Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل التاسع

مساء الخير قرائي الغاليين 

استمتعوا 



تدق ساعة الصفر و يحق الحق فلن تجد مكان تهرب إليه منه ، كل شيء يدعوها لتكون تحت جناحه و لكنه يستمر بقول الكثير في حقها و يجلها تعتقد أنها لن تكون تحت جناحه قط ، لن تكون سوى تحت قدمه و كلماته القاسية التي تستهدف كرامتها و هي لا يوجد لديها أغلى من كرامتها التي تفنن الجميع في الدوس عليها 

شدت ماريا بقوة خيوط المشد فشعرت آميا أن أنفاسها تحبس و هذا ما جعلها تتحدث ببعض الضيق

" ماريا ألا تسطيعين رخيه قليلا ؟ أنا لا أشعر بالراحة به و هو مشدود لهذه الدرجة "

عندها من خلفها  و من فوق كتفها  مدت ماريا عنقها ثم ألقت نظرة على نهديها

" لا أعتقد و إلا سيكون بدون فائدة "

نزلت هي نظراتها لصدرها و شعرت بالانزعاج لتبعد ماريا عندما دفعتها من خلفها ، أرخت المشد ثم تحدثت بتهديد

" لن أتساهل معك ماريا إن شددته أكثر من اللازم "

عبست ماريا و تقدمت لتعود و تبدأ بشده و لكن بصورة أقل من السابق ثم تمتمت بتذمر

" كنت فقط أحاول جعلك تبدين جذابة بعينيْ الماركيز "

" لقد جعلتم مني  دمية في السابق و الآن سوف أتحكم أنا في مظهري لا غيري "

صمتت قليلا لتفكر بدون أن ترد عليها ماريا  ثم شعرت بالحرارة تتصاعد لجسدها لتشد على كفها بغضب و تحدثت بينما ماريا تعمل و هي تلتفت بجانبية لها

" ثم أخبريني كيف تسول لكنّ عقولكنّ الفارغة أن الرجال جميعا لا يجذبهم في المرأة إلا نهديها ..... هل رجل بهذه العقلية و التفكير بالنسبة لكم يعتمد عليه ؟ "

نهاية كلامها كانت ساخرة متهكمة تحمل رنة من الغضب و عدم التصديق و ماريا أجابتها بينما تعقد الخيوط عندما انتهت من وضعها في العيون المناسبة لها

" الماركيز رجل يعتمد عليه فهو قضى على جميع المجرمين منذ عُين بروما "

قالتها  بكل بساطة و آميا شعر بالغيظ فسارعت لمعاكسة كلامها

" بالنسبة لي هو ليس سوى ..... "

حاولت البحث في قاموسها عن كلمات تصفه فعلا كما تراه و عندما لم تجد ماريا اقتربت منها مرة أخرى فرمشت بعينيها و تساءلت

" ليس سوى ماذا ؟ "

" حقير متغطرس "

ابتسمت ماريا و عادت لتحمل الثوب الأسود الذي كان على السرير و اقتربت لتساعدها في ارتدائه و تحدثت

" أنا لا أراه كذلك ..... أراه رجلا راقيا و لا يحمل شيئا من الغطرسة "

" ماريا "

صرخت باسمها لتلتفت لها كلها هذه المرة و الأخرى ابتسمت

" ماذا آنستي ؟ "

" أراك تأخذين صفه "

" أنا فقط أقول ما رأيته عنه ..... صدقيني هو رجل راقي يكاد يكون مثل فارس يركض لكِ على حصانه الأبيض "

عندها عبست و تذكرت المقنع الأسود ، لقد كان حصانه أبيض و اعتقدت أن تلك الحكاية الخيالية المتعلقة بالفارس على الحصان الأبيض ستتحقق لها و لكن في النهاية كل ذلك لم يكن سوى خيال و ربما فقط رجل رغب أن يعبث قليلا و هي انساقت خلف مشاعر مراهقتها

عادت تلتفت و توليها ظهرها ثم رفعت رأسها بينما تحدق بنفسها من خلال المرآة الطويلة أمامها و أجابتها بصوت منخفض يحمل رنة من الدلال

" حصانه أسود كقلبه "

" أرى أن الأسود أكثر جاذبية "

" ماريا "

قالتها هذه المرة بصوت لطيف و حدقت بها من خلال المرآة لتستجيب الآخرى عندما بادلتها عبر المرآة

" نعم آنستي "

" اخرسي و قومي بعملك و اذا ذكرت الماركيز مرة أخرى سوف تعاقبين بشدة "

فتوسعت عيني ماريا و نفت

" حسنا آنستي لن أتحدث عنه مجددا "

و عادت تنهمك في عملها و آميا ابتسمت ببعض البهجة ، هي لا تجد راحتها سوى مع ماريا ، الوحيدة التي لا تضغط عليها بكلماتها ولا بأفعالها ..... وحدها من تتفهمها و تتألم حقا لألمها و ما يثبت وفاءها ، هي تلك الفترة العصيبة التي مرت بها عندما ضربها والدها ، لقد سهرت على علاجها و تطبيقها لكل ما يقوله الطبيب حرفا بحرف إلى أن شفيت ،  حتى أنها صنعت العديد من الخلطات لتتخلص آميا من العلامات الباقية على ظهرها

اليوم كان ثوب آميا أسود ، لقد اختارته بنفسها ، هي تحاول توصيل رسالة عبر لونه و لن تتوانى حتى لو عاقبها الماركيز ، و رغم لونه الأسود إلا أنه احتوى على بعض الأحجار الكريمة  التي تزينه و كذلك جزء من كميه كان من الدونتال الأبيض حيث يضفي لمسة جمال و أناقة على الثوب

و بعد أن انتهت من ارتداء الثوب جلست على المقعد المقابل لطاولة الزينة خاصتها و بدأت ماريا بتسريح شعرها البندقي الطويل ، سرحته أولا بالمشط ثم حدقت بها عبر المرآة و تحدثت

" كيف أسرحه لك آنستي ؟ "

" مثلما تعودت ماريا .... لا أريد تكلفا "

" اذا هل أضع لك دبوسا من الزمرد أو من .... "

و قبل أن تنتهي من اقتراحاتها هي قاطعتها و فتحت صندوقا أمامها تعودت وضع فيه شرائطها الحريرية مختلفة الألوان ، سحبت واحدة بيضاء و سلمتها لها

" لا أريد غير هذه عليه "

حدقت بها ماريا و حاولت الاعتراض 

" آنستي رجاء تنازلي قليلا .... العشاء مقام من أجل تحديد موعد زفافك الذي لن يكون بعيدا ،  أنت نجمة للعشاء و يجب أن تظهري بأفضل حللك "

" قد أظهر بأفضل حللي يا ماريا عندما يكون كل شيء برضايا ..... عندما أدخل لذلك المنزل ملكة لا جارية أو عبدة "

تنهدت ماريا فهذه الفتاة أمامها عنيدة حد الموت و الآن أصبحت تخاف عليها من الماركيز لو تقابل عنادهما و وقتها لن يتنازل أي أحد منهما و إن تنازلت فهذا يعني أن قلبها كسر و ضمر تحت كثير من الحزن و الألم و هذا آخر ما تريده لها

" ألن تتراجعي آنستي ؟ "

" و هل رأيتني تراجعت يوم عن قرار اتخذته ؟ "

نفت ماريا لتتنهد ثم شرعت في تسريح شعرها و فعلا استخدمت الشريط الحريري الأبيض و عندما انتهت حدقت هي بشعرها و ابتسمت

" هذا ما أحبه "

" و لكن آنستي بعد الزواج هذه التسريحة لن تناسبكِ .... سوف تكونين الليدي "

" أنا سوف أفرض عاداتي على ذلك المنصب فلست أنا من سعيت له بل هو "

و في تلك اللحظة فتح الباب و أطلت والدتها التي كانت قد تجهزت و لم تترك قطعة مجوهرات غالية و نادرة إلا و وضعتها و عندما رأت تسريحة آميا عبست لتترك الباب و تقدمت

" ما هذه التسريحة آميا .... على الأقل لو وضعت دبوسا من الزمرد أو من "

عندها قاطعتها عندما استقامت

" لن تفرضي علي شيئا لا أرغب به أمي "

" آميا هذا الشريط لا يليق بمكانك .... أنت الليدي "

" لا أمي أنا لم أغدوا  الليدي بعد  لذا لا تتفاخري بهذا اللقب الذي يخنقني من الآن "

عبست والدتها و هي تجاهلتها عندما أشارت لماريا أن تضع على كتفيها برنسها الخفيف فنفذت ماريا و كان البرنس أسودا من قماش مخملي ووالدتها مرة أخرى تحدثت بعدم رضى

" آميا ألم تجدي سوى اللون الأسود ؟ "

عندها تجاهلتها و سألت ماريا 

" هل العربة جاهزة ؟ أريد أن ينتهي هذا العشاء بسرعة و أعود لغرفتي "

" لا أمل منكِ "

" اذا لا تحاولي أمي ..... احترمي رغباتي ولا تجعليني أناديك السيدة أوردولافي "

عندها توسعت عيني والدتها و هتفت باعتراض

" آميا لما أصبحت قاسية ؟ "

و لكن آميا تجاهلتها لتحمل حقيبة يدها التي سلمتها لها ماريا بعد أن وضعت بها مرآة صغيرة فضية

*

في منزل الماركيز كانت الليدي جوفانا تشرف على التفاصيل النهائية لطاولة العشاء التي حرصت أن تكون مليئة بأصناف الطعام المختلفة و قد استخدمت طباخين من منزلها بالاضافة للطباخ الموجود بمنزل الماكيز  و كل هذا ليس لأنها سعيدة بضيوف العشاء ، إنها فقط تحاول اخبارهم بطريقة غير الكلام أنهم أنبل منهم و لن ينالوا مكانتهم تلك حتى لو ارتبطت العائلتين و أصبحت عائلة واحدة ..... ربما أكثر شيء ندمت عليه الليدي في حياتها أنها أدخلت هذه الفتاة للعائلة و التي سرعان ما انقلبت على عقبيها وهاجمتها مباشرة

أما في غرفته حيث كان يجلس على مقعده مقابلا لطاولته التي تعود القراءة عليها ليلا بينما الشمعة تجاوره ، سحب درجها الصغير و تركه ليحدق بالقناع الأسود و الرسالة الوحيدة التي وصلته منها ، في الواقع هي وصلت لمن أطلقت عليه اسم المقنع الأسود و ليس الماركيز الذي تكرهه و لا تجاهد في اخفاء انزعاجها من تواجدها بجانبه

ابتسم بجانبية ثم دفع الدرج ليقفل و حدق نحو الخارج عبر النافذة المقابلة

" لقد انتصر الماركيز و خسر المقنع الأسود يا آميا ..... "

استقام ثم سار نحو مرآته الطويلة و وقف يتفقد مظهره ، كعادته فقط و لكنه تخلص من قبعته و قفازيه الجلديين بما أنه داخل المنزل ، رتب معطفه الطويل ذو القماش المخملي باللون البني و الذي يحتوي على تطريزات مميزة صنعت له خصيصا

أصبح جاهزا و حتى ملامحه عادت للبرود و تأكد أن الماركيز جاهز لمواجهة تلك الفتاة الصغيرة ، التفت و سار نحو باب الغرفة ليفتحه و خرج ، سار في الرواق ثم شرع بنزول الدرج الرخامي العريض حتى وصل للردهة و بعدها سار ليجلس بغرفة الجلوس منتظرا ضيوفه أو حرى بنا القول ضيفته المميزة

كان يجلس و يضم كفيه معا عندما دخلت الليدي للغرفة ، تجاهل وجودها و هي سارت لتجلس ثم تحدثت بينما تحدق به

" اذا متى تنوي اقامة الزفاف ؟ "

أبعد كفيه ليتنهد و حدق بها

" بعد أسبوع من الآن "

" هذا قليل جدا ..... التحضيرات لزفاف الماركيز يجب أن تأخذ وقتا أطول من هذا "

" سيكون زفاف كغيره فلا أريد بذخا يفوق بذخ الملوك "

" نحن عائلة ملكية و يليق بنا البذخ "

حدق بها و نفى بقلة حيلة ليستقيم و سار يقف مقابلا للنافذة و هي وقفت لتسير و تقف خلفه

" عائلة أوردولافي يجب أن يروا أنهم محضوضين جدا لأننا اخترنا ابنتهم "

ابتسم و وضع كفيه خلف ظهره

" هل أنت متأكدة عمتي أنكِ اخترتها بنفسكِ ؟ "

عكرت حاجبيها و تقدمت أكثر لتقف بجانبه ثم حدقت به هو من لا يتنازل و ينظر لها

" ما الذي تقصده ؟ "

فنفى

" لم أقصد شيئا "

" هل استخدمتني تشانيول ؟ "

عندها التفت لها و حدق بعينيها

" هل هذا يزعجك أيتها لليدي ؟ "

فابتسمت بسخرية غاضبة لتجيبه

" أشعر أنني مجرد غبية "

" خذي الأمر ببساطة ليدي ، هو غير متعلق بالذكاء أو الغباء هو فقط يعتمد على قوة و دقة الملاحظة ليس إلا "

" و كيف علمت أن اختياري سيقع عليها ؟ بل كيف علمت أنها ستحضر أساسا جلسة الشاي ؟ "

" لأنني أعرفك جيدا عمتي علمت أن اختيارك سيقع عليها أما بالنسبة لحضورها فكان متوقع لأن والدها يعاني من ورطة و سيلجأ إلى أسهل و أسرع حل "

زادت ابتسامته اتساعا و هي التفتت لتحدق خارجا و شعرت أنها ليست سوى أداة تحكم بها هذا الفتى بقربها ، من هو ليفعل هذا كله بالليدي التي كانت تسيِّر الجميع حسب ما يهوى قلبها و عقلها  ؟ 

 لكنها في لحظة  ابتسمت فمهما كان ذكيا ، قويا و شديد الملاحظة تبقى المرأة شديدة الخبث ،  و بعد تنهد يظهر غبطتها ربتت على ذراعه

" أنت ماكر يا ابن أخي "

" انها صفة متوارث بالعائلة "

عندها التفتت له و واصلت ترتبيتها على ذراعه ، و  تلك التربيتة ليست سوى جزء من خبثها ، الماركيز أصبح خطرا عليها و قد يكشف الكثير من الأسرار بالاضافة لخطر آميا المحدق بمكانتها كالليدي الأولى للعائلة

*

بعد انطلاق العربة التي كانت تحمل آميا و والديها من منزلهم هي كانت تحدق عبر النافذة الصغيرة للعربة بينما والديها يجلسان مقابلين لها و كل منهما تفنن باختيار أغلى الثياب و الحلي ، و هذا أمر يزعجها و يجعلها تظهر بعينيها بمظهر الفتاة الوصولية

تنهدت فحدق والدها بوالدتها و اقترب ليهمس لها

" لما ترتدي هذا الثوب الأسود ؟ "

و بقهر منها أجابته

" لا أدري .... أخاف أن ينزعج الماركيز منها و قد يتراجع عن الزواج بسبب أفعالها ، هي حتى ترفض تسريح شعرها أو استخدام أي حلي "

" هذه الفتاة .... لم أعتقد أنها قوية لهذه الدرجة "

" ماذا كنت تنتظر و أنت تحشو رأسها بكلام الكتب الغبي "

عندها حدق بها و أدرك حجم الاختلاف بين الفتاة و أمها و أدرك أيضا حجم الاختلاف بين الفتاة و والدها لأنها حد اللحظة ترفض التنازل عن كرامتها أما هو فيتمسك بحبل هش و يخفي عيوبه بتلك الثياب الراقية و الغالية

أما آميا فقد كانت تسمع همساتهما و لكنها لا تريد أن تشغل رأسها بهما فهما لن يتغيرا بين ليلة و ضحاها و بينما هي تسند وجنتها على كفها و تقترب أكثر من النافذة اذ بها تلمح حصانا أبيضا يسير في الاتجاه المعاكس لسير عربتهم فتوسعت عينيها و صخبت دقاتها

لقد كان بدون سرج و لا يمتطيه أي أحد و من الجهة الأخرى كان أحد يسحب لجامه و يسير به ، اقتربت أكثر من نفاذة العربة و حاولت اخراج رأسها عبرها و لكنها لم تلمح سوى خيال الرجل الذي يسير معه فالظلام الموجود بالشارع سرعان ما حجب عنها الكثير و هاهي ملامحها تعبس

" آميا .... "

نبست والدتها باسمها و هي عادت لتجلس و كانت نظراتها حزينة ، لم تحدق بهما لتجمع كفيها معا و زاد عبوسها فنظر والدها السيد أوردولافي لأمها ثم حثها على الكلام فهي لا تحدثه

" آميا ما بك لما أشعر أنكِ تغيرت فجأة ؟ "

" لا شيء "

أجابت بدون أن تنظر لها و هنا تدخل والدها

" فكي عبوسك و ابعد عنك هذه النظرة فقد أوشكنا على الوصول "

عندها رفعت رأسها ناحيته و لم تجبه حينها توقفت العربة و هذا جعل الكثير من الآمال تعود لتسكن بقلبها ، ربما المقنع الأسود لم يخلف بالوعد ؟ ربما ينتظر الزمان و المكان المناسبين لتخليصها و لكن هاهي تعود و تحدق بوالديها يجلسان أمامها ..... مهما كانا سيئين معها إلا أنها لا تستطيع الغدر بهما و تعريضهما للعذاب و الاضطهاد بسببها

لم تجبه و أمسكت بثوبها عندما فتح باب العربة من طرف الخادم فكانت أول من ينزل و بعدها نزلت والدتها و والدها ، وقفت أمام الباب ثم رفعت نظراتها تحدق بحجم هذا المنزل ، إنه حتى أكبر و أجمل بكثير من منزل الليدي جوفانا ، إنه معتم و سجن زينت جدرانه بالورود و لن يعاني أحد داخله كما ستعاني هي

كانت ستخفض نظراتها عندما وقعت على من يقف خلف النافذة و يحدق بهم ، ابتسم أكثر و ظهر اللؤم على ملامحه فتنهدت فقط لتنزل رأسها و سارت تدخل و تخط أولى خطواتها في هذا المكان

*

هاهم جميعا يجلسون على تلك الطاولة الكبيرة ، على رأسها يجلس الماركيز فهذا بديهي و على يساره تجلس الليدي ، على يمينه تجلس آميا و بقربها والدتها و بقرب الليدي يجلس السيد أوردولافي والدها ، ابتسمت الليدي و هي تنظر لثوب و تستريحة آميا ثم تحدثت

" آميا لو أخبرتني كنت أرسلت لك ثوبا بهيج الألوان و بعض الحلي الخاصة بالشعر ..... "

رفعت هي رأسها تنظر لها و شعرت أنها مجرد امرأة منفوخة بالهواء كالبالون ، هل يوجد لها هدف غير التباهي و محاولة تقديم الاهانات على أطباق من فضة و ذهب ؟

فضلت عدم الرد عليها بما يقابل اهانتها لتجيبها بكل هدوء

" آسفة اذا مظهري لا يوافق تطلعاتك "

" ربما سوف أهتم أنا بأزياك من بعد الآن "

و في تلك اللحظة تحدث الماركيز

" كل يهتم بنفسه أيتها الليدي .... أنت لديك مسؤوليات كثيرة و أهم بكثير من الاهتمام بأزياء آميا "

من يسمع كلامه لن يستطيع تحديد موقفه ولا جانب من اتخذ ، جانب عمته أم جانب آميا ؟ و كل منهما شعرت بالاهانة من كلامه و التزمتا الصمت ليواصلوا طعامهم و لكنه بقرارة نفسه أعجبه مظهرها ، صحيح أستفزه لون ثوبها و لكن بساطتها و الشريط الأبيض على شعرها ربت على غضبه و هدأه 

" اذا الآن يمكننا الحديث بموضوع الزفاف "

و والد آميا ابتسم ليجيبه

" نحن جاهزون .... آميا تمتلك كل ما يجب على العروس امتلاكه "

و الليدي ابتسمت بينما تحدق بها

" بعد أسبوع اذا من اليوم سيكون الزفاف و عقد القران سيكون بكتدرائية بطرس بقلب المدينة "

قالها الماركيز و عمته حدقت بوالدتها لتواصل

" أما الاحتفال سيكون ببيت الماركيز بالتأكيد لذا ستكونين مشغولة جدا الفترة القادمة سيدة أوردولافي "

" لابد من ذلك المهم أن يمر كل شيء بسلاسة و يكون الماركيز سعيدا و راضي على الأمور "

شعرت آميا بالغيض منهم و من كلامهم ، من تملقهما الذي ليس له نهاية و تفنن الآخرين باذلالها برفقة والديها الذين يصفقان ببهجة لكل ما يحدث و هذا ما جعلها تنبس أخيرا

" هل يمكنني استخدم الحمام ؟ "

حدق بها بجانبه ثم رفع كفه و أشار لخادمه

" قد الليدي للحمام "

و كما يوضع تاج مرصع بالأحجار الكريمة و أندر الماسات على رؤوس الملكات هاهو تاج من حديد صدئ يوضع على رأسها بمجرد نعتها بذلك الوصف ، الليدي ، هي تمنت أن تكون آميا فقط ، آميا حرة طليقة بدون قيود و دون مجوهرات تكون مجرد سلاسل لتلك القيود لا أكثر

سحب مقعدها الخادم عندما همت بالوقوف ثم سار قبلها يرشدها و هي كانت تتمسك بحقيبة يدها المعلقة بكفها و تتبعه ، أقفل من خلفهما باب غرفة الطعام فحمل شمعة بشمعدانها الصغير لينير طريقهما رغم وجود قناديل مضيئة متناثرة بكل جهة في هذا المنزل

سارت حتى وصلا و الخادم توقف ليشير نحو أحد الأبواب

" يمنك الدخول سيدتي الليدي  "

ابتسمت بخفة و تحدثت

" شكرا لك ...... و لكن هلا عدت لغرفة الطعام و ترتكتني لبعض الوقت وحدي ؟ "

فهم بسرعة قصدها و أجابها

" بالتأكيد "

قالها و ناولها الشمعدان الصغير ثم انصرف و هي قربته و نفخت على الشمعة لتطفئها ثم وضعته على الأرض و بمجرد أن اختفى الخادم من الرواق هي ابتعدت و سارت به تحاول البحث عن مكان يمكنها أن تتأكد من خلاله من شيء

الحصان الأبيض لا يمكن أن تخطئه فهو كان مميزا بشعره و مظهره الفريد أما سرجه فقط كان أسودا يحتوي على بعض الخيوط الذهبية ، إن تواجد السرج هنا فيعني أن الماركيز قد قبض على المقنع الأسود إن كان قد حاول فعل شيء

انتابها البؤس و راحت تبحث عن طريقة تصل بها للحضيرة و ما إن وجدت بابا خلفي يصلها بالردهة الخلفية للمنزل حتى فتح و صادفها سانتو الذي هم بالدخول عبره  ، عكر حاجبيه هو من كان يحمل شمعدان صغير به شمعة و تحدث

" ما الذي تفعلينه هنا ليدي آميا ؟  "

تصاعدت دقاتها و شعرت بالتوتر و الخوف لتتراجع للخلف و تحدثت

" رأيت حصانا أبيضا و أردت رؤيته "

عندها وصلها صوته من خلفها

" كان يمكنك سؤالي أنا "

التفت له بسرعة و كم كانت نظراته غاضبة و ساخطة و هذا ما جعلها تشعر بمزيد من التوتر

" أنا .... أنا فقط أردت "

عندها اقترب و سحب معصمها بقوة اليه فوقعت حقيبتها القماشية و سمع صوت تكسر شيء بداخلها فحدق فيها بشك و ريبة ، ترك معصمها و دنى ليأخذ حقيبتها ، فتحها و لم يجد ما توقعه ، لقد كانت مجرد مرآة فضية صغيرة كسرت

أخرجها من الحقيبة ثم رفعها و عندما رأت الكسر نبست ببؤس و أمل تاه للتو

" إنها نذير شؤم "

و سانتو أخيرا تحدث بعد أن طال صمته و مراقبته للاثنين

" سيدي الماركيز "

فرفع نظراته من على عينيها المحدقة بالمرآة المكسورة بكفه ينظر له و يحثه على الكلام فواصل الآخر 

" الكونت ديلفيوري توفي قبل قليل " 


نهاية الفصل التاسع من

" أكوا توفانا " 

أتمنى أنكم استمتعتم أعزائي 

إلى أن نلتقي مع فصل آخر كونوا بخير ولا تتجهلوا التصويت 

سلام 

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro