chapter 27
استيقظت أخيرا بعد مدة لا أستطيع تقديرها بالضبط ، نظرت حولى لأرانى فى زنزانة متوسطة المساحة ليست بضيقة ولا بواسعة.
نظرت حولى باحثةً عن حقيبتى التى احتوت على الكتاب و لكنها لم تكن داخل الزنزانة ، و لم تكن فى أى مكان نظرت إليه.
شعرت بألم كبير فى كلا ذراعاى لأتذكر ما حدث قبل أن أفقد وعيى ، كانت يداى معا مكبلتان بسلاسل محيطة بكلا رسغاى من طرف ، و الطرف الآخر كان مثبت فى الحائط.
لم اقوَ على الحراك ، كل ما شعرت به هو رغبة شديدة فى نوم عميق لا أستيقظ منه مطلقا ، و كأنى خالية من الطاقة ، خالية من الدوافع و من كل شئ ، كل ما أرغب به هو بعض الراحة لا أكثر.
لم أجد أى فائدة تذكر من بقائى مستيقظة الآن فقررت أن أريح عقلى لبعض الوقت و أن اغط فى نوم عميق.
قد كانوا لطفاء كفاية ليضعوا سريرا صغيرا فى هذا المكان.
******
أفقت مرة أخرى و تذكرت مرة أخرى ، لقد تعبت و مللت ، حقا مللت ، لم يفشل ليفاى فى السخرية منى و لو لمرة واحدة ، و أعتقد أن موقفى الحالى هو نتيجة غبائى لا أكثر.
"كنتِ تنوين الدخول فى سُباتٍ عميق أم ماذا" لم اكلِّف نفى بالنظر إليه حتى ، بقيت مستلقية كما أنا.
"مرَّت ثلاثة أعوام تقريبا و أنت لا تزال وغد" حتى أننى لم أعد أعلم كم مر من الوقت ،أشعر و كأننى تائهة فى هذا المكان و الزمان ، حتى فى أثناء تواجدنا هنا أنا لا أعلم فى أى يوم نحن أو حتى ما إذا كنا صباحًا أم مساءًا.
ساد الصمت لبضع دقائق حتى استطعت أن افيق من نعاسى الشديد الذى يغلب على الآن ، اعتدلت فى مجلسى متجاهلة الألم الملازم لى فى ذراعاى ، و لكنه لم يكن حاد كما استيقظت أول مرة.
"كم من الوقت بقيتُ نائمة هنا؟"
"هذا هو اليوم الثالث" عندما نظرت إليه كان هادئا كالعادة يحتسى كوباً من الشاى ، ممسكا فى يده 'سطور'
أكمل كلماته "لم أكن أعلم أنكِ مهتمة بأساطير النينجمون لذلك الحد و لكن لا تتأملى كثيرا ، فهذا الكتاب محض أساطير لا أكثر"
قررت الخروج عن سياق حديثنا فقد اطمأن قلبى نظرا لأنه يجهل حقيقة ذلك الكتاب"تنوون ابقائى هنا إلى أن أموت أم ستقيمون لى مراسم لتنفيذ حكم بإعدامى"
"لماذا لا تستعملى قواكِ و تحاولى الخروج إذا ، كلانا يعلم أن قواكِ تُخوِلُكِ لفعل ذلك" قالها بنظرة أقرب للتحدى تعلو وجهه
" و كلانا يعلم أن قواك مساوية لى ، فى حال لم تكن أقوى منى و أنا حقا لا أقوى على تحريك جسدى حتى "
"إذا ، لماذا جئتى إلى هنا ، بمعنى أدق..ما هى خطتكِ؟"
"لا يوجد خطة ، فقط أردت أن اطمئن على صديق قديم.. و خائن" كانت كلماتى مصحوبة بابتسامة خبيثة صغيرة على وجهى
"كونى خائن فى سبيل الدفاع عن هدف ما أفضل بكثير من أن اتقمص دور الملاك البرئ الذى لا يملك هدف حتى"
" و ما هو ذلك الهدف الذى تدافع عنه ، ابهرنى به"
"لا توجد لدى أى رغبة فى الإفصاح عن هدفى لأى شخص خاصةً إذا كان هذا الشخص هو عدوى الأول"
"لا لا تقل ذلك ، ألم تكن خطتكما أن تضمانى إلى صفوفكم لنقم بتحرير الباكيمون و تدمير العالم سويا..اخبرنى ، هل نسيتُ شيئا من تفاصيل 'خطتكم'. " كانت كلماتى تملؤها السخرية
"لا أعتقد أنها خطةٌ جيدة ، الأفضل منها هو التخلص منكِ فأنتِ ثرثارة مزعجة لا تعرفين متى تصمتين" قال تلك الكلمات و تركنى و ذهب.
حسنا هذا يعنى أننى انتصرت عليه فى تلك الجولة المُعتمِدة على الحديث فقط.
يا إلهى كم أود النوم مجددا الآن.
*****
عاودت الاستيقاظ مجددا ، لا أعلم كم مر من الوقت و لكن هذا لم يهم الآن ،ما يُهم هو أن ذراعاى سليمتان!
استطيع تحريكهما و كأن شيئا لم يكن ، السلاسل التى كانت تحيط برسغاى لم تعد موجودة ، نظرت حولى وجدتها ملقاة على الأرض ، وجدت بجانبها حقيبتى و كان موضوع فوقها الكتاب!
كل ما أريد التفكير به الآن هو كيفية الخروج من تلك الزنزانة بأسرع وقت ممكن قبل مجئ أى أحد إلى هنا و أفقد فرصتى فى الهروب.
فكرتُ فى أن استخدم قواى و أقوم بكسر تلك القضبان و لكن ذلك سيُحدثُ ضوضاء و أنا لا أعلم موقع تلك الزنزانة بالضبط و إذا كانت الضوضاء ستصل لمن بالداخل أو لا.
كل ما استطعت التفكر به..فارانجيس! بالتأكيد ستساعدنى!
توجهت فورا ناحية ذلك الكتاب و فتحته ، سرعان ما سمعت صوت ارتطام شئ معدنى بالأرض ، نظرت إليه و اتضَّح أنه مفتاح ، أول ما قمت بفعله هو تجربته فى فتح تلك الزنزانة..
و نجحت! كان هذا مفتاحها!..
و لكن من الذى وضعه هناك ، و من الذى عالج ذراعاى..من الذى يساعدنى..؟
ساراهيمى!
يجب علىَّ على الأقل شكرها.
فتحت الكتاب و نظرت فيه لآخر مرة قبل هروبى ، و ما قرأته...أذهلنى!
******
بدأت أركض بأقصى سرعة لدى ، محاولةً التخفى عندما يرانى أحد أيا يكن ، أبحث عن ساراهيمى فى جميع أنحاء القصر و لكن..
أنا لا أجدها فى أى مكان!
ليست موجودة فى غرفة الملك أو فى أى غرفة مجاورة.
بدأت بالتوجه إلى القاعة الكبيرة بالقصر و حدث ما كنت أخشاه.
"إلى أين انتِ ذاهبة يا ابنة اخى؟" ايبيكى..
نظرت إليه و كان محاطا بحشد من الجنود ، و بالطبع يقف بجانبه مباشرة ليفاى.
صمتُّ غير مبالية بإدارة محادثة معه و كل ما يشغل تفكيرى هو كيفية الخروج من ذلك المأزق.
"أتعلمين ، لطالما أردتُ أن أرى ابنة أخى ، كنت دائما آملُ أن نصبح عائلة مترابطة.."
هو يُكمل حديثه عديم المعنى و أنا مكملة فى بحثى
"...و لا أزال أتمنى حدوث ذلك فهو ليس مستحيل على أية حال ، فلطالما كنا أنا و والدك علاقتنا قوية جدا و لكن.."
جميع الأبواب المؤدية للخارج يقف أمامها جنود محكمين اغلاقها حتى لا أهرب منها
"..و لكن والدك فجأة ابتعد عنى ، و كأننا لم نعد إخوة..
عزيزتى هلا كففتى عن البحث عن أى سبيل للهرب فكل السبل هنا مغلقة"
وجدتُ مخرجى من هنا أخيرا!
" و حتى إذا أردتِ الهرب فلا يمكنكِ الهروب بدونها صحيح؟"
فجأة سمعت ضجيج صادر من سلاسل كالتى كنت مقيدة بها ، نظرت أمامى و رأيت ساراهيمى ، مقيدة كما كنتُ أنا مقيدة ، قام الجنود برميها أرضا و قد كات عيناها متورمة من كثرة البكاء!
و كان واضح على جسمها و ملابسها آثار التعذيب الحديث جدا!
"أظننتِ أننى لن أعرف أنها من قامت بعلاج ذراعيك و أنها من أخرجتكِ من الزنزانة و أنها هى من كانت تُسَرِّب المعلومات لكِ كل ذلك الوقت؟"
ماذا أفعل!
"كيف علمت؟" قررت أن أجاريه حتى أجد حلا حتى استطيع الهرب و إنقاذ ساراهيمى فى نفس الوقت
"عندما أخبرتنى 'بخطتنا' كنتِ قد قلتِ لى معلومات لا يعرفها أحد سوى أنا و الملك و الملكة فقط" كان ليفاى هو من أجابنى فى تلك اللحظة
"لقد قلتَ لى أن أبى هو من ابتعد عنك فجأة ، و لكن ألم تكن أنت هو من تغير فى ليلة و ضحاها و أصبح شخص آخر تماما؟" يجب على الإطالة فى تلك المحادثة إلى أن أجد حلاً
"لأننى رأيتُ الحقيقة!!"فجأة صرخ فى وجهى بتلك الكلمات
"لقد رأيتُ جدى الأكبر فى يوم ما فى أحلامى ، جدى الأكبر زيماناك ، لقد أخبرنى أننى من يجب عليه إكمال مهمته ، أنا الوريث الأحق و الأجدر بثقته ، فأنا أشبهه ، أنا كنت محباً للأساطير مثله ، و أنا الوحيد الذى أمتلك شجاعته لتحقيق تلك الأساطير أو أكثر ، أنا الوحيد الذي لم أخف عندما قرأتُ التعويذة التى ألقاها فى أحد الكتب ليجد وريثه الذى سيكمل مهمته من بعده ، أنا الأحق! و الأجدر! و الأشجع!"
"اتركينى و اذهبى لمملكة الظلام!"صرخت ساراهيمى بتلك الكلمات قبل أن يقوم أحد الجنود بتوجيه ضربة إلى رأسها لتفقد الوعى بدورها
فى تلك اللحظة علمت أنه لا مفر لى من المحتوم ، لا مفر لى من الفقدان
تذكرت ما قرأته فى الكتاب قبل هروبى
وريث القوى السبعة يمتاز بقوة أخرى عن باقى النينجمون
بدأت فى جمع شتات نفسى
استرخى و قومى بصب كل مشارعك و تفكيرك و قواك فى سبيل هدف واحد
بدأتُ فى التركيز على هدفى الذى أريده
و كونِّى جناحاكِ!
و استطعت تكوين الجناحان.
كان مخرجى الوحيد من هنا عبر النافذة الكبرى الموجودة فى تلك القاعة ، استعملتُ جناحاى كدرعٍ لى و اخترقت تلك النافذة و خرجت من القصر.
نظرتُ خلفى للمرة الأخيرة و رأيتُ الذهول فى أعينهم جميعا ، و رأيت الاضطراب الذى اصبحوا عليه
نظرت إلى ساراهيمى و قطعت وعدا أن أعود لها مرة أخرى.
نظرت إلى ايبيكى الذى كان يستشيط غضبا و يصرخ فى جميع الجنود.
و نظرت إلى ليفاى الذى كان ينظر لى بأعين فارغة كالمعتاد ، هادئ و هو فى موقف لا يستطيع حتى أن يمثل فيه الهدوء.
نظرت أمامى مرة أخرى و كانت وجهتى..
مملكة الظلام.
مجددا.
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro