• chapter 31 •
~ وَمَن يَدْرِي . . لَعَلّ السَّعَادَة تَكُون فناً نشَارِكُه مَعَ الآخَرِينَ ~
__________________________
- هيا جولة أخيرا فقط و سأفوز بالتأكيد .
قلت في محاولة يائسة مني للحصول على مباراة أخرى بعد الهزائم النكراء الكثيرة التي تلقيتها ، تنهد بخفة و أجاب بنبرة ملولة :
- لقد أصبح الأمر مملا حقا ، كما أنني أرفض طلبك هذا من عدة ساعات ألم تستسلمي ؟
صحيح أني خسرت كثيرا لكن قدرته على الفوز بسهولة هكذا أزعجتني بحق ! فأنا لا أكاد أرى من سيفه شيئا أثناء مبارياتنا حتى أفاجئ به يوضع على عنقي دون أن أدرك !
- هذا غش بالطبع ، لابد أن كونك شبح يساعدك بشكل ما .
قلت بشيء من الطفولية التي لم أمانع ظهورها حقا ، فتجاهلني و واصل طريقه كأن شيئا لم يكن مما استفزني أكثر ، فأضفت بعد أن سيطرت على انفعالاتي :
- حسنا لا أريد جولة أخرى لكن على الأقل علمني كيف تقوم بذلك ؟ أنا لا أستطيع رؤيتك حتى !
التفت لي و قد استطعت أن أعرف أنه مبتسم رغم قناع وجهه الغبي ثم قال بنبرة عادية :
- أولا لست شبحا ، ثانيا لم أكن أستخدم حتى 5% من قوتي الحقيقية معك ، ثالثا اذا لم تهزميني فلا تفكري بهزيمة نورثن و رابعا تحتاجين الى تطوير مستواك في أسرع وقت ، صحيح أني أريد تحفيزك لكن في النهاية هذه هي الحقيقة ، أنت ضعيفة .
- حسنا اذا من الأفضل لك أن تستعد لأني سأحطمك .
قلت بتحدي محاولة جعل أفكاري إيجابية قدر المستطاع فإذا لم أواجه الحقيقة لن أستطيع المضي قدما ، رغم كل تدريبات ليندة لازال ينقصني الكثير لأتعلمه و سأفعل ذلك و أنجح في مهمتي حتى لو كلفني ذلك أغلى شيء لدي .
- هذه هي الروح المطلوبة ، سنأخذ استراحة قصيرة و بعدها سأشرع في تلقينك السيافة على أصولها ، لا أنكر أن جوردن معلم بارع لكني أفضل بالتأكيد .
- لقد أثرت فضولي حقا لمعرفة منصبك أو عملك في الماضي بما أنك قوي لهذه الدرجة .
قلت بشيء من الفضول رغم أني أعرف الجواب مسبقا ..
- مجرد فتى حصل على قدرات أقوى من المعتاد و قام بتطويرها .
هل أتخيل أم أنه تحدث بشيء ما عن ماضيه للتو ! لكنه لم يعطني الفرصة للسؤال عن مقصده لأنه غير الموضوع تماما حيث قال :
- بالمناسبة ، ألم تقلقي حيال شقيقاك ؟ سيصابان بالذعر لاختفاءك المفاجئ هكذا .
في الواقع لقد تدبرت أمرهما برسالة ، لا يمكنني المغادرة فقط و اثارة قلقهما رغم كل شيء ، كما أني حقا شعرت بالحزن لتفويت حفل خطبة سيندي ، فأجبته :
- أخبرتهما أني وجدت شغفي في الترحال حول العالم بعيدا عن الناس و التكنولوجيا ، لا أظنهما سيعارضان على شيء أحببته أنا .
أومئ قائلا :
- صحيح هذا أقل تعقيدا بكثير من قصتك الحقيقية .
بعد وقت قصير من التفكير في خطة بسيطة خطرت لي قبل ساعات ، قررت طرحها على نورثن آملة أن يوافق لأنه اذا فعل سيكون حقا ذو عون كبير جدا ، فقلت ببراءة بعد أن تنحنحت جاذبة انتباهه :
- أتعلم ، الأصدقاء دائما يساعدون بعضهم البعض ، خاصة أصدقاء الطفولة .
التفت ناحيتي و رد قائلا :
- اللف و الدوران ليسا من صفاتك لذا أخبريني مباشرة .
أغمضت عيناي لا إراديا و قلت بسرعة :
- أريد منك أن تكون أداة إتصال بيننا .
- هاه ؟
هذا كل ما بدر منه ، فأخذت نفسا عميقا كي أشرح له ما يدور في بالي :
- أنت تستطيع الانتقال بين كل العوالم هذه معلومة مؤكدة ، كما يستطيع الناس رؤيتك و الحديث معك اذا أردت ذلك لهذا أود منك أن تكون مثل الرسول بيننا هنا في مدينة الملائكة و حتى في العالم الآخر كي نبقى على إتصال ، أعني فوجودك هنا معي هو معجزة لذا أريد منك أن تساعدني ، في النهاية ستستفيد أنت أيضا بعد أن نهزم نورثن الشرير أليس كذلك ؟
- فهمت فهمت ، تريدين مني أن أعمل كهاتف نقال ؟
قال بسخرية و لم أستطع منع نفسي من إخراج قهقهة صغيرة سرعان ما كبحتها محاولة الحفاظ على الوضع الجدي هنا ، فرددت :
- حسنا تقريبا نفس المعنى ، المهم ما رأيك ؟
- و هل تظنين أصدقائك بهذا الغباء حتى يصدقون شخصا غريبا يظهر من العدم و يزعم أنه يعرفك ، و الأسوء من ذلك يدعى نورثن ؟
معه حق ، اذا أردنا فعل هذا يجب عليه أن يحمل دليلا يشير الى أنه صديقي حقا ، فكرت قليلا ثم أجبت :
- يمكننا تجاهل الجزء الخاص بالإسم حتى نتفادى مزيدا من التعقيدات و اذا سألوك عن شيء خارج إطار خدمتك لا تجب أنت بارع في الغموض على كل حال .
- و ما هو الدليل على أني أعرفك ؟
تسائل مجددا فابتسمت قائلة :
- لا تقلق سأكتب كل شيء في ورقة كل ما عليك فعله هو القراءة منها ، تستطيع نقل أشياء صغيرة معك أليس كذلك ؟
رفع رأسه قليلا نحو السماء في تفكير ثم أعاد نظره إلي مجيبا :
- يبدو أن خيار الرفض غير متاح ، مرت مدة طويلة حقا منذ تحدثت مع أناس آخرين غيرك ، إذا ما هي الرسالة التي أنقلها لهم ؟
- سأخبرك بعد أن تقوم بتدريبي .
تنهد بخفة و أومئ قبل أن يظهر سيفه من العدم كالمرة السابقة ثم قال :
- بداية أريد منك معرفة أن تقنيتي هي شيء خاص بي و قد لا يليق أسلوبي بطريقتك في السيافة ، لذا أنا سأقوم بتعليمك كيف تتحكمين في السيف بمهارة و تجعليه جزء منك و بعدها ستعملين أنت على تطوير التقنية التي تناسبك ، فهمت ؟
لم أفهم في الواقع مقصده تحديدا بقوله ' كيف تتحكمين بالسيف ' لكني أومأت رغم ذلك رغبة في بدأ التدريب بسرعة ..
وجهة نظر الكاتبة :
قبيل غروب الشمس في مملكة السحرة :
وقفت الملكة لالين التي كانت مضيفة إجتماع الملوك هذه المرة و قد انتهى مع نهاية اليوم ، ثم أردفت بثبات مخاطبة من حضر اليوم من شخصيات مرموقة جلسوا على كراسي فاخرة حول الطاولة المستديرة :
- بهذا القرار نختتم اجتماعنا اليوم ، أود فقط التذكير أن الاجتماع القادم بعد شهر في مملكة مصاصي الدماء ، أتمنى أن تحضوا بليلة هانئة .
خرجت الساحرة ذات الشعر ناصع البياض و الممزوج بخصل بنفسجية طبيعية تماما كلون عيناها لتجد إبنة عمها و صديقتها المقربة بانتظارها خارج قاعة الإجتماعات .
- يبدو أن اليوم كان متعبا .
بادرت آليا بالحديث مع ابتسامة خافتة ردتها الملكة بواحدة أوسع قبل أن تقول :
- لا فكرة لديك ، فهمت الآن لما لم تحضري .
- أمانع الإبتعاد عن تلك الأجواء الخانقة كما أن دانيال و كريس لم يحضرا أيضا لذا .. بالمناسبة هل ستفوتين العشاء ؟
أومئت لالين بوجه مرهق و قبل أن تضيف شيئا التفتت الى الخلف و كان ذلك مباشرة قبل أن يظهر دانيال الذي استعمل تقنية الإنتقال الآني ثم قال بعد إنحناءة صغيرة احتراما للملكة :
- يبدو أنكم أنهيتم بالفعل ، ياللأسف لم أستطع الحضور .
قلبت آليا عيناها على أسفه المزيف و فضلت عدم الرد بينما تساءلت لالين :
- هل من أخبار عن الفارسة التاسعة ؟
نفت آليا برأسها بينما تنهد دانيال مجيبا :
- لم يمر أكثر من شهرين على دخولها مدينة الملائكة و هي ليست وحيدة فلا داعي للقلق ستصل حتما ، ما يقلقني الآن هو تحكمها بقدراتها فرغم كونها متمرسة نوعا ما في الفنون القتالية و خفة حركتها رائعة الا أنها لم تسيطر على قوتها ..
آخر مرة عندما تفارقنا كانت تتحكم فقط بالجاذبية و لا شيء آخر .
ساد الرواق صمت ثقيل للحظات قاطعته خطوات شخص رابع ، و الذي ما ان وصل إليهم حتى قال بتقاسيم وجه باردة و صوت أبرد :
- مازلت مجرد شرنقة صغيرة اذا ، يال السخرية .
- جا..جايدن ، ماذا تفعل هنا ؟
ردد دانيال قابضا على يده بشدة حتى ابيضت بينما ابتسم جايدن ابتسامة جانبية مزيفة .
- عذرا سموك .
وجه كلامه مع انحناءة بسيطة للالين التي أومئت ثم أعاد أنظاره الى دانيال بعد اختفاء شبه ابتسامته و أضاف بنفس الوجه و النبرة الجليديين :
- هل يهم ما أفعل ، أخي ؟
و بعد هذه الجملة القصيرة مباشرة رحل تاركا وراءه شقيقا غاضبا متوترا ، لطالما كان من النوع الذي يشعرك بالضغط اذا تواجد فقط ، حتى اذا كنت ملكا ستجد نفسك ترغب فقط في الإبتعاد عن المكان الذي يتواجد جايدن به .
- شقيقك حقا مخيف ..
تمتمت آليا بلامبالاة بينما تعيد الخصلة الهاربة من شعرها الى مكانها ، لم يعطي دانيال أي ردة فعل و فقد كان فقط محدقا في الأرضية الملكية المزخرفة و خصلات شعره السوداء المنسابة على وجهه غطت أغلب ملامحه .
- سأذهب اذا ، أطلعوني اذا حدث أمر جديد ، سأكون سعيدة بتقديم المساعدة الممكنة .
قالت لالين فأومأت آليا و لم يحرك دانيال ساكنا و بعد مغادرة الملكة اقتربت منه و نقرت كتفه ثم قالت:
- لا تكن مثيرا للشفقة دانيال ففي النهاية هو شقيقك و هذا أمر لا يمكن تغييره ، كما أنه يستمتع حقا بتأثيره الكبير عليك لذا أوقف متعته هذه .
رفع دانيال رأسه لتظهر عيناه اللامعتان ثم قال بصدق و شيء من الإحباط :
- أعلم أني مثير للشفقة لكني فقط لا أستطيع تجاوز ذلك التأثير الذي سلطه علي منذ ولادتي و حتى هذه اللحظة .
- أنت حقا مثير للشفقة ..
تمتمت بقلة حيلة بعد تنهيدة صغيرة ليردف دانيال :
- نعم أنا مثير لل...كفي و اللعنة عن تذكيري بهذا !
كان سيكرر كونه مثير للشفقة مرة أخرى لكن يبدو أن عقله قد عاد و عادت معه شخصيته الصاخبة فابتسمت آليا إبتسامة جانبية لأنها في النهاية لا تفضله هادئا ، الأشخاص مثل دانيال لديهم شخصيات معقدة نوعا ما رغم بساطتهم ، قد لا يظهرون مشاعرهم و يختبئون دائما خلف قناع الضحك ، الحقيقة أنهم يتأثرون فعلا لكن يبرعون فقط في إخفاء مشاعرهم الحقيقية .
- حسنا حسنا ، مهلا ! هل تشعر بهذا ؟
قالت آليا متخذة وضعية الإستعداد بينما التف دانيال حوله في استغراب قبل أن يرد :
- لا أشعر بأي شيء مريب ، عن ماذا تتحدثين ؟
- من هناك أشعر بوجود كيان غريب في جهة جناح الملكة !
أجابت بقليل من التوتر الذي نادرا ما يظهر في صوتها ثم قالت :
- إذهب و أحضر كريس بسرعة سأنتظركما أمام الجناح و اذا شعرت بأي خطر سأتفقد الوضع .
أومأ دانيال و انتقل بسرعة الى أرض المستذئبين أين كان كريس يركض تحت ضوء القمر الساطع و ما ان رأى رفيقه حتى توقف ، فدانيال لا يفضل أرض المستذئبين و لا يزورها كثيرا لذا لا بد أن أمرا ما قد حدث .
- ماذا هناك ؟
تسائل بحاجبين معقودين ليجيب الآخر :
- لا أعرف تحديدا لكن آليا طلبت مني احضارك بسرعة و حالا ، لنذهب ، هي تنتظرنا في مملكة السحرة .
أومئ كريس دون نقاش و استعد للانتقال آنيا ، بعد عدة لحظات كان الثلاثة يقفون أمام جناح الملكة الخالي من الحراس تقريبا ، أولا لقوتها التي لا تضاهى و ثانيا كونها تعتبر وجود العديد من الحراس و الخادمات انتهاكا لخصوصيتها .
- أنا متأكدة .. هناك كيان غريب لا أستطيع تحديده في الداخل .
همست آليا و قد زاد توترها بسبب جهلها ليردف كريس مغمضا لعينيه و مركزا على حاسة الشم :
- هذا غريب .. بل مستحيل !
- ماذا تقصد ؟
تسائل دانيال و قبل أن يجيبه فتح باب الجناح الضخم و ظهرت الملكة بتعابير استغراب جلية على ملامحها و سرعان ما أردفت :
- ماذا هناك ؟ لماذا تتجمعون هنا ؟
- آه حسنا .. سيكون الشرح صعبا نوعا ما ..
قال دانيال بشيء من الحرج ثم أضافت آليا :
- استشعرت قوى غير مألوفة تنبعث من جناحك لهذا جئنا للتفقد .
أومئت لالين لكن علامات الاستغراب مازالت بادية عليها ، في الواقع اذا كان هناك شيء وحيد تتفوق به ٱليا عليها سيكون القدرة على استشعار قوة الشخص من مسافات بعيدة حتى لو حاول اخفاء نفسه .
- ماذا كنت تريد القول كريس ؟
قال دانيال ليرد كريس الذي مازال يركز على حاسة شمه :
- أستطيع الشعور برائحة آنا عليه .. أنا متأكد الآن.
- ماذا !
هتف الثلاثة بصدمة في نفس الوقت قبل أن تقول لالين :
- هذا أمر خطير حقا ، يجب علينا البحث عن هذا الشخص أو الكيان و اكتشاف ماهيته حالا ، يمكنكم الدخول .
بعد أو ولجوا جميعا جناح ملكة السحرة أول ما قابلهم هو رواق فخم كبير و مليئ بالتماثيل الطائرة و الصور المتحركة ، و بعد أن عبروا الرواق قابلتهم غرفة واسعة ذات ديكور دافئ و على الأغلب كانت للقراءة من الكتب الكثيرة الموزعة بطريقة منتظمة على الأربعة حيطان ، و هناك قال دانيال :
- آليا ، كريس ، هل تستطيعان الوصول إليه ؟
- في الواقع لقد اختفى وجوده تماما ما إن وصلنا الى هنا !
أجابت آليا بحيرة ليوافقها كريس الرأي مضيفا :
- رائحته كذلك ..
وسط تلك الحيرة و الأفكار المتضاربة ، ظهر أخيرا صاحب العباءة البيضاء الذي استمتع برؤية ملامحهم الحائرة ، فقد حان الوقت ليوصل ما جاء لأجله .
ما إن ظهر حتى رفع كل من بالغرفة نسبة حذرهم الى أقسى نسبة منتظرين حركته الأولى ، فالهجوم دون معرفة قدرات الخصم يعتبر انتحارا .
- آه .. حسنا ، أتوقع أن أول جزء هو التحية لذا مرحبا جميعا .
بادر نورثن بالحديث فقال دانيال :
- من أنت و ماذا تفعل هنا !
- أنا نو...أقصد أنا مرسول إليكم من شخص ما .
- من هو هذا الشخص ؟
كان دور آليا لتتسائل دون أن تزيح عيناها من عليه و لم تطل مدة صمته حتى أجاب :
مرسول من آناستازيا كريغ ، الفارسة التاسعة ، و تحديدا من مدينة الملائكة .
تبادل الجميع نظرات الصدمة المطلقة الناجمة عن اعترافه الأخير و قد كان هذا أمرا بعيدا جدا من أن يصدق حتى بالنسبة لساحرتين ، تنين و هجين من اللايكنز و المستذئبين ، و بسبب صمتهم الطويل بادر نورثن بالكلام من جديد فقال :
- اذا انتهت مدة صدمتكم هل يمكنني نقل ما جئت هنا لأجله ؟
كان دانيال أول من أبدى ردة فعل فقال بشك و توتر و كذلك شيء من الحيرة :
- مهلا لحظة هل تظننا نصدقك ؟ ما أنت حتى ! شبح ؟
تنهد نورثن متذكرا آنا كونها تصر على مناداته بالشبح رغم أنه ليس كذلك ، ثم قال :
- أنا لست شبحا و قد أخبرتني آنا أن لدي الحرية في عدم إخباركم شيئا عني ، أنا فقط سأقول ما يجب علي قوله ، أما بالنسبة لعدم تصديقكم لي فلدي رسالة من آنا خصيصا لكم ، ها هي ذي .
ساد الغرفة الصمت مجددا فتقدم كريس بهدوء و أخذ كريس الرسالة التي كانت تطفوا في الهواء و قبل أن يفتحها قالت آليا محذرة :
- إنتظر قد تكون مسممة أو بها خدعة ما .
- لا تقلقي لا أشم رائحة شيء مريب .
أجابها بينما يفتح الورقة المطوية و قد بدت مكتوبة على عجل ، ابتسم كريس على إثر رائحتها التي ضربت أنفه تزامنا مع شروعه في القراءة ..
" الى كريس ، آليا و الأحمق دانيال .. اشتقت لكم حقا و لرفقتكم لكن الأمور ليست بهذه السهولة في مدينة الملائكة ، حدثت أمور كثيرة و أنا محظوظة حقا لأن روز و جوردن و الشخص الواقف أمامكم الى جانبي يدعمونني دائما ، أعلم أنك يا كريس تستطيع شم رائحتي بسهولة و معرفة حالتي الذهنية و المعنوية منها لذا من فضلكم صدقوا كل ما يقوله هذا الشخص و لا تسألوه أي شيء يتعلق به شخصيا ، أحبكم جميعا و أتمنى أن نلتقي في أقرب وقت
ملاحظة : دانيال ، هو ليس شبحا "
مرر كريس الورقة لهم و الإبتسامة الصغيرة لم تفارق محياه ، لقد اطمئن الآن أنها بخير و تعمل جاهدة .
- هذا حقا خط آنا ..
- و أسلوبها الغبي الغير محترم .
قالت آليا ليضيف دانيال ، أما لالين فقد مازالت تحدق في نورثن و لا أحد يعلم ما يدور في بالها .
- يمكنكم الجلوس لأن ما أنا على وشك قوله سيصدمكم للمرة المئة هذا اليوم .
فعل الجميع ما قال دون اعتراض بينما أغلقت لالين الباب و انضمت إليهم ، باشر نورثن الحديث قائلا :
- بداية أعتذر عن جلبكم الى هنا لكن هذا أكثر مكان آمن حاليا ، سأخبركم ما حدث منذ عبورهم البوابة التي تؤدي لمدينة الملائكة ..
............................
وقف دانيال جاحظ العينين ، لم يتوقع هو و لا أي شخص آخر في هذه الغرفة أن مدينة الملائكة التي لطالما اعتبرها الجميع فاصل أو مجرد معبر بين عالمين تخفي أسرار كهذه .
- لكن هذا سيء ! أنتم لا تعرفون حتى ما يوجد في الخارج لا يمكنكم الخروج هكذا دون خطة محكمة.
قال كريس منفعلا على غير عادته بينما أومئ نورثن موافقا ثم قال :
- معك حق ، حتى أنا لم أستطع الذهاب الى ذلك المكان رغم أني أستطيع الإنتقال الى أين أريد ، لكنها مصرة ،كما أن جوردن و روز يدعمونها في هذا .
- ممتاز و الآن جميعهم متفرقون في أماكن مختلفة و آنا وحيدة برفقة شبح و على وشك الخروج لمهمة إنقاذ شبه مستحيلة بقدراتها الغير مطورة تلك ، لا يمكن للأمر أن يسوء أكثر .
أضاف دانيال ذارعا الغرفة ذهابا و إيابا ليرد نورثن قائلا :
- تقنيا و منطقيا ، دائما وراء جملة ' لا يمكن للأمر أن يسوء أكثر ' يأتي الخبر الأسوء ، و أنا لست شبحا .
توقف دانيال و حملق ناحيته بغيظ ثم قال :
- و ما هو الخبر الأسوء إذا يا سيد ' شبح ' .
و تأكد من أن يركز جيدا على كلمة شبح التي دفعت نورثن لتقليب عيناه رغم أن لا أحد يستطيع رؤية ذلك بسبب قناعه ليردف بسخرية :
- و هل يمكن للأمر أن يسوء أكثر في نظرك أيها العصفور المدلل ؟
رمش دانيال عدة مرات قبل أن يلتفت ناحية آليا التي مازالت تحلل الوضع كابنة عمها تماما ثم قال بغير تصديق :
- هل نعتني توا بالعصفور المدلل ؟
تنهدت آليا و أومأت ثم وجهت أنظارها ناحية نورثن و قالت بجدية :
- بداية لن نسأل أي شيء حولك أو حول هويتك و علاقتك بآنا ..
ألقت نظرة سريعة على لالين التي أومأت كعلامة موافقة لتتابع آليا :
- و أيضا نتفهم الوضع هناك و تصميم آنا على انقاذ من يمكن إنقاذه من سكان مدينة الملائكة ، لهذا الآن ما عليك فعله هو العودة الى مدينة الملائكة و تحديدا لعند روز و جايدن حتى نعرف كيف يسير تقدمهم و هل عثر أحدهما على البوابة اللازمة ، كما أظننا سنتطرق لتلك الخطة .
- هل أنت متأكدة ؟ تعلمين أن لا أحد منا يستطيع فعلها أليس كذلك ؟
قال كريس عاقدا حاحبيه بتفكير ثم أضاف دانيال :
- يبدو أنه الحل المنطقي الوحيد في رأيي .
- مهلا لحظة ، ما هي ' تلك الخطة ' التي تتحدثون عنها ؟
قاطعهم نورثن بحيرة غير راغب في تقلب الأحداث الذي حدث فقد كان من المفترض أن يصيبهم هو بالفضول و ليس العكس .
نظر دانيال ناحيته بمكر و قال :
- هل تريد حقا أن تعرف أيها الشبح ؟
- أنت بالفعل طفل ، عصفور مدلل أخرق .
رد نورثن و لم ينس أن يمطره بوابل من الشتائم داخله طبعا ثم أضاف :
- جديا بماذا تفكرون ؟
- بعد أن فتحنا البوابة و سافر كل من آنا ، جوردن و روز لمدينة الملائكة ، غلقت بعد وقت قصير لكن الأمر الجميل أن أجزاء الحجر لم تتبعثر كالمعتاد ، ربما بسبب قوة آنا أو شيء آخر لا نعلمه .
بادر كريس الشرح لتكمل آليا بعده قائلة :
- لذا و ما دمنا نملك حجر البوابة نستطيع تحديد مكانها الجديد بسهولة خاصة بالنسبة لملكة السحرة أو حتى لي ، فاقترحت أنه إذا حدث طارئ هناك أو تأخروا كثيرا بالوصول لعالمنا فسنرسل أشخاص أكفاء يساعدون الفارسة و من معها .
أومئ نورثن موافقا ثم قال :
- معكم حقا خطة إحتياطية جيدة ، ستكون مساعدة كبيرة حقا ، في النهاية فكرة الهاتف النقال ليست سيئة لهذا الحد ..
أنهى كلامه بتمتة غير مسموعة لكنها جذبت إنتباههم ليردف بسرعة :
- سأعود الآن لأطلع جوردن و روز على الأنباء الجديدة و أكمل مرافقة آنا الى البوابة ، أقترح أن تقوموا بارسال أشخاص أكفاء و موثوقين لهذه المهمة و من المستحسن أن يكون ذلك بعد يومين على الأكثر حسنا ؟
- يومان ؟ آليا هل يمكننا فعلها في هذه المدة القصيرة حقا ؟
قال دانيال بمنطقية رغم علمه بأهمية الوقت الكبيرة فردت لالين مكان صديقتها قائلة :
- لا تقلق يمكننا فعلها .
ثم وجهت أنظارها ناحية نورثن و قالت بابتسامة غامضة تخفي الكثير :
- مساعدتك ثمينة حقا ، شكرا لك يا ..
لم تقطع التواصل البصري بينهما و هي تتوجه نحوه بنفس الإبتسامة حتى وصلت اليه مباشرة ثم ارتقت على أطراف أصابعها و همست :
- نورثن .
عادت ابتسامتها اللطيفة المعتادة بينما لم ينتظر هو للحظة أخرى و اختفى مباشرة عائدا لمدينة الملائكة بسؤال واحد عجز عن إيجاد إجابة له ..
ما مقدار معرفة تلك الساحرة عنه ؟
و لأول مرة منذ الحادثة ، كان جزء منه يشعر بالخوف ..
____________________________
و لأول مرة أنزل قبل الموعد 😂😭 تحمست كثيرا لدرجة أني لا أذكر حتى كيف كتبت هذا الجزء 🌚
المهم ✨
• هل أعجبكم الفصل ؟
• كيف كان لقاء نورثن بالمجموعة ؟
• هل حقا تعرف الملكة لالين سر نورثن أم هناك أمر آخر وراءها ؟
• من هم الأشخاص الذين سيتم إرسالهم لمهمة مدينة الملائكة في رأيكم ؟
• و أخيرا ، ما رأيكم في جايدن شقيق دانيال الأكبر و ملك التنانين المستقبلي ؟
أنا أحببته 😭❤ شخصيته خرافية حقا رغم أنه يحب التنمر...أقصد إزعاج دانيال 🌚😂
المهم ترقبوا ظهوره في الفصول القادمة 🙈
الفصل القادم لن يتأخر كثيرا 💛😌
لوف يو ❤ و كالعادة شكرا على تعليقاتكم الجميلة 💛 و تصويتاتكم أيضا 💜
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro