Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفَصلُ الخَامِس: هَديةُ اِعتِذَار.

فِي مَكتبٍ تَغلفَ بِالبَياضِ بِدايةً مِن الجُدران إِلى السَّتائِر المُتطَايرةِ بِفعلِ نَسمَات الرِّياح المُتهادِية، وَذلكَ السَّريرُ الذِي اِتخدهُ إِيزومِي مَجلسًا لَه، وَقد اِستَفتحَ الحَديثَ قَائلًا بَعد دَقائقَ مِن الصَّمت: «الرَّبيعُ عَلى الأَبوَاب وَكذَلك المَدارِس، هَل سَتدخِل هِيكَا إِلى الرَّوضَة؟»

أَجابَ نَاويَا مِن دُون أَن يُشيحَ نَاظريهِ عَن الكِتاب الذِي يَقرَأه: «طَبعًا أُريد! لَكِن مَا بِاليدِ حِيلة؛ فَلا أَمتلكُ أَي وَثيقةٍ تُثبِت هُويَته.»

«أُوه، نَسيت!»

ثُمَ أَعقبَ إِيزومِي عَلى كَلامِه مُضيفًا: «إِذًا هَل سَيبقَى هكَذا مِن دُونَ تَعلِيم؟»

«لَا أَعلَم، أَنا حَقًا لَا أَعلَم.»

وَضعَ نَاويَا رَأسهُ عَلى المَكتب بِتَعب؛ لَا يَدرِي مَا يَفعلُ حَقًا، لَكن سُؤال إِيزومِي التَّالِي أَغرقهُ فِي دَوامةٍ مِن الإِحباط: «بِالمُنَاسبَة كَيفَ حَالكَ مَعه؟»

«سَيءٌ وَجَيد، مِن جِهةٍ اِستطعتُ كَسرَ حَاجزِ الثِّقةِ بَيننَا، لَكِن مِن جِهةٍ أُخرَى لَا أُجيد التَّعامُل مَعه؛ إِذ أَنه سَريعُ البُكَاء، بِالإِضافَة إِلى...»

قَد مَر بِالفِعل أسبوعٌ وَثَلاثةُ أَيامٍ عَلى جَلبِ هِيكَارُو إِلى بَيتِه، وَقد اِستَطَاع بَعد جُهدٍ جَهِيد أَن يَكسبَ ثِقتَه، لَكن المشكِلةَ العَويصَة التِي يُواجِههَا، هِي أَنه غَيرُ قَادرٍ عَلى التَّعامُل مَعهُ بِطريقةٍ جَيدة؛ إِذ أَنه غَيرُ مُعتادٍ عَلى التَّعامُل بِلطفٍ حَتى فِي إِطارِ عَملِه.

«أَكمل مَا كُنت سَتقُوله!»

«لَقد جَعلتهُ خَائفًا مِني هَذا الصَّباح.»

«وَما الذِي فَعلته؟»

«لَقد حَطمَ سَاعتِي المفَضلة بِالخَطأ وَأنَت تَعلمُ كَم أُعزهَا، حِينئذٍ تَملكَني الغَضب وَصَرختُ عَليه لِيرتجِفَ خَوفًا وَتنبجِس عَبراتهُ مِن مَآقيه مُعتذرًا بِلا تَوقف، حَالمَا هَدأت، أَدركتُ حَجم الخَطئ الذي اِقتَرفته، لَكِن بَدل مُحاولةِ إِصلاحِه تَركتهُ عِند السَّيدةِ تَكاهِيكُو بِلَا أَدنَى شَرحٍ لَها عَما حَدث، لَيس وَكأنِي لَم أُرد إِصلَاح خَطئي، لَكِني لَم أَدري كَيف.»

تَذكُر نَاويَا لِحالةِ هِيكَارُو صَباحًا جَعل ذَلكَ قَلبهُ يَتمزَقُ ذَنبًا، وَيفكِر مَا إِن كَان قَرارُ تَربيتِه مِن الأَساسِ صَحيحًا، حَتى أَن تَعليقَ إِيزومِي المُستنكِر لَم يُساعدهُ بَتاتًا بَل جَعل قَلبهُ يَغرقُ فِي النَّدمِ أَكثر.

«هَل تَعلمُ أَني أَودُ اِغتِيَالك الآن؟»

رَفعَ إِيزومِي حَاجِبه بِاِستنكَار، ثُمَ هَدأَ نَفسهُ بَتنفسٍ عَميق قَبل أَن يَشرعَ فِي تَقديمِ حُلول لِلآخر كَي يُصلحَ خَطأه.

«عِندمَا تَعود لِلمَنزل عَليكَ الاِعتذَار وَأَن تُريه بِأنكَ لَست غَاضبًا مِنه، كَمَا عَليكَ أَن تَجعَل شُعورَ الخَوف يَنقشعُ كَالغَمام مِن قَلبه، وَهديةٌ لَطيفةٌ سَتساعد.»

وَقبل أَن يَستفسرَ نَاويَا عَن هَديةٍ مُناسبَةٍ يُقدمهَا لِطفلٍ فِي الخَامسةِ مِن عُمرِه، سَبقهُ الآخَر مُستطردًا وَكأنهُ عَلى عَلمٍ بِمَا سَيقُول: «أي شَيءٍ سَيكونُ جَيدًا، مَا دَام أَغدقتهُ بِحبك وَصدقكَ فِي اِنتقَائِه.»

نَهضَ إِيزومِي مِن السَّرير الطِّبي جَالسًا عَلى الكُرسِي وَعينَاه مُثبتَتان عَلى عَينَي الآخَر قَبل أَن يَستأنفَ الكَلام قَائلًا: «أَلا تَنوِي الخُروج مِن قَوقعةِ المَاضِي، وَالمُضي قُدمًا فِي حَياتكَ دُون النَّظرِ إِلى الوَراء؟»

أَمالَ المُخاطَب رَأسهُ بِحيرةٍ مُنتظرًا شَرحًا لِمَا يَعنِيه.

«ذَلكَ الشَّخصُ قَد وَراه الثّرَى وَما عَادَ لهُ وُجود، كَفاكَ تَمسُكًا بِطيفِه.»

وَآخيرًا فَهم نَاويَا مَقصدَ إِيزومِي، فَمن قَصدهُ بِكلامِه كَان شَخصًا طَاعنًا فِي السِّن وَلكِن قَلبهُ أَحنُ مَا فِي الوُجود، بَشوشُ الوَجه، لَطيفٌ وَطيب القَلب، لِمساعدَةِ الغَير هُو مُحب، وَقد كَان نَاويَا أَحد الأَشخاصِ الكَثيرِين الذِين سَاعَدهم، فَبعد هُروبِه مِن مَنزِله، لَم يَجد مَلجَأً لَه يَأوِيه سِوى أَزقةِ مَدينةِ يُوكُوهَامَا.

وَفي أَحد الأَيام وَحينمَا كَانَ عَلى خُطوةٍ مِن تَجاوُز البَرزح بَين الحَياة وَالمَوت، قَابَل ذَلكَ الشَّخص الذِي أَنقذَه وَتكفَل بِرعايتهِ كَما يَفعلُ حَاليًا مَع هِيكَارُو رُغمَ كَونِه لَا يُجيدُ التَّعامُل مَع النَّاس كَما يَفعلُ هُو.

وَمَا قَصدهُ إِيزومِي بِحديثِه عَن الخُروج مِن قَوقَعةِ المَاضِي وَالمُضي قُدمًا فِي الحَياة دُون النَّظرِ إِلى الوَراء هُو أَن نَاويَا بَعد مَوت ذَلكَ الرَّجل الطَّيب أَغلقَ قَلبهُ خِشيةَ أَن يَتضَررَ مِن فُقدانِ أَشخاصٍ سَيتَعلقَ بِهم مُستقبلًا؛ فَقد كَان مِن الصَّعب عَليه فُراق شَخصٍ اِعتبَرهُ السَّند الوَحيدَ لَه فِي الحَياة أَو هَذا مَا كَان يُوهمُ نَفسهُ بِه؛ فَهُو مَن عَزل نَفسهُ عَن الجَمِيع لِنُقطةٍ وَصَل فِيهَا إِلى شُعورِه بِالوِحدَة.

مَع أَن السَّنوات تَوالَت وَتعاقَبت، إِلا أَن الحَالك لَم يَتخَط بَعد مُوت المَدعوِ إِيتشِيرُو، وَالسَّاعةُ التِي حَطمهَا هِيكَارُو عَن طَريقِ الخَطأ كَانَت أَولَ هَديةٍ تُقدمُ لَه فِي حَياتِه، لِذَا لَم يَسعهُ حِينهَا إِلا الغَضبُ وَتركُ السَّيطرةِ عَلى مَشاعرِه لِتفرضَ أَوامِرهَا عَليه.

لَم يَسمَع سَماوِي الشَّعرِ رَدًا مِن الآخَر وَهذَا مَا كَان يَتوَقعُه مِنه، فِي سِرِه اِبتَسمَ بِخفة؛ فَلا دَاعِي للقَلقِ عَليه فَهِيكَارُو سَيتكَفلُ بِتغيِيرهِ حَتمًا، فَحديثهُ مَعه مِن دُونِ أَن يُطرَد مِن مَكتبِه لَأمرٌ عَظيمٌ لَم يَسبق حُدوثَه!

«لَقد مَرَ أُسبوعٌ كَامِلٌ بِالفِعل عَلى آخِر لِقاءٍ لِي بِاِبنِي، لِذَا سَآتِي مَعكَ لِزيارَتِه!»

بِاِستنكَارٍ رَفعَ نَاويَا حَاجِبه مُجيبًا بِاِبتسامةٍ لَطيفةٍ مَع نَبرةٍ مُخيفَة: «أَتعلَمُ مَاذَا؟ أَنا جِدُ مُتأسفٍ عَلى عَدمِ كَسرِي لِأنفِك، لَكِن هَذه المَرة صَدِقنِي سَأضربُ بِكل مَا لَدي!»

تَذكُر إِيزومِي لِلحَادثةِ الحَاصلةِ قَبل أُسبوعٍ جَعله يُمسكُ أَنفهُ الذِي تَضرَر بِشدةٍ بِسببِ القَابِع أَمامَه، وَكردٍ عَليهِ زَم شَفتيهِ بِغيظ، وَرُغمَ التَّهديد كَان سَيلتصقُ بِه غَصبًا عَنه وَلكِن عَملهُ يُنادِيه لِلآسف وَدوامُ نَاويَا اِنتهَى بِالفِعل، فَيا لَه مُن حَظٍ هَذا الذِي يَمتلِكُه!

♦️┈♠️┈┈•༶ ༶•┈┈♥️┈♣️

أَمامَ بَيت السَّيدة تَكاهِيكُو وَاقفٌ كَالصَّنمِ مَكَانَه؛ مَشاعرٌ مُتضاربةٌ خَالجَته فَنتجَ إِثرَ ذَلكَ تَناثُر غُبار التَّرددِ حَوله. خَائفٌ مِن أَن يَكُون هِيكَارُو قَد كَرهَه؛ فَلسببٍ مَا فِي أَعماقِه يُدركُ جَيدًا أَنه سَيتحَطمُ كَالزُّجَاج وَسيصعُب جَمع الشَّظايَا لَو حَدث ذَلك، كَما أَنه غَيرُ وَاثقٍ فِي قَرارةِ نَفسِه أَن هَديتهُ سَتعجِبُه.

«نَاويَا سَان، أَهذَا أَنت؟»

اِستَدارَ نَاويَا نَاحِية الصَّوت، لِيجِدَ آيرِي قادِمةً فِي اِتجَاهِه وَهيكَارُو الذِي اِختبَأ خَلفهَا فَورَ رُؤيتِه، مَا سَببَ المَرارة دَاخِله.

«أَعتَذر لِجعلكَ تَنتَظِر.»

«لَا مُشكِلة؛ وَصلتُ تَوًا.»

أَومَأت آيرِي رَأسهَا بِتفهمٍ قَبل أَن تَلمحَ الكِيسَ الذِي بِيده وَتنبلجَ بَسمةٌ وَاسعةٌ كَشفَت عَن مَشاعرِهَا، إِثرَ هَذا سَارعَت بِتودِيع هِيكَارُو وَتركِهمَا مَعًا لِيحظيَا بِبعضِ الوَقت عَلى اِنفرَاد.

يُتبَع...

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro