Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

• chapter 25 •

أحبَبتُكَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي وَ الثَّلَاثِينَ مِنْ الشَّهْرِ الثَّالِثِ عَشَر ..

_____________________________


- ماذا تعنين ؟ ما هي " بداية كل شيء " ؟
تسائلت روز في حيرة ، و قد بدأت آناستازيا بالفعل تبحث بين الأرفف المرقمة بأرقام رومانية ، وجدت في قرائتها بعضا من الصعوبة كونها ليست معتادة عليها .
- روز ، قبل كل شيء ، أود أن أعرف ما هي مدينة الملائكة ، ما هو هذا المكان الذي نحن به الآن ، لذا ، سنذهب الى أقدم الكتب التي تتحدث عن النشأة ، نشأة العوالم ، و نشأة مدينة الملائكة .

- صحيح ! نحن بحاجة لمعلومات شاملة ، و على الأقل خريطة لهذا المكان ..
أضاف جوردن متابعا كلام آناستازيا ، لتومئ روز قبل أن تقول :
- لنفترق ، حتى نستطيع تغطية أكبر قدر من المكتبة .

ثم شرعوا في البحث المكثف الذي استغرق ، حسب تقديرهم ، أكثر من عشر ساعات متواصلة ، في النهاية ، و كلما وجدت آنا معلومة مهمة نوعا ما أو غريبة ، دونتها في أحد الكتب الفارغة في ذلك المكان ، لغة الكتب كانت مفهومة للجميع ، فلم يواجهوا مشكلة من ناحية فهمها .

" أظن أن علينا التوقف لهذا اليوم .. "
صرحت روز بتعب بعدما اجتمعوا أخيرا ، ليوافق كل من جوردن و آنا ، التي أردفت بعد برهات من تحديقها بكتاب ملاحظاتها ، الذي كان و بالفعل ، قد امتلئ نصفه تقريبا :
- هناك جملة وحيدة من بين عشرات الكتب التي قرأت ، تتحدث عن مدينة الملائكة ، لكن بشكل غير مباشر  ، هي للأمانة غريبة جدا..، و الأغرب أنها وضعت في غير محلها تماما فقد كان الكتاب يتحدث عن فلسفة الخير و الشر .

- ما هي ؟
تسائل جوردن بفضول ، فأرته آنا الكتاب ، ليقرأها بصوت مرتفع نوعا ما :
- انها مسألة نسبية ، فالخير و الشر وجهان لعملة واحدة ، و أقرب مثال على ذلك ، مدينة الملائكة .

- لكننا نعرف مسبقا أن مدينة الملائكة هي أنقى مكان قد يوجد في هذا الكون ! كيف يمكن أن يكون للشر وجود هنا ؟
قالت روز في تعجب بينما تعيد قراءة الجملة ، لتضيف آنا :
- بالضبط ، حتى أن الشخص الذي يحمل في قلبه ذرة شر ، لا يمكنه .. دخولها.
ثم ختمت كلامها بشيء من التردد و قد لمعت في بالها صورة جوانا ، فشعرت بنوع من الضيق لكنها واصلت قائلة :

- هل هذا يعني أن لمدينة الملائكة أيضا جانب سيء ؟ ربما هناك بوابة أو شيء كهذا ..

ليجيب جوردن محدقا في الكتب الكثيرة التي أمامهم بتعب :
- أظن علينا فقط الالتزام بمهمتنا و البحث عن بوابة عالمنا ، هل ذكر الكتاب المقدس شيئا عن جانب شرير أو شيء كهذا ؟
فكرت آنا قليلا قبل أن تجيب قائلة :
- لا ، لم تذكر الينور شيئا عن هذا ، لكني لم أكمل قراءة المذكرات ، فربما كتبتها في الجزء الذي لم أقرأه !

تنهدت روز بخفة ثم قالت قبل أن تعبر الجدار لتخرج من المكتبة :
- جوردن معه حق يا آنا ، سنبحث الآن عن بوابة عالم الثاني و نستغل الوقت لتتدربي على قوتك و تطوريها .
- حسنا..
تمتمت آناستازيا مجيبة قبل أن تلقي نظرة أخيرة على كتاب ملاحظاتها  ، ثم عبرت الحائط المخفي لتلحق بروز و جوردن ، لكن فكرة الخير و الشر لم تغادر بالها قط ، فقررت سؤال فلوغا :

- فلوغا ، ما رأيك في الأمر ؟
- لا أعلم حقا ، لكني على عكسهما ، أظنه أمرا جديرا بالبحث فيه و ليست مضيعة للوقت .
أجابت الذئبة بهدوء ، لتزفر آنا مبعدة شعرها الذي أضحى طويلا عن وجهها ، قبل أن تقول :
- نعم ، اضافة الى أنني أشعر بشيء غريب حياله ، يجب علي الثقة بحدسي ، سأبحث في هذا الأمر عندما أجد وقتا لذلك..
ثم صمتت قليلا قبل أن تنتبه أن هناك شيئا ناقصا ، لتتسائل قائلة بشيء من القلق :
- أين ذهب تشيبي ؟

و قد جائتها الاجابة على شكل همهمات تشيبي الناعسة من خلفها ، لقد كان وراءها طوال الوقت ، فابتسمت بخفة ثم حملته بلطف و وضعته فوق كتفها ليكمل نومه .

- اذا ماذا نفعل بخصوص موضوع الطعام ؟
تسائل جوردن هته المرة بعد سماعه الأصوات الصادرة عن بطن روز ، فأجابت آنا مخرجة كتابا آخر من الكتب الذي ظنت أنها ستساعدهم :
- هذا الكتاب يتحدث عن النباتات ، و قد وجدت فيه صورا لبعض النباتات الموجودة هنا ، أظنه سيساعدنا في التفريق بين السامة منها و الصالحة للأكل .

- رائع ، سأذهب لجمع بعضها ، أنتما اذهبا لتفقد بعض المنازل و القصور الأخرى ، توخيا الحذر ..
أجاب جوردن متجها ناحية الباب الخارجي ، لتومئ كل منهما قبل أن تردف روز :
- هذا المكان كبير جدا ، أظننا نحتاج خريطة أو شيء كهذا ..
- معك حق ، كيف يمكننا الحصول عليها ؟
تسائلت آنا لتبتسم روز في توتر ، ثم قالت :
- سيتحول جوردن الى عملاق ، و بما أن ذاكرته قوية جدا ، كباقي العمالقة ، فهو سيقوم بحفظ المكان من فوق ، و نرسم الخريطة وفقا لذلك .

فكرت آنا للحظات قبل أن تقول :
- لا أظنها فكرة جيدة أبدا ، أتوقع أن نعثر على خريطة للمكان في وقت قريب ، على كل حال ، لنذهب الآن .
أومأت روز و انطلقت الى الخارج ، ثم خرجت آنا هي الأخرى من القصر الكبير ، لتقابلها رائحة الحديقة المنعشة ، و كالعادة ، الشمس في منتصف السماء .

- سأحتاج وقتا للاعتياد على هذا .
تمتمت ، ثم قالت مخاطبة فلوغا :
- أين سنذهب الآن ؟
لتجيبها بهدوء كالمعتاد :
- أتذكرين المنزل متوسط الحجم ذو النباتات المتسلقة ، أظننا سنجد شيئا هناك.

حاولت التذكر لكنها فشلت ، فأضافت فلوغا :
- لا بأس ، سأقودك اليه.
سلمت آنا القيادة لفلوغا ، فانطلقت هذه الأخيرة نحو المنزل المنشود ، و تشيبي برفقتها .

و في الطريق ، بينما كانت آنا تتأمل في المعمار الجميل و المناظر الخلابة ، خاصة النافورات ذات الأشكال الجميلة ، قالت فلوغا :
- آنا ، لما لا تستعلمين قدرتك على التحكم في الجاذبية لتري المكان أفضل من فوق ، لم ترق لي فكرة تحول جوردن هنا أنا أيضا .

- رغم أن الأمر خطير نوعا ما ، قد أسقط من ارتفاع عالي فلازلت لا أسيطر على قوتي جيدا ، الا أنني سأجرب .

أجابت آنا بشيء من التردد ، فالحذر واجب في النهاية، فقالت فلوغا :
-  لا تقلقي ، يمكنك التحول قبل أن تسقطي و لن يصيبك أدى .

أومئت آنا ثم شرعت تحاول تذكر الطريقة الصحيحة ، التنفس بعمق ، تحرير الروح ، التركيز على الطاقة الزرقاء الناتجة عن الجاذبية الأرضية ، و أخيرا جعلها تتلاشى .
في البداية واجهت نوعا من الصعوبة كونها لم تتدرب عليها منذ مدة ، لكن و بعد عدد من المحاولات الفاشلة ، تمكنت أخيرا من الارتفاع عن الأرض .

- ما .. هذا !
تمتمت بصدمة محدقة بالمكان أسفلها ، بداية ، كانت مدينة الملائكة تبدو كمتاهة صعبة الحل ، بسبب كثرة مبانيها و حدائقها الغربية ، لكن هذا لم ينفي حقيقة أنها كانت باهرة الجمال ، لكن الأمر الذي لم تتوقعه ، هو تلك الغابة ، فقد تبين أن لمدينة الملائكة سور عالي يحيط بها ، و استطاعت لمح بوابته كذلك ، و خلف هذا السور ، امتدت غابة لا متناهية من الأشجار الملونة ، بحيث مهما ارتفعت ، لم تستطع رؤية نهاية أو حد لهذه الغابة  .

- من المستحيل أن أتذكر المكان من فوق ، انه كالمتاهة !
قالت آنا بينما تحاول السيطرة على جاذبيتها مرة أخرى حتى لا تستمر في الارتفاع ، ثم أضافت بتذمر: - أين هاتفي عندما أحتاجه ..

- آنا من الأفضل أن تعيدي جاذبيتك !
قالت فلوغا في شيء من التردد بعد ابتعادهما على الأرض كثيرا ، فحاولت آنا فعل ذلك ، قبل أت تقول :
- يمكنني التحكم في قوة الجاذبية كذلك ! سأحاول زيادتها بالتدريج ..
أغلقت عيناها مرة أخرى ثم تخيلت الطاقة زرقاء اللون أسفلها و هي تتجمع ببطئ ، و بالفعل فقد توقف صعودها و بدأت تتجه ناحية الأرض.

لكن و بالرغم من أنها أوشكت على النجاح و الهبوط بسلام ، الا أنها فقدت التركيز على بعد أمتار من الأرض ، و سقطت فوق احدى الأشجار القريبة .

- كان نجاحك وشيكا ، قليل من التدريب و ستتمكنين منها.
قالت فلوغا بتشجيع بعد أن نزلتا من الشجرة ، متوجهتان نحو المنزل ذي النباتات المتسلقة .
- أين ذهب تشيبي ؟ ذلك الصغير يستمر في افزاعي.

و للمرة الثانية جاءتها الاجابة على شكل همهمات خافتة من خلفها ، و هذه المرة من قبعة سترتها ، و قد بدا مرعوبا حتى أن لونه اختلف قليلا .
- أوه أنت هنا ، لم أكن أعلم أنك تخاف المرتفعات هكذا !
أضافت آنا بابتسامة خفيفة ، قبل أن تدخل المنزل جميل الشكل ، و رغم اختلافه الخارجي ، الا أن ديكوره و ألوانه من الداخل كانا مماثلان لأي مكان آخر في مدينة الملائكة .

- أظنني بدأت أضجر ، جميع الأماكن متشابهة !
قالت آنا بتذمر بعد أن ألقت نظرة سريعة ، لتجيب فلوغا :
- من الأفضل أن تعتادي على الوضع ، لا نعلم كم سنبقى هنا..

شرعت آنا بالتجول في المنزل ، و بعد عدة غرف لم تجد بها شيئا ، اضافة الى مطبخ فارغ بأدوات غريبة الشكل ، وجدت أخيرا غرفة أثارت اهتمامها ، فرغم أن بابها كان عاديا ، الا أنها احتوت على العديد من الأشياء التي بدت مهمة ، و أهمها ، مجموعة من المخطوطات التي تتحدث عن مختلف أنواع القوى و كيفية التحكم بها ، فوضعتها آنا مباشرة في حقيبة قماشية وجدتها مرمية فوق أحد الكراسي .

- فلوغا ، انها خريطة !
هتفت آنا بعد أن لمحت فوق المكتب ، خريطة بدت كأنها رسمت باليد المجردة ، فبينت أغلب الأماكن المهمة ، كالقصر الكبير و أماكن أخرى استطاعت آنا تمييزها بعد أن قامت برحلة الطيران القصيرة تلك.
- رائع ! يبدو أن الحظ لجانبنا هذه المرة.
أجابت فلوغا قبل أن تضيف مباشرة :
- عن ماذا تعبر تلك النقط الحمراء في رأيك ؟

فكرت آنا قليلا قبل أن تجيب :
- لا أعلم تحديدا ، لكن أجزم أنها مهمة ، هناك أيضا  نقاط سوداء في عدة أماكن ، يجب علينا زيارة هذه المناطق ، لعل هناك خيطا يوجهنا.
ثم أضافت بعد أن استندت على الحائط خلفها و قد بدأت تشعر بالتعب ، فهي تعمل منذ وقت طويل و لم تأخذ وقتا للراحة :
- يجب علينا العودة الى القصر الآن ، لقد مضى بالفعل وقت طويل منذ افترقنا .

لكن ما ان انهت كلامها حتى وقعت في فتحة بالحائط ، الفتحة الناتجة عن ضغطها زر مخفي يؤدي الى مكان مجهول .

- مؤخرتي تخدرت..
قالت آنا بألم بينما تحاول الوقوف ، كان الظلام دامسا و لم تسطتع رؤية شيء ، لكن هته الحالة لم تطل ، فسرعان ما بدأ تشيبي ، الذي وقع فوقها ، يشع ضوءا أبيض قويا ، أنار المكان بطريقة جيدة ، فحملته بين يديها و شرعت تتفحص ما حولها بدقة .

كانت غرفة صغيرة مربعة الشكل، بدت كأنها معمل تجارب سحري أو شيء كهذا ، و قد ذكرتها قليلا بتلك الغرفة أسفل الأرض الخاصة بالساحر روبرت ، و التي تواجد بها القزم المرعب ، على حد قولها .
على اليمين تواجدت طاولة امتدت على عرض الحائط ، احتوت على علب زجاجية بها مكونات لم تستطع آنا معرفة أي منها ، و قد كان أغلبها أعشابا اضافة الى العديد من الرفوف التي حملت أحجارا و أشياء غريبة أخرى ، أما على اليسار ، فقد كانت هناك آلة صغيرة نوعا ما ، لم تشبه أي آلة كانت آنا قد رأتها بحياتها.

أما المساحة المتبقية فقد كانت تعج بالأوراق المتناثرة المليئة بكتابات شبيهة بالخربشات ، اضافة الى العديد من الزجاجيات الشبيهة بخاصة المخابر ، و أشياء أخرى ، لكن الأمر الذي جذب انتباهها أكثر ، هو أن الغرفة تبدو كأن أحدا ما كان يعمل بها ، ثم اختفى فجأة ، و قد جذبت لها هته الفكرة تساؤلات أخرى ، و أهمها ؛ أين ذهب سكان مدينة الملائكة ؟
من هم ؟ و لماذا لا يوجد كتاب أو شخص يعلم ماذا حدث لهم ، فكل شيء في هذا المكان ، يدل على أنه كان عامرا بالسكان يوما ما.

- يبدو أن خروجنا من مدينة الملائكة لن يكون بسيطا كما توقعت ، بداية بأمر الشر الذي ذكر في الكتاب ، ثم مشكلة لماذا مدينة الملائكة فارغة.
قالت آنا مخاطبة فلوغا ، التي كانت تفكر بنفس الشيء ، فهناك شيء ليس بمنطقي يحدث هنا ، ثم أضافت :
- لا أعلم ان كانت الينور انتبهت لهذا و قررت فقط التجاهل و تنفيذ مهمتها ..

لتجيب فلوغا :
- لن أظننا سنكون قادرتان على التجاهل في كل الأحوال ، لكن آنا ، تذكري واجبك في العالم الآخر ، لدي شعور بأن الأوضاع في تدهور مستمر و اذا لم نسرع سيستمر نورثن في طغيانه و سيدمرنا جميعا.
تنهدت آنا على اثر كلمات فلوغا فقالت :
- معك حق يجب علينا اكتشاف مكان .. البوابات !
صمتت قليلا في تفكير ثم أضافت بحماس :
فلوغا أظنني عرفت الى ما تشير تلك النقاط على الخريطة ! على الأرجح أنها بوابات ، أو على الأقل بعض منها .

- صحيح ! هذا منطقي ، لكن لدينا نقاط حمراء و أخرى سوداء ..
أجابت فلوغا ، كادت آنا أن تتحدث مجددا لكنها لاحظت شيئا يلمع أسفل الطاولة على اليمين ، فاقتربت أكثر و انحنت لالتقاطه ، و قد كان مفتاحا صغير الحجم فضي اللون ، يبدو عاديا من النظرة الأولى ، لكن ان دققت أكثر به سيصدمك تعقيده الشديد و دقة صنعه اللامتناهية ، فحملته آنا و وضعته في الحقيبة مع الخريطة و المخطوطات ، ثم ألقت نظرة أخيرة لتتأكد ما اذا كان هناك شيء مهم آخر غفلت عنه ، لكنها لم تجد شيئا ، فقررت المغادرة الآن ، و العودة مرة أخرى .

رفعت آنا رأسها ليقابلها الباب المخفي الذي سقطت منه ، فما كان منها الا أن استعملت قوتها ، و هذه المرة لم تواجه مشكلة كبيرة في السيطرة عليها ، عدى أنها ضربت رأسها بقوة في سقف الغرفة.

- سنعود للقصر الآن ، أشعر أن عقلي احترق من شدة التفكير و الاعياء .
قالت آنا بتعب بينما هي في طريقها الى القصر ، و الذي من المستحيل أن تضيع طريقه ، فهو ضخم يظهر من بعيد ، كما أنه يقع في المنتصف تماما ، كأنه قلب مدينة الملائكة .

- أخيرا ! أين كنتي يا فتاة لقد أقلقتنا !
قالت روز بخوف بعد أن ولجت آنا القلعة ، ثم أضافت بسرعة :
- لن تصدقي ما وجد جوردن !
ردت آنا قائلة :
- في الواقع أنا أيضا وجدت عدة أشياء من شأنها مساعدتنا ، لكن ماذا وجد جوردن ؟

- مخزن ، مخزن كامل مليئ بمختلف أنواع الأطعمة التي قد يتصورها عقلك ، لقد كان بمثابة حلم ! و أنت يا آنا ، على ماذا تحصلتي ؟
أجاب جوردن بأعين حالمة أظهرت بوضوح مدى عمق ارتباطه الروحي بالطعام ، فأجابت آنا بسعادة :
- رائع ! لن يكون علينا أن نقلق على مصادر الطعام اذا ، أما أنا ، فأولا ، استطعت التحكم تقريبا في الجاذبية ، رأيت مدينة الملائكة من فوق ، وجدت خريطة لها ، و معملا سريا ، و أخيرا ، مفتاح يبدو مهما جدا .

- ممتاز ! نحن نتقدم اذا ، سنرتاح لهذا اليوم و نبدأ العمل الجدي غدا ، هناك بعض الطعام فوق الطاولة لمن هو جائع ، سأذهب للنوم .
قالت روز بارهاق هي الأخرى قبل أن تصعد السلالم و تلج احدى الغرف ، بينما أشار جوردن لآنا بابهامه بمعنى ' عمل جيد ' ، ثم اتجه ناحية المطبخ الذي لم يكن بعيدا ، لتلحق به ، فهي أيضا تتضور جوعا .

و كما قالت روز ، الطاولة الكبيرة الملحقة بالمطبخ ، و التي واضح أنها ليست مخصصة للأكل ، فقد لمحت آنا في طريقها الى هنا غرفة الطعام الفاخرة ، مليئة بالطعام الطازج الذي لم يتعب أحد نفسه بالتفكير في مصدره ، جلس جوردن و شرع في الأكل بشراهة ، لتقوم آنا بالمثل ، انتبهت الآن فقط ، أنها أول مرة تكون بمفردها من جوردن ، فبادرت بالسؤال كاسرة الصمت الغريب :
- جوردن ، في رأيك ، أين ذهب السكان الأصليون لمدينة الملائكة ؟

تأخر جوابه قليلا بينما كان يفكر ، ثم قال :
- من الأشياء المجهولة حول هذا المكان ، هو نوع سكانه ، و أين اختفوا ، هذا ان وجدوا اصلا ، لكن تذكري أن هذا الأمر لا يهمنا حاليا ، كل ما نحن هنا من أجله هو أن نعبر لعالمنا.

- حسنا اذا ..
تمتمت و ليس لديها أي نية في التخلي عن أسئلتها حتى تجد اجابة مقنعة ، ثم أضافت بسخرية قبل أن تخرج من المطبخ :
- ليلة سعيدة .

أثناء صعودها الدرج الكبير المؤدي الى الطابق التالي ، كانت تتأمل التماثيل و اللوحات البديعة التي زينت الجدران ، الى أن وقعت عيناها على لوحة جذبت انتباهها ، كانت عبارة عن شخص ملامحه غير واضحة ، لكن بدا من جسده أنه شاب في مقتبل العمر ، و الأمر الأغرب هو امتلاكه جناحان كبيران غطيا معظم مساحة اللوحة ، و فجأة تذكرت جملة كتبتها الينور في مذكراتها ، و غفلت هي عنها تماما ، حتى الآن ، فقد ذكرت أمر يدان قويتان أمسكتا بها أو شيء كهذا ..

- على ذكر المذكرات ..
قالت آنا مخاطبة نفسها ، ثم أضافت بسرعة :
- أنا فارسة ، و الينور فارسة كذلك ، لماذا فقدت هي ذاكرتها عند وصولها لمدينة الملائكة على عكسي ؟ كما أن هناك شخصا أنقذها عندما كانت على وشك السقوط ، و هناك أيضا أمر الرسالة التي وجدتها ، فهذا يثبت أن مدينة الملائكة ليست خالية كما نظن..
صمتت قليلا تستجمع أفكارها ، و واصلت بتذمر ناتج عن الأسئلة الكثيرة التي لم تجد لها جواب :
- لما أشعر بأن هناك عامل مشترك بين كل هته الأشياء التي تواجهني ، أظنني بحاجة لقسط من الراحة..

ولجت احدى الغرف القريبة و رمت بنفسها على السرير قبل أن تغط مباشرة في نوم عميق.
..

وجهة نظر آناستازيا :

أقف وسط حقل من زهور النرجس الجميلة ، بينما احساس غامر من الطمأنينة اللامتناهية يراودني ، لا أعلم سببه حقا لكنني متأكدة أنه مجرد حلم جميل ، صدر صوت من خلفي ، فالتفتت مباشرة ليقابلني صاحب العباءة البيضاء المطرزة ، الذي أرشدني مرة الى بيت الغابة و الذي لطالما زارني في أحلامي ..
أأكون مجنونة لو قلت أني اشتقت اليه ؟

ابتسامة عفوية صدرت عني ، اقترب أكثر مني و لازلت غير قادرة على رؤية وجهه ، الا ذقنه و فمه فقط ، بسبب قبعة عباءته التي تغطي نصف وجهه ، لكن الأمر الواضح هنا هو أنه فارع الطول .
- هل ستجيبني عن أسئلتي ؟
خرج السؤال مني دون سابق انذار ، لألمح ابتسامة صغيرة تشكلت قبل ان يمسك يدي و يسحبني خلفه، كانت يده دافئة ، و شعرت أنذاك بسعادة حقيقية .

توقف في مكان ما و أشار لي كي أجلس ، ففعلت ، ليجلس هو الآخر مقابلا لي ، ثم قال ، و قد كانت هذه اللحظة ، هي اللحظة المنتظرة بالنسبة لي :
- فقط سؤال واحد.

كان صوته جميلا ترك أثرا في أذني ، و مألوفا كذلك فحاولت التذكر أين سمعته ، لكنني لم أستطع ،  بغض النضر عن صوته ، هو سيجيبني عن سؤال واحد لذا سأغتنم الفرصة ، فحاولت استحضار السؤال الذي يؤرقني أكثر ، لكنها كانت كلها مهمة ، و في تلك الأثناء ، خرج سؤالي لا اراديا و دون تخطيط :
- من أنت ؟

ابستم بخفة قبل أن يقول :
- أنت بالفعل تعلمين من أنا ، صغيرتي ..
تذكرت الآن أين سمعت الصوت ! انه الذي ساعدني على الخروج من عزلتي بعد وفاة ليندا ! ثم بدأت ذكريات مشوشة أخرى عن طفولتي تظهر لي ، لم أتذكر جيدا ، لكن أغلبها كانت برفقته ، و آخرها ، عندما عدت بالزمن أو شيء كهذا ،  انه هو .. أنا واثقة ..
انه نورثن ..

ابتلعت صدمتي بسرعة و قررت التفكير في هذا لاحقا ، قبل أن أتذمر قائلة :
- لكن هذا لن يحتسب ! أنت لم تجبني حتى !
ابتسم مرة أخرى و قال بخفوت و صوت هادئ كالمعتاد :
- لنا لقاء آخر ، و تذكري ، عليك طرح الأسئلة المناسبة ، في المكان المناسب .

ما ان انهى كلماته حتى بدأ المكان حولنا يتشوش ، ثم عدت الى الواقع و وجدت نفسي في مكاني أين نمت سابقا ، بينما يدي لاتزال دافئة ..
لم أشعر الا بنفسي أنام مرة أخرى ، غير راغبة بالتفكير فيه ..
من المفترض أنه عدوي ..
لكن هذا الشخص ، هو فقط مختلف ..

____________________________

أهلا مجددا 🙈

أتمنى أن تكونوا بخير مع الحجر الصحي و ما الى ذلك 😆

أظن الكثير منكم نسي ما كتب في مذكرات الينور ، لذا يمكنكم العودة الى بداية الفصل الثالث على ما أعتقد .

أسئلة كثيرة جدا في هذا الفصل لكن تريثوا فقط ، الفصل القادم ( و الذي سيكون قريبا بالمناسبة ) سيكشف فيه كثير من الغموض هنا 😋

شكرا على تعليقاتكم الجميلة في الفصل السابق😍

استمتعوا ❤ و تأكدوا من البقاء في البيت و المحافظة على سلامتكم ❤

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro