Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل الثامن عشر


مرحبا قرائي الأعزاء

استمتعوا بالفصل 

*

هناك أرواح إن سرقت منا سوف تسرق الحياة ، هناك أرواح إن أطفأت نورها سيسود الظلام ...... و هناك أرواح مهما كانت سيئة إلا أنها تبقى بريئة أمام سوئنا و طبعنا الغادر ، هو استغل براءتها و جهلها بالكثير من الأمور ، استثار كرامتها و تعمد جرحها من خلالها عندما أدرك أنها أعز ما تملك 

هل لرجل مثله أحبها كل ذلك الحب أن يضحي بها ؟ ربما هناك الكثير من قصص الحب و ليس هو الرجل الوحيد الذي أحب حد فقدان العقل ، إلا أنه لم يفقد عقله و لكنه فقد قلبه عندما قرر أن يستخدمها ليكشف أسرار الجريمة التي تزايد عدد ضحاياها يوما بعد يوم ، عندما زرع بقلبها الخوف و الشك ضد شخصيته الحقيقية و هو يلبس قناعا أسودًا أخفى به ملامحه و هي مثل أي فتاة حالمة ساذجة حد الحماقة صدقت قصة الحب ....... بالرغم من وجودها حقا و لكن ما الذي سيحدث لقلبها إن علمت ؟

قفز من على حصانه بسرعة بمجرد أن وصل بقرب منزله ثم ركض للداخل عندها رأى عمال المنزل مجتمعين عند مدخل غرفة الجلوس و سمع صراخ عمته

" موتي يا حقيرة ..... هيا موتي "

كل ثانية ضائعة يمكن أن تحدث فرقا كبيرا لهذا اقترب بسرعة و دفع عمال المنزل بينما يصرخ

" عمتي .... "

و لكن الأخرى حقدها و عماها سيطرا عليها و لم تستجب حتى دفعها بقوة و التطم رأسها مع الأرض لتتأوه بألم أما هو فقد سحب آميا لحضنه و هي شهقت كمن حبس طويلا تحت المياه ثم سُحب فجأة ، وضعت كفها على صدرها بينما عينيها متسعتين مليئتان بالدموع

" آميا تنفسي جيدا ...... "

و هاهي أنفاسها لا تزال ضائعة بينما تنفي و تحاول التمسك بملابسه و دموعها عبرت حدود مقلتيها لتهمس

" أرجوك .....  أنقذني "

وضع كفه على وجنتها و ابتسم لها بصدق و ألم لأول مرة منذ التقيا

" لا تخافي لن يتمكن أحد من أذيتكِ و أنا على قيد الحياة "

ضمها له أكثر عندما قربها منه فشدت أكثر على تمسكها به عندها رمق عمته بحقد هي التي اعتدلت و رمقته كذلك بغضب ، استقامت بمساعدة خادماتها اللاتي اقتربن منها بسرعة و هو حمل آميا و استقام ليتحدث بصرامة

" لا أريد من أحد أن يغادر الغرفة ...... بيننا حديث طويل أيتها الليدي و أنتم أيضا "

قالها بينما يحدق بالخدم و الذين جميعا أحنوا رؤوسهم نحو الأرض ، حدق حوله باحثا عن ماريا إلا انها مختفية فعاد و حدق بهم

" أين ماريا ؟ "

الجميع التزم الصمت فالليدي لن ترحم أحد و هو صرخ من جديد

" قلت أين ماريا ؟ "

عندها تحدث الطباخ بسرعة

" مقيدة في الحضيرة "

" فكوا قيدها بسرعة و أخبروها أن تأتي للغرفة "

و بسرعة تم التنفيذ و هو غادر نحو غرفته بينما آميا لا تزال متعلقة كفها بثيابه و تشد بقوة خائفة من الموت الذي أخطأها بثواني قصيرة لا غير ، وصل لغرفته ففتح الباب و رأى كل شيء لا يزال على حاله ، رأى ذلك العشاء و تلك الوجبة التي خطط لها من البداية و هاهي أمامه و لكن بعض النتائج كادت أن تودي بحياة حبيبته التي كان ينوي أخذها و مغادرة المدينة بعد انتهاء كل شيء و لكن يبدو ذلك صعب المنال في الوقت الحالي فخططه أتت بثمارها و لكن بعض تلك الثمار تم استهدافها من طرف الغربان و خربوها

تقدم نحو السرير و بمكانه الذي تعود النوم به وضعها لتتوسد وسادته و عندما حاول الابتعاد هي تمسكت به و بذعر فتحت عينيها و نبست بضعف

" لا تتركني أرجوك ..... الليدي سوف تقتلني لأنني سيئة "

فوضع كفه على رأسها عندما دنى قليلا و نفى لينبس

" لن يقترب منك أحد آميا .... ثقي بي و كل شيء سينتهي قريبا ثم  نغادر هذه المدينة فقط ثقي بي "

" و لكنك لن تثق بي لأنني حاولت تسميمك "

" لقد تم دفعك لفعلها آميا ....... أعلم كل شيء فاهدئي ولا تفكري بشيء "

عبست أكثر و زادت كثافة دموعها و هو اقترب أكثر ثم قبل جبينها و هي لا تصدق أنه نفسه الرجل القاسي ، الرجل الذي اعتقدت أنه سيهاجمها و لكن حساباتها باءت بالفشل و بآخر لحظة هاهو يظهر جانبا آخر منه

طرق الباب عندها ابتعد عنها و استقام ليتحدث بنبرة صارمة

" تفضل "

ففتح و ظهرت من خلفه ماريا التي بدت تعيسة للغاية و حدقت بآميا بعبرة ملأت صدرها و الماركيز تحدث

" اقتربِ ماريا "

اقتربت هي بعد أن أقفلت الباب و عندما وقفت أمامه تحدث

" آسف لكل ما حدث لكِ و أنتِ ببيتي "

توسعت عينيها و رفعت رأسها نحوه ، لا تصدق أن الماركيز نفسه يعتذر لها ، حسنا ماريا كانت تعرف القليل عن جانبه الآخر و الذي كانت بسببه دائما تدافعه عنه أمام أفكار آميا تجاهه و لكن ليس لدرجة أن يعتذر منها 

" سيدي أنا الآسفة لأنني لم أستطع حماية الليدي آميا "

"الآن سوف تكون تحت حمايتك فابقي معها ولا تتركي أي أحد يقترب منها ........ كل ما حدث اليوم كان خطة بيني و بينها حتى أكتشف المجرم بسلسلة قتل الرجال "

توسعت عينيها و آميا حاولت الاعتدال في مكانها لتنبس

" هذا غير صحيح أنا "

عندها التفت و نهرها بسرعة

" ما أقوله ينفذ و غير هذا الكلام لا أريد أن ينتشر هل تفهمان ؟ "

لم تجبه آميا و لكن دموعها خانتها مرارا و تكرارا و أصبحت مجرد امرأة بكاءة ، ما الذي كانت ستفعله به و لما يدافع عنها باستماتة ؟ لما المقنع اختفى و الماركيز ظهر بشخصية أخرى نقيظة لما كانت تراه عليه من قبل ؟ 

" ماريا .....  "

نبسها بتهديد و هي بسرعة أجابته

" نعم سيدي الماركيز ....... الليدي آميا كانت تسير على خطتك معها حتى تقبض على المجرم "

" أجل هكذا .... و أنت آميا لا أريد كلاما آخر "

أومأت و هو غادر ليقفل الباب عندها اقتربت منها ماريا بسرعة و رفعت لها رقبتها لترى أصابع الليدي جوفنا على رقبتها فهمست

" الحقيرة يسكنها حقيد شديد عليكِ "

*

في مكان آخر و تماما بكنيسة صغيرة بأحد أحياء المدينة كانت تقف جوليا على الباب و تتحدث مع الراهبة المسؤولة عن الدير الموجود بالكنيسة

" أرجوك لا يوجد لدي مكان آمن غير هنا ..... أنا أطلب الأمان فامنحيه لي ليتما تشرق الشمس و أغادر "

تنهدت الراهبة الكبيرة المسؤولة في هذا الدير المرتبط مع الكنيسة الصغيرة ثم فتحت لها البوابة الحديدية و أشارت لها

" تفضلي ، أنت ستكونين بأمان إلى أن تخرجي من هذا المكان "

عندها ابتسمت جوليا بامتنان و هي من أقفلت الباب ثم أمسكت بكفي الراهة بعد أن وضعت كيسها القماشي على الأرض و الذي كانت تحمل به  أغراضها  الغالية ، حدقت بعينيها

" أنتِ سوف تحميني مهما حدث "

" ما دمت لجأت لهذا المكان المقدس فلا أحد يستطيع فرض سيطرته داخله مهما كانت مكانته جوليا ..... الربّ دائما مع المظلومين و نحن لا يمكن أن نخل بوعد قطعناه باسم الرب "

أومأت لها ثم فجأة ضمتها لترسم ابتسامة جانبية ، قد تخفق أحيانا و تدمر كل شيء و لكن كما بدأت من قبل عندما غادرت جزيرة صقلية و مدينة باليرمو سوف تبدأ مرة أخرى و ستكون أكثر حرصا ....... قد تلجأ للسلطات الدينية لكي تنجو بفعلتها عندما قدمت لها الراهبة و المسؤولة عن الدير وعدا بالأمان و لكن أمام رجل مثل الماركيز هل ستستطيع حقا أن تنجو بفعلتها ؟

*

بالعودة لمنزل الماركيز كان قد عاد مرة أخرى لغرفة الجلوس أين كانت تجلس الليدي جوفانا بملامح غاضبة و تضع كفيها بحضنها ، ظهريْ كفيها كانا مليئين بالجروح جراء مقاومة آميا و هو عندما وقف بقرب الباب وقعت نظراته على تلك الجروح و شعر بالغضب فدخل و العمال جميعهم وقفوا باعتدال و هاهم حائرين أمام الماركيز و عمته فمن منهما يتحكم بالأوضاع ؟ 

عندما شعرت بوجوده رفعت نظراتها له و ابتسمت بسخرية

" هل هذا جزائي لأنني خفت عليك ؟ "

" آميا بريئة و لم تفعل شيئا " 

" بل هي مجرمة حاولت تسميمك ..... لقد تمادت كثيرا و لجأت لجوليا اللعينة "

عندها عكر حاجبيه فهو لم يذكر اسم جوليا ، كيف علمت هي عنها ؟ هل يعقل أن شكه الأول تجاه موت زوجها كان صحيحا ؟

" آميا كانت تسير حسب خطتي أنا لكي أتمكن من الامساك بالمجرم الذي يزهق أرواح الرجال ..... ثم أخبريني من أين لك أن تعرفي أن آميا لجأت لجوليا ؟ كيف علمت و أنا لم أخبركِ ؟ "

عندها وجدت نفسها محاصرة و توسعت عينيها ، إنه خطأ مميت و يجب أن تتهرب منه عندها استقامت و بنبرة متوترة عالية تحدثت

" لا تحاول الدفاع عن تلك الحقيرة لأنك تحبها ..... هي ارتكبت جريمة و يجب أن تعاقب  "

عندها تقدم و صرخ بوجهها بينما يرفع سبابته

" لقد قلت أنها كانت خطة بيني و بينها ..... لست مضطرا للكذب عمتي و لاحقا سوف أعود و أحقق بجرائم تم ارتكابها منذ سنوات عديدة "

أخرسها عندما لمح أنه يشك بها و للأسف تفكيره لم يسول له  أنها كانت تنوي قتله هو الآن ، التفت للعمال و تحدث بصرامة و تهديد بينما يقترب منهم

" من تسول له نفسه أن يتحدث و يتهم آميا بمحاولة تسميمي سوف أقبض عليه و يعاقب بشدة ، أقسم أنني لن أتسامح مع أحد ..... كل ما يجب عليكم قوله أن الليدي ساعدت الماركيز في القبض على المجرمة عندما يتم سؤالكم  و اذا لم يتم سؤالكم أبقوا ألسنتكم داخل أفوهكم "

الجميع أومأ و هو التفت لعمته بعد أن صرفهم و هم غادروا ، حدق بها و تحدث

" ما دمت تعليمن الكثير من الأمور لابد أنك تعلمين أين ستلجأ هذه المرأة عندما تهرب "

شدت على كفها و رمقته بغضب أكثر لتنبس

" ما الذي تحاول قوله أيها الماركيز ؟  "

" لا أحاول قول شيء ........ أنت تعلمين أن موت زوجك كانت عوارضه نفس العوارض التي تصيب الرجال مؤخرا قبل موتهم  "

" هل أنت تتهمني بقتل زوجي ؟ "

" حتى و إن كنت قد فعلت فذلك فعل سيلطخ سمعة العائلة ...... "

عندها ابتسمت بشر و اقتربت لترفع سبابتها

" حاول معاقبتي و ستجد زوجتك الصغيرة تعلق بجانبي على حبل المشنقة "

" شهادتي سوف تنجيها "

" و شهادتي أنا سوف تجعل الجميع يشك بها ولا يصدقك ...... سوف أعمل كل ما يمكنني حتى تلقى جزاءها يا ابن أخي "

" عمتي لا تجبريني على التصرف بطريقة سيئة معكِ "

" جوليا ستلجأ للكنيسة الصغيرة  و تطلب الحماية الدينية ...... "

" يمكنك أن تعودي لمنزلك حتى أتدبر أمر مغادرتك للمدينة "

قالها بينما يشير لها بتحذير و هو مرغم على مخالفة القانون ، التفت حتى يغادر و هي وقتها ابتسمت

" لن تهزمني أيها الماركيز "

تجاهل هو كلماتها و غادر حتى يقبض على جوليا قبل أن تتمكن من الهرب مرة أخرى فعمته لطالما كانت مسيطرة و عندما خرجت الأمور عن سيطرتها هي سوف تتحدث حتى تنفس عما يوجد بقلبها

امتطى حصانه و غادر نحو الكتدرائية أين أخبر رجاله أن ينتظروه سابقا و من هناك سوف يذهبون للكنيسة الصغيرة التي يوجد بها الدير حتى يقبضوا على المجرمة التي قتلت لسنوات طويلة الكثير من الرجال فعند العودة لذلك الوقت الذي مات فيه زوج عمته منذ عشرين سنة يبدو أن القائمة ستطول لتتعدى المئات

أما الليدي استقلت عربتها و عادت لمنزلها ، كانت تشد على كفيها و تحدق بالجروح التي سببتها لها آميا بينما تفكر بآخر خطوة سوف تفعلها بحياتها ، لقد أدركت من رد فعله و هو مستميت لحمايتها أن الانتقام الحقيقي منه لن يكون بقتله لأنه فقط سيرتاح بل بقتل أكثر  شخص يحبه و أمام عينيه بدون أن يستطيع فعل شيئا  و هي لن تتردد

وصلت لبيتها لتتوقف العربة و فتح سائقها الباب لها لتنزل و تحدثت بهدوء

" جهز الحصان لأنك سوف توصل رسالة مهمة و خاصة للدوق "

" حسنا ليدي جوفانا "

غادرت تدخل و تجاهلت جميع خدمها ، دخلت لغرفتها لتقفل من خلفها الباب ثم اقتربت ببطئ لطاولة زينتها و أخذت علبة الأكوا توفانا و حدقت بها لتبتسم بجانبية ، ضمتها بشدة ثم سارت نحو طاولتها الموضوعة هناك ، أخرجت ورقة ، ريشة و المحبرة و وضعة علبة السم بقربها و شرعت بكتابة رسالة للدوق تعترف بها بجريمتها منذ عشرون سنة

سوف تكون بنظر الجميع عاصية و تود التوبة و هي تكفر عن كل ما فعلته بفضح جميع المجرمات ، و قد أخصت و شددت على ذكر آميا لتخبر الدوق أنها مجرمة و الماركيز سوف يحاول تبرئتها عندما يقول أنها كانت خطة وضعها معها و لكن الواقع غير ذلك ......... عندما تسقط على ألذ أعداءها أن يسقط أيضا ولا شيء سوف يجعله ينهار مثل تعليق زوجته و حبيبته على حبل المشنقة أمام أعين الناس في مدينة روما العظيمة

*

أما في الدير المتصل مع الكنيسة الصغيرة كان المااركيز يقف أمام الباب و من خلفه رجاله يحملون شعلات النار و هو تحدث بعدم تصديق
" ما الذي تقولينه سيدتي ؟ لا يمكنك أن تقدمي الحماية و الأمان لمجرمة قتلت عشرات الأرواح "

عندها تنهدت الراهبة و بأسف ردت عليه

" لا يمكنني الاخلال بوعدي الذي قطعته باسم الرب ...... تدري أن هذه الأماكن مقدسة ولا يجب تدنيسها ، عندما تغادر هذا المكان أنت حر بما ستفعله معها "

لعن تحت أنفاسه و الراهبة تركته لتعود للداخل فتراجع عدة خطوات و وضع كفيه على خصره ليرفع رأسه تجاه النوافذ الصغيرة و التي تصدر منها بعض الأنوار

" لن تتغلبي عليا جوليا بعد أن وصلنا لهذه المرحلة أقسم لك "

التفت لرجاله و تقدم ليتحدث

" بعضكم سيبقى هنا لحراسة مداخل و مخارج الدير و الباقي  هيا لنعد للكتدرائية فهناك ما يجب القيام به قبل أن تشرق الشمس "

" ما الذي سنفعله سيدي ؟ "

قالها سانتو و الآخر امتطى حصانه ليبتسم بجانبية

" نحن نحتاج لأهالي روما "

استغرب سانتو من كلامه الغريب كعادته ثم امتطى هو الآخر حصانه و غادروا عائدين للكتدرائية ، إن كانت للكنيسة حرمة لن يستطيع رجال السلطة من أمثاله أن يدنوسها بالرغم من أنها مدنسة بالفعل من أفعال رهبانها و الناس الذين يحتمون بها فغضب الناس و خوفهم سوف يكسر جميع الأبواب و لن تبقى أمامه أي حرمة منتصبة

وصلوا للكتدرائية بعد وقت فسار نحو مكتبه و تحدث بينما سانتو خلفه ، إنها ليلة بيضاء لن تغمض فيها الجفون حتى تعلق الرقاب على مشانق العدل ، بعد أن وصل و فتح الباب التفت له و تحدث

" اذهب لرامولينو و أخبره أن يأتي لي و معه عدته الكميائية "

عكر سانتو حاجبيه ليتساءل

" ما الذي ستفعله سيدي الماركيز ؟ "

" اذهب و بدون أسئلة سانتو لأنك لن تفهم شيئا ....... و تأكد أن الرجال يراقبون الدير جيدا "

" حسنا سيدي الماركيز "

غادر سانتو و هو تقدم ليقف بقرب النافذة و وضع كفيه خلف ظهره ليبتسم بخفوت ، إنها ساعات معدودة و لكنها طويلة لأن ما يليها سيكون الانتصار

غاب سانتو لبعض الوقت ثم عاد للكتدرائية و هو يحمل مع رامولينو صندوقا به بعض المواد الكميائية ، دخلا للكتدرائية و بينما هما يسيران نحو مكتب الماركيز تحدث رامولينو

" ألم يخبرك ما الذي يريده مني ؟ "

" لم يقل ..... تعلم كيف يعتبرني غبيا و لا يخبرني عن شيء "

عندها ابتسم رامولينو بخفوت ليتمتم

" لما الحقيقة مؤلمة دائما ؟ "

" ما الذي قلته ؟ "

تساءل سانتو بحدة و الآخر تجاهله ليكمل سيره نحو مكتب الماركيز ، وصلا إليه هناك فطرقا الباب ثم فتحه سانتو و هو التفت لهما

" هيا أدخلا بسرعة "

دخلا و تقدما ليضعا صندوق المواد الكميائية التي جلبها رامولينو كما أمر الماركيز  على الطاولة ، وقف بقربها ثم حدق بكل تلك الأغراض و تحدث

" أريد مادة تغير لون الماء بدون أن تسممه "

" أي لون تريده سيدي الماركيز ؟ "

قالها رامولينو بينما يحدق بالماركيز و يبتسم و الآخر فكر قليلا ثم نبس

" ما اللون الذي يصيب الناس بالذعر ؟ "

و سانتو بسرعة أجاب بينما يضع كفه على قلبه

" الأحمر ..... كلما رأيته شعرت أن لعنة ستحل قريبا "

" و أخيرا لك فائدة في هذا المكان "

قالها الماركيز ثم التفت لرامولينو و أشار

" نريده أحمر "

عندها رامولينو حمل علبة توجد فيها مادة كمائية ما إن تضاف للماء حتى يصبح لونه أحمرا مثل الدماء و سلمها للماركيز الذي شد عليها بكفه ، بعد ذلك غادر الثلاثة المكتب نحو المكان الرئيسي الذي تُزود به القنوات المنتشرة في المدينة بالماء و هناك صب الماركيز المادة و انطلقت لتكون حمراء و بعدها حدق بسانتو و تحدث

" خذ معك جميع الرجال و أيقضوا أهالي المدينة و أخبروهم أن جوليا سممت مياه روما و يجب أن نخرجها من الدير الذي تحتمي به "

و بغربة تحدث سانتو

" و لكن الأهالي ...... "

" قلت نفذ "

و بسرعة جمع سانتو رجاله لينفد و هو عاد مع رامولينو لمكتبه ، جلس هذا الأخير و هو وقف بقرب نافذته ينتظر نتائج تحركاته الواثق منها و الجالس تحدث بتساءل 

" هل علمت من يكون المجرم ؟ "

" أجل .... إنها جوليا توفانا "

" تقصد صاحبة متجر التجميل ؟ "

قالها رامولينو بعد أن استقام و سار ليقف بجانبه و الآخر التفت بجانبية ليومئ

" أجل ...... كانت قد صنعت سما اسمه أكوا توفانا و وضعته بعلب مستحضرات التجميل "

قالها ليخرج العلبة و قربها من رامولينو ليأخذها منه و هو يشعر بالصدمة ، كان يسمع عن ذكاء النساء و قدراتهن و لكن ما يراه الآن هو خبث

عاد يحدق به و الآخر أشاح عنه ليحدق بالخارج فتساءل

" كيف علمت ؟ "

" لم أعتمد عليك فحسب "

*

عمت الفوضى بروما و اشتعلت النيران على العصي و الجميع بات يركض بفزع و هلع ، وقفت الليدي جوفانا أمام نافذتها و هي تبتسم فهو لا يهزم مثلها تماما أما آميا التي كانت بقربها ماريا و تقفان بقرب النافذة شعرت بالخوف و الرهبة

تجمع الناس بقرب الدير و صرخوا مطالبين بجوليا و التي خسرت آخر دفاعاتها و سقطت في غضون يوم واحد مثل سفينة طفت طويلا في البحار و لم تحتج سوى لدقائق معدودة لتغرق و ينتهي أمرها ، بعد رفض الراهبة فتح الباب ، اقتحم الأهالي الدير و سحبوا من داخله جوليا فجرا لتساق للكتدرائية أين ينتظرها الماركيز

و بالعودة لمنزل الليدي جوفانا فقد وقفت أمام خادمها و سلمته الرسالة لتتحدث بصرامة

" تسلم الرسالة للدوق هل تفهم ؟ "

" حسنا سيدتي "

أخذ الرسالة و غادر ليقفل باب الغرفة و هي عادت بقرب الطاولة لتأخذ علبة الأكوا توفانا ، سارت نحو سريرها ببطء و جلست على طرفه ثم رفعتها أمام عينيها لتبتسم

" لقد حان وقت السقوط يا جوفانا و لكن لن أسقط وحدي ..... سوف أجعلك تتألم أيها الماركيز كما تألمت أنا طوال هذه السنوات ، العقاب ليس بأن تموت بل بأن تموت أمام عينيك تلك الفتاة "

فتحت القنينة و قربتها من ثغرها ثم أغمضت عينيها و شربتها كلها لتقع القنينة على الأرض و تتدحرج حتى وصلت بقرب قدم المقعد فتوقفت .......... إنها الحياة التي تنتهي بثانية و نخسر جميع أسلحتنا بها عندما يتلبسنا الشر فنتمسك به حتى لما بعد الثانية الأخيرة

و لأنه وقت السقوط و الخسارة فقد تم دفع جوليا أخيرا لتتوسد الأرض أمام قدمي الماركيز الذي كان يقف أمام الكتدرائية في انتضار وصول غريمته و غريمة جميع الرجال ، إنها الكابوس و اللعنة التي حلت عليهم لسنوات طويلة

حاولت سند نفسها على كفيها و عندما رفعت نظراتها الحاقدة هو انحنى ليسند ذراعه على ركبته و ابتسم بينما يحدق بعينيها

" انتهى أمركِ جوليا توفانا ........ يا طاهية السم " 


نهاية الفصل الثامن عشر من

" أكوا توفانا "

تبقى فصلين فما الذي تعتقدون أنه سيحدث ؟ 

إلى أن نلتقي في الفصل القبل الأخير كونوا بخير 

سلام 

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro