06: هاميس.
تنهد أرتورو وهو يبعد حشرة عنه وعاد يقرأ على الإنترنت، أتوميس يجلس على السرير يشاهد التّلفاز بعيون واسعة ودهشة وحوله الحشرات يشاهدون معه، أما أرتورو يحاول أن يبحث في الإنترنت عن أتوميس لكن لم يكن هناك شيءٌ عنه، كما لو أنه لم يكن موجودًا.
طُرِقَ الباب ثم دخلت سياتا وخلفها ماريسا. «مصطفى يسأل لو نريد الذهاب بجولة أم لا، ماذا أقول له؟» سألت سياتا لينظر أرتورو لأتوميس، لا يريد المخاطرة بأن يخرج مرّة أخرى. «قولي له لا، قولي أنني مُتعب وأنتم سوف تعتنون بي» أومأت لكلامه وخرجت، ابتسمت ماريسا بتوتر له ثم خرجت ليبقى هو محدقًا بها ثم بالباب.
لاحظ أتوميس شروده بها ليبتسم بجانبية ويسأل: «هل هي حبيبتك؟» سأل كما لو أنه لم يرى ذكريات ڤيرو ولا يعلم أنها حبيبته، نفى أرتورو برأسه وطأطأ رأسه بحزن: «لا، لا أعلم لمَ لكن كلما أردتُ الاعتراف لها أشعر بحاجز يمنعني من التّقدم» قال ثم عاد يقرأ على الإنترنت.
رغم أن الآخر كان يبتسم لكن ابتسامته اختفت بعد سماع كلامه متذكرًا حبيبته، هاميس، أو كما كان يحبّ أن يدعوها نونيا والذي يعني الفتاة المدللة الصغيرة، لأنها كانت مدللته وصغيرته.
كانت هاميس الوحيدة التي استطاعت التّحكم به، طيلة حياته كان يتحكّم بالآخرين، يتلاعب بالناس منذ صغرهم، يتنمّر عليهم ويجعلهم يقومون بكل الأشياء التي يريدونها، وبسبب هذا تكبّر وبدأ لا يرى أمامه أي أحد غير نفسه، يطلق على نفسه ملك الموت والباقي هم خدمه والحثالة من البشر.
حتى أتت هي، كانت ابنة شخصية مرموقة في وقته، أُعجِبَ بها، كانت جميلة جدًا، شعرها الأسود الطّويل والذي يصلُ لأسفل ظهرها، بشرتها السمراء، خصرها النحيل وملابسها الذهبية، كانت تجعل كل شيء تلمسه جميل وليس الأشياء من تجعلها جميلة.
رغم أنه كان شخصية مرموقة بحد ذاته قديمًا إلا أنه لم يقترب منها، لم يستطع، وحين عَلِمَ باسمها ومعناه أعجبَ بها أكثر، كان يعني الجمال والقوة، ويطلق على الفتاة التي تجمع بين الجمال، الجاذبية، الشجاعة وقوة الشخصية، وهي كانت كل هذا وأكثر.
وقد تظن أنه حين رآها سوف يتوقف عن شرّه لكن لا، طيلة حياته وهو يحصل على ما يريد بالقوّة وبفعل الشرّ، لهذا أراد الحصول على هاميس له وحده، وزاد شرّه.
أصبح يقتل المجرمين بوحشية، يتكبّر على الخدم، ويقوم بكل ما يريد بحجة أنه لديه السلطة ليفعلها ولا أحد هناك كي يردعه، كل هذا كي يحصل على انتباهها.
وحين حصل لم تجري الأمور مثلما أراد، كان هذا في ليلة قديمة حين تحدّث لها لأوّل مرة وجهًا لوجه، كانت تمشي ومعها حارسان في الليل تتفقد السماء والنجوم، كانت موّلعة بكل شيء يخصُّ السّماء، وحين رآها أتوميس استغلّ فرصته وذهب كي يتحدّث معها، كان قد ذهب إلى الجهة المقابلة، لذا حين تمشي سوف يظهر أنهما يمشيان عكس بعضهما.
«مساءُ الخير سيدة هاميس، لم أتوقع رؤيتكِ في هذا الوقت» قال وأمسك يدها كي يقبّلها، وذاب قلبه حين أحسَّ بملمس يدها الناعمة وحين رأى أصابعها النحيلة والجميلة، معصمها المزيّن بحلقاتٍ من الذهب.
«مساءُ الخير سيد أتوميس، كما أنا لم أتوقع رؤيتك» قالت بجدية بصوتها الناعم ليبتسم قلبه، نظر للحارسان معها وأردف: «يمكنكما الانصراف، سأعتني بالسيدة من هنا» قال ولم يتحركا، يعلمان بكل أفعاله ويخافا أن يحصل لها شيء.
عقد هو حاجباه لتنظر هي لهم وترفع يدها: «لا بأس، يمكنني الاعتناء بنفسي من هنا، شكرًا لكما» قالت بهدوء لينصرفا، وكم أعجب الآخر بلباقتها في الكلام، عكسه.
«إذًا ما الذي تفعلينه بهذا الوقت المتأخر من الليل سيدتي؟» سأل لتنظر للسماء وتجيب: «أتأمّل السّماء، وأنتَ سيد أتوميس؟» سألت لتنعم أذناه بسماع اسمه بصوتها. «اتأمّلُكِ» قال بجدية، رغم أنها كانت خطوة خطرة أن يتغزّل بها لكنه أخذها.
قهقهت هي على كلامه والتفتت كي لا تمشي بعيدًا عكس منزلها. «أنتَ جريء سيد أتوميس» قالت وأمسكت ردائها كي تضمه على جسدها أكثر حين هبّت نسمة هواءٍ خفيفة. «أتشعرين بالبرد سيدتي؟ يمكنكِ أخذ ردائي» قال وكان على وشك نزعه حين ردعته بيدها وشكرته بلطف، غَضِبَ حين فعلت هذا، لا أحد يستطيع رفض ما يقوله.
«لمَ أنتَ هنا حقًا، سيد أتوميس؟» سألته بجدية ليبتسم ويردف: «لأنني معجبٌ بكِ، سيدتي» قال وهو ينظر لعيناها، لطالما تكلّم وهو ينظر لعينيّ الشخص مقابله، ربّما لهذا يخشاه المعظم ويحققون ما يرغب، لأن عيونه الحادّة كانت تخيفهم، فكما يقولون العين هي نافذةُ الروح، وروحه كانت سيئة.
«وإذا لم أبادلك هذا الإعجاب ماذا ستفعل؟» سألت ليعقد حاجباه. «هل سوف ترغمني على فعل هذا مثلما ترغم الآخرين على فعل الأشياء لك، أم سوف تعذبني بوحشية مثلما تعذّب المجرمين؟» سألت حين توقفا عن المشي ثم نظرت بعيناه بدورها ليشيح بنظره عنها.
«أنا لا أخافك، سيد أتوميس، بالواقع في بعض الأحيان أشفقُ عليك، لديك سلطة وذكاء وتستخدمهما بصورة سيئة، لو أنكَ فكّرتَ جيدًا لاستطعت الحصول على كل ما تريده باللطف والسؤال، لاستطعتَ الحصول علي.
أنا لا أبادلك الشعور وسوف أرفضُ اعترافك، وإذا بقيتَ هكذا اعلم أنني لا أراكَ من الأساس فأفعالك رغم أنها وحشية لكنها مثل أفعال أي رجلٌ هنا، وأنا لا أرى الرجال مثلهم».
قالت ومشت عدة خطوات لكنها توقفت والتفتت له وأكملت: «لو كان أمامي السيد أتوميس اللطيف واعترف لي ربّما كنتُ سأقبل اعجابه، ولا أحد يعلم ربّما أُعجب بك أيضًا، لكن غير هذا أنا سوف أنساك الآن وأنسى هذه المحادثة» قالت وابتسمت لعبوسه، التفتت لكنها لم تتحرك. «هل أقول وداعًا أم إلى اللقاء سيد أتوميس؟ لا أعلم، هذا عليك أنت لتحدده» ألقت بكلماتها وأخذت تمشي وهي تبتسم تاركةً من خلفها يغلي من غضبه.
شعر بشيءٍ على وجهه ومسحه بيده، كانت دموع، هل يبكي؟ هل للتو ذرف دمعات صغيرة لأن امرأة رفضته وأهانته! هو لم يبكي من قبل، كيف سمح لنفسه أن يبكي؟ هو غاضبٌ جدًا.
غاضبٌ من نفسه حين اعتقد أنه بهذه الأفعال القاسية سوف يحصل عليها لكنه لم يتوقع أن ترفض مشاعره، لم يرفضه أحد من قبل، من هي حتى ترفضه!
«هي من أعجبتُ بها» همس لنفسه بغضب، لا يصدق أن المرة الوحيدة التي شعر بهذه المشاعر نحو أحدهم قد رفضته، وقللت من شأنه، وأفظع شيء أنها قالت أنه مثل جميع الرجال. «أنا لستُ مثل جميع الرجال، أنا مختلف، أنا الأقوى وهم ضعفاء، أنا الملك وهم الحثالة، أنا كل شيء وهم لا شيء، وسوف أريها، سوف أريها أنني كل هذا وأكثر، وحينها سوف تأتي لي، خاضعة للحصول على حُبّي».
قال وابتسم لنفسه، بدأ يمشي لمنزله ثم عبث بكل ما يراه يبحث عن شيء، أي شيء. «سوف أنساك، لا أحد ينساني، أنا من أنسى الذين حولي، لا أحد يستحق أن يتذكره» بدأ يهمس لنفسه وهو يجلبُ كتاب السحر والتعاويذ القديم من مئات السنين والذي سرقه من أحدٍ لا يتذكره.
قلّب الأوراق وابتسم حين حصل على مراده، تعويذة الذكريات وتعويذة النسيان، جمعهما مع بعضهما، وحين أراد أن يضع التعاويذ بشيء بحث وبحث، وحين وجد حشرة على الأرض ابتسم ووضعها.
وضع كل قوته بالتعويذة، وخرجت من الحشرة حشرة أخرى، ومنها حشرة أخرى، وهكذا حتى أصبح عددهم كبيرًا، بدأ يضحك ودخلت الحشرات جسده كي يشعر بقوتها، تمشي تحت جلده، تمده بالقوة.
«سوف تنسين الجميع عداي، ولن يبقى أحدٌ بذاكرتكِ غيري» همس وابتسم، هذه كانت آخر جملةٍ قد قالها لأنها بعدها قد أُغمي عليه واستيقظ اليوم التالي.
عاد أتوميس من رحلة الذكريات حين فُتِحَ الباب مرّة أخرى، لكنه تجاهله وبدأ يربت على إحدى الحشرات، هذه الليلة كانت السبب بانتاج هذه الحشرات والتي أصبحت صغاره وجنوده.
رفع رأسه وكان الجميع يجلسون على الأريكة والكراسي، ماريسا ورومانو كانوا يجلسون بالخلف بعيدًا عن الحشرات لأنهم خائفين.
---
1133 كلمة.
كات لهنا، حكمل الفصل الجاي لأنه حسيته صار طويل ومليء كفاية بالأحداث. "-"
وش رأيكم بهاميس؟ شخصيتها قوية حبيتها، حتنا استغربت وأنا بكتب بكلامها بحكي واوو حبيت حبيت. 😭
أتوميس:
حارة هاميس:
هاميس: ا-
أتوميس: 😭
حكّام نوفيلا: هذي وحدة الله يشفيها. 😭🏃♀️🏃♀️
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro