توسعت عينيه
" ما الذي تفعلينه هنا ؟ "
أشارت خلفها ناحية المقعد الخشبي لتجيبه
" كنت في انتظراك ..... ثم ما بك ؟ "
عندها حاول التودد لها و التقرب منها
" الماركيز أبرحني ضربا "
" ما الأمر الغبي الذي فعلته ؟ "
" فضحت سرا له بدون قصد "
عندها توسعت عينيها و اقتربت لتسحبه معها ، كان محتارا من طريقتها فهي كانت تجزره كلما اقترب منها فوق المسموح ، وقفا خلف عمود كبير رخامي عندما نزلا بقية الدرج لتحدق بعينيه ، ضمت وجنتيه بكفيها و هو مباشرة أغمض عينيه و اتمدت شفتيه ضنا منه انها ستقبله أخيرا و لكن هي شرعت بالغيض من تصرفه الغبي لتضرب شفته براحة كفها ضربة قوية للغاية
" منحرف غبي "
بسرعة وضع كفه على فمه و توسعت عينيه لينبس بطريقة تجعل كلماته غير مفهومة
" لما فعلت هذا ؟ "
" أخبرني الآن بدون تذمر ..... هل الماركيز كان له زوجات و توفينَّ جميعهن بظروف غامضة ؟ "
توسعت عينيه و أبعد كفه
" ما هذا الهراء الذي تقولينه ؟ "
و في تلك اللحظة الماركيز كان يقف فعلا على الدرج و ما يجعله غير مرئي بالنسبة لهما هو العمود الرخامي العريض الذي يقف خلفه فابتسم و واصل نزوله للدرج بخطوات صامتة ، كل شيء يصب في مصلحته و لن يطول الأمر حتى يحصد جميع النتائج في وقت واحد
" اذا هو لم يكن متزوجا من قبل ؟ "
" بالتأكيد لا ..... هو كان يخدم بجيش الملك و لم يكن له وقت و الآن بعد انتهاء الحرب عاد إلى هنا "
" اذا لما هذه الشائعة منتشرة بين الناس ؟ "
" لأن شخصية الماركيز غامضة و غريبة بذات الوقت "
" هل يمكنني تصديقك و الوثوق بكلماتك ؟ "
" بالتأكيد جميلتي ماريا "
قالها بابتسامة لعوبة و حاول الاقتراب عندها سحبت كفه و وضعت بها المنديل ثم تحدثت
" سلمه للماركيز و أخبره أن الآنسة آميا أرسلته له "
مد شفتيه و هي غادرت لتتركه معلق بالهواء فالتفت و لم يجد سوى العمود فاقترب و قبله
" حبيبتي ... أنا أحبك "
ابتسم و عندما رفع نظراته وجد أحد الرهبان يحدق به بطريقة مشمئزة بينما ينزل الدرج فابتسم بغباء
" كنت أمزح فقط "
نهاية الفصل الثاني عشر من
" أكوا توفانا "
أتمنى تكونوا استمتعتم أعزائي و إلى أن نلتقي كونوا بخير
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro