Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفَصلُ الأَول: اللِقَاء.

«لَقد مَللتُ البَقاء مَعكَ أَيهَا الوَغد!»

«بَل أَنا الذِي مَل مِنكِ وَمن اِبنك!»

«لَا تَنسَ أَنهُ اِبنكَ أَيضًا!»

تَعالَت صَرخَاتهمَا أَرجَاءَ المَنزِل، فِي حِين أَن اِبنهمَا البَالغَ مِن العُمرِ ثَلاثةَ عَشر سَنةٍ يَقرَأُ الكِتابَ بِعينَين بَاهِتتَين -لَا تُناسبُ الأطفَال مَن فِي مِثلِ عُمرِه- غَير مُهتمٍ بِمَا يَحدثُ خَارجَ غُرفتِه؛ فَقد تَعودَ عَلى شِجارهمَا الدَّائم الذِي لَا يَنتهِي.

قَلب صَفحةً أُخرَى مِن كِتابِه لِيقتحمَ وَالدُه الغُرفةَ فِي هَذه الأَثنَاء، وَدونَ أَن يَدرِي مَا يَحدُث وَجدَ نَفسهُ مُرتمِيًا فِي الأَرضِ وَضَرباتٌ مُتَتاليةٌ مِن السَّوطِ تَنحتُ جَسدَه، وَعَلى إِثرهَا بُحَ صَوتهُ مِن الأَنِين.

«مَا الذِي يَحدثُ؟ مَا مَعنَى كُل هَذا؟» فَكرَ رَافعًا عَينيهِ اللَازورَدية لِتُقابلَ زُمرديتَا وَالدتِه التِي أَشاحَت بِنَاظرهَا بَعيدًا، ثُمَ شَخَر تَحتَ أَنفاسِه بِسخرِية؛ فَيا لَهمَا مِن وَالدَانِ مُحبان! أَبٌ تَعبَ مِن الشِّجارِ مَع زَوجتهِ فَجاءَ لِينفسَ غَضبهُ عَلى اِبنهِ الصَّغِير الذِي لَا دَخل لَه فِي المَوضُوع، وَأمٌ كَي تَقيَ شَرَ زَوجهَا لَم تَتدخَل وَتمنَعه.

لَم يَشعر بِخيبةِ الأَمل أَو مَا شَابَه؛ فَمشاعرهُ تِجاهَهمَا اِندثَرت مُنذُ زَمنٍ بَعيد.

تَعبَت يدُ الأَب مِن الضَّربِ لِيرمِي السَّوطَ بَعيدًا وَيذهَب لِغرفتهِ طَالبًا الرَّاحة بينمَا الأُم غَادرَت الغُرفةَ وَكأنهَا لَم تَر شَيئًا تاركةً اِبنهَا الوَحيدَ غَارقًا في دِمائهِ.

ضَحكاتٌ مِن فَاهِ الصَّبي اِنبثَقت مُجلجلةً المكَان، مَضَت دَقائقٌ وَهوَ عَلى هَذه الحَالة حَتى تَوقَف جَرَاء الصُّداعِ الفَظيعِ الذِي أَلمَ بِه، وَتحَت أَنفاسهِ السَّاخِطة هَسهَس: «أَنا مَن كَرهَ البَقاءَ مَعكُمَا أَيهَا الوَغدَان! لَن أَبقَى فِي هَذا المَنزل وَسأغادِرهُ حَتمًا.»

أَرادَ النُّهوضَ لَكِن جِسمهُ خَذلَه، فَهوَ يُعانِي حَقًا جَراءَ الجُروحِ التِي مَلأته، وَرغمَ ذَلكَ أَجبرَ نَفسهُ عَلَى الحَراك، وَتعقيمِ جُرحه كَي لَا يغدُو خطرًا عَلى حَياتِه فِيمَا بَعد، وَكي يَقدرَ عَلى مُغادرَةَ هَذا المكَانِ المَقيت بِأسرعِ مَا يُمكِن.

♦️┈♠️┈┈•༶ ༶•┈┈♥️┈♣️

بَعد مُضي عَشر سَنوات، يَسيرُ فِي شَوارعِ المَدينةِ الضَّيقةِ التِي اِكتَست بِرداءٍ أَمهقَ اللَون، وَظلامُ اللَيلِ الأَدعَج قَد تَغلفهَا، بِعيونٍ لَم تَعُد تَعرفُ لِلحِياةِ مَعنًى يُحدقُ فِي اللَامكَان، فَلَم تَعد تَستهوِيه هَذهِ الحَياة التِي اِستنزَفَته كُليًا وَبعثَرت أَشلَاءَه.

اِستَوقفهُ شِجارٌ بَين شَخصينِ لَم تَتوَضح مَعالمُ وَجههمَا جَراءَ حُلكةِ المكَان، وَلأنهُ شَخصٌ لَا يبَالِي بِمَا يَحدثُ مَع الآخرِين اِستَأنفَ طَريقهُ قَاصدًا البَيت، فَالبردُ قَد جَمدَ أَطرَافَه وَملابِسهُ بِالكَادِ تُدفئُه.

«لَن أَعترِفَ بِهذَا اللَقيطِ اِبنًا لِي!»

صَوتُ الرَّجُل الحَانِق رَن فِي أُذنَي الآخَر فَيتلفتُ نَاحِيتهُم، يُحدقُ بِالشِّجارِ الذِي دَارَ بَينَ أمٍ تَعبَت مِن تَربيةِ اِبنهَا الذِي تَحمَلت شَقاءَ حملِه تِسعَ شُهورٍ لِترمِيهِ عِند وَالدِه الذِي لَم يَكُن يَعلمُ بِأنَ لَديهِ اِبنًا مِن الأَسَاس بِكلِ بُرودةٍ وَجفَاء، وَعَلى مَا يبدُو أَن لَا أَحد مِنهمَا مُهتمٌ بِمشاعرِ الطِّفلِ الذِي يَبكِي بِصمتٍ مُرتجِفًا مِن الخَوف وَرُبمَا مِن البردِ كَذلكَ نَظرًا لِلمَلابِس الخَفيفةِ التِي يَرتدِيهَا.

رَقَ قَلبُ الشَّاب تِجاهَ الصَّغِير وَلم يَتحمَل هَذا الجَفاءَ فِي المُعامَلةِ لِذَا حَرَف مَسَارَه صَوبهُم قَائلًا بِبرُود: «إِن كُنتمَا تَمتلكَان قَلبًا، فَفكِرَا بِمشاعِر الصَّغير قَليلًا.»

«وَمن سِيادَتك لِتتَدخَل فِي شُؤونِنَا؟ وَبمَا أَنكَ أَشفَقت عَلى هَذا اللَقِيط الصَّغير فَلمَ لَا تَتكَفلُ بِه؟»

جَوابُ الرَّجلِ البَليد أَثارَ أَعصابَ المُخاطَب فَشدَ علَى يَديهِ حَتى اِبيضَت مَفاصِله، فَبِقدرِ مَا يَستَطيعُ حَاوَل ضَبط أَعصابِه كَي لَا يُزجَ بِالسِّجن بِتهمَةِ القَتلِ الوَحشِي. فَلَن يُنكِرَ رَغبتهُ الشَّديدَة فِي غَرسِ أَظافِره فِي رَقبةِ الوَاقفِ أَمامَه حَتى يبحَ صَوتهُ مِن التَّوسلُ مُتذلِلًا.

«أَنا لَستُ مُهتمةً بِهَذا الصَّغيرِ مِن الآن؛ فَهوَ يَمنعنِي مِن الاِستمتاعِ بِحَياتِي كَما يَجِب.» أَلقَت المَرأةُ الشَّقراءِ سِهامَ كَلماتهَا الجَارحة بِلا مُبالاةٍ بِمشاعر الطِّفل الهَشةِ كَالزُّجَاج وَلا بِمَا سَتسبِبهُ مِن أَضرارٍ نَفسيةٍ لَه ثُمَ غَادرَت المكَان مُتبخترةً فِي مَشيتهَا وَكَأنهَا تَحسبُ نَفسهَا أَحدَ عَارضاتِ الأَزياءِ المَشهُورات، فِي حِينِ أَن الرَّجُل الأَربعِينِي اِنسحَب هُو الآخرُ عَائدًا إِلى بَيتهِ بِلا كَلامٍ تَاركًا وَراءَهُ الصَّبيَ مَع الشَّاب.

سُكونٌ غَيرُ مُريحٍ زَارَ الأَجواءَ التِي كَانَت مَشحونةً قَبل لَحظاتٍ قَليلَة، فَالأَكبرُ لَا يدرِي حَقًا مَا يَفعل، فَأيُ ورَطةٍ هِي هَاتهِ التِي وَرطَ نَفسهُ بِها؟!

تَصرفٌ غَيرُ مَعهودٍ بَدر مِنه اليَوم فَما سَببهُ بِحقِ خَالقِ السَّماء؟! أَربمَا يَعودُ السَّبب لِتشابههِ هُو وَالصَّغير؟ إِن كَان كَذلكَ فَيا لَها مِن سَخافَة!

«مَا اِسمكَ أَيهَا الصَّغير؟» قَطعَ الشَّابُ هَذا السُّكون المُثيرَ لِلأَعصاب سَائلًا الصَّغيرَ المُرتجِف فِي مَكانهِ وَنَظراتهُ لَم تَبرحَ الأَرض ثَانِيةً، أَمسكَ هَذا الآخِير ثِيابهُ بِتوترٍ مُجيبًا بِصوتٍ مُتقطعٍ بِالكَادِ يُسمَع: «اِسمِي هِيكَارُو.»

«هِيكَارُو يَا لَه مِن اِسمٍ فَريد!» هَهسهَس الشَّابُ بَعد بَحثهِ عَن مَعنى الاِسم فِي ذَاكِرتهِ وَالذِي كَان مَعناهُ الضَّوء، هُوَ حَقًا اِسمٌ فَريد!

«تَشرفتُ بِمعرفتكَ هِيكَارُو أُدعَى أَساغِيرِي نَاويَا، يُمكِنكَ مُناداتِي بِالسَّيد نَاويَا.» رَد رَاسمًا عَلى ثَغرهِ اِبتسامةً لَطيفةً لِكن مُحاولَته فِي رَسمهَا بَاءت بِالإخفَاق، وَمن حُسنِ حَظهِ أَن هِيكَارُو لَم يَرفع نَاظرَيه أَبدًا عَن الأَرض المُغطاةِ بِالثُّلوج، وَلأنه لَم يُحبب هَذا الصَّمت أَبدًا أَضاف قَائلًا: «هَل تَودُ القُدومَ مَعي؟»

بَعد فَواتِ الآوَان أَدركَ مَا قَالَه، وَحجمَ الزَّلةِ التِي أَوقعَ نَفسهُ بِهَا، عِندَما أَرادَ تَصحِيحَ غَلطتِه وَجدَ أَن هِيكَارُو يُحدقُ بِه بِعيونهِ التِي اِحتوَت البِحارَ وَالمُحيطَات كَخَاصتِه بِبراءَةٍ فَلَم يَستطِع قولَ أَي شَيء وَأطبقَ فَمه.

بِتوترٍ وَخجلٍ شَديدين عَبثَ الطِّفلُ بِأصابعهِ قَائلًا بِهمسٍ لَكنهُ كَان كَافيًا لِأن يَصلَ إِلى مَسامِع الشَّابِ القَريب مِنه: «هَل يُمكِنُني؟»

لَم يُدرك ذَا الشَّعرِ الأَدجن الذِي تَتخلَلهُ خُصلةٌ مَهقاءٌ فِي غُرتِه كَيف يُفترضُ بِه أَن يُجِيب، وَحينَ أَطالَ التَّفكِير شَعَر الصَّبي بِخيبةِ أَملٍ لِيعاوِدَ طَأطَأةَ رَأسِه، لَكَم يُريد نَاويَا لَكمَ نَفسهِ مِرارًا وَتكرارًا عَلى غَبائهِ.

تَنهَد بِقلةِ حِيلةٍ مُجيبًا: «أَجل يُمكِنكَ القُدومُ مَعي.»

ثُمَ مَسحَ عَلى شَعرِ هِيكَارُو اليَقِق كَالثَّلج، وَكردة فِعلٍ جَراءَ هَذا اِنكَمشَ الصَّغيرُ مُرتجِفًا لِيبعِدَ نَاويَا يَديهِ مُتسائلًا: «هَل تَخافُ مِني؟»

رَفعَ يَققُ الشَّعرِ رَأسهُ لِيهزهُ يَمينًا وَشمالًا دَلالةً عَلى النَّفي وَرغمَ هَذا لَم يُصدقهُ الآخَر، فَمنَ الوَاضحِ أَن مُعاملةَ تِلكَ المَرأةَ لَم تَكُن بِاللَطيفةِ أبدًا وَحتمًا سَتسببُ لَه بَعضَ المَشاكِل بِالاِندمَاجِ مَع الآخَرين.

«هَل سَتأتِي مَعي؟»

مَد نَاويَا يَده نَحوَ الصَّغيرِ المُتردِد الذِي مَد يَده هُو الآخَر عَقبَ تَشنجِ عَضلات يَد الأَكبر.

أَمسَك نَاويا يَد هِيكارُو الصَّغِيرة المُرتجِفة حَتى تَذكَر أَنهُ لَا يَرتدِي مَلابسًا تَقيهِ قَساوةَ هَذا البَرد القَارص، فَنزعَ وِشاحَه المُخطَط لِيلفهُ حَول عُنقه الصَّغيرَة وَإثرَ هَذا تَسلَل بَعض الدِّفئ إِليه فَترتَسمُ اِبتسامةٌ صَغيرةٌ عَلى كَرزيتَاهُ أُخفيَت تَحت الوِشاح الذِي غَطى نِصفَ وَجهه.

ثُمَ حَمل الأَكبرُ الصَّغير الذِي تَجمَدت سِيقانهُ التِي سيكُون مِن المُؤلمِ لَه حقًا تَحرِيكُهَا.

صَمتٌ اِنسكَب عَلى الأَفواهِ اِستمَر طَوالَ الطَّريقِ إِلى البَيت، وَكُلٌ مِنهمَا غَاص فِي أَفكاره الخَاصة، فَناويَا رُغمَ كَونهِ مُترددًا فِي تَحملِ مَسؤُوليةِ هَذا الطِّفلِ الغَريب، إِلا أَن جَانبًا مِنه يَقُول أَنهُ كَسرٌ لِدوامةِ حَياتهِ الرَّتيبَة.

وَأمَا هِيكَارُو فَسعِيدٌ بِهَذا الدِّفئِ الصَّغير الذِي غَمر قَلبهُ وَأدخَل بَعضَ الطُّمأنِينة إِليه مُتمنيًا مِن أَعماقِه أَن يَستطيعَ الشُّعورَ بِشعور اِمتلَاكِ عَائلةٍ تَقلقُ عَليه، تُحبه، وَتهتمُ بِه.

يُتبَع...

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro